السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي
"هو السيد محمد أبو الهدى أفندي بن السيد الشيخ حسن وادي أفندي ابن السيد علي بن السيد خزام بن السيد الشيخ علي الخزام بن السيد حسين برهان الدين بن السيد عبدالعلام بن السيد شهاب الدين الزبيدي البصري بن محمود الصوفي بن محمد برهان الدين بن حسن أبي محمد الغواص بن الحاج محمد شاه المعروف بالرندي بن محمد خزام دفين الموصل بن نور الدين بن عبدالواحد بن محمود الأسمر بن حسين العراقي بن إبراهيم العربي بن محمود بن عبدالرحمن شمس الدين بن عبدالله قاسم نجم الدين المبارك بن محمد خزام السليم بن شمس الدين محمد بن صدر الدين علي بن القطب الأعظم السيد عز الدين أحمد الصيادي الرفاعي الحسيني سبط الحضرة الرفاعية رضي الله عنه وعنهم أجمعين
ولد رضي الله عنه سنة 1266 لثلاث أيام خلت من رمضان المبارك بشيخون من أعمال معرة النعمان الملحقة لولاية حلب الشهباء وهي واقعة بين المعرة وحماة الشام معروفة بخان شيخون ، وقرأ القرآن وهوإبن سبع سنين وأتقن علم التجويد والقرآت وفنونها وكذلك قرأ علم العربية و قرأ الغاية وشرحها في المذهب الشافعي على يد الرجل الصالح شيخ القراء لتلك الديار يومئذ الشيخ محمود بن الحاج طه ثم شرع بالكتابة فمهر وأخذ يتلقى العلوم العقلية والنقلية عن أفاضل الرجال الأعيان فأتقن فنونها كمال الإتقان وأحسنها كل الأحسان حيث إنه حفظ أكثر المتون وتبحر في علم البلاغة والتاريخ والنسب والبيان والبديع
ثم تشرف بلبس الخرقة والخلافة الرفاعية من يد والده الطاهر السر 0 وله كذلك إجازتان في الطريقة الرفاعية الصيادية فالاولى لبسها بإذن والده من شيخه وإبن عمه الأجل الشيخ علي خير الله الرفاعي الصيادي شيخ المشائخ بحلب ، والثانية من حضرة شيخه الأجل الولي الأكمل مولانا السيد محمد بهاء الدين مهدي الشيوخي الصيادي الشهير بالرواس لبس منه الخرقة عام تشريفه بغداد وتم السلوك على يده وأخذ عنه العلوم الشرعية والتصوف فعاد مصحوبا بالسلامة إلى الديار الحلبية ،
وبعد رجوعه يسيرة حضر إلى القسطنطينية مركز الخلافة الإسلامية فنشر بها علم الطريقة العلية وأنتسب إليه أفاضل الناس وعاد منها بنقابة جسر الشغور من أعمال حلب ثم بعد برهة يسيرة تولى نقابة الأشراف بحلب وفي تلك الأثناء لازال يحضر إلى أسلامبول ويترقى بالتدريج إلى المراتب العلمية حتى بلغ خبره مسامع السلطان عبدالحميد خان ، فأحضره لديه وعطف عليه وقلده مشيخة المشايخ في دار الخلافة وألحقه إلى رتبة قضاء العسكر التي هي منتهى المراتب العلمية ، ومع هذا لم تثنيه هذه المناصب من خدمة الشرع والطريق بأحسن سلوك وأقوم طريق مواظبا على التآليف ومشتغلا بغرر التصانيف حتى إنه ألف الكتب الجليلة الكثيرة والرسائل اللطيفة الوفيرة، وقد إنطبع منها الأكثر فجاء ذلك الطبع موافقا للطبع على ألطف وضع ،
فمنها كتاب ضوء الشمس في قوله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس ومنها قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر ومنها فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب ، وحديقة الفتح في ذكر الشطاحين والشطح ، و غنية الصادقين في طريقة الصالحين ، وغنية الطالبين في سلوك طريقة المشائخ العارفين ، والجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف ، و تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار، و سلسلة الإسعاد في تاريخ بني الصياد ، وداعي الرشاد إلى سبيل الإتحاد ، وديوان الفيض المحمدي ، وكتاب الصراط المستقيم في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم ، والحقيقة المحمدية في شأن سيد البرية ، والمدد النبوي في بيان حكم العهد العلوي ، وروح الحكمة فيما يجب من الأخلاق على هذه الأمة ، والمدينة الإسلامية في الحكمة الشرعية ، وغير ذلك من المآثر والتآليف المهمة " اهـ.
(نقلاً عن كاتبه في الرياحين - الأخ الفاضل الرفاعي جزاه الله خيراً)
"للشيخ العلامة محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي كتب قيمة و رسائل نفيسة بلغت 212 مؤلف, منها:
- اسرار اسماء الله الحسنى
- آداب المسلمن المأخوذة عن سيد المرسلين
- الأجوبة المسكتة
- اشرف السير في خلاصة سيد البشر
- اخبار المصافحة
- اسرار الوجود الانساني
- ايات العرفان في مولد سيد ولد عدنان
- اسرار الأرواح
- اسرار القرآن
- أسانيد القوم
- اسرارسياسة الشريعة
- انساب الأنبياء
- احاديث اكابر واسط واسانيد الواسطيين
- احكام الأسماء الخمسة
- آية الله العظمى في نشأ المصطفى
- اسرار الملاحم
- آداب القوم
- الارشاد العام في علو دين الاسلام
- اسرارفاتحة الكتاب
- الأخلاق المحمدية
- اشرف القواعد في الأصول والرقائق الرواسية
- أزهار الحديقة
- الأبحاث الرائقة
- أخلاق المسلمين
- أحكام التقليد
- اسرار سورة الاخلاص
- اسرار حزب الجوهرة للامام احمد عز الدين الصيادي الرفاعي
- بغية أولي الأفهام في الفرق بن الحال والمقام.
- بركة الصلاة على النبى -ص-
- بهجة الحضرتين في آل الامام أبي العلمين
- برهان الرحمن
- بطون الآل الكرام و مشاهير اولياء الشام
- تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار
- تطبيق حكم الطريقة العلية في أحكام الشريعة النبوية.
- التأريخ الأوحد للغوث الرفاعي الأمجد
- تعطير المحاضر في اخبار الأقطاب الأربعة
- تراجم أعيان اتباع الامام الرفاعي
- التحفة الجامعة في احزاب سيدنا الامام الرفاعي" اهـ.
ومن كتبه في الأنساب:
1- الروض البسام في أشهر البطون القرشية في الشام .
2-كتاب بهجة الحضرتين في آل الإمام أبي العلمين.
3-الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف .
4-المشجر الأنور في آل النبي الأطهر.
5-تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار.
وله كتاب قيم جدا اسمه قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر" اهـ.
سيرة سيدي أبو الهدى الصيادي الرفاعي رضي الله عنه
كما أوردها السيد محمود السيد فاضل الحاج عويد
السامرائي الرفاعـي
في مقدمة كتاب ( الطريقة الرفاعية )
" نسبه "
السيد محمد أبو الهدى بن السيد أبى البركات حسن وادي بن السيد علي بن السيد خزام بن السيد علي بن السيد حسين برهان الدين البصري بن السيد عبد العلام بن السيد عبدالله شهاب الدين بن السيد محمود الصوفي بن السيد محمد برهان بن السيد حسن أبى محمد الغواص دفين دمشق بن السيد الحاج محمد شاه بن السيد محمد خزام بن السيد نور الدين بن السيد عبد الواحد بن السيد محمود الأسمر ابن السيد حسين العراقي بن السيد إبراهيم العربي بن السيد محمود بن السيد عبد الرحمن بن السيد شمس الدين بن السيد عبدالله قاسم نجم الدين بن السيد محمد خزام السليم بن السيد شمس الدين عبد الكريم بن السيد صالح عبد الرازق بن السيد شمس الدين محمد بن السيد صدر الدين علي بن الشيخ القطب السيد عز الدين أحمد الصياد الرفاعي بن السيد سبط الرفاعي ممهد الدولة عبدالرحيم بن سيف الدين عثمان بن السيد حسن بن السيد محمد عسلة بن السيد الحازم على بن السيد أحمد ابن السيد بن السيد رفاعة الحسن بن السيد المهدي بن السيد أبى القاسم محمد بن السيد الحسن بن السيد الحسين بن السيد أحمد بن السيد موسى الثاني بن السيد إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين السبط شهيد كربلاء بن الإمام علي بن أبى طالب أمير المؤمنين .
ذكر هذا السيد أبو الهدى في كتابه هذا صفحة 88 في ذكر نسبه من جهة أمه كذلك .
ولادته
ولد رحمه الله سنة ( 1266هـ - 1849 م ) لثلاثة أيام خلت من رمضان المبارك بخان شيخون من أعمال معرة النعمان بسورية ، وسماه والده محمد وكنّاه أبا الهدى ، ونفخ في فيه امتثالاً لسنة رسول الله .
نشأته وحياته
تربى بحجر الدلال ، ورضع ثدي التقوى والكمال ، وسُقيَ بما المكرمات حتى بلغ ستة أعوام، قرأ القرآن وحفظة بثلاثة أشهر ، وفي السنة السابعة أتقن التجويد والقرآن بأصولهما على شيخ قراء تلك الديار محمود بن الحاج طه ، وقرأ الغاية والتقريب في الفقة الشافعي على الشيخ المذكور، ولازم غيره من المشايخ الأعلام فقرأ علم العربية والفقه على مذهب الإمام أبى حنيفة النعمان رحمه الله، وأكثر من قراءة علوم الأدب واللغة والحديث والتفسير وأصولهما ، وتبحر في علوم البلاغة والتأريخ والنسب والتصوف ، ومال إلى دراسة التصوف برغبة وفرحة، فحل بدقيق تصرفه غوامض معانيه وأوضح مضمرات خوافيه ، وبلغ ما حفظ من منظومات في شتى العلوم وأصناف الأدب ما يزيد عن مائة ألف بيت .
رحل إلى حلب الشهباء واجتمع بالعلماء والفضلاء ، واشتهر اسمه وعلا نجمه بين علماء حلب ، وتشرّف بنهل العلوم على يد كبار علمائها وحصل على إجازات بعضهم في تدريس العلوم العقلية والنقلية ورجع إلى مسقط رأسه فرحاً مستبشراً بما حصل عليه في حلب الشهباء .
أجازه والده بطريقة أسلافهم الأفاضل ، وبعد برهة أخذ إجازة الطريقة الرفاعية من ابن عمه المرحوم السيد علي بن السيد خيرالله الصيادي الرفاعي، وفي سنه (1281 هـ - 1864 م) توجه إلى دار الخلافة في اسطنبول، وأحيلت لعهدته نقابة أشراف جسر الشغور وعاد إلى شيخون وراية النقابة ترفرف بين يديه ، وبعده أخذ يتنقل بين جسر الشغور وحلب ، وكثرت في تلك الأطراف مريديه وأتباعه، وأنشأ له زاوية في كفر دبين من أعمال جسر الشغور .
وفي سنه (1282 هـ - 1865 م ) شرف بغداد بقصد زيارة أجداده الأمجاد آل الرفاعي رضي الله عنهم، ووصل بغداد فاستأجر بها داراً في محلة الميدان، وأقام بها مدة من الزمن وأخذ البيعة عن قطب زمانه السيد محمد بهاءالدين الرواس الرفاعي ، وتعرف على السادة والمشايخ الرفاعية وغيرهم من مشايخ الطرق ، وجالس العلماء الأفاضل واستقى منهم العلم ، وبعد ذلك رجع إلى حلب ونشر فيها أعلام الطريقة الرفاعية ، وقام بتأليف الكتب المعتبرة والرسائل الغراء التي أوضح بها أسرار الشريعة المطهرة والطريقة الرفاعية المعتبرة ، وبقي مقيماً في حلب حتى ارتحل منها إلى اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية سنه ( 1294هـ- 1877 م ) وأقام بها ، بعد أن بلغ مسامع السلطان عبدالحميد رحمه الله صلاحه وتقواه وعلمه . فأخذ بمجالسة الخليفة ويبدى له النصح والإرشاد ويحثه للعمل على الإهتمام بمصالح رعيته من المسلمين وغيرهم . أدرك الخليفة حسن سريرة الشيخ أبى الهدى وفضله ، قلده مشيخة المشايخ في دار الخلافة ، وألحقه رتبة قضاء العسكر التي هي منتهى المراتب العلمية ، وقلده وسام الحكومة التركية ، الذي يعتبر أعلى وسام في الدولة آنذاك . وبقي في هذا المقام والمنزلة الرفيعة والإحترام المبجل عند الخليفة إلى أن وافاه أجله وارتحل إلى دار الآخرة رحمة الله .
كان رحمه الله لا يبخل بجاهه عند الخليفة والحكومة ، لا يرد من قصده وورده ويقضى حوائج من كانت له حاجة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وكانت داره كخلية النحل تعج بالزائرين وأرباب الحوائج لدى الحكومة والولاة . يصرف المال بسخاء لإكرام ضيوفه وزواره، ويمنح الهدايا المالية للذين يستحقونها من المسلمين، وبهذا نال شرف التقدير والإحترام عند المسلمين جميعاً قاصيهم ودانيهم ، رحمه الله وأرضاه وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب .
أخذه الطريقة
بعد أن بلغ حد الفطام ، وأصبح أهلا للبيعة ، أجازه والده بطريقة أسلافه ، وكانت طريقة والده الطريقة الرفاعية المباركة ، وبعد هذا البيعة الشريفة ، سلك على يد ابن عمه السيد علي ابن السيد خيرالله الصيادي الرفاعي بحلب ، وذلك بإشارة من والده ، وعند مجيئه إلى بغداد أخذ الطريقة على يد قطب زمانه السيد بهاء الدين محمد مهدى الرواس الصيادي الرفاعي (رضي الله عنه).
تدرّجه في المراتب
نال السيد أبو الهدى مدة حياته عدة رتب وأوسمة من الخليفة ، وذلك تقديراً له على ما قام به من أعمال دينية ودنيوية صالحة ، ورتبه التي نالها هي :-
1- تولى النظر على مدينة خان شيخون .
2- تولى نقابة الأشراف بجسر الشغور ، ثم النيابة الشرعية بها.
3- بعد أن سافر إلى اسطنبول لأجل مصالح وقف المقام الصيادي ، وجهت له نقابة أشراف حلب وله من العمر (23) سنه .
4- تولى قضاء العسكرية في الجيش العثماني ، وأحسن له بالوسامات الجليلة ونال أعلى وسام في الدولة وهو وسام الإمتياز.
أعماله
قام السيد أبو الهدى رحمه الله مدة حياته الكريمة بأعمال جليلة نافعة ومآثر حميدة طيبة، ستبقى شافعة له عند ربه يوم اللقاء ، وأعماله كان منصبة على تعمير الأضرحة الطاهرة لآل البيت الكرام ، والمساجد الطاهرة والتكايا الشريفة والمكتبات العامرة ، وكل هذه الأماكن تعتبر مصدراً مهماً للتربية الصالحة ، ومعيناً لا ينضب للتوجيه الديني والإشعاع الفكري الوضاء ، أن مصاريف القسم الأكبر من هذه الأعمال ، كانت من ماله الخاص حسبة لله بدافع الإخلاص والصدقة ، راجياً بها نشر هذا الدين القيم وعلومه الشريفة ، ولمكانته المرموقة وجاهه العريض لدى الخليفة ، ساعد على لفت نظر الخليفة العثماني عبدالحميد رحمه الله ، وكان يحثه على القيام بمثل هذه الأعمال وصرف المبالغ اللازمة لها ، وذلك لفائدة المسلمين ونشر الوعي الديني بينهم .
ونوجز أعمال السيد الكريم بما يأتي :-
1- عمّر زاوية (تكية) في خان شيخون بسوريا ، ليقوم بها الوعظ والإرشاد ، والأذكار والصلوات في سائر الأيام .
2- عمّر جامعاً و زاوية وحجرات في كفر دبين من أعمال جسر الشغور بسوريا .
3- عمّر زاوية في معرة النعمان ووقفها على السيد محمد آل المحلول الحراكى الحسينى .
4- عمّر زاوية في أريحا من أعمال حلب .
5- عمّر زاوية آل الصياد في طرابلس الشام .
6- عمّر زاوية في سبتين التابعة لطرابلس .
7- عمّر زاوية حيش عند مقام جده السيد علي خزام .
8- عمّر زاوية السيد رجب في كفر منجا قرب معرة النعمان .
9- عمّر زاوية في فدان .
10- عمّر زاوية في حلب وجعلها باسم الشيخ محمد افندي الزيتاوي .
11- عمّر زاوية الشيخ حسيب افندي في اسطنبول ، ووضع فيها مكتبة عامرة بالكتب بشتى العلوم والفنون .
12- جدّد تعمير زاويتهم في حلب .
13- عمّر في الشهرامينى باسطنبول تكية تشتمل على جامع وحجرات جعلها باسم السيد محمد افندى السكوتى.
14- أنشأ في محلة اقسراي باسطنبول تكية وجعلها باسم أبى الخير افندي .
15- عمّر في بغداد مقام السيد الروّاس ، وألحق به مسجداً ومدرسة دينية .
16- قام بتعمير جامع السيد سلطان علي الرفاعي ، وألحق به مدرسة دينية .
17- قام بالسعاية عند السلطان عبد الحميد لتعمير مرقد السيد أحمد الرفاعي (رضي الله عنه) فاستجاب له السلطان وعمّر المرقد أحسن تعمير ، وكانت مصاريف العمل من ماله الخاص .
18- أفرز من داره باسطنبول مسجد وحجرات للزوار والضيوف لإقرائهم .
19- جدّد في متكين عمارة مقام السيد أحمد عزالدين الصياد .
20- أنشأ زاوية في كركوك وجعل مشيختها للسيد نجيب من آل السيد حمزة بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام .
21- عمّر زاوية شيخه وابن عمه الأستاذ السيد علي افندى خيرالله .
بالإضافة إلى هذه الأعمال فإنه قام بالسعي لدى السطان ببناء كثير من المدارسة الدينية في شتى بقاع المملكة ، واستطاع الحصول على العفو العام من الخدمة العسكرية لكثير من السادة الأشراف في الأقطار الإسلامية ، ومن ضمنهم السادة الرفاعية ، وبهذا كفاية من ذكر فضائل ومناقب هذا السيد النبيل والكريم البار.
وفاته
أصيب السيد أبو الهدى في آخر أيامه بمرضٍ ألمَّ به ، وتركه طريح الفراش لمدة من الزمن وقضى مرضه هذا بالصبر والرضى والحمد والشكر لربه الرحيم الرؤوف بعباده ، وكان مدة مرضه لا ينفك عن ترتيل القرآن الكريم ولا يفوته فرض ولا نافلة وأخذ ينشد آخر مرضه هذين البيتين :
لا تكن للهموم ضيِّق الصدرِ = إنما يغلب الليالي الصبورُ
وارضَ عن ربك الكريم منيباً = إنه عنده العسيرُ يسيرُ
لم يؤثر عليه مرضه بل زاد وجهه تبلُّجاً ونوراً ، وقلبه فرحاً وسروراً. وعندما جاءه الوعد الحق ، فاضت روحه الشريفة الطاهرة إلى خالقها راضية مطمئنة ، بعد تلفظ الشهادتين بالجهر والإسرار وهذا أعز ما يتمناه المسلم في حياته .
كانت وفاة السيد أبوالهدى لست ليالي خلون من ربيع الأول سنة 1327هـ المصادف 1909م وحملت جنازته على الرؤوس بحفل مهيب حضرة أكابر العلماء والسادات ، ودفن رحمه الله في زاويته بأعلى بشكطاش في اسطنبول بالحجرة الملاصقة لمحل الصلاة والأذكار ، والتي جعلها في حياته مكتبة ملأها بما أوقفه على تلك التكية من الكتب الثمينة .
بعد أن انتشر خبر وفاته في ربوع العالم الإسلامي حزن عليه كل مَن كان جالسه وسمع به ، وأقيمت مجالس الفواتح في العراق وسورية ومصر والأردن وغيرها من البلاد الإسلامية ، وكتب يرثيه العلماء والكتاب ، ونظم لرثائه الشعراء القصائد العصماء ، وممن رثاه الشيخ عبد الحميد الرافعي ومطلع القصيدة :-
ألا كل نفسٍ للمنونِ مصيرُها = ولو شيّدت بين النجومِ قصورها
وكذلك رثاه الشيخ إبراهيم الراوي بعدة قصائد غرّاء منها :
فَقَدَ الدينُ عضبَهُ المسلولا = فتدرّعْ يا قلبُ صبراً جميلا
وأُخرى مطلعها :
تعالوا بنا نذري الدموع الجواريا = وننشد في هذا المُصاب المراثيا
أرّخ الشيخ إبراهيم الراوي وفاته بهذه الأبيات :
لي سيداً قـــد سعـدا= وللمعالي صعــدا
أبو الهدى ومـن يكـن= مـن بعـده أبا الهـدى
لمـا أتانا نعيـه =وفي الحشا قد عربـدا
بكـى الهنـى فقـدانه = وبمـراثيـه حــدا
أرختـــه أبو الهـدى= نحـو جنان قـد غـدا
سنه 1327هـ
وأرّخه الفاضل السيد محمد رشيد افندي بقوله :-
إن الهدى ذا أبوه أم مولاهُ= تمزقت لعظيم الخطب أحشاهُ
والدينُ من أسفٍ يبكى عليه أساً= والعلمُ يندبه والجودُ ينعاهُ
لا زال أسرته بالصبر عصمتهم = أرخته وجنان الخلد مثـواه
سنه 1327هـ
ألّف الشيخ إبراهيم الراوي كتاباً يشرح حياته سماه ( بلّ الصدى في ترجمة السيد أبى الهدى) .
"هو السيد محمد أبو الهدى أفندي بن السيد الشيخ حسن وادي أفندي ابن السيد علي بن السيد خزام بن السيد الشيخ علي الخزام بن السيد حسين برهان الدين بن السيد عبدالعلام بن السيد شهاب الدين الزبيدي البصري بن محمود الصوفي بن محمد برهان الدين بن حسن أبي محمد الغواص بن الحاج محمد شاه المعروف بالرندي بن محمد خزام دفين الموصل بن نور الدين بن عبدالواحد بن محمود الأسمر بن حسين العراقي بن إبراهيم العربي بن محمود بن عبدالرحمن شمس الدين بن عبدالله قاسم نجم الدين المبارك بن محمد خزام السليم بن شمس الدين محمد بن صدر الدين علي بن القطب الأعظم السيد عز الدين أحمد الصيادي الرفاعي الحسيني سبط الحضرة الرفاعية رضي الله عنه وعنهم أجمعين
ولد رضي الله عنه سنة 1266 لثلاث أيام خلت من رمضان المبارك بشيخون من أعمال معرة النعمان الملحقة لولاية حلب الشهباء وهي واقعة بين المعرة وحماة الشام معروفة بخان شيخون ، وقرأ القرآن وهوإبن سبع سنين وأتقن علم التجويد والقرآت وفنونها وكذلك قرأ علم العربية و قرأ الغاية وشرحها في المذهب الشافعي على يد الرجل الصالح شيخ القراء لتلك الديار يومئذ الشيخ محمود بن الحاج طه ثم شرع بالكتابة فمهر وأخذ يتلقى العلوم العقلية والنقلية عن أفاضل الرجال الأعيان فأتقن فنونها كمال الإتقان وأحسنها كل الأحسان حيث إنه حفظ أكثر المتون وتبحر في علم البلاغة والتاريخ والنسب والبيان والبديع
ثم تشرف بلبس الخرقة والخلافة الرفاعية من يد والده الطاهر السر 0 وله كذلك إجازتان في الطريقة الرفاعية الصيادية فالاولى لبسها بإذن والده من شيخه وإبن عمه الأجل الشيخ علي خير الله الرفاعي الصيادي شيخ المشائخ بحلب ، والثانية من حضرة شيخه الأجل الولي الأكمل مولانا السيد محمد بهاء الدين مهدي الشيوخي الصيادي الشهير بالرواس لبس منه الخرقة عام تشريفه بغداد وتم السلوك على يده وأخذ عنه العلوم الشرعية والتصوف فعاد مصحوبا بالسلامة إلى الديار الحلبية ،
وبعد رجوعه يسيرة حضر إلى القسطنطينية مركز الخلافة الإسلامية فنشر بها علم الطريقة العلية وأنتسب إليه أفاضل الناس وعاد منها بنقابة جسر الشغور من أعمال حلب ثم بعد برهة يسيرة تولى نقابة الأشراف بحلب وفي تلك الأثناء لازال يحضر إلى أسلامبول ويترقى بالتدريج إلى المراتب العلمية حتى بلغ خبره مسامع السلطان عبدالحميد خان ، فأحضره لديه وعطف عليه وقلده مشيخة المشايخ في دار الخلافة وألحقه إلى رتبة قضاء العسكر التي هي منتهى المراتب العلمية ، ومع هذا لم تثنيه هذه المناصب من خدمة الشرع والطريق بأحسن سلوك وأقوم طريق مواظبا على التآليف ومشتغلا بغرر التصانيف حتى إنه ألف الكتب الجليلة الكثيرة والرسائل اللطيفة الوفيرة، وقد إنطبع منها الأكثر فجاء ذلك الطبع موافقا للطبع على ألطف وضع ،
فمنها كتاب ضوء الشمس في قوله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس ومنها قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر ومنها فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب ، وحديقة الفتح في ذكر الشطاحين والشطح ، و غنية الصادقين في طريقة الصالحين ، وغنية الطالبين في سلوك طريقة المشائخ العارفين ، والجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف ، و تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار، و سلسلة الإسعاد في تاريخ بني الصياد ، وداعي الرشاد إلى سبيل الإتحاد ، وديوان الفيض المحمدي ، وكتاب الصراط المستقيم في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم ، والحقيقة المحمدية في شأن سيد البرية ، والمدد النبوي في بيان حكم العهد العلوي ، وروح الحكمة فيما يجب من الأخلاق على هذه الأمة ، والمدينة الإسلامية في الحكمة الشرعية ، وغير ذلك من المآثر والتآليف المهمة " اهـ.
(نقلاً عن كاتبه في الرياحين - الأخ الفاضل الرفاعي جزاه الله خيراً)
"للشيخ العلامة محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي كتب قيمة و رسائل نفيسة بلغت 212 مؤلف, منها:
- اسرار اسماء الله الحسنى
- آداب المسلمن المأخوذة عن سيد المرسلين
- الأجوبة المسكتة
- اشرف السير في خلاصة سيد البشر
- اخبار المصافحة
- اسرار الوجود الانساني
- ايات العرفان في مولد سيد ولد عدنان
- اسرار الأرواح
- اسرار القرآن
- أسانيد القوم
- اسرارسياسة الشريعة
- انساب الأنبياء
- احاديث اكابر واسط واسانيد الواسطيين
- احكام الأسماء الخمسة
- آية الله العظمى في نشأ المصطفى
- اسرار الملاحم
- آداب القوم
- الارشاد العام في علو دين الاسلام
- اسرارفاتحة الكتاب
- الأخلاق المحمدية
- اشرف القواعد في الأصول والرقائق الرواسية
- أزهار الحديقة
- الأبحاث الرائقة
- أخلاق المسلمين
- أحكام التقليد
- اسرار سورة الاخلاص
- اسرار حزب الجوهرة للامام احمد عز الدين الصيادي الرفاعي
- بغية أولي الأفهام في الفرق بن الحال والمقام.
- بركة الصلاة على النبى -ص-
- بهجة الحضرتين في آل الامام أبي العلمين
- برهان الرحمن
- بطون الآل الكرام و مشاهير اولياء الشام
- تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار
- تطبيق حكم الطريقة العلية في أحكام الشريعة النبوية.
- التأريخ الأوحد للغوث الرفاعي الأمجد
- تعطير المحاضر في اخبار الأقطاب الأربعة
- تراجم أعيان اتباع الامام الرفاعي
- التحفة الجامعة في احزاب سيدنا الامام الرفاعي" اهـ.
ومن كتبه في الأنساب:
1- الروض البسام في أشهر البطون القرشية في الشام .
2-كتاب بهجة الحضرتين في آل الإمام أبي العلمين.
3-الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف .
4-المشجر الأنور في آل النبي الأطهر.
5-تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار.
وله كتاب قيم جدا اسمه قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر" اهـ.
سيرة سيدي أبو الهدى الصيادي الرفاعي رضي الله عنه
كما أوردها السيد محمود السيد فاضل الحاج عويد
السامرائي الرفاعـي
في مقدمة كتاب ( الطريقة الرفاعية )
" نسبه "
السيد محمد أبو الهدى بن السيد أبى البركات حسن وادي بن السيد علي بن السيد خزام بن السيد علي بن السيد حسين برهان الدين البصري بن السيد عبد العلام بن السيد عبدالله شهاب الدين بن السيد محمود الصوفي بن السيد محمد برهان بن السيد حسن أبى محمد الغواص دفين دمشق بن السيد الحاج محمد شاه بن السيد محمد خزام بن السيد نور الدين بن السيد عبد الواحد بن السيد محمود الأسمر ابن السيد حسين العراقي بن السيد إبراهيم العربي بن السيد محمود بن السيد عبد الرحمن بن السيد شمس الدين بن السيد عبدالله قاسم نجم الدين بن السيد محمد خزام السليم بن السيد شمس الدين عبد الكريم بن السيد صالح عبد الرازق بن السيد شمس الدين محمد بن السيد صدر الدين علي بن الشيخ القطب السيد عز الدين أحمد الصياد الرفاعي بن السيد سبط الرفاعي ممهد الدولة عبدالرحيم بن سيف الدين عثمان بن السيد حسن بن السيد محمد عسلة بن السيد الحازم على بن السيد أحمد ابن السيد بن السيد رفاعة الحسن بن السيد المهدي بن السيد أبى القاسم محمد بن السيد الحسن بن السيد الحسين بن السيد أحمد بن السيد موسى الثاني بن السيد إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين السبط شهيد كربلاء بن الإمام علي بن أبى طالب أمير المؤمنين .
ذكر هذا السيد أبو الهدى في كتابه هذا صفحة 88 في ذكر نسبه من جهة أمه كذلك .
ولادته
ولد رحمه الله سنة ( 1266هـ - 1849 م ) لثلاثة أيام خلت من رمضان المبارك بخان شيخون من أعمال معرة النعمان بسورية ، وسماه والده محمد وكنّاه أبا الهدى ، ونفخ في فيه امتثالاً لسنة رسول الله .
نشأته وحياته
تربى بحجر الدلال ، ورضع ثدي التقوى والكمال ، وسُقيَ بما المكرمات حتى بلغ ستة أعوام، قرأ القرآن وحفظة بثلاثة أشهر ، وفي السنة السابعة أتقن التجويد والقرآن بأصولهما على شيخ قراء تلك الديار محمود بن الحاج طه ، وقرأ الغاية والتقريب في الفقة الشافعي على الشيخ المذكور، ولازم غيره من المشايخ الأعلام فقرأ علم العربية والفقه على مذهب الإمام أبى حنيفة النعمان رحمه الله، وأكثر من قراءة علوم الأدب واللغة والحديث والتفسير وأصولهما ، وتبحر في علوم البلاغة والتأريخ والنسب والتصوف ، ومال إلى دراسة التصوف برغبة وفرحة، فحل بدقيق تصرفه غوامض معانيه وأوضح مضمرات خوافيه ، وبلغ ما حفظ من منظومات في شتى العلوم وأصناف الأدب ما يزيد عن مائة ألف بيت .
رحل إلى حلب الشهباء واجتمع بالعلماء والفضلاء ، واشتهر اسمه وعلا نجمه بين علماء حلب ، وتشرّف بنهل العلوم على يد كبار علمائها وحصل على إجازات بعضهم في تدريس العلوم العقلية والنقلية ورجع إلى مسقط رأسه فرحاً مستبشراً بما حصل عليه في حلب الشهباء .
أجازه والده بطريقة أسلافهم الأفاضل ، وبعد برهة أخذ إجازة الطريقة الرفاعية من ابن عمه المرحوم السيد علي بن السيد خيرالله الصيادي الرفاعي، وفي سنه (1281 هـ - 1864 م) توجه إلى دار الخلافة في اسطنبول، وأحيلت لعهدته نقابة أشراف جسر الشغور وعاد إلى شيخون وراية النقابة ترفرف بين يديه ، وبعده أخذ يتنقل بين جسر الشغور وحلب ، وكثرت في تلك الأطراف مريديه وأتباعه، وأنشأ له زاوية في كفر دبين من أعمال جسر الشغور .
وفي سنه (1282 هـ - 1865 م ) شرف بغداد بقصد زيارة أجداده الأمجاد آل الرفاعي رضي الله عنهم، ووصل بغداد فاستأجر بها داراً في محلة الميدان، وأقام بها مدة من الزمن وأخذ البيعة عن قطب زمانه السيد محمد بهاءالدين الرواس الرفاعي ، وتعرف على السادة والمشايخ الرفاعية وغيرهم من مشايخ الطرق ، وجالس العلماء الأفاضل واستقى منهم العلم ، وبعد ذلك رجع إلى حلب ونشر فيها أعلام الطريقة الرفاعية ، وقام بتأليف الكتب المعتبرة والرسائل الغراء التي أوضح بها أسرار الشريعة المطهرة والطريقة الرفاعية المعتبرة ، وبقي مقيماً في حلب حتى ارتحل منها إلى اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية سنه ( 1294هـ- 1877 م ) وأقام بها ، بعد أن بلغ مسامع السلطان عبدالحميد رحمه الله صلاحه وتقواه وعلمه . فأخذ بمجالسة الخليفة ويبدى له النصح والإرشاد ويحثه للعمل على الإهتمام بمصالح رعيته من المسلمين وغيرهم . أدرك الخليفة حسن سريرة الشيخ أبى الهدى وفضله ، قلده مشيخة المشايخ في دار الخلافة ، وألحقه رتبة قضاء العسكر التي هي منتهى المراتب العلمية ، وقلده وسام الحكومة التركية ، الذي يعتبر أعلى وسام في الدولة آنذاك . وبقي في هذا المقام والمنزلة الرفيعة والإحترام المبجل عند الخليفة إلى أن وافاه أجله وارتحل إلى دار الآخرة رحمة الله .
كان رحمه الله لا يبخل بجاهه عند الخليفة والحكومة ، لا يرد من قصده وورده ويقضى حوائج من كانت له حاجة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وكانت داره كخلية النحل تعج بالزائرين وأرباب الحوائج لدى الحكومة والولاة . يصرف المال بسخاء لإكرام ضيوفه وزواره، ويمنح الهدايا المالية للذين يستحقونها من المسلمين، وبهذا نال شرف التقدير والإحترام عند المسلمين جميعاً قاصيهم ودانيهم ، رحمه الله وأرضاه وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب .
أخذه الطريقة
بعد أن بلغ حد الفطام ، وأصبح أهلا للبيعة ، أجازه والده بطريقة أسلافه ، وكانت طريقة والده الطريقة الرفاعية المباركة ، وبعد هذا البيعة الشريفة ، سلك على يد ابن عمه السيد علي ابن السيد خيرالله الصيادي الرفاعي بحلب ، وذلك بإشارة من والده ، وعند مجيئه إلى بغداد أخذ الطريقة على يد قطب زمانه السيد بهاء الدين محمد مهدى الرواس الصيادي الرفاعي (رضي الله عنه).
تدرّجه في المراتب
نال السيد أبو الهدى مدة حياته عدة رتب وأوسمة من الخليفة ، وذلك تقديراً له على ما قام به من أعمال دينية ودنيوية صالحة ، ورتبه التي نالها هي :-
1- تولى النظر على مدينة خان شيخون .
2- تولى نقابة الأشراف بجسر الشغور ، ثم النيابة الشرعية بها.
3- بعد أن سافر إلى اسطنبول لأجل مصالح وقف المقام الصيادي ، وجهت له نقابة أشراف حلب وله من العمر (23) سنه .
4- تولى قضاء العسكرية في الجيش العثماني ، وأحسن له بالوسامات الجليلة ونال أعلى وسام في الدولة وهو وسام الإمتياز.
أعماله
قام السيد أبو الهدى رحمه الله مدة حياته الكريمة بأعمال جليلة نافعة ومآثر حميدة طيبة، ستبقى شافعة له عند ربه يوم اللقاء ، وأعماله كان منصبة على تعمير الأضرحة الطاهرة لآل البيت الكرام ، والمساجد الطاهرة والتكايا الشريفة والمكتبات العامرة ، وكل هذه الأماكن تعتبر مصدراً مهماً للتربية الصالحة ، ومعيناً لا ينضب للتوجيه الديني والإشعاع الفكري الوضاء ، أن مصاريف القسم الأكبر من هذه الأعمال ، كانت من ماله الخاص حسبة لله بدافع الإخلاص والصدقة ، راجياً بها نشر هذا الدين القيم وعلومه الشريفة ، ولمكانته المرموقة وجاهه العريض لدى الخليفة ، ساعد على لفت نظر الخليفة العثماني عبدالحميد رحمه الله ، وكان يحثه على القيام بمثل هذه الأعمال وصرف المبالغ اللازمة لها ، وذلك لفائدة المسلمين ونشر الوعي الديني بينهم .
ونوجز أعمال السيد الكريم بما يأتي :-
1- عمّر زاوية (تكية) في خان شيخون بسوريا ، ليقوم بها الوعظ والإرشاد ، والأذكار والصلوات في سائر الأيام .
2- عمّر جامعاً و زاوية وحجرات في كفر دبين من أعمال جسر الشغور بسوريا .
3- عمّر زاوية في معرة النعمان ووقفها على السيد محمد آل المحلول الحراكى الحسينى .
4- عمّر زاوية في أريحا من أعمال حلب .
5- عمّر زاوية آل الصياد في طرابلس الشام .
6- عمّر زاوية في سبتين التابعة لطرابلس .
7- عمّر زاوية حيش عند مقام جده السيد علي خزام .
8- عمّر زاوية السيد رجب في كفر منجا قرب معرة النعمان .
9- عمّر زاوية في فدان .
10- عمّر زاوية في حلب وجعلها باسم الشيخ محمد افندي الزيتاوي .
11- عمّر زاوية الشيخ حسيب افندي في اسطنبول ، ووضع فيها مكتبة عامرة بالكتب بشتى العلوم والفنون .
12- جدّد تعمير زاويتهم في حلب .
13- عمّر في الشهرامينى باسطنبول تكية تشتمل على جامع وحجرات جعلها باسم السيد محمد افندى السكوتى.
14- أنشأ في محلة اقسراي باسطنبول تكية وجعلها باسم أبى الخير افندي .
15- عمّر في بغداد مقام السيد الروّاس ، وألحق به مسجداً ومدرسة دينية .
16- قام بتعمير جامع السيد سلطان علي الرفاعي ، وألحق به مدرسة دينية .
17- قام بالسعاية عند السلطان عبد الحميد لتعمير مرقد السيد أحمد الرفاعي (رضي الله عنه) فاستجاب له السلطان وعمّر المرقد أحسن تعمير ، وكانت مصاريف العمل من ماله الخاص .
18- أفرز من داره باسطنبول مسجد وحجرات للزوار والضيوف لإقرائهم .
19- جدّد في متكين عمارة مقام السيد أحمد عزالدين الصياد .
20- أنشأ زاوية في كركوك وجعل مشيختها للسيد نجيب من آل السيد حمزة بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام .
21- عمّر زاوية شيخه وابن عمه الأستاذ السيد علي افندى خيرالله .
بالإضافة إلى هذه الأعمال فإنه قام بالسعي لدى السطان ببناء كثير من المدارسة الدينية في شتى بقاع المملكة ، واستطاع الحصول على العفو العام من الخدمة العسكرية لكثير من السادة الأشراف في الأقطار الإسلامية ، ومن ضمنهم السادة الرفاعية ، وبهذا كفاية من ذكر فضائل ومناقب هذا السيد النبيل والكريم البار.
وفاته
أصيب السيد أبو الهدى في آخر أيامه بمرضٍ ألمَّ به ، وتركه طريح الفراش لمدة من الزمن وقضى مرضه هذا بالصبر والرضى والحمد والشكر لربه الرحيم الرؤوف بعباده ، وكان مدة مرضه لا ينفك عن ترتيل القرآن الكريم ولا يفوته فرض ولا نافلة وأخذ ينشد آخر مرضه هذين البيتين :
لا تكن للهموم ضيِّق الصدرِ = إنما يغلب الليالي الصبورُ
وارضَ عن ربك الكريم منيباً = إنه عنده العسيرُ يسيرُ
لم يؤثر عليه مرضه بل زاد وجهه تبلُّجاً ونوراً ، وقلبه فرحاً وسروراً. وعندما جاءه الوعد الحق ، فاضت روحه الشريفة الطاهرة إلى خالقها راضية مطمئنة ، بعد تلفظ الشهادتين بالجهر والإسرار وهذا أعز ما يتمناه المسلم في حياته .
كانت وفاة السيد أبوالهدى لست ليالي خلون من ربيع الأول سنة 1327هـ المصادف 1909م وحملت جنازته على الرؤوس بحفل مهيب حضرة أكابر العلماء والسادات ، ودفن رحمه الله في زاويته بأعلى بشكطاش في اسطنبول بالحجرة الملاصقة لمحل الصلاة والأذكار ، والتي جعلها في حياته مكتبة ملأها بما أوقفه على تلك التكية من الكتب الثمينة .
بعد أن انتشر خبر وفاته في ربوع العالم الإسلامي حزن عليه كل مَن كان جالسه وسمع به ، وأقيمت مجالس الفواتح في العراق وسورية ومصر والأردن وغيرها من البلاد الإسلامية ، وكتب يرثيه العلماء والكتاب ، ونظم لرثائه الشعراء القصائد العصماء ، وممن رثاه الشيخ عبد الحميد الرافعي ومطلع القصيدة :-
ألا كل نفسٍ للمنونِ مصيرُها = ولو شيّدت بين النجومِ قصورها
وكذلك رثاه الشيخ إبراهيم الراوي بعدة قصائد غرّاء منها :
فَقَدَ الدينُ عضبَهُ المسلولا = فتدرّعْ يا قلبُ صبراً جميلا
وأُخرى مطلعها :
تعالوا بنا نذري الدموع الجواريا = وننشد في هذا المُصاب المراثيا
أرّخ الشيخ إبراهيم الراوي وفاته بهذه الأبيات :
لي سيداً قـــد سعـدا= وللمعالي صعــدا
أبو الهدى ومـن يكـن= مـن بعـده أبا الهـدى
لمـا أتانا نعيـه =وفي الحشا قد عربـدا
بكـى الهنـى فقـدانه = وبمـراثيـه حــدا
أرختـــه أبو الهـدى= نحـو جنان قـد غـدا
سنه 1327هـ
وأرّخه الفاضل السيد محمد رشيد افندي بقوله :-
إن الهدى ذا أبوه أم مولاهُ= تمزقت لعظيم الخطب أحشاهُ
والدينُ من أسفٍ يبكى عليه أساً= والعلمُ يندبه والجودُ ينعاهُ
لا زال أسرته بالصبر عصمتهم = أرخته وجنان الخلد مثـواه
سنه 1327هـ
ألّف الشيخ إبراهيم الراوي كتاباً يشرح حياته سماه ( بلّ الصدى في ترجمة السيد أبى الهدى) .
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر