قرآن وسنة د. عبد الله النجار |
لو أن الشيطان قرأ القرآن الكريم قراءة صحيحة وفقا لما تواتر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم للزم الاستماع له فيما يقرؤه من كتاب الله. ولا يسوغ القول بأنه لا يجوز الاستماع له. لأنه شيطان. وقد جاءت السنة الصحيحة بما يفيد ذلك. ويدل علي صحته. ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من قصة أبي ذر حين كان قائماً علي الصدقة وجاءه الشيطان في صورة سائل يطلب الصدقة لنازلة ألمت به. ثم كرر طلبه مقروناً بذات العذر مرة ثانية فأعطاه. ثم ثالثة فأبي أبو ذر أن يعطيه حتي يسأل في أمره رسول الله صلي الله عليه وسلم . فلما أدرك الشيطان ان أمره سيفتضح أمام النبي صلي الله عليه وسلم وانه سيعرفه. رجا أبا ذر أن يعطيه من الصدقة دون أن يبلغ رسول الله. وذلك مقابل أن يعلمه شيئاً من القرآن إذا قرأه ليلاً أو عندما يضع رأسه علي الوسادة فإنه لن يصيبه مكروه أو أذي حتي يصبح. قال له: اقرأ آية الكرسي. فإنك إذا قرأتها لن يمسك شيطان أو يقربك بأذي. أو يقع لك مكروه من جن أو إنس حتي تصبح. فأعطاه أبو ذر من الصدقة بعد أن علَّمه ذلك. وأبت أمانة أبي ذر الا أن يبلغ النبي صلي الله عليه وسلم عما حدث. فلما أخبره قال له: أتدري من هذا الذي سألك يا أبا ذر. انه الشيطان. وقد صدقك وهو كذوب. لقد وصف النبي صلي الله عليه وسلم ما قرأه الشيطان علي أبي ذر من القرآن والنصح بأنه صدق. ثم وصف قائله بأنه كذوب. وهذا صدق أيضا. وان وصف الشيطان بالكذب لا يمنع الاستماع له فيما يتلفظ به من النصح والصدق. ولا شك ان القرآن صدق كله أينما تلي. وأينما قريء. فلا يضير المسلم أن ينصت له من المؤمنين والمجرمين. والصادقين والكاذبين. والأتقياء والضالين. لقد تذكرت تلك القصة الصحيحة وأنا أتابع تلك الضجة المفتعلة حول قيام المرأة بقراءة القرآن الكريم. وأن نفراً من المحدثين الفارغين من العلم والفهم الصحيح لدين الله. قد أفتوا بتحريم ذلك. لأن صوتها عورة. ووصل بهم الإجرام حداً جعلهم يصفون ذلك القول المشهور: صوت المرأة عورة بأنه حديث. فأضافوا إلي جهلهم بأمور التشريع الكذب علي النبي صلي الله عليه وسلم مع ان هذا القول واضح النكران. ومتهاوي المعني ومثله لا يصح نسبته إلي من أعطاه الله مفاتيح البيان. والذي لا ينطق عن الهوي عليه السلام. ان صوت المرأة ليس عورة. والا لكان من الواجب عليها اخفاؤه منذ مولدها وحتي تموت فلا يسمع لها صوت ولا يصدر منها حديث سوي التنفس. ولو ان تنفسها أحدث صوتاً فإنه يمنع. وطبعا. فإنه قد لا يمنع إلا بخنقها. انظر إلي مدي الضلال وسوء الفهم. إن إسكات صوت المرأة بدعة قديمة جديدة لم تقم علي أساس من كتاب أو سنة. لأن المرأة مكلفة بما كلف الله به الرجل من الذكر وتلاوة القرآن والسنة والعلم والتخاطب مع الناس والطلاب والزوج والزملاء والرؤساء. وكافة الناس إلا من كان في قلبه مرض أو بدا من حديثه انه رقيع لا يريد من المرأة حديثها. بل غريزتها. وقد تحدثت المرأة أمام النبي وصحابته وتابعيه وتابعيهم حتي وقتنا هذا دون تكبر من أحد. بل ان ابن حزم قد حكي الاجماع علي انها إذا بلغت مرتبة "النذارة" أي الأستاذية وجبت نذارتها ويجب الاستماع لها. فكيف تحرم من قراءة كتاب الله بصوت مسموع من الكافة؟. إن من سوء الأدب مع الله ومع كتابه أن يقال عن صوت يردد آي الذكر الحكيم بأنه عورة. ان المرأة ليست أقل شأناً من الشيطان في قراءة القرآن. |
هل نستمع القرآن من الشيطان... قراءة أعجبتني
ابراهيم العشماوي- عضو فعال
- علم الدولة :
عدد الرسائل : 2273
البلد : المنصورة
العمل : مدير
الهوايات : القراءة والرسم
تقييم القراء : 11
النشاط : 7119
تاريخ التسجيل : 24/09/2008
- مساهمة رقم 1
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر