دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com

دارة السادة الأشراف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنساب , مشجرات , مخطوطات , وثائق , صور , تاريخ , تراجم , تعارف , دراسات وأبحاث , مواضيع متنوعة

Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 79880579.th
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 78778160
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 16476868
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 23846992
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 83744915
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 58918085
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 99905655
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 16590839.th
نبذة عن كتاب المزنة الغادية Resizedk
نبذة عن كتاب المزنة الغادية 20438121565191555713566

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الجمعة 16 يوليو - 19:30


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على النبي الحبيب الكريم

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية



    كتاب "المزنة الغادية، على مرابع البادية" هو عبارة عن شرح لقصيدة هي من أروع القصائد التي قيلت في مدح الشريف محمد الأمين ابن عبد الودود, وقد كانت هذه القصيدة موضع العديد من الشروح والتعليقات والدراسات, لما تمتاز به من جودة السبك وسلاسة الأسلوب وعمق العبارات ودقة التصوير.
    وقد شرحها الأستاذ الأديب الكبير محمد الحفظ ابن أحمدو شرحا سماه: "المزنة الغادية، على مرابع البادية" ويقع هذا الشرح في 432 صفحة من الحجم المتوسط. وقد شرح فيه القصيدة شرحا وافيا، كما ضمنه:
    - تقديما وتعليقا لكل من:
    1- د. أحمدو ابن حبيب الله، الأستاذ بجامعة انواكشوط الأمين العام لرابطة الأدباء والكتاب الموريتانيين.
    2- د. محمد الحسن بن محمد المصطفى أستاذ الأدب بجامعة انواكشوط.

    - تعريفا بالشريف محمد الأمين ابن عبد الودود السباعي، بقلم الأستاذ أحمدو ولد المختار بن حمين الديماني.


    - نبذة من حياة الشريف محمد الأمين بن عبد الودود، بقلم الشريف مولاي الحسن الإدريسي الحسني.

    وسوف نورد من محتويات هذا الكتاب نص القصيدة، والتقديم والتعليق، وكذلك التعريف بالشريف محمد الأمين ونبذة من حياته، وذلك لإعطاء لمحة موجزة عن الكتاب، وفيما يلي نص القصيدة:

    خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى الرَّبْعِ مِن جُمْلِ ... فَإِنَّ لَهَا رَبْعًا عَزِيزًا عَلَى مِثْلِي
    وَلا تَعْذُلاَنِي فِي الْوُقُوفِ بِدِمْنَةٍ ... قَضَيْتُ بِهَا عَصْرَ التَّصَابِي عَلَى مَهْلِ
    وَجُودَا مَعِي بِالدَّمْعِ فِي عَرَصَاتِهَا ... وَمَرْبَعِهَا الْخَالِي الْبَعِيدِ عَنِ الأهْلِ
    عَفَتْهُ السَّوَارِي وَالْغَوَادِي بِمُسْبِلٍ ... يَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ دَوَالِحِهَا الْهُطْلِ
    ومَرُّ السَّوَافِي مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلٍ ... لِتَرْمُسَ مِنْهُ مَا سِوَى شَامِخِ الأَثْلِ
    فَلَمْ تُبْـقِ لِلْعَيْنَيْنِ إِلا أَثَافِيًا ... جَوَاثِمَ سُفْعًا قَدْ تَعَفَّرْنَ بِالرَّمْلِ
    وَإِلاَّ رَمَادًا دَارِسًا لَعِبَتْ بِهِ ... أَعَاصِيرُ يَسْتحْصِدْنَ بَاقِيَّةَ الْبَقْلِ
    بِهِ الْعِينُ وَالآرَامُ تَلْهُو وَتَرْتَعِي ... وَتَعْلُو عَلَى كُثْبَانِهِ حِينَ تَسْتَجْلِي

    فَلا حَيَّ بِالْوَادِي تَرَاهُ مُخَيِّمًا ... وَلا قَرْيَةً إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قُرَى النَّمْلِ
    وَقَدْ كَانَ مَلْهَى الْعِينِ مِنْ كُلِّ بَضَّةٍ ... عَرُوبٍ عَزُوفٍ عَنْ مُكَالَمَةِ الْعَلِّ
    بِأَلْحَاظِهَا تَرْنُو فَتُصْمِي رَمِيَّهَا ... بِسَهْمٍ مُصِيبٍ مِنْ لَوَاحِظِهَا النُّجْلِ
    تَمِيسُ إِذَا سَارَتْ عَلَى جَنَبَاتِهَا ... كَمَا مَاسَ غُصْنُ الْبَانِ بُلِّلَ بِالْهَطْلِ
    يُعِدْنَ إِلَى عَصْرِ الصِّبَا كُلَّ قَانِت ... مُنِيبٍ إِلَى مَوْلاهُ ذِي نُهْيَةٍ كَهْلِ
    بِأَرْدَافِهَا وَالْجِيدِ وَالْفَرْعِ وَاللَّمَى ... فَتَحْسِبُهُ فِي حِلْمِهِ عَادَ كَالطِّفْلِ
    مَغَانٍ غَنِينَا بِالْمَسَرَّةِ بَيْنَهَا ... وَسِرْبُ صِبَانَا آمِنٌ مِنْ ذَوِي الْخَتْلِ
    عَهِدْتُ بِهَا جُمْلاً إِذِ الْحَيُّ جِيرَةٌ ... وَإِذْ أَنَا لاَ أَخْشَى الْقَطِيعَةَ مِنْ جُمْلِ
    وَإِذْ نَحْتَسِي كَأْسَ الْوِصَالِ رَوِيَّةً ...
    وَلاَ نَخْتَشِي الْوَاشِي وَلاَ لَوْمَ ذِي عَذْلِ
    سَقَى ذَلِكَ الرَّبْعَ الْحَبِيبَ وَأَهْلَهُ ... وَآثَارَهُمْ مِنْ صَوْبِهِ صَيِّبُ الْوَبْلِ
    أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لِذَا الْعَصْرِ عَوْدَةٌ ... وَهَلْ لِلَّذِي بَتَّ الْجَدِيدَانِ مِنْ وَصْلِ
    بِلاَدٌ بِهَا كَانَ الزَّمَانُ مُسَاعِدِي ... لَدُنْ مَجْمَعُ الأَْحْبَابِ مُنْتَظِمُ الشَّمْلِ
    لإنْ أَنْأَ عَنْ تِلْكَ الْبِلاَدِ وَلَمْ أَعُدْ ... أُمَيِّزُ فِيهَا مَا أَلِفْتُ مِنَ السُّبْلِ
    فَيَا رُبَّ قَفْرٍ بِالنَّشِيرِ قَطَعْتُهُ ... إِلَى تِيرِسَ الْغَرَّا عَلَى بَازِلٍ فَحْلِ
    وَمِنْهَا لآمَسَّاكَ أَغْدُو مُشَمِّرًا ... إِلَى تِيجِرِيتَ حَيْثُ أَخْتَارُ لِلْحَلِّ
    أَجُوبُ الْفَيَافِي مَهْمَهًا بَعْدَ مَهْمَهٍ ... عَلَى كُورِ مِجْوَالٍ بِأَذْرُعِهَا الْجُدْلِ
    لِتُوصِلَنِي الْوَجْنَاءُ مُنْتَجَعَ الأُلىَ ... عَلَى النَّاسِ فَازُوا بِالْكَرَامَةِ وَالْعَدْلِ
    بَنِي عَامِرٍ ذِي الأُسْدِ مَنْ عِدُّ فَضْلِهِمْ ... تَضَلَّعَ مِنْهُ النَّاسُ بِالْعَلِّ وَالنَّهْلِ
    فَبَيْنَا أَنَا أَفْرِي بِهَا الْبِيدَ طَالِبًا ... أَنِيسًا أَرَاهُ فِي مَجَاهِلِهَا الْغُفْلِ
    تَرَاءَتْ لِعَيْنِي خَيْمَةٌ فِي سَوَادِهَا ... كَقِطْعَةِ لَيْلٍ قَدْ أُقِيمَتْ عَلَى تَلِّ
    بَعِيدَةُ مَا بَيْنَ الَجَنَاحَيْنِ فَخْمَةٌ ... مُمَدَّدَةُ الأَطْنَابِ وَارِفَةُ الظِّلِّ
    مُزَيَّنَةٌ بِالْوَشْيِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... أُجِيدَتْ لَدَى الإِبْرَامِ وَاللَّفِّ وَالْغَزْلِ

    فَبَادَرَنِي مِنْهَا كَرِيمٌ مُهَذَّبٌ ... عَلَى وَجْهِهِ سِيمَى مِنَ الْعِزِّ وَالْفَضْلِ
    بِوَجْهٍ يَلُوحُ الْبِشْرُ فِي قَسَمَاتِهِ ... يُخَبِّرُ عَنْ مَجْدٍ تَلِيدٍ وَعَنْ نُبْلِ
    فَسَاعَدَنِي حَتَّى أَنَخْتُ مَطِيَّتِي ... وَأَنْزَلَ عَنْهَا مِنْ تَوَاضُعِهِ رَحْلِي
    وَقَالَ أَلاَ فَانْزِلْ حَلَلْتَ بِمَنْ هُمُ ... كَأَهْلِكَ فِي رَحْبٍ فَسِيحٍ وَفِي سَهْلِ
    فَأَجْلَسَنِي فِيهَا بِأَحْسَنِ مَجْلِسٍ ... وَأَكْرَمَنِي مِنْهُ بِأَحْسَنِ مَا نُزْلِ
    بِخَيْمَةِ عِزٍّ مَا تَزَالُ مُعَدَّةً ... لإِكْرَامِ ضَيْفٍ فِي الْيَسَارِ وَفِي الْقُلِّ
    وَقَدْ بُسِطَتْ فِيهَا حَصَائِرُ زُيِّنَتْ ... بِأَلْوَانِ حِبْرٍ رَائِقِ الْخَطِّ وَالشَّكْلِ
    عَلَيْهَا زَرَابِي تَمَّ فِي الْحَوْزِ صُنْعُهَا ... بِمَرَّاكِشَ الْحَمْرَاءِ مَوْطِنِهَا الأَصْلِي
    وَكُلُّ وِسَادٍ مِنْ جُلُودٍ عَتِيقَةٍ ... مُنَمَّقَةٍ تَزْهُو بِأَهْدَابِهَا الْهُدْلِ
    بِهَا هَوْدَجٌ كَالْقَصْرِ يَبْدُو مُزَيَّنًا ... أُعِدَّ لِيَوْمِ الظَّعْنِ حَمْلاً عَلَى الْبُزْلِ
    وَرَحْلٌ عُبَيْدِيٌّ وَلِبْدٌ مُوَافِقٌ ... بِأَلْوَانِهِ وَالْوَشْيِ وَالشَّكْلِ لِلرَّحْلِ
    تَرَى حَوْلَهَا النُّوقَ الْكَرَائِمَ تَرْتَعِي ... هَجَائِنَ لَمْ تُصْرَفْ إِلَى الْبَلَدِ الْمَحْلِ
    وَقَدْ وُسِمَتْ وَسْمًا تَبَيَّنَ أَنَّهُ ... بِـ مَـكَّ وَفِيهَا الْفَصْلُ بِالشَّاهِدِ الْعَدْلِ
    (1)
    فَقُلْتُ لَعَمْرِي إِنَّ هَذِي لَخَيْمَةٌ ... لِذِي الأُسْدِ تُنْمَى حَبَّذَا ذَاكَ مِنْ نَسْلِ
    وَلاِدْمَيْسَ مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ تَنْتَمِي ... وَلِلْحَاجِ أَحْمَدْ بَعْدُ ذِي النَّائِلِ الْجَزْلِ
    فَقُلْتُ لَهُ بِاللهِ مَنْ أَنْتَ قَالَ لِي ... لِعَبْدِ الْوَدُودِ الْجَدِّ أَرْجِعُ فِي جِذْلِي

    فَلَمَّا تَعَارَفْنَا تَبَيَّنْتُ أَنَّهُ ... مُحَمَّدْ لَمِينُ الْمُرْتَضَى حَامِلُ الْكَلِّ
    تُؤَازِرُهُ فِي الْبَيْتِ خَيْرُ عَقِيلَةٍ ... لَهَا فِي مَيَادِينِ الْعُلَى أَوْفَرُ الْكِفْلِ
    كَرِيمَةُ أَصْلٍ مِنْ بَنِي عَمِّهِ الأُلَى ... لَهُمْ شَرَفٌ عَالٍ عَلَى غَيْرِهِمْ يُعْلِي
    لَهَا خَدَمٌ مَهْمَا أَشَارَتْ تَبَادَرُوا ... لِتَنْفِيذِ مَا تَبْغِي مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ
    فَجَاءُوا إِلَيْنَا بِالشَّرَابِ بِسُرْعَةٍ ... وَمِنْ بَعْدِهِ بِالأَكْلِ يَا لَكَ مِنْ أَكْلِ
    أَطَايِبَُِ لَحْمٍ مُشْتَوًى قَدْ أَعَدَّهُ ... عَلَى الْفَوْرِ شَهْمٌ مَا يُؤَبَّنُ بِالْبُخْلِ
    تَقَدَّمَهُ مِنْ جَيِّدِ التَّمْرِ مَا بِهِ ... يَجُودُ لَدَى وَاحَاتِهِ أَكْرَمُ النَّخْلِ
    وَنَادَى بِمِغْرَاجٍ كَبِيرٍ فَأُجِّجَتْ ... لَهُ فِرْنَةٌ بِالنَّارِ وَالْحَطَبِ الْجَزْلِ
    فَصَوَّتَ يَحْكِي صَوْتُهُ عِنْدَ مَا غَلَى ... عَلَى حَرِّهَا شِرْبَ الصَّوَادِي مِنَ الإِبْلِ
    وَجَاءَ مُقِيمُ الشَّايِ يَسْعَى مُشَمِّرًا ... بِآنِيَةٍ لِلشَّايِ جَيِّدَةِ الصَّقْلِ
    وَكِيلٍ مِنَ الْمَفْتُولِ صِينَ لِمَاجِدٍ ... إِذَا جَاءَ لَمْ يَبْرُزْ لِوَغْدٍ وٍلاَ نَذْلِ




    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الجمعة 16 يوليو - 19:32

    --- تابع ---


    وَسَاقٍ مِنَ التَّلْجِ الأَصِيلِ بِهَا سَلاَ ... ذَوُوهَا عَنِ السَّاقَيْنِ وَالْمِعْصَمِ الْخَدْلِ
    وَطَابِلَةٍ جَادَتْ بِهَا كَفُّ صَانِعٍ ... يُزَيِّنُهَا بِالْوَشْيِ فِي الْوَصْلِ وَالْفَصْلِ
    وَجَاءَ بِقِنْدِيلٍ عَلَيْهَا وَحَسْكَةٍ ... تُنِيرُ الدُّجَى مِنْهَا الذُّبَالَةُ كَالصِّلِّ
    تَرَى فَوْقَهَا شَمَّاسَةً مِثْلَ رَاحَةٍ ... أُضِيفَتْ لأُخْرَى فِي انقِبَاضٍ وَفيِ سَدْلِ
    وَمِنْ فَوْقِهَا الْبَرَّادُ بَدْراً تَحُفُّهُ ... كُؤُوسٌ عَنِ الأَحْبَابِ مَنْظَرُهَا مُسْلِ
    وَقَدْ لُفَّ فِي زِيفٍ نَظِيفٍ مُزَيَّنٍ ... كَمِثْلِ كَبِيرِ الْقَوْمِ زُمِّلَ فِي حَفْلِ
    يُسَاعِدُهُ سَخَّارُهُ وَهْوَ طَائِعٌ ... إِذَا مَا دَعَاهُ جَاءَ يَعْدُو عَلَى رِجْلِ
    فَصَبَّ مِنَ الْمَفْتُولِ قَدْرًا مُنَاسِبًا ... وشَلَّلَهُ كَيْمَا يُصَفِّيهِ مِنْ دَخْلِ
    وَكَسَّر سَاقَ التَّلْجِ حَتَّى تَفَرَّقَتْ ... جُذَاذًا بِمِطْرَاقٍ تُخُيِّرَ ذِي نُصْلِ
    فَحَلَّى وَأَعْطَاهَا مِنَ الْوَقْتِ بُرْهَةً ... وَجَرَّبَهَا حَتَّى بَدَا وَهْوَ يَسْتَحْلِي
    وَصَبَّ عَلَى قَدْرِ الْجَمَاعَةِ أَكْؤُسًا ... مَذَاقَتُهَا تُنْسِي الْفَتَى ضَرَبَ النَّحْلِ
    وَدَوَّرَهَا كَالرَّاحِ يَعْبَقُ نَشْرُهَا ... كَنَشْرِ الْخُزَامَى عَرْفُهَا عِنْدَمَا تَغْلِي
    فَدَارَتْ ثَلاَثًا ثُمَّ دَارَتْ بِأَرْبَعٍ ... فَلَمْ تُبْقِ فِينَا مِنْ غَلِيلٍ وَلاَ غِلِّ
    فَأَدْبَرَ جُنْدُ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ هَارِبًا ... يُجَرِّرُ أَثْوَابَ الْكَآبَةِ وَالذُّلِّ
    أَتَايٌ بِهِ قَدْ جَاءَنَا خَيْرُ قَادَةٍ ... كِرَامٍ مِنَ الأَقْوَامِ فِي الْجِدِّ وَالْهَزْلِ
    وَكَانَ بِأَرْضِ الصِّينِ قَبْلاً وَقَدْ دَنَا ... إِلَيْنَا بِهِمْ إِذْ مَهَّدُوا السُّبْلَ لِلْكُلِّ
    فَيَالَكَ مِنْ شَهْمٍ مُضِيفٍ عَرَفْتُهُ ... بِلَيْلَةِ أُنْسٍ لَمْ يُنَلْ مِثْلُهَا قَبْلِي
    يُحَدِّثُنِي وَاللَّيْلُ مُرْخٍ سُدُولَهُ ... حَدِيثًا يُسَلِّينِي وَعَنْ وَطَنِي يُسْلِي

    حَدِيثَ شَرِيفٍ طَيِّبِ الأَصْلِ مَاجِدٍ ... كَرِيمِ السَّجَايَا بَيِّنِ الْفَضْلِ وَالنُّبْلِ
    فَيَا نِعْمَهُ مِنْ سَيِّدٍ طَابَ مَحْتِدًا ... وَلاَ غَرْوَ إِنْ طَابَ امْرُؤٌ طَيِّبُ الأَصْلِ
    مُظَاهِرُ دِرْعَيْ سُؤْدَدٍ وَسَمَاحَةٍ ... تَرَدَّاهُمَا فَوْقَ الشَّهَامَةِ وَالْعَقْلِ
    شُجَاعٌ بِيَوْمِ الْحَرْبِ لَيْثٌ تَهَابُهُ ... عِدَاهُ كَمَا تَخْشَى الْقَطَا مَنْظَرَ الْجُدْلِ
    لَهُ عُدَّةٌ لِلْحَرْبِ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا ... يَعِزُّ بِهَا مَنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ ذَا ذُلِّ
    لَهُ مِدْفَعٌ يُصْمِي الظَّلُومَ مُعَرَّفٌ ... أُعِدَّ لأَيَّامِ الْكَرِيهَةِ وَالْقَتْلِ
    وَجَعْبَتُهُ وَالْخِنْجَرُ اعْتَقَبَا عَلَى ... حَمَائِلِهِ كَاللَّيْثِ يَرْنُو إِلَى الشِّبْلِ
    فَلَيْسَ بِنَاسٍ مِنْ دُنَاهُ نَصِيبَهُ ... وَلاَ هُوَ عَنْ أُخْرَاهُ مِنْ ذَاكَ فِي شُغْلِ
    مِنَ الْقَوْمِ مَنْ يُنْمَوْنَ لِلْبَضْعَةِ التِي ... سَمَتْ بِأَبِيهَا وَالْبَنِينَ وَبِالْبَعْلِ
    وَقَدْ صَحَّ هَذَا عَنْ عُدُولٍ كَثِيرِةٍ ... كَمَا صَحَّحُوهُ بِالْكَرَامَةِ وَالْبَذْلِ
    وَمَنْ يَكُ لِلْمُخْتَارِ صَحَّ انْتِسَابُهُ ... كَفَاهُ فَخَارًا ذَاكَ حِينَ بِهِ يُدْلِي
    مِنَ الْمُكْرِمِينَ الضَّيْفَ حُمَّالِ كَلِّهِ ... إِذَا عُدِمَ الأَقْوَاتُ فِي الْمَحْلِ وَالأَزْلِ
    وَمَنْ يَامَنُ الْجَارُ الْمُضَافُ لَدَيْهِمُ ... إِذَا ضِيمَ جِيرَانٌ لَدَى مَعْشَرٍ عُزْلِ

    وَمَنْ يَشْهَدُ الأَقْتَالُ بِالصَّبْرِ مِنْهُمُ ... إِذَا الْحَرْبُ أَبْدَتْ عَنْ نَوَاجِذِهَا الْعُصْلِ
    وَمَنْ لَمْ يَزَالُوا الدَّهْرَ مَأْوَى صَدِيقِهِمْ ... وَكَهْفًا لَهُ حَتْفًا عَلَى الضِّدِّ وَالْقِتلِ
    وَمَا زَالَتِ الأَقْحَاحُ مِنْ كُلِّ مَعْشَرٍ ... بِمَا جَادَ مِنْ أَشْعَارِهَا مَدْحَهُمْ تُمْلِي
    وَمَا وَجَدَ الْمُثْنُونَ كُفْؤًا لِشِعْرِهِمْ ... سِوَاهُمْ إِذَا أَدْلَى بِأَمْدَاحِهِمْ مُدْلِ
    وَمَا فَازَ ذُو حَوْجَا تَوَخَّى سِوَاهُمُ ... وَمَا وَرَدَتْ عَذْبًا دِلاَءٌ لَهَا يُدْلِي
    وَمَا قُلْتُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُ وَإِنَّنِي ... لأَدْرَى بِهِمْ وَالْعَقْلُ يَشْهَدُ كَالنَّقْلِ

    فَسَلْ عَنْهُمُ التَّارِيخَ يُخْبِرْ بِسَبْقِهِمْ ... بِأَشْوَاطِ كُلِّ الْفَضلِ مِنْ دُونِمَا عِدْلِ
    وَسَلْ عَنْهُمُ مَرَّاكِشًا وَرِحَابَهَا ... فَشِيشَاوَ تَاغَسْرِيتَ إِنْ كُنْتَ ذَا جَهْلِ

    وَزَاوِيَّةَ الْمُخْتَارِ سِيدِ فَكَمْ غَدَتْ ... مَحَطَّ عُلُومِ الشَّرْعِ وَالْفَصْلِ وَالْوَصْلِ
    وَبُجْمَادَ سَلْ عَنْهُمْ وَسَائِرَ مَغْرِبٍ ... فَكَمْ كَانَ لِلأَشْرَافِ بِالْغَرْبِ مِنْ ثَمْلِ
    وَتِيرِسَ سَلْ عَنْهُمْ وَسَلْ تِجِرِيتَ وَالنْـ ... ـنَشِيرَ تَجِدْ أَنْبَا بَنِي الْهَامِلِ الْوَعْلِ
    عَنِيتُ الْوَلِيَّ الْقُطْبَ ذَا الأُسْدِ عَامِرًا ... تَوَسَّلْتُ لِلْمَوْلَى بِهِ لِزَجَا سُؤْلِي
    بِمَدْفَنِهِ تَاهَتْ إِضَاضِنُ مِدِّنٍ ... وَلِكْصَابَ بِابْنَيْهِ عَلَى الأَرْضِ تَسْتَعْلِي
    وَسَاقِيَّةٌ حَمْرَا بِسَبْعَتِهِ الأُولَى ... بِهَا اسْتُشْهِدُوا أَمِّنْ إِلَهِيَّ مِنْ خَذْلِي
    وَهَبْ لِي بِمَنْ حَلَّ الْحِجَازَ ضَرِيحُهُ ... مِنَ الشُّرَفَا عُمْرِي مَسَاءَةَ ذِي التَّبْلِ
    وَبِالْقُطْبِ مَنْ بِاللُّوكَ أَصْبَحَ رَمْسُهُ ... أُدَافِعُ ضَرَّاءَ الْحَسُودِ وَذِي الذَّحْلِ
    فَذَلِكَ مَنْ أَحْيَا الْجُدُودَ وَزَانَهَا ... شَبِيهُ أَبِيهِ حَذْوَكَ النَّعْلَ بِالنَّعْلِ
    وَصَلَّى إِلَهُ الْعَرْشِ بَدْءًا وَمَخْتَمًا ... عَلَى جَدِّهِمْ خَيرِ الْوَرَى خَاتمِ الرُّسْلِ



    -------------------------------
    1- كلمة (مـك) المذكورة في قوله: وقد وسم وسما تبين أنه الخ : هي ميسم القبيلة بصفة عامة تميز بها ملكية الدواب التي تمتلك، ولكل بطن من القبيلة خاصية يجعلها مع (مـك). فمثلا خاصية أهل عبد الودود هي: شاهد (خط عمودي) في المنتصف بين الميم والكاف هكذا مـ|ـكـ
    وفي ذلك يقول الأديب داهي بن سيد احمد بن اسمه الديماني الباب احمدي:
    إِنْ تَاتِ بَيْتًا مِنَ الِ الْبَيْتِ مَيْسَمُهُ ... مِيمٌ وَكَافٌ تَوَسَّطَتْهُمَا أَلِفُ
    تَرَاهُمُ آلِفِينَ كُلَّ مَكْرُمَةٍ ... تَوَارَثُوهَا مِنَ ابَاءٍ لَهَا أَلِفُوا




    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الجمعة 16 يوليو - 19:36

    --- تابع ---


    تقديم د. أحمدُ ولد حبيب الله الأستاذ بجامعــة انواكشوط
    الأمين العام لرابطة الأدباء والكتاب الموريتانيين
    تحت عنوان:
    "خطرات اليراع، من مدحة ولد عبد الودود السباعي"

    حياة الشاعر وعلاقتها بهذه القصيدة:
    إن الاهتمام بجمع المعلومات عن حياة الأديب، وبيئته وثقافته ومزاجه وانتماءاته العقائدية وما إلى ذلك مما يعتد به المهتمون ببحث العوامل التـي تضافرت لإخراج العمل الأدبي إلى حيز الوجود، يمثل اتجاها متميزا في البحث الأدبي. وهو اهتمام له ما يبرره بطبيعة الحال فالأدب حتى فيما يعرف بالواقعية المحايدة لا يخلو من عناصر ذاتية والتداخل بين الذاتية والموضوعية أمر طبيعي بل إنه من السمات التـي تجعل للأدب طبيعة خاصة تميزه عن وسائل المعرفة الأخرى « (1)
    ذلك أن دراسة حياة الأديب لا غنى عنها لمعرفة مراحل تطوره الفني. وفي أي دراسة مقارنة جادة لا تكون أمام الباحث مندوحة من الرجوع لحياة الأديب لمعرفة تاريخه الأدبي والتراث الذي وضع فيه وثقافته الخاصة وروافد هذه الثقافة من مطالعات وأسفار واتصالات شخصية» (2)
    ولذلك كله حرصنا على مقاربة حياة (3) هذا الشاعر الذي هو مـحـمدن بن محمذن حبيب الله الحسني من أولاد أحمد بن يوسف (أهل المزضف) من أسرة مشهورة بالعلم والصلاح.
    وقد ولد حوالي 1305هـ الموافق 1887م بمنطقة العقل بولاية اترارزه. وقد درس في عدة محاظر مشهورة من بينها: محظرة الشيخ محمدو بن أحمذي الحسني ومحظرة أهل داداه من أولاد ابييري ومحظرة أهل محمد بن محمد سالم المجلسي ...
    وقد كان شاعرا مفلقا إلا أن شعره - في الغالب - خاص بمدح النخبة من الشخصيات البارزة التـي كان على صلة قوية بها خاصة أهل الشيخ ماء العينين القلقمي في الشمال وأخيه الشيخ سعد أبيه في الجنوب الغربي «القبلة» وأهل الشيخ سيدي الانتشائي التندغي كما كانت تربطه علاقات قوية بشخصيات بارزة أخرى من مختلف القبائل وخاصة الشرفاء أبناء أبي السباع كما تدل على ذلك الرائعة الماثلة أمامنا في هذا الكتاب: الطريف، الشائق، الفائق والرائق..

    وقد كان الممدوح الشريف محمد الأمين ابن عبد الودود شابا شهما يحب الخير والمعرفة وأهل الفضل والعلم، فقد كان له كثير من الأصدقاء الذين يفدون إليه من كل مكان ومن مختلف القبائل وخاصة منذ أن تزوج بعقيلة قومها - بنت عمه- الدرجالها (الدرجة لها) بنت إبراهيم بن حمزة، حيث أصبحت هذه الأسرة محط رحال كافة الشخصيات العلمية والأدبية.
    وقد تعرف الشاعر على الشريف محمد الأمين عندما كان الأخير تاجرا في مدينة القوارب (روصو) التـي كان يمر بها الشاعر وهو في طريقه إلى السنغال، ومنذ أن تعرف الشاعر على هذا الشريف ربطت بينهما صداقة قوية، ومودة خالصة حيث كان الشاعر يتردد على الشريف دائما في المدينة وفي البادية.
    وذات يوم انقطعت عن الشاعر أخبار الشريف محمد الأمين الذي كان ينتجع المراعي في تيرس الجميلة، وشق ذلك الانقطاع على الشاعر الذي بحث عن وسيلة يستطلع بها أخبار الشريف، وظل يتحسس أخباره حتى علم أنه عاد إلى منطقة إينشيري في الخريف، فتوجه إليه راكبا على جمله النجيب واستقبله الشريف -كعادته- بكل فرح وحفاوة وإكرام طيلة مقامه معه في غبطة ونشوة حركتا أحاسيسه وألهبت مشاعره وعواطفه الجياشة، فطفق يشدو بهذه القصيدة واصفا رحلته إلى الممدوح، مادحا له مشيدا بمناقبه الخاصة والعامة، مشنفا الأسماع بخصال قبيلته السباعية صاحبة الصيت المدوي والمكانة السامقة.
    وقد توفي الشاعر حوالي عام 1365هـ الموافق 1945م في منطقة العقل ودفن في مقابر الفرش الشهيرة عند عقلة النبيطية الواقعة في أقصى الجنوب الغربي من مقاطعة أبي تلميت.
    وخلف الشاعر آثارا علمية وشعرية غير مجموعة، وما زالت مخطوطة عند أهله وقبيلته.
    وإذا كانت نصوصه الشعرية لم تجمع ولم تدرس بعد، فإن ما وصل إلينا منها يدل على أنه مبدع مطبوع، لشعره دلالته الفائقة على الحياة الموريتانية عامة، والحياة السباعية المعيشة ومرتفقاتها وسجاياها وشناشنها الفريدة ذات المغزى العميق على الشرف وصنوف الكرم الحاتمي، والحلم الأحنفي والذكاء الإياسي، والإقدام العنتري، والعلم السني المالكي، وغير ذلك من مناقب قبيلة أولاد أبي السباع الشريفة المتميزة صيتا ومكانة سامقة: دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية...
    وفي هذه القصيدة العصماء، الفريدة والشيقة والشائقة، والممتعة والعذبة والسهلة، نجد المزاوجة في قدرة فنية فذة بين التوثيق التاريخي الرائع الجامع بين التدقيق والتحقيق للنسب السباعي الذائع، والمجد السباعي الشائع، المانع من كل المثالب، المشتمل على أكمل الصفات والمزايا والمناقب، والشمائل الجليلة، وأعرق تقاليد الضيافة العربية الأصيلة، وصناعة الخيام الفاخرة الأنيقة والفخمة ذات الأفلاج العشرة، والأطناب العشرة، المصنوعة من صوف الضأن أو الإبل وذات الزخارف الفنية البديعة إذا كانت من القماش. وذات الأثاثات المخملية الممتازة جمالا وجودة وصناعة ...
    والقصيدة تؤرخ لدخول الشاي الأخضر إلى هذه البلاد وكيفية إعداده وتقاليده وعاداته ووظيفته الاجتماعية والسياسية والأدبية.
    وقد أبدع الشاعر في كل ذلك، كما أبدع في التصوير الفني في التـيه والزهو والدل بالذات الجماعية والفردية السباعية في كل مكان أقامت فيه وارتحلت إليه من المغرب العربي وغيره.
    وأسلوب القصيدة يقوم على ذكر الصفات الحميدة والخلال الجميلة الحقيقية في صدق فني وتاريخي وأخلاقي بالغ، وفي عفوية وانسياب عذبين حلوين لتأتي القصيدة عينا من عيون الشعر الموريتاني وعقدا من عقوده الثمينة وجوهرة من جواهره النفيسة شكلا ومضمونا...
    ****
    إن هذا الشاعر -فيما يبدو- كثير الغناء والتغني، فهو يعبر عما تشعر به نفسه الوفية الأبية شعرا غنائيا مؤثرا صادقا .
    والشعر الممتاز هو الذي ينبع من شغاف قلب الشاعر وسويدائه وأعماق نفسه ويترجم وجدانه وإحساسه الفائق وشعوره الصادق ويقطر شهدا بمدح أو ذم....الخ.



    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الجمعة 16 يوليو - 20:11

    --- تابع ---


    ذلك أن الشعر الصادق الفائق هو الذي يتغنى به صاحبه ويغنيه ويلحنه ويجعل غيره يغني به غناء فرديا وجماعيا ويترنم به تلقائيا في أنسه ووحدته وخلوته لأن الشاعر غنى عواطفه الجياشة وأحاسيسه المرهفة تجاه ممدوحيه شعرا عذبا، جميلا، هنيئا، غدقا، مريعا تهتز وتربو وتزهو له الذائقة الأدبية وبه تعيش وعليه تحيا.
    إن الشاعر الصادق مع نفسه ومع غيره يأتي شعره وغناؤه تعبيرا بليغا عن ترح أو فرح أو شجا أو شجن إذ تمتلئ نفسه بالفرح كما تمتلئ بمعاناة الترح. والشعر أنغام تتباين في قوتها وفي سولتها وفي تأثيرها فكلما كان الشعر متمكنا من الشاعر كان تأثيره أقوى دليلا، وأقوم قيلا. ذلك أن من شعراء المدح أو غيره من يتكلف الشعر تكلفا، ويكدي كدية ويجبل، وهذا النوع من الشعراء هو الذي لا يكون الشعر متمكنا منه ويصعب أو يستحيل عليه التعبير عن إحساسه الصادق إلا بعد جهد جهيد وفي زمن مديد.
    ولهذا يأتي شعره باردا، مسيخا آنيا، فالشعر المطبوع السلس، السلسبيل، السلسال، الساخن، الحار، هو الشعر الخالد إلى الأبد.
    وبقدر ضعف روح الشعر في الشاعر وبقدر صدق المعاناة أو بقدر قوتها وضعفها يأتي الشعر، فكلما كانت روح الشعر أو صدق التجربة حارا جاء الشعر أقوى وأبقى، وأحلى وكلما كانت تلك الروح أو التجربة باهتة كاذبة، منافقة جاء الشعر ركيكا باهتا ميتا...
    إن الشاعر محمدن بن محمذن حبيب الله الحسني من النوع الأول الذي غنى وتغنى بخصال أبناء أبي السباع عامة ومحمد الأمين بن عبد الودود -رحمه الله- خاصة ولحنها تلحينا خالدا، وغناها غناء عذبا يشبه أو يفوق أجمل السيموفونات العالمية المنطلقة من العالم السحري المحلق في الفضاء الواسع، الشاسع ولذلك جاء شعره إبداعا بديعا.
    ** **
    والشعر المبدع و«المبدوع» والبديع هو الذي يكون نسيجه نسيجا مخترعا مختلفا عن نسيج غيره.
    والحق أن في بلاد شنقيط شعراء مبدعين ولكنهم قلة. فالإبداع لا يقتصر على نسيج واحد ورغم ذلك نجد أن إبداعهم الشعري قد لا يختلف كثيرا عن نسيج غيرهم من الشعراء، لكنهم مع ذلك يبدعون حيث يأتون بالجميل من المعاني والجديد من الصور الفنية الأنيقة والأساليب الشعرية الرشيقة والرصينة. فابن رازكه أو محمد اليدالي ابن زيدون دهره ومحمدُ بن مـحمـدي العلوي بحتري أيامه والشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا الانتشائي التندغي شاعر قرنه وابن الطلبه اليعقوبي الموسوي نابغة زمانه ومحمد ولد أبنو ولد احميدا الشقروي متنبي أو فرزدق بلاده هؤلاء وغيرهم من الشعراء الذين يأتون في رأس قائمة شعراء شنقيط في القرن 12، 13، 14هـ -بالشهرة أو قوة الشاعرية- لم يكونوا نسيجا وحدهم في الشعر ولم يخرجوا في شعرهم -غالبا- عن نهج أغلب شعراء الزمن القديم والحديث، فقد حاكى بعضهم قصائد الشعر العربي القديم ونسجوا على منوالها بغية الوصول إلى قمة الجودة والإبداع وذلك هو الشعر في رأي بعضهم مثل محمذ بن السالم الحسني. وسواء عارض هذا الشاعر أو ذاك الشعر العربي القديم في عصوره الذهبية إلا أن كثيرا منهم أجاد وأبدع في الوقت ذاته.
    بيد أن كل واحد من هؤلاء الشعراء ليس نسيجا وحده لكنه أبدع لوحات شعرية جميلة، فيها رؤية فنية رائعة وجيدة بذ فيها من سبقه أو عاصره.
    أما هذا الشاعر الذي نحاول مقاربة تحليل قصيدته هذه فقد أجاد في هذه اللوحة الفنية التـي رسمها بدقة وإن كانت ريشته تتناص مع ريشة محمد ولد أبنو في وصف الشاي - لكنه أجاد في وصف الخيمة والسلاح وفي تحليقه في التصوير الفني وفي موسيقاه الخارجية الجليلة، وموسيقاه الداخلية الرصينة. وفي صدقه الفني والأخلاقي والتاريخي في هذه الملحمة الشعرية التـي رسم فيها نهجه الشعري وطريقته الفنية التـي اختارها والتزم بها وفيها نجد نفسه الشعري الطويل في فضائه الفني الشاسع والمتميز والذي يحتاج إلى من يبحر في بحوره المتلاطمة الأمواج والتـي نخر عبابها -باقتدار- ربان سفينة الشعر الموريتاني الماهر وخريت صحرائه، وشاعره الفحل وأديبه الشامل الأستاذ محمد الحافظ بن أحمدو متنبي عصره وأصمعي زمانه، وجرجاني دهره، وابن رشيق أيامه، والذي قام بدراسة نقدية شافية كافية لهذه القصيدة لأنها شهادة نقدية من شاعر وناقد، وأضواء وبيان من شاهد عيان على قيمة هذه القصيدة
    *** ***
    ولقد كنا نتوق إلى مقاربة تحليلها - لولا أن عكاشة الأدب الموريتاني محمد الحافظ بن أحمدو بكر إليها والطير في وكناتها، وبعد ذلك صارت تظلله «المزنة الغادية على مرابع البادية» التـي اهتزت وربت وازدهرت منها هذه القصيدة فأينعت ودنا قطافها لجانيها وقطعت جهيزة قول كل خطيب فأتحفها «جهينة بالخبر اليقين» عن هذه القصيدة العصماء التـي أجاد عنها وفيها التحقيق والتنميق والتأنق في الشعر والتعليق،وأفاد وبدأ وأعاد في ذلك الشرح متحدثا عن جوها، موضحا غوامضها، عاقلا شواردها، مقيدا أوابدها، مقربا أباعدها، فاتحا أقفالها، مسلما مفاتحها لمن يتذوقها، مضيئا جوانب طرقها، معلقا تعليقات تاريخية وفنية في المواضع التـي تحتاج إلى إضاءات وإضافات موثقة توثيقا علميا صارما.
    *** ***
    إن هذه الخطرات ما هي إلا خواطر وانطباعات سريعة، والحسوات ما هي إلا حسوة منقار طائر عابر من بحر أو نهر أو أضاة أو ما هي إلا من قبيل جلب الحجر إلى آدرار أو التمر إلى خيبر أو الذهب إلى عمان أو إيران أو باكستان أو كبتان..

    --------------------------------
    1- د. عبد المنعم إسماعيل: نظرية الأدب ومناهج البحث الأدبي ط1 /1997. الناشر العربي القاهرة الجزء الأول.
    2- المرجع السابق ص 134.
    3- أمدنا السيد الفاضل أحمد سالم ابن الممدوح بنبذة جيدة عن حياة هذا الشاعر، وقد أثبتناها بتصرف يسير اقتضاه المقام.








    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الجمعة 16 يوليو - 23:53



    --- تابع ---


    أما وقد كفينا متاعب تحليل هذه القصيدة ومشاق شرحها فإننا ارتأينا أن نكتفي بتذوق ثمرتها والشرب من نميرها العسلي الصافي والتجوال بين حدائق شرحها ورياض تحليلها، وظلال زهورها، والامتياح من وثائقها الفنية الرائدة الخالية من التكلف والتعسف والزخرفة اللفظية الصعبة وصورها الفنية المبتكرة وألوانها البديعة، الدالة على ثقافة واسعة ومعرفة دقيقة بالتاريخ والأنساب والتقاليد والعادات الأصيلة لهذه القبيلة.
    والقصيدة مكونة من 106 من الأبيات وزعها الشاعر على 17 وحدة متكاملة ومتناغمة، أعطت القصيدة انسجاما وتلاحما فنيا بديعا جعل المتلقي يقرؤها ويتذوقها دون ملل أو سآمة لما فيها من المزاوجة والالتفات والتعديد والتنقل من موضوع شيق إلى صنوه الأكثـر متعـة وحـلاوة.

    ويوضح الجدول التالي وحدات القصيدة:





    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    معطيات الجدول:
    لقد انتهج في القصيدة منهج الشعراء القدماء الذين يعتبرهم الشعراء الشناقطة -من الرعيل الأول- النموذج الشعري الأفضل وقد تتبع الشاعر خطوات الشاعر القديم فجعل قصيدته خليطا من المعاني يتنقل بينها ويعود ويبدأ فيها ومن هنا صار لزاما من الناحية المنهجية إبراز مقاصد القصيدة وموضوعاتها طبقا للوحدات الموضحة في الجدول:
    1- ففي الوحدة الأولى جاء الشاعر بمقدمة طللية وغزلية طالبا من صاحبيه كما طلب امرؤ القيس من زميليه المرور والوقوف على الأطلال وعدم عذله على الوقوف حاسر الرأس يبكي ويستبكي الديار، بل يطلب منهما أن يجودا بالدمع الغزير الساخن في عرصات ديار الصبا والتصابي وذلك نسيب عذب يستدر الدموع الساخنة من العيون الجامدة.
    والشاعر بهذه المقدمة الطللية الطويلة كان وفيا للتقاليد الشعرية القديمة التـي كانت ولا زالت أعلق بالروح، وأشهى إلى النفس العربية القديمة لما فيها من فتح شهية المتلقي بالحديث عن محاسن المرأة وذكريات الشباب على رأي ابن قتيبة في كتابه النقدي القيم «الشعر والشعراء» وقد كانت هذه الوحدة الكبرى على امتداد 21 بيتا.
    2- في الوحدة الثانية وصف الرحلة إلى الممدوح وهي رحلة صعبة وشاقة على ظهور الهجائن العربية الأصيلة الكريمة إلى حيث أبناء أبي السباع عامة وخاصة بطن أدميسات وبالأخص آل عبد الودود حيث وجد صديقه وصفيه وخليله الشهم الكريم الأريحي الشجاع: محمد الأمين بن عبد الودود. وقد استغرقت هذه الرحلة في الفيافي والمهامه الخطرة والوعرة أربعة أبيات من البيت 22-25.
    3- في الوحدة الثالثة مدح رائع لمن هم بالثناء الجميل قمينون وبالإطراء جديرون أبناء أبي السباع الذين يعود إلى مدحهم مرات أثناء القصيدة استمتاعا وتلذذا به وتأصيلا لنسبهم ومناقبهم وقد استغرقت هذه المقدمة بيتا واحدا.
    4- في الوحدة الرابعة وصف بديع للخيمة السباعية المزخرفة الفاخرة الواسعة المضروبة على الربوة العالية: دلالة فائقة على سمو المكانة والكرم والثراء الذي يبدو أيضا في المفروشات الجميلة والثمينة.وقد استغرقت هذه الوحدة أربعة أبيات من 27 - 30 من القصيدة.
    5- في الوحدة الخامسة وصف دقيق وشيق ورشيق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والأريحية وطلاقة الوجه والبشاشة وكثرة الترحيب وغيرها من الأمور التـي وجدها الشاعر حاضرة عريقة لدى الشريف مـحـمد الامين ابن عبد الودود السباعي علاوة على الضيافة المادية بأجود المأكولات وألذ المشروبات القاتلة لعدوي البدوي: الجوع والعطش مثل لبن النوق المسان، الكوم، ومذقها، واللحم القديد والطازج المشوي.وقد استغرقت هذه الوحدة خمسة أبيات من 31 - 35 من القصيدة.
    6- في الوحدة السادسة عودة ميمونة،ومقصودة، ومستحقة إلى وصف الخيمة السباعية المشهورة بالفخامة والاتساع والبهاء وغير ذلك من دلالات الغنى والكرم لدى السباعيين. وقد أجاد وأفاد بظرافة وطرافة في وصفه الفني الرائع طيلة ثمانية أبيات من 36 إلى 43 من القصيدة.
    7- في الوحدة السابعة مدح شيق ومشوق وتحقيق دقيق للنسب السباعي الشريف خاصة نسب محمد الأمين ابن عبد الودود. وقد استغرقت هذه الوحدة أربعة أبيات فقط من البيت 44 - 47 من القصيدة؛ لأن الموضوع أمر معروف ومشهور سارت به الركبان في كل الأزمان والأوطان وشنفت وقرطت به الأسماع من جانب أبرز العلماء والأدباء في كل مكان.
    8- في الوحدة الثامنة مدح عقيلة محمد الأمين ابن عبد الودود الدرجالها بنت ابراهيم بن حمزه العزوزية الفاضلة المشهورة بالكرم والسخاء والنقاء والوفاء، والحصان، الرزان، المضيافة، المهابة، المطاعة ذات الخدم المؤدبين، المطيعين. وقد استغرقت هذه الوحدة بيتين من 48 - 49 من القصيدة.
    9- في الوحدة التاسعة وصف رقيق ورشيق لخدم الدرجالها الآنفة، المؤدبين الواقفين عند الأمر والنهي يفعلون ما يؤمرون به بخفة ورشاقة وإخلاص وقد استغرقت هذه الوحدة البيت 50 من القصيدة.
    10- في الوحدة العاشرة وصف طريف وظريف لعناصر قرى الضيف الذي استقبله به الممدوح مثل المذق المحلى والتمر واللحم المشوي والشاي الأخضر، وقد أخذت هذه الوحدة ثلاثة أبيات من البيت 51 إلى 53 من القصيدة.
    11- في الوحدة الحادية عشرة - وهي الأوسع بعد الوحدة الأولى- وصف صناعة الشاي الأخضر على الطريقة الموريتانية المتميزة بعاداتها وتقاليدها وقواعدها الاجتماعية والأدبية كما وصف أدوات هذا الشاي أيضا وقد استغرقت هذه الوحدة 20 بيتا من 54 إلى 73 من القصيدة.
    12- في الوحدة الثانية عشرة وصف للسمر والسهر أثناء إعداد الشاي الأخضر وما يتخلل ذلك من مطارحات ومساجلات أدبية وطرب.
    وقد استغرقت هذه الوحدة خمسة أبيات من 74 لى 78 من القصيدة.
    13- في الوحدة الثالثة عشرة تجسيد حي وشهي لشمائل السخاء والشهامة والشجاعة والعقل والتواضع التـي يتحلى بها الممدوح محمد الامين ابن عبد الودود، ووصف لعدته من الأسلحة كالمدافع المطهمة والجعبة والخنجر وغيرها من أسلحته. وقد استغرقت هذه الوحدة أربعة أبيات من 79 إلى 82 من القصيدة.
    14- في الوحدة الرابعة عشرة وصف تحقيق المعادلة الصعبة التـي استطاع الممدوح أن يحققها -باقتدار وتواضع- وهي الجمع بين الدنيا والآخرة في توازن واعتدال، فهو لا ينسى نصيبه من دنياه التـي لا تلهيه فيها أموال ولا بنون عن أخراه. وقد استغرقت هذه الوحدة بيتا واحدا هو البيت 83 من القصيدة.
    15- في الوحدة الخامسة عشرة: تحقيق دقيق لنسب قبيلة أبناء أبي السباع الذي ذكره في الأبيات 45 إلى 47 من القصيدة ثم عاد إليه في هذه الوحدة موثقا له، وذاكرا الخصال والمناقب والمزايا الحميدة لهذه القبيلة. وقد استغرقت هذه الوحدة أحد عشر بيتا من 84- 94 من القصيدة.
    16- في الوحدة السادسة عشرة: تعداد طريف وذو مغزى ظريف للمواضع التـي سكنت فيها قبيلة أبناء أبي السباع وذكر لمدافن أوليائها وأقطابها وشهدائها التـي غدت مزارات مشهورة وقد استغرقت هذه الوحدة عشرة أبيات من 96 إلى 105.
    17- في الوحدة السابعة عشرة والأخيرة: الختام بالصلاة والسلام على خير الأنام كعادة الشعراء الموريتانيين امتثالا وتيامنا وتبركا.
    وقد استغرقت هذه الوحدة بيتا واحدا هو الأخير (106) من القصيدة.




    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الجمعة 16 يوليو - 23:59

    --- تابع ---

    تعليق د. محمد الحسن ولد محمد المصطفى، أستاذ الأدب بجامعة انواكشوط.
    تحت عنوان:
    المزنة الغادية على مرابع البادية
    نموذج مبدع للقصة الشعرية في قصيدة شاعر موريتاني


    نص التعليق:
    صدر مؤخرا كتاب «المزنة الغادية على مرابع البادية» وهو عبارة عن شرح قيم للقصيدة الجيدة اللامية «خليلي مرا بي على الربع من جمل» وهي إحدى روائع قصائد الشعر الموريتاني قالها الشاعر محمدن ولد محمذن حبيب الله في مدح الشريف محمد الأمين ابن عبد الودود السباعي وهو أحد رجالات موريتانيا البارزين في النصف الأول من القرن العشرين والد الشخصية العلمية الثقافية أحمد سالم ابن عبد الودود المعروف باهتمامه بالتأليف وتشجيع الشعر والشعراء ورعايتهم ولولاه لضاعت مواهب كثير من الشعراء الموريتانيين بسبب غياب تشجيع الشعر والاهتمام به ونشره وتقدير أهله.
    والقصيدة تمثل للباحث والدارس مجالا رائعا للقصة الشعرية حيث يحكي الشاعر في أسلوب شعر طلق متدفق صاحبه عرف كيف يتصرف بالأوزان والقوافي ويوجهها لتجربته الشعرية دون أن تكون الموجهة له. وهكذا يحكي الشاعر تشوقه إلى صديقه محمد الأمين ولد عبد الودود في أقصى الشمال ويصف رحلته نحوه متخطيا بقاعا متباعدة من إينشيري وتيرس إلى آمساكه وتيجريت وهي مواضع معروفة. ويظل الشاعر يبحث عن مضارب ممدوحه حتى يصل إليه، ويصف خيمة مضيفه خارجيا وداخليا فيما يعد وثيقة حية عن جانب خصب وغني من تراثنا الموريتاني العريق. يقول الشاعر واصفا خيمة ممدوحه:
    بَعِيدَةُ مَا بَيْنَ الْجَنَاحَيْـنِ فَخْمَةٌ ... مُمَدَّدَةُ الأَطْنَابِ وَارِفَةُ الظِّلِّ
    مُزَيَّنَةٌ بِالْوَشْيِ مِنْ كُـلِّ جَانِبٍ ... أُجِيدَتْ لَدَى الإِبْرَامِ وَاللَّفِّ وَالْغَزْلِ
    ثم يقدم نموذجا أصيلا للضيافة الموريتانية فيقول متحدثا عن صديقه محمد الأمين ابن عبد الودود:
    فَبَادَرَنِي مِنْهَا كَرِيمٌ مُهَـذَّبٌ ... عَلَى وَجْهِهِ سِيمَا مِنَ الْعِزِّوَالْفَضْلِ
    بِوَجْهٍ يَلُوحُ الْبِشْـرُ فِي قَسَمَاتِهِ ... يُخَبِّرُ عَنْ مَجْدٍ تَلِيـدٍ وَعَنْ نُبْلِ
    فَسَاعَدَنِي حَتَّى أَنَخْـتُ مَطِيَّتِي ... وَأَنْزَلَ عَنْـهَا مِنْ تَوَاضُعِهِ رَحْلِي
    وَقَالَ أَلاَ فَانْزِلْ حَلَلْتَ بِمَنْ هُمُ ... كَأَهْلِكَ فِي رَحْبٍ فَسِيحٍ وَفيِ سَهْلِ

    ثم يصف الخيمة من الداخل:
    فَأَجْلَسَنِي فِيهَا بِأَحْسَنِ مَجْلِسٍ ... وَأَكْرَمَنِـي مِنْهُ بِأَحْسَنِ مَا نُــزْلِ
    بِخَيْمَةِ عِزٍّ مَا تَزَالُ مُعَدَّةً ... لإِكْرَامِ ضَيْفٍ فِي الْيَسَارِ وَفِي الْقُلِّ
    وَقَدْ بُسِطَتْ فِيهَا حَصَائِرُ زُيِّنَتْ ... بِأَلْوَانِ حِبْرٍ رَائِقِ الْخَطِّ وَالشَّكْلِ
    عَلَيْهَا زَرَابِي تَمَّ فِي (الْحَوْزِ) صُنْعُهَا ... بِ(مَرَّاكِشَ الْحَمْرَاءِ) مَوْطِنِهَا الأَصْلِي

    ثم يمضي الشاعر في وصف الخيمة وصاحبها وبعد أن يصف الضيافة والكرم السريع الذي استقبله به صاحبه يصف مشهد صنع الشاي واستغرق منه جزءا من أروع القصيدة:
    وَكُلُّ وِسَادٍ مِنْ جُلُودٍ عَتِيقَةٍ ... مُنَمَّقَةٍ تَزْهُو بِأَهْدَابِهَا الْهُدْلِ
    بِهَا هَوْدَجٌ كَالْقَصْرِ يَبْدُو مُزَيَّنًا ... أُعِدَّ لِيَوْمِ الظَّعْنِ حَمْلاً عَلَى الْبُزْلِ

    ويصف كرم ممدوحه وما قدم له من أطايب الطعام والشراب، ثم يصل إلى مشهد الشاي مصورا أدواته على نحو مفصل في لقطة متمثلة من أفضل لقطات وصف الشاي في الشعر الموريتاني وهي:
    فَجَاءُوا إِلَيْنَا بِالشَّرَابِ بِسُرْعَةٍ ... وَمِنْ بَعْدِهِ بِالأَكْلِ يَا لَكَ مِنْ أَكْلِ
    أَطَايِبَُِ لَحْمٍ مُشْتَوًى قَدْ أَعَدَّهُ ... عَلَى الْفَوْرِ شَهْمٌ مَا يُؤَبَّنُ بِالْبُخْلِ
    تَقَدَّمَهُ مِنْ جَيِّدِ التَّمْرِ مَا بِهِ ... يَجُودُ لَدَى وَاحَاتِهِ أَكْرَمُ النَّخْلِ
    وَنَادَى بِمِغْرَاجٍ كَبِيرٍ فَأُجِّجَتْ ... لَهُ فِرْنَةٌ بِالنَّارِ وَالْحَطَبِ الْجَزْلِ
    فَصَوَّتَ يَحْكِي صَوْتُهُ عِنْدَ مَا غَلَى ... عَلَى حَرِّهَا شِرْبَ الصَّوَادِي مِنَ الإِبْلِ
    وَطَابِلَةٍ جَادَتْ بِهَا كَفُّ صَانِعٍ ... يُزَيِّنُهَا بِالْوَشْيِ والْوَصْلِ وَالْفَصْلِ
    وَجَاءَ بِقِنْدِيلٍ عَلَيْهَا وَحَسْكَةٍ ... تُنِيرُ الدُّجَى مِنْهَا الذُّبَالَةُ كَالصِّلِّ
    تَرَى فَوْقَهَا شَمَّاسَةً مِثْلَ رَاحَةٍ ... أُضِيفَتْ لأُخْرَى فيِ انْقِبَاضٍ وَفيِ سَدْلِ
    وَمِنْ فَوْقِهَا الْبَرَّادُ بَدْراً تَحُفُّهُ ... كُؤُوسٌ عَنِ الأَحْبَابِ مَنْظَرُهَا مُسْلِ
    وَقَدْ لُفَّ فِي زِيفٍ نَظِيفٍ مُزَيَّنٍ ... كَمِثْلِ كَبِيرِ الْقَوْمِ زُمِّلَ فِي حَفْلِ
    يُسَاعِدُهُ سَخَّارُهُ وَهْوَ طَائِعٌ ... إِذَا مَا دَعَاهُ جَاءَ يَعْدُو عَلَى رِجْلِ
    فَصَبَّ مِنَ الْمَفْتُولِ قَدْرًا مُنَاسِبًا ... وشَلَّلَهُ كَيْمَا يُصَفِّيهِ مِنْ دَخْلِ
    وَكَسَّر سَاقَ التَّلْجِ حَتَّى تَفَرَّقَتْ ... جُذَاذًا بِمِطْرَاقٍ تُخُيِّرَ ذِي نُصْلِ
    فَحَلَّى وَأَعْطَاهَا مِنَ الْوَقْتِ بُرْهَةً ... وَجَرَّبَهَا حَتَّى بَدَا وَهْوَ يَسْتَحْلِـي
    وَصَبَّ عَلَى قَدْرِ الْجَمَاعَةِ أَكْؤُسًا ... مَذَاقَتُهَا تُنْسِي الْفَتَى ضَرَبَ النَّحْلِ
    وَدَوَّرَهَا كَالرَّاحِ يَعْبَقُ نَشْرُهَا ... كَنَشْرِ الْخُزَامَى عَرْفُهَا عِنْدَمَا تَغْلِي
    فَدَارَتْ ثَلاَثًا ثُمَّ دَارَتْ بِأَرْبَـعٍ ... فَلَمْ تُبْقِ فِينَا مِنْ غَلِيلٍ وَلاَ غِلِّ
    فَأَدْبَرَ جُنْدُ الْهَمِّ وَالحُزْنِ هَارِبًا ... يُجَرِّرُ أَثْوَابَ الْكَآبَةِ وَالذُّلِّ

    أَتَايٌ بِهِ قَدْ جَاءَنَا خَيْرُ قَادَةٍ ... كِرَامٍ مِنَ الأَقْوَامِ فِي الْجِدِّ وَالْهَزْلِ
    وَكَانَ بِأَرْضِ الصِّينِ قَبْلاً وَقَدْ دَنَا ... إِلَيْنَا بِهِمْ إِذْ مَهَّدُوا السُّبْلَ لِلْكل

    ثم تحدث بعد ذلك عن ممدوحه وخصاله الكريمة، وخصال أهله وعشيرته في بقية القصيدة.
    إن هذه القصيدة تكشف عن إبداعية الشعر الموريتاني، وتميزه وتكشف أن الشعر العربي عرف القصة الشعرية على نحو بالغ الروعة والعمق، وبحيث يصل الشاعر من المقدرة الشعرية على تطويع الشعر لوصف أجمل المشاهد التي تمر بالشاعر، وذلك لعمري مستوى وصله هذا الشاعر محمدن بن محمذن حبيب الله الذي يستحق شعره كل عناية. وفي نظري أن نشر هذه القصيدة من شعره وشرحها خطوة هامة لوضع هذا الشاعر في مكانته المتميزة في نخبة الشعراء الموريتانيين، ونرجو أن تستكمل بطباعة ديوانه.
    وقد أحسن الشاعر محمد الحافظ بن أحمدو في شرحه للقصيدة، وإن كنا حاولنا أن نركز في هذا العرض على الجانب الجمالي الإبداعي في القصيدة، لعله يضيف إلى ذلك الشرح القيم أضواء أخرى تتعلق بالجانب الفني الإبداعي في النص، التـي أرى أنها تستحق قدرا أكبر من الدراسة والاهتمام باعتبار هذه القصيدة تمثل في نظري، بالإضافة إلى ما تضمنته من مضامين جيدة تمثل من الناحية الفنية أفضل ما قرأت للقصة الشعرية العربية.




    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 0:05

    --- تابع ---

    تعريف بالشريف محمد الأمين ابن عبد الودود السباعي
    بقلم أحمدو ولد المختار بن حمين الديماني
    </STRONG>



    [b]هو محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود الجد الجامع للأسرة، ويرتفع نسبه إلى الحاج احمد الجد الأعلى لفرع ادميسات أحد أهم بطون قبيلة أبناء أبي السباع، التـي اتفق النسابة والمؤرخون رواة وموثقين على انتمائها للبيت الشريف.
    وأمه منينه بنت محمد بن المراكشي بن مسكه من فرع أهل سيدي عبد الله، ففي هذا البيت المفعم بالصلاح والطهر والبركة والجود والندى، ولد محمد الأمين سنة 1337 هـ 1918م في بلدة الجديدة من أعمال دكالة، وهي مدينة مغربية يقطنها السباعيون منذ القدم، وقد نشأ وترعرع في هذه المنطقة حتى غادرها صحبة والده محمد عبد الله سنة 1924م وظل يرافقه في الحل والترحال، يستلهم منه الهمم العالية والطموحات الفياضة والآمال العراض، ويرضع من لبانه البركة والخير والجود العميم، حتى أوصله الفطام دون كد في الأخذ ولا سأم في الاحتذاء، حتى توفي عنه سنة 1933م. ومن ثم بدأ محمد الأمين يعرض مكياله لما يكيل له المجتمع من تقدير وعرفان بالجميل، واحترام تعدى المعتاد. ففي تلك الآونة مارس التجارة وكان يحضر (آمكار) وهو معرض موسمي يقام في الجزائر والمغرب.
    وفاضت عليه البركات، وانهال عليه الخير، فأنفق المال خير إنفاق بلا تبذير ولا خشية إملاق، ومن هنا تبدأ علاقات محمد الأمين تلاحق القاصي والداني، حتى عمت شهرته أصقاع البلاد وخارجها، فكان منـزله مأوى للفقير وعابر السبيل، فهو المنـزل الأمين، والحرم المكين. فقد أمضى فترة ينتجع مراعي إينشيري وتيجريت وتيرس ونواحي من اترارزه بآباله فسخره الله بذلك للعباد.
    تزوج محمد الأمين من كانت عونا على كل عمل يفضي لبر أو أجر، وحيدة زمانها الشريفة الدرجاله بنت إبراهيم بن حمزه من أولاد عزوز، فأنجبت له بنيه أحمد سالم ومحمد المصطفى والماميه فكانوا خير خلف لخير سلف.
    ومما يثير الإعجاب أكثر في شخصية محمد الأمين ويعطي صورة عن مكانتها المتميزة، ما سجله الشعراء المعاصرون له من مدح، حيث تقدر مدونة مديحه بمئات القصائد وأكثرها فصيح، ومن أروع القصائد التـي مدح بها، القصيدة اللامية المعروفة للشاعر محمدن بن محمذن حبيب الله الحسني ومطلعها:
    خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى الرَّبْعِ مِـن جُمْلِ ... فَإِنَّ لَهَا رَبْعًــا عَــزِيــزًا عَلَـى مِثْــلِي
    وَلا تَعْذُلاَنِي فِي الْوُقُــوفِ بِدِمْنَــــةٍ ... قَضَيْتُ بِهَا عَصْرَ التَّصَابِي عَلَى مَهْلِ
    فقد أبدع الشاعر في مديحيته فأجاد في وصف الخيمة والرحل والقلوص والأفرشة والشاي وجاءت كلها بدون تكلف، ولم يدع مقصدا للتمجيد إلا وعرج عليه ووقف عنده. وهذه القصيدة شرحها الأستاذ محمد الحافظ ولد أحمدو شرحا جيدا سماه: المزنة الغادية على مرابع البادية.
    ولا تنتهي الروعة، ويندر الجمال في مدونة المديح، عند هذه الدرة الفريدة بل إن المدونة كلها شذرات من الذهب أو أجمل، ففي رثائه أبدع الشعراء في فنون اللغة والبلاغة والمعاني والبديع، فنرى مثلا قصائدا اتحدت الكلمة الأخيرة فيها من كل شطر، دون أن يكون معنى أي يوافق سابقتها من الشطر الأخير من البيت السابق. وهناك قصائد منها البعض يحكى في ثلاثة بحور وعلى عدة طرق إلى غير ذلك. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مكانة الرجل السامقة، وخصاله التليدة التـي مهدت للشعراء سبيلا للإفاضة في المدح.
    ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ففي ثلاثة وثلاثين سنة كسب الرجل طيب السمعة، وكان رجل الفضل والصلاح والورع، وبعد هذا العطاء توفي 1371هـ 1951م وقد صدق الشاعر في قوله في مدح محمد الامين:
    فَلَيْـسَ بِنَـاسٍ مِنْ دُنَـاهُ نَصِيبَـهُ ... وَلاَ هُوَ عَنْ أُخْرَاهُ مِنْ ذَاكَ فِي شُغْلِ
    رحمه الله رحمة واسعة وجزاه جناته الأبدية، وسيبقى إن شاء الله خالدا في أذهان الأجيال عبر الزمن، تتناقل مآثره العظيمة، ويروي بعضها لبعض الملاحم الشعرية الرائعة التـي قيلت في مدحه حيا، وفي رثائه بعد أن اختار له الله جواره.
    وقد ورث عنه أبناؤه البررة تلك الخصال النبيلة، من رعاية للعلم والأدب مما يشهد به الديوان الشعري الكبير الذي جادت به قرائح الشعراء في هذه الدوحة المباركة.
    [/b]


    [/size]

    --- يتبع ---


    عدل سابقا من قبل أحمد سالم السباعي في السبت 17 يوليو - 0:14 عدل 1 مرات (السبب : تصحيح كلمات)
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 0:17

    --- تابع ---

    <H2 dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; DIRECTION: rtl; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>نبذة من حياة الشريف محمد الأمين ابن عبد الودود


    بقلم الشريف مولاي الحسن الإدريسي الحسني:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: يطيب لي بمناسبة صدور الطبعة الثانية من كتاب «المزنة الغادية على مرابع البادية» أن أضيف كلمة خاصة عن حياة الجد الشريف محمد الأمين جمعتها من عدة مراجع منها: اللؤلؤ المشاع، وإماطة القناع عن شرف أولاد أبي السباع، ودرر العقود ووشي البرود، في مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. وهذه الكلمة وإن كان مضمونها يوجد في عدة مراجع فإنها لا توجد مجتمعة بشكلها هذا إلا بعد جهد جهيد ووقت طويل، وقد أردت أن أقوم بهذا العمل نيابة عن القارئ، وقصدي أيضا بذلك بر الوالدين، ونشر المعارف، إضافة إلى ما لها من علاقة بموضوع الكتاب الذي هو الشرح والتعليق على القصيدة اللامية الرائعة التـي مدح بها محمدن بن محمذن حبيب الله جدنا المغفور له محمد الأمين.
    وقد اخترت نماذج أخرى في مديحه، ورثائه من طرف عدة أشخاص آخرين مشهورين مثل العلامة والباحث الكبير سدات ابن الشيخ المصطف الابييري، ناقلا هذا الأخير من عدة مصادر مثل القاضي الإمام بن "اشْرِيفْ" بن سيدي أحمد بن الصبار المجلسي، والعلامة أحمدو ابن البشير التندغي وغيرهم.. حيث قال:
    هو محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود ابن الحاج احمد السباعي ثم الإدريسي ثم الحسني وفيه وفي سلسلة أجداده المتصلة بالرسول صلى الله عليه وسلم، يقول العلامة الأديب المختار بن محمد عبد الله بن محمد الأمين المجلسي نظمه المسمى: «النور الساطع من شعاع، سلسلة أبناء أبي السباع». وعدد أبيات هذا النظم يوافق عدد الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام على القول بأنهم (314) كما أن أشطاره الأخيرة غالبا ما تكون من ألفية ابن مالك المشهورة. وننبه إلى أن ناظمه قد وضع له شرحا وتعليقا تحت عنوان «النور الساطع من شعاع، سلسلة أبناء أبي السباع» يقول في مقدمته:
    قَالَ عُبَيْدُ رَبِّهِ الْمُخْتَارُ ... تَابَ عَلَيْهِ رَبُّهُ الْغَفَّارُ
    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا ... لِشَرْعِهِ مُبَيِّنًا تِبْيَانَا
    صَلَّى وَسَلَّمَ عَلَى الْمُشَفَّعِ ... وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِ
    وَبَعْدُ فَاللهَ الْكَرِيمَ أَسْأَلُ ... عَوْنًا عَلَىَ ذَا النَّظْمِ مِنْهُ يَحْصُلُ

    إلى أن يقول:
    مُحَمَّدُ الأَمِينُ وَهْوَ الْمُنْتَقَى ... اِسْمٌ يُعَيِّنُ الْمُسَمَّى مُطْلَقَا
    أَحْبَبْتُهُ وَلاَ أَنِي لِذَلِكْ ... أَحْمَدُ رَبِّي اللهَ خَيْرَ مَالِكْ
    وَسَوْفَ أَمْدَحُ عَرِيفَ الْعُرَفَا ... مُصَلِّيًا عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى
    وَالآلِ أَهْلِ الرُّتْبَةِ السَّنِيَهْ ... وَتِلْكَ مَحْضَةٌ وَمَعْنَوِيَّهْ
    فَهُوَ إِذْ كَانَ الْفَتَى الْجَلِيلاَ ... مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيلاَ
    يُبْنَىعَلَى الرَّفْعِ كَمُفْرَدٍ عَلَمْ ... وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلاَمٌ قَدْ يُؤَمْ
    نَوَالُهُ الْجَمُّ يَسُرُّ أَهْلَهْ ... وَمُفْرَدًا يَاتِي وَيَاتِي جُمْلَهْ
    وَإِنْ رَأَى السَّائِلُ كَفَّهُ اكْتَفَى ...
    بِهَا كَنُطْقِي اللهُ حَسْبِي وَكَفَى

    وفي سلسلة أجداد محمد الأمين ابن عبد الودود أيضا يقول القاضي عبد الله بن محمذن بن حامد بن محمذن بن محنض بابه الديماني من قصيدته المعروفة بالزينبية التي يقول في مطلعها:
    أَتَقْرُبُ بَعْدَ الْبَيْنِ وَالْبُعْدِ زَيْنَبُ ... فَيَنْعَمَ بَالُ الْمُسْتَهَامِ الْمُعَذَّبُ
    وَقَدْ طَابَ أَصْلُ الْهَامِلِ الْقَرْمِ عَامِرٍ ... وَمَنْ طَابَ مِنْهُ الأَصْلُ فَالْفَرْعُ طَيِّبُ
    إلى أن يقول:
    تَفَرَّعَ مِنْ أُعْمُرْ وَعُمْرَانَ نَسْلُهُ ... وَللهِ مَنْ أَبْنَاءُ هَذَيْنِ أَعْقَبُوا
    وَجِذْلُهُمُ الْحَاجُ الْمُحَكَّكُ أَحْمَدٌ ... وَعِذْقُهُمُ عَبْدُ الْوَدُودِ الْمُرَجَّبُ
    وَيَا حَبَّـذَا مِنْهُـمْ ثَلاَثَةٌ اسْمُهُمْ ... مُحَمَّدُ أَعْلاَمًا عَلَى الْمَدْحِ تُنْصَبُ
    فَلِلهِ «إِخْوَانٌ إِذَا مَا أَتَيْتَهُمْ ... تُحَكَّمُ فِيمَا عِنْدَهُمْ وَتُقَرَّبُ»
    أَعِزَّاءُ طَابُوا مَحْتِدًا وَأُرُومَةً ... «وَسَادُوا كَمَا مِنْ قَبْلُ سَادَ الْمُهَلَّبُ»
    سَرَاةٌ لَهُمْ مَجْدٌ أَثِيلٌ وَسُؤْدَدٌ ... تَلِيدٌ وَصِيتٌ مُسْتَفِيضٌ وَمَنْصِبُ
    كَوَاكِبُ فِي اللَّيْلِ الْبَهِيمِ مُضِيئَةٌ ...
    إِذَا غَابَ مِنْهَا كَوْكَبٌ لاَحَ كَوْكَبُ
    إلى آخر القصيدة التي تبلغ مائة بيت وبيت، ونشير إلى أن صاحب هذه القصيدة قد وضع عليها شرحا وتعليقا سماه «استنشاق النفحات الزرنبية من أبيات القصيدة الزينبية»
    وأم محمد الأمين ابن عبد الودود هي: منينه بنت محمد بن المراكشي بن مسكه بن سيد عبد اللهْ بن الحاج امحمد بن الحاج احمد من الشرفاء أولاد أبي السباع قال الراجز في منظومة نظم فيها أسماء أمهات آباء الشريف الكريم أحمد سالم ابن عبد الودود:
    أَمَّا الرِّضَى مُحَمَّدَ الأَمِينَا ... مِنْ آلِ مِسْكَ أُمُّهُ مُنِّينَا
    بِنْتُ مُحَمَّدٍ إِلَى الْمَرَّاكِشِي ... مَنْ رَأْيُهُ فِي الْخَيْرِ غَيْرُ طَائِشِ
    وَفَاتُهُ تَارِيخُهَا بِـ(ـأَعْسَشِ) ... لَدَى الْقَوَارِبِ وُقِي مَا يَخْتَشِي
    وَعَيْشَ فَالَ تِي إِلَى الْبُخَارِي ... تُنْمَى وَهِي جَدَّةُ ذِي الْفَخَارِ
    مِنْ أَهْلِ مِسْكَهْ أُمُّهَا أُفَّيْطِمَاتْ ... تُنْمَى لِشَاشٍ يَا لَهَا نِعْمَ الْفَتَاةْ
    مِنْ أَهْلِ إِبْرَاهِيمَ أَزْكَى الشُّرَفَا ...
    بُنُوَّةً إِلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى
    ولد الشريف محمد الأمين سنة 1337هـ 1918م في بلاد المغرب ثم ارتحل منه والتحق بأبناء عمه في بلاد موريتانيا واشتغل بممارسة التجارة وكان قد تعلم ما شاء الله أن يتعلم من العلم في بيت أهله ثم واظب على مجالسة العلماء وأخذ العلم عنهم وكان رحمه الله تقيا عفيفا ورعا لين العريكة متواضعا، عابدا ناسكا لله خاشعا، ولما جاء به الرسول آخذا ممتثلا طائعا، عاملا بكتاب الله وللخلق نافعا، تعود مكارم الأخلاق من صباه، وحذق في فعلها واجتباه، قال فيه الشاعر:
    فَتًى لَزِمَ الْمَعَالِيَ فِي صِبَاهُ ... وَطَرَّدَ عَنْ عُلاَهُ مَا يَشِــينُ
    كان رحمه الله من أحسن الناس صورة ذا بهاء تتلألأ الأنوار على وجهه قال فيه الناظم:
    هُوَ الأَمِينُ وَالْبَهِيُّ وَالْوَسِيمْ ... نَجْــلُ مُحَمَّدِ الْكَرِيمِ وَالزَّعِيمْ
    عَبْدُ الإِلَهِ الْجَامِعُ الْمَكَارِمِ ... نَجْلُ مُحَمْدِ الْمُصْطَفَى الْمُعَظَّمِ
    وكان رحمه الله رحيما وعطوفا على أقاربه وغيرهم من الضعفاء
    والمحتاجين يصلهم ويواسيهم بالأموال الكثيرة قال الراجز:
    مُحَمَّدُ الأَمِينُ ذُو الْخُشُوعِ ... رُحْمَى لأَهْلِهِ وَلِلْجَمِيعِ
    وكان رحمه الله ذكيا يقظا حازما عادلا لا يحيف عن العدل قال فيه الشاعر المجيد أحمد بن محمدا من قصيدة له:
    ذَاكَ الْفَتَى السَّامِي الشَّرِيفُ مُحَمَّدٌ ... قَبْلَ الأَمِينِ الْحَازِمِ الْيَقْظَانِ
    مَنْ كُرِّسَتْ أَيَّامُهُ للهِ لَمْ ... يَنْظُرْ إِلَى ذَاكَ الْحُطَامِ الْفَانِي
    هُوَّ الشَّرِيفُ الْمُرْتَضَى الْعَدْلُ الَّذِي ... أَنْوَارُهُ بَادِيَّةُ الْعُنْوَانِ
    لَيْسَتْ تَفِي بِخِصَالِهِ لُسُنُ الْوَرَى ... بُحْبُوحَةُ السَّامِي مِنَ الأَعْيَانِ
    وقال فيه أيضا:

    وَالْوَالِدُ الْمَعْرُوفُ بِالأَمِينِ ... بَعْدَ مُحَمَّدِ الرِّضَى الثَّمِينِ
    مَنْ كَانَ فِي الْفَخَارِ لاَ يُبَارَى ... وَفِي مَدَى الْخِصَالِ لاَ يُجَارَى


    وكان محمد الأمين رحمه الله ندبا ماجدا كريما قال فيه الشاعر:
    لَهُ شَهِدَ الْعُدُولُ مِنَ الْبَرَايَا ... بِأَنْهُ الْمَاجِدُ النَّدْبُ الثَّمِينُ
    وكان السخاء شيمته، والجود سجيته، والبذل فطرته، والبشاشة للناس ملكته، أريحي إذا استجدي جاد بالمال، لم يصغ للعوراء من كلام الأنذال والجهال، كأن الشاعر يقصده بقوله:
    وَلاَ أُصْغِي إِلَى الْعَوْرِاءِ حَتَّى ... يُرَى أَنِّي أَصَمُّ الْمِسْمَعَيْنِ
    وكان كثير الهبات،دائم الصلات،رحب الفناء كثير الرماد، معطاء مضيافا في المدن والبواد، يعد الأباريق والكؤوس والكيزان، والقدور الكبيرة والجفان، التـي تفوق جفان آل المحلق في غابر الأزمان، كانت مائدته كمائدة عبد الله بن جدعان، التـي حضرها سيد ولد عدنان، كان يعدها لزائره من الخلان الخلصان، والنازلين من الغرباء والضيفان، والفقراء وابن السبيل والجيران، قال فيه الشاعر:
    كَثِيرُ رَمَادٍ هَزِيلُ فَصِيلٍ ... كَبِيرُ جِفَانٍ كَثِيرُ الزِّحَامْ
    حَمِيدُ مَسَاعٍ عَدِيدُ دَوَاعٍ ... لِمَنْ بِالْمَدِيحِ يُرِيدُ الْقِيَامْ
    واظب من صغره على مجالسة العلماء فأحبهم وبجلهم وخصهم بكثير العطاء وحافظ على دينه وعرضه في سره وعلانيته قال فيه الشاعر من هذه القصيدة الميمية:
    مُدِيرُ هِبَاتٍ مُعِيدُ صِلاَتٍ ... مُقِيمُ صَلاَةٍ مُدِيمُ الصِّيَامْ

    مُؤَدِّي زَكَاةٍ وَحِيدُ تُـلاَةٍ ... مُفِيدُ عُفَاةٍ أَيَادٍ جِسَـامْ

    اشتهر في حياته بنعوته الأنيقة،الشاهدة على واقعه والحقيقه، قال الشاعر في مدحه:
    خَلَفٌ جَامِعٌ جَمِيلَ السَّجَايَا ... وَالْمَعَالِي مِنْ أَنْجَبِ النُّجَبَاءِ


    هذا وقد أخبرني العالمان الجليلان القاضي الإمام بن الشريف وأحمد بن البشير المالكي التندغي، عن كرمه وجوده وبذله لماله في كل ما يرضي الله ورسوله. وأخبرا كذلك بكثير من خصال الخير كان يعملها، وتحدثا عن حسن ديانته وعن كرم أخلاقه ورحيب فنائه لكل من زاره، وقالا إن الناس التـي تعرفه تشهد له بذلك، وأنهما يشهدان له بالجود وحسن الديانة وكثرة العبادة ودوام منفعة خلق الله.
    </H2>
    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 0:28


    --- تابع ---
    وقال الشاعر الشهير المختار السالم بن علي (الغطمطم) في مدحه:
    مُحَمَّدٌ الأَمِينُ لَنَا يَمِينُ ... عَلَى أَن لَيْسَ يُشْبِهُهُ أَمِينُ
    بِهِ فَرِحَتْ مَحَلَّتُنَا وَتَاهَتْ ... وَفِيهَا قَدْ بَدَا الدُّرُّ الثَّمِينُ
    وَعَمَّ الأَرْضَ يُمْنٌ وَارْتِفَاعٌ ... وَمَنْ قَدْ قَالَ هَذَا لاَ يَمِينُ
    فَتًى مِنْ عَالِمٍ حِبْرٍ أَبُوهُ ... بِهِ يُشْفَى مِنَ الْحُزْنِ الْحَزِينُ
    فَمِنْ عَبْدِ الإِلَهِ وَمِنْ أَبِيهِ ... مُحَمْدِ الْمُصْطَفَى جَاءَ الأَمِينُ
    وَمِنْ عَبْدِ الْوَدُودِ وَذَاكَ جَدٌّ ... بِهِ بَيْنَ الْوَرَى عَلَتِ الْبَنُونُ
    فَيَا نِعْمَ الثَّلاَثَةُ إِنَّ فَضْلاً ... لَهُمْ يُنْمَى بِهِ الْمَوْلَى أَدِينُ
    بِهِمْ صَعْبُ الأُمُورِ يَلُوحُ سَهْلاً ... مُنِيرَ الْوَجْهِ وَالْقَاسِي يَلِينُ
    مُحَمَّدٌ الأَمِينُ لَهُ كَمَالٌ ... بِمَا قَدْ قِيلَ مِنْ مَدْحٍ قَمِينُ
    أَيَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ وَيَا فَتَاهَا ... وَمَنْ فِي سَيْبِهِ يَجْرِي السَّفِينُ
    تَخِذْتُكَ فِي الْعِبَادِ مَعًا قَرِينًا ... مَدَى الْمَحْيَا وَيَا نِعْمَ الْقَرِينُ
    وَلِي شَوْقٌ إِلَى إِتْيَانِ أَرْضٍ ... بِهَا أَلْقَاكَ يَشْفَعُهُ حَنِينُ
    وَمَهْمَا سَالَ شَخْصٌ عَنْ عُلاَكُمْ ... فَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ
    عَلَى الْمُخْتَارِ جَدِّكُمُ صَلاَةٌ ...
    بِهَا الْمَطْلُوبُ أَجْمَعُهُ يَهُونُ
    وللعالم العلامة الشهير محمد عبد الله ابن البشير التندغي المالكي
    في مدحه ومدح فصيلته أهل الحاج احمد:
    سَمِعْتُ بِجُودِ الْقَوْمِ أَهْلِ الْمَكَارِمِ ... بَنِي بَرْمَكٍ وَالْقَرْمِ مَعْنٍ وَحَاتِمِ
    فَلَمْ تَرَ عَيْنِي كَالأَمِينِ مُحَمَّدٍ ... سَلِيلِ الْفَتَى عَبْدِ الْوَدُودِ الْمُسَالِمِ
    فَتًى هَمُّهُ كَسْبُ الْمَكَارِمِ وَالْعُلَى ... وَمَا هَمُّهُ غَيْرُ الْعُلَى وَالْمَكَارِمِ
    تَأَزَّرَ بِالْمَجْدِ الْمُؤَثَّلِ وَارْتَدَى ... وَكَانَ جَدِيرًا بِاللِّوَا وَالْعَمَائِمِ
    تَنَاجَلَهُ الأَشْرَافُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... مِنَ الشَّرَفِ الأَعْلَى إِلَى الْجَدِّ هَاشِمِ
    تَنَوَّرَ مِنْ بَيْنِ الأَكَارِمِ وَجْهُهُ ... مُضِيئـًا كَبَدْرِ التَّمِّ بَيْنَ الْغَمَائِمِ
    سَرِيرَتُهُ فِي وَجْهِهِ مِثْلُ طَابَعٍ ... مِنَ النُّورِ كَالأَجْدَادِ مِن نُّورِ فَاطِمِ
    إلى أن يقول:

    فَلاَزَالَ هَذَا فِي بَنِي الْحَاجِ أَحْمَدٍ ... فَصِيلَتِهِ أَهْلِ الْعَطَايَا الْعَظَائِمِ
    وَهَذِي يَدُ الْقَرْمِ الأَمِينِ مُحَمَّدٍ ... تَسُحُّ عَلَى الْعَافِينَ بِيضَ الدَّرَاهِمِ
    وَيُنْزِلُ كُلَّ النَّاسِ قَفْوًا لِجَدِّهِ ... مَنَازِلَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ غَيْرَ نَادِمِ
    إلى أن يقول:

    فَتًى عُمْرُهُ مِنْ طَاعَةِ اللهِ عَامِرٌ ... وَمِنْ غَيْرِهَا طُولَ الْمَدَى جِدُّ سَالِمِ
    شَهِدْنَا لَهُ بِالْفَضْلِ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ ... شَهَادَةَ قَطْعٍ رَبُّهَا غَيْرُ آثِمِ
    جَزَاهُ إِلَهُ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... بِكُلِّ الَّذِي يُعْطِي الْوَرَى مِنْ كَرَائِمِ
    بِأَفْضَلِ خَلْقِ اللهِ أَحْمَدَ جَدِّهِ ...
    عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ عَدَّ السَّوَاجِمِ
    وقال فيه أحمدو ابن البشير:
    أَلَمَّ خَيَالٌ أَتَى فِي الظَّلاَمْ ... فَهَاجَ شُجُونِي وَقَوْمِي نِيَامْ
    إلى أن يقول:

    فَسَلَّيْتُ قَلْبِي مِنَ الْبَرْحِ عَنْهَا ... بِلُقْيَا الْفَتَى ذِي الأَيَادِي الْعِظَامْ
    مُحَمَّدْ لَمِينِ ابْنِ عَبْدِ الْوَدُودِ الشْـ ... ـشَرِيفِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ الْهُمَامْ
    فَتَى دَهْرِهِ مِنْ سَرَاةِ الْوَرَى ... مِنَ الْمَجْدِ فَازَ بِأَعْلَى السِّهَامْ
    حَبِيبٌ إِلَى كُلِّ رَاءٍ رَآهُ ... لِذِيذٌ لَدَى الأُذْنِ مِنْهُ الْكَلاَمْ
    أَدِيبٌ أَرِيبٌ لَبِيبٌ ظَرِيفٌ ... لِكُلِّ الأَنَامِ يُرَى ذَا ابْتِسَامْ
    كَثِيرُ خِصَالٍ عَدِيمُ مِثَالٍ ... عَظِيمُ نَوَالٍ يُرَى بِالدَّوَامْ
    كَثِيرُ رَمَادٍ هَزِيلُ فَصِيلٍ ... كَبِيرُ جِفَانٍ كَثِيرُ الزِّحَامْ
    حَمِيدُ مَسَاعٍ عَدِيدُ دَوَاعٍ ...
    لِمَنْ بِالْمَدِيحِ يُرِيدُ الْقِيَامْ
    وهي قصيدة طويلة راجعها في كتاب «اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع».
    وقال العلامة والإمام/ ابوه بن احمدُّ بن كاشف البوحبيني: (بحر الطويل)
    خَلِيلَيَّ عُوجَا وَانْدُبَا بِالْمَقَاسِمِ ... مَنَازِلَ قَدْ كَانَتْ بِهَا أُمُّ قَاسِمِ
    وَكَانَتْ بِهَا دَهْرَ الصَّبَابَةِ وَالْهَوَى ... مُرَيَّمُ تَمْشِي بَيْنَ بِيضٍ نَوَاعِمِ
    عَفَائِفُ زَانَ الْمَيْسَ مِنْهَا حَيَاؤُهَا ... كَعِينِ الْمَهَى غَيْرَ الشَّوَى وَالْمَعَاصِمِ
    عَرَفْتُ لَهَا مِنْ بَعْدِ بُعْدِ مَزَارِهَا ... بَقَايَا رُسُومٍ بَعْدَ وَكْفِ السَّوَاجِمِ
    فَأَمْسَتْ كَأَنْ لَمْ تُلْقَ فِيهَا أَوَانِسٌ ... غِذَاهُنَّ مِنْ رِسْلِ الْهِجَانِ السَّوَائِمِ
    وَلَمْ تُكْرَمِ الأَضْيَافُ فِيهَا وَلَمْ تَكُنْ ... تَلاَمِيذُ شَتَّى حَوْلَهَا عِنْدَ عَالِمِ
    وَلَمْ تَكُنِ الأَزْهَارُ فِي جَنَبَاتِهَا ... تَمِيدُ بِأَنْفَاسِ الرِّيَاحِ النَّوَاسِمِ
    فَدَعْ عَنْكَ ذِكْرَ الدُّورِ لَيْسَ بِنَافِعٍ ... وَبَادِرْ إِلَى ذِكْرِ الأُبَاةِ الأَكَارِمِ
    مَحَطِّ رِحَالِ الْمَكْرُمَاتِ أَخِي النَّدَى ... وَآبَائِهِ الأَشْرَافِ أَحْمَدَ سَالِمِ
    فَتًى نَالَ مِنْ آبَائِهِ الْغُرِّ رُتْبَةً ... تَقَاصَرَ عَنْ مَعْرُوفِهِ جُودُ حَاتِمِ
    فَتًى غَيْرُ هَيَّابٍ لِكُلِّ مُلِمَّةٍ ... وَلَيْسَ بِنِكْسٍ فِي الأُمُورِ الدَّوَاهِمِ
    أَبُوهُ كَرِيمٌ فِي الْعَشِيرِ مُحَمَّدٌ ... أَمِينٌ وَلاَ تَعْنِيهِ لَوْمَةُ لاَئِمِ
    فَتًى أَرْضَعَتْهُ الدِّينَ وَالْفَضْلَ أُمُّهُ ... فَصَارَ لِذَاكَ النَّهْجِ أَيَّ مُلاَزِمِ
    أَيَا ابْنَ الْكِرَامِ الْغُرِّ أَحْمَدَ سَالِمٍ ... وَرِثْتَ الْجُدُودَ الْغُرَّ أَهْلَ الْعَمَائِمِ
    مُحَمَّدُ عَبْدُ اللهِ سَيْفٌ مُهَنَّدٌ ... وَفِي السِّلْمِ غَيْثٌ لِلْحَبِيبِ الْمُسَالِمِ
    وَإِنَّ مُحَمْدَ الْمُصْطَفَى لَمُؤَيَّدٌ ... بِعَبْدِ الْوَدُودِ اللَّيْثِ عِنْدَ التَّزَاحُمِ
    وَإِنَّ حَبِيبَ الْجُودِ قِدْمًا قَدِ اسْتَوَى ... عَلَى صَهَوَاتِ الْمَجْدِ فَوْقَ النَّعَائِمِ
    وَمِنْ عَابِدِ الْوَهَّابِ سَيِّدِ عَصْرِهِ ... تَرَفَّعْتَ قَدْرًا أَنْتَ يَا ابْنَ الضَّرَاغِمِ
    وَبِالْحَاجِ حَاجِ النَّاسِ أَحْمَدَ يَنْتَهِي ... وَمَا النَّاسُ إِلاَّ ذَاهِبٌ بَعْدَ قَادِمِ
    كِرَامٌ أُبَاةُ الضَّيْمِ فِي الْعِلْمِ أَبْحُرٌ ... وَفِي الْجُودِ أَدْنَى جُودِهِمْ كَالْغَمَائِمِ
    وَإِنِّي وَبَيْتُ اللهِ فِيكُمْ لَمُنْشِدٌ ... وَمَا أَنَا فِي قَوْلِي لِذَاكَ بِآثِمِ
    نَزَلْتُمْ عَلَى هَامِ الْمَعَالِي إِذَا ارْتَقَى ... إِلَيْهَا أُنَاسٌ غَيْرُكُمْ بِالسَّلاَلِمِ
    فَأَنْتُمْ كِرَامٌ مِنْ ذَوَائِبِ عَامِرٍ ... نَمَتْكُمْ إِلَى الْعَلْيَا ذُؤَابَةُ هَاشِمِ
    أَيَا مَنْ بَسَطْتَ الْوَجْهَ فِي كُلِّ نَازِلٍ ... عَلَى حِينَ عَنْهُ صَدَّ كُلُّ الأَعَاظِمِ
    وَأَكْرَمْتَهُ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ تَفَضُّلاً ... وَأَعْطَيْتَهُ فِي السِّرِّ بِيضَ الدَّرَاهِمِ
    وَتَبْسُطُ لِلأَضْيَافِ كُلَّ قَطِيفَةٍ ... شِفَاءً لِدَاءٍ فِي الصُّدُورِ مُلاَزِمِ
    وَتَمْنَحُهُمْ حُلْوَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَكُنْ ... جَلِيسُكَ مِنْ أَمْنٍ لَدَيْكَ بِحَازِمِ
    وَدَارُكُمُ تَعْلُو عَلَى الدُّورِ كُلِّهَا ... وَمَطْعَمُكُمْ يَعْلُو جَمِيعَ الْمَطَاعِمِ
    وَشَاهُكُمُ أَشْهَى مِنَ الشَّاهِ كُلِّهِ ... فَلاَ شَاهَ عِنْدِي غَيْرُهُ بِمُلاَئِمِ

    جَمَعْتَ شَتِيتَ الْمَجْدِ بَعْدَ تَبَاعُدٍ ... وَأَدْنَيْتَهُ حَتَّى غَدَا كَالتَّمَائِمِ
    وَفَتَّحْتَ لِلأَضْيَافِ دَارًا بَنَيْتَهَا ... وَلَمْ يَكُ بَوَّابٌ لَهَا بِالْمُلاَزِمِ
    وَعَتْبَةُ تِلْكَ الدَّارِ لَمْ يُلْفَ مِثْلُهَا ... فَتَخْلُفُكُمْ إِنْ غِبْتُمُ فِي الْمَوَاسِمِ
    كَرِيمَةُ أَصْلٍ مِنْ كِرَامٍ أَعِزَّةٍ ... كَدُرَّةِ غَوَّاصٍ أَتَتْ سِلْكَ نَاظِمِ
    فَلاَ بَرِحَتْ فِي الدَّارِ فِي ظِلِّ نِعْمَةٍ ... مَعَ الأَهْلِ وَالأَوْلاَدِ ذَاتُ الْمَكَارِمِ
    وَلاَ زِلْتَ أَنْتَ الْغَيْثَ وَاللَّيْثَ لِلَّذِي ... يَرُومُ جَدًى أَوْ دَفْعَ كُلِّ مُخَاصِمِ
    فَأَنْتُمْ مُلُوكُ الأَرْضِ شَرْقًا وَمَغْرِبًا ... وَأَهْلُ الْعَطَايَا الْعَالِيَاتِ الْعَظَائِمِ
    مُحِبُّكُمُ فِي اللهِ نَاجٍ مُبَجَّلٌ ... وَمُبْغِضُكُمْ يَوْمَ اللِّقَا غَيْرُ سَالِمِ
    وَإِنَّا مِنَ اللاَّئِينَ قَبْلُ جُدُودُهُمْ ... تُحِبُّكُمُ حُبَّ الْعُلَى وَالتَّرَاحُمِ
    إِذَا مَا غَزَتْ يَوْمًا كَتَائِبُ مِنْكُمُ ... تَفُوزُ بِنَصْرٍ فِي اشْتِبَاكِ الْمَلاَحِمِ
    فَلاَ يَحْسِبُونَ الْخَيْرَ لَيْسَ بِزَائِلٍ ... وَلاَ الشَّرَّ بَعْدَ الشَّرِّ ضَرْبَةَ لاَزِمِ
    فَتَشْهَدُ أُمُّ التُّنْضُبِ الْجَيْشَ مِنْكُمُ ... وَضَرْبَكُمُ الأَبْطَالَ فَوْقَ الْجَمَاجِمِ
    وَيَوْمُكُمُ عِنْدَ الْهَنِيئِ لِقَوْمِكُمْ ... قَضَيْتُمْ دُيُونًا عِنْدَ أَوَّلِ قَادِمِ
    وَيَوْمُكُمُ عِنْدَ الْهُوَيْدِشِ جِئْتُمُ ... بِنَهْبِ عَبِيدٍ وَالْجِمَالِ الرَّوَاسِمِ
    وَحَوْلَ تُرِينَ النَّصْرُ قَدْ حَفَّ جَيْشَكُمْ ... وَمَا حَوْلَهَا مِنْ رَاسِيَاتِ الْمَعَالِمِ
    وَإِنَّ عِتَاقَ الطَّيْرِ غَارَتْ مَغَارَكُمْ ... لِتَشْرَبَ مِنْ دَمِّ الْقَفَا وَاللَّهَازِمِ
    وَبِالْعُدْوَةِ الزَّرْقَاءِ قَدْ سَارَ جَيْشُكُمْ ... وَجَاءَ بِخَيْلٍ جَيْشُ أَهْلِ الْعَزَائِمِ
    وَلَمْ يَخْشَ تَهْدِيدَ الْمُلُوكِ وَرَاءَهُ ... وَلَمْ يَخْشَ ضَرْبًا بِالسُّيُوفِ الصَّوَارِمِ
    وَهَذَا دَلِيلٌ أَنَّ أَحْمَدَ جَدُّكُمْ ... وَأَنَّكُمُ أَبْنَاءُ أَبْنَاءِ فَاطِمِ
    عَلَى جَدِّكُمْ أَوْفَى الصَّلاَةِ وَآلِهِ ... مَدَى الدَّهْرِ مَا طَرَّدْتُمُ كُلَّ ظَالِمِ

    [size=18]
    [b]ولأحد أفراد أسرة آل عبد الودود في الفخر بالنسب الشريف:

    لَنَحْنُ بَنُو عَبْدِ الْوَدُودِ ذَوُو الْعُلَى ... وَذَا مَجْدُنَا فِي النَّاسِ لَيْسَ بِذَاهِبِ
    وَفِينَا لِسَانُ الْحَالِ مَا انْفَكَّ مُنْشِدًا ... وَلَيْسَ بِرَجْمٍ بَلْ بِمَحْضِ التَّجَارِبِ
    فَإِنْ تَسْأَلُوا فِـي النَّاسِ عَنَّا فَإِنَّنَا ... حُلِيُّ الْوَرَى وَالأَرْضِ ذَاتِ الْمَنَاكِبِ
    وَلَيْـسَ بِنَا عَيْبٌ سِوَى أَنَّ جُودَنَا ... أَشَادَ بِنَا فَـوْقَ النُّجُـومِ الثَّوَاقِبِ

    وَمَـا أَمَلُ الْعَافِـي لَدَيْنَا بِخَائِبٍ ... وَمَـا ذُو الْعَـدَا يَوْمًا عَلَيْنَا بِغَالِبِ
    فَأَفْـنَى الرَّدَى أَعْمَارَنَا غَيْرَ ظَالِـمٍ ... وَأَفْنَى النَّـدَى أَمْوَالَنَا غَيْرَ عَائِبِ

    أَبُونَـا أَبٌ لَوْ كَانَ لِلنَّاسِ كُلِّهِـمْ ... أَبًا وَحْـدَهُ أَغْنَاهُـمُ بِالْمَنَاقِـبِ
    وَرِثْـنَا مِنَ الْجَدِّ الْمُعَظَّـمِ عَامِـرٍ ... مَفَاخِرَ قَدْ عَزَّتْ عَلَى كُلِّ طَالِبِ
    وَقَـدْ نَالَ مِنْ إِدْرِيسَ مَجْدًا مُؤَثَّلاً ... أُلَئِـكَ قَوْمٌ فَضْـلُهُمْ غَيْرُ كَاذِبِ
    بَنِي الْحَسَنَيْـنِ ابْنَـيْ عَلِيٍّ إِمَامِنَا ... وَبَابِ عُلُـومٍ خَيْرِ صِهْرٍ وَصَاحِبِ

    مِـنَ الْبَضْعَةِ الزَّهْرَاءِ بِنْـتِ نَبِيِّنَا ... وَصَفْـوَةِ مَنْ يُنْمَى لِكَعْبٍ وَغَالِبِ
    عَلَيْـهِ صَـلاَةُ اللهِ ثُمـَّ سَلاَمُـهُ ... مَعَ الآلِ وَالأَصْحَابِ عَدَّ الْكَوَاكِبِ

    --- يتبع ---





    عدل سابقا من قبل أحمد سالم السباعي في السبت 17 يوليو - 0:49 عدل 1 مرات (السبب : تصحيح كلمات)
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 0:54


    --- تابع ---
    وقد توفي الشريف محمد الأمين ابن عبد الودود رحمه الله عام سيل القوارب وذلك سنة 1371هـ/ 1951م عن عمر قدره 33 سنة كانت كلها عطاء في جميع المجالات، وقد دفن بمقبرة مدينة القوارب (روصو) الموريتانية وقبره يزار لجميع الحوائج قال الراجز:
    مُحَمَّدُ الأَمِينُ بِالْقَوَارِبِ ... دُفِنَ وَهْوَ رَحْمَةُ الأَقَـارِبِ
    وقال آخر:
    وَقَبْرُهُ لَهْفِيَ بِالْقَـوَارِبِ ... نَزُورُهُ لِمُطْلَـــقِ الْمَآرِبِ
    وقال آخر:
    كَـانَ الْقَوَارِبُ بُقْعَـةٌ مَبْغُوضَـةٌ ... فَغَـدَتْ بِهِ مَحْبُـوةَ الْقِيعَانِ
    وَلَقَدْ كَفَاهَـا الْيَـوْمَ فَـخْرًا أَنَّهَا ... خُصَّتْ بِهِ عَـنْ سَائِرِ الْبُلْدَانِ

    وقد أرخ أحد العلماء لوفاته بقوله:
    وَفَاتُهُ تَارِيخُهَا بِـ(أَعْسَـشِ) ... لَدَى الْقَوَارِبِ وُقِي مَا يَخْتَشِي
    وقد خلف تراثا عظيما من المجد لذويه ولقبيلته وللقطر عامة في هذه الفترة القصيرة، ورثاه الكثير من العلماء والشعراء والكتاب شعرا ونثرا، ذكروا في مراثيه مناقبه وفضائله، ونوهوا بجدوده وشادوا بمحامده. هذا وقد جمع ابنه الشريف أحمد سالم ديوان مراثيه وطالعته في خزانته وهذه قصائد من غرره أولها قصيدة العالم الجليل ابن العالم صفة واسما ونسبا أحمد بزيد بن العالم بن الطالب ببكر بن ادميس السباعي رحمه الله، وقد كان نابغة دهره فقيها وعالما وشاعرا وأديبا، وكان من رؤوس القبيلة وهو تلميذ للشبيه بن ابوه الموسوي. وقد كان خليل المرحوم محمد الأمين رحمه الله، وقد اشترك معه في كثير من المسائل العامة والخاصة. فرثاه بقصيدة مطلعها:
    هُوَ الْقَدَرُ الْمَقْدُورُ يَصْعَدُ بِاللُّبِّ ... وَيَسْفُلُ أَحْيَاناً مِـنَ الْفَقْدِ لِلْحِبِّ
    إلى أن يقول:
    كَفِقْدَانِنَا الْخِلَّ الَّذِي نَالَ رُتْبَةً ... تَقَاصَرَ عَنْهَا حَاتِمُ الْجُودِ فيِ الْوَهْبِ
    وَفيِ سَاحَةِ الأَبْطَالِ عَنْهَا تَقَاصَرَتْ... رِجَالُ يَزِيدٍ وَالْمُبِيرِ أَخِي الْحَرْبِ
    وَقَدْ نَالَ فِي عِلْمِ الْعَقَائِدِ رُتْبَةً ... تُشَابِهُ مَا نَصَّ السَّنُوسِيُّ فِي الْكُتْبِ
    وَذَاكَ الأَمِينُ الْمُرْتَضَى بَعْدَ أَحْمَدٍ ... وَوَارِثُهُ فِي الدِّينِ وَالْخُلْقِ وَالْحَسْبِ
    كَمَا نَالَ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
    ... أَبُوهُ فُنُونَ الْعِلْمِ بِالْوَهْبِ وَالْكَسْبِ
    وقال العالم والمؤرخ الكبير المختار بن حامد بن محنض بابه بن
    اعبيد الديماني فيه وفي ابنه أحمد سالم:
    عَلَى الأَبْنَاءِ قَفْوُ الْوَالِدِينَا ... هُدًى وَنَدًى وَأَخْلاَقاً وَدِينَا
    فَأَحْمَدُ سَالِمُ الْعِرْضِ السِّبَاعِي ... نَدَاهُ قَفَا مُحَمَّدَنَا الأَمِينَا
    حَكَاهُ مُرُوءَةً وَحَكَاهُ هَدْياً ... حَكَاهُ مُرُونَةً وَحَكَاهُ لِينَا
    وَتَبْلُغُنَا مَكَارِمُ عَنْ أَبِيهِ... لَدَى رَاثِينَ فِيهِ وَمَادِحِينَا
    مَحَاسِنَ حَاتِمٍ جَمَعَتْ وَمَعْنٍ ... وَكَعْبٍ وَابْنِ سُعْدَى أَجْمَعِينَا
    إَلَى نَسَبٍ إِلَى يَاسِينَ يُنْمَى ... إِلَى خُلُقٍ يَذُمُّ الْيَاسَمِـينَا
    إَلَى عَرْضٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ يُفْنَى ... إِلَى عِرْضٍ بِكَسْرِ الْعَيْنِ صِينَا
    إَلَى مَا فَوْقَ ذَلِكَ مِنْ مَعَانٍ ... تَرُوقُ لِنَاظِرِينَ وَسَامِعِينَا
    وَمَا كُنَّا نَسِينَا مِنْ خِلاَلٍ ... مُحَمَّدُنَا الأَمِينُ بِهِنَّ زِينَا
    فَأَحْمَدْ سَالِمٌ فِيهِ خِلاَلٌ ... تُمَثِّلُ مَا ذَكَرْنَا أَوْ نَسِينَا
    وَيَرْعَى اللهُ أَحْمَدَ سَالِمًا ذَا ... وَيَرْحَمُ وَالِدِيهِ وَوَالِدِينَا
    عَلَى الْمُخْتَارِ جَدِّهِمُ صَلاَةٌ ... مِنَ الْمَوْلَى عَلَى مَرِّ السِّنِينَا

    وقال العالم ابن العلماء القاضي الإمام بن اشْرِيفْ المجلسي من قصيدة له:
    أَيَا رَحْمَةَ الرَّحْمَنِ جُودِي وَخَيِّمِي ... عَلَى صَاحِبِ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ الْمُعَظَّمِ
    مُحَمَّدَ مِنْ قَبْلِ الأَمِينِ سُمَاتُهُ ... أَخُو الْمَنْصِبِ الْعَالِي عَلَى كُلِّ عَيْلَمِ
    وَسُحِّي عَلَى الْقَبْر ِالَّذِي ضَمَّ شَخْصَهُ ... بِوَدْقٍ مِنَ الرِّضْوَانِ يَهْمِي بِأَنْعُمِ
    وَذَلِكُمُ الْقَبْرُ الَّذِي قَدْ حَوَتْ بِهِ
    ... مَدِينَةُ رُوصُو الدَّهْرَ كُلَّ تَفَخُّمِ
    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 0:58

    --- تابع ---

    وقال العلامة حمدا بن سيدي بن المختار أمُّ المعروف ب(حمدا بن اتاه)
    ابن محمذن بن أحمد بن محمد العاقل:
    فِي رَحْمَةِ الرَّحْمَانِ فيِ رِضْوَانِهِ ... فِي عَفْوِهِ يَا رَبِّ فِي غُفْرَانِهِ
    فِي جَنَّةٍ قَدْ قَابَلَتْهُ ثِمَارُهَا ... فِي حَفْلَةٍ يَأْوِي إِلَى أَقْرَانِهِ
    ذَهَبَ الأَمِينُ مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِ مَا ... قَدْ عَاشَ فِي الْمِحْرَابِ فِي قُرْآنِهِ
    فِي الْبَذْلِ لِلْمَعْرُوفِ فِي أَحْبَابِهِ ... مُتَتَبِّعاً مَنْ كَانَ مِنْ جِيرَانِهِ
    مِنْ أُسْرَةٍ عَبْدُ الْوَدُودِ يَمُدُّهَا ... وَأَبُو السِّبَاعِ يَشُدُّ مِنْ أَرْكَانِهِ
    فَرْعٌ نَمَا فِي تُرْبَةٍ نَبَوِيَةٍ ... قَدْ طَهَّرَ الرَّحْمَانُ مِنْ أَرْدَانِهِ
    إِنَّا بِأَحْمَدْ سَالِمٍ مِنْ بَعْدِهِ ... نَأْوِي إِلَى مَا كَانَ مِنْ إِحْسَانِهِ
    نَاوِي إِلَى مَا كَانَ مِنْ إِسْلاَمِهِ ... نَأْوِي إِلَى مَا كَانَ مِنْ إِيمَانِهِ
    يَا رَبِّ بَوِّئْهُ الْجِنَانَ مُنَعَّمًا ... فِي رَوْضَةٍ يَأْوِي إِلَى وِلْدَانِهِ
    وَاحْفَظْ بِسَالِمِ جَمْعِهِ مِنْ بَعْدِهِ ... مَنْ كَانَ يَرْفَعُ فِي سَمَا بُنْيَانِهِ
    ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... مَنْ شَعْشَعَ الأَنْوَارَ فِي أَكْوَانِهِ

    وقال العالم العلامة أحمدو بن محمدا بن البشير يرثيه ويندبه ويؤبنه من قصيدة طويلة له:
    نَعَى الآثِمُ الآتِي بِأَعْظَمِ مَا وِزْرِ ... لَنَا الْفَاضِلَ الْمَيْمُونَ أُعْجُوبَةَ الدَّهْرِ
    سَلِيلَ الْفَتَى عَبْدِ الْوَدُودِ مُحَمَّدَ الْـ ...
    ـأَمِينَ السِّبَاعِيَّ الَّذِي شَاعَ بِالذِّكْرِ
    وقال احمدو بن اسند الجكني يرثيه ويؤبنه من قصيدة طويلة له:
    سَقَى مَضْجَعًا فِيهِ الأَمِينُ مُحَمَّدُ ... إِلَهٌ لَهُ الرُّسْلُ الأَفَاضِلُ سُجَّدُ
    بِغَيْثٍ مِنَ الرِّضْوَانِ يَعْبَقُ بِالشَّذَى ... فَيَنْسَى بِهِ مَا كَانَ فِي الْحَيِّ يَعْهَدُ
    سَلِيلُ الْفَتَى عَبْدِ الْوَدُودِ الَّذِي بِه ...ِ سَمَا بَيْنَ جَمْعِ النَّاسِ فَرْعٌ وَمَحْتِدُ

    وقال عبد الله السالم بن المعلى يرثيه:
    رُوَيْدَكَ أَبْكَيْتَ الْعُلَى وَالْمَكَارِمَا ... وَفَزَّعْتَ أَسْرَابَ الأَيَادِي السَّوَائِمَا
    وَأَصْمَمْتَ آذَانَ الْفَضَائِلِ وَالنُّهَى ... وَغَادَرْتَ أَنْفَ الْمَجْدِ وَيْحَكَ رَاغِمَا
    فَدَعْ أَيُّهَا النَّاعِي حَدِيثَكَ إِنَّنِي ... أَرَاكَ بِمَنْ تَنْعِيهِ لَمْ تَكُ عَالِمَا
    أَتَعْرِفُ كَمْ أَسْقَمْتَ عِرْضاً مُسَلَّمًا ... وَأَقْعَدْتَ فَخْرًا ظَلَّ بِالأَمْسِ قَائِمَا
    وَكَمْ يَا تُرَى أَسْخَنْتَ لِلْمَجْدِ مُقْلَةً ... وَسَهَّدْتَ عَهْدًا نَاعِمَ الْبَالِ نَائِمَا
    نَعَيْتَ إِلَيْنَا السُّؤْدَدَ الْعَوْدَ وَالنَّدَى ... وَبِيضَ الأَيَادِي وَالْعَطَايَا التَّوَائِمَا
    نَعَيْتَ إِلَيْنَا مَاجِدًا وَابْنَ مَاجِدٍ ... كَرِيماً قَفَا آبَاءَ صِدْقٍ أَكَارِمَا

    مُحَمَّدْ الاَمِينَ المُرْتَضَى مِنْ ذَوِي الْعُلَى ... بَنِي الْحَاجِ مَنْ بَذُّوا الْبُحُورَ الخَضَارِمَا
    أَغَرَّ سِبَاعِيًّا شَرِيفًا سَمَا إِلَى ... ذُرَى الْعِزِّ مُذْ نَاطُوا عَلَيْهِ التَّمَائِمَا
    تَضَافَرَتِ الأَنْبَاءُ عَنْ حُسْنِ هَدْيِهِ ... وَعَنْ بَذْلِهِ فِي النَّائِبَاتِ الْكَرَائِمَا
    وَقَامَتْ لَدَيْنَا الْبَيِّنَاتُ بِفَضْلِهِ ... فَكَانَ عَلَيْهِ الْعَدْلُ بِالْفَضْلِ حَاكِمَا

    رَضِينَا قَضَاءَ اللهِ فِيهِ تَعَزِّياً ... بِأَنْ لَيْسَ إِلاَّ وَجْهُ رَبِّكَ دَائِمَا
    فَلَمْ يُبْقِ لِلدُّنْيَا الْمَنُونُ مُلُوكَهَا ... وَلَمْ يَتْرُكَنْ فِيهَا عَبِيدًا وَلاَ إِمَا
    وَلَمْ يُبْقِ مَحْكُوماً عَلَيْهِ وَحَاكِماً ... وَلَمْ يُبْقِ مَظْلُوماً وَلَمْ يُبْقِ ظَالِمَا
    وَعَاشَتْ مَعَ الإِنْسَانِ فِي كُنْهِ نَفْسِهِ ... وَدَبَّتْ لَهُ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ أَرَاقِمَا
    وَسَامَتْهُ حَتَّى سَاوَرَ الشَّكُّ قَلْبَهُ ... أَمُسْتَيْقِظًا مَا عَاشَ أَمْ عَاشَ حَالِمَا
    عَزَاءً بَنِي الْمَرْحُومِ لاَ تَحْزَنُوا لَهُ ... فَإِنَّ لَهُ رَبًّا كَرِيماً وَرَاحِمَا
    وَصَبْرًا جَمِيلاً نَغْنَمِ الأَجْرَ إِنَّمَا ... أَفَاءَ عَلَيْنَا اللهُ مِنْهُ الْمَغَانِمَا
    وَإِنَّ لَنَا فِي اللهِ مِنْ كُلِّ فَائِتٍ ... مَضَى خَلَفًا يَجْلُو الْخُطُوبَ الْعَظَائِمَا
    سَقَى اللهُ مَثْوَاهُ مِنَ الأَمْنِ وَالرِّضَى ... عِهَادَ السَّوَارِي وَالرِّهَامَ السَّوَاجِمَا

    وَبَوَّأَهُ جَنَّاتِ عَدْنٍ فَسِيحَةً ... وَرَوْحاً وَرَيْحَاناً وَحُورًا نَوَاعِمَا
    وَكَأْساً دِهَاقاً لَيْسَ يَظْمَأُ بَعْدَهَا ...
    وَإِسْتَبْرَقًا خُضْرًا وَقَصْرًا وَخَادِمَا
    فَلاَ تَهِنُوا وَابْقَوْا ذَوَائِبَ قَوْمِكُمْ ...
    وَظَلُّوا كَمَا كُنْتُمْ عَلَيْهِمْ عَمَائِمَا
    فَلَنْ تَفْقِدُوا بَعْدَ الْفَقِيدِ سُمُوَّكُمْ ...
    وَلاَ رَأْيَكُمْ مَا اخْتَارَ أَحْمَدَ سَالِمَا
    خَلِيفَتَهُ الْمَحْبُوبَ هَدْياً وَطَلْعَةً ...
    وَمَنْ لَمْ يُطِعْ فِي الْمَكْرُمَاتِ اللَّوَائِمَا
    فَتَى الصِّدْقِ لاَ شَالَتْ نَعَامَةُ عِزِّهِ ...
    وَلاَ وَطِئَتْ رِجْلاَهُ إِلاَّ النَّعَائِمَا
    وَلاَ انْفَكَّتِ الأَحْبَابُ تَلْقَى بِهِ الْمُنَى ...
    وَيُحْذَى مِنَ الأَعْدَا طُلًى وَجَمَاجِمَا
    وَلاَ زَالَ بِالْبَأْوَى رَكِيزَةَ بَيْتِهِ ...
    وَالاِخْوَةُ أَرْكَاناً لَهُ وَدَعَائِمَا
    بِخَيْرِ بَنِي الدُّنْيَا وَأَكْرَمِ مَنْ نَمَتْ ...
    فُرُوعُ عُلاَهُ عَبْدَ شَمْسٍ وَهَاشِمَا
    وَآخِرِ مَبْعُوثٍ وَأَوَّلِ شَافِعٍ ...
    فَبُورِكَ بَدْءاً فِي الثَّنَاءِ وَخَاتِمَا
    عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ يَعْبَقُ نَشْرُهَا ... وَأَذْكَى سَلاَمٍ يَنْفَحَانِ الْعَوَالِمَا
    وقال فيه محمدن ابن الواثق (والأشطار الأخيرة بعد المطلع من لامية الأفعال):
    أَذْكَى بِقَلْبِكَ بَرْحَ الْهَمِّ وَالْخَبَلاَ ... نَعْيُ النُّعَاةِ الأَمِينَ الْمَاجِدَ الْبَطَلاَ
    سَلِيلَ عَبْدِ الْوَدُودِ الْمُرْتَضَى خُلُقًا ... الْغَوْثَ قُطْبَ الرَّحَى بَدْرَ الدُّجَى الْمَثَلاَ
    فَالدَّمْعُ مُنْسَجِمٌ وَالصَّبْرُ مُنْعَدِمٌ ... وَرُبَّمَا جَاءَ مِنْهُ نَادِرٌ قُبِلاَ
    لِذِي الْمَزَايَا الَّتِـي أَضْحَتْ لِشُهْرَتِهَا ... بِذِكْرِ وَاحِدَةٍ تَبْدُو لِمَنْ عَقَلاَ
    مَنْ عَاشَ وَهْوَ عَلَى مَا الْحَمْد أَكْسَبَهُ ... مَجْبُولٌ أو كَالَّذِي عَلَيْهِ قَدْ جُبِلاَ
    حَتَّى ارْتَقَى رُتَبًا لِلْحَاسِدِينَ لَهُ ... فِيهِنَّ كَسْرٌ وَلَمْ يَعْبَأْ بِمَنْ عَذَلاَ
    مَنْ مَنْ بِهِ يَسْتَعِنْ خَوْفَ الْوَعِيدِ يَقُلْ ... عَنَّا الْوَعِيدُ انْثَنَى وَالْعَوْنُ قَدْ وَصَلاَ
    مُحَرِّمٌ قَوْلَ لاَ طَبْعًا وَحَيْثُ جَرَى ... فَقَدْ يَكُونُ عَلَى الْوِجْدَانِ مُشْتَمِلاَ
    وَمَدْحُهُ الْحَقُّ وَالأَمْدَاحُ كَاذِبَةٌ ... فَارْكَنْ إِلَى الْحَقِّ تَرْشُدْ إِنْ ثَأًى شَمَلاَ
    فَصِّلْ ثَنَاهُ أَوَ اجْمِلْ إِنْ عَجَزْتَ فَقَدْ ... يَحْوِي التَّفَاصِيلَ مَنْ يَسْتَحْضِرُ الْجُمَلاَ
    وَكُفَّ صَائِغَ أَمْدَاحٍ تَرُوقُ إِذَا ... يَدْعُو إِلَى غَيْرِهِ وَامْنَعْهُ مَا سَأَلاَ
    وَفِيهِ أَطْنِبْ وَفِي غَيْرِ الأَمِينِ عَلَى ... رَأْىٍ تَوَقَّفْ وَلاَ تَعْدُ الَّذِي نُقِلاَ
    وَكُلُّ ذِي كَرَمٍ نَحْوَ الأَمِينِ تَرَا ... هُ انْقَادَ وَاخْتَارَ كَاخْتِيرَ الَّذِي فَضُلاَ
    تَجَاهَلَ الْقَوْمُ إِذْ رُمْتُ الرِّثَاءَ وَقَدْ ... تُبِينُ عَكْسَ الَّذِي بِفَاعِلٍ نَزَلاَ
    فَاللهُ يُولِيهِ رِضْوَانًا يَكُونُ بِهِ ... مُسْتَبْشِراً آمِنًا لاَ بَاسِرًا وَجِلاَ
    وَاللهُ يَكْسُوهُ مِنْ أَثْوَابِ رَحْمَتِهِ ... سِتْرًا جَمِيلاً عَلَى الزَّلاَّتِ مُشْتَمِلاَ
    وَبَعْدُ يُنْزِلُهُ فِي الْخُلْدِ مَنْزِلَةً ... عُلْيَا تُبَلِّغُ مِنْ رِضْوَانِهِ الأَمَلاَ
    وَيَهْدِي الاَبْنَا لِقَفْوِ الْمُصْطَفَى وَهُدَى ... سَادَاتِنَا آلِهِ وَصَحْبِهِ الْفُضَلاَ
    قَدْ خَصَّنِي زَمَنِي بَيْنَ الأَنَامِ بِهِمْ ... فَالْحَمْدُ للهِ لاَ أَبْغِي بِهِمْ بَدَلاَ
    وَاسْمَعْ مَقَالَ امْرِئٍ يَابَى سِوَى الْكُرَمَا ... وَقَدْ تُوَافِقُهُ تَعَدَّ مَنْ بَخِلاَ
    خَيْرُ الأَنَامِ بَنُو مَوْلَى الأُسُودِ وَمَنْ ... إِيَّاهُمُ فِي سَبِيلِ الْمَكْرُمَاتِ تَلاَ
    فَمَا رَأَيْتُ لَهُمْ شِبْهًا وَإِنَّ عَلَى ... رَبِّ الْبَرِيَّةِ لِي لاَ غَيْرُ مُتَّكَلاَ
    قَدْ رُمْتُ تَحْسِينَ مَا أُسْدِي بِلاَمِيَةٍ ... وَالْحَمْدُ للهِ إِذْ مَا رُمْتُهُ كَمُلاَ
    صَلَّى وَسَلَّمَ فِي بَدْئِي وَمُخْتَتَمِي ... عَلَى الرَّسُولِ الْكَرِيمِ الْخَاتِمِ الرُّسُلاَ

    ولله در الأديب في رثاءه حيث قال: (بحر المديد)
    دَعْ بُكَا الْمَحْبُوبِ إِنْ هَلَكَا ... وَارْضَ مَا الْمَوْلَى قَضَاهُ لَكَا
    وَادَّكِرْ كَوْنَ الإِلَهِ عَلاَ ... لِلْبَرَايَا كُلِّهَا مَلَكَا
    وَمَمَاتُ الْمَرْءِ مُنْحَتِمٌ ... وَبِهِ كُلُّ الْوَرَى اشْتَرَكَا
    وَيَفُوزُ الْمَرْءُ إِنْ يَكُ فِي ... عُمْرِهِ نَهْجَ الْهُدَى سَلَكَا
    كَالأَمِينِ الْمُرْتَضَى خُلُقًا ... مَنْ تَحَلَّى بِالتُّقَى وَزَكَا(1)
    وَارْتَقَى فَوْقَ الْوَرَى رُتَبًا ... مَا لَهُ فِي نَيْلِهَا شُرَكَا
    قَدْ نَشَا لِلْحَمْدِ مُكْتَسِبًا ... يُدْمِنُ الإِنْفَاقَ وَالنُّسُكَا(2)

    كَمْ أَدَامَ الصَّوْمَ مُحْتَسِبًا ... وَمَنَامَ اللَّيْلِ كَمْ تَرَكَا
    وَاطِّلاَبُ الْعِلْمِ دَيْدَنُهُ ... فَبِهِ مَا زَالَ مُمْتَسِكَا
    وَنَأَى عَنْ كُلِّ مَنْقَصَةٍ ... وَبِأَعْلَى الْمَجْدِ قَدْ فَنَكَا(3)

    مَنْ يَقُلْ فِي النَّاسِ مُشْبِهُهُ ... قَالَ فِيهِ الْحَالُ ذَا أَفَكَا(4)
    فَلِآلِ الْمُصْطَفَى شِيَمٌ ... شَأْوُهَا لاَ يَخْتَشِي دَرَكَا
    وَبَنُو ذِي الأُسْدِ أَصْلُهُمُ ... بِبَنِي خَيْرِ الْوَرَى لَبِكَا(5)
    وَالأَمِينُ الْبَدْءُ خَيْرُهُمُ ... حَيْثُ مَا عَدُّوا خَسًا وَزَكَا(6)
    رَحْمَةُ الْمَوْلَى عَلَيْهِ إِلَى ... عَفْوِ رَبٍّ لِلسَّمَا سَمَكَا
    وَمَدِيدِي مَا يَفِي بِثَنًا ... مِنْهُمُ فَالرَّأْيُ أَنْ تُرِكَا
    وَصَلاَةُ اللهِ جَلَّ عَلَى ... جَدِّهِمْ مَا إِنْ بَدَا ابْنُ ذُكَا(7)


    ------------------------
    1 زكا الرجل: صلح. 2 النسك: مثلث وبضمتين: العبادة.
    3 أقام. 4 كذب. 5- أي اختلط. 6- خسا وزكا: المفرد والشفع.
    7- ابن ذكا: الصبح

    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:00

    --- تابع ---

    وقال احمدو بن ابراهيم الحسني يرثيه من قصيدة طويلة له:
    قِفْ بِالْقَوَارِبِ شَجْوًا إِنَّ مَنْ عَتَبَا ... يَوْمًا عَلَيْكَ الأَسَى فِيهَا فَقَدْ تَعِبَا
    إلى أن يقول:
    كَمَا تَكَدَّرَ وَجْهُ الأَرْضِ وَاكْتَأَبَا ... وَاغْبَرَّ بَعْدَ الأَمِينِ الْمُرْتَضَى أَدَبَا
    سَلِيلِ عَبْدِالْوَدُودِ الْمُرْتَضَى خُلُقًا ... وَالْمُرْتَضَى نَسَبًا وَالْمُرْتَضَى حَسَبَا
    أَعْنِي مُحَمَّدَ هَذَاكَ الأَمِينَ أَخَا الْـ ... ـفَضْلِ الَّذِي عَجَزَتْ عَنْ وَصْفِهِ الأُدَبَا

    وقال محمدو لبات بن احمدو لمين البوحبيني يرثيه من قصيدة له:
    أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي لِذِي الْمَجْدِ وَالْفَخْرِ ... مُحَمَّدْ الاَمِينِ السَّيِّدِ الطَّيِّبِ النَّجْرِ
    فَقُلْتُ لَهُ دَعْ مَا تَقُولُ فَإِنَّهُ ... يَقُدُّ قُلُوبَ النَّاسِ بِالْبَثِّ وَالذُّعْرِ
    نَعَيْتَ خِصَالاً لاَ تَنَاهَى مَعَ الْفَتَى ابْـ ... ـنِ عَبْدِ الْوَدُودِ الْمُرْتَضَى الْفِعْلِ وَالأَمْرِ

    وقال محمد محمود بن المهدي اليعقوبي (الاخوال) يرثيه من قصيدة له:
    هَامَ الْفُؤَادُ وَبَاتَ الدَّمْعُ يَنْتَثِرُ ... وَالْقَلْبُ كَادَ مِنَ الأَحْزَانِ يَنْفَطِرُ
    إلى أن يقول:
    وَاذْكُرْ مَعَالِيَ نَجْمٍ كَانَ سَيِّدَهُمْ ... لَهُ خِصَالٌ عِظَامٌ كُلُّهَا غُرَرُ
    الدِّينُ وَالْجُودُ وَالآدَابُ دَيْدَنُهُ ... دَفِينَ رُوصُو الَّذِي بِالْفَضْلِ يَشْتَهِرُ
    وَنَجْلُ عَبْدِ الْوَدُودِ الْبَدْءُ سَيِّدُهُمْ ... قَدْ كَانَ قِدْمًا بِهِ الأَيَّامُ تَفْتَخِرُ
    مُحَمَّدُ الْعَابِدُ الْمَيْمُونُ طَالِعُهُ ... قَبْلَ الأَمِينِ بِهِ الزَّلاَّتُ تَنْجَبِرُ

    وقال آبا بن محمد سالم اليحيوي في رثائه من قصيدة طويلة له:
    سَقَى رَمْسَ النَّدَى الْغَيْثُ الْهَتُونُ ... بِرُوصُ بِهِ مُحَمَّدٌ الأَمِينُ
    إلى أن يقول:
    فَتًى لَزِمَ الْمَعَالِيَ فِي صِبَاهُ ... وَطَرَّدَ عَنْ عُلاَهُ مَا يَشِينُ
    لَهُ شَهِدَ الْعُدُولُ مِنَ الْبَرَايَا ... بِأَنْهُ الْمَاجِدُ النَّدْبُ الثَّمِينُ
    صِفَاتُ الْحُسْنِ كَامِلَةٌ لَدَيْهِ ... وَغَيْثٌ لاَ يَزَالُ لَهُ شُؤُونُ
    فَإِنْ يَغِبِ الأَمِينُ إِلَى إِلَهِي ... فَكُلُّ عَلاً لَهُ يَبْكِي حَزِينُ
    فَقَدْ أَبْقَى لَنَا الإِبْنَ الْمُفَدَّى ... بِأَعْبَاءِ الْخِلاَفَةِ قَدْ يَدِينُ

    وقال أبوه بن احمدو بن كاشف يرثيه من قصيدة طويلة له:
    أَيَاعَيْنُ جُودِي بِالدُّمُوعِ السَّوَاكِبِ ... لِنَعْيِ الأَمِينِ الْغَيْثِ مَأْوَى الْمَوَاكِبِ
    وَحُقَّ لِدَمْعِ الْعَيْنِ صَوْبُ مَصُونِهِ ... بِقَبْرِ شَرِيفٍ حَلَّ أَرْضَ الْقَوَارِبِ
    أَيَا قَبْرَ مَنْ قَدْ كَانَ يَسْمُو إِلَى الْعُلَى ... وَكَانَ مُعَدًّا دَائِمًا لِلنَّوَائِبِ
    وَكَانَ ازْدِحَامُ النَّاسِ دَهْرًا بِبَابِهِ ... سَقَتْكَ رَوَايَا الْعَفْوِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
    مُحَمَّدُ إِنَّ الْغَيْثَ إِنْ غَابَ وَكْفُهُ ... سَيُنْبِتُ زَهْرًا بَعْدَهُ غَيْرَ غَائِبِ
    لَئِنْ صِرْتَ عَنْ نَادِيكَ يَاغَيْثُ ذَاهِبًا
    ... فَمَجْدُكَ فِي الأَنْدَاءِ لَيْـسَ بِذَاهِبِ
    إلى أن يقول:
    وَإِنْ كَانَ ذَنْبِي مَدْحُكُمْ وَرِثَاؤُكُمْ ... فَذَلِكَ ذَنْبٌ لَسْتُ مِنْهُ بِتَائِبِ
    أَلاَ يَا بَنِي عَبْدِ الْوَدُودِ لَصَبْرُكُمْ ... بِهِ صَبْرُنَا لَسْنَا كَبَعْضِ الأَقَارِبِ
    ومما قيل في رثاء الشريف محمد الأمين قول بيا بن الحسين من قصيدة له:
    أَوْدَى الْجَوَادُ الْهُمَامُ ابْنُ الْجَوَادِ وَمَا ... تَرَى زَعِيمًا سِوَاهُ يُشْبِهُ الزُّعَمَا
    مُحَمَّدٌ وَأَمِينٌ كَاسْمِهِ صِفَةً ... عَبْدُ الْوَدُودِ أَبُوهُ قَائِدُ الْكُرَمَا

    وقال اباتَ بن أحمدو بن حامد من محنض بابه بن اعبيد الديماني يرثيه ويؤبنه:
    بِالأَمْسِ وَلَّى شَرِيفٌ لِي يُصَافِينِي ... فَكَيْفَ أَسْلُو وَمَاذَا عَنْهُ يُسْلِينِي
    فَإِنْ تَحَدَّرَ دَمْعِي بَعْدَهُ أَسَفًا ... فَفِيمَ لَوْمِي عَلَى هَذَا وَتَأْبِينِي
    وَلَّى الأَمِينُ عَلَى نَهْجِ الأَمِينِ فَمَا ... يَنْفَكُّ يَقْفُوهُ مِنْ حِينٍ إِلَى حِينِ
    حُلْوُ الشَّمَائِلِ قَدْ زِينَتْ شَمَائِلُهُ ... بِالرِّفْقِ وَالْعَطْفِ وَالإِحْسَانِ وَاللِّينِ
    مُسْدِي الْعَطَايَا إِلَى جَارٍ وَأَرْمَلَةٍ
    ... عَلَى الْيَتَامَى عَطُوفٍ وَالْمَسَاكِينِ
    إلى أن قال:
    وَهَذِهِ ثَمْرَةٌ مِنْ جَدِّهِ انْتَشَرَتْ ... عَبْدِ الْوَدُودِ أَبِي الشُّمِّ الْعَرَانِينِ
    يَا رَبِّ بَوِّئْهُ فِي الْفِرْدَوْسِ مَنْزِلَةً ... يَفُوحُ فِيهَا شَذَى أَذْكَى الرَّيَاحِينِ
    وَاخْلُفْهُ فِي الْوَلَدِ الْبَاقِي وَأُسْرَتِهِ ... بِالْحِفْظِ وَالْعِزِّ فِي يُسْرٍ وَتَمْكِينِ
    نِعْمَ الْفَتَى سَالِمٌ فِي كُلِّ نَازِلَةٍ ... وَفِي الْمُرُوءَةِ فِي كُلِّ الْمَيَادِينِ
    فَلْتَأْتِ بَعْدَ تَعَازِينَا تَهَانِئُنَا ... مُسْتَبْشِرِينَ بِهِ لِلْبَذْلِ وَالدِّينِ
    صَلَّى الإِلَهُ عَلَى الْجَدِّ الَّذِي كَمُلَتْ ... بِهِ الْمَحَامِدُ فِي كُلِّ الأَحَايِينِ
    ورثاه محمد بن منداه الإدكفودي التندغي بقصيدة مطلعها:
    دَمْعُ الْمُحِبِّ عَلَى الْخَدَّيْنِ هَتَّانُ ... وَقَلْبُهُ بِاشْتِعَالِ الْهَمِّ حَيْرَانُ
    وقال أحمد بن محمد يحيى القناني يرثيه:
    أَعَيْنَيَّ جُودَا طَالَمَا حَسُنَ الصَّبْرُ ... فَلاَ تَجْهُدَا صَبْرًا فَقَدْ عَظُمَ الأَمْرُ
    إلى أن يقول:
    سَلِيلُ الْفَتَى عَبْدُ الْوَدُودِ مُحَمَّدُ الْـ ... ـأَمِينُ الرِّضَى حِبْرٌ وَوَالِدُهُ حِبْرُ
    لَئِنْ كَانَ قَبْرٌ حَازَ فَخْرًا بِأَهْلِهِ ... فَمَا حَازَهُ قَبْرُ الْكَرِيمِ هُوَ الْفَخْرُ

    وقال محمد باركل بن اطفيل بن حماد البوحبيني يرثيه من قصيدة طويلة له:
    ثُلْمَةٌ لاَ تُسَدُّ فِي الْمُومِنِينَا ... فَقْدُهَا الْفَاضِلَ الْوَفِيَّ الأَمِينَا
    تِلْكَ أَدْهَى رَيْبِ الْمَنُونِ وَأَدْهَى ... كُلِّ دَاهٍ يَلُمُّ بِالْمُسْلِمِينَا
    كَانَ فِيهِمْ مُحَمَّدٌ خَيْرُ نَدْبٍ ... فَغَدَا الْيَوْمَ فِي النَّعِيمِ مَكِينَا
    نَجْلُ عَبْدِ الْوَدُودِ مَنْ لاَ يُبَاهَى ... خَيْرُ قَوْمٍ سُلاَلَةُ الْخَيِّرِينَا


    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:02

    --- تابع ---

    ولمحمد بن الشيخ محمد يحظيه المالكي في رثائه:
    خَلِيلَيَّ سِيرَا وَانْدُبَا بِالأَصَائِلِ ... وَبِالْغَدَوَاتِ النَّدْبَ نَجْلَ الأَفَاضِلِ
    بِرُوصُ وَلاَ لاَ تَبْرَحَا تَنْدُبَانِهِ ... بِجِدٍّ وَلاَ لاَ تَنْدُبَا بِتَكَاسُلِ
    مُحَمَّدًا النَّدْبَ الأَمِينَ أَخَا الْعُلَى ... ثِمَالَ الْيَتَامَى فَائِقًا كُلَّ مَاثِلِ
    شَرِيفٌ ظَرِيفٌ سَيِّدٌ وَابْنُ سَيِّدٍ ... أَدِيبٌ لَبِيبٌ فَاضِلٌ وَابْنُ فَاضِلٍ
    كَرِيمٌ أَرِيبٌ عَابِدٌ مُتَوَاضِعٌ ... كَرِيمُ الْمَسَاعِي رَحْمَةٌ لِلأَرَامِلِ
    أَبُوهُ الَّذِي عَبْدُ الْوَدُودِ سُمَاتُهُ ... وَمِنْ آلِ عَبْدَ اللَّ الْكِرَامِ الشَّمَائِلِ
    هُوَالْغَوْثُ وَالْغَيْثُ الَّذِي عَمَّ سَيْبُهُ ... جَمِيعَ الْبَرَايَا مِنْ نَبِيهٍ وَخَامِلِ
    مُقَلِّدُ جِيدِ الدَّهْرِ فَضْلاً وَمَفْخَراً ... عَلَى أَنَّهُ مِنْ قَبْلِهِ جِدُّ عَاطِلِ
    فيَا رَبِّ بَوِّئْهُ مِنَ الْخُلْدِ جَنَّةً ... وَأَكْرِمْهُ إِكْرَامَ الْحَبِيبِ الْمُوَاصِلِ
    وَوَسِّعْ لَهُ الْقَبْرَ الَّذِي هُوَ نَازِلُ ... بِهِ فَهْوَ عِنْدَ اللهِ أَكْرَمُ نَازِلِ
    جَزَاهُ إِلَهُ الْعَرْشِ خَيْرَ جَـزَائِهِ ... وَأَعْطَاهُ ظِلاًّ لَيْسَ عَنْهُ بِمَائِلِ
    وَأَعْطَاهُ مِنْ حُورِ الْجِنَانِ خَرَائِدًا ... تُذَمُّ بِمَرْآهَا جَمِيعُ الْحَلاَئِلِ
    بِجَاهِ النَّبِيِّ الْهَاشِمِيِّ مُحَمَّدٍ ... عَلَيْهِ صَلاَةٌ بِالضُّحَى وَالأَصَائِلِ
    وللشاعر الأديب محمد التقي بن بَلاَّ في رثائه من قصيدة له:

    يَا رَبِّ رُحْمَى وَمَنْجَاةً وَرَيْحَانَا ... وَجَنَّةً وَفَرَادِيسًا وَغُفْرَانَا
    إلى أن يقول:
    إِلَى ضَرِيحِ الْهُمَامِ الأَلْمَعِيِّ أَخِي ... فَضَائِلٍ لَمْ تَكُنْ زُورًا وَبُهْتَانَا
    مَنْ كَانَ فِينَا وَفِيًّا ظَلَّ نَحْمَدُهُ ... وَكَانَ غُصْنًا لَدَى اللَّأْوَاءِ فَيْنَانَا
    مُحَمَّدًا وَأَمِينًا لَيْسَ يُشْبِهُهُ ... سِوَاهُ إِذْ بَذَّ فِي الْمَعْرُوفِ أَقْرَانَا

    وقال القاضي محمد بن أحمدو بن عابدين بن اباه اشريف من قصيدة له:
    تَدَاعَى الْعُلَى وَانْهَدَّ مِنْهُ الدَّعَائِمُ ... وَأَظْلَمَ وَجْهُ الأَرْضِ فَالْجَـوُّ قَاتِمُ
    إلى أن يقول:
    مُحَمَّدُنَا ذَاكَ الأَمِينُ الَّذِي بَنَى ... مِنَ الْمَجْدِ مَجْدًا لَمْ تَخُنْهُ الدَّعَائِمُ
    بَنَى الْمَجْدَ آبَاءٌ لَهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ ... فَشَيَّدَ مَا تَبْنِي وَمَا هُوَ هَادِمُ
    حَوَى الشَّرَفَ الأَسْمَى وَذَلِكَ
    حَسْبُهُ ... أَبُوهُ رَسُولُ اللهِ وَالأُمُّ فَاطِمُ
    وقال محمدن بن العالم المالكي من قصيدة له:

    مُحَمَّدْ الاَمِينُ الْمُرْتَضَى قَدْ تَرَحَّلاَ ... إِلَى رَحْمَةِ الْمَوْلَى الْعَلِي لِيُبَجَّلاَ
    تَنَقَّلَ نَحْوَ الْخُلْدِ فِي زِيِّ حَاصِدٍ ... لأَعْمَالِهِ الْحُسْنَى يَرُومُ الْمُؤَمَّلاَ
    مَضَى بَعْدَمَا قَدْ عَاشَ عَيْشًا مُمَدَّحًا ... رَخِيًّا وَمَلْجًا فِي الدَّوَاهِي وَمَوْئِلاَ
    وَلَوْ أَنَّهُ قَدْ عَاشَ فِي النَّاسِ عَايَنُوا ... عُجَابًا عَجِيبًا مُعْجِبًا لَوْ تَكَهَّلاَ
    فَشَادَ بِنَا عَبْدِ الْوَدُودِ مُتَمِّمًا
    ... لِمَا شَادَهُ عَبْدُ الْوَدُودِ مُكَمِّلاَ
    وقال العلامة محمد سعد بوه الملقب إن بن الصفي من قصيدة له:
    حَتْمٌ رِضَانَا بِحُكْمِ الْخَالِقِ الْوَالِي ... فِينَا بِمَا شَاءَ مِنْ تَقْدِيرِ آجَالِ
    قَضَى بِفَقْدِ كَرِيمٍ طَابَ مَحْتِدُهُ ... وَعَاشَ مَا عَاشَهُ مَحْمُودَ أَفْعَالِ
    أَعْنِي مُحَمَّدْ الاَمِينَ الْمُصْطَفَى نَسَبًا ... سَلِيلَ عَبْدِ الْوَدُودِ غُرَّةِ الآلِ
    تَقَبَّلَ اللهُ مَسْعَاهُ وَأَمَّنَهُ ... مِنَ الْمَخَاوِفِ فِي أَحْوَالِ الاَهْوَالِ
    غُصْنٌ تَفَرَّعَ مِنْ آلِ الرَّسُولِ بَنِي ... أَبِي السِّبَاعِ أُبَاةِ الضَّيْمِ الاَبْطَالِ
    آلِ الْبَتُولِ كَمَا قِدْمًا بِهِ اعْتَرَفَتْ ... أَعْيَانُ ذَا الْقُطْرِ كَالْغَوْثِ ابْنِ مُتَّالِي
    وَالشَّيْخِ سَعْدِ أَبِيهِ حَيْثُ خَلَّدَهُ ... بِالنَّظْمِ وَالنَّثْرِ مِنْ مَقَالِهِ الْغَالِي
    وَصِنْوُهُ الشَّيْخُ مَا الْعَيْنَيْنِ فَاهَ بِهِ ... وَكَمْ بِهِ فَاهَ مِمَّنْ صِيتُهُمْ عَالِ
    مَامَاتَ مَنْ خَلَّفَ الذِّكْرَالْجَمِيلَ وَأَبْـ ...
    ـنَاءً كِرَامًا قَذًى فيِ أَعْيُنِ الْقَالِي
    وقال محمد بن محمد عبد الله: (بحر الهزج)
    لِفَقْدِ الْغَوْثِ ذِي الْعِزِّ ... أَيَا نَفْسِيَ لِي عَزِّي
    فَمَا رُزْءٌ كَذَا يُلْفَى
    ... وَمَا عَنْهُ فَتًى يُجْزِي
    أَمِينٌ كَانَ لِلْعَافِي ... ثِمَالاً أَمْنَعَ الْحِرْزِ(1)
    وَغَيْثًا كَانَ فِي أَزْمٍ ... تُنَسِّي الْخَوْدَ لِلْحَزِّ(2)
    وَكَمْ قَدْ بَزَّ(3) مِنْ عِزٍّ ... فَتًى يَابَى عَنِ الْبَزِّ
    وَكَمْ حَوْجَا بِهِ تُقْضَى ...
    وَيَدْرِي الْقَصْدَ بِالرَّمْزِ
    وَيَاتِي بَذْلُهُ عَفْوًا ... وَيَابَى شِيمَةَ الْجِبْـزِ
    وَمَا بِالْبَابِ بَوَّابٌ ... وَمَا لِلْمَالِ مِنْ حَجْزِ
    وَمَا مَنٌّ لَهُ يُخْشَى ... فَإِنَّ الْمَنَّ لِلْحِلْزِ
    وَذَا نُسْكٍ بِلاَ عُجْبٍ ... وَذَا حِلْمٍ بِلاَ بَجْزِ
    فَلَوْ أَبْقَى فَتًى صِيتٌ ... بَدَا إِرْغَامَ ذِي خَوْزِ
    رَجَوْنَا أَنَّهُ يَبْقَى ... وَمَا لِلْمَوْتِ مِنْ بَهْـزِ
    شَرِيفٌ مَا رَأَى فِيهِ ... مَعَابًا قَطُّ ذُو لَمْزِ
    بَنُو ذِي الأُسْدِ أَشْرَافٌ ... سَمَوْا بِالأَصْلِ وَالطَّرْزِ
    وَمِنْهُمْ كَانَ فِي أَعْلَى ... بُيُوتِ الْمَجْدِ وَالْمَزِّ
    سَقَى قَبْرًا بِهِ يَعْلُو
    ... عَلَى الْغِيطَانِ وَالنَّشْزِ
    بِرُوصُو مِنْ رِضَى الْمَوْلَى ... حَيًا يَابَى عَنِ الْحَرْزِ
    وَإِذْ أَتْمَمْتُ إِهْزَاجِي ... عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَجْزِ
    فَصَلَّى اللهُ فِي خَتْمِي ... عَلَى الْمُخْتَارِ ذِي الْعِزِّ


    -----------------------
    1- الموضع الحصين. 2- ينسيها الجوع للحز للحم فتنهسه والحز القطع والنهس الأخذ بمقدم الأسنان.
    3- البز: الغلبة، يقال: من عز بز. 4- البخيل. 5- الحجز: المنع. 6- البخيل. 7- تكبر. 8- عداوة.
    9- دفع. 10- الهيئة. 11- القدر والفضل. 12- الغيطان ما انخفض من الأرض، والنشز ما غلظ منها.
    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:06

    --- تابع ---

    وقال محمد عبد الرحمن بن الشيخ عبد العزيز بن الرباني
    التندغي (حلة أربعين جوادا) من قصيدة له:
    الْمَرْءُ فِي شَرَكِ الْمَنُونِ مُقِيمُ ... وَالْمَوْتُ لَيْسَ لِجُرْحِهِ تَرْمِيمُ
    إلى أن يقول:
    وَلَّى كَرِيمًا أَرْيَحِيًّا مَاجِدًا ... عَلَمًا نَمَتْهُ مَفَاخِرٌ وَعُلُومُ
    وَلَّى وَقَدْ غَصَّ الْوُجُودُ بِذِكْرِهِ ... وَأُجِيدَ فِيهِ الْفَخْرُ وَالتَّفْخِيمُ
    نَدْبٌ مِنَ الِ الْحَاجِ أَحْمَدَ هَائِمٌ ... فِي اللهِ يُقْعِدُهُ الْعُلَى وَيُقِيمُ
    إِنَّا نُوَدِّعُ فِيكَ خَيْرَ مَآثِرٍ ... وَفَضَائِلٍ يَحْيَى بِهَا الْمَرْحُومُ

    وقال محمدن بن حامد بن امح الملقب بانَّ الديماني (فخذ أهل احمذنا لله)
    من قصيدة له في (بحر السريع):
    آبَ إِلَى مَنْزِلَةٍ صَاعِدَهْ ... مَنْ خَلَّدَ الْمَآثِرَ الْخَالِدَهْ
    مُحَمَّدُ الأَمِينُ مَنْ يَنْتَمِي ... إِلَى أُرُومَةِ الْعُلَى الْمَاجِدَهْ
    مَنْ كَانَ تِرْبًا لِلنَّدَى وَالْجَدَى ... آثَارُهُ أَضْحَتْ لَهُ شَاهِدَهْ
    يَرْتَادُهُ الْعَافُونَ إِنْ أَمْحَلُوا ... فَيُصْدِرُ الْجَمَاعَةَ الْوَارِدَهْ
    جَزَاهُ رَبُّهُ بِخَيْرٍ عَلَى ... أَعْمَالِ بِرِّهِ تِهِ الزَّائِدَهْ
    وَعِنْدَهُ يُدْخِلُهُ جَنَّةً ... عَالِيَةً عِيشَتُهَا رَاغِدَهْ
    وقال محمد الامجد بن امبابَ الاعمامي اليعقوبي من قصيدة له:

    عَيْنُ جُودِي بِالدَّمْعِ بَعْدَ جُمُودِ ... لاَ تَضِنِّي بِهِ حَنَانَيْكِ جُودِي
    إلى أن يقول:

    قُلْتُ لَمْ تَدْرِ مَا أَصَابَ الْبَرَايَا ... إِنَّهُ فَقْدُ نَجْلِ عَبْدِ الْوَدُودِ
    الأَمِينِ الثَّمِينِ مَنْ كَانَ بَحْرًا ... تَشْرَبُ النَّاسُ مِنْهُ عَذْبَ الْوُرُودِ
    بَلْ وَمَنْ كَانَ فِي الْمُهَيْمِنِ فَانٍ ... بِرُكُوعٍ لِرَبِّهِ وَسُجُودِ
    ثُمَّ سَائِلْ عَنْهُ الْمَسَاجِدَ إِذْ هُو ... ذَا وُقُوفٍ بِهَا قَرِينَ قُعُودِ
    وَصَلاَةٍ لِرَبِّهِ وَقُرَانٍ ... لَمْ يَكُنْ عَنْ كِلَيْهِمَا بِرَقُودِ
    مُنْفِقِ الْمَالِ لِلْمُهَيْمِنِ كَيْ يُجْـ ... ـزَى بِأَجْرٍ مِنْهُ بِدُونِ حُدُودِ
    قَالَ لاَ تَجْزَعْ إِنَّ هَذَا قَلِيلٌ ... فِيهِ وَابْشِرْ بِنَجْلِهِ الْمَحْمُودِ

    وقال القاضي محمد محمود بن اللَّلاَّ الاعمامي اليعقوبي من قصيدة له:
    رَحِمَ اللهُ نَجْلَ عَبْدِ الْوَدُودِ ... مَنْ تَوَلَّى عَنِ الدُّنَا بِصُمُودِ
    وَابْتِعَادٍ عَنِ الضَّلاَلِ دَوَامًا ... وَاقْتِرَابٍ مِنْ رَبِّهِ الْمَعْبُودِ
    وَاقْتِفَاءِ الْجُدُودِ فِي كُلِّ خَيْرٍ ... إِنَّ خَيْرَ الأُمُورِ قَفْوُ الْجُدُودِ
    وَبِرَعْيِ الْعُهُودِ يُعْرَفُ سَمْحًا ... وَقَلِيلٌ مَنْ فِيهِ رَعْيُ الْعُهُودِ
    وَالْوَفَا بِالْوُعُودِ فِيهِ احْتِسَابًا ... إِنَّ شَرَّ الأُمُورِ خُلْفُ الْوُعُودِ
    لاَ تَرَاهُ إِلاَّ خَدِيمَ ضُيُوفٍ ... أَوْ عُفَاةٍ تَعَوَّدُوا كُلَّ جُودِ
    فَتَرَى وَارِدِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ ... وَتَرَى صَادِرِينَ بِالْمَقْصُودِ
    وَتَرَاهُ طُولَ الزَّمَانِ مُطِيعًا ... فِي رُكُوعٍ لِرَبِّهِ وَسُجُودِ
    لَيْسَ هَذَا عَلَى الْفَقِيدِ ادِّعَاءً ... فَجَمِيعُ الْوَرَى عَلَيْهِ شُهُودِي

    وقال محمد بن اتاه بن يحظيه بن عبد الودود:
    نَعَى النَّاعِي مُحَمَّدَنَا الأَمِينَا ... فَتًى قَدْ كَانَ فِي الدُّنْيَا أَمِينَا
    نَعَى نَدْبًا هُمَامًا أَرْيَحِيًّا ... أَبِيًّا مَاجِدًا سَمْحًا فَطِينَا
    لَقَدْ سَادَ الْعَشِيرَةَ فِي صِبَاهُ ... وَسَادَ قَبِيلَهُ دُنْيًا وَدِينَا
    فَكَمْ آوَى الأَرَامِلَ وَالْيَتَامَى ... وَآوَى الأَتْقِيَاءَ الْمُومِنِينَا
    وَكَمْ أَرْوَى وَأَطْعَمَ كُلَّ حِينٍ ... أَخَا جُوعٍ وَذَا عَطَشٍ مُعِينَا
    أَقُولُ لِمَنْ نَعَاهُ نَعَيْتَ جَلْدًا ... شُجَاعًا فِي الْمَعَارِكِ لَنْ يَلِينَا
    هُوَ الْبَطَلُ الَّذِي يَحْمِي ذِمَارًا ... وَيَمْنَعُ مِنْ حِمَاهُ الْجَائِرِينَا
    نَمَاهُ لِلْعَلاَ أَصْلٌ وَفَرْعٌ ... فَحَازَ بِذَلِكَ الْفَضْلَ الْمُبِينَا
    بَنُو عَبْدِ الْوَدُودِ أُولُوا الْمَعَالِي ... وَأَهْلُ الْجُودِ خَيْرُ الْجَائِدِينَا
    هُمُ الشُّرَفَاءُ أَقْطَابُ الْبَرَايَا ... وَسَادَاتٌ عَلَى مَرِّ السِّنِينَا
    أُلاَكَ الْقَوْمُ قَدْ سَبَقُوا وَفَاقُوا ... عَلَى الْقَوْمِ الْكِرَامِ السَّابِقِينَا
    وَحَازُوا رُتْبَةَ الْعَلْيَاءِ قِدْمًا ... عَلَى أَعْلَى الْمَعَالِي نَازِلِينَا
    فَمَا مَاتَ الَّذِي فيِ الْفَضْلِ يَسْمُو ... وَيُخْلِفُ فِي عَشِيرَتِهِ بَنِينَا
    بَنِينَ لِنَهْجِهِ سَلَكُوا وَكَانُوا ... لِذَاكَ النَّهْجِ أَقْوَمَ سَالِكِينَا
    حَلَفْتُ وَلَنْ أَمِينَ بِمَنْ دَفَنْتُمْ ... لَقَدْ جَلَّتْ مُصِيبَتُنَا يَمِينَا
    لَعَمْرُكَ مَا فَقَدْنَا مِثْلَ نَدْبٍ ... بِرُوصُ غَدَا بِهَا عَلَمًا دَفِينَا
    مُصِيبَتُهُ أُصِيبَ بِهَا الأَقَاصِي ... كَمَا تَجْرِي الْعُيُونُ بِهَا عُيُونَا
    عُيُونٌ لِلْفَضَائِلِ دَامِيَاتٌ ... وَأُخْرَى لِلسَّمَاحَةِ لَنْ تَصُونَا
    فَتَبْكِيهِ الْعُفَاةُ غَدَاةَ وَلَّى ... وَتَبْكِيهِ الضِّعَافُ الأَرْمَلُونَا
    جَزَاهُ اللهُ عَنَّا كُلَّ خَيْرٍ ... وَبَوَّأَهُ بِجَنَّتِهِ أَمِينَا
    وَبَارَكَ فِي بَنِيهِ وَفِي ذَوِيهِمْ ... وَبَارَكَ فِي الْقَبِيلَةِ أَجْمَعِينَا
    وَلاَ زَالُوا كَذَلِكَ حَيْثُ كَانُوا ... وَفِي طَلَبِ الْعُلَى مُتَنَافِسِينَا
    صَلاَةُ اللهِ يَصْحَبُهَا سَلاَمٌ ... لِخَيْرِ الأَوَّلِينَ وَالاَخِرِينَا


    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:09

    --- تابع ---

    وله أيضا من قصيدة له:
    بَدْرُ النَّدَى عِنْدَ فَقْدِ النَّدْبِ قَدْ كُسِفَا ... وَالشَّمْسُ كَاسِفَةٌ مِنْ فَقْدِهِ أَسَفَا
    للهِ رُزْءُ مُحَمَّدِ الأَمِينِ فَقَدْ ... أَمْسَى بِغَيْبَتِهِ رَسْمُ النَّوَالِ عَفَا
    نَدْبٌ أَعَدَّ لإِنْفَـاقِ التَّلِيدِ سَنَا ... فِكْرٍ لِدَاءِ عَوِيصِ الْمُشْكِلاَتِ شِفَا

    إلى أن يقول:
    فَاللهُ يَرْحَمُهُ وَاللهُ يَجْعَلُهُ ... فِي غُرْفَةٍ مِنْ جِنَانٍ فَاقَتِ الْغُرَفَا
    وَاللهُ يُبْدِلُهُ مِنْ دَارِهِ خَلَفًا ... يُحْبَى بِهِ تُحَفًا قَدْ فَاقَتِ التُّحَفَا
    وَاللهُ يَرْزُقُهُ الْحُسْنَى وَرُؤْيَتَهُ ... حَيْثُ الأَمَانِي لَنَا قَدْ حُقَّ أَنْ تَقِفَا

    وقال يحيى بن أحمد سالم بن أتشاغ القناني من قصيدة له:
    هُوَ الْخَطْبُ أَدْهَى الْخَطْبِ فَقْدُ الأَمَاجِدِ ... أُوْلِي الَفْضَلِ وَالإِحْسَانِ مِنْ كُلِّ عَابِدِ
    وَمِنْ بَيْنِهِمْ مَنْ كَانَ للهِ جَائِدًا ... بِنَفْسٍ مَدَاهَا دُونَهُ كُلُّ جَائِدِ
    وَمَنْ كَانَ غَيْثًا لِلْفَقِيرِ وَمَلْجَأً ... إِذَا دَهِمَتْ دُهْمُ الدَّوَاهِي الشَّدَائِدِ
    وَمَنْ كَانَ فِي الأَنْدَا يُبِينُ كَلاَمَهُ ... وَلَمْ يَخْشَ فِيهَا مِنْ عِنَادِ الْمُعَانِدِ
    مُحَمَّدْ لَمِينُ الْمُنْتَمِي لأَمَاجِدٍ ... مُلُوكٍ كِرَامٍ مِنْ مُلُوكٍ أَمَاجِدِ
    بَنِي الْحَاجِ مَنْ شَادُوا بِنَاءَ جُدُودِهِمْ ... عَلَى أُسُسٍ لَيْسَتْ تُرَى عِنْدَ شَائِدِ
    هُمُ الْقَوْمُ أَبْنَا ذِي السِّبَاعِ فَلُذْ بِهِمْ ... إِذَا كُنْتَ تَخْشَى مِنْ مَكِيدَةِ كَائِدِ

    إلى أن يقول:
    سَقَى اللهُ قَبْرًا حَلَّ فِيهِ سَحَائٍبًا ... مِنَ الرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ مَعْ خَيْرِ وَالِدِ
    وَبَوَّأَهُ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ مَنْزِلاً ... بِهِ سُرُرٌ مَوْضُونَةٌ مَعْ خَرَائِدِ
    يَطُوفُ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ مَلِيئَةٍ ... عَلَيْهِ مَدَى الأَوْقَاتِ خَيْرُ الْوَلاَئِدِ
    مُقِيمًا مَعَ الْحُورِ النَّوَاعِمِ لاَ يَنِي ...
    بِظِلٍّ مِنَ الْفِرْدَوْسِ ضَافٍ وَبَارِدِ
    وقال اطفيل بن محمد عبد الله: (بحر المديد)
    مَنْ يَكُنْ بِالشِّعْرِ قَدْ نَبَسَا(1) ... فِي سِوَى رَثْيِ الأَمِينِ أَسَا
    فَارْثِهِ إِذْ فِي فُؤَادِكَ مِنْ ... فَقْدِهِ بَرْحُ الْهُمُومِ رَسَا
    وَاذْكُرَنْ مَا كَانَ يَفْعَلُهُ ... مِنْ جَمِيلٍ بُكْرَةً وَمَسَا
    وَصِيَامِ الْحَرِّ مُحْتَسِبًا ... وَقِيَامِ اللَّيْلِ حَيْثُ عَسَا(2)

    مَنْ يُصَادِفْهُ بِمُجْتَمَعٍ ... يَلْقَ فِيهِ حَاذِقًا نَدُسَا(3)
    قَاسِيًا لِلْقِتْلِ ذَا شَأَزٍ(4) ... لَيِّنًا لِلأَصْدِقَا سَلِسَا
    طَالِبًا لِلْعِلْمِ مُبْتَغِيًا ... مِنْهُ تَجْدِيدًا لِمَا دَرَسَا
    عَامِلاً بِالْعِلْمِ مُمْتَثِلاً ... تَارِكَ الْمَنْهِي وَمَا الْتَبَسَا
    مَا لَهُ مَا الْوَقْتُ سَاعَدَهُ ... غَيْرَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ جُلَسَا
    وَضَعِيفَُ الْقَوْمِ يَصْحَبُهُ ... ظَافِرًا مِنْهُ بِمَا الْتَمَسَا
    لَمْ يَقُلْ لاَ حِينَ يُسْأَلُ لَوْ ...كَانَ إِلْحَافًا وَمَا عَبَسَانَفْعُهُ قَدْ عَمَّ فَهْوَ حَيًى ... دُونَ رَعْدٍ حَيْثُمَا انْبَجَسَا(5)
    فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَّ كَمَا ... يُبْتَغَى مَا عِيبَ مَا دَنِسَا
    جَدُّهُ عَبْدُ الْوَدُودِ فَقَدْ ... طَابَ مِنْهُ الأَصْلُ إِذْ غُرِسَا
    وَالْوَلِي ذُو الأُسْدِ جَامِعُهُمْ ... أُسُّهُ إِنْ تَذْكُرِ الأُسُسَا
    حَلَّ فِي الأَشْرَافِ مَنْزِلَةً ... لَمْ يَنَلْهَا السَّادَةُ الرُّؤَسَا
    رَحْمَةُ الْمَوْلَى عَلَيْهِ وَلاَ ...
    رَاءَ فِي رَامُوسِهِ(6) غَبَسَا(7)
    لَيْسَ يُحْصَى مَا حَوَى الشُّرَفَا ... بِمَدِيدِ الشِّعْرِ قِيلَ بِسَا(Cool
    صَلَوَاتُ اللهِ جَلَّ لِمَنْ ... فَضْلُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ اقْتُبِسَا

    ------------------------------------
    1- أي نطق. 2- اشتدت ظلمته. 3- الرجل الفهم. 4- شأز أي غلظ.
    5- الانبجاس: النبوغ في العين خاصة أو عام. 6- راموسه: قبره.
    7- غبسا: ظلمة. 8- أي الروي.
    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:12

    --- تابع ---



    ولله دره الشاعر الأديب المختار بن محمد حيث قال:
    غَيْثَ الرِّضَى جُدْ قَبْرَ بِرٍّ وَجُودْ ... ضَمَّ الأَمِينَ نَجْلَ عَبْدِ الْوَدُودْ
    حَيْثُ التُّقَى حَيْثُ النَّقَا وَالْوَفَا ... وَالصِّدْقُ فِي الْوَعْدِ وَحِفْظُ الْعُهُودْ
    حَيْثُ الصِّيَامُ وَقِيَامُ الشِّتَا ... حَيْثُ التَّهَجُّدُ الطَّوِيلُ السُّجُودْ
    حَيْثُ مُرَاعَاةُ حُقُوقِ الْعَلِي ... وَالنَّاسِ وَالْوُقُوفُ عِنْدَ الْحُدُودْ
    مَاضٍ عَلَى نَهْجٍ لَهُ سَنَّهُ ... أَجْدَادُهُ الْغُرُّ وَنِعْمَ الْجُدُودْ
    ذُرَى بَنِي أَبِي السِّبَاعِ الرِّضَى ... أَحْفَادِ خَيْرِ الْخَلْقِ سِرِّ الْوُجُودْ
    لَوْ رَدَّ مَيْتًا فَاضِلاً فَضْلُهُ ... أَوْ كَانَ بِالإِحْسَانِ مَيْتٌ يَعُودْ
    رَدَّ مُحَمَّدْ الاَمِينَ الرِّضَى ... فَضْلٌ وَإِحْسَانٌ وَبَذْلٌ وَجُودْ

    يَا رَبِّ عَنْ إِحْسَانِهِ جَازِهِ ... فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ بِدَارِ الْخُلُودْ
    وَإِنْ يَكُنْ جَلَّ مُصَابٌ بِهِ ... قَدْ عَمَّ فَالأَشْبَالُ مِثْلُ الأُسُودْ
    لاَ زَالَ أَحْمَدْ سَالِمٌ بَعْدَهُ ... يَرْقَى مَرَاقِيَ الْعُلَى فِي صُعُودْ
    بِهِ يُبَوَّأُ ذُرَى رُتْبَةٍ ... مِنْ دُونِهَا عُلُوُّ سَعْدِ السُّعُودْ
    فَفِيهِ مِنْ بَعْدِ الْفَقِيدِ الْعَزَا ... وَفِي ذَوِيهِ الْغُرِّ مَأْوَى الْوُفُودْ
    فَهُمْ سَرَاةٌ سَادَةٌ بِالَّذِي ... بِهِ أَبُوهُمْ سَادَ كُلٌّ يَسُودْ

    وقال محمد بن محمد عبد الله في (مجزو الخفيف):
    إِنَّ نَعْيَ الأَمِينِ جَا ... بِالَّذِي أَزْعَجَ الْحِجَا
    إِذْ مَضَى مَنْ بِمَوْتِهِ ... لَيْلُ دِينِ الْهُدَى دَجَا
    لَوْ نَجَا مِنْ مَمَاتِهِ ... ذُو نَدًى يُرْتَجَى نَجَا
    لَمْ يَخِبْ مُرْتَجَى امْرِئٍ ... نَائِلاً مِنْهُ قَدْ رَجَا
    كَمْ أَتَاهُ أَخُو طَوًى ... نَحْوَهُ بَاتَ مُدْلِجَا
    فَاسْتَطَابَ الثَّوَى إِذْ ... بِالَّذِي رَامَ أَفْلَجَا(1)

    نَجْلُ عَبْدُ الْوَدُودِ مَا ... زَالَ مَلْجًا لِمَنْ لَجَا
    وَالْمَطَايَا لِزَوْرِهِ ... لَمْ تَزَلْ تَشْتَكِي الْوَجَا
    قَاصِدَاتٍ أَخَا جَدًى ... سَيْبُهُ الدَّهْرَ يُرْتَجَى
    مَنْ يَزُرْهُ لِكُرْبَةٍ ... قَدْ دَهَتْ عَنْهُ فَرَّجَا
    مِنْ بَنِي الْحَاجِ أَحْمَدٍ ... مَنْ هُمُ أَنْجُمُ الدُّجَى
    ثُمَّ مَوْلَى الأُسُودِ مَنْ ... مَنْ كَانَ مِنْ نَسْلِهِ زَجَا(2)

    شَاعَ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... مَا بِهِ الْقِتْلَ(3) أَزْعَجَا
    رَحْمَةَ اللهِ خَيِّمِي ... فِي ضَرِيحٍ بِهِ حَجَا(4)
    وَلْيَنَلْ مِنْ رِضَى الْعَلِي ... فَوْقَ مَا كَانَ قَدْ حَجَا(5)
    هَانَ مَجْزُ الْخَفِيفِ إِذْ ... فِي رِثَاءِ الأَمِينِ جَا
    فِي خِتَامِي عَلَى النَّبِي ... جَدِّهِ مَنْ بِهِ النَّجَا(6)
    صَلِّيَنْ ثُمَّ سَلِّمَنْ ... رَبِّ مَا اللَّيْلُ قَدْ سَجَا(7)

    -----------------------
    1- أي ظفر. 2- صلح وزجا الأمر استقام. 3- القِتْلَ: العدو. 4- حجا: أقام.
    5- حجا: أي ظن. 6- أي الخلاص. 7- سجا: أي غطى كل شيء.


    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:14

    --- تابع ---

    وقال عبد الله المختار بن انيه البنعمري الحسني في رثائه:
    عَادَةُ الدَّهْر ِهَدْمُ كُلِّ بِنَاءِ ... وَاسْتِلاَبُ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ
    وَذَهَابُ الأَمْوَالِ شَيْئاً فَشَيْئًا ... كُلُّ هَذَا مَصِيرُهُ لِلْفَنَاءِ
    إِنَّمَا الْمَالُ وَالنُّفُوسُ عَوَارٍ ... وَالْعَوَارِي مَرْدُودَةٌ كَالْعَطَاءِ
    لَيْسَ يَبْقَى ذُو الْفَضْلِ وَالْمَجْدِ كَلاَّ ... وَالْكَرِيمُ التَّقِيُّ رَحْبُ الْفِنَاءِ
    فَلَوَ انَّ الْخِصَالَ تَحْمِي ذَوِيهَا ... مِنْ قَضَاءٍ وَيَا لَهُ مِنْ قَضَاءِ
    لَحَمَتْ سَيِّدَ الْكِرَامِ مُحَمَّدْ ... أَلأَمِينَ السَّامِي الرِّضَا ذَا السَّخَاءِ
    رَحْمَةُ اللهِ بِالدَّوَامِ عَلَيْهِ ... يَسْتَحِقُّ الدُّعَا وَحُسْنَ الرِّثَاءِ

    وَعَلَى جَدِّهِ الشَّفِيعِ صَلاَةٌ ... وَسَلاَمٌ فِي مَبْدَءٍ وَانْتِهَاءِ
    وقال اطفيل ابن الواثق: (بحر الهزج)
    وُجُودُ الْمَرْءِ كَالنَّصِّ ... عَلَى مَوْتٍ لَهُ مُقْصِ
    وَمَا بِالْمَوْتِ مِنْ عَارٍ ... وَمَا بِالْمَوْتِ مِنْ نَقْصِ
    فَسَلِّمْ لِلْقَضَا الْجَارِي ... بِأَمْرِ الْخَالِقِ الْمُحْصِي
    مُصَابٌ مَا لَهُ مِثْلٌ ... مُصَابٌ جَلَّ عَنْ رَهْصِ(1)

    مَضَى الْغَوْثُ الَّذِي كُنَّا ... عَلَى مَبْقَاهُ فِي حِرْصِ
    أَمِينُ الْبَذْلِ وَالتَّقْوَى ... بَعِيدُ الْغَوْرِ وَالْغَوْصِ
    مُفِيضُ الْبَذْلِ فِي اللَّأْوَى ... إِذَا مَا ضُنَّ بِالْخَيْصِ(2)

    وَمَنْ قَدْ كَانَ لِلْعَافِي ... وَذِي الْحَوْجَاءِ كَالْخِلْصِ(3)
    تُوَافِي الْعِيسُ أَبْيَاتًا ... لَهُ بِالْوَخْدِ وَالنَّصِّ
    وَلَمْ يَسْأَلْ إِذَا شَخْصٌ ... أَتَى آنًا عَنِ الشَّخْصِ
    شَرِيفٌ قَدْ بَنَى الْعَلْيَا ... بِأَعْلَى الرَّصِّ وَالْوَصِّ(4)

    مَزَايَاهُ أَبَتْ عَدًّا ... فَمَا شِعْرٌ لَهَا يُحْصِي
    نَحَا الرَّاثُونَ إِحْصَاهَا ... فَقَصُّوا أَحْسَنَ الْقَصِّ
    فَمَا نَدْبٌ لَهُ يَحْكِي ... بُعَيْدَ الْبَحْثِ وَالْفَحْصِ
    فَلِلأَشْرَافِ قَدْ أَعْلَى ... إِلَهُ الْعَرْشِ بِالنَّصِّ
    مِنَ الرُّحْمَى لَهُ وَافَتْ ... هَوَامٍ لِلأَذَى تُقْصِي
    وَبِالإِهْزَاجِ مَا يَحْوِي ... مَدَى الأَيَّامِ لاَ أُحْصِي
    صَلاَةُ اللهِ فِي خَتْمِي ... عَلَى مَنْجَاةِ مَنْ يَعْصِي


    ---------------------
    1- رهص الله مصيبته أي جبرها. 2- القليل من النوال. 3- الخلص: الخدن أي الصاحب الذي يحادثك في كل أمر. 4- الوص: إحكام العمل.
    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:16

    --- تابع ---

    [b]وقال
    أحمد بن بابه بن محمودا بن محنض بابه في رثائه: (بحر الرمل)
    حَيِّ أَرْضًا حَلَّهَا حَاتِمُ طَيْ ... جَادَهَا الْوَابِلُ وَالطَّلُّ بِرَيْ
    حَلَّهَا ذَاكَ الأَمِينُ الْمُرْتَضَى ... خُلُقًا فِي حَيِّهِ أَشْرَفِ حَيْ
    وَالشَّرِيفُ ابْنُ الشَّرِيفِ الْمُنْتَقَى ... مِنْ سُلاَلاَتِ ذُؤَابَاتِ لُؤَيْ
    إِنَّهُ مِثْلَ جُدُودٍ قَبْلَهُ ... بِالتَّحَايَا لَحَرٍ مِنْكَ فَحَيْ
    أَوْرَثُوهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ ... وَبَنِيهِ طِيبَ مَحْيًا وَمُحَيْ
    لَهُمُ الْفَضْلُ إِذَا مَا ذُكِرُوا ... يَرْجِعُ الْفَضْلُ لَهُمْ فِي كُلِّ شَيْ
    يَالَهُ قَدْ كَانَ فِي مَسْجِدِهِ ... خَاشِعًا للهِ لَمْ يَخْشَعْ لِغَيْ
    يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِيهِ مِثْلَمَا ... قَرَأَ الْقُرْآنَ زَيْدٌ وَأُبَيْ
    مَضْرِبُ الأَمْثَالِ فِي الْعَطْفِ عَلَى ... كُلِّ أُخْتٍ وَأُخَيٍّ وَبُنَيْ

    حِلَقُ الذِّكْرِ سَتَبْكِي بَعْدَهُ ... أَيُّ دَمْعٍ أَهْلُهَا تُذْرِيهِ أَيْ
    جُرِّعَتْ صَابَ مُصَابٍ جَلَلٍ ... ضَاقَ بِالتَّعْبِيرِ عَنْهُ كُلُّ عِيْ
    لَكِنِ الصَّبْرُ جَمِيلٌ بَعْدَهُ ... حَبَّذَا الصَّبْرُ وَإِنْ عَزَّ عَلَيْ
    رَحْمَةٌ يَا رَبَّنَا وَاسِعَةٌ ... لِضَرِيحٍ حَلَّهُ حَاتِمُ طَيْ
    وَاحْفَظِ اللَّهُمَّ أَحْمَدْ سَالِمًا ... وَسُقِ الْخَيْرَ إِلَيْهِ وَإِلَيْ
    وَجَمِيعَ الأَهْلِ وَالإِخْوَانِ بِالْـ ... ـمُصْطَفَى صَفْوَةِ أَبْنَاءِ قُصَيْ
    وَالسَّلاَمَـانِ عَلَيْهِ دَائِمًا ... وَعَلَى الآلِ الْكِرَامِ الْمُصْطَفَـيْـ ـنَ

    وقال محمدن الملقب اطفيل: ( بحر مجزو الوافر)






    مُحَمَّدٌ الأَمِينُ بَغَى(1) ... مَقَامًا أَعْجَزَ الْبُلَغَا
    رَثَوْهُ جُهُودَهُمْ وَوَنَوْا(2) ... عَنِ اتْيَانٍ بِمَا بَلَغَا
    تَسَاوَى فِيهِ ذُو حَصَرٍ ... وَمَنْ فِي الشِّعْرِ قَدْ نَبَغَا(3)
    وَلاَ عَجَبٌ إِذَا ذَرِبٌ ...
    عَنِ احْصَا فَضْلِهِ صُدِغَا(4)
    فَكَمْ حَقٍّ أَبَانَ وَكَمْ ...
    بِهِ مِنْ بَاطِلٍ دُمِغَا(5)
    وَذِي ضُعْفٍ قَدَ امَّنَ مِنْ
    ... مَصَالَةِ مَنْ عَلَيْهِ بَغَى
    لِنَفْعِ الْمُسْلِمِينَ سَعَى ... وَقَمْعِ مَنِ اعْتَدَى وَطَغَى
    عَلَى الْعَادِي وَذِي بِدَعٍ ... بِهِ شُبَّتْ نِيَّارُ وَغَى
    سَعَى السَّعْيَ الْحَمِيدَ وَمَا ... إِلَى غَيْرِ الْحَمِيدِ صَغَى(6)
    عَلَى سِيسَاءِ(7) كُلِّ عَلاً ...
    عَلَى رَغْمِ الْعِدَى رَبَغَا(Cool
    وَكَانَ شِفًا لِكُلِّ ضَنًى ...
    وَتِرْيَاقًا(9) لِمَنْ لُدِغَا
    وَمِنْ آبَائِهِ الْكُرَمَا ... كَبَدْرِ التِّمِّ قَدْ بَزَغَا
    فَذَا عَبْدُ الْوَدُودِ وَمَنْ ... نَمَاهُ بِصِبْغِهِ صُبِغَا
    وَمَوْلَى الأُسْدِ جَدُّهُمُ ... بِهِ إِذْلاَلُ مَنْ نَزَغَا(10)
    مَضَى عَنَّا الأَمِينُ وَمَا ...
    رَأَيْنَا مَنْ لَهُ وَبَغَا(11)
    تَغَمَّدَهُ بِرَحْمَتِهِ ... إِلَهِيَ وَالْعِدَى شَتِغَا(12)
    وَذَا مَجْزُوُّ وَافِرِ مَنْ ...
    حَجَاهُ مِنْ رِثًا فَرَغَا
    عَلَى الْهَادِي وَعِتْرَتِهِ ...
    صَلاَةٌ مَا الْبَلِيغُ نَغَى(13)


    ------------------------------------
    1- بغى: طلب. 2- ونوا: أي عجزوا عن النطق. 3- نبغ في الشعر: قاله وأجاده. 4- صدغ: عجز.
    5- دمغ: أي صرف ورد. 6- أي مال. 7- السيساء بالكسر: منظم فقار الظهر. 8- أقام.
    9- الترياق بالكسر: دواء نافع من لدغ السوام. 10- طعن واغتاب. 11- وبغه: عابه وطعن فيه.
    12- شتغه: أهلكه. 13- تكلم.
    --- يتبع ---
    [/b]











    عدل سابقا من قبل أحمد سالم السباعي في السبت 17 يوليو - 1:29 عدل 1 مرات (السبب : تصحيح كلمات)
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:31

    --- تابع ---

    وقال محمدن بن الواثق:
    جَادَتْ مُرِبَّاتُ الْحَيَى الْهَاطِلِ ... قَبْرَ الشَّرِيفِ الْمَاجِدِ الْفَاضِلِ
    مُحَمَّدِ اْلأَمِينِ بَحْرِ النَّدَى ... جَمِّ الْجَدَى ذِي الْمَفْخَرِ الطَّائِلِ
    مَنْ جَدُّهُ عَبْدُ الْوَدُودِ الذِي ... قَدْ كَانَ مَلْجَا الْبَائِسِ الْعَائِلِ
    وَالْحَاجُ أَحْمَدْ جَدُّهُ الـمُرْتَضَى ... قَدْ سَادَ أبْنَا عَامِرِ الْهَامِلِ
    مَنْ كَانَ كَهْفَ الْمُلْتَجِي الْمُجْتَدِي ... وَكَانَ حَتْفَ الْمُعْتَدِي الصَّائِلِ
    تَرْمِيهِ بِالأَبْصَارِ أَقْوَامُهُ ... عِنْدَ اشْتِدَادِ الْمُفْظِعِ الْهَائِلِ
    فَكَاَنَ أَوْلَى مِنْ سَعِيدِ الْعَلاَ ... فيِ دَهْرِهِ بِقَوْلَةِ الْقَائِلِ
    تَرَى إِلىَ آخِرِ مَا قَالَهُ ... شَاعِرُهُ فيِ مَدْحِهِ الشَّامِلِ
    وَإِنْ تَشَاجَرَتْ أُنَاسٌ يَقُمْ ... فِيهِمْ مَقَامَ الْحَاكِمِ الْعَادِلِ
    فَصَاحِبُ الْحَقِّ بِهِ نَصْرُهُ ... وَمِنْهُ خِذْلاَنُ أَخِي الْبَاطِلِ
    وَاَلْحَالُ شَادٍ فِيهِ لَمَّا غَدَا ... مَأْوَى اللَّهِيفِ مُنْيَةَ الآمِلِ
    لَمْ تَرَ عَيْنٌ نَظَرَتْ مِثْلَهُ ... مِنْ مُحْتَفٍ يَمْشِي وَمِنْ نَاعِلِ
    كَانَ إِذَا شُبَّتْ لَهُ نَارُهُ ... أَوْقَدَهَا بِالشَّرَفِ الْقَابِلِ
    كَيْمَا يَرَاهَا بَائِسٌ مُرْمِلٌ ... أَوْفَرْدُ حَيٍّ لَيْسَ بِالآهِلِ
    لاَ يُوثِرُ الدُّنْيَا عَلَى دِينِهِ ... وَلاَ يَرَى الْعَاجِلَ كَالآجِلِ
    مِنْ عِتْرَةٍ مَرْضِيَّةٍ تَنْتَمِي ... إِلىَ أَغَرَّ لِلنَّبِي وَاصِلِ
    أَبْنَاءِ إِدْمَيْسَ الأُلَى قَدْ غَدَوْا ... زَيْنَ الْوَرَى وَحِلْيَةَ الْعَاطِلِ
    وَجَدُّهُ مَوْلىَ السِّبَاعِ الذِي ... أَقَامَ مَيْلَ الخَائِنِ الْمَائِلِ
    وَشَادَ دِينَ اللهِ فيِ قُطْرِهِ ... فِعْلَ الْوَليِّ الْعَالِمِ الْعَامِلِ
    لَبَّى السَّرِيعُ الْفِكْرَ فيِ رَثْيِهِ ... إِجَابَةً لِلْمَقْصَدِ الْوَاسِلِ
    لاَ زَالَتِ الأَبْنَاءُ مِنْ بَعْدِهِ ... فيِ الرَّفْعِ كَالنَّائِبِ لِلْفَاعِلِ
    إِلىَ الأَمَانِ وَالرِّضَى فَلْيَسِرْ ... إِلىَ نَعِيمٍ لَيْسَ بِالزَّا ئِلِ
    مَعَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى جَدِّهِ ... وَالآلِ أَصْلِ السُّودَدِ الْكَامِلِ
    صَلَّى وَسَلَّمَ عَلَيْهِ الْعَلِي ...
    جَاعِلِهِ الْمَوْئِلَ لِلْوَائِلِ





    1
    وقال ولله دره: في (بحر المديد)
    بِالْحِجَا مِنْكَ الْجَوَى نَبَذَا(1) ... فَقْدُ مَنْ لِلْقَلْبِ قَدْ أَخَذَا
    فَقْدُ مَنْ كُنَّا نُسَرُّ بِهِ ... وَبِهِ نَسْطُو بِمَنْ وَقَذَا(2)
    الشَّرِيفِ الْمُرْتَضَى خُلُقًا ... مَنْ تَسَامَى فَوْقَ ذَاكَ وَذَا
    الأَمِينِ السَّابِقِ الْكُرَمَا ... مَنْ لِجُنْدِ الْبُخْلِ قَدْ شَحَذَا(3)
    إِنْ تُرَيِّثْ(4) بَذْلَهَا السُّمَحَا ... تُلْفِهِ فِي بَذْلِهِ رَبِذَا(5)
    لَمْ يُعَلِّقْ قَلْبَ سَائِلِهِ ... حَيْثُمَا اسْتَجْدَى بِإِنْ وَإِذَا

    وَإِذَا مَا حَلَّ مَنْزِلُهُ ... وَادِيًا بِالْبَذْلِ مِنْهُ عَذَى(6)
    فَرِحٌ بِالضَّيْفِ مُبْتَهِجٌ ... يَتَلَقَّاهُ بِخَيْرِ غِذَا
    كَمْ كَسَا الْعُرْيَانَ خَيْرَ كُسًا ... وَحَذَى رَجْلاَنَ خَيْرَ حِذَا
    عُمْرُهُ فِي الْخَيْرِ أَنْفَقَهُ ... مَا تَقَضَّى فِي كَذَا وَكَذَا
    مُعْرِضًا إِنْ تَجْهَلِ الْجُهَلاَ ... يَتَغَاضَى عَنْ جَفًا وَبَذَا(7)
    وَإِذَا الْحَرْبُ الْعَوَانُ عَتَتْ(Cool ... وَاصْطَلَتْ مِنْهَا الْكُمَاةُ جُذَى(9)
    يُلْفَ فِيهَا قَائِدًا بَطَلاً ... عَنْ لَظَى الْهَيْجَاءِ مَا انْتَبَذَا
    رَبَّنَا ارْحَمْ سَيِّدَ الشُّرَفَا ... وَقِهِ بِالْقَبْرِ كُلَّ أَذَى
    وَاسْقِهِ كَأْسًا يُمَاشُ(10) بِهَا ... عَسَلٌ يَحْلُو إِذَا جَأَذَا(11)
    بِإِمَامِ الرُّسْلِ أَحْمَدَ مَنْ ... فَضْلُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أُخِذَا
    وَلَهُ مِنِّي الصَّلاَةُ لَدَى ... خَتْمِ قَوْلِي فِي الْمَدِيدِ وَذَا


    ---------------------------
    1- نبذ: طرح. 2- وقذه: غلبه. 3- أي طرد. 4- التريث: البطء. 5- ربذ: خف، عبارة عن السرعة.
    6- عذى: طاب هواؤه. 7- بذا: أي غلظا وفحشا. 8- عتت: تجاوزت الحد. 9- جمع جذوة أي قطعة نار كجمرة ونحوها. 10- يماش: أي يخلط. 11- جأذ الشراب أي عبه.

    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:33

    --- تابع ---

    وقال محمدن بن محمد عبد الله
    لَيْسَ يَبْقَى سِوَى الإِلَهِ تَعَالَى ... فَارْتَقِبْ مِنْ سِوَى الْعَلِىِّ زَوَالاَ
    وَتَذَكَّرْ أَنَّ الْمَنِيَةَ تَاتِى ... بَغْتَةً فَاسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ حَالاَ
    أَفْلَحَ الْمُتَّقِي وَفَازَ وَيَرْجُو ... رَحْمَةً مِنْ رَبِّ الْعِبَادِ مَآلاَ
    كَالأَمِينِ الذِى تَحَلَّى بِتَقْوَى ... وَلِمَوْلاَهُ أَخْلَصَ الأَعْمَالاَ
    وَتَزَيَّا طِفْلاً بِزِىِّ شُيُوخٍ ... وَتَوَخَّى أَعْلَى الْعَلاَءِ فَنَالاَ
    وَتَوَلَّى لَدَى اقْتِسَامِ الْمَعَاليِ ... بِالْمُعَلَّى حَظًّا لَهُ لَنْ يُنَالاَ
    وَغَدَا لِلْمَظْلُومِ حِصْنًا حَصِينًا ... وَلَدَى الَّلأْوَا لِلْعُفَاةِ ثِمَالاَ
    وَفَعُولاً خَيْرًا مُذِيلاً لِمَالٍ ... فيِ الْمَعَالِي وَعِرْضُهُ لَنْ يُذَالاَ
    وَالْفَتَى مَنْ يَصُونُ عِرْضًا بِمَالٍ ... لاَ الْفَتَى مَنْ يَصُونُ بِالْعِرْضِ مَالاَ
    نَجْلُ عَبْدِ الْوَدُودِ لَمْ يَكُ يُحْصَى ... بِالْقَوَافيِ مِعْشَارُ مَا فِيهِ لاَ لاَ
    مِنْ بَنِى الْحَاجِ أَحْمَدٍ مَنْ أَعَزُّوا ... أَصْدِقَاهُمْ وَذَلَّلُوا الأَقْتَالاَ
    وَبَنِى ذِى السِّبَاعِ أَسْمَى قَبِيلٍ ... قَدْ تَمَطَّى ذُرَى الْعَلاَ وَاسْتَطَالاَ
    شَرَّفَتْهُمْ أَنْقَالُ كُلِّ الأَجِلاَّ ... وَالسَّجَايَا تُصَدِّقُ الأَنْقَالاَ
    إِرْحَمَنْ رَبَّنَا الأَمِينَ الْمُفَدَّى ... وَأَنِلْهُ فِي الْجَنَّةِ الآمَالاَ
    وَاسْلُكَنْ بِالْبَنِينَ أَهْدَى سَبِيلٍ ... يَخْلِفُونَ الأَبَ الرِّضَى وَاْلآلاَ
    بِالنَّبِىِّ الْهَاشِمِيِّ صَلَّى عَلَيْهِ
    ... بَارِئُ الْخَلْقِ مَبْدَأً وَكَمَالاَ
    ولله دره حيث قال: (بحر الهزج)
    بِقَلْبِي أَبْرَحُ الْبَثِّ(1) ... فَهَلْ لِي الدَّهْرَ مَنْ يَرْثِي(2)
    لِفَقْدِ الْغَوْثِ يَا لَهْفِي ... فَمَنْ لِي الْيَوْمَ بِالْغَوْثِ
    أَمِينٌ كَانَ لِلتَّقْوَى ... بِأَعْلَى الْجُودِ ذَا مَيْثِ(3)
    شَرِيفٌ مِنْ بَنِي مَوْلَى ... أُسُودٍ طَيِّبُ الْحَرْثِ(4)
    فَمَنْ يُغْنِي لَدَى اللَّأْوَى ... عَنِ الأَزْوَادِ وَالْغَيْثِ
    وَمَنْ يُعْطِي وَلاَ مَنٌّ ... لَدَى الإِمْحَالِ وَالْوَلْثِ(5)
    وَمَا يُخْشَى أَذًى مِنْهُ ... وَيَابَى الدَّهْرَ عَنْ هَيْثِ(6)
    يَوَدُّ الضَّيْفُ وَالْعَافِي ... لَدَيْهِ طِيلَةَ اللُّبْثِ
    وَمَا مَلُّوا بِهِ الْمَثْوَى ... عَلَى التَّطْوِيلِ لِلْمُكْثِ
    حَوَى مَا قَدْ حَوَى إِرْثًا ... لآبَا طَيِّبِي الْجِنْثِ(7)
    وَأَعْلَى مَا بَنَى الآبَا ... فَضَمَّ الْكَسْبَ لِلإِرْثِ
    وَكَمْ مِنْ عَيِّلٍ وَافَى ...
    إِلَيْهِ وَهْوَ فِي هِرْثِ(Cool
    فَأَوْلاَهُ الْمُنَى عَفْوًا ... بِلاَ لَيٍّ وَلاَ رَيْثِ(9)
    عَلَى أَنْ لَيْسَ يُرْضِيهِ ... سِوَى التَّدْرِيسِ وَالْبَحْثِ
    فَمَا تُلْفِي لَهُ شِبْهًا ... مَعَ التَّنْقِيبِ وَالْفَحْثِ(10)
    وَلَوْ كَانَ الرِّثَا يُبْقِي ... لأَبْقَاهُ إِلَى الْبَعْثِ
    وَإِهْزَاجِي لَدَى رَثْيِي ... لَهُ يَاتِي بِلاَ حَثِّ
    عَلَيْهِ رَحْمَةٌ تَقْضِي ... بِمَحْوِ الْحُوبِ وَالْحِنْثِ(11)
    صَلاَةُ اللهِ فِي خَتْمِي
    ... عَلَى الْهَادِي بِلاَ جَثِّ(12)



    ---------------------
    [1] البث: الحزن. 2 يرثي: يرق. 3 ميث: أي خلْط. 4 الحرث: الكسب أو الأصل. 5 الولث: المطر القليل. 6 الهيث: إعطاء الشيء اليسير. 7 الجنث: الأصل. 8 الهرث بالكسر: الثوب الخلق. 9 ريث: بطء.
    10 الفحث: أي الفحص. 11الحنث: الذنب. 12 جث: أي قطع.

    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:37

    --- تابع ---

    محمد بن الواثق
    أَلاَ فَاسْكُبْ مَدَامِعَكَ الْغِزَارَا ... عَلَى غَوْثِ الْبَرِيَّةِ إِذْ تَوَارَى
    وَلاَ تَرْدُدْ لِلاَحٍ ظَلَّ يَلْحَى ... عَلَى تَبْكَائِهِ سَفَهًا حِوَارَا
    فَمَا فَقْدُ الأَمِينِ أَخِي الْمَزَايَا ... لَهُ يَسْطِيعُ ذوُ اللُّبِّ اصْطِبَارَا
    عَلَى مِثْلِ الأَمِينِ بَكَى الْبَوَاكِي ... وَلَطَّمْنَ الْخُدُودَ ضُحًى جِهَارَا
    وَظَلَّ الشِّيبُ مِنْ جَزَعٍ وَوَجْدٍ ... لَدُنْ حُمَّتْ مَنِيَّتُهُ حَيَارَى
    عَلَى شَهْمٍ أَبِيٍّ أَلْمَعِيٍّ ... أَبَرَّ عَلَى الْكِرَامِ فَمَا يُبَارَى
    شَرِيفٌ حَازَ مَا قَدْ حَازَ أَبْوٌ ... وَأَجْدَادٌ لَهُ كَرُمُوا نِجَارَا
    وَزَادَ عَلَى مَزَايَاهُمْ مَزِيدًا ... بِهِ نَالَ الزَّعَامَةَ وَالْفَخَارَا
    تَعَلَّمَ مِنْ أَبِيهِ وَمِنْ ذَوِيهِ ... شَنَاشِنَهُمْ وَمَا عَقَدَ الإِزَارَا
    شَنَاشِنَ خَيْرِ أَشْرَافٍ نَمَاهُمْ ... جُدُودُهُمُ لِمَنْ أَعْلَى نِزَارَا
    مِنَ الْحَاجِ الدُّمَيْسِ وَحَاجِ أَحْمَدْ ... وَذِي الأُسْدِ الْغَطَارِفَةِ الطَّهَارَى
    وَمَنْ عَبْدُ الْوَدُودِ لَهُمْ نِجَارٌ ... إِذَا مَا جِئْتَهُمْ جِئْتَ الْخِيَارَا
    هُمُ الأَشْرَافُ مَنْ فَاقُوا وَسَادُوا ... وَمَا رَامُوا عَلَى الشَّرَفِ اقْتِصَارَا
    وَمَا زَالَ الأَمِينُ مَحَطَّ رَحْلٍ ... وَبَدْرًا لِلْبَسِيطَةِ قَدْ أَنَارَا
    وَقَدْ كَانَ السَّخَاءُ لَهُ شِعَارًا ... وَقَدْ كَانَ الْعَفَافُ لَهُ دِثَارَا
    وَكَانَ الْحَالُ يُنْشِدُ فِيهِ مِمَّا ... تُوَافِيهِ عَلَى الأَيْنِ الْمَهَارَى
    وَأَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إِلَى سَعِيدٍ ... طُرُوقًا ثُمَّ عَجَّلْنَ ابْتِكَارَا
    عَلَى أَكْوَارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ ... قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إِلاَّ غِرَارَا
    حَمِدْنَ مَزَارَهُ وَلَقِينَ مِنْهُ ... عَطَاءً لَمْ يَكُنْ عِدَةً ضِمَارَا
    كَرِيمٌ تَعْزُبُ الْعِلاَّتُ عَنْهُ ... إِذَا مَا حَانَ يَوْمًا أَنْ يُزَارَا
    إِذَا مَا جِئْتَهُ تَرْجُو نَدَاهُ ... فَلاَ بُخْلاً تَخَافُ وَلاَ اعْتِذَارَا
    مِنَ الرَّحَمَاتِ وَافَتْهُ غَوَادٍ ... عَلَى الرَّامُوسِ تَنْهَمِرُ انْهِمَارَا
    وَفيِ دَارِ الْقَرَارِ يَنَالُ دَارًا ... أُعِدَّتْ لِلْمُنِيبِ بِهَا قَرَارَا
    وَبَارِكْ فيِ بَنِيهِ يَا إِلَهِي ... وَلاَ عَدِمُوا اعْتِزَازًا وَانْتِصَارَا
    بِخَيْرِ الرُّسْلِ جَدِّهِمُ عَلَيْهِ ...
    صَلاَةٌ مَا حَدَا اليْلُ النَّهَارَا
    وله أيضا: في (بحر المديد)
    بِتَوَى(1) الْغَوْثِ الأَمِينِ أَوَى(2) ... لِفُؤَادِ الْحِبِّ كُلُّ جَوَى(3)
    فَجَرَى مُصْطَانُ أَدْمُعِهِ ... وَعَلَى الصَّبْرِ الْجُزُوعُ قَوَى(4)
    بَعْدَ مَنْ كَانَ الْغِيَاثَ إِذَا ... عُودُ مَوْلِيِّ الرِّيَاضِ ذَوَى(5)
    وَجَلَى الأَعْرَابَ بَعْدَ ثَوًى ... مِنْهُمُ مَحْلُ الْبَرَا وَزَوَى
    وَغَدَا قَفْرَ الْمَنَازِلِ إِذْ ... بَانَ عَنْهَا الأَهْلُ كُلُّ حِوَا(6)

    فَلَهُمْ كَانَ الأَمِينُ حَيًا ... مُرْوِياً لِلْمُمْحِلِينَ رِوَا(7)
    فَلَكَمْ وَافَاهُ حِلْفُ طَوًى ... جُنْحَ لَيْلٍ وَالثَّلاَثَ طَوَى(Cool
    فَقَرَا خَيْرَ الْقِرَى لَبَنًا ... بَعْدَ شَاهٍ يُشْتَهَى وَشِوَا
    وَلَيَالٍ قَامَ مُجْتَنِبًا ... عَذْبَ نَوْمٍ وَالثَّوَابَ نَوَى
    وَلِذِي الْعِصْيَانِ كَانَ دَوًا(9) ... وَلِذِي الطَّاعَاتِ كَانَ دَوَا(10)
    شِيَمٌ عَبْدُ الْوَدُودِ وَمَنْ ... قَدْ نَمَا فِيهَا بِحَدِّ سَوَا
    فَاعْتَرِفْ أَنْ لَيْسَ ذُو كَرَمٍ ... نَالَ مَا كَانَ الأَمِينُ حَوَى
    لَسْتُ أَسْتَثْنِي بِلَفْظِ عَدَا ... مَاجِدًا كَلاَّ وَلاَ بِسِوَى
    قَدْ مَضَى كُلُّ الْعَلاَ وَتَوَى ... صَالِحُ الأَعْمَالِ يَوْمَ تَوَى
    رَحْمَةُ الْمَوْلَى عَلَيْهِ وَفِي ... جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ نَالَ ثَوَى
    وَمَدِيدُ الشِّعْرِ لَيْسَ يَفِي ... بِرِثَاهُ لَوْ أَحَطْتُ بِوَا(11)
    وَمِنَ اللهِ الصَّلاَةُ لِمَنْ ...
    بِالسُّرَى السَّبْعَ الطِّبَاقَ طَوَى

    ------------------------------
    1- بتوى: بموت. 2- أوى: نزل وسكن. 3- الجوى: الحزن. 4- أي قوي. 5- ذوى: يبس.
    6- الحواء: جماعة البيوت المتقاربة. 7- أي مرو. 8- أي تعمد الجوع. 9- أي مرضا.
    10- الدواء بتثليثه ومده ما يداوى به. 11- يعني الروي.
    --- يتبع ---
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 425
    البلد : موريتانيا
    تقييم القراء : 4
    النشاط : 6977
    تاريخ التسجيل : 15/04/2010

    نبذة عن كتاب المزنة الغادية Empty رد: نبذة عن كتاب المزنة الغادية

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي السبت 17 يوليو - 1:41

    --- تابع ---


    ولله دره حيث قال:
    مُحَمَّدْ لَمِيِنُ الْغَوْثُ زُمَّتْ رَوَاحِلُهْ ... إِلىَ مَنْزِلٍ كُلُّ الْبَرِيَّةِ نَازِلُهْ
    وَقَدْ كَانَ طَوْدًا فيِ السِّيَادَةِ رَاسِخًا ... وَبَحْرًا خِضَمًّا يَغْمُرُ الْحَيَّ نَائِلُهْ
    وَأَرْوَعَ بَسَّامَ الْعَشِيَّاتِ وَالضُّحَى ... لأَضْيَافِهِ تُغْنِى الْجَمِيعَ نَوَافِلُهْ
    وَمِدْرَهَ حَرْبٍ هَوْلُهَا يُتَّقَى بِهِ ... وَيُحْجِمُ عَنْهُ كُلُّ قِرْنٍ يُنَازِلُهْ
    وَقَدْ كَانَ سَبَّاقاً إِلىَ كُلِّ غَايَةٍ ... تُسَوِّدُ ذَا سَبْقٍ إِلَيْهَا قَبَائِلُهْ
    تَرَقَّتْ بِهِ أَجْدَادُهُ وَفِعَالُهُ ... إِلىَ بَاذِخٍ يَعْلُو عَلَى مَنْ يُطَاوِلُهْ
    وَشَدَّ إِلَى حَيْثُ الْمَعَالِى فَنَالَهَا ... وَعَمَّ الْوَرَى إِفْضَالُهُ وَفَوَاضِلُهْ
    وَمَا يَخْتَشِي ضَيْماً مُجَاوِرُ بَيْتِهِ ... إِذَا ضِيمَ جِيرَانٌ وَمَا خَابَ سَائِلهْ
    لَقَدْهُدَّ مَبْنَى الْبَذْلِ وَالْحِلْمِ وَالتُّقَى ... عَشِيَّةَ إِذْ غَالَ الأمَيِنَ غَوَائِلُهْ
    وَأَنْشَدَ فِيهِ الْحَالُ إِذْ سَارَ نَعْشُهُ ... تَحُفُّ بِهِ مِنْ كُلِّ حَيٍّ أَمَاثِلُهْ
    سَرَى نَعْشُهُ فَوْقَ الرِّقَابِ وَطَالَمَا ... سَرَى بَذْلُهُ فَوْقَ الرِّكَابِ وَنَائِلُهْ
    يَمُرُّ عَلَى الْوَادِي فَتُثْنِي رِمَالُهُ ... عَلَيْهِ وَبِالنَّادِي فَتُثْنِي أَرَامِلُهْ
    فَوَا أَسَفَا لَوْ كَانَ يَشْفِى مَقَالُهَا ... أَخَا لَوْعَةٍ تَسْطُو عَلَيْهِ بَلاَبِلُهْ
    عَلَى وَاحِدِ الدُّنْيَا الَّذِي عَمَّ رُزْؤُهُ ... وَمَا وَجَدُوا لَوْ نَقَّبُوا مَنْ يُمَاثِلُهْ
    أَخِي ثِقَةٍ حَامِي الذِّمَارِ مُرَزَّإٍ ... حَمُولٍ لِأَعْبَاءِ السِّيَادَةِ كَاهِلُهْ
    حَلِيمٍ إِذَا مَا الْحِلْمُ زَيَّنَ أَهْلَهُ ... صَبُورٍ إِذَا مَا الإِدُّ آدَتْ زَلاَزِلُهْ
    وَقُورٍ إِذَا حَلَّ الْحُبَى جَهْلُ جَاهِلٍ ... قَؤُولٍ لِمُرِّ الْحَقِّ إِنْ قَلَّ قَائِلُهْ
    أَبِيٍّ عَنِ السَّفْسَافِ وَالضَّيْمِ وَالْخَنَى ... وَكُلُّ حَمِيِدٍ فِعْلُهُ فَهْوَ فَاعِلُهْ
    وَقَدْ كَانَ لِلْقِتْلِ الْمُمَاحِلِ عَلْقَمًا ... وَللأَصْدِقَا كَالشُّهْدِ تَحْلُو شَمَائِلُهْ
    عَلى قِصَرٍ فيِ الْعُمْرِ قَدْ طَارَ صِيتُهُ ... وَعَمَّ الْبَرَاسَا فَضْلُهُ وَفَضَائِلُهْ
    قَضَى مُدَّةَ الْمَحْيَا كَرِيماً مُبَجَّلاً ... إِضَاضاً إِذَامَا الدَّهْرُ حَلَّتْ دَغَاوِلُهْ
    يَهُونُ بِهِ الأَمْرُ الْعَظِيمُ إِذَا عَسَا ... وَكُلُّ الَّذِي حَمَّلْتَهُ فَهْوَ حَامِلُهْ
    فَلَمَّا عَلاَ سِيسَاءَ كُلِّ فَضِيلَةٍ ... وَأَقْصَرَ عَنْهُ كُلُّ خَصْمٍ يُنَاضِلُهْ
    أَتَى الأَجَلُ الْمَحْتُومُ يَدْعُو مُنَوِّهاً ... بِهِ وَانْتَهَتْ أَيَّامُهُ وَلَيَائِلُهْ
    فَوَدَّ الْوَرَى لَوْ كَانَ يُفْدَى بِكُلِّهِمْ ... وَمَا مِنْ رَدًى فَادٍ إذَا حُمَّ عَاجِلُهْ
    وَخَلَّفَ إِذْ مَاتَ الْبَنِينَ خَلاَئِفًا ... تُوَاصِلُ مَا كَانَ الأَمِينُ يُوَاصِلُهْ
    سَقَى اللهُ رَامُوساً بِهِ الْغَوْثَ غَيّبُوا ... مِنَ الْعَفْوِ جَوْدًا مَا تَغِبُّ هَوَاطِلُهْ
    وَنَالَ بِهِ الرَّيْحَانَ وَالرَّوْحَ مَا ثَوَى ... إِلَى مَنْزِلٍ يَرْضَاهُ مَنْ هُوَّ دَاخِلُهْ
    تُوَافِيهِ وِلْدَانٌ بِهِ وَنَوَاعِمٌ ... مِنَ الْحُورِ مُهْدَاةٌ إِلَيْهِ تُشَاكِلُهْ
    عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ وَنَمَارِقٍ ... لَدَى مَنْزِلٍ مَنْ حَلَّهُ لاَ يُزَايِلُهْ
    يَرَى رَبَّهُ الأَعْلَى وَتِلْكَ زِيَادَةٌ ... تُنِيلُ مِنَ الرِّضْوَانِ مَا هُوَ آمِلُهْ
    وَجَاوَرَ فِيِهَا الْمُنْحَمِنَّا وَآلَهُ ... وَذَاكَ جِوَارٌ لاَ جِوَارَ يُعَادِلُهْ
    عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ...
    وَمَا اسْتُلِبَتْ مِنْ كُلِّ حَيٍّ أَفَاضِلُهْ
    ولله دره الأديب حيث قال: في (بحر مجزو الوافر)
    بِقَلْبِي الْهَمُّ قَدْ رَسَخَا ... لِخَطْبٍ لِلْعَزَا نَسَخَا
    لِفَقْدِ نَتِيجَةِ الشُّرَفَا ... أَخِي الْقَدْرِ الَّذِي شَمَخَا(1)
    مُحَمَّدٌ الأَمِينُ مَضَى ... وَصَاحَبَهُ تُقًى وَسَخَا
    وَكَانَ لِعَائِلٍ سَنَدًا ... وَلِلضُّعَفَاءِ كَانَ أَخَا
    وَكُلُّ مَآثِرِ الشُّرَفَا ... كَوَالِدِهِ إِلَيْهِ وَخَا(2)
    وَكَمْ وَهَبَ الْجَزِيلَ وَمَا ... يُكَدِّرُهُ وَمَا رَضَخَا(3)
    وَكَمْ صَعَدَتْ بِهِ هِمَمٌ ... لِمَكْرُمَةٍ وَمَا بَذَخَا(4)

    وَلَيْسَ يُحِيلُ سَائِلَهُ ... لِمَسْغَبَةٍ لِحَالِ رَخَا
    وَكَمْ دَرَسَ الْعُلُومَ وَكَمْ ... تَفَهَّمَهَا وَكَمْ نَسَخَا(5)
    وَكَمْ بَخِلَتْ غَطَارِفَةٌ ... بِفَاضِلِ مَالِهَا فَسَخَا
    وَكَانَ حَيَاتَهُ جَلَمًا ... يُضِي فَيُزِيحُ كُلَّ طَخَا(6)
    تَعَوَّدَ فِعْلَ كُلِّ عَلاً ... وَعَنْ رَذْلِ الأُمُورِ نَخَا(7)
    وَمَنْ يَكُ أَصْلُهُ الشُّرَفَا ... فَلاَ عَجَبٌ إِذَا دَمَخَا(Cool
    سَقَى الرَّحَمَاتُ مَنْزِلَةً ... بِهِ عَلَتِ اذْ بِهَا رَتَخَا(9)
    وَدَامَ لَهُ الْحُبُورُ بِهَا ... وَهَبَّ بِهَا النَّسِيمُ رَخَا(10)
    وَمَجْزُوُّ وَافِرٍ كَمُلَتْ ... قَصِيدَتُنَا بِهِ وَبِخَا(11)
    وَمُخْتَتَمِي الصَّلاَةُ لِمَنْ ...
    إِلَهِيَ فِي الْكِتَابِ نَخَا(12)
    -------------------------------------
    [b]1
    - شمخ: أي ارتفع. 2 - وخا: قصد. 3- أعطى قليلا. 4 - أي تكبر. 5 - كتب. 6 - أي ظلمة.
    7 - الرذل: الردي من كل شيء، ونخا: أي تعاظم. 8 - دمخ: ارتفع. 9 - أقام. 10 - الريح اللينة.
    11 - يعني الروي. 12 - مدح.
    رحم الله السلف، وبارك في الخلف.
    اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

    [/b]
    ----------------------------------

    المرجع: كتاب: المزنة الغادية على مرابع البادية
    لمؤلفه: الأستاذ الأديب الكبير محمد الحفظ ابن أحمدو.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر - 16:12