بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله الذي تفرد بالكمال، مالك الملك ذي الجلال، من إليه المرجع والمآل، والمحمود على كل حال، نَحْمده على نِعمه، ونَسْتعينه على طاعته، ونَسْتنصره على أعدائه، نؤمن به حقّاً ونتوكّل عليه، مُفوِّضين إليه، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، الرسول الصادق الأمين، خير خلق الله أجمعين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الراشدين والتابعين وتابع التابعين.
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي ، وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وبعد فإنه من أنجح الوسائل التي يتقرب بها إلى الله تعالى برور الوالدين، لما فيه من صلاح الدارين.
لقوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...) النساء: 36، وقوله جل من قائل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...) الإسراء: 23، وقوله جل من قائل (...فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الإسراء: 23 - 24، وقوله جل من قائل: ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا... ) العنكبوت: الآية 8، وقوله جل من قائل: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) لقمان: 14.
وقوله عليه الصلاة والسلام: «رَغِمَ أَنْفُه، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُه، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُه، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ».
وقال صلى الله عليه وسلم «يا بار افعل ما شئت فإن مصيرك إلى الجنة» ولم يقل ذلك في الصائم القائم ولا المزكي المحافظ المنفق ولا الحاج على رجليه ولم يقل هذا في شيء من باقي الواجبات أحرى النوافل بل ربط حقهما بحقه حيـن جعل الدعاء لهما بعد كل فرض أمرا مؤكدا وجعله من موجبات كثرة الأرزاق إلى غير هذا مما لا يعد كثرة.
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما فقال: «نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما (أي الدعاء لهما) وإنفاذ وعدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا تحصل إلا بهما وإكرام صديقهما» ومن صلة رحمهما طلب الدعاء لهما من أفواه الغير للحديث: «ادعوا الله بأفواه لم تعصوه بها» وهي أفواه الغير.
وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: « دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل » هـ من مسلم. ولا سيما إن كان الدعاء بالمنظوم فقد ورد فيه الخبر عنه صلى الله عليه وسلم. وفي كتاب الفوز والنجاة أن الشهادة للميت بالخير والثناء عليه ينفعانه بعد موته قال أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليموت فيثني عليه القوم الثناء يعلم الله منه غيره فيقول الله تعالى لملائكته أشهدكم أني قبلت شهادة عبيدي على عبدي وتجاوزت عن علمي في عبدي» هـ ومن برهما أخذ الشهادة الحسنة لهما من معارفهما. فقد جاء في الحديث النبوي: «من شهد له اثنان بخير وجبت له الجنة» وكذلك ذكرهما بالجميل سواء كان من الأولاد أوالمعارف أو غيرهم فعن الخطيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استكثر من الناس من دعاء الخير فإن العبد لا يدري على لسان من يستجاب له أو يرحم» وكان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «زيادة العمر ذرية صالحة يرزقها العبد فيدعون له بعد موته فيلحقه دعاؤهم». وجاء في الحديث الصحيح المتواتر: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله من الدنيا إلا من ثلاث …» الحديث.
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ».
قال الناظم في هذا المعنى:
وُجُودُ الاِبْنِ نِعْمَةٌ عَظِيمَهْ ... مِنْ رَبِّنَا لَيْسَتْ لَهَا مِنْ قِيمَهْ
إِذْ مَا مِنَ الطَّاعَاتِ الاِبْنُ يَعْمَلُ ... ثَوَابُهُ لِوَالِدَيْهِ يَحْصُلُ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ أَجْرَ الاِبْنِ ذَا ... إِذْ هُوَ مِنْ كَسْبِهِمَا فَحَبَّذَا
وَهَكَذَا أَوْلاَدُ الاَوْلاَدِ إِلَى ... أَنْ يَنْتَهُوا فَطَالِعَنَّ الْمَدْخَلاَ
وفي الخبر أن رجلا من النساك كان يقبل كل يوم قدم أمه، فأبطأ يوماً على أخوته، فسألوه، فقال: كنت أتمرغ في رياض الجنة، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات. ويحكى أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام ثلاثة آلاف وخمسمائة كلمة فكان آخر كلامه، يا رب أوصني قال: أوصيتك بأمك حسناً، قال له سبع مرات، قال حسبي، ثم قال: يا موسى ألا إن رضاها رضاي، وسخطها سخطي.
وقال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: إن لي أما بلغ منها الكبر أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية، فهل أديت حقها؟ قال: لا؟ لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه وتتمنى فراقها.
وقيل لعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنه: إنك من أبر الناس ولا تأكل مع أمك في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق عيناها إليه، فأكون قد عققتها.
وقال الإمام علي رضي الله عنه:
عَلَيْكَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ كِلَيْهِمَا ... وَبِرِّ ذَوِي الْقُرْبَى وَبِرِّ الأَبَاعِدِ
وَلاَ تَصْحَبَنْ إِلاَّ تَقِيًّا مُهَذَّبًا ... عَفِيفًا ذَكِيًّا مُنْجِزًا لِلْمَوَاعِدِ
وَقَارِنْ إِذَا قَارَنْتَ حُرًّا مُؤَدَّبًا ... فَتًى مِنْ بَنِي الأَحْرَارِ زَيْنَ الْمَشَاهِدِ
وَكُفَّ الأَذَى وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاثِقًا ... بِدِينِكَ فِي وُدِّ الْخَلِيلِ الْمُسَاعِدِ
وَنَافِسْ بِبَذْلِ الْمَالِ فِي طَلَبِ الْعُلَى ... بِهِمَّةِ مَحْمُودِ الْخَلاَئِقِ مَاجِدِ
وَكُنْ وَاثِقًا بِاللهِ فِي كُلِّ حَادِثٍ ... يَصُنْكَ مَدَى الأَيَّامِ مِنْ شَرِّ حَاسِدِ
وَبِاللهِ فَاسْتَعْصِمْ وَلاَ تَرْجُ غَيْرَهُ ... وَلاَ تَكُ فِي النَّعْمَاءِ مِنْهُ بِجَاحِدِ
وَغُضَّ عَنِ المَكْرُوهِ طَرْفَكَ وَاجْتَنِبْ ... أَذَى الجَارِ وَاسْتَمْسِكْ بِحَبْلِ الْمَحَامِدِ
وَلاَ تَبْنِ فِي الدُّنْيَا بِنَاءَ مُؤَمِّلٍ ... خُلُودًا فَمَا حَيٌّ عَلَيْهَا بِخَالِدِ
وانطلاقا مما أوردناه آنفا من الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، وغير ذلك من نصوص في وجوب بر الوالدين في حياتهما، بالإحسان والطاعة في غير معصية، وبرهما بعد مماتهما بالدعاء لهما ولوالدِيهم بالخير، وذكر محاسنهم وحفظ العهد لهم وصلة أهل ودهم...
فإني أقدم للقارئ نبذة تتضمن ترجمة وسلسلة نسب والدتي الشريفة «أدَّرْجَالْهَا» بنت إبراهيم ابن حمزه، وكذلك بعض ما قيل فيها من مدائح ومراثي، وذلك على النحو التالي:
1- ميلادها:
------------------------
1- الحاج سكي: أحد نقباء أبناء أبي السباع، وزعمائهم في قضية «إيمريكل» مع قبيلة «كندوز»، التي حكم لصالح الشرفاء فيها القاضي اطوير الجنة الحاجي الواداني سنة 1004هـ.
2- عزوز هو الجد الجامع لفخذ أولاد عزوز المعروفين بالكرم والشجاعة وحسن الأخلاق وحمل الكل والشمم وحفظ العهد... وفيهم يقول العلامة الأديب محمد محمود بن المهدي اليعقوبي:
وَبَاتَ يُعَاطِيكَ الْحَدِيثَ مُوَاصِلاً ... بُعَيْدَ الَّذِي قَدْ كَانَ يُولِي مِنَ الْهَجْرِ
خَيَالٌ سَرَى مِنْ قَاطِعٍ غَيْرِ وَاصِلٍ ... خَيَالٌ طَوَى قَلْبَ الْمُحِبِّ عَلَى الْجَمْرِ
خَيَالُ الَّتِي فِي الْهَجْرِ وَالْوَصْلِ وَاللِّقَا ... تُتَيِّمُ قَلْبَ الْحِبِّ فِي طِيلَةِ الْعُمْرِ
فَمَا أَنْتَ وَالتَّذْكَارَ وَالْوَصْلَ وَالْهَوَى ... وَقَدْ لاَحَ نِسْرُ الشَّيْبِ يَخْفُقُ فِي الْعُذْرِ
وَلَكِنَّمَا ذَاتُ الرِّمَاحِ وَاهْلُهَا ... شِفَاءٌ لِذِي هَمٍّ وَغُنْمٌ لِذِي فَقْرِ
بِهَا شَيَّدَتْ غُرٌّ كِرَامٌ عَوَاصِمًا ... مِنَ الْمَجْدِ كَانَتْ مِنْ ذَخَائِرِهَا الْغُرِّ
مِنَ آلِ أَبِي الأُسْدِ الأُلَى طَارَ صِيتُهُمْ ... وَسَارَتْ بِهِ الرُّكْبَانُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
هُمُ الْقَوْمُ أَهْلُ الْمَجْدِ فَالْمَجْدُ مَجْدُهُمْ ... وَآلُ بَنِي عَزُّوزَ عِقْدٌ مِنَ التِّبْرِ
وَقَاهُمْ إِلَهُ الْعَرْشِ كُلَّ مَخَافَةٍ ... وَلاَقَاهُمُ وَسْطَ الْمَحَافِلِ بِالنَّصْرِ
بِجَاهِ رَسُولِ اللهِ جَدِّهِمُ الَّذِي ... تَنَاهَى إِلَيْهِ الْفَضْلُ فِي غَايَةِ الْفَخْرِ
........... يتبع ...........
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر