لحمد لله قدم السيد الأجل العالم الأفضل الشريف المبجل قاضي القبيلة الحبيبة محمد في شكله ودعائه أعزه الله تعالى وحرس إيالته الطالب الأرضى الخير المرتضى النزيه الدين الأبر المكرم الحاج المفضل الروسي الحبيبي الزوي للنظر في مال أحباس مسجد الزوة المذكورة وقبضه وإحصائه والحيطة عليه وتنميته وإعطاء أصولها كراءا وغيره لمن شاء وبما شاء وكيف شاء وإجراء الصرف على المسجد المذكور حصورا وزيتا وبناءا وتسقيفا وزربا وذلك من جميع ما يتوقف عليه المسجد المذكور لما ثبت لديه أسماه الله تعالى من ثقته وأمانته وضبطه وكفايته وأهليته كل ذلك بشهادة شاهديه مجاورة وسكنا وإطلاعا على الأحوال تقديما تاما مفوضا مطلقا عاما أقامه مقام الوصي المفوض إليه. لم يستتن عليه في ذلك معنا ولا فصلا إلا وأسند النظر فيه إليه وحتى تفويت الأصل أذن له فيه إذنا عاما بتبديل ما هو أنفع من الأصل وهو وصول مائها إليها الذي هو بالموضع المدعوعين الجامع، وذلك لأن منفعة وصول الماء إليها أعظم من الأ صل لإنتفاع أرباب الأحباس بذلك سقيا وشربا ووضوءا وغسلا وغير ذلك في كل الأوقات إلى أبد الآبدين بخلاف منفعة الأصل فإنها عند كل رأس سنة فقط (34) وذلك على الخوف والرجاء ومراعاة أجورها في كل الأوقات هي لأرباب الحبس المفوت لأنه لافوت في الحقيقة وأذن له أسماه الله تعالى في تفويت مقدار ما يوصل الماء إلى المسجد المذكور فقط لاغير شهد على إشهاده دام مجده بما فيه عنه وعلى المقدم المذكور بالتزامه القيام بذلك جهده وهو حفظه الله تعالى بحيث يجب له ذلك من حيث ذكر وفي جمادى الثانية عام تسعين ومائتين وألف ألحق بطرته مال صح به وبه تسويد بين النون والألف صح به.
- عبد ربه أحمد بن محمد داخل شكله لطف الله به آمين.
- عبد ربه سبحانه حسن بن لحسن الروسي لطف الله به.
- وقاضي القبيلة أحمد بن محمد والإعمال عقبه الحمد لله أعلم بتبوته عبيد ربه سبحانه أحمد بن محمد ودعاؤه. محمد بن عمر بخاث قاضي طنجة. إعلام عقب إعلام الحمد لله أعلم بإعماله عبيد ربه محمد بن عمر بخاث ودعاؤه.
3 رحيل شيخنا القطب سيدي الحاج المفضل.
تابع شيخنا البركة جدنا عبادته ونسكه بلا إنقطاع، فلقن كتاب الله وسنة رسوله (ص) في زواياه ، فربى خلقا كثيرا تربية روحية صوفية يبث فيهم أخلاقا نبوية كريمة سامية من الكرم والزهد والورع إلى أن لقي ربه تعالى وهو مطمئن سنة 1327هـ. فدفن قدس الله روحه بقريته في مقبرة الروسيين داخل ضريحه مع والده الفقيه الذاكر سيدي محمد وجده الفقيه سيدي الهاشمي في موقع مشرف على سد محدث مأخرا يسمى بسد 9 أبريل. فترك عددا لا يحصى من ذاكري الله والذاكرات، تلهج ألسنتهم بذكر الحي الذي لا يموت، وقلوبهم مملوءة بإسمه الأعظم وبخشية الحق سبحانه وصفوفهم متحدة ومتواصلة، كل واحد يشد بعضه كالبنيان المرصوص بمحبة الله ورسوله الكريم (ص)، محلقين ومهللين بإسمه سبحانه في كل حين. فقام رحمه الله - والحمد لله على ذلك - بواجبه نحو الطريقة الصوفية الشاذلية أتم وأحسن قيام بشمال المغرب ونحو الأمة الإسلامية جمعاء. فأشارت الظهائر السلطانية ورسائل علماء العصر وأوليائه إلى هذا كله.
فلم يرد رضي الله عنه جاها ولا رفعة ولا منصبا بل كان همه الوحيد كما جاء في هذه الظهائر وفي الرسائل السابقة الذكر إنتشار العقيدة الروحية التي فقدها المرء منذ زمن بعيد. فسعى إلى مقام الإحسان الذي هو سر الإخلاص والمشاهدة وعمل على الوصول إلى كن الحديث الشريف : أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن ، تراه ، فإنه يراك. فلذلك مهد الله له السبل وأعانه على مهامه التربوية، فكان (ض) أحسن قدوة في الزهد والتصوف والورع والجود والكرم والإيثار فلهذا كان من كبار شيوخ التصوف في عصره. فخدم المحتاجين ورفق بالضعفاء والمعوزين ، فكان من عباد الله الذين قيل فيهم(47‘):
إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخدوا صالح الأعمال فيها سفنا
وأيضا :
يا خالق الخلق يامن لاشريك له طوبى لمن عاش بين الناس يهواك
إني لأ عجب ممن قد رأى طرفا من فرط لطفك ربي كيف ينساك
وكيف يأنس روح العارفين وإن دام السرور لهم إلا بلقياك
والله ما فرحت روحي ولا أنت في الدهر ما بقيت إلا بذكراك
- تأسيس الزاوية الأولى بأسفل الإهري بالقصر الكبير.
إجتمع عليه رضي الله عنه فقراء أجلاء، وعباد كرام لايحصون، فأخذوا عنه السنة الصوفية ليعظموا الله ويكثروا شكرهم له تعالى، كما ذكرت سابقا، فأسسوا زوايا في عديد من القرى كقرية الشرفاء الضعاف وقرية شرفاء أولاد جميل وقرية حجاوة في الغرب وكقرية عين السمن وقرية بني مرقي في أهل السريف وقرية بوهاني في بني جرفط وغيرها. كما أسس سابقا زاوية في القصر الكبير ما يزال لها صدى عظيم على يد أحفاده ومما يدل على ذلك، هذه الوثيقة الآتية التي حصلنا عليها من الأرشيف المغربي لمؤلفها ميشو بلير (37) الجزء 14 حيث قال:
[ ليس هناك إلا مدة قصيرة حين استقرت الجماعة الدرقاوية في القصر الكبير. التابعون هم من فقراء الناس، وزاويتهم تقع في حي الإهري جانب باب القوس (38) بمنزل شرفاء الناصريين. الإمام هو درقاوي يتقاضى أجرة من الجماعة. المقدم وهو في نفس الوقت ناظر يدعى سيدي عبد السلام بن الجيلاني بن عمٌـُــور. هذه الشخصية تحترف مهنة متميزة يبيع العشبة السائبة تلك العشبة تستعمل في الصيدلية العربية لتنقية الدم ضد مرض الصرع "MORBUS GALLICUS" على من يستعملها أن يمتنع عن أكل لحم البقر والأسماك ما عدى تلك المجلوبة من مولاي بوسلهام ويمنع كذلك عن الأشياء الحامضة ولحم المعز ولحم النعجة والزيتون والفواكه الطازجة (لحم الغنم مسموح به لكن بدون عطريات ماعدى الزيت والثوم). ويجب أن يتجنب تنفس الكبريت والإقتراب من النساء. على آخذها أن يأكل سوى الزيت والثوم والبيض. والد المقدم أخذها عن شريف وزان سيدي الحاج العربي (39) جزاءا عن عمل قدمه له، إمكان بيع العشبة بدون إحتياطات أو الممنوعات الغذائية المذكورة أعلاه، مما يجعلها تباع بثمن غال، إنها بركة متداولة و مأخوذة بإذن بين الأفراد ومعطاة من دار الضمانة وسيدي عبد السلام ورثها عن أبيه. للدرقاويين، شيخ، الحاج المفضل الحبيبي رئيس زاوية جبل الحبيب كان يأتي مرارا إلى القصر الكبير حيث يمتلك منزلا. ويأتي أيضا من الجبل درقاويون حاملين علما طالبين التعاون مع التابعين. وكانوا يجتمعون كل جمعة في الزاوية].
- إنتقال الزاوية لحومة الإهري الأعلى بالشريعة.
وبعد أن كثر مريدوا الشيخ سيدي الحاج المفضل رضي الله عنه من علماء وفقهاء وفقراء، أسس زاوية أكبر وأوسع بأعلى الإهري وأقام عليها مقدمه جدنا سيدي عبد السلام الجيلاني ووالدي الأمجد المبجل صيرورة الطريق الشاذلية مولاي وسيدي عبد الله بعد أن قضى مدة طويلة في التحصيل(40) والتحصين في فاس بالقرويين مع إخوته على يد علمائها الأبرار، الفحول الأخيار، والفقهاء الكبار، كالإمام العلامة العارف شيخ الجماعة السيد أحمد بن الخياط والعلامة الخير سيدي التهامي كنون والإمام العارف الزاهد العالم سيدي جعفر الكتاني وغيرهم. إن جدي رضي الله عنه سيدي الشيخ وولده سيدي عبد الله عاصرا وصادقا وتآخا ورافقا في الله أقطاب عصريهما كالعلامة سيدي عبد الكبير وولده سيدي محمد الكتاني وسيدي محمد بن التهامي كنون والعلامة شيخ الجماعة القدوة الهمام الشريف البركة الشيخ سيدي فتح الله بن الشيخ أبي بكرالبناني والشيخ الحاج أحمد البدوي وسيدي إدريس الحراق وغيرهم. فكانا رحمهما الله قطبي زمانهما وملتقى السالكين والمريدين. فأصبحت الزاويتان الدرقاويتان بالقصر وقرية الزوة نزهة هؤلاء العلماء الأبرار. يحلون بهما ويقيمون الصلاة والذكر ودروس العلم فيهما وأصبحتا نور المهتدين إلى الله عز وجل تسقيان العطشان المتشوق إلى عذوبة وحلاوة لاإله إلا الله المتفاني في الصلاة على رسول الله (ص ). فأصبح الشروق لايغيب عن كل موضع وموقع زاره جدنا ووالدنا رحمهما الله. فكل قرية ومدينة إلا وكان الناس يطلبون التبرك بهما والإستماع إلى دروسهما في التصوف والتفسير والحديث و السيرة والفقه والأصول وإكرام موكبهم أين ما حلوا تبركا بهم وعناية بذاكري إسم الجلالة. فحق فيهم كلام العارف بالله شيخ المشايخ الإمام سيدي أبو مدين الغوث(41)حين قال:
تحيي بكم كل أرض تنزلون بها كأنكم في بقاع الأرض أمطار
وتشتهي العين فيكم منظرا حسنا كأنكم في عيون الناس أزهار
ونوركم يهتدي الساري برؤيته كأنكم في ظلام الليل أقمار
لا أوحش الله ربعا من زيارتكم يامن لهم في الحشا والقلب تذكار
4 استمرار شعلة التصوف على يد أبو الفيض الشيخ الولي الصالح سيدي عبد الله الروسي الحسني.
إن الولي الصالح، الزاهد العابد، المشاهد الرقيب، سيدي الحاج المفضل قضى نحبه تاركا أثرا واضحا في الحياة الاجتماعية والفكرية والدينية والتصوفية في المغرب كله طوال عدة سنين، بعد أن عاش تقريبا مائة وسبعة سنين (47) مخلفا وراءه نجله قدوة وحامل شعلة
الشاذلية، الشيخ الإمام العلامة الهمام، نخبة الأعيان، المكسو بأنوار العلم والمهابة والمعرفة والعرفان سيدي ومولاي عبد الله الروسي الحسني الإدريسي. فرسم للمريدين طريق الوصول إلى الله وأخذ بيد السالك ووجهه الوجهة الصحيحة وأبصره بأساليب يدفع عنه الشيطان ويقاوم النفس والهوى. فأوصله في النهاية سالما نقيا إلى الله. لأن الطريق متشعب المسالك وكثير المنحنيات مليء بالصعاب فبالتالي يكون السفر شاقا. فهذا العمل من الإرشاد والتربية والتهذيب قام به (ض ) بزاويته بالقصر الكبير قبل وفاة والده كرمه الله وخير ذلك قول جدنا الشيخ: من أراد أن يستسقي من طريقتنا الشاذلية فعليه بنجلي البار سيدي عبد الله. أو كقول سيدي عبد القادر العلمي (ض ) في قصيدته يثني عليه وينوه به مما ثبت فيه من الأخلاق النبيلة والأوصاف الفاضلة والشيم الكريمة والمعاملة الحسنة لجميع المريدين والسالكين لما لمس فيه من المكرمات الربانية حيث يقول:
أمولاي عبد الله يا إبن إمامنا أتيتنا مسرعا لغوث مغربنا
قصدت ضريح القطب نجل نبينا وأكرمك المولى بتوفيق ربنا
جزاك رب العباد خير جزائه فما رأيت في الناس مثل زائرنا
لقنت عباد الله وردك فاسمعوا ولباك جل الناس لحضرة ربنا
فسحت ونصحت وجدت بمالك وأسديت معروفا لكل العالمين
هلمو إلى الله أيا عباد الله إلى داعي الله شيخنا عبد الله
وشيخنا يوصيكم بتلقين وردكم يكون شفيعنا غدا في ذاتنا
فورده الإستغفار مع هيللة وختمه بالصلاة على نبينا
هنيئا لك يا بن الكرام إذ جئتنا دعاؤك مقبول في باب إدريسنا
ولما كان عليه من صفاء النفس، وصدق الإيمان، ونقاوة الضمير، ومن علم ومعرفة، وزهد في الدنيا، وإرشاد لخلق الله، وتربية لعباده حالا ومقالا، تشبث به العام والخاص، وأثبتوا ولايته. من بينهم [ الشيخ الإمام العالم العلامة الهمام، نخبة الأعيان، المكسو بأنوار المهابة والعرفان، الجامع بين فتنة الجمال وسطوة الجلال، الحائز قصب السبق في كل خلق نوراني محمدي بمن الله الكريم ،المفضال، الولي الصالح والكوكب الواضح، شيخ الطريقة وإمام الطالبين للحقيقة، محيي رسوم الطريق بعد دروسها، ومظهر معالم التصوف بعد أفول شموسها، مربي المريدين، وعمدة السالكين، قمر الدباجي المهتدي به في ظلمات المحسوسات والمعاني وشمس الضواحي، السائرة لكل مضاد ومعاني، عمدتي وملاذي، ومن على الله وعليه اعتمادي، العارف الرباني، والولي الصمداني، شيخنا ووسيلتنا إلى الله، أبو الفضل سيدنا ومولانا فتح الله، نجل شيخ الطريق ومعدن السلوك والتحقيق سيدنا أبو بكر البناني(48) ]. ومن بينهم أيضا: [ الفقيه العلامة سيدي محمد بن التهامي كنون النبيه، فارس هيجاء مجالس العلوم وممارس السنة وعلمها المعلوم، البدر الساطع خلال السحائب، والبحر الفائض بنفيس الغرائب، مجالسته رحمة، ومذاكرته حكمة، ومناقشته نعمة، يقتطف من رياض المعاني كل نوع جليل، ويرصف متقن المباني ما يشفي الغليل، لم تزل أفكاره في بحر العلوم سابحة، وبروق ألفاظه من ثنايا التحقيق لائحة، تخاله وقد ضمه المجلس أسدا بين أشبال، أو قمرا منيرا حواليه نجوم واضحة عوال، أو شجاعا ماهرا مارس الأهوال وقارع الأبطال، أو خطابيا قام على منابر التبريز ناطقا بالحكمة، وقد نظم ونشر من جواهر الألفاظ وبواقيت المعاني ما يبحر(49) ].
كما ندرج رسائل أخرى تشير إلى ولايته ومكانته التصوفية كرسالة سيدي عبد الرحمان بن الطيب حفيد مولاي أبو عبد الله العربي الدرقاوي، شيخ مشايخ الصوفية عروس الأولياء وسلطانهم، المربي الكبير والعارف الأكبر. وكرسالة الفقير الأجل والعابد المتشوق والصديق المحب، اعمر بن بعنان القلعي، والفقيه الفقير أحمد الجباري، والفقير الأبر خادم أهل الله وصاحب أهل الصفا سيدي محمد بن الضعيف. انظر كتاب لمحات تاريخية من الذاكرة الجماعية لكاتبها الفقيه العلامة سيدي الأمين الروسي الحسني. توجد بعض منها في خانة الرسائل.
فكان (ض) كما شهد له به أولياء وعلماء عصره، من أكابر الشيوخ علما وعملا وصلاحا، ومن الواقفين مع السنة النبوية في أقواله وأفعاله. يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ويحظ بالمحافظة على الدين الحنيف، بتطبيق الأوامر واجتناب النواهي. وبدل النصح لسائر المسلمين. فدام على حالته هذه حتى لقي ربه مساء يوم الأربعاء 26 ذي القعدة عام 1352هـ موافق 1934م، وذفن يوم الخميس بزاويته بمدينة القصر الكبير(61). فبقيت أعماله التي دعا إليها مخلدة ومسجلة بسجل مشايخ الصوفية الذين فقدوا هذا الشيخ الوقور صاحب المكانة في ميدان التصوف، ومرصوص مع عقد أولياء القصر الكبير(61‘) ونجما من نجوم أهل العلم والمعرفة بالله في مغربنا، ودرة من درر أصحاب الصلاح في البلاد الإسلامية مصداقا لقول الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا .صدق الله العظيم. وبعد وفاته رحمه الله ألحق العلامة السيد عبد القادر العلمي المذكور بعض أبيات من قصيدته السالفة ترحما عليه رضي الله عنه منها:
وارحم شيخنا المرحوم ونور ضريحه يا رحمان يا رحيم غفرانك ربنا
الإستمرارية
بعد انتقال الشيخ سيدي عبد الله إلى الرفيق الأعلى، تولى المشيخة من بعده أخي سيدي المفضل. فاعتبر الوارث للطريقة، بشهادة المريدين والمقدمين، لكنه رحل إلى بلاد الغرب مقيما بها وذلك لإجتماع المريدين عليه والتفافهم حوله هناك. فلزمت الزاوية بتكليف منه ، إلى أن انتقلت بدوري للعمل بمدينة العرائش. وبعد وفاته رحمه الله يوم الإثنين 24 شعبان 1387هـ موافق 27 نوفنبر 1967م، انتقلت المشيخة من بعده لأخينا سيدي الحاج محمد الفاطمي الذي كان مكلفا - بعد انتقالي - بمريدي الزاوية وشؤونها. إنه يعتبر حلقة وصل بارزة بين الماضي والحاضر في الطريقة الشاذلية، باعتباره امتداد الصلاح والإشعاع الديني الصوفي. إذ تعلم العلم والعكوف على تحصيله بجد وإتقان، ليكون من أهل الرسوخ والعرفان. فعلم رواد مريدي الزاوية مبادئ دينهم الحنيف، وأحكام كتاب الله تعالى الكريم، ومقاصد أحاديث رسول الله (ص).(انتهى من كتاب لمحات تاريخية من الذاكرة الجماعية )- لقد توفي الشيخ العدل سيدي محمد الفاطمي رحمه الله في منتصف شهر رمضان من عام 1425 هـ وكذلك إخوتي الفضلاء الأجلاء الأستاذ سيدي أحمد والأستاذ سيدي محمد البشير رائد من رواد الموسيقى الأندلسية في المديح النبوي في المغرب وأختنا الفاضلة السيدة الحاجة رقية رحمة الله عليهم جميعا وأسكنهم فسيح جنانه. لقد قامت الزاوية وما زالت تقوم بدورها الرائد في إشعاع مقام الإحسان كما كانت عليه من قبل وذلك بفضل الله وجهد أنجال شيخنا سيدي عبد الله وأولادهم البررة، كلهم بدون استثناء، رغم التغيرات التي حصلت في مجتمعنا. فلقد حرصوا على سلالة الأخيار وعلى ما تلقاه من والدهم والثقات الراسخين في معرفة الله.
- عبد ربه أحمد بن محمد داخل شكله لطف الله به آمين.
- عبد ربه سبحانه حسن بن لحسن الروسي لطف الله به.
- وقاضي القبيلة أحمد بن محمد والإعمال عقبه الحمد لله أعلم بتبوته عبيد ربه سبحانه أحمد بن محمد ودعاؤه. محمد بن عمر بخاث قاضي طنجة. إعلام عقب إعلام الحمد لله أعلم بإعماله عبيد ربه محمد بن عمر بخاث ودعاؤه.
3 رحيل شيخنا القطب سيدي الحاج المفضل.
تابع شيخنا البركة جدنا عبادته ونسكه بلا إنقطاع، فلقن كتاب الله وسنة رسوله (ص) في زواياه ، فربى خلقا كثيرا تربية روحية صوفية يبث فيهم أخلاقا نبوية كريمة سامية من الكرم والزهد والورع إلى أن لقي ربه تعالى وهو مطمئن سنة 1327هـ. فدفن قدس الله روحه بقريته في مقبرة الروسيين داخل ضريحه مع والده الفقيه الذاكر سيدي محمد وجده الفقيه سيدي الهاشمي في موقع مشرف على سد محدث مأخرا يسمى بسد 9 أبريل. فترك عددا لا يحصى من ذاكري الله والذاكرات، تلهج ألسنتهم بذكر الحي الذي لا يموت، وقلوبهم مملوءة بإسمه الأعظم وبخشية الحق سبحانه وصفوفهم متحدة ومتواصلة، كل واحد يشد بعضه كالبنيان المرصوص بمحبة الله ورسوله الكريم (ص)، محلقين ومهللين بإسمه سبحانه في كل حين. فقام رحمه الله - والحمد لله على ذلك - بواجبه نحو الطريقة الصوفية الشاذلية أتم وأحسن قيام بشمال المغرب ونحو الأمة الإسلامية جمعاء. فأشارت الظهائر السلطانية ورسائل علماء العصر وأوليائه إلى هذا كله.
فلم يرد رضي الله عنه جاها ولا رفعة ولا منصبا بل كان همه الوحيد كما جاء في هذه الظهائر وفي الرسائل السابقة الذكر إنتشار العقيدة الروحية التي فقدها المرء منذ زمن بعيد. فسعى إلى مقام الإحسان الذي هو سر الإخلاص والمشاهدة وعمل على الوصول إلى كن الحديث الشريف : أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن ، تراه ، فإنه يراك. فلذلك مهد الله له السبل وأعانه على مهامه التربوية، فكان (ض) أحسن قدوة في الزهد والتصوف والورع والجود والكرم والإيثار فلهذا كان من كبار شيوخ التصوف في عصره. فخدم المحتاجين ورفق بالضعفاء والمعوزين ، فكان من عباد الله الذين قيل فيهم(47‘):
إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخدوا صالح الأعمال فيها سفنا
وأيضا :
يا خالق الخلق يامن لاشريك له طوبى لمن عاش بين الناس يهواك
إني لأ عجب ممن قد رأى طرفا من فرط لطفك ربي كيف ينساك
وكيف يأنس روح العارفين وإن دام السرور لهم إلا بلقياك
والله ما فرحت روحي ولا أنت في الدهر ما بقيت إلا بذكراك
- تأسيس الزاوية الأولى بأسفل الإهري بالقصر الكبير.
إجتمع عليه رضي الله عنه فقراء أجلاء، وعباد كرام لايحصون، فأخذوا عنه السنة الصوفية ليعظموا الله ويكثروا شكرهم له تعالى، كما ذكرت سابقا، فأسسوا زوايا في عديد من القرى كقرية الشرفاء الضعاف وقرية شرفاء أولاد جميل وقرية حجاوة في الغرب وكقرية عين السمن وقرية بني مرقي في أهل السريف وقرية بوهاني في بني جرفط وغيرها. كما أسس سابقا زاوية في القصر الكبير ما يزال لها صدى عظيم على يد أحفاده ومما يدل على ذلك، هذه الوثيقة الآتية التي حصلنا عليها من الأرشيف المغربي لمؤلفها ميشو بلير (37) الجزء 14 حيث قال:
[ ليس هناك إلا مدة قصيرة حين استقرت الجماعة الدرقاوية في القصر الكبير. التابعون هم من فقراء الناس، وزاويتهم تقع في حي الإهري جانب باب القوس (38) بمنزل شرفاء الناصريين. الإمام هو درقاوي يتقاضى أجرة من الجماعة. المقدم وهو في نفس الوقت ناظر يدعى سيدي عبد السلام بن الجيلاني بن عمٌـُــور. هذه الشخصية تحترف مهنة متميزة يبيع العشبة السائبة تلك العشبة تستعمل في الصيدلية العربية لتنقية الدم ضد مرض الصرع "MORBUS GALLICUS" على من يستعملها أن يمتنع عن أكل لحم البقر والأسماك ما عدى تلك المجلوبة من مولاي بوسلهام ويمنع كذلك عن الأشياء الحامضة ولحم المعز ولحم النعجة والزيتون والفواكه الطازجة (لحم الغنم مسموح به لكن بدون عطريات ماعدى الزيت والثوم). ويجب أن يتجنب تنفس الكبريت والإقتراب من النساء. على آخذها أن يأكل سوى الزيت والثوم والبيض. والد المقدم أخذها عن شريف وزان سيدي الحاج العربي (39) جزاءا عن عمل قدمه له، إمكان بيع العشبة بدون إحتياطات أو الممنوعات الغذائية المذكورة أعلاه، مما يجعلها تباع بثمن غال، إنها بركة متداولة و مأخوذة بإذن بين الأفراد ومعطاة من دار الضمانة وسيدي عبد السلام ورثها عن أبيه. للدرقاويين، شيخ، الحاج المفضل الحبيبي رئيس زاوية جبل الحبيب كان يأتي مرارا إلى القصر الكبير حيث يمتلك منزلا. ويأتي أيضا من الجبل درقاويون حاملين علما طالبين التعاون مع التابعين. وكانوا يجتمعون كل جمعة في الزاوية].
- إنتقال الزاوية لحومة الإهري الأعلى بالشريعة.
وبعد أن كثر مريدوا الشيخ سيدي الحاج المفضل رضي الله عنه من علماء وفقهاء وفقراء، أسس زاوية أكبر وأوسع بأعلى الإهري وأقام عليها مقدمه جدنا سيدي عبد السلام الجيلاني ووالدي الأمجد المبجل صيرورة الطريق الشاذلية مولاي وسيدي عبد الله بعد أن قضى مدة طويلة في التحصيل(40) والتحصين في فاس بالقرويين مع إخوته على يد علمائها الأبرار، الفحول الأخيار، والفقهاء الكبار، كالإمام العلامة العارف شيخ الجماعة السيد أحمد بن الخياط والعلامة الخير سيدي التهامي كنون والإمام العارف الزاهد العالم سيدي جعفر الكتاني وغيرهم. إن جدي رضي الله عنه سيدي الشيخ وولده سيدي عبد الله عاصرا وصادقا وتآخا ورافقا في الله أقطاب عصريهما كالعلامة سيدي عبد الكبير وولده سيدي محمد الكتاني وسيدي محمد بن التهامي كنون والعلامة شيخ الجماعة القدوة الهمام الشريف البركة الشيخ سيدي فتح الله بن الشيخ أبي بكرالبناني والشيخ الحاج أحمد البدوي وسيدي إدريس الحراق وغيرهم. فكانا رحمهما الله قطبي زمانهما وملتقى السالكين والمريدين. فأصبحت الزاويتان الدرقاويتان بالقصر وقرية الزوة نزهة هؤلاء العلماء الأبرار. يحلون بهما ويقيمون الصلاة والذكر ودروس العلم فيهما وأصبحتا نور المهتدين إلى الله عز وجل تسقيان العطشان المتشوق إلى عذوبة وحلاوة لاإله إلا الله المتفاني في الصلاة على رسول الله (ص ). فأصبح الشروق لايغيب عن كل موضع وموقع زاره جدنا ووالدنا رحمهما الله. فكل قرية ومدينة إلا وكان الناس يطلبون التبرك بهما والإستماع إلى دروسهما في التصوف والتفسير والحديث و السيرة والفقه والأصول وإكرام موكبهم أين ما حلوا تبركا بهم وعناية بذاكري إسم الجلالة. فحق فيهم كلام العارف بالله شيخ المشايخ الإمام سيدي أبو مدين الغوث(41)حين قال:
تحيي بكم كل أرض تنزلون بها كأنكم في بقاع الأرض أمطار
وتشتهي العين فيكم منظرا حسنا كأنكم في عيون الناس أزهار
ونوركم يهتدي الساري برؤيته كأنكم في ظلام الليل أقمار
لا أوحش الله ربعا من زيارتكم يامن لهم في الحشا والقلب تذكار
4 استمرار شعلة التصوف على يد أبو الفيض الشيخ الولي الصالح سيدي عبد الله الروسي الحسني.
إن الولي الصالح، الزاهد العابد، المشاهد الرقيب، سيدي الحاج المفضل قضى نحبه تاركا أثرا واضحا في الحياة الاجتماعية والفكرية والدينية والتصوفية في المغرب كله طوال عدة سنين، بعد أن عاش تقريبا مائة وسبعة سنين (47) مخلفا وراءه نجله قدوة وحامل شعلة
الشاذلية، الشيخ الإمام العلامة الهمام، نخبة الأعيان، المكسو بأنوار العلم والمهابة والمعرفة والعرفان سيدي ومولاي عبد الله الروسي الحسني الإدريسي. فرسم للمريدين طريق الوصول إلى الله وأخذ بيد السالك ووجهه الوجهة الصحيحة وأبصره بأساليب يدفع عنه الشيطان ويقاوم النفس والهوى. فأوصله في النهاية سالما نقيا إلى الله. لأن الطريق متشعب المسالك وكثير المنحنيات مليء بالصعاب فبالتالي يكون السفر شاقا. فهذا العمل من الإرشاد والتربية والتهذيب قام به (ض ) بزاويته بالقصر الكبير قبل وفاة والده كرمه الله وخير ذلك قول جدنا الشيخ: من أراد أن يستسقي من طريقتنا الشاذلية فعليه بنجلي البار سيدي عبد الله. أو كقول سيدي عبد القادر العلمي (ض ) في قصيدته يثني عليه وينوه به مما ثبت فيه من الأخلاق النبيلة والأوصاف الفاضلة والشيم الكريمة والمعاملة الحسنة لجميع المريدين والسالكين لما لمس فيه من المكرمات الربانية حيث يقول:
أمولاي عبد الله يا إبن إمامنا أتيتنا مسرعا لغوث مغربنا
قصدت ضريح القطب نجل نبينا وأكرمك المولى بتوفيق ربنا
جزاك رب العباد خير جزائه فما رأيت في الناس مثل زائرنا
لقنت عباد الله وردك فاسمعوا ولباك جل الناس لحضرة ربنا
فسحت ونصحت وجدت بمالك وأسديت معروفا لكل العالمين
هلمو إلى الله أيا عباد الله إلى داعي الله شيخنا عبد الله
وشيخنا يوصيكم بتلقين وردكم يكون شفيعنا غدا في ذاتنا
فورده الإستغفار مع هيللة وختمه بالصلاة على نبينا
هنيئا لك يا بن الكرام إذ جئتنا دعاؤك مقبول في باب إدريسنا
ولما كان عليه من صفاء النفس، وصدق الإيمان، ونقاوة الضمير، ومن علم ومعرفة، وزهد في الدنيا، وإرشاد لخلق الله، وتربية لعباده حالا ومقالا، تشبث به العام والخاص، وأثبتوا ولايته. من بينهم [ الشيخ الإمام العالم العلامة الهمام، نخبة الأعيان، المكسو بأنوار المهابة والعرفان، الجامع بين فتنة الجمال وسطوة الجلال، الحائز قصب السبق في كل خلق نوراني محمدي بمن الله الكريم ،المفضال، الولي الصالح والكوكب الواضح، شيخ الطريقة وإمام الطالبين للحقيقة، محيي رسوم الطريق بعد دروسها، ومظهر معالم التصوف بعد أفول شموسها، مربي المريدين، وعمدة السالكين، قمر الدباجي المهتدي به في ظلمات المحسوسات والمعاني وشمس الضواحي، السائرة لكل مضاد ومعاني، عمدتي وملاذي، ومن على الله وعليه اعتمادي، العارف الرباني، والولي الصمداني، شيخنا ووسيلتنا إلى الله، أبو الفضل سيدنا ومولانا فتح الله، نجل شيخ الطريق ومعدن السلوك والتحقيق سيدنا أبو بكر البناني(48) ]. ومن بينهم أيضا: [ الفقيه العلامة سيدي محمد بن التهامي كنون النبيه، فارس هيجاء مجالس العلوم وممارس السنة وعلمها المعلوم، البدر الساطع خلال السحائب، والبحر الفائض بنفيس الغرائب، مجالسته رحمة، ومذاكرته حكمة، ومناقشته نعمة، يقتطف من رياض المعاني كل نوع جليل، ويرصف متقن المباني ما يشفي الغليل، لم تزل أفكاره في بحر العلوم سابحة، وبروق ألفاظه من ثنايا التحقيق لائحة، تخاله وقد ضمه المجلس أسدا بين أشبال، أو قمرا منيرا حواليه نجوم واضحة عوال، أو شجاعا ماهرا مارس الأهوال وقارع الأبطال، أو خطابيا قام على منابر التبريز ناطقا بالحكمة، وقد نظم ونشر من جواهر الألفاظ وبواقيت المعاني ما يبحر(49) ].
كما ندرج رسائل أخرى تشير إلى ولايته ومكانته التصوفية كرسالة سيدي عبد الرحمان بن الطيب حفيد مولاي أبو عبد الله العربي الدرقاوي، شيخ مشايخ الصوفية عروس الأولياء وسلطانهم، المربي الكبير والعارف الأكبر. وكرسالة الفقير الأجل والعابد المتشوق والصديق المحب، اعمر بن بعنان القلعي، والفقيه الفقير أحمد الجباري، والفقير الأبر خادم أهل الله وصاحب أهل الصفا سيدي محمد بن الضعيف. انظر كتاب لمحات تاريخية من الذاكرة الجماعية لكاتبها الفقيه العلامة سيدي الأمين الروسي الحسني. توجد بعض منها في خانة الرسائل.
فكان (ض) كما شهد له به أولياء وعلماء عصره، من أكابر الشيوخ علما وعملا وصلاحا، ومن الواقفين مع السنة النبوية في أقواله وأفعاله. يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ويحظ بالمحافظة على الدين الحنيف، بتطبيق الأوامر واجتناب النواهي. وبدل النصح لسائر المسلمين. فدام على حالته هذه حتى لقي ربه مساء يوم الأربعاء 26 ذي القعدة عام 1352هـ موافق 1934م، وذفن يوم الخميس بزاويته بمدينة القصر الكبير(61). فبقيت أعماله التي دعا إليها مخلدة ومسجلة بسجل مشايخ الصوفية الذين فقدوا هذا الشيخ الوقور صاحب المكانة في ميدان التصوف، ومرصوص مع عقد أولياء القصر الكبير(61‘) ونجما من نجوم أهل العلم والمعرفة بالله في مغربنا، ودرة من درر أصحاب الصلاح في البلاد الإسلامية مصداقا لقول الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا .صدق الله العظيم. وبعد وفاته رحمه الله ألحق العلامة السيد عبد القادر العلمي المذكور بعض أبيات من قصيدته السالفة ترحما عليه رضي الله عنه منها:
وارحم شيخنا المرحوم ونور ضريحه يا رحمان يا رحيم غفرانك ربنا
الإستمرارية
بعد انتقال الشيخ سيدي عبد الله إلى الرفيق الأعلى، تولى المشيخة من بعده أخي سيدي المفضل. فاعتبر الوارث للطريقة، بشهادة المريدين والمقدمين، لكنه رحل إلى بلاد الغرب مقيما بها وذلك لإجتماع المريدين عليه والتفافهم حوله هناك. فلزمت الزاوية بتكليف منه ، إلى أن انتقلت بدوري للعمل بمدينة العرائش. وبعد وفاته رحمه الله يوم الإثنين 24 شعبان 1387هـ موافق 27 نوفنبر 1967م، انتقلت المشيخة من بعده لأخينا سيدي الحاج محمد الفاطمي الذي كان مكلفا - بعد انتقالي - بمريدي الزاوية وشؤونها. إنه يعتبر حلقة وصل بارزة بين الماضي والحاضر في الطريقة الشاذلية، باعتباره امتداد الصلاح والإشعاع الديني الصوفي. إذ تعلم العلم والعكوف على تحصيله بجد وإتقان، ليكون من أهل الرسوخ والعرفان. فعلم رواد مريدي الزاوية مبادئ دينهم الحنيف، وأحكام كتاب الله تعالى الكريم، ومقاصد أحاديث رسول الله (ص).(انتهى من كتاب لمحات تاريخية من الذاكرة الجماعية )- لقد توفي الشيخ العدل سيدي محمد الفاطمي رحمه الله في منتصف شهر رمضان من عام 1425 هـ وكذلك إخوتي الفضلاء الأجلاء الأستاذ سيدي أحمد والأستاذ سيدي محمد البشير رائد من رواد الموسيقى الأندلسية في المديح النبوي في المغرب وأختنا الفاضلة السيدة الحاجة رقية رحمة الله عليهم جميعا وأسكنهم فسيح جنانه. لقد قامت الزاوية وما زالت تقوم بدورها الرائد في إشعاع مقام الإحسان كما كانت عليه من قبل وذلك بفضل الله وجهد أنجال شيخنا سيدي عبد الله وأولادهم البررة، كلهم بدون استثناء، رغم التغيرات التي حصلت في مجتمعنا. فلقد حرصوا على سلالة الأخيار وعلى ما تلقاه من والدهم والثقات الراسخين في معرفة الله.
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر