خزانـة جـامع القرويين بفاس
مراحل التأسيس وعناية سلاطين الدولة المغربية
مراحل التأسيس وعناية سلاطين الدولة المغربية
د/ حميد لحمر- كلية الآداب سايس
بدأ تأسيس المكتبات بفاس منذ العهد الإدريسي، ففي كتاب المسالك والممالك أن أول مكتبة عربية أسست بالمغرب هي المكتبة الإدريسية ومؤسسها هو يحيى الإدريسي الرابع، كما يؤخذ ذلك مما جاء عنه أنه كان عنده عدة من الوراقين ينسخون له الكتب ( 2/816).
يقول الأستاذ المرحوم عبد الهادي المنوني: "كما نشأ بفاس في العصر الإدريسي الأول أول مكتبة للملوك.
وعلى هذا الأساس، ووفق ما جاء في هذا المصدر أن أول سلطان مغربي سوف يهتم بالمكتبة وشؤونها هو يحيى، وأن هذه العملية سوف تكون فاتحة خير لما سوف يأتي بعد.
وتحكي كتب التاريخ أنه بعد هذه المحاولة تأتي محاولة السلطان أبو عنان بن السلطان أبي الحسن المريني حيث سوف يضع الحجر الأساس للمعلمة التاريخية الكبرى خزانة جامع القرويين ويبدأ بخزانة خاصة للمصاحف القرآنية وأودع فيها كما يقول الجزنائي: "جملة كثيرة من المصاحف الحسنة الخطوط، البهية الجليلة، وأباحها لمن أراد التلاوة فيها، بعد أن كتب على كل منها بخط يده لتوقيفها مر الأعوام والليالي والأيام، ونجز لها من قيد لإخراجها من هذه الخزانة وإبرازها وردها، بصيانتها في موضعها، وإحرازها، وذلك عند الفراغ من حاجة الناس إليها وأجرى لذلك جراية واسعة، وكرامة ورعاية ( انظر زهرة الآس69)
ومن حسنات السلطان أبي عنان المريني أنه في جمادى الأولى سنة 750 أسس خزانة القرويين بأعلى المستودع الذي يعرف بمستودع النساء، وأوقفها على العموم.
ووضع لها قانون القراءة والمطالعة والنسخ وزودها بكتب نفيسة في مختلف العلوم والفنون.
قال ابن القاضي في جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس: "و أما خزانة الكتب التي يدخل إليها من أعلى المستودع الذي بها، فإنه لما كان من رأي أبي عنان حب العلم وإيثاره والتهمهم فيه والرغبة في انتشاره والاعتناء بأهله، انتدب بأن صنع هذه الخزانة وأخرج لها من الكتب المحتوية على أنواع من العلوم، كعلوم الأديان والأبدان والأذهان واللسان، وغير ذلك من العلوم على اختلاف أنواعها (انظر 1/73)
ووصفها الجز نائي في زهرة الآس، فقال: "وأما خزانة المصاحف التي أمر بها مولانا أمير المؤمنين أبو عنان في قبلة هذا الجامع الناطقة بالخير الجامع، ما لم يبقه إليه أحد من أئمة هذه الأصقاع، فإنه صورها في ذهنه الثاقب المنير ثم أبرزها لمن صنع شخصها الجليل، وسهل على الناس تلاوة القرآن في كل وقت من الأوان ووقفها أي الكتب ابتغاء الزلفى ورجاء الله الأوفى وعين لها فيها لضبطها ومناولة ما فيها وتوصيله لمن له رغبة، وأجرى على ذلك جراية مؤبدة تكرمة وعناية، وذلك في جمادى الأولى عام خمسين وسبعمائة( 76).
ولا زالت المكتبة تحفظ نسخا من المصاحف بخطوط الكتيبين بعضها في الرق، ومكان هذه المكتبة العتيقة لا زال قائما مكتوب فوقها بنحث في الخشب ما نصه: "الحمد لله أمر بإنشاء هذه الخزانة السعيدة مولانا أمير المؤمنين المتوكل على رب العالمين أيد الله أمره وأعز نصره بتاريخ 6 شوال سنة 750 خمسين وسبعمائة."
ثم تأتي المرحلة الثانية من تاريخ هذه المكتبة فبعد الدولة الوطاسية جاءت دولة السعديين فجمعوا أيضا ونقبوا، يقول الكتاني: "وملكهم الأعظم فخر ملوك المغرب أحمد المنصور هو الذي بنى مكتبة جامع القرويين الموجودة الآن وراء محرابه.
و أضاف الكثير من الكتب الهامة والمجلدات العظيمة إلى الأحباس، ولا تزال طغراه إلى الآن على كثير من مجلداتها بالتحبيس « ………. (89).
و يضيف: "ولا زلنا نسمع من ذوي السن والاطلاع أن المنصور السعدي لما بنى هذه المكتبة حضر تدشينها بنفسه، وكان حاضرا وقت إدخال الكتب التي حبس وأضاف إليها ووضع طغراءه بخطه على أولها هناك في عين المكان، جزاه الله خيرا. ولا زال إلى الآن من أعظم آثاره ذلك المصحف العظيم الشأن في جرمه وخطه وزخرفه وجلده وصندوقه الصدفي عبرة للناظرين وآية كبرى للزائرين. وكان للمنصور رحمه الله، سفير خصوصي بالآستانة لابتياع الكتب منها والتقاطها له. وقد قال عن الآستانة: "وكتبها إذاك، سفير المنصور أبو الحسن علي بن محمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد التمجروتي في رحلته: النفحة المسكية في السفارة التركية.: "والكتب بهذه المدينة لا تعد ولا تحصى ولا نهاية لها، والخزائن والأسواق مملوءة بها، جلب إليها كتب كل بلد، جلبنا منها ما يسره الله من كتب مفيدة".
وفي نزهة الحادي في أخبار ملوك القرن الحادي: للإفرايني: "كانت للمنصور عناية تامة باقتناء الكتب والتنافس في جمعها من كل جهة، فجمع من غرائب الدفاتر ما لم يكن قبله ولا يتهيأ لمن بعده مثله"
ويعلق الكتاني محمد بن عبد الحي على مكان هذه الخزانة قائلا: "إلا أن هذا المحل ليس على مقتضى أبنية العصر الحاضر التي يشهد الجنان واللسان بحسنها وصيانتها للكتب والمكاتب، وعليه فبقاء هذه المكتبة على حالها غير موافق ومناسب لعظمة الآثار الموجودة فيها" (ماضي القرويين/28)
ويقال: إن السلطان أبا الربيع سليمان بن محمد كان مهتما بتوسعة هذه المكتبة، وكان ينوي إضافة خربة بجوارها لأولاد الغرديس.
وفي فترة ملكه رحمه الله، كانت مكتبة الجامع الأعظم ـ القرويين- التي بفاس استولت الأرضة على أكثر كتبها، وأفسدت جوهرها حتى تمزقت أشلاؤها وتغيرت أسماؤها، وما خرم منها برسم العارية، ربما أدخله في الإرث طول السنين الماضية أو نودي ببيعه في الأسواق، وإن ادعاه ناظر الوقف قصر به النظر عن موجب الاستحقاق فأمر رحمه الله بتجديد أمرها بتعيين قيم عليها وبإحصاء جميع الكتب وإصلاح ما كان قد فسد بعد أن ينفض تناوله وينفس العثور على أمله وأسند أمر ذلك إلى الشريف الفقيه أبي عبد الله محمد الطيب بن عبد القادر الفاسي، وذلك عام 1247 وكان كبار الحكومة الرحمانية من وزير وكاتب لا يعلمون من حال المكتبة السلطانية شيئا فضلا عن بقية المكاتب المغربية. ( تاريخ المكتبات الإسلامية 104)
وقد وصف هذه المكتبة بحاثة رحال وهو ابن عبد السلام الناصري ذاكرا حالتها أواخر القرن الحادي، وأول الذي بعده، فقال: خزانة القرويين أدركنا بعض الحزم والضبط فيها، ثم تفرقت في أيدي الطلبة شذر مدر، وأعرض من ولي النظارة عن تعهدها فأفضت إلى البيع، لا سميا زمن الوباء إلى الآن، ويا أسفي عليها فيها من الأمهات الدواوين القديمة ما لم يكن بهذه – يعني زاويتهم الناصرية – وإن تعجب فعجب لقول الوافي في المسألة الشرفية: إن من مكتبة فاس والعراق اغتنت مكاتب أوربا. ( تاريخ المكتبات 125)
كما سوف يهتم بها السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام، فقد ورد في ظهيره خطاب لقاضيه بفاس مولاي عبد الهادي: أن يشد عضد قيم الخزانة العلمية التي بقبلة جامع القرويين الكبرى، وما أضيف إليها من خزانة مسجد الرصيف وخزانة فاس العليا، وأن يأمر الناظر بإصلاح ما تحتاج إليه كتب الخزائن المذكورة من إصلاح وتجديد وتسفير (أي تجليد)، انظر العابد لفاسي الخزانة العلمية بالمغرب ص71.
رسالة السلطان الحسن الأول
وقد احتفظ لنا التاريخ برسائل في غاية الأهمية تبين حالة الخزانة في بداية القرن الثالث الهجري، منها رسالة السلطان الحسن الأول إلى قاضي فاس محمد بن محمد العلوي، وحميد بناني، وفيها يقارن السلطان بين الماضي المشرق لخزانة كتب القرويين، مع حاضرها حيث استحال أمرها إلى ضياع وتفريط بسبب إهمالها وعدم الاهتمام بشأنها، ولذلك تأمر الرسالة بتكوين شبه مجلس للخزانة، يحضر فيه – مع القيمين عليها- القاضيان والنظار وأربعة من العدول ليعلموا على تلافي واقع الخزانة، وفق الضوابط التي اقترحتها الرسالة، وهذا نصها:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
ابن عمها الأرضى الفقيه سيدي محمد بن محمد العلوي المدغري، والفقيه الأرضى القاضي السيد حميد بناني، أعانكما الله، وسلام عليكم ورحمة الله.
وبعد،
فلا يخفى ما كانت عليه خزانة الكتب بالقرويين من الضبط والصيانة والمقابلة والتعاهد، وقد بلغ علمنا الشريف أن أمرها الآن استحال إلى ضياع وتفريط، بسبب إهمالها وعدم الاهتمام بشأنها، ولأجله تعين إيقاظكم وتنبيهكم وحضكم على رد البال إليها، وإجراء العمل فيها على ما سنقرره لكم من الضوابط والفصول، وحتى تعود بحول الله إلى حالتها الأولى، وترجع إلى ما كانت عليه من الصيانة وما أسسه السلف الصالح فيها إن شاء الله.
فنأمركم أن تحضروا مع النظار وأربعة من العدول والقيمين عليها، لتصفح كناشها الأصلي وزمامات المستعيرين للكتب منها، ثم ما وجد لا زال عندهم يستخرج منهم ويرد لمحله، ومن كان مات منهم يحاز من ورثته، وما وجد خاصا وخارجا عن زمامات العارية ولم يعرف عند من هو، يؤاخذ به المكلفون وقت خروجه من الخزانة، وهم النظار والقيمون ويغرمونه بنظيره لتفريطهم، ومن وجده الحال مات من أولئك المكلفين يلزم ورثته الغرم كذلك.
وبعد استرجاع الكتب كلها لمحلها على طبق الكناش الأصلي، تكون إعارتها تتجدد على الضابط القديم المعهود فيها، من اعتبار الأهلية في المستعير، وتقييد اسمه، والإشهاد عليه عند القيمين، وإعلامهم النظار والقضاة به، وتمكينه إذا من الكتاب الذي استعاره، بعد وصفه وعد أوراقه وتقييد تاريخ دفعه له، وعند انصرام كل ستة أشهر يبحث عن الكتب المعارة، وتحاز ممن هي عنده وترد لمحلها، وما لم يكن تم عمل المستعير به يحض على التعجيل احتياطا.
ثم ينتخب لها قيم حازم أمين ثقة: كالطالب علال بن جلون الذي كان مكلفا بها قيد حياة سيدنا الجد رحمه الله، وتكونان أنتما والنظار مشرفين عليه.
ويعين لها ناسخ ينسخ ما كاد أن يتلاشى من الكتب، ومسفر يصلح ما تمزق من الأسفار، وتكون لهم الأجرة كما عهد للذين كانوا مرشحين لذلك قديما.
وقد كتبنا للنظار بمثله، فلتصرفوا هممكم لتدارك ذلك، فإنه من المهمات التي يتنافس في أحياء مراسمها، وتشييد معالمها، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين.
والـــــســــلام، في 29 رجب عام 1311ه
رسالة ثانية
وهذا نص الرسالة الثانية:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفقيهين الأرضين القاضيين سيدي محمد بن محمد العلوي، والسيد حميد بناني، سددكم الله، وسلام عليكم ورحمة الله.
وبعد:
وصل جوابكم بامتثالكم ما أمرناكم به في شأن خزانة الكتب التي بجامع القرويين، من تفقدها، ورد البال إليها وإجراء العمل فيها على ما كنا قررناه من الضوابط في أمرها، إلى آخر ما أصدرناه لكم، وعلمنا ثناءكم على القيمين بها، وكونهما من أفاضل الأمناء، وزيادتكم عليهما ثالثا، وتنبيهكم إياهم على إتباع ما أمرنا به في شأنها، وأنكم بصدد تعيين ناسخ ومسفر لإعادة ما عسى أن يكون متلاشيا بها كما أمرناكم بعد إتمام تصفحكم لها، وأن النظار لا دخل لهم قبل فيها حتى يتوجه الضمان عليهم للتفريط، وإنما هو على القيم بها خاصة، وصار بالبال.
فإنكم لم تعرجوا في جوابكم على نتيجة العمل التي هي بيان ما وجد مفقودا من الكتب، ومطالبة المتقاعدين عليها بها أو ورثتهم، وعليه فنأمركم أمرا جازما ببيان ما فقد من تلك الكتب، وعدده، وتتبع كنانيش من سلفت نظارتهم على الخزانة المذكورة، كالطالب علال بن جلون ومن بعده، والإعلام بما حصله بحثكم ووقوفكم، ولابد، والسلام.
في 15 شوال عام 1311ه
تزايد الاهتمام مع سلاطين الدولة العلوية
على أن هذا الاهتمام سوف يتزايد مع سلاطين الدولة العلوية اللاحقين بعد أن ازداد انحطاطها، يقول الأستاذ المنوني: "ولقد انحط شأن هذه المكتبة حينا من الدهر عما كانت عليه أيام ازدهارها، وذلك بسبب ضياع الكثير من كتبها بالعارية والنهب، وعدم تفقد البقية الباقية منها، وحمايتها من الحشرات وكادت لو دامت على هذه الحال أن تلحق بأخواتها من المكاتب المغربية الأخرى، وتصبح خبرا بعد عين، ولكن في عهد مولانا الإمام، وأيام والده الهمام تدورك تأخره، بعد تلاشيها ونهضت بعد خمولها.
وقد أثرت الحالة السيئة التي لحقت بخزانة القرويين في نفسية المغفور له الإمام المولى يوسف فوضع الحجرات الأولى لنهضتها، بما أحدث لها من تنظيمات عصرية، وضوابط حديثة تكفل السير بها إلى الأمام.
وسوف تزداد العناية بهذه المكتبة في عهد ابنه السلطان سيدي محمد بن يوسف وهو الذي كان يهتم بكل شيء يرجع إلى العلم فقد حبس عليها الفينة بعد الفينة الكثير من الكتب العلمية والمصاحف الكريمة، وأصلح قبة خزانتها الكبرى، وأضاف إليها بناية جديدة تشتمل على بيوت ثلاثة، وفي أعوامه الأخيرة ازداد اعتناؤه بها فأسس لها من جديد بناية ضخمة على نمط أرقى المكاتب العصرية، وقد احتفل بتدشينها خلال زيارته التاريخية الأخيرة لها 1326هـ الموافق لـ 1943 م.
وقد كان الهدف من هذا إعطاءها صفة مؤسساتية تسمح لها بالانفتاح على الباحثين من مختلف المشارب الدينية والثقافية بعد أن كان إشعاعها المعرفي مقتصرا على الدارسين المسلمين طيلة ستة قرون.
إلا أن الخزانة سوف تعرف تدهورا كبيرا في بنياتها خلال العقود الأخيرة، وبدأ التلاشي يتسرب إلى رصيدها من المخطوطات بصفة خاصة فتحركت بعض الجهات الغيورة منادية بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة النظر في بنياتها التحتية وأجهزتها المكتبية بعد أن حذر السيد المحافظ المرحوم محمد عبد العزيز الدباغ، بالخطر الذي يحيط بها وإبلاغ الجهة الوصية فجاء تدخل المغفور له: جلالة الملك الحسن الثاني، الداعي إعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من دررها الغالية وأمر بتحديث أجهزتها الأساسية.
تم تصل ذروتها من العناية والاهتمام في عهد مولانا السلطان سيدي محمد السادس الذي سوف يعمل على تحديث آلياتها ويزودها بما تحتاج إليه مع إنشاء مختبر خاص لترميم مخطوطاتها وسوف يدشنها في زيارته التاريخية لها في شهر شتنبر سنة 2004م.
مظاهر عناية ملوك الدولة المغربية
ومن مظاهر عناية ملوك الدولة المغربية بهذه الخزانة العامرة تحبيساتهم عليها يقول الأستاذ محمد بن عبد الهادي رحمه الله: "ثم لم يزل الملوك والأمراء يحبسون عليها نفيس الدفاتر وجليل الذخائر، في مختلف العصور، ومتنوع الفنون، فقد أوقف عليها ملوك المرينيين الآخرون، وملوك الوطاسيين الشيء الكثير، ثم أوقف عليها المنصور السعدي وأولاده كثيرا من مخطوطاته، وفي الدولة العلوية كثر تحبيسهم عليها، سيما السلطان الجليل سيدي محمد بن عبد الله، الذي أوقف عليها قسطا كبيرا من خزانة جده المولى إسماعيل، بل إن روح الاهتمام بالتحبيس على هذه الخزانة من لدن الدولة العلوية كان حتى من أميراتها فقد حبست وما بالعهد من قدم إحدى عمات مولانا الإمام المؤيد بالله على مكتبة القرويين كمية وافرة من الكتب القيمة الناذرة. ( انظر: دور الكتب في ماضي المغرب صفحة 58)
ويستفاد من هذا، شيوع الوعي الكبير لدى سلاطين المغرب بأهمية هذه الثروة المهمة والذخيرة القيمة من الكتب التي كانت بخزانة القرويين، وكذا أهمية الوقف الثقافي في إغناء دور الكتب، وحرصهم رحمهم الله على التشجيع على القراءة وتعميمها ونشر الوعي والتنافس في خدمة العلم والعلماء ودعم الخزانات العمومية.
يقول الأستاذ المرحوم عبد الهادي المنوني: "كما نشأ بفاس في العصر الإدريسي الأول أول مكتبة للملوك.
وعلى هذا الأساس، ووفق ما جاء في هذا المصدر أن أول سلطان مغربي سوف يهتم بالمكتبة وشؤونها هو يحيى، وأن هذه العملية سوف تكون فاتحة خير لما سوف يأتي بعد.
وتحكي كتب التاريخ أنه بعد هذه المحاولة تأتي محاولة السلطان أبو عنان بن السلطان أبي الحسن المريني حيث سوف يضع الحجر الأساس للمعلمة التاريخية الكبرى خزانة جامع القرويين ويبدأ بخزانة خاصة للمصاحف القرآنية وأودع فيها كما يقول الجزنائي: "جملة كثيرة من المصاحف الحسنة الخطوط، البهية الجليلة، وأباحها لمن أراد التلاوة فيها، بعد أن كتب على كل منها بخط يده لتوقيفها مر الأعوام والليالي والأيام، ونجز لها من قيد لإخراجها من هذه الخزانة وإبرازها وردها، بصيانتها في موضعها، وإحرازها، وذلك عند الفراغ من حاجة الناس إليها وأجرى لذلك جراية واسعة، وكرامة ورعاية ( انظر زهرة الآس69)
ومن حسنات السلطان أبي عنان المريني أنه في جمادى الأولى سنة 750 أسس خزانة القرويين بأعلى المستودع الذي يعرف بمستودع النساء، وأوقفها على العموم.
ووضع لها قانون القراءة والمطالعة والنسخ وزودها بكتب نفيسة في مختلف العلوم والفنون.
قال ابن القاضي في جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس: "و أما خزانة الكتب التي يدخل إليها من أعلى المستودع الذي بها، فإنه لما كان من رأي أبي عنان حب العلم وإيثاره والتهمهم فيه والرغبة في انتشاره والاعتناء بأهله، انتدب بأن صنع هذه الخزانة وأخرج لها من الكتب المحتوية على أنواع من العلوم، كعلوم الأديان والأبدان والأذهان واللسان، وغير ذلك من العلوم على اختلاف أنواعها (انظر 1/73)
ووصفها الجز نائي في زهرة الآس، فقال: "وأما خزانة المصاحف التي أمر بها مولانا أمير المؤمنين أبو عنان في قبلة هذا الجامع الناطقة بالخير الجامع، ما لم يبقه إليه أحد من أئمة هذه الأصقاع، فإنه صورها في ذهنه الثاقب المنير ثم أبرزها لمن صنع شخصها الجليل، وسهل على الناس تلاوة القرآن في كل وقت من الأوان ووقفها أي الكتب ابتغاء الزلفى ورجاء الله الأوفى وعين لها فيها لضبطها ومناولة ما فيها وتوصيله لمن له رغبة، وأجرى على ذلك جراية مؤبدة تكرمة وعناية، وذلك في جمادى الأولى عام خمسين وسبعمائة( 76).
ولا زالت المكتبة تحفظ نسخا من المصاحف بخطوط الكتيبين بعضها في الرق، ومكان هذه المكتبة العتيقة لا زال قائما مكتوب فوقها بنحث في الخشب ما نصه: "الحمد لله أمر بإنشاء هذه الخزانة السعيدة مولانا أمير المؤمنين المتوكل على رب العالمين أيد الله أمره وأعز نصره بتاريخ 6 شوال سنة 750 خمسين وسبعمائة."
ثم تأتي المرحلة الثانية من تاريخ هذه المكتبة فبعد الدولة الوطاسية جاءت دولة السعديين فجمعوا أيضا ونقبوا، يقول الكتاني: "وملكهم الأعظم فخر ملوك المغرب أحمد المنصور هو الذي بنى مكتبة جامع القرويين الموجودة الآن وراء محرابه.
و أضاف الكثير من الكتب الهامة والمجلدات العظيمة إلى الأحباس، ولا تزال طغراه إلى الآن على كثير من مجلداتها بالتحبيس « ………. (89).
و يضيف: "ولا زلنا نسمع من ذوي السن والاطلاع أن المنصور السعدي لما بنى هذه المكتبة حضر تدشينها بنفسه، وكان حاضرا وقت إدخال الكتب التي حبس وأضاف إليها ووضع طغراءه بخطه على أولها هناك في عين المكان، جزاه الله خيرا. ولا زال إلى الآن من أعظم آثاره ذلك المصحف العظيم الشأن في جرمه وخطه وزخرفه وجلده وصندوقه الصدفي عبرة للناظرين وآية كبرى للزائرين. وكان للمنصور رحمه الله، سفير خصوصي بالآستانة لابتياع الكتب منها والتقاطها له. وقد قال عن الآستانة: "وكتبها إذاك، سفير المنصور أبو الحسن علي بن محمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد التمجروتي في رحلته: النفحة المسكية في السفارة التركية.: "والكتب بهذه المدينة لا تعد ولا تحصى ولا نهاية لها، والخزائن والأسواق مملوءة بها، جلب إليها كتب كل بلد، جلبنا منها ما يسره الله من كتب مفيدة".
وفي نزهة الحادي في أخبار ملوك القرن الحادي: للإفرايني: "كانت للمنصور عناية تامة باقتناء الكتب والتنافس في جمعها من كل جهة، فجمع من غرائب الدفاتر ما لم يكن قبله ولا يتهيأ لمن بعده مثله"
ويعلق الكتاني محمد بن عبد الحي على مكان هذه الخزانة قائلا: "إلا أن هذا المحل ليس على مقتضى أبنية العصر الحاضر التي يشهد الجنان واللسان بحسنها وصيانتها للكتب والمكاتب، وعليه فبقاء هذه المكتبة على حالها غير موافق ومناسب لعظمة الآثار الموجودة فيها" (ماضي القرويين/28)
ويقال: إن السلطان أبا الربيع سليمان بن محمد كان مهتما بتوسعة هذه المكتبة، وكان ينوي إضافة خربة بجوارها لأولاد الغرديس.
وفي فترة ملكه رحمه الله، كانت مكتبة الجامع الأعظم ـ القرويين- التي بفاس استولت الأرضة على أكثر كتبها، وأفسدت جوهرها حتى تمزقت أشلاؤها وتغيرت أسماؤها، وما خرم منها برسم العارية، ربما أدخله في الإرث طول السنين الماضية أو نودي ببيعه في الأسواق، وإن ادعاه ناظر الوقف قصر به النظر عن موجب الاستحقاق فأمر رحمه الله بتجديد أمرها بتعيين قيم عليها وبإحصاء جميع الكتب وإصلاح ما كان قد فسد بعد أن ينفض تناوله وينفس العثور على أمله وأسند أمر ذلك إلى الشريف الفقيه أبي عبد الله محمد الطيب بن عبد القادر الفاسي، وذلك عام 1247 وكان كبار الحكومة الرحمانية من وزير وكاتب لا يعلمون من حال المكتبة السلطانية شيئا فضلا عن بقية المكاتب المغربية. ( تاريخ المكتبات الإسلامية 104)
وقد وصف هذه المكتبة بحاثة رحال وهو ابن عبد السلام الناصري ذاكرا حالتها أواخر القرن الحادي، وأول الذي بعده، فقال: خزانة القرويين أدركنا بعض الحزم والضبط فيها، ثم تفرقت في أيدي الطلبة شذر مدر، وأعرض من ولي النظارة عن تعهدها فأفضت إلى البيع، لا سميا زمن الوباء إلى الآن، ويا أسفي عليها فيها من الأمهات الدواوين القديمة ما لم يكن بهذه – يعني زاويتهم الناصرية – وإن تعجب فعجب لقول الوافي في المسألة الشرفية: إن من مكتبة فاس والعراق اغتنت مكاتب أوربا. ( تاريخ المكتبات 125)
كما سوف يهتم بها السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام، فقد ورد في ظهيره خطاب لقاضيه بفاس مولاي عبد الهادي: أن يشد عضد قيم الخزانة العلمية التي بقبلة جامع القرويين الكبرى، وما أضيف إليها من خزانة مسجد الرصيف وخزانة فاس العليا، وأن يأمر الناظر بإصلاح ما تحتاج إليه كتب الخزائن المذكورة من إصلاح وتجديد وتسفير (أي تجليد)، انظر العابد لفاسي الخزانة العلمية بالمغرب ص71.
رسالة السلطان الحسن الأول
وقد احتفظ لنا التاريخ برسائل في غاية الأهمية تبين حالة الخزانة في بداية القرن الثالث الهجري، منها رسالة السلطان الحسن الأول إلى قاضي فاس محمد بن محمد العلوي، وحميد بناني، وفيها يقارن السلطان بين الماضي المشرق لخزانة كتب القرويين، مع حاضرها حيث استحال أمرها إلى ضياع وتفريط بسبب إهمالها وعدم الاهتمام بشأنها، ولذلك تأمر الرسالة بتكوين شبه مجلس للخزانة، يحضر فيه – مع القيمين عليها- القاضيان والنظار وأربعة من العدول ليعلموا على تلافي واقع الخزانة، وفق الضوابط التي اقترحتها الرسالة، وهذا نصها:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
ابن عمها الأرضى الفقيه سيدي محمد بن محمد العلوي المدغري، والفقيه الأرضى القاضي السيد حميد بناني، أعانكما الله، وسلام عليكم ورحمة الله.
وبعد،
فلا يخفى ما كانت عليه خزانة الكتب بالقرويين من الضبط والصيانة والمقابلة والتعاهد، وقد بلغ علمنا الشريف أن أمرها الآن استحال إلى ضياع وتفريط، بسبب إهمالها وعدم الاهتمام بشأنها، ولأجله تعين إيقاظكم وتنبيهكم وحضكم على رد البال إليها، وإجراء العمل فيها على ما سنقرره لكم من الضوابط والفصول، وحتى تعود بحول الله إلى حالتها الأولى، وترجع إلى ما كانت عليه من الصيانة وما أسسه السلف الصالح فيها إن شاء الله.
فنأمركم أن تحضروا مع النظار وأربعة من العدول والقيمين عليها، لتصفح كناشها الأصلي وزمامات المستعيرين للكتب منها، ثم ما وجد لا زال عندهم يستخرج منهم ويرد لمحله، ومن كان مات منهم يحاز من ورثته، وما وجد خاصا وخارجا عن زمامات العارية ولم يعرف عند من هو، يؤاخذ به المكلفون وقت خروجه من الخزانة، وهم النظار والقيمون ويغرمونه بنظيره لتفريطهم، ومن وجده الحال مات من أولئك المكلفين يلزم ورثته الغرم كذلك.
وبعد استرجاع الكتب كلها لمحلها على طبق الكناش الأصلي، تكون إعارتها تتجدد على الضابط القديم المعهود فيها، من اعتبار الأهلية في المستعير، وتقييد اسمه، والإشهاد عليه عند القيمين، وإعلامهم النظار والقضاة به، وتمكينه إذا من الكتاب الذي استعاره، بعد وصفه وعد أوراقه وتقييد تاريخ دفعه له، وعند انصرام كل ستة أشهر يبحث عن الكتب المعارة، وتحاز ممن هي عنده وترد لمحلها، وما لم يكن تم عمل المستعير به يحض على التعجيل احتياطا.
ثم ينتخب لها قيم حازم أمين ثقة: كالطالب علال بن جلون الذي كان مكلفا بها قيد حياة سيدنا الجد رحمه الله، وتكونان أنتما والنظار مشرفين عليه.
ويعين لها ناسخ ينسخ ما كاد أن يتلاشى من الكتب، ومسفر يصلح ما تمزق من الأسفار، وتكون لهم الأجرة كما عهد للذين كانوا مرشحين لذلك قديما.
وقد كتبنا للنظار بمثله، فلتصرفوا هممكم لتدارك ذلك، فإنه من المهمات التي يتنافس في أحياء مراسمها، وتشييد معالمها، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين.
والـــــســــلام، في 29 رجب عام 1311ه
رسالة ثانية
وهذا نص الرسالة الثانية:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفقيهين الأرضين القاضيين سيدي محمد بن محمد العلوي، والسيد حميد بناني، سددكم الله، وسلام عليكم ورحمة الله.
وبعد:
وصل جوابكم بامتثالكم ما أمرناكم به في شأن خزانة الكتب التي بجامع القرويين، من تفقدها، ورد البال إليها وإجراء العمل فيها على ما كنا قررناه من الضوابط في أمرها، إلى آخر ما أصدرناه لكم، وعلمنا ثناءكم على القيمين بها، وكونهما من أفاضل الأمناء، وزيادتكم عليهما ثالثا، وتنبيهكم إياهم على إتباع ما أمرنا به في شأنها، وأنكم بصدد تعيين ناسخ ومسفر لإعادة ما عسى أن يكون متلاشيا بها كما أمرناكم بعد إتمام تصفحكم لها، وأن النظار لا دخل لهم قبل فيها حتى يتوجه الضمان عليهم للتفريط، وإنما هو على القيم بها خاصة، وصار بالبال.
فإنكم لم تعرجوا في جوابكم على نتيجة العمل التي هي بيان ما وجد مفقودا من الكتب، ومطالبة المتقاعدين عليها بها أو ورثتهم، وعليه فنأمركم أمرا جازما ببيان ما فقد من تلك الكتب، وعدده، وتتبع كنانيش من سلفت نظارتهم على الخزانة المذكورة، كالطالب علال بن جلون ومن بعده، والإعلام بما حصله بحثكم ووقوفكم، ولابد، والسلام.
في 15 شوال عام 1311ه
تزايد الاهتمام مع سلاطين الدولة العلوية
على أن هذا الاهتمام سوف يتزايد مع سلاطين الدولة العلوية اللاحقين بعد أن ازداد انحطاطها، يقول الأستاذ المنوني: "ولقد انحط شأن هذه المكتبة حينا من الدهر عما كانت عليه أيام ازدهارها، وذلك بسبب ضياع الكثير من كتبها بالعارية والنهب، وعدم تفقد البقية الباقية منها، وحمايتها من الحشرات وكادت لو دامت على هذه الحال أن تلحق بأخواتها من المكاتب المغربية الأخرى، وتصبح خبرا بعد عين، ولكن في عهد مولانا الإمام، وأيام والده الهمام تدورك تأخره، بعد تلاشيها ونهضت بعد خمولها.
وقد أثرت الحالة السيئة التي لحقت بخزانة القرويين في نفسية المغفور له الإمام المولى يوسف فوضع الحجرات الأولى لنهضتها، بما أحدث لها من تنظيمات عصرية، وضوابط حديثة تكفل السير بها إلى الأمام.
وسوف تزداد العناية بهذه المكتبة في عهد ابنه السلطان سيدي محمد بن يوسف وهو الذي كان يهتم بكل شيء يرجع إلى العلم فقد حبس عليها الفينة بعد الفينة الكثير من الكتب العلمية والمصاحف الكريمة، وأصلح قبة خزانتها الكبرى، وأضاف إليها بناية جديدة تشتمل على بيوت ثلاثة، وفي أعوامه الأخيرة ازداد اعتناؤه بها فأسس لها من جديد بناية ضخمة على نمط أرقى المكاتب العصرية، وقد احتفل بتدشينها خلال زيارته التاريخية الأخيرة لها 1326هـ الموافق لـ 1943 م.
وقد كان الهدف من هذا إعطاءها صفة مؤسساتية تسمح لها بالانفتاح على الباحثين من مختلف المشارب الدينية والثقافية بعد أن كان إشعاعها المعرفي مقتصرا على الدارسين المسلمين طيلة ستة قرون.
إلا أن الخزانة سوف تعرف تدهورا كبيرا في بنياتها خلال العقود الأخيرة، وبدأ التلاشي يتسرب إلى رصيدها من المخطوطات بصفة خاصة فتحركت بعض الجهات الغيورة منادية بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة النظر في بنياتها التحتية وأجهزتها المكتبية بعد أن حذر السيد المحافظ المرحوم محمد عبد العزيز الدباغ، بالخطر الذي يحيط بها وإبلاغ الجهة الوصية فجاء تدخل المغفور له: جلالة الملك الحسن الثاني، الداعي إعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من دررها الغالية وأمر بتحديث أجهزتها الأساسية.
تم تصل ذروتها من العناية والاهتمام في عهد مولانا السلطان سيدي محمد السادس الذي سوف يعمل على تحديث آلياتها ويزودها بما تحتاج إليه مع إنشاء مختبر خاص لترميم مخطوطاتها وسوف يدشنها في زيارته التاريخية لها في شهر شتنبر سنة 2004م.
مظاهر عناية ملوك الدولة المغربية
ومن مظاهر عناية ملوك الدولة المغربية بهذه الخزانة العامرة تحبيساتهم عليها يقول الأستاذ محمد بن عبد الهادي رحمه الله: "ثم لم يزل الملوك والأمراء يحبسون عليها نفيس الدفاتر وجليل الذخائر، في مختلف العصور، ومتنوع الفنون، فقد أوقف عليها ملوك المرينيين الآخرون، وملوك الوطاسيين الشيء الكثير، ثم أوقف عليها المنصور السعدي وأولاده كثيرا من مخطوطاته، وفي الدولة العلوية كثر تحبيسهم عليها، سيما السلطان الجليل سيدي محمد بن عبد الله، الذي أوقف عليها قسطا كبيرا من خزانة جده المولى إسماعيل، بل إن روح الاهتمام بالتحبيس على هذه الخزانة من لدن الدولة العلوية كان حتى من أميراتها فقد حبست وما بالعهد من قدم إحدى عمات مولانا الإمام المؤيد بالله على مكتبة القرويين كمية وافرة من الكتب القيمة الناذرة. ( انظر: دور الكتب في ماضي المغرب صفحة 58)
ويستفاد من هذا، شيوع الوعي الكبير لدى سلاطين المغرب بأهمية هذه الثروة المهمة والذخيرة القيمة من الكتب التي كانت بخزانة القرويين، وكذا أهمية الوقف الثقافي في إغناء دور الكتب، وحرصهم رحمهم الله على التشجيع على القراءة وتعميمها ونشر الوعي والتنافس في خدمة العلم والعلماء ودعم الخزانات العمومية.
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر