صفات السادة الأشراف وأخلاقهم النبيلة الرفيعة الجميلة

هم قوم أخلصوا الحب لله والحب فى الله فلكل أمة صفوة (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ) فقد قيل فيهم قوم همومهم بالله قدعلقت فمالهم همم تسموا الى احفأنتم أهل الحكمة د فمطلب القوم مولاهم وسيدهم ياحسن مطلبهم للواحد الصمدما ان تنازعهم دنيا ولا شرف الا مسارعة فى اثر منزلة قد قارب الخطو فيها الى حب الله الواحد الاحد وحب نبيه وأل بيته الاطهار فيا لها من منزلة ومن شرف . ففضل الفعال على المقال مكرمة وفضل المقال على الفعال منقصة فالمؤمن أحسن الناس فعال ومقال فالاشراف أصدق الناس أقوال فى الصدق والجود والورع فأن القرأن ربيع قلوبهم كما أن الغيث ربيع الأرض فأنتم يا معشر الأتقياء الأصفياء الأنقياء تعلمتم خشية الله وحب رسوله وال بيته الأبرار فكلامكم دواء ولقائكم شفاء ببركة الله وال بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم فأنتم أهل الحكمة فأنتم صحبة الأخيار وحديثكم حديث الأيرار فأن غاية مطمعمكم هو القرب من الله والأنس به ومجالسكم مجالس العلماء والحكماء والفضلاء فرضاكم وقناعتكم فى ورع فأتخذتم الله صاحبا وتركتم الدنيا جانبا فأشتغلتم بالله عن غيره فأنتم المحبين لله فأكتبونى معكم من المحبين ومحب المحبين فيارب هب لنا حبك وأنسنا بذكرك ومذاكرتك وفرغنا للتفكير فى عظمتك فحبهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأل بيته شديدفالصدق فى دعواهم والأخلاص فى أعمالهم فهم أحق الناس بالرضا عن الله فهم أهل المعرفة بالله عز وجل فهم أهل الحكمة أعداء البدعة حاملين لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهم الخلفاء والنبلاء الشرفاء تجدهم بكثرة صلاة وزكاة وصيام وأيضا بسخاء أنفسهم وسلامة صدورهم ونصحاء للأمة لأذالة الغمة تزينوا بالصدق وطلب الحلال فهم أصل الزهد والرضا عن الله فقد أستراحوا بحب الله ومعرفته فهم أخوات فى الرضا لله فخضعوا للحق وأنقادوا له تجد فى وجوههم النور وصفاء اللسان وعذب الكلام فأنار الله بصيرتهم فجعل الخير والبركة فى دورهم وجعل مفتاحه الرغبة فى الأخرة وجعل زادهم حب الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأل بيته الأطهار الأبرار فعرفوا الله بالقدرة المطلقة لله الواحد الأحد فعلموا أن ما عند الله خير وأبقى فأتخذوا الله ورسوله وأل بيته أربابا وأحباباوأنصارا فطهر الله قلوبهم من عرض الدنيا وزينتها فأحبوا الأخرة وطمعا فى ثواب الله عز وجل فجعلهم الله أهل طاعته أحياء فى مماتهم فمنازلهم منازل الصدق فبها يعرفوا لأن أهل الصدق أربع منازل أولها الزهد -والثانى الخوف من الله -والثالث الشوق الى الجنة - والرابع محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأل بيته الأطهار قد أخرجوا من قلوبهم الظلمة ودخل النور الى قلوبهم فتجد النور فى قلوبهم مزهر فهم يؤمئذ فى الدنيا لا يتكالبون عليها ولا يطلبوها مع الطالبين ولا يتنافسوها مع المتنافسين وليس لهم فى نعيمها أرب ولا الى ألفها طرب قد هانت عندهم الدنيا مطروحة وقد أستراحوا من تعب طلبها لأنها فانية وليست بباقية لأن الأخرة خير من الأولى وأرحوا أنفسهم من التعب على وجوههم بهاء العابدين وفى قلوبهم أنوار الزاهدين فليس لهم من شىء من الدنيا حاجة ألا قوامة العيش وهو خير من غيره فهم لا يلهون مع اللاهين ولا يسهون مع الساهين كثيروا الدعاء كثيروا البكاء قليل النوم كثير الخوف من الله وجيرانهم أمنون مكرهم غير خائفين من شرهم فتجد فيهم صفاء الود وحسن المعاملة وهذه ليست من تعليم الخلق أنما هى مواهب الحق وفضله فعندهم وفاء بلا خوف ومدح بلا جود وعطاء بلا سؤال فهمومهم لله وشغلهم فيه وفرارهم اليه فقلوبهم طاهرة تشرح بالتقوى وتزهر بالبر وقلوبهم منيرة بحسن النية فقلوب ناصعة البياض فأحنوا فى نهارهم وليلهم وصدقوا فى ترك الشهوات والملذات علموا أن لله الدين الخالص فعملوا له وعلموا أن لكل شىء مهر ومهر الجنة ترك الدنيا بما فيهافتركوا الدنيا بما فيها وعلموا أن لكل شىء حلية وحلية الصدق الخشوع فصدقوا وعلموا أن لكل شىء معدن ومعدن الصدق قلوب الزاهدين فهم الزاهدين وأهل الزهد علموا النفوس الرضى بمجارى المقدور فنعم الوسيلة الى درجات المعرفة وأنقطعوا الى الله والصدق وسيلتهم لأن جائزة الله أ رضائه فصدق يقينهم فى الخوف من الله تعالى فللأشراف خصائص يكفلون بحبه بحب الله ورسوله وأل بيته تكرموا وتشرفوا بودائع وفوائد وبيان فالحب لله فى أنفسهم أستنارة للقلب وبالفرح لقربه من حبيبه فأذا أستنار القلب بالفرح أستلذه الخلوة بذكر حبيبه فالحب فى الله هائج غالب والخوف ملازم لقلوبهم وحل الأنس بقلوبهم فعلامة الأنس أستثقال كل أحد سوى الله ورسوله وأل بيته فأذا ألفوا الخلوة بمناجاة حبيبهم أستغرقت حلاوة المناجاة العقل كله فهؤلاء القوم لا يشقى جليسهم ولا يرد سائلهم فأسألكم وأطرق بابكم سائلا لهجا أطمع فى نيل شرفكم وقد أعيانى كثرة السؤال من أجابة أبحث عن مشجرة لى لأتشرف لأن أنضم ألى أسرتكم الكريمة فقد أشقانى كثرة السؤال بلا أجابةوأعلم أن باب الأمل فى الله وفى بابكم لايرد سائلكم ياأهل الكرام والكرم