دواـــة الأشــراف الهواشم الأمراء الحسنيين بالحجار
وقال العز بن فهد([87]): قاسم بن محمد بن جعفر بن أبي هاشم بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى الثاني.
قلت: قوله: جعفر بن أبي هاشم بن محمد، أبو هاشم هو محمد لا ابن محمد. ثم أسقط عبد الله ومحمد أبا هاشم الجد. أما قوله: أبو هاشم بن محمد بن الحسن. الحسن صوابه الحسين الأمير، وهذا تصحف عند غير واحد.
فترجمه القاسم، هي: القاسم بن محمد أبي هاشم بن جعفر أبو الفضل بن محمد أبي هاشم بن عبد الله بن أبي هاشم محمد ابن الحسين الأمير بن محمد الثائر بن موسى([88])، وبقية العد لا خلاف فيه.
وكناه العز أبا محمد، وقال -نقلاً عن النويري في تأريخه في أخبار سنة اثنتي عشرة وخمسمائة -: أن أبا محمد قاسماً أمير مكة عمّر مراكب حربية، وشحنها بالمقاتلة، وسيرهم إلى عيذاب، فنهبوا مراكب التجار، وقتلوا جماعة منهم، فحضر من سلم من التجار إلى باب الأفضل -يعني أمير الجيوش وزير الديار المصرية- وشكوا ما أخذ منهم، فأمر بعمارة حراريق([89]) ليجهّزها له، ومنعه الناس أن يحجوا في سنة (514هـ) وقطع الميرة عن الحجاز، فغلت الأسعار. وكان الأفضل قد كتب إلى الأشراف بمكة يلومهم على فعل صاحبهم، وضمَّن كتبه التهديد والوعيد، فضاقوا بذلك ذرعاًَ ولاموا صاحبهم. فكتب الشريف قاسم يعتذر، والتزم برد المال إلى أربابه، ومن قتل من التجار رد ماله لورثته، وأعاد الأموال في سنة خمس عشر. إلى أن يقول: وفي تأريخ ابن الأثير أنه توفي في سنة (517هـ). ومن شعره في وصف حرب فخر فيه بقومه:
قوم إذا خاضوا الهجاج حسبتهم([90])
ليلاً وخلت وجوههم أقمارا
لا يبخلون برفدهم عن جارهم
عدل الزمان عليهم أو جارا
وإذا الصريخ دعاهم لملمةٍ
بذلوا النفوس وفارقوا الأعمارا
وإذا زناد الحرب أكبت نارها
قدحوا بأطراف الأسنة نارا
أما العلامة السيد أحمد بن زيني دَحْلاَن: واستمر محمد بن جعفر (أي والد قاسم) إلى أن توفي سنة (484هـ) ([91]) فولي مكة (القاسم ابن محمد بن جعفر) كذا قال الفاسي، وقال غيره: وهذا البطن يقال لهم الهواشم، ولم يزل القاسم على مكة حتى هجم (الأصهيد) كذا (أ ص هـ ي د) في أوائل السنة المذكورة، أي (487هـ) فهرب القاسم وأقام (الأصهيد) بمكة إلى شوال (487هـ) فجمع القاسم جموعاً وكبس الأصهيد سنة (488هـ) واستمر القاسم والياً على مكة إلى أن توفي في صفر (518هـ)، وقيل (517هـ).
وكان القاسم بن محمد هذا أديباً شاعر، ثم روى له:
قومي إذا خاضوا العجاج حسبتهم... الشعر المتقدم.
قلت: وقوله، وقال غيره: القاسم بن شُمَيل... الخ، تفرد الدحلان بهذا، وإذا كان له مخرج فإن شميلاً مات في حياة أبيه أبي هاشم، ونشأ القاسم في حجر جده فنسب إليه ونسي أبوه، وهذا مشاهد ولكنه شاذ.
أما صاحب السمط، فيقول: ثم ولي بعده -أي محمد بن جعفر- ابنه القاسم فكثر اضطرابه، ومهد بنو زيد أصحاب الحلة([92]) طريق الحاج العراقي فاتصل حجهم وحج سنة اثنتي عشرة وخمسمائة (نظر الخادم) ([93]) من قبل المسترشد العباسي، بركب العراق وأوصل الخلع والأموال إلى مكة، وأمن الاضطراب الذي وقع في ولايته استيلاء (اصبهبذ) كذا (أ ص ب هـ ب ذ) بن ساركتين على مكة في أواخر سنة (487هـ) فهرب القاسم، إلى آخر الرواية المتكررة عن (أصبهيد). ثم يقول: إلى أنه تفي سنة (518هـ) ([94]).
السباعي: وهو أكثر ميلاً لسرد الأحداث وشرح الأحوال الاجتماعية، قال: وبوفاته -أي محمد بن جعفر- تولى الإمارة ابنه قاسم، وظل أمر مكة في عهده عرضة للفتن التي تعرض لها أبوه قبله، من جراء احتكاك العباسيين بالفاطميين في شأن الخطبة.
وفي هذه الأثناء هجم على مكة (أصبهيد)، كذا بمثناتين تحت، وأجلى قاسماً عنها، ثم ما لبث قاسم أن أعاد الكرة على مكة وأجلى أصبهيد([95]) عنها في عام (488هـ). وظل قاسم على إمرة مكة إلى أن توفي في عام (518هـ) بعد أن حكم مكة نحواً من (35) سنة) وكان أديباَ شاعراً، وأورد له:
قومي إذا خاضوا العجاج...
الشعر المتقدم([96]).
ولم أر من مؤرخيه من ذكر بنيه غير ابنه فليتة الآتي بعد.
قلت: قوله وقول غيره أن قاسماً حكم (35) سنة لا يستقيم، فأبوه توفي سنة (486هـ) على أبعد تقدير، وهو توفي سنة (518هـ) فيكون الحساب: 518-486 = 32 سنة فقط، داخل في ذلك المدة التي حكمها التركمان بقيادة أصبهيد. والله أعلم.
10- الشريف فليتة بن قاسم:
( - 527 هـ/ -1132 م):
فَلِيتَةُ بن قاسم محمد أبي هاشم، المتقدم:
ترجم له الفاسي -في العقد: فليته -قائلاً: فُلَيتة بن قاسم بن أبي هاشم محمد بن جعفر ابن أبي هاشم محمد بن الحسن (الحسين الأمير)،إلى آخر نسب الهواشم المتقدم.
أمير مكة. هكذا سمّاه غير واحد، منهم القادسي والذهبي، وبعضهم يقول: أبو فُلَيتة، وممن قال بذلك الذهبي أيضاً، وذكر أنه خلف أباه فأحسن السياسة، وأسقط المكس عن أهل مكة. وذكر ابن الأثير أنه كان أعدل من أبيه وأحسن سيرة.
وتوفي يوم السبت الحادي والعشرين من شعبان سنة (527هـ)، وكان له أولاد منهم شكر، ومفرِّج، وموسى، وترجم كلاًّ منهم بالأمير، وما عرفت شيئاً عن حالهم سوى ذلك. أ هـ. قول الفاسي([97]).
قلت: بل كان له نحو عشرة من الولد: الثلاثة المقدم ذكرهم، وهاشم وعيسى ومالك، وكلهم حكم بعد أبيهم، وسيأتي ذكرهم، وحسين، وفيه انحصرت بطون الهواشم الموجودين اليوم في مكة وفي الدَّوْح من مر الظهران. وقال الشريف إبراهيم بن منصور الأمير: إنهم عشرة أي بإضافة ثلاثة إلى من قدمنا.
قلت: وقوله (الحُسيني) صوابه (الحَسَنِي) نسبة إلى الحسن.
ونجد ابن عنبة، وهو يترجم لفليتة، يذكر من أبنائه: يحيى وعبد الله، وهما غير من ذكرنا، فهؤلاء تسعة معدودون بأسمائهم، والله أعلم. ويتفق ابن عنبة أن وفاة فليتة كانت عام (527هـ). ابن فهد، قال -في حوادث سنتي (517 و 518هـ)-: فيها (517هـ) توفي أمير مكة أبو محمد قاسم بن أبي هاشم محمد بن جعفر.. الخ في اليوم السابع عشر من صفر، وولي بعده ابنه فليتة، فأحسن السياسة وأسقط المكوس... الخ ما تقدم، ولكنه قال: وقيل (أبو فليتة) ([98]) ولعله وهم. وكذلك قال ابن ظهيرة: فليتة، وقيل أبو فليتة. وطابق تأريخ وفاته (527هـ).
أما العز ابن فهد، فقد نقل ما قدمناه من قول الفاسي، واكتفى به([99]).
أما العصامي، فبعد ذكره وفاة أبيه، قال: ثم ولي بعده فليتة، وقيل أبو فليتة، فافتتح بالخطبة العباسية، وحسن الثناء عليه بالعدل، ووصل (نظر الخادم) أميراً إلى مكة على الحاج ومعه الأموال والخلع، ثم استمر فليتة إلى أن مات سنة (527هـ) وكانت مدته عشر سنين([100]). أما الدحلان فنعته بالأديب الشاعر، ولم يزد على من تقدم بشيء([101])، ولم يورد له شعراً.
وهكذا لم يختلف مؤرخو فليتة في شيء من أموره.
ما صحة اسم فليتة؟! كل من تقدم كتب اسمه هكذا (فليتة) رسماً غير مشكَّلاً، ما عدا العقد الثمين فقد ذكره مشكّلاً (فُلَيْتَة)، فلا أدري أهو بقلم الفاسي أو كان اجتهاداً من المحقق، وأميل إلى أنه من المحقق لأن الفاسي ذكره في شفاء الغرام (2/197) ولم يشكله. أما رسماً فقد قال بعضهم (فليتة، كسفينة) أي بالتكبير، وقال آخرون الغالب أنه بالتصغير، أما القول بأنه فليتة وقيل أبو فليتة، فظهر أنه قول الذهبي في دول الإسلام، فنقله عنه الفاسي، وتناقله مؤرخو مكة عن الفاسي، ومؤرخو مكة -بطبيعة الحال- ينقل بعضهم عن بعض.
أما المسموع من عامة الأشراف وأهل مكة، فهو بالتكبير، فإلى عهد قريب تسمى ذرية هذا الأمير (سادة فَلِيتة) ثم حذفوا كلمة بني تخففاً وكذلك أداة التعريف من السادة، فقالوا: (سادة فَلِيتة) أي السادة بنو فليتة. وكلمتا السادة والأشراف مترادفتان، الشريف سيّد، والسيّد شريف، فنجد السليمانيين -المتقدم ذكرهم- في المخلاف والقنفذة يدعون السادة، بل أن المجايشة، وهم من نسل أبي نمي الأول، يسمى أحدهم سيداً.
وسواء كان اسم هذا الشريف بالتكبير أو بالتصغير، فإنه اسم علم لا نبزاً ولقباً. والاسم لا يشين الإنسان ولا يزينه، بل الإنسان هو الذي يزين الاسم أو يشينه بأفعاله، ولعل أفعال هذا الأمير الحسان هي التي جعلته يعطي اسمه لذريته.
فإنك -مثلاً- في اليمن عندما تقول: الأهدل، أو الأكوع، أو الحبشي، تقابل هذه الأسماء بالتجلة والاحترام، رغم أنها ألقاب ربما كان من أطلقت عليهم كانوا يتبرمون بها، ولكن ذراريهم جعلت منها رموزاً لها رنين كرنين الذهب.
ولا على إخواننا الهواشم، بعد هذا المجد المؤثل، أن يتسموا بأي اسم فإنهم سيزينونه ويجعلون له من فعالهم حلية وبهاء.
11- الشريف هاشم بن فليتة ( -549 أو 551 هـ/ - 1154 أو 1156 م):
ترجمة الفاسي فقال([102]):
هاشم بن فُليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر.. الخ النسب المتقدم المعروف.
أمير مكة. أظنه ولي إمرة مكة بضعاً وعشرين سنة، لأنه ولي بعد وفاة أبيه في شعبان سنة (527هـ)، حتى مات سنة (549هـ) كما هو مقتضى كلام ابن خلكان، وقيل إنه توفي وقت العصر من يوم الثلاثاء حادي عشر المحرم، سنة (551هـ) ودفن ليلة الأربعاء الثاني عشر من المحرم، وقد بقي من الليل ثلثه، وولي بعده الأمير قاسم (ابنه).
فكان بين هاشم بن فُليتة هذا وبين الأمير نظر الخادم، أمير الحج العراق فتنة، فنهب أصحاب هاشم الحجاج، وهم في المسجد الحرام يطوفون ويصلون، وذلك في سنة (539هـ) وكان في ولايته على مكة، وقعة بعُسفان ذكرها ابن البرهان (الطري)، وذكر أنها كانت يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة (527هـ). قال: وانهزم عبد الله وعسكره، وما عرفت عبد الله هذا، وأتوهم أنه قريب لهاشم بن فليتة، وما عرفت سبب هذه الفتنة أيضاً.
قلت: هذه الوقعة في سنة وفاة أبيه الذي توفي كما تقدم في شعبان من هذه السنة، أي في أول سنة بل في الشهور الأولى لولاية هاشم، فيظهر أن سببها التنازع على الولاية، ولعل عبد الله هذا هو أخوه عبد الله بن فليتة المتقدم ذكره، يعضد هذا الرأي أن الطبري اكتفى باسمه لشهرته وقربه من الأمير، والله أعلم، أما ابن فهد فيورد ما تقدم ويكتفي به([103]).
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر