أوقاف السادات الرضويين في مشهد ( 1 )
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين ، و الصلاة والسلام على المرسول رحمة للعالمين ، وبعد : فهذا مقال نفيس يتحدث عن " أوقاف السادة الرضوية في مشهد " ، وهو منشور في موقع " الإمام الرضا " الشيعي ، و قد قام موقع آل البيت بنشره مع يسير تصرف في المقدمة لا يخل بالأصل ، و كذلك تم حذف العبارات التي تخدش في التوحيد كتكرار كلمة " الحرم " ، و " المقدس " ، وهي مشاهد قبورية من علامات الشرك وأهله ، ... و من أجل فوائد المقال إثبات العلاقة بين السادة الرضويين و الأوزبك السنة في " مشهد " و هو يوضح جانباً مما فعلته الدولة الصفوية بأبناء الأئمة !!
*******
لمدينة مشهد تاريخ عريق في إيران ، فهي تستمد اسمها من " مشهد علي الرضا " الذي لم يكن مبنياً في عهده ، ولم يأمر به بل تم بناؤه فيما بعد وفاته بمدة من الزمن . و هذه المدينة تقع في إقليم خراسان ، و تتميز على بقية مدن هذا الاقليم الكبير بأنها لم تتعرض لغزوات الأوزبك السنة أو تدميرهم لباقي مدن الرافضة هناك ، و من أهم أسباب ذلك العلاقة الجيدة بين السادة الرضويين الذين كانوا في مشهد مع الحكام الأوزبك السنيين .
و قد تعرضت أغلب مدن خراسان الكبرى -مثل : مرو، وبلخ، وهراة، وسمرقند، وبخارا، ونيسابور، و بيهق... و غيرها - مرّات عديدة للتخريب والدمار .
و لهذا السبب فقد أضحى التاريخ السياسيّ والاجتماعيّ لمدينة مشهد أشبه بكتاب كامل لا نقص فيه ، كما يقوله عددٌ من الشيعة المعاصرين في إيران
و من أهم معالم مشهد الأوقاف الرضوية ، وهي نسبة إلى أسرة رضوية ، تصل أملاكها إلى حدود نصف الأملاك والأراضي والمستغلاّت في مشهد وضواحيها .
متى قدم السادة الرضويّون إلى مدينة مشهد ؟
و كيف بلغوا ما بلغوا من الثروة والمكانة والمنزلة في تاريخ مشهد وخراسان ، وبخاصّة في تاريخ الآستانة الرضويّة المشهورة في كتبهم ؟
تاريخ السادة الرضويّين في مدينة مشهد
ألّف الميرزا محمّد باقر الرضوي ( المدّرس الأوّل في الآستانة الرضوية ) كتاباً سمّاه « شجرة طيبة = الشجرة الطيّبة »، ذكر فيه أنّ الجدّ الأوّل للسادة الرضويين الساكنين في مدينة مشهد ، الذين يتعلّق بهم سهم الأوقاف الخاصّة للسادة الرضويين هو : مير شمس الدين محمّد ، الذي قدم من قم إلى مدينة مشهد في عصر شاه رخ التيموريّ ( 807 ـ 850 هـ ) ، و يصل نسبه إلى الإمام الرضا عليه السّلام من خلال 19 واسطة:
فهو مير شمس الدين محمّد، بن محمود بن مير محمود، بن ميربار، بن آقا مير حسن، بن اقا مير عليّ، بن اقا مير أبو الفتوح، بن اقا مير عيسى، بن سيّد أبي محمّد، بن سيّد ( مير ) جعفر، بن سيّد عليّ، بن سيد محمّد، بن أبي عبدالله أحمد، بن أبي الحسن موسى النقيب، بن أبي علي محمّد الأعرج، بن أبي المكارم أحمد بن موسى، بن أبي جعفر موسى المبرقع، بن الإمام الجواد عليه السّلام، بن الإمام الرضا عليه السّلام . ( تعليق الموقع : و قع الكاتب الشيعي ههنا في تخليط في هذا العمود و زيادة ، فإنَّ موسى المبرقع لم يعقب إلا من ابنه أحمد ، والكاتب زاد موسى بينهما ، و هذا باطل ، و كان بقم عقب لموسى المبرقع ، و في عقبه النقابة بها ) .
و أمّا الأجداد الأوائل لمير شمس الدين محمّد ـ سوى الإمام الرضا والإمام الجواد عليهما السّلام ـ فقد عاشوا خلال القرنين الثالث والرابع في مدينة قم، وكان بعضهم نقيباً للسادات فيها، ولذلك فقد وردت تراجمتهم في كتاب « تاريخ قم »، ابتداءً من موسى المبرقع ابن الإمام الجواد عليه السّلام وانتهاءً بأبي عبدالله أحمد بن موسى النقيب ( المولود في سنة 372 هـ ) وأمّا أجداده المتأخّرون من أعقاب أبي عبدالله فصاعداً فلم يصلنا عنهم شيء لعدم وجود كتاب يؤرّخ لهم.
و قد هاجر مير شمس الدين من مدينة قم إلى مدينة مشهد فخطّ الرحال فيها، وكان يومذاك شخصيّة معروفة، والظاهر أنّه تولّى الحكم في مدينة تبريز ، ثمّ أنّ أولاده وأحفاده فاقوه في الشهرة، فوردت سِيرهم وتراجمهم في المتون التاريخيّة، وورد ـ بسببهم ـ ذِكر لترجمة مير شمس الدين محمّد بدوره .
و كان مير شمس الدين محمّد قد أنجب ولداً يُدعى مير غياث الدين عزيز، وكان ذا ثروة عريضة ومنصب رفيع، وقد تولّى في عصره نقابة السادات في مشهد ( والظاهر أنّه النقيب الوحيد للسادات الرضويين )، وحظيَ بقريحة شاعريّة، ولذلك ذكره أمير علي شير نوايي في كتابه « مجالس النفائس » بعنوان النقيب الشاعر، فقال عنه: مير غياث الدين من السادات، بل هو من نقباء مشهد، وقد تولّى النقابة عن جدارة، وكان ليّن الطبع، يحبّ المطايبة والمزاح، ويعشق الفلسفة، وكان في بَشَرته صُفرة غالبة .
عاش مير غياث الدين عزيز في سنة 932 هـ، وكان معدوداً في أصحاب الأملاك الواسعة في خراسان ومشهد، وقد أمر عبيدالله خان الأُزبكي السني ( وهو ابن أخ شيبك خان ) في غرّة شوّال لسنة 932 هـ بكتابة كتابٍ يعفي فيه مير غياث الدين عزيز وعدد آخر من السادة من دفع الضرائب، ويوصي ـ فوق ذلك ـ عمّاله بعدم النظر في أملاك المير غياث أصلاً !!
و تبعاً لما جاء في كتاب » شجرة طيّبة« فإنّ أملاك المير غياث تعدّ في زمرة أُولى الأوقاف التي جرى توقيفها على أعقابه، ثمّ أنّ أحفاده زادوا فيها بالتدريج حتّى بلغت وضعها الحالي وعُرفت بأوقاف السادة الرضويّين .
و يجدر بنا أن نذكر بأنّ ادارة الآستانة الرضويّة كانت إلى ما قبل قدوم شمس الدين محمّد إلى مشهد منحصرة في أيدي السادات الموسويّين .
و بطبيعة الحال ، لمّا كان حكّام إيران وسلاطينها إلى عصر الصفويّين لم يُوقفوا شيئاً يُذكر إلى المشهد الرضويّ ، فإنّهم لم يكونوا يتدخّلون في نصب أو عزل سَدَنة المشهد الرضويّ ، فكانت الموقوفات المحدودة التي يوقفها عامّة الناس تُدار بإشراف نقيب ـ أو نقباء ـ السادات في مشهد.
و بعد قدوم المير شمس الدين محمّد إلى مشهد صارت نقابة السادات الرضويين في يده، وفي يد أعقابه بعده، وكان للسادات الموسويّين نقابة وزعامة مماثلة للسادات الرضويين، وكانوا يتمتّعون بمقام سياسيّ ـ اجتماعي مرموق.
و تبعاً لما جاء في متون العصر التيموريّ والصفويّ ، فقد أزاح الساداتُ الرضويّون السادات الموسويّين بالتدريج عن مقامهم، فأضحوا نقباء لسادات مشهد قاطبة . و كانت علاقتهم بالأوزبك السنيين حسنة ، و هذا ما يفسر نقمة طهماسب عليهم بعد حين ، وكيف انتزع منهم الأوقاف ، و شردهم في البلاد ؟!
فحفظوا بذلك مواقعهم السياسيّة والاجتماعيّة، ويؤيّد هذا القول أنّ المير غياث الدين عزيز وعدد آخر من النقباء قد أعفاهم عبيدالله خان الاوزبكي من دفع الضرائب.
و قد تسبّبت العلاقة الطيّبة لنقباء السادات الرضويين بشيبك خان الاوزبكيّ في أن يقوم الشاه طهماسب الصفويّ ( الذي حكم منذ سنة 930 هـ إلى سنة 984 هـ ) ومن تبعه من الملوك الصفويّين في تقليص نفوذ نقباء السادات الرضويّين في مشهد، فقد عيّن الشاه طهماسب رجلاً جديداً لإدارة أملاك وموقوفات الآستانة الرضويّة ، (( تعليق الموقع : يأخذها من أولاد الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم ..فأين حب الأئمة عليهم السلام ؟! ))
و قام طهماسب الصفوي بتقسيم الموقوفات إلى قسمين:
1- موقوفات العائلة المالكة .
2- موقوفات الآستانة .
ثمّ عين لكلّ قسم من هذين القسمين رجلاً يُشرف على إدارته ، ثمّ أنّه لما شاهد أنّ مثل هذا التفكيك ليس عمليّاً ولا نافعاً ، أدمج القسمَين من جديد وعيّن رجلاً لإدارة جميع الأملاك التابعة للإمام الثامن عليه السّلام.
و قد خلّف المير غياث الدين عزيز : ثلاثة أولاد، هم: المير محمّد، والمير شمس الدين محمّد، والميرزا أصغر؛ وقد انحدر جميع السادات الرضويين ( الناظريّة ) من أعقاب المير محمّد:الابن الأكبر للمير غياث الدين .
أما المير شمس الدين فهو الجدّ الأعلى للسادات « السركشيكيّة "
و قد أورد أمير علي شير نوايي في كتابه ذِكر الابن الثالث للمير غياث الدين ( وهو الميرزا أصغر )، فقال عنه:
" الميرزا أصغر نجل المير غياث الدين عزيز ـ من نقباء مدينة مشهد المقدّسة ـ كان من أهل الشعر والأدب، خلافاً لأخوَيه اللذين اقتفيا أثر والدهما، وأعقاب هذين الأخوين في زمرة أصحاب الثروة والأملاك .
يتبع ....
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين ، و الصلاة والسلام على المرسول رحمة للعالمين ، وبعد : فهذا مقال نفيس يتحدث عن " أوقاف السادة الرضوية في مشهد " ، وهو منشور في موقع " الإمام الرضا " الشيعي ، و قد قام موقع آل البيت بنشره مع يسير تصرف في المقدمة لا يخل بالأصل ، و كذلك تم حذف العبارات التي تخدش في التوحيد كتكرار كلمة " الحرم " ، و " المقدس " ، وهي مشاهد قبورية من علامات الشرك وأهله ، ... و من أجل فوائد المقال إثبات العلاقة بين السادة الرضويين و الأوزبك السنة في " مشهد " و هو يوضح جانباً مما فعلته الدولة الصفوية بأبناء الأئمة !!
*******
لمدينة مشهد تاريخ عريق في إيران ، فهي تستمد اسمها من " مشهد علي الرضا " الذي لم يكن مبنياً في عهده ، ولم يأمر به بل تم بناؤه فيما بعد وفاته بمدة من الزمن . و هذه المدينة تقع في إقليم خراسان ، و تتميز على بقية مدن هذا الاقليم الكبير بأنها لم تتعرض لغزوات الأوزبك السنة أو تدميرهم لباقي مدن الرافضة هناك ، و من أهم أسباب ذلك العلاقة الجيدة بين السادة الرضويين الذين كانوا في مشهد مع الحكام الأوزبك السنيين .
و قد تعرضت أغلب مدن خراسان الكبرى -مثل : مرو، وبلخ، وهراة، وسمرقند، وبخارا، ونيسابور، و بيهق... و غيرها - مرّات عديدة للتخريب والدمار .
و لهذا السبب فقد أضحى التاريخ السياسيّ والاجتماعيّ لمدينة مشهد أشبه بكتاب كامل لا نقص فيه ، كما يقوله عددٌ من الشيعة المعاصرين في إيران
و من أهم معالم مشهد الأوقاف الرضوية ، وهي نسبة إلى أسرة رضوية ، تصل أملاكها إلى حدود نصف الأملاك والأراضي والمستغلاّت في مشهد وضواحيها .
متى قدم السادة الرضويّون إلى مدينة مشهد ؟
و كيف بلغوا ما بلغوا من الثروة والمكانة والمنزلة في تاريخ مشهد وخراسان ، وبخاصّة في تاريخ الآستانة الرضويّة المشهورة في كتبهم ؟
تاريخ السادة الرضويّين في مدينة مشهد
ألّف الميرزا محمّد باقر الرضوي ( المدّرس الأوّل في الآستانة الرضوية ) كتاباً سمّاه « شجرة طيبة = الشجرة الطيّبة »، ذكر فيه أنّ الجدّ الأوّل للسادة الرضويين الساكنين في مدينة مشهد ، الذين يتعلّق بهم سهم الأوقاف الخاصّة للسادة الرضويين هو : مير شمس الدين محمّد ، الذي قدم من قم إلى مدينة مشهد في عصر شاه رخ التيموريّ ( 807 ـ 850 هـ ) ، و يصل نسبه إلى الإمام الرضا عليه السّلام من خلال 19 واسطة:
فهو مير شمس الدين محمّد، بن محمود بن مير محمود، بن ميربار، بن آقا مير حسن، بن اقا مير عليّ، بن اقا مير أبو الفتوح، بن اقا مير عيسى، بن سيّد أبي محمّد، بن سيّد ( مير ) جعفر، بن سيّد عليّ، بن سيد محمّد، بن أبي عبدالله أحمد، بن أبي الحسن موسى النقيب، بن أبي علي محمّد الأعرج، بن أبي المكارم أحمد بن موسى، بن أبي جعفر موسى المبرقع، بن الإمام الجواد عليه السّلام، بن الإمام الرضا عليه السّلام . ( تعليق الموقع : و قع الكاتب الشيعي ههنا في تخليط في هذا العمود و زيادة ، فإنَّ موسى المبرقع لم يعقب إلا من ابنه أحمد ، والكاتب زاد موسى بينهما ، و هذا باطل ، و كان بقم عقب لموسى المبرقع ، و في عقبه النقابة بها ) .
و أمّا الأجداد الأوائل لمير شمس الدين محمّد ـ سوى الإمام الرضا والإمام الجواد عليهما السّلام ـ فقد عاشوا خلال القرنين الثالث والرابع في مدينة قم، وكان بعضهم نقيباً للسادات فيها، ولذلك فقد وردت تراجمتهم في كتاب « تاريخ قم »، ابتداءً من موسى المبرقع ابن الإمام الجواد عليه السّلام وانتهاءً بأبي عبدالله أحمد بن موسى النقيب ( المولود في سنة 372 هـ ) وأمّا أجداده المتأخّرون من أعقاب أبي عبدالله فصاعداً فلم يصلنا عنهم شيء لعدم وجود كتاب يؤرّخ لهم.
و قد هاجر مير شمس الدين من مدينة قم إلى مدينة مشهد فخطّ الرحال فيها، وكان يومذاك شخصيّة معروفة، والظاهر أنّه تولّى الحكم في مدينة تبريز ، ثمّ أنّ أولاده وأحفاده فاقوه في الشهرة، فوردت سِيرهم وتراجمهم في المتون التاريخيّة، وورد ـ بسببهم ـ ذِكر لترجمة مير شمس الدين محمّد بدوره .
و كان مير شمس الدين محمّد قد أنجب ولداً يُدعى مير غياث الدين عزيز، وكان ذا ثروة عريضة ومنصب رفيع، وقد تولّى في عصره نقابة السادات في مشهد ( والظاهر أنّه النقيب الوحيد للسادات الرضويين )، وحظيَ بقريحة شاعريّة، ولذلك ذكره أمير علي شير نوايي في كتابه « مجالس النفائس » بعنوان النقيب الشاعر، فقال عنه: مير غياث الدين من السادات، بل هو من نقباء مشهد، وقد تولّى النقابة عن جدارة، وكان ليّن الطبع، يحبّ المطايبة والمزاح، ويعشق الفلسفة، وكان في بَشَرته صُفرة غالبة .
عاش مير غياث الدين عزيز في سنة 932 هـ، وكان معدوداً في أصحاب الأملاك الواسعة في خراسان ومشهد، وقد أمر عبيدالله خان الأُزبكي السني ( وهو ابن أخ شيبك خان ) في غرّة شوّال لسنة 932 هـ بكتابة كتابٍ يعفي فيه مير غياث الدين عزيز وعدد آخر من السادة من دفع الضرائب، ويوصي ـ فوق ذلك ـ عمّاله بعدم النظر في أملاك المير غياث أصلاً !!
و تبعاً لما جاء في كتاب » شجرة طيّبة« فإنّ أملاك المير غياث تعدّ في زمرة أُولى الأوقاف التي جرى توقيفها على أعقابه، ثمّ أنّ أحفاده زادوا فيها بالتدريج حتّى بلغت وضعها الحالي وعُرفت بأوقاف السادة الرضويّين .
و يجدر بنا أن نذكر بأنّ ادارة الآستانة الرضويّة كانت إلى ما قبل قدوم شمس الدين محمّد إلى مشهد منحصرة في أيدي السادات الموسويّين .
و بطبيعة الحال ، لمّا كان حكّام إيران وسلاطينها إلى عصر الصفويّين لم يُوقفوا شيئاً يُذكر إلى المشهد الرضويّ ، فإنّهم لم يكونوا يتدخّلون في نصب أو عزل سَدَنة المشهد الرضويّ ، فكانت الموقوفات المحدودة التي يوقفها عامّة الناس تُدار بإشراف نقيب ـ أو نقباء ـ السادات في مشهد.
و بعد قدوم المير شمس الدين محمّد إلى مشهد صارت نقابة السادات الرضويين في يده، وفي يد أعقابه بعده، وكان للسادات الموسويّين نقابة وزعامة مماثلة للسادات الرضويين، وكانوا يتمتّعون بمقام سياسيّ ـ اجتماعي مرموق.
و تبعاً لما جاء في متون العصر التيموريّ والصفويّ ، فقد أزاح الساداتُ الرضويّون السادات الموسويّين بالتدريج عن مقامهم، فأضحوا نقباء لسادات مشهد قاطبة . و كانت علاقتهم بالأوزبك السنيين حسنة ، و هذا ما يفسر نقمة طهماسب عليهم بعد حين ، وكيف انتزع منهم الأوقاف ، و شردهم في البلاد ؟!
فحفظوا بذلك مواقعهم السياسيّة والاجتماعيّة، ويؤيّد هذا القول أنّ المير غياث الدين عزيز وعدد آخر من النقباء قد أعفاهم عبيدالله خان الاوزبكي من دفع الضرائب.
و قد تسبّبت العلاقة الطيّبة لنقباء السادات الرضويين بشيبك خان الاوزبكيّ في أن يقوم الشاه طهماسب الصفويّ ( الذي حكم منذ سنة 930 هـ إلى سنة 984 هـ ) ومن تبعه من الملوك الصفويّين في تقليص نفوذ نقباء السادات الرضويّين في مشهد، فقد عيّن الشاه طهماسب رجلاً جديداً لإدارة أملاك وموقوفات الآستانة الرضويّة ، (( تعليق الموقع : يأخذها من أولاد الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم ..فأين حب الأئمة عليهم السلام ؟! ))
و قام طهماسب الصفوي بتقسيم الموقوفات إلى قسمين:
1- موقوفات العائلة المالكة .
2- موقوفات الآستانة .
ثمّ عين لكلّ قسم من هذين القسمين رجلاً يُشرف على إدارته ، ثمّ أنّه لما شاهد أنّ مثل هذا التفكيك ليس عمليّاً ولا نافعاً ، أدمج القسمَين من جديد وعيّن رجلاً لإدارة جميع الأملاك التابعة للإمام الثامن عليه السّلام.
و قد خلّف المير غياث الدين عزيز : ثلاثة أولاد، هم: المير محمّد، والمير شمس الدين محمّد، والميرزا أصغر؛ وقد انحدر جميع السادات الرضويين ( الناظريّة ) من أعقاب المير محمّد:الابن الأكبر للمير غياث الدين .
أما المير شمس الدين فهو الجدّ الأعلى للسادات « السركشيكيّة "
و قد أورد أمير علي شير نوايي في كتابه ذِكر الابن الثالث للمير غياث الدين ( وهو الميرزا أصغر )، فقال عنه:
" الميرزا أصغر نجل المير غياث الدين عزيز ـ من نقباء مدينة مشهد المقدّسة ـ كان من أهل الشعر والأدب، خلافاً لأخوَيه اللذين اقتفيا أثر والدهما، وأعقاب هذين الأخوين في زمرة أصحاب الثروة والأملاك .
يتبع ....
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر