من فضائل شهر شعبان
بقلم: الامام العلامه الشيخ الدكتور. علي جمعة مفتي الديار المصريه
اقتضت حكمة الله عز وجل تفضيل بعض الشهور علي بعض, ومن ضمن هذه الشهور يجيء شهر شعبان الذي فضله الله, وعظمه رسول الله صلي الله عليه وسلم,
فحري بنا ان نعظمه وان نكثر من العبادة والاستغفار فيه, كما جاء عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما انه سأل النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يارسول الله, لم ارك تصوم شهرا من الشهور ماتصوم في شعبان, فقال صلي الله عليه وسلم: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الاعمال الي الله, فأحب ان يرفع عملي وأنا صائم( رواه النسائي201/4)
فقوله: شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان يشير الي انه لما جاء بين شهرين عظيمين ـ رجب ورمضان ـ اشتغل الناس بهما عنه وغفلوا عنه, وكثير من الناس يظن ان صيام رجب افضل من صيام شعبان لان رجب شهر حرام, والامر ليس كذلك.
وفي الحديث السابق اشارة الي ان بعض مايشتهر فضله من الأزمان او الاماكن او الاشخاص قديكون افضل منه, وفيه دليل علي استحباب عمارة اوقات غفلة الناس بالطاعة.
ومن شدة محافظته صلي الله عليه وسلم علي الصوم في شعبان ظن بعض ازواجه رضي الله عنهن انه يصوم شعبان كله, مع انه صلي الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان, وقد بينت السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك فقالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتي نقول لايفطر ويفطر حتي نقول لايصوم, ومارأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط الا شهر رمضان, ومارأيته في شهر اكثرصياما منه في شعبان( رواه البخاري ومسلم).
وفي هذا الشهر ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان, عظم النبي صلي الله عليه وسلم شأنها فقال: ان الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك او مشاحن( رواه ابن ماجة445/1 وابن حبان في صحيحه48/17)
وقد ورد في فضل تلك الليلة احاديث بعضها مقبول وبعضها ضعيف, غير ان الضعيف يعمل به في فضائل الاعمال, ولذلك يحرص الصالحون علي قيام ليلها وصيام نهارها.
وفي شعبان تم تحويل القبلة, وهو حدث عظيم في تاريخ الامة الاسلامية, حيث كان تحويل القبلة في البدء من الكعبة الي المسجد الاقصي لحكمة تربوية وهي العمل علي تقوية ايمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية وماجعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه)( البقرة:143) فقد كان العرب قبل الاسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه. ولان هدف الاسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية القلوب وتجريدها من التعلق بغيرالله وحثها علي اتباع المنهج الاسلامي المرتبط بالله مباشرة, لذا فقد اختار لهم التوجه قبل المسجد الاقصي, ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم مما علق بها من الجاهلية, ليظهر من يتبع الرسول اتابعا صادقا عن اقتناع وتسليم, ممن ينقلب علي عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوي الجاهلية ورواسبها.
وبعد ان استتب الامر لدولة الاسلام في المدينة, صدر الامر الالهي الكريم بالاتجاه الي المسجد الحرام, ليس تقليلا من شأن المسجد الاقصي ولاتنزيلا من شأنه, ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة اخري هي حقيقة الاسلام, حيث رفع سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصا لله, وليكون قبلة للاسلام والمسلمين, وليؤكد ان دين الانبياء جميعا هو الاسلام ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين)( الحج:78)
وليس تحويل القبلة من المسجد الاقصي الي المسجد الحرام إلا تأكيدا للرابطة الوثيقة بين المسجدين, فاذا كانت رحلة الاسراء من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي قد قطع فيها مسافة زمانية قصر الزمن او طال, فقد كان تحويل القبلة من المسجد الاقصي الي المسجد الحرام رحلة تعبدية, الغرض منها التوجه الي الله تعال دون قطع مسافات, اذ لامسافة بين الخالق والمخلوق: وهو معكم أينما كنتم( الحديد:4)
وعندما يتجه الانسان من المسجدالاقصي الي المسجد الحرام فهو بذلك يعود الي اصل القبلة( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين)( آل عمران:96) فهي دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتي عيسي عليهم السلام, ولكنها لم تتم او تكتمل الا بالرسول الخاتم صلي الله عليه وسلم فقد اخره الله ليقدمه, فهو وان تأخر في الزمان فقد تحقق علي يديه الكمال.
وقد كرم الله نبيه صلي الله عليه وسلم في هذه الليلة بأن طيب خاطره بتحويل القبلة والاستجابة لهوي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال تعالي قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره)( البقرة:144) وما الامر في هذا كله الا انه انتقال من الحسن الي الاحسن وهذا شأن رسول الله صلي الله عليه وسلم في الامور كلها. وجاء تحويل القبلة من المسجد الاقصي الي المسجد الحرام ايضا لتقر عين الرسول صلي الله عليه وسلم فقلبه معلق بمكة, يمتليء شوقا وحنينا اليها, إذ هي احب البلاد اليه, وقد اخرجه قومه واضطروه الي الهجرة الي المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف فخرج من بين ظهرانيهم ووقف علي مشارف مكة المكرمة قائلا: والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض الي الله ولولا اني اخرجت منك ماخرجت( رواه الترمذي722/5) وبعد ان استقر صلي الله عليه وسلم بالمدينة المنورة, ظل متعلقا بمكة المكرمة فأرضاه الله عزوجل بأن جعل القبلة الي البيت الحرام, فكانت الاقامة بالمدينة و التوجه الي مكة في كل صلاة, ليرتبط عميق الايمان بحب الاوطان.
http://www.ahram.org.eg/237/2010/07/24/10/30856.aspx
بقلم: الامام العلامه الشيخ الدكتور. علي جمعة مفتي الديار المصريه
اقتضت حكمة الله عز وجل تفضيل بعض الشهور علي بعض, ومن ضمن هذه الشهور يجيء شهر شعبان الذي فضله الله, وعظمه رسول الله صلي الله عليه وسلم,
فحري بنا ان نعظمه وان نكثر من العبادة والاستغفار فيه, كما جاء عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما انه سأل النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يارسول الله, لم ارك تصوم شهرا من الشهور ماتصوم في شعبان, فقال صلي الله عليه وسلم: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الاعمال الي الله, فأحب ان يرفع عملي وأنا صائم( رواه النسائي201/4)
فقوله: شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان يشير الي انه لما جاء بين شهرين عظيمين ـ رجب ورمضان ـ اشتغل الناس بهما عنه وغفلوا عنه, وكثير من الناس يظن ان صيام رجب افضل من صيام شعبان لان رجب شهر حرام, والامر ليس كذلك.
وفي الحديث السابق اشارة الي ان بعض مايشتهر فضله من الأزمان او الاماكن او الاشخاص قديكون افضل منه, وفيه دليل علي استحباب عمارة اوقات غفلة الناس بالطاعة.
ومن شدة محافظته صلي الله عليه وسلم علي الصوم في شعبان ظن بعض ازواجه رضي الله عنهن انه يصوم شعبان كله, مع انه صلي الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان, وقد بينت السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك فقالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتي نقول لايفطر ويفطر حتي نقول لايصوم, ومارأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط الا شهر رمضان, ومارأيته في شهر اكثرصياما منه في شعبان( رواه البخاري ومسلم).
وفي هذا الشهر ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان, عظم النبي صلي الله عليه وسلم شأنها فقال: ان الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك او مشاحن( رواه ابن ماجة445/1 وابن حبان في صحيحه48/17)
وقد ورد في فضل تلك الليلة احاديث بعضها مقبول وبعضها ضعيف, غير ان الضعيف يعمل به في فضائل الاعمال, ولذلك يحرص الصالحون علي قيام ليلها وصيام نهارها.
وفي شعبان تم تحويل القبلة, وهو حدث عظيم في تاريخ الامة الاسلامية, حيث كان تحويل القبلة في البدء من الكعبة الي المسجد الاقصي لحكمة تربوية وهي العمل علي تقوية ايمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية وماجعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه)( البقرة:143) فقد كان العرب قبل الاسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه. ولان هدف الاسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية القلوب وتجريدها من التعلق بغيرالله وحثها علي اتباع المنهج الاسلامي المرتبط بالله مباشرة, لذا فقد اختار لهم التوجه قبل المسجد الاقصي, ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم مما علق بها من الجاهلية, ليظهر من يتبع الرسول اتابعا صادقا عن اقتناع وتسليم, ممن ينقلب علي عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوي الجاهلية ورواسبها.
وبعد ان استتب الامر لدولة الاسلام في المدينة, صدر الامر الالهي الكريم بالاتجاه الي المسجد الحرام, ليس تقليلا من شأن المسجد الاقصي ولاتنزيلا من شأنه, ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة اخري هي حقيقة الاسلام, حيث رفع سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصا لله, وليكون قبلة للاسلام والمسلمين, وليؤكد ان دين الانبياء جميعا هو الاسلام ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين)( الحج:78)
وليس تحويل القبلة من المسجد الاقصي الي المسجد الحرام إلا تأكيدا للرابطة الوثيقة بين المسجدين, فاذا كانت رحلة الاسراء من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي قد قطع فيها مسافة زمانية قصر الزمن او طال, فقد كان تحويل القبلة من المسجد الاقصي الي المسجد الحرام رحلة تعبدية, الغرض منها التوجه الي الله تعال دون قطع مسافات, اذ لامسافة بين الخالق والمخلوق: وهو معكم أينما كنتم( الحديد:4)
وعندما يتجه الانسان من المسجدالاقصي الي المسجد الحرام فهو بذلك يعود الي اصل القبلة( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين)( آل عمران:96) فهي دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتي عيسي عليهم السلام, ولكنها لم تتم او تكتمل الا بالرسول الخاتم صلي الله عليه وسلم فقد اخره الله ليقدمه, فهو وان تأخر في الزمان فقد تحقق علي يديه الكمال.
وقد كرم الله نبيه صلي الله عليه وسلم في هذه الليلة بأن طيب خاطره بتحويل القبلة والاستجابة لهوي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال تعالي قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره)( البقرة:144) وما الامر في هذا كله الا انه انتقال من الحسن الي الاحسن وهذا شأن رسول الله صلي الله عليه وسلم في الامور كلها. وجاء تحويل القبلة من المسجد الاقصي الي المسجد الحرام ايضا لتقر عين الرسول صلي الله عليه وسلم فقلبه معلق بمكة, يمتليء شوقا وحنينا اليها, إذ هي احب البلاد اليه, وقد اخرجه قومه واضطروه الي الهجرة الي المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف فخرج من بين ظهرانيهم ووقف علي مشارف مكة المكرمة قائلا: والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض الي الله ولولا اني اخرجت منك ماخرجت( رواه الترمذي722/5) وبعد ان استقر صلي الله عليه وسلم بالمدينة المنورة, ظل متعلقا بمكة المكرمة فأرضاه الله عزوجل بأن جعل القبلة الي البيت الحرام, فكانت الاقامة بالمدينة و التوجه الي مكة في كل صلاة, ليرتبط عميق الايمان بحب الاوطان.
http://www.ahram.org.eg/237/2010/07/24/10/30856.aspx
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر