بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على النبي الحبيب الكريم
نبذة عن كتاب المزنة الغادية
كتاب "المزنة الغادية، على مرابع البادية" هو عبارة عن شرح لقصيدة هي من أروع القصائد التي قيلت في مدح الشريف محمد الأمين ابن عبد الودود, وقد كانت هذه القصيدة موضع العديد من الشروح والتعليقات والدراسات, لما تمتاز به من جودة السبك وسلاسة الأسلوب وعمق العبارات ودقة التصوير.
وقد شرحها الأستاذ الأديب الكبير محمد الحفظ ابن أحمدو شرحا سماه: "المزنة الغادية، على مرابع البادية" ويقع هذا الشرح في 432 صفحة من الحجم المتوسط. وقد شرح فيه القصيدة شرحا وافيا، كما ضمنه:
- تقديما وتعليقا لكل من:
1- د. أحمدو ابن حبيب الله، الأستاذ بجامعة انواكشوط الأمين العام لرابطة الأدباء والكتاب الموريتانيين.
2- د. محمد الحسن بن محمد المصطفى أستاذ الأدب بجامعة انواكشوط.
- تعريفا بالشريف محمد الأمين ابن عبد الودود السباعي، بقلم الأستاذ أحمدو ولد المختار بن حمين الديماني.
- نبذة من حياة الشريف محمد الأمين بن عبد الودود، بقلم الشريف مولاي الحسن الإدريسي الحسني.
خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى الرَّبْعِ مِن جُمْلِ ... فَإِنَّ لَهَا رَبْعًا عَزِيزًا عَلَى مِثْلِي
وَلا تَعْذُلاَنِي فِي الْوُقُوفِ بِدِمْنَةٍ ... قَضَيْتُ بِهَا عَصْرَ التَّصَابِي عَلَى مَهْلِ
وَجُودَا مَعِي بِالدَّمْعِ فِي عَرَصَاتِهَا ... وَمَرْبَعِهَا الْخَالِي الْبَعِيدِ عَنِ الأهْلِ
عَفَتْهُ السَّوَارِي وَالْغَوَادِي بِمُسْبِلٍ ... يَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ دَوَالِحِهَا الْهُطْلِ
ومَرُّ السَّوَافِي مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلٍ ... لِتَرْمُسَ مِنْهُ مَا سِوَى شَامِخِ الأَثْلِ
فَلَمْ تُبْـقِ لِلْعَيْنَيْنِ إِلا أَثَافِيًا ... جَوَاثِمَ سُفْعًا قَدْ تَعَفَّرْنَ بِالرَّمْلِ
وَإِلاَّ رَمَادًا دَارِسًا لَعِبَتْ بِهِ ... أَعَاصِيرُ يَسْتحْصِدْنَ بَاقِيَّةَ الْبَقْلِ
بِهِ الْعِينُ وَالآرَامُ تَلْهُو وَتَرْتَعِي ... وَتَعْلُو عَلَى كُثْبَانِهِ حِينَ تَسْتَجْلِي
فَلا حَيَّ بِالْوَادِي تَرَاهُ مُخَيِّمًا ... وَلا قَرْيَةً إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قُرَى النَّمْلِ
وَقَدْ كَانَ مَلْهَى الْعِينِ مِنْ كُلِّ بَضَّةٍ ... عَرُوبٍ عَزُوفٍ عَنْ مُكَالَمَةِ الْعَلِّ
بِأَلْحَاظِهَا تَرْنُو فَتُصْمِي رَمِيَّهَا ... بِسَهْمٍ مُصِيبٍ مِنْ لَوَاحِظِهَا النُّجْلِ
تَمِيسُ إِذَا سَارَتْ عَلَى جَنَبَاتِهَا ... كَمَا مَاسَ غُصْنُ الْبَانِ بُلِّلَ بِالْهَطْلِ
يُعِدْنَ إِلَى عَصْرِ الصِّبَا كُلَّ قَانِت ... مُنِيبٍ إِلَى مَوْلاهُ ذِي نُهْيَةٍ كَهْلِ
بِأَرْدَافِهَا وَالْجِيدِ وَالْفَرْعِ وَاللَّمَى ... فَتَحْسِبُهُ فِي حِلْمِهِ عَادَ كَالطِّفْلِ
مَغَانٍ غَنِينَا بِالْمَسَرَّةِ بَيْنَهَا ... وَسِرْبُ صِبَانَا آمِنٌ مِنْ ذَوِي الْخَتْلِ
عَهِدْتُ بِهَا جُمْلاً إِذِ الْحَيُّ جِيرَةٌ ... وَإِذْ أَنَا لاَ أَخْشَى الْقَطِيعَةَ مِنْ جُمْلِ
وَإِذْ نَحْتَسِي كَأْسَ الْوِصَالِ رَوِيَّةً ... وَلاَ نَخْتَشِي الْوَاشِي وَلاَ لَوْمَ ذِي عَذْلِ
سَقَى ذَلِكَ الرَّبْعَ الْحَبِيبَ وَأَهْلَهُ ... وَآثَارَهُمْ مِنْ صَوْبِهِ صَيِّبُ الْوَبْلِ
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لِذَا الْعَصْرِ عَوْدَةٌ ... وَهَلْ لِلَّذِي بَتَّ الْجَدِيدَانِ مِنْ وَصْلِ
بِلاَدٌ بِهَا كَانَ الزَّمَانُ مُسَاعِدِي ... لَدُنْ مَجْمَعُ الأَْحْبَابِ مُنْتَظِمُ الشَّمْلِ
لإنْ أَنْأَ عَنْ تِلْكَ الْبِلاَدِ وَلَمْ أَعُدْ ... أُمَيِّزُ فِيهَا مَا أَلِفْتُ مِنَ السُّبْلِ
فَيَا رُبَّ قَفْرٍ بِالنَّشِيرِ قَطَعْتُهُ ... إِلَى تِيرِسَ الْغَرَّا عَلَى بَازِلٍ فَحْلِ
وَمِنْهَا لآمَسَّاكَ أَغْدُو مُشَمِّرًا ... إِلَى تِيجِرِيتَ حَيْثُ أَخْتَارُ لِلْحَلِّ
أَجُوبُ الْفَيَافِي مَهْمَهًا بَعْدَ مَهْمَهٍ ... عَلَى كُورِ مِجْوَالٍ بِأَذْرُعِهَا الْجُدْلِ
لِتُوصِلَنِي الْوَجْنَاءُ مُنْتَجَعَ الأُلىَ ... عَلَى النَّاسِ فَازُوا بِالْكَرَامَةِ وَالْعَدْلِ
بَنِي عَامِرٍ ذِي الأُسْدِ مَنْ عِدُّ فَضْلِهِمْ ... تَضَلَّعَ مِنْهُ النَّاسُ بِالْعَلِّ وَالنَّهْلِ
فَبَيْنَا أَنَا أَفْرِي بِهَا الْبِيدَ طَالِبًا ... أَنِيسًا أَرَاهُ فِي مَجَاهِلِهَا الْغُفْلِ
تَرَاءَتْ لِعَيْنِي خَيْمَةٌ فِي سَوَادِهَا ... كَقِطْعَةِ لَيْلٍ قَدْ أُقِيمَتْ عَلَى تَلِّ
بَعِيدَةُ مَا بَيْنَ الَجَنَاحَيْنِ فَخْمَةٌ ... مُمَدَّدَةُ الأَطْنَابِ وَارِفَةُ الظِّلِّ
مُزَيَّنَةٌ بِالْوَشْيِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... أُجِيدَتْ لَدَى الإِبْرَامِ وَاللَّفِّ وَالْغَزْلِ
فَبَادَرَنِي مِنْهَا كَرِيمٌ مُهَذَّبٌ ... عَلَى وَجْهِهِ سِيمَى مِنَ الْعِزِّ وَالْفَضْلِ
بِوَجْهٍ يَلُوحُ الْبِشْرُ فِي قَسَمَاتِهِ ... يُخَبِّرُ عَنْ مَجْدٍ تَلِيدٍ وَعَنْ نُبْلِ
فَسَاعَدَنِي حَتَّى أَنَخْتُ مَطِيَّتِي ... وَأَنْزَلَ عَنْهَا مِنْ تَوَاضُعِهِ رَحْلِي
وَقَالَ أَلاَ فَانْزِلْ حَلَلْتَ بِمَنْ هُمُ ... كَأَهْلِكَ فِي رَحْبٍ فَسِيحٍ وَفِي سَهْلِ
فَأَجْلَسَنِي فِيهَا بِأَحْسَنِ مَجْلِسٍ ... وَأَكْرَمَنِي مِنْهُ بِأَحْسَنِ مَا نُزْلِ
بِخَيْمَةِ عِزٍّ مَا تَزَالُ مُعَدَّةً ... لإِكْرَامِ ضَيْفٍ فِي الْيَسَارِ وَفِي الْقُلِّ
وَقَدْ بُسِطَتْ فِيهَا حَصَائِرُ زُيِّنَتْ ... بِأَلْوَانِ حِبْرٍ رَائِقِ الْخَطِّ وَالشَّكْلِ
عَلَيْهَا زَرَابِي تَمَّ فِي الْحَوْزِ صُنْعُهَا ... بِمَرَّاكِشَ الْحَمْرَاءِ مَوْطِنِهَا الأَصْلِي
وَكُلُّ وِسَادٍ مِنْ جُلُودٍ عَتِيقَةٍ ... مُنَمَّقَةٍ تَزْهُو بِأَهْدَابِهَا الْهُدْلِ
بِهَا هَوْدَجٌ كَالْقَصْرِ يَبْدُو مُزَيَّنًا ... أُعِدَّ لِيَوْمِ الظَّعْنِ حَمْلاً عَلَى الْبُزْلِ
وَرَحْلٌ عُبَيْدِيٌّ وَلِبْدٌ مُوَافِقٌ ... بِأَلْوَانِهِ وَالْوَشْيِ وَالشَّكْلِ لِلرَّحْلِ
تَرَى حَوْلَهَا النُّوقَ الْكَرَائِمَ تَرْتَعِي ... هَجَائِنَ لَمْ تُصْرَفْ إِلَى الْبَلَدِ الْمَحْلِ
وَقَدْ وُسِمَتْ وَسْمًا تَبَيَّنَ أَنَّهُ ... بِـ مَـكَّ وَفِيهَا الْفَصْلُ بِالشَّاهِدِ الْعَدْلِ(1)
فَقُلْتُ لَعَمْرِي إِنَّ هَذِي لَخَيْمَةٌ ... لِذِي الأُسْدِ تُنْمَى حَبَّذَا ذَاكَ مِنْ نَسْلِ
وَلاِدْمَيْسَ مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ تَنْتَمِي ... وَلِلْحَاجِ أَحْمَدْ بَعْدُ ذِي النَّائِلِ الْجَزْلِ
فَقُلْتُ لَهُ بِاللهِ مَنْ أَنْتَ قَالَ لِي ... لِعَبْدِ الْوَدُودِ الْجَدِّ أَرْجِعُ فِي جِذْلِي
فَلَمَّا تَعَارَفْنَا تَبَيَّنْتُ أَنَّهُ ... مُحَمَّدْ لَمِينُ الْمُرْتَضَى حَامِلُ الْكَلِّ
تُؤَازِرُهُ فِي الْبَيْتِ خَيْرُ عَقِيلَةٍ ... لَهَا فِي مَيَادِينِ الْعُلَى أَوْفَرُ الْكِفْلِ
كَرِيمَةُ أَصْلٍ مِنْ بَنِي عَمِّهِ الأُلَى ... لَهُمْ شَرَفٌ عَالٍ عَلَى غَيْرِهِمْ يُعْلِي
لَهَا خَدَمٌ مَهْمَا أَشَارَتْ تَبَادَرُوا ... لِتَنْفِيذِ مَا تَبْغِي مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ
فَجَاءُوا إِلَيْنَا بِالشَّرَابِ بِسُرْعَةٍ ... وَمِنْ بَعْدِهِ بِالأَكْلِ يَا لَكَ مِنْ أَكْلِ
أَطَايِبَُِ لَحْمٍ مُشْتَوًى قَدْ أَعَدَّهُ ... عَلَى الْفَوْرِ شَهْمٌ مَا يُؤَبَّنُ بِالْبُخْلِ
تَقَدَّمَهُ مِنْ جَيِّدِ التَّمْرِ مَا بِهِ ... يَجُودُ لَدَى وَاحَاتِهِ أَكْرَمُ النَّخْلِ
وَنَادَى بِمِغْرَاجٍ كَبِيرٍ فَأُجِّجَتْ ... لَهُ فِرْنَةٌ بِالنَّارِ وَالْحَطَبِ الْجَزْلِ
فَصَوَّتَ يَحْكِي صَوْتُهُ عِنْدَ مَا غَلَى ... عَلَى حَرِّهَا شِرْبَ الصَّوَادِي مِنَ الإِبْلِ
وَجَاءَ مُقِيمُ الشَّايِ يَسْعَى مُشَمِّرًا ... بِآنِيَةٍ لِلشَّايِ جَيِّدَةِ الصَّقْلِ
وَكِيلٍ مِنَ الْمَفْتُولِ صِينَ لِمَاجِدٍ ... إِذَا جَاءَ لَمْ يَبْرُزْ لِوَغْدٍ وٍلاَ نَذْلِ
--- يتبع ---
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر