بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
نبذة عن السفر
السَّفَرُ خلاف الحَضَرِ وهو مشتق من ذلك لما فيه من الذهاب والمجيء. ورجل سافرٌ ذو سَفَرٍ وليس على الفِعْل لأَنه لم يُرَ له فِعْلٌ وقومٌ سافِرَةٌ وسَفْرٌ وأَسْفَارٌ وسُفَّارٌ وقد يكون السَّفْرُ للواحد قال: عُوجي عَلَيَّ فإِنَّني سَفْرُ... والمُسافِرُ: كالسَّافِر. يقال: رجل سَفْرٌ وقوم سَفْرٌ، ثم أَسافر جمع الجمع. وقال الأَصمعي: كثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَي المسافرون. قال: والسَّفْر جمع سافر، ويقال: رجل سافِرٌ وسَفْرٌ أَيضاً. الجوهري: السَّفَرُ قطع المسافة، والجمع الأَسفار. والمِسْفَرُ: الكثير الأَسفار القويُّ عليها؛ قال الشاعر:
لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّي مِسْفَرا ... شَيْخاً بَجَالاً وغلاماً حَزْوَرا
قال جل من قائل: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)،الآية (15) سورة الملك. وفي الحديث: عن أبى حازم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « سافروا تصحوا وتغنموا ». السنن الكبرى للبيهقي - (ج 7 / ص 102).
وفي بعض الأحاديث الضعيفة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو علم الناس رحمة الله بالمسافر، لأصبح الناس وهم على سفر، إن المسافر ورحله على قَلَتٍ، إلا ما وقى الله". وفي رواية:"المسافر وأهله على قَلَتٍ، إلا ما وقى الله"-والقَلَتُ:الهلاك- وهذا الحديث الضعيف قد أنكره النووي في شرح المهذب فقال : ليس هذا خبرا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من كلام بعض السلف. وفي التوراة: ابن آدم أحدث سفراً أحدث لك رزقاً.
ومن الحكم: إن قعد الرزق فقم إليه.
سمي السَّفَرُ سَفَراً لأَنه يُسْفِرُ عن وجوه المسافرين وأَخلاقهم فيظهر ما كان خافياً منها.
وقال الأَزهري: سمي الْمُسافر مُسافراً لكشفه قِناع الكِنِّ عن وجهه ومنازلَ الحَضَر عن مكانه ومنزلَ الخَفْضِ عن نفسه وبُرُوزِهِ إِلى الأَرض الفَضاء.
فالإنسان بطبعه يحب الأسفار من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد، طلباً لمرغوب، كعبادة أو حج أو علم أو صلة أرحام أو دعوة مبرورة أو طلب رزق حلال أو سياحة أوصيد أو حاجة أو فراراً من مرهوب، كمرض أو خوف فتنة من طغيان أو ظلم، وحري بالجميع أن يكونوا على علم وبصيرة ودراية بأحكام عبادتهم في ظعنهم وإقامتهم وحلهم وترحالهم.
فالسفر ثلاثة أقسام :
ا- سفر طاعة : كحج وعمرة وصلة رحم وطلب علم .
ب- سفر مباح : كتجارة ونزهة وصيد ونحوها .
ج- سفر معصية : كالسفر للفسوق والعصيان، (أجارنا الله من هذا السفر الأخير) .
السفر يستوجب أن يكون سفر طاعة، وسفر مباح، ليعين الإنسان على سفره الأخير إلى دار القرار.
فالسفر موطن لتربية النفس للتجلد على مشقة الأسفار، والصبر وحسن السلوك والأخلاق، والنشاط في العبادة، والجد في العمل، وطرد الملل، والبعد عن الترف، والكثير من الكماليات.
ويقال: الحركة ولود، والسكون عاقر.
وقال المأمون: لا شيء ألذ من السفر في كفاية وعافية، لأنك تحل كل يوم في محلة لم تحل فيها، وتعاشر قوماً لم تعرفهم.
وقال حكيم: السفر يسفر عن أخلاق الرجال.
وكان بعضهم يريد السفر فيمنعه والده إشفاقاً عليه. فقال يوماً:
أَلاَ خَلِّنِي أَسْعَى لِشَأْنِي وَلاَ أَكُنْ ... عَلَى الأَهْلِ كَلاًّ إِنَّ ذَا لَشَدِيدُ
تُهَيِّبُنِي رَيْبَ الْمَنُونِ وَلَمْ أَكُنْ ... لأَهْرَبَ عَمَّا لَيْسَ مِنْهُ مَحِيدُ
فَلَوْ كُنْتُ ذَا مَالٍ لَقُرِّبَ مَجْلِسِي ... وَقِيلَ إِذَا أَخْطَأْتُ أَنْتَ رَشِيدُ
فَدَعْنِي أَجُولُ الأَرْضَ عُمْرِي لَعَلَّهُ ... يُسَرُّ صَدِيقٌ أَوْ يُغَاظُ حَسُودُ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ولا تطوى بالنهار». وقال كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يسافر الرجل في غير رفقة، وقال صلى الله عليه وسلم:« الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب »، وقال صلى الله عليه وسلم: « إذا خرج ثلاثة في ركب فليؤمروا أحدهم». وقيل: أغار حذيفة بن بدر على هجان النعمان بن المنذر بن ماء السماء وسار في ليلة مسافة ثماني ليال، فضرب به المثل، وقال قيس بن الحطيم:
هَمَمْنَا بِالإِقَامَةِ ثُمَّ سِرْنَا ... مَسِيرَ حُذَيْفَةَ الْخَيْرِ بْنِ بَدْرِ
وسار ذكوان مولى عمر رضي الله تعالى عنه من مكة إلى المدينة في يوم وليلة.
ومما قيل في ترك الإقامة بدار الهوان: قول الصفي الحلي:
تَنَقَّلْ فَلَذَّاتُ الْهَوَى فِي التَّنَقُّلِ ... وَرِدْ كُلَّ صَافٍ لاَ تَقِفْ عِنْدَ مَنْهَلِ
فَفِي الأَرْضِ أَحْبَابٌ وَفِيهَا مَنَازِلٌ ... فَلاَ تَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
وَلاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ امْرِىءِ الْقَيْسِ إِنَّهُ ... مُضِلٌّ وَمَنْ ذَا يَهْتَدِي بِمُضَلِّلِ
وقيل: اهجر وطنك إذا نبتْ عنه نفسك، وأوحش أهلك إذا كان في إيحاشهم أُنْسك.
وقال آخر:
وَمَا هِيَّ إِلاَّ بَلْدَةٌ مِثْلَ بَلْدَتِي ... خيَارُهُمَا مَا كَانَ عَوْناً عَلَى دَهْرِي
ومن الحكم: إن قعد الرزق فقم إليه
وقال الفرزدق:
وَفِي الأَرْضِ عَنْ دَارِ الْقِلَى مُتَحَوَّلٌ ... وَكُلُّ بِلاَدٍ أَوْطَنَتْكَ بِلاَدُ
كما جاء في الحث على السفر وترك الإقامة بدار الهوان قول الشاعر:
وَمَا حُرٌّ يُقِيمُ بِدَارِ ذُلٍّ ... وَإِنْ كَانَتْ مَقَرَّ الْوَالِدَيْنِ
وقيل في المثل:
الْحَرَكَةُ بَرَكَةٌ. و منْ جالَ نالَ.
يقول أبو منصور الثعالبي في كتابه (اللطائف والظرائف) في الخبر: سافروا تغنموا وتصحوا.
وقيل: ربما أسفر السفر عن النظر، وتعذرّ في الوطن الوطر.
وكان سفر سلفنا الصالح، لطلب المعالي يماثل بقول الشاعر الحكيم:
تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِي طَلَبِ الْعُلاَ ... وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاكْتِسَابُ مَعِيشَةٍ ... وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ مَاجِدِ
وَإِنْ قِيلَ فِي الأَسْفَارِ ذُلٌّ وَمِحْنَةٌ ... وَقَطْعُ الْفَيَافِي وَاكْتِسَابُ الشَّدَائِدِ
فَمَوْتُ الْفَتَى خَيْرٌ لَهُ مِنْ حَيَاتِهِ ... بِدَارِ هَوَانٍ بَيْنَ وَاشٍ وَحَاسِدِ
جاء في المبهج للثعالبي: مَنْ آثر السفر على القعود، فلا يبعد أن يعود مورق العود.
.... يتبع ....
ويقال: الحركة ولود، والسكون عاقر.
وقال المأمون: لا شيء ألذ من السفر في كفاية وعافية، لأنك تحل كل يوم في محلة لم تحل فيها، وتعاشر قوماً لم تعرفهم.
وقال حكيم: السفر يسفر عن أخلاق الرجال.
وكان بعضهم يريد السفر فيمنعه والده إشفاقاً عليه. فقال يوماً:
أَلاَ خَلِّنِي أَسْعَى لِشَأْنِي وَلاَ أَكُنْ ... عَلَى الأَهْلِ كَلاًّ إِنَّ ذَا لَشَدِيدُ
تُهَيِّبُنِي رَيْبَ الْمَنُونِ وَلَمْ أَكُنْ ... لأَهْرَبَ عَمَّا لَيْسَ مِنْهُ مَحِيدُ
فَلَوْ كُنْتُ ذَا مَالٍ لَقُرِّبَ مَجْلِسِي ... وَقِيلَ إِذَا أَخْطَأْتُ أَنْتَ رَشِيدُ
فَدَعْنِي أَجُولُ الأَرْضَ عُمْرِي لَعَلَّهُ ... يُسَرُّ صَدِيقٌ أَوْ يُغَاظُ حَسُودُ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ولا تطوى بالنهار». وقال كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يسافر الرجل في غير رفقة، وقال صلى الله عليه وسلم:« الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب »، وقال صلى الله عليه وسلم: « إذا خرج ثلاثة في ركب فليؤمروا أحدهم». وقيل: أغار حذيفة بن بدر على هجان النعمان بن المنذر بن ماء السماء وسار في ليلة مسافة ثماني ليال، فضرب به المثل، وقال قيس بن الحطيم:
هَمَمْنَا بِالإِقَامَةِ ثُمَّ سِرْنَا ... مَسِيرَ حُذَيْفَةَ الْخَيْرِ بْنِ بَدْرِ
وسار ذكوان مولى عمر رضي الله تعالى عنه من مكة إلى المدينة في يوم وليلة.
ومما قيل في ترك الإقامة بدار الهوان: قول الصفي الحلي:
تَنَقَّلْ فَلَذَّاتُ الْهَوَى فِي التَّنَقُّلِ ... وَرِدْ كُلَّ صَافٍ لاَ تَقِفْ عِنْدَ مَنْهَلِ
فَفِي الأَرْضِ أَحْبَابٌ وَفِيهَا مَنَازِلٌ ... فَلاَ تَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
وَلاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ امْرِىءِ الْقَيْسِ إِنَّهُ ... مُضِلٌّ وَمَنْ ذَا يَهْتَدِي بِمُضَلِّلِ
وقيل: اهجر وطنك إذا نبتْ عنه نفسك، وأوحش أهلك إذا كان في إيحاشهم أُنْسك.
وقال آخر:
وَمَا هِيَّ إِلاَّ بَلْدَةٌ مِثْلَ بَلْدَتِي ... خيَارُهُمَا مَا كَانَ عَوْناً عَلَى دَهْرِي
ومن الحكم: إن قعد الرزق فقم إليه
وقال الفرزدق:
وَفِي الأَرْضِ عَنْ دَارِ الْقِلَى مُتَحَوَّلٌ ... وَكُلُّ بِلاَدٍ أَوْطَنَتْكَ بِلاَدُ
كما جاء في الحث على السفر وترك الإقامة بدار الهوان قول الشاعر:
وَمَا حُرٌّ يُقِيمُ بِدَارِ ذُلٍّ ... وَإِنْ كَانَتْ مَقَرَّ الْوَالِدَيْنِ
وقيل في المثل:
الْحَرَكَةُ بَرَكَةٌ. و منْ جالَ نالَ.
يقول أبو منصور الثعالبي في كتابه (اللطائف والظرائف) في الخبر: سافروا تغنموا وتصحوا.
وقيل: ربما أسفر السفر عن النظر، وتعذرّ في الوطن الوطر.
وكان سفر سلفنا الصالح، لطلب المعالي يماثل بقول الشاعر الحكيم:
تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِي طَلَبِ الْعُلاَ ... وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاكْتِسَابُ مَعِيشَةٍ ... وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ مَاجِدِ
وَإِنْ قِيلَ فِي الأَسْفَارِ ذُلٌّ وَمِحْنَةٌ ... وَقَطْعُ الْفَيَافِي وَاكْتِسَابُ الشَّدَائِدِ
فَمَوْتُ الْفَتَى خَيْرٌ لَهُ مِنْ حَيَاتِهِ ... بِدَارِ هَوَانٍ بَيْنَ وَاشٍ وَحَاسِدِ
جاء في المبهج للثعالبي: مَنْ آثر السفر على القعود، فلا يبعد أن يعود مورق العود.
.... يتبع ....
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر