ضــوابــــــط هـــامـــة فــي عـلــم الأنـسـاب
1
بسم الله الرحمن الرحيم
1
بسم الله الرحمن الرحيم
[size=16]
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد :
في الحقيقة لا يخفى على الجميع أهمية وخطورة الكلام في الأنساب وخاصة
أنساب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبعض الناس لا تجد عنده ورع
العلماء ولاتأني النبلاء فتجده يهجم على القبائل والعوائل الشريفة من غير
تحرٍ ولا تروٍ فحصل بذلك خطر عظيم وشر مستطير وبعد أن كنا نرى الذين
يتكلمون في الأنساب لايتجاوزون عدد أصابع اليد الواحد أصبحنا نجد في كل
عائلة وقبيلة متصدرللكلام في الأنساب وأصبح لدينا ثورة في علم الأنساب إن
صح التعبير
ومن المعلوم أن علماء الحديث هم أشهر من تكلم في الأنساب وكتب الجرح
والتعديل هي مادة خصبة في أنساب الرجال والقبائل وهم أوثق الناس في أنساب
الرجال
قال السمعاني: (ومعرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها
عباده لأن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة
لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما
قال تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم وكنت في رحلتي أتتبع ذلك وأسأل الحفاظ
عن الأنساب وكيفيتها وإلى أي شيء نسب كل أحد الأنساب ج:1 ص:18
قال ابن فندق البيهقي ولأهل اليونان الحكمة والمنطق وللهند التنجيم
والحساب وللفرس الآداب أعني: آداب النفس والأخلاق. ولأهل الصين
الصنائع
. وللعرب الأمثاال وعلم النسب فعلوم العرب الأمثال والنسب واحتاج كل واحد
من العرب إلى أن يعلم سمت كل لقب ومصالحه وأوقاته وأزمنته ومنافعه في رطبه
ويابسه وما يصلح منه للبعير والشاة.
ثم علموا أن شربهم ماء السماء فوضعوا لذلك الأنوار.
وعرفوا تغير الزمان وجعلوا نجوم السماء أدلة على أطراف الأرض وأقطارها ليس
لهم كلام إلا وهم خاضعون فيه على المكارم يفتحون للروائل مرغبون في اصطناع
المعروف وحفظ الجار وبذل المال وأثبتوا المعاني نصب كل واحد منهم ذلك
بعقله ويستخرجه بفكره ويعبر من طريق المثل بلفظ وجيز عن معاني كثير فيها
علم مستأنف من التجارب.
وليس في الفرس والروم والترك والبربر والهند والزنج من يحفظ اسم جده أو يعرف نسبه لذلك تداخلت أنسابهم وسمي بعضهم إلى غير أبيه.
والعرب يحفظ الأنساب فكل واحد منهم يحفظ نسبه إلى عدنان أو إلى قحطان أو
إلى إسماعيل أو إلى آدم عليه السلام فلذلك لا ينتمي واحد منهم إلى آبائه
وأجداده ولا يدخل في أنساب العرب الدعي.
وخلصت أنسابهم من شوائب الشك والشبهة فكل واحد من العرب يتناسب أصله وفرعه
ويتناصفه بحره وطبعه وزكى ندره وزرعه. فللعرب من المنابت أزكاها ومن
المغارس أتمها وأعلاها. ولجمع العرب كرم الأدب إلى كرم الأنساب ولقنهم
الله الحكمة وفصل الخطاب
ولولا علم الأنساب لانقطع حكم المواريث وحكم العاقلة وهما ركنان من أركان
الشرع ولما عرف الرجل فرسه من لعده ومن يرثه ومن لا يرثه ممن يرث منه.
وكانت العرب أنهم إذا فرغوا من المناسك حضروا سوق عكاظ وعرضوا أنسابهم على
الحاضرين ورأوا ذلك من تمام الحج والعمرة لذلك قال الله تعالى " فإذا
قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً ". ) لباب
الأنساب للبيهقي
قال أبو حاتم الشريف :ولذلك رأيتُ من الضروري وضع ضوابط مهمة في علم
الأنساب تجعل طالب العلم في منأى من الوقوع في المزالق والمخاطر وهي ليست
جديدة وربما يكون غيري قد سبقني بها بأفضل مما أكتب ولكن كما قيل ( قد
يوجد في النهر مالايوجد في البحر) وبعض هذه القواعد مشتركة مع غيرها من
العلوم الشرعية وبعضها فيها تداخل
وأرجو أن تكون هذه القواعد والضوابط جامعة مانعة ويسرني مشاركة الإخوة
الكرام فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وربما هذه الضوابط تحتاج إلى تنسيق
وترتيب أكثر! والله الموفق
لا شك ولا ريب أن الإخلاص هو أساس كل علم وينبغي لمن يتكلم في علم الأنساب أن يجعل هذا الأمر نصب عينيه فلا يغفل عنه قيد أنملة
قال صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهور في الصحيح ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى 00(*
لابد في الناظر في علم الأنساب أن يكون تقياً ورعاً خائفاً من ربه ومولاه
وعليه أن يتذكر الوعيد الشديد الوارد في ا نتساب المرء إلى غير أبيه
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه
، أو يُري عينه ما لم تر ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
لم يقل ) .
وروى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كَفَرَ ، ومن ادعى
قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار .
وللبخاري من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه – وهو يعلم أنه غير أبيه –
فالجنة عليه حرام ) .
عن مالك بن أنس رحمه الله قال : من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه
وسلم – يعني بالباطل – يضرب ضرباً وجيعاً ويُشَهَّر ، ويحبس طويلاً حتى
تظهر توبته ؛ لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم
والأثار في هذا الباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها والمقصود هو التحذير من
الوقوع في هذه الهوة السحيقة وقد عد كثير من العلماء انتساب المرء إلى غير
أبيه من الكبائر التي يخشى على صاحبها الوعيد ويدخل في هذا الوعيد المقر
بالنسب الباطل والمزور للنسب الباطل
في الحقيقة الأمانة شيء ضروري في جميع الأعمال وخاصة العلم الشرعي وبالأخص
علم الأنساب لأن خطره متعدي فعلى النسابة أن يكون أميناً فيما يكتب أميناً فيما ينسب
وإذا فقد النسابة الأمانة ضاع علم الأنساب وصار كل من هبّ ودبّ يدعي النسب
الشريف وصار علم الأنساب يخضع للعرض والطلب وبعضهم صارت المادة شغله
الشاغل فلا يوقع على نسب إلا بمبلغ من المال يكون مجزياً أو يكون صاحبه من
أهل المنصب والجاه كما هو مشاهد ومعروف في كثير من البلدان العربيةوبعضهم
لديه استعداد لتزوير أي نسب وتلفيق أي نسب من أجل دراهم معدودة فأمثال
هؤلاء ينبغي عدم التعامل معهم
وكشفهم أمام الملأ بعد التأكد من هذا الأمر بشهادة الشهود المعتبرين ونخشى أن يصيبنا هذا الداء ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال تعالى :
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72)
وقال تعالى :: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ..) (النساء:58)
(يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم-
يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله يحدث، فقال بعض
القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم:بل لم يسمع، حتى إذا قضى
حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول الله، قال: (إذا ضيعت
الأمانة فانتظر الساعة)، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير
أهله فانتظر الساعة) [رواه البخاري].
فالمقصود من الكتابة في علم الأنساب هو حفظ النسب من الضياع وصلة الأرحام
ومحبة من أمرنا رسول الله بمحبته والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به
أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر
) .
وليس المقصود من هذا النسب الاغترار بالنسب والاتكال عليه وترك العمل بسنة
الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وأشنع من هذا من يتخذ علم الأنساب وسيلة
لقطع الأرحام وترك صلتها وتأجيج القبائل بعضها على بعض
قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه
العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ) رواه
الترمذي وغيره ،
وفي البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يدخل الجنة قاطع(
يظن بعض الناس أن علم الأنساب هو من أسهل العلوم ولا يحتاج إلى مزيد جهد
والصحيح أنه من أصعب العلوم وأدقها ويحتاج إلى صبر وجلد وتأني وتمهل
وقيل ( من تأنى نال ماتمنى (
وقيل: قد يدرك المتأني بعض حاجته *** وقد يكون مع المستعجل الضررُ
فلا يستحسن ولا ينبغي للنسابة أن يصدرالأحكام من غير تروٍ ولا تمهل بل
عليه أن يستشير أهل الرأي والعقل ولا عليه إن تأخر في إصدار الحكم
فقبيح بالنسابة أن يضع مشجرة لعائلة ما وينسبهم لجد معين ثم ينقض هذه المشجرة
بمشجرة أُخرى وينسبهم لجد آخر فهذا العمل يجعل بعض الناس ينظرون لهذا النسابة بعين الاستغراب والتعجب!
قال ابن خلدون :
اعلم أنه من البين أن بعضاً من أهل الأنساب يسقط إلى أهل نسب آخر بقرابة
إليهم أو حلف أو ولاء أو لفرار من قومه بجناية أصابها فيدعى بنسب هؤلاء
ويعد منهم في ثمراته من النعرة والقود وحمل الديات وسائر الأحوال.
وإذا وجدت ثمرات النسب فكأنه وجد لأنه لا معنى لكونه من هؤلاء ومن هؤلاء
إلا جريان أحكامهم وأحوالهم عليه وكأنه التحم بهم. ثم إنه قد يتناسى
النسب الأول بطول الزمان ويذهب أهل العلم به فيخفى على الأكثر. وما زالت
الأنساب تسقط من شعب إلى شعب ويلتحم قوم بآخرين في الجاهلية والإسلام
والعرب والعجم. وانظر خلاف الناس في نسب آل المنذر وغيرهم يتبين لك شيء
من ذلك. . فأفهمه واعتبر سر الله في خليقته. ومثل هذا كثير لهذا
العهد ولما قبله من العهود. والله الموفق للصواب بمنه وفضله وكرمه.
مقدمة ابن خلدون
قلت:هذه القاعدة تطبق في كثير من الحالات في جميع العلوم
فعلى المرء أن يتنبه لهذا الأمر
وقيل ( أبت المعاصرة إلا أن تكون حرماناً(
فمن المعلوم أنه يكون بين المتعاصرين من الحسد والغيرة والتنافس ما يجعل الإنسان أحياناً يجحد الآخر وهذا مشاهد
ومن ذلك كلام ابن اسحاق المؤرخ والنسابة المشهور في الإمام مالك بن أنس الأصبحي التيمي مولاهم إمام دار الهجرة
فقد قال ابن إسحاق عن مالك بأنه مولى عتاقة يعني أنه ليس عربياً وخالف
الجمهوُر ابن اسحاق وقالوا بأن مالك بن أنس هو عربي من أصبح من حمير وهو
مولى لبني تيم حلفاً وليس عتاقة
1- الإخلاص أمر ضروري
2- الورع والتقوى
- الأمانة
4- علم الأنساب وسيلة وليس غاية
5- التأني والتؤدة ضرورية في علم الأنساب
6- اختلاط الأنساب كيف يقع
7- كلام الأقران أحياناً يطوى ولا يروى
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر