نسبة إلى جدهم موسى، المذكور في أول ترجمة بعد هذا.
وهذه الأسرة حكمت الحجاز وأجزاء من الشام ودامت نحو خمس وتسعين سنة فقط (358 - 453 هـ/698 - 1061 م) وإليك ذكر أمرائهم.
* * *
1- الشريف جعفر بن محمد
قام سنة (358 هـ/968م):
هو جعفر بن محمد بن الحسين، وقيل: جعفر بن الحسين بن محمد الثائر ابن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجَوْن بن عبد الله المَحْض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما.
كذا ذكره الدحلان في (خلاصة الكلام)([1])، ثم قال: تغلب جعفر المذكور على مكة زمن الإخشيد، قبل أن يملك العُبيديون (الفاطميون) مصر، بعد موت كافور، وكان موت كافور سنة ثلاثمائة وست وخمسين، وتغلب جعفر سنة (358هـ)، وقيل سنة ست وخمسين، وقيل ثلاثمائة وستين، ثم ذكر أسباباً، ولم يذكر نهاية ولايته، إنما قال: ولما توفي جعفر المذكور تلوى ابنه (عيسى بن جعفر) ودامت ولايته إلى سنة ثلاثمائة وأربع وثمانين (384هـ). ولم يذكر بداية ولاية عيسى ليستدل بها على نهاية ولاية أبيه، ولم يذكر ولادة أحد منهما ولا وفاة جعفر، كما ألمحنا.
وذكره تقي الدين الفاسي، فقال: جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد، وبقية النسب كما تقدم، إلاّ أن الفاسي حذف الألقاب، كالثائر والثاني والجَوْن، الخ...
ثم قال: أمير مكة، كذا نسبه ابن حزم في الجمهرة([2])، وقال -أي ابن حزم-: إنه غلب على مكة في أيام الإخشيدية، وولده إلى اليوم - في عهد ابن حزم- ولاة مكة، منهم عيسى ابن جعفر المذكور، لا عقب له، وأبو الفتوح الحسن بن جعفر المذكور، وشكر بن أبي الفتوح، وقد انقرض عقب جعفر المذكور، لأن أبا الفتوح لم يكن له ولد إلاّ شكر، ومات شُكر ولم يولد له قط.
وذكر شيخنا ابن خلدون -الكلام للفاسي- في تأريخه، في نسب جعفر والد عيسى وأبي الفتوح، ما يخالف ما ذكره ابن حزم، لأنه لما نسبه قال: هو جعفر بن أبي هاشم الحسن بن محمد بن سليمان بن داود، وذكر أن محمد بن سليمان، جد جعفر، قام بمكة سنة إحدى وثلاثمائة([3])، وخطب في موسمهما لنفسه بالإمامة ودعا لنفسه، وخلع المقتدر العباسي.
وذكر أن محمد بن سليمان هذا من ولد محمد ابن سليمان الذي دعا لنفسه بالمدينة، أيام المأمون([4]) وتسمى بالناهض، وذكر أن سليمان والد محمد بن سليمان الذي تسمى بالناهض هو سليمان بن داود بن عبد الله بن الحسن([5]) بن علي بن أبي طالب. آخر ما روى الفاسي([6]).
ولم يذكره ابن فهد، تلميذ الفاسي، لم يذكره باسمه، إنما قال: سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة فيها خُطب بالحرمين واليمن للمعزِّ أبي تميم معد بن المنصور العبيدي (الفاطمي) صاحب مصر، وبطلت الخطبة لبني العباس([7]).
وهذا وإن لم يكن تصريحاً بقيام جعفر إلاّ أنه تلميحاً لذلك، وابن فهد هو تلميذ الفاسي، ويستغرب أن يسكت عن من ذكره شيخه.
ولكن ابنه، العز بن فهد، ذكره نقلاً عن العقد الثمين، فقال: جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد، كما تقدم عند الفاسي، ثم قال عن الفاسي أيضاً: وذكر شيخنا ابن خلدون أن جعفر والد عيسى وأبي الفتوح سار إلى المدينة فملكها، وخطب للمعز العُبيدي لما سمع تملكه بمصر، فأرسل إليه (العُبَيدي) بالولاية([8]).
أما العصامي صاحب (سمط النجوم العوالي) فقد قال:... فمذ ملك مصر -أي المعز- بادر جعفر بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود، وكان بالمدينة، فملك مكة ودعا للمعز، فكتب له بالولاية([9]). ولعل في هذا وهماً من العصامي يرحمه الله.
إلاّ أنه لم يختلف عمن سبقه في أن عيسى ولي الأمر بعد أبيه إلى أن توفي سنة (384هـ) ثم ولي الأمر بعده أخوه أبو الفتوح بن جعفر.
ونرى أن المرجح في نسبه هو: جعفر بن محمد بن الحسن، وبقية النسب كما تقدم في أول البحث. وهو أول مؤسس للشرافة في مكة كما قدمنا، وليس هو من كبار الأشراف المصنف هذا البحث من أجلهم ولكن له شرف الريادة والتأسيس، ولذا كان الافتتاح به أليق، وقد بقيت الشرافة بعده في ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما نحو من ألف سنة إلا قليلاً. فهو من الأشراف الحسنيين كأبي العباس في العباسيين.
وبالإجمال فأخباره قليلة، ومؤرخوه ينقل بعضهم عن بعض، وشذ فيه العصامي، كما رأيت، بما لم يأت به غيره.
وقد خلف ولدين هما: عيسى وأبا الفتوح، الذي سيأتي بعد ها، إن شاء الله. ويلاحظ أن جعفر هذا هو مؤسس الطبقة الموسوية، نسبة إلى جده موسى، كذا قال الدحلان في خلاصة الكلام، ثم قال: وهم أول من ملكها من الأشراف الحسنيين، أي أنها الطبقة الأولى.
بينما عده العصامي من السليمانيين، والصواب ما قاله الدحلان، إذ أن طبقة السليمانيين جاءت بعد طبقة الموسويين كما سترى في البحوث المقبلة، إن شاء الله، بعد أن نذكر انقراض هذه الطبقة الموسوية بوفاة الشريف شكر.
2- الشريف عيسى بن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى، وبقية النسب كما تقدم في أخبار أبيه، في البحث السابق ( -384 هـ/994 - م):
ولي مكة بعد أبيه، ولم أر من أرخ وفاة أبيه وهي السنة التي ولي فيها عيسى الشرافة، ولكن مؤرخيه يؤرخون وفاته بسنة أربع وثمانين وثلاث مائة، أي أن ولايته وولاية أبيه عن سنة (358 -384هـ) = 26 سنة، ثم ولي بعده أخوه أبو الفتوح الآتي خبره.
قال الفاسي([10]): جاءت جيوش العزيز صاحب مصر، مكة والمدينة، سنة (366هـ). وضيَّقوا عليهم (أي على أهل الحجاز) وذلك بسبب الخطبة، ولا زالوا محاصرينهم، حتى خُطِب للعزيز بمكة، وأميرها إذ ذاك عيسى بن جعفر، والمدينة، وأميرها إذ ذاك طاهر بن مسلم... الخ. ودامت ولايته على مكة إلى سنة (384هـ) على ما ذكر ابن خلدون. وذكر ابن حزم في الجمهرة ما يُفهم أنه ولي مكة بالجملة... الخ.
ولم يذكر ابن فهد عيسى هذا سنة (384هـ) ولا قبلها، رغم أنه تلميذ التقي الفاسي، وإنما ذكر ولاية أخيه أبي الفتوح في هذه السنة، أي بعد وفاته (وفاة عيسى).
أما ابنه العز بن فهد فقد نقل ما تقدم عن الفاسي مختصراً([11]).
أما العصامي، فيقول... -عن حوادث 360-: ثم وقعت الفتنة بين بني الحسن، أهل مكة وبني الحسين، أهل المدينة، وزحف أهل المدينة مع أمير المعز لدين الله العُبيدي (الفاطمي) صاحب مصر، ليقيموا له الخطبة بمكة، فجاءت القرامطة مدداً لبني حسن بمكة، فانهزم أهل المدينة، ثم وقعت الفتنة بين بني الحسن، وبنـي جعفر([12])، وحصلت بينهم دماء، وبعث المعز العُبيدي من أصلح بينهم وتحمل ديات القتلى الفاضلة من مال المعز، فمذ ملك مصر بادر جعفر بن الحسن بن سليمان بن داود([13])، وكان بالمدينة، فملك مكة ودعا للمعز العبيدي فكتب له بالولاية. وأقول: انفرد العصامي رحمه الله بنسبة بني جعفر هؤلاء إلى سليمان ابن داود، ولذا فهو قد بوب لهم باسم (السليمانيين) بينما أجمع مؤرخو الأشراف على نسبتم إلى موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجَوْن، وسموهم طبقة الأشراف الموسوية، وجعلوا طبقة الأشراف السليمانيين بعدهم ثم الهواشم ثم بني قتادة، وكل ذبك سيتبع إن شاء الله، ثم يقول: ثم مات جعفر بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود فوليها بعده ابنه عيسى، وساق النسب الذي علقنا عليه آنفاً.
ووافق من تقدمه بأنه سنة (384هـ) مات عيسى المذكور وخلفه أخوه أبو الفتوح.
وعيسى أخباره قليلة كأبيه، وهذا دأب المؤرخين في كل عهد يحدث فجأة.
3- الشريف أبو الفتوح:
( -430 هـ/ - 1038 م):
الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسن، وبقية النسب تقدمت في ترجمة أبيه([14])، سلطان الحجاز وموحده، المبايع بالخلافة، يعتبر المؤسس الحقيقي للشرافة في مكة.
قال شيخ مؤرخي مكة، تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاس -نسبة إلى فاس في المغرب- المكي (775 - 832هـ): الحسن ابن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني المكي، أبو الفتوح([15]).
أمير مكة، وليها بعد أخيه عيسى، في سنة (384هـ) ودامت ولايته عليها ستاًَ وأربعين سنة. وذكر جماعة من المؤرخين: أن أبا الفتوح هذا خرج عن طاعة الحاكم العُبيدي، ودعا إلى نفسه، وخُطِب له بالخلافة، وتلقب بالراشد، وسبب ذلك: أن الحاكم قَتل الوزير أبا القاسم المعروف بابن المغربي، فهرب أبو القاسم وقصد آل الجراح الطائي بالرملة، ولزم حسان بن مُفَرِّج، فأجاره ومنع الطلب عنه، وف ذلك يقول أبو القاسم:
فإنِّي أتيتُ ابنَ الكريم مَفَرِّجٍ
فأطلق من أَسْرِ المهموم عقالي
وحمل الوزير أبو القاسم آل الجرَّاح على مباينة الحاكم([16])، وكان الحاكم قد ولّى مملوك أبيه (يازُخْتكين) الرملة بعد هروب الوزير أبي القاسم إليها، وسيَّر معه جيشاً، وجعه عليهم، ولما بلغ ذلك الوزير، حسَّن لحسان بن مفرج قتاله، فأغار عليه (فهزمه) وذبحه صبراً بين يديه.
فعند ذلك قال الوزير لحسّان: الآن قد قطعت ما بينك وبين الحاكم، ولم يبق لصلحك من موضع، ولا لك إلى الرجوع إلى طاعته مكان. وهذا أبو الفتوح أمير مكة والحجاز، في بيته وفضله وكرمه بمكان رفيع، تنصِّبه إماماً، وتقوم معه على الحاكم، فأمر حسان أبا القاسم بالتوجه إليه، فلما وصل إليه أطمعه في الرئاسة والخلافة، وضمن له الوفاء بما بذله حسّان بن المفّرج من الطاعة، ثم سار أبو الفتوح، وأبو القاسم قاصدين آل الجراح، ومعه -أي أبو الفتوح- نحو ألف فارس من بني حسن([17])، ونحو ألف عبد من قوَّاده([18])، فلما قرب الرملة، تلقاه حسان وأبوه مفرج وسائر وجوه العرب، وقبلوا الأرض بين يديه، ونزل في دارهم، وخطب له على منبر الرملة الخطيب ابن نُباتة.
ولما بلغ ذلك الحاكم اشتد عليه وقلق وعلم أن أبا الفتوح أهل لما أُهل له من الخلافة، فعدل عن الحرب إلى الخدعة، وعلم أن آل الجراح بينهم اختلاف في الرئاسة، فأرسل إليهم الأموال إلى الصغير والكبير والعظيم والحقير، وبعث إلى حسان بخمسين ألف دينار، وكتب إليه يغالطه في أمر (يارتكين) ويسهله، فأصبح أبو الفتوح وقد عرف تغير نياتهم، فقال للوزير أبي القاسم: أغويتني وأخرجتني إلى هؤلاء القوم الغدارين، فيجب عليك أن تخلصني وتسهل سبيلي إلى الحجاز، ومتى لم تفعل اضطررت إلى أن أركب فرسي، وأركب التغرير في طلب النجاة. وطال الأمر على أبي الفتوح، فركب فرسه إلى المفرّج والد حسان سراً، وقال له: إني فارقت نعمتي، وكاشفت مقامكم، ولي في عنقك مواثيق وأنت أحق من وَفَّى، لمكانك من قومك ورئاستهم، وأن خير ما ورّثه الإنسان ولده، ما يكون له الحمد والشكر وحسن الذكر، وأرى حساناً ولدك قد أصلح نفسه مع الحاكم، واتبعه أكثر أصحابه، وما أريد إلاّ العود إلى الوطن. فوعده المفرج السلامة، وركب معه وسيره إلى وادي القُرَى([19])، فتلقاه أصحابه.
يقول التقي: وذكر صاحب (الدول المنقطعة): هذه القضية، وفيها مخالفة لما سبق ذكره، مع زيادة وفوائد -فيذكر ما لم يختلف عما سبق- حتى يقول: فأظهر ذلك، أي أبو الفتوح ودعوته الخلافة، وبايعه أهل الحرمين، وفارقه الوزير بمكة وسار إلى الرملة، فاجتمع بـمفرج بن دغفل بن الـجراح الطائي، وبنيه حسان ومحمود وعلي، وبايعهم لأبي الفتوح -أي على الخلافة- ولما تقرر ذلك طلع على المنبر يوم الجمعة وخطب الناس، فقال: أول ما استفتح به في تحريض الناس على خلع الحاكم، أن قرأ وهو يشير إليهم:
(( طسم . تلك آيات الكتاب المبين . نتلو عليك من نبأ موسى و فرعون بالحق لقوم يؤمنون . إن فرعون علا في الأرض و جعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم و يستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين . و نريد أن نمن على الذين استضعفوا و نجعلهم أئمة ونجعلهم الوراثين . ونمكن لهم في الأرض و نري فرعون و هامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ))
و لما فرغ من أخذ البيعة -أي الوزير- على آل الجراح، عاد إلى مكة وحمل أبا الفتوح على السير معه إلى الرملة، فسار فيمن معه من الأعراب([20]) فتلقاه مفِّرج وأولاده، وترجلوا له، وقبلوا الأرض، ومشوا في ركابه. ودخل الرملة وتغلب على أكثر بلاد الشام، فبعث الحاكم إليهم جيوشه مع مملوك أبيه (ياروخ تكين)، فحمل الوزير أبو القاسم حسان بن مفرج على أن اعترضه عند فج (داروم)، وواقعه وأسره، ونقله إلى الرملة أسيراً وانتهبه، وسمع غناء جواريه وحظاياه وهو مقيّد معه في مجلسه، وارتكب -أي حسان- منه فواحش عظيمة([21])، ثم قتله صبراً بين يديه. وبقي الشام أُكلة لبني الجراح، ولم يمكن الحاكم أخذه إلا بالملاطفة. ثم ذكر ما تقدم من إرشاء الحاكم آل الجراح وقنوع أبي الفتوح من الغنيمة بالإياب. ثم يقول الفاسي: وفي هذا الخبر مخالفة للخبر الأول من أوجه.
ثم يورد أقوالاً للذهبي يرحمه الله، لا تخرج عما تقدم، إلاّ قوله: إن هذه الحادثة كانت سنة (381هـ)، ولا أرى ذلك لإجماع مؤرخي مكة على أن عيسى بن جعفر توفي سنة (384هـ) فخلفه أخوه حسن أبو الفتوح. وكذلك وَهَّمَ الفاسي هذا الرأي، وقال: إن الحاكم لم يكن إذ ذاك (381هـ) خليفة، وإنما كان خليفة على مصر أبوه العزيز، وبعده ولي الخلافة (الحاكم) في سنة (386هـ).
وذكر سبط ابن الجوزي في (المرآة) وغيره من المؤرخين، إنها -أي خلافة أبي الفتوح- في سنة إحدى وأربع مائة.
وعليه يدل كلام ابن أبي المنصور في كتابه «الدول المنقطعة».
ورأيت -قال التقي- في تأريخ شيخنا ابن الفرات: إن عصيان أبي الفتوح على الحاكم كان سنة (402هـ)، وأن فيها قتل الحاكم أحمد بن أبي العلاء، مولى أبي الفتوح أمير مكة، لأنه كان يستوشي أخباره وينقلها إلى مولاه، وكان مولاه أقامه لذلك، وأقر عليه بذلك عطار. ثم ينقل شيخ مؤرخي مكة التقي عن بيبرس الداودار: أن عصيان أبي الفتوح كان في سنة (405هـ)، وذكر النويري أنها في سنة (403هـ).
وذكر ابن خلدون: أن آل الجراح قبضوا على أبي الفتوح وأسلموه إلى الحاكم، وأنه راجع الطاعة فعفى عنه، واستغرب الفاسيُّ هذا الخبر، ورأوه كذلك. وذكر ابن خلدون: أن أبا الفتوح سار إلى المدينة النبوية وأزال عنها إمرة بني مهنا (الحُسَينيين) وذلك سنة (390هـ) بأمر الحاكم ثم رجع إلى مكة وعظم شأنه.
وهذه الأسرة حكمت الحجاز وأجزاء من الشام ودامت نحو خمس وتسعين سنة فقط (358 - 453 هـ/698 - 1061 م) وإليك ذكر أمرائهم.
* * *
1- الشريف جعفر بن محمد
قام سنة (358 هـ/968م):
هو جعفر بن محمد بن الحسين، وقيل: جعفر بن الحسين بن محمد الثائر ابن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجَوْن بن عبد الله المَحْض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما.
كذا ذكره الدحلان في (خلاصة الكلام)([1])، ثم قال: تغلب جعفر المذكور على مكة زمن الإخشيد، قبل أن يملك العُبيديون (الفاطميون) مصر، بعد موت كافور، وكان موت كافور سنة ثلاثمائة وست وخمسين، وتغلب جعفر سنة (358هـ)، وقيل سنة ست وخمسين، وقيل ثلاثمائة وستين، ثم ذكر أسباباً، ولم يذكر نهاية ولايته، إنما قال: ولما توفي جعفر المذكور تلوى ابنه (عيسى بن جعفر) ودامت ولايته إلى سنة ثلاثمائة وأربع وثمانين (384هـ). ولم يذكر بداية ولاية عيسى ليستدل بها على نهاية ولاية أبيه، ولم يذكر ولادة أحد منهما ولا وفاة جعفر، كما ألمحنا.
وذكره تقي الدين الفاسي، فقال: جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد، وبقية النسب كما تقدم، إلاّ أن الفاسي حذف الألقاب، كالثائر والثاني والجَوْن، الخ...
ثم قال: أمير مكة، كذا نسبه ابن حزم في الجمهرة([2])، وقال -أي ابن حزم-: إنه غلب على مكة في أيام الإخشيدية، وولده إلى اليوم - في عهد ابن حزم- ولاة مكة، منهم عيسى ابن جعفر المذكور، لا عقب له، وأبو الفتوح الحسن بن جعفر المذكور، وشكر بن أبي الفتوح، وقد انقرض عقب جعفر المذكور، لأن أبا الفتوح لم يكن له ولد إلاّ شكر، ومات شُكر ولم يولد له قط.
وذكر شيخنا ابن خلدون -الكلام للفاسي- في تأريخه، في نسب جعفر والد عيسى وأبي الفتوح، ما يخالف ما ذكره ابن حزم، لأنه لما نسبه قال: هو جعفر بن أبي هاشم الحسن بن محمد بن سليمان بن داود، وذكر أن محمد بن سليمان، جد جعفر، قام بمكة سنة إحدى وثلاثمائة([3])، وخطب في موسمهما لنفسه بالإمامة ودعا لنفسه، وخلع المقتدر العباسي.
وذكر أن محمد بن سليمان هذا من ولد محمد ابن سليمان الذي دعا لنفسه بالمدينة، أيام المأمون([4]) وتسمى بالناهض، وذكر أن سليمان والد محمد بن سليمان الذي تسمى بالناهض هو سليمان بن داود بن عبد الله بن الحسن([5]) بن علي بن أبي طالب. آخر ما روى الفاسي([6]).
ولم يذكره ابن فهد، تلميذ الفاسي، لم يذكره باسمه، إنما قال: سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة فيها خُطب بالحرمين واليمن للمعزِّ أبي تميم معد بن المنصور العبيدي (الفاطمي) صاحب مصر، وبطلت الخطبة لبني العباس([7]).
وهذا وإن لم يكن تصريحاً بقيام جعفر إلاّ أنه تلميحاً لذلك، وابن فهد هو تلميذ الفاسي، ويستغرب أن يسكت عن من ذكره شيخه.
ولكن ابنه، العز بن فهد، ذكره نقلاً عن العقد الثمين، فقال: جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد، كما تقدم عند الفاسي، ثم قال عن الفاسي أيضاً: وذكر شيخنا ابن خلدون أن جعفر والد عيسى وأبي الفتوح سار إلى المدينة فملكها، وخطب للمعز العُبيدي لما سمع تملكه بمصر، فأرسل إليه (العُبَيدي) بالولاية([8]).
أما العصامي صاحب (سمط النجوم العوالي) فقد قال:... فمذ ملك مصر -أي المعز- بادر جعفر بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود، وكان بالمدينة، فملك مكة ودعا للمعز، فكتب له بالولاية([9]). ولعل في هذا وهماً من العصامي يرحمه الله.
إلاّ أنه لم يختلف عمن سبقه في أن عيسى ولي الأمر بعد أبيه إلى أن توفي سنة (384هـ) ثم ولي الأمر بعده أخوه أبو الفتوح بن جعفر.
ونرى أن المرجح في نسبه هو: جعفر بن محمد بن الحسن، وبقية النسب كما تقدم في أول البحث. وهو أول مؤسس للشرافة في مكة كما قدمنا، وليس هو من كبار الأشراف المصنف هذا البحث من أجلهم ولكن له شرف الريادة والتأسيس، ولذا كان الافتتاح به أليق، وقد بقيت الشرافة بعده في ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما نحو من ألف سنة إلا قليلاً. فهو من الأشراف الحسنيين كأبي العباس في العباسيين.
وبالإجمال فأخباره قليلة، ومؤرخوه ينقل بعضهم عن بعض، وشذ فيه العصامي، كما رأيت، بما لم يأت به غيره.
وقد خلف ولدين هما: عيسى وأبا الفتوح، الذي سيأتي بعد ها، إن شاء الله. ويلاحظ أن جعفر هذا هو مؤسس الطبقة الموسوية، نسبة إلى جده موسى، كذا قال الدحلان في خلاصة الكلام، ثم قال: وهم أول من ملكها من الأشراف الحسنيين، أي أنها الطبقة الأولى.
بينما عده العصامي من السليمانيين، والصواب ما قاله الدحلان، إذ أن طبقة السليمانيين جاءت بعد طبقة الموسويين كما سترى في البحوث المقبلة، إن شاء الله، بعد أن نذكر انقراض هذه الطبقة الموسوية بوفاة الشريف شكر.
2- الشريف عيسى بن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى، وبقية النسب كما تقدم في أخبار أبيه، في البحث السابق ( -384 هـ/994 - م):
ولي مكة بعد أبيه، ولم أر من أرخ وفاة أبيه وهي السنة التي ولي فيها عيسى الشرافة، ولكن مؤرخيه يؤرخون وفاته بسنة أربع وثمانين وثلاث مائة، أي أن ولايته وولاية أبيه عن سنة (358 -384هـ) = 26 سنة، ثم ولي بعده أخوه أبو الفتوح الآتي خبره.
قال الفاسي([10]): جاءت جيوش العزيز صاحب مصر، مكة والمدينة، سنة (366هـ). وضيَّقوا عليهم (أي على أهل الحجاز) وذلك بسبب الخطبة، ولا زالوا محاصرينهم، حتى خُطِب للعزيز بمكة، وأميرها إذ ذاك عيسى بن جعفر، والمدينة، وأميرها إذ ذاك طاهر بن مسلم... الخ. ودامت ولايته على مكة إلى سنة (384هـ) على ما ذكر ابن خلدون. وذكر ابن حزم في الجمهرة ما يُفهم أنه ولي مكة بالجملة... الخ.
ولم يذكر ابن فهد عيسى هذا سنة (384هـ) ولا قبلها، رغم أنه تلميذ التقي الفاسي، وإنما ذكر ولاية أخيه أبي الفتوح في هذه السنة، أي بعد وفاته (وفاة عيسى).
أما ابنه العز بن فهد فقد نقل ما تقدم عن الفاسي مختصراً([11]).
أما العصامي، فيقول... -عن حوادث 360-: ثم وقعت الفتنة بين بني الحسن، أهل مكة وبني الحسين، أهل المدينة، وزحف أهل المدينة مع أمير المعز لدين الله العُبيدي (الفاطمي) صاحب مصر، ليقيموا له الخطبة بمكة، فجاءت القرامطة مدداً لبني حسن بمكة، فانهزم أهل المدينة، ثم وقعت الفتنة بين بني الحسن، وبنـي جعفر([12])، وحصلت بينهم دماء، وبعث المعز العُبيدي من أصلح بينهم وتحمل ديات القتلى الفاضلة من مال المعز، فمذ ملك مصر بادر جعفر بن الحسن بن سليمان بن داود([13])، وكان بالمدينة، فملك مكة ودعا للمعز العبيدي فكتب له بالولاية. وأقول: انفرد العصامي رحمه الله بنسبة بني جعفر هؤلاء إلى سليمان ابن داود، ولذا فهو قد بوب لهم باسم (السليمانيين) بينما أجمع مؤرخو الأشراف على نسبتم إلى موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجَوْن، وسموهم طبقة الأشراف الموسوية، وجعلوا طبقة الأشراف السليمانيين بعدهم ثم الهواشم ثم بني قتادة، وكل ذبك سيتبع إن شاء الله، ثم يقول: ثم مات جعفر بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود فوليها بعده ابنه عيسى، وساق النسب الذي علقنا عليه آنفاً.
ووافق من تقدمه بأنه سنة (384هـ) مات عيسى المذكور وخلفه أخوه أبو الفتوح.
وعيسى أخباره قليلة كأبيه، وهذا دأب المؤرخين في كل عهد يحدث فجأة.
3- الشريف أبو الفتوح:
( -430 هـ/ - 1038 م):
الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسن، وبقية النسب تقدمت في ترجمة أبيه([14])، سلطان الحجاز وموحده، المبايع بالخلافة، يعتبر المؤسس الحقيقي للشرافة في مكة.
قال شيخ مؤرخي مكة، تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاس -نسبة إلى فاس في المغرب- المكي (775 - 832هـ): الحسن ابن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني المكي، أبو الفتوح([15]).
أمير مكة، وليها بعد أخيه عيسى، في سنة (384هـ) ودامت ولايته عليها ستاًَ وأربعين سنة. وذكر جماعة من المؤرخين: أن أبا الفتوح هذا خرج عن طاعة الحاكم العُبيدي، ودعا إلى نفسه، وخُطِب له بالخلافة، وتلقب بالراشد، وسبب ذلك: أن الحاكم قَتل الوزير أبا القاسم المعروف بابن المغربي، فهرب أبو القاسم وقصد آل الجراح الطائي بالرملة، ولزم حسان بن مُفَرِّج، فأجاره ومنع الطلب عنه، وف ذلك يقول أبو القاسم:
فإنِّي أتيتُ ابنَ الكريم مَفَرِّجٍ
فأطلق من أَسْرِ المهموم عقالي
وحمل الوزير أبو القاسم آل الجرَّاح على مباينة الحاكم([16])، وكان الحاكم قد ولّى مملوك أبيه (يازُخْتكين) الرملة بعد هروب الوزير أبي القاسم إليها، وسيَّر معه جيشاً، وجعه عليهم، ولما بلغ ذلك الوزير، حسَّن لحسان بن مفرج قتاله، فأغار عليه (فهزمه) وذبحه صبراً بين يديه.
فعند ذلك قال الوزير لحسّان: الآن قد قطعت ما بينك وبين الحاكم، ولم يبق لصلحك من موضع، ولا لك إلى الرجوع إلى طاعته مكان. وهذا أبو الفتوح أمير مكة والحجاز، في بيته وفضله وكرمه بمكان رفيع، تنصِّبه إماماً، وتقوم معه على الحاكم، فأمر حسان أبا القاسم بالتوجه إليه، فلما وصل إليه أطمعه في الرئاسة والخلافة، وضمن له الوفاء بما بذله حسّان بن المفّرج من الطاعة، ثم سار أبو الفتوح، وأبو القاسم قاصدين آل الجراح، ومعه -أي أبو الفتوح- نحو ألف فارس من بني حسن([17])، ونحو ألف عبد من قوَّاده([18])، فلما قرب الرملة، تلقاه حسان وأبوه مفرج وسائر وجوه العرب، وقبلوا الأرض بين يديه، ونزل في دارهم، وخطب له على منبر الرملة الخطيب ابن نُباتة.
ولما بلغ ذلك الحاكم اشتد عليه وقلق وعلم أن أبا الفتوح أهل لما أُهل له من الخلافة، فعدل عن الحرب إلى الخدعة، وعلم أن آل الجراح بينهم اختلاف في الرئاسة، فأرسل إليهم الأموال إلى الصغير والكبير والعظيم والحقير، وبعث إلى حسان بخمسين ألف دينار، وكتب إليه يغالطه في أمر (يارتكين) ويسهله، فأصبح أبو الفتوح وقد عرف تغير نياتهم، فقال للوزير أبي القاسم: أغويتني وأخرجتني إلى هؤلاء القوم الغدارين، فيجب عليك أن تخلصني وتسهل سبيلي إلى الحجاز، ومتى لم تفعل اضطررت إلى أن أركب فرسي، وأركب التغرير في طلب النجاة. وطال الأمر على أبي الفتوح، فركب فرسه إلى المفرّج والد حسان سراً، وقال له: إني فارقت نعمتي، وكاشفت مقامكم، ولي في عنقك مواثيق وأنت أحق من وَفَّى، لمكانك من قومك ورئاستهم، وأن خير ما ورّثه الإنسان ولده، ما يكون له الحمد والشكر وحسن الذكر، وأرى حساناً ولدك قد أصلح نفسه مع الحاكم، واتبعه أكثر أصحابه، وما أريد إلاّ العود إلى الوطن. فوعده المفرج السلامة، وركب معه وسيره إلى وادي القُرَى([19])، فتلقاه أصحابه.
يقول التقي: وذكر صاحب (الدول المنقطعة): هذه القضية، وفيها مخالفة لما سبق ذكره، مع زيادة وفوائد -فيذكر ما لم يختلف عما سبق- حتى يقول: فأظهر ذلك، أي أبو الفتوح ودعوته الخلافة، وبايعه أهل الحرمين، وفارقه الوزير بمكة وسار إلى الرملة، فاجتمع بـمفرج بن دغفل بن الـجراح الطائي، وبنيه حسان ومحمود وعلي، وبايعهم لأبي الفتوح -أي على الخلافة- ولما تقرر ذلك طلع على المنبر يوم الجمعة وخطب الناس، فقال: أول ما استفتح به في تحريض الناس على خلع الحاكم، أن قرأ وهو يشير إليهم:
(( طسم . تلك آيات الكتاب المبين . نتلو عليك من نبأ موسى و فرعون بالحق لقوم يؤمنون . إن فرعون علا في الأرض و جعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم و يستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين . و نريد أن نمن على الذين استضعفوا و نجعلهم أئمة ونجعلهم الوراثين . ونمكن لهم في الأرض و نري فرعون و هامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ))
و لما فرغ من أخذ البيعة -أي الوزير- على آل الجراح، عاد إلى مكة وحمل أبا الفتوح على السير معه إلى الرملة، فسار فيمن معه من الأعراب([20]) فتلقاه مفِّرج وأولاده، وترجلوا له، وقبلوا الأرض، ومشوا في ركابه. ودخل الرملة وتغلب على أكثر بلاد الشام، فبعث الحاكم إليهم جيوشه مع مملوك أبيه (ياروخ تكين)، فحمل الوزير أبو القاسم حسان بن مفرج على أن اعترضه عند فج (داروم)، وواقعه وأسره، ونقله إلى الرملة أسيراً وانتهبه، وسمع غناء جواريه وحظاياه وهو مقيّد معه في مجلسه، وارتكب -أي حسان- منه فواحش عظيمة([21])، ثم قتله صبراً بين يديه. وبقي الشام أُكلة لبني الجراح، ولم يمكن الحاكم أخذه إلا بالملاطفة. ثم ذكر ما تقدم من إرشاء الحاكم آل الجراح وقنوع أبي الفتوح من الغنيمة بالإياب. ثم يقول الفاسي: وفي هذا الخبر مخالفة للخبر الأول من أوجه.
ثم يورد أقوالاً للذهبي يرحمه الله، لا تخرج عما تقدم، إلاّ قوله: إن هذه الحادثة كانت سنة (381هـ)، ولا أرى ذلك لإجماع مؤرخي مكة على أن عيسى بن جعفر توفي سنة (384هـ) فخلفه أخوه حسن أبو الفتوح. وكذلك وَهَّمَ الفاسي هذا الرأي، وقال: إن الحاكم لم يكن إذ ذاك (381هـ) خليفة، وإنما كان خليفة على مصر أبوه العزيز، وبعده ولي الخلافة (الحاكم) في سنة (386هـ).
وذكر سبط ابن الجوزي في (المرآة) وغيره من المؤرخين، إنها -أي خلافة أبي الفتوح- في سنة إحدى وأربع مائة.
وعليه يدل كلام ابن أبي المنصور في كتابه «الدول المنقطعة».
ورأيت -قال التقي- في تأريخ شيخنا ابن الفرات: إن عصيان أبي الفتوح على الحاكم كان سنة (402هـ)، وأن فيها قتل الحاكم أحمد بن أبي العلاء، مولى أبي الفتوح أمير مكة، لأنه كان يستوشي أخباره وينقلها إلى مولاه، وكان مولاه أقامه لذلك، وأقر عليه بذلك عطار. ثم ينقل شيخ مؤرخي مكة التقي عن بيبرس الداودار: أن عصيان أبي الفتوح كان في سنة (405هـ)، وذكر النويري أنها في سنة (403هـ).
وذكر ابن خلدون: أن آل الجراح قبضوا على أبي الفتوح وأسلموه إلى الحاكم، وأنه راجع الطاعة فعفى عنه، واستغرب الفاسيُّ هذا الخبر، ورأوه كذلك. وذكر ابن خلدون: أن أبا الفتوح سار إلى المدينة النبوية وأزال عنها إمرة بني مهنا (الحُسَينيين) وذلك سنة (390هـ) بأمر الحاكم ثم رجع إلى مكة وعظم شأنه.
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر