من طرف أحمد سالم السباعي الجمعة 30 يوليو - 23:52
........... تابع ...........
وهذا الذي أوردنا من أدلة الكتاب والسنة ونصوص الفقهاء في جواز وقوع الكرامة وإثباتها للاولياء يتبين منه بطلان قول بعض المعاصرين المثقفين باللغات الأجنبية العجمية الذين لا يعتمدون إلا على العقل وحده ولا يلتفتون إلى ما نقل من الشرع الاسلامي عن الكتاب والسنة إذا كان مما لا يوافق نظرياتهم من أن كرامات الاولياء أساطير وحكايات كاذبة وأن كرامة الولي الشريف عامر أبي السباع التـي وقعت على يده من ندائه للسباع وإجابتها له بالاتيان إليه ومطاوعتها له ونوعها من الكرامات مستحيل في نظر أولئك الجهال بأحوال أولياء الله تعالى الذين يومنون بالله وبما جاءت به الرسل أو لم يعلموا أن الكرامة التـي وقعت للولي الشريف عامر أبي السباع من تسخير الله تعالى له السباع تدافع عنه الظلمة وطاعتها له من أنواع الكرامات الكثيرة التـي تقع لأولياء الله ولأنبيائه معجزات وما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي والكرامات لها أنواع كطاعة الحيوانات للاولياء وكإخبارهم بالمغيبات وكاستجابة الدعاء لهم وكإحياء الموتى وككلام الموتى معهم. وكانفلاق البحر وجفافه. وكالمشي على الماء وكإبراء الأمراض المعدية الضارة. وككلام الجمادات وغير ذلك. فكرامة طاعة الحيوانات ودفاعها عن الاولياء منها كرامة الولي الشريف عامر أبي السباع التـي تقدم ذكرها في هذه الترجمة ومنها ما وقع من دفاع الحية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال المناوي في طبقاته الكبرى ناقلا عن الفقيه الزنجاني قال حدثني الشيخ أبو إسحاق الشيرازي عن القاضي أبي الطيب قال كنا في حلقة المناظرة فجاء شاب خراساني يسأل عن المصراة ويطلب الدليل فاحتج عليه بخبر الشيخين عن أبي هريرة فقال أبو هريرة غير مقبول الحديث فما أتم كلامه حتى سقطت عليه حية فتفرق الناس هاربين فتبعت الشاب دون غيره فقال ثبت ثبت فلم ير لها أثرا. انظر كتاب جامع كرامات الاولياء للشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني ومنها ما وقع للشيخ سيدي أحمد البكاء بن سيدي محمد الكنتـي المتوفى في حدود سنة 920 هجرية جد قبيلة كنته ليلة نزوله بالقرب من مدينة ولاته الحالية هو وتلاميذه وكانت السباع تفترس كل إنسان وكل حيوان أهلي بات خارجا عن دار أو حائط من ولاته فنادى سباع تلك الناحية فاجتمعت عليه وتمسحت بثيابه فأمرها بالانتقال من بلدة ولاته إلى واد من أودية الحوض الشرقي على مسيرة ثلاثة أيام أو أربعة من ولاته فأطاعت أمره السباع ومن الغد شاهدها أهل ولاته تحمل أجراءها بأفواهها ذاهبة إلى الوادي. انظر كتاب الطرائف والتلائد للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيدالمختار الكنتـي. ومنها ما وقع لعمنا الشيخ باب احمد بن الشيخ المصطفى ابن العربي الأبييري عندما ظلمه رجل فأرسل الله عليه سبعا وافترسه ضحوة بين يدي قومه ولا غرابة في دفاع الله ببعض جنوده عن عباده المومنين من أوليائه قال تعالى في الكتاب (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) ومن دفاع الله عن أوليائه ما روى النجم عمر بن فهد قال عزم أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الثاني على الحج وكان يريد قتل الإمام المجتهد سفيان الثوري فلما وصل إلى بير ميمون بعث إلى الخشابين وقال لهم إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه فجاءوا ونصبوا الخشب وكان سفيان الثوري جالسا بفناء الكعبة ومعه فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة فقيل له قم واختف ولا تشمت بنا الأعداء فتقدم إلى أستار الكعبة فأخذها وقال برئت من هذه البنية إن دخلها أبو جعفر سالما وعاد إلى مكان جلوسه فركب المنصور من بير ميمون فلما كان بين الحجازين سقط عن فرسه فاندقت عنقه فمات. انظر كتاب الفوز والنجاة. ومنها ما روي من قصة الشيخ ابراهيم الجعبري مع سلطان مصر ونصها: كان الشيخ ابراهيم الجعبري يكتب لسلطان مصر من ابراهيم الجعبري إلى الكلب الزوبري فعقد علماء مصر مجلسا وأفتوا بتعزير الشيخ ابراهيم الجعبري فحبس الله أبوالهم وبول السلطان في مثاناتهم وبعد أن عجزوا عن إطلاقها بكل حيلة نزلوا عند الشيخ ابراهيم الجعبري خاضعين لطاعته فأمرهم بالاستنجاء من إبريقه فأطلق الله أبوالهم انتهى. من كتاب الفوز والنجاة. ومن دفاع الله عن أوليائه ما روى جعفر الدبيلي قال دخل النووي الماء ليغتسل فجاء لص فأخذ ثيابه ثم إنه جاء ومعه الثياب وقد شلت يده فقال النووي قد رد علينا الثياب فرد عليه يده فعوفي من حينه اهـ. وقال تاج الدين السبكي في الطبقات الكبرى مانصه للكرامات أنواع الأولى إحياء الموتى كقصة أبي عبيد البسري إذ دعا الله في الغزو أن يحيي دابته فأحياها الله له وركبها حتى رجع من غزوه وقصة مفرج الدماميني إذ قال للفراخ المشوية طيري فطارت وقصة الشيخ الاهدلي إذ نادى الهرة الميتة فجاءت إليه تمشي. وما وقع للشيخ عبد القادر لما قال للدجاجة بعد أكل لحمها قومي بإذن الذي يحيي العظام وهي رميم والنوع الثاني كلام الموتى والثالث انفلاق البحر وجفافه والمشي على الماء وإبراء العلل وكلام الجمادات والحيوانات وطاعة الحيوانات لهم واستجابة الدعاء والإخبار ببعض المغيبات اهـ. وخرق العادة للاولياء في الحيوانات منه أن الولي الشيخ الصالح المعروف بآكل الحيات كان ممن تقلب له الاعيان وياكل الحيات وغيرها من الهوام كالخنافس وما في معناها فيرى الخنافس زبيبا والحيات قثاء اهـ.
أما الكرامات التـي ظهرت للولي الشريف عامر أبي السباع بعد موته لتلاميذه وللزائرين لقبره من الناس من خرق العادة في أمور شاهدوها وفي انتفاعهم باستجابة دعائهم عند قبره وعند قربهم منه وغير ذلك مما جرب نفعه وفائدته رحمه الله تعالى فلا سبيل إلى إنكاره شرعا عندنا لأن جواز وقوع خوارق العادات في معرض الكرامات لأولياء الله تعالى قال به كثير من أجلاء أئمة أهل السنة كإمام الحرمين وأبي بكر الباقلاني وابن فورك والغزالي وفخر الدين الرازي والبيضاوي ومحمد بن عبد الملك السلمي وناصر الدين الطوسي وحافظ الدين النسفي وأبو القاسم القشيري. قال النسفي: نقض العادة على سبيل الكرامة لأهل الولاية جائز عند أهل السنة من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة من الزمان وقد رتب على ذلك الفقهاء الحنفية والشافعية كثيرا من المسائل الشرعية. وقال ابن حجر الهيثمي الشافعي في فتاويه انه إذا غربت عليه الشمس في بلدة وكان صاحب خطوة فحضر مطلعا آخر لم تغرب فيه بعد ما صلى المغرب في البلد الأول لا يلزمه إعادتها وظهور الطعام والشراب واللباس من الغيب عند الحاجة إلى شيء من ذلك كما وقع لكثير من الاولياء والطيران في الهواء كما وقع لجعفر بن أبي طالب بعد موته من الطيران مع الملائكة بجناحين وما وقع للقمان السرخسي وغيرهما والمشي على الماء وكلام الجماد والبهيمة والطير وغير ذلك من انواع الخوارق للعادة الواقع للأولياء تكريما لهم من الله تعالى في حياتهم وبعد موتهم اهـ. وقال أبو بكر الاشعري إن المعجزات تختص بالانبياء والكرامات تكون للأولياء اهـ. وقال محيي الدين بن عربي الحاتمي في الباب 186 في معرفة مقام خرق العادات:
* خَرْقُ الْعَوَائِدِ أَقْسَامٌ مُقَسَّمَةٌ ... أَتَى بِهَا النَّظَرُ الْفِكْرِيُّ مَحْصُورَهْ *
* مِنْهَا مُعَيَّنَةٌ بِالْحَقِّ قَائِمَةٌ ... كَالْمُعْجِزَاتِ عَلَى الإِرْسَالِ مَقْصُورَهْ *
* وَمَا سِوَاهَا مِنَ الأَقْسَامِ مُحْتَمَلٌ ... وَلَيْسَ لِلْعِلْمِ فِي تَعْيِينِهِ صُورَهْ *
* وَكُلُّهَا فِي كِتَابِ اللهِ بَيِّنَةٌ ... فَقِفْ عَلَيْهِ تَجِدْهَا فِيهِ مَسْطُورَهْ *
* بُشْرَى وَسِحْرٌ وَمَكْرٌ اوْ عَلاَمَتُهُ ... وَكُلُّهَا فِي كِتَابِ اللهِ مَذْكُورَهْ *
* فَهَذِهِ خَمْسَةٌ أَقْسَامُهَا انْحَصَرَتْ ... لِلنَّاظِرِينَ وَفِي الأَكْوَانِ مَشْهُورَهْ *
وقال أبو العباس الحضرامي: وكرامة الله تعالى لأوليائه لا تنقطع بموتهم بل ربما زادت كما هو معلوم في كثير منهم اهـ. وقال أبو إسحاق ابراهيم التازي نزيل وهران من الجزائر وهو أحد العلماء العاملين:
* زِيَارَةُ أَرْبَابِ التُّقَى مَرْهَمٌ يُبْرِي ... وَمِفْتَاحُ أَبْوَابِ الْهِدَايَةِ وَالْخَيْرِ *
* وَتَحْدُثُ فِي الصَّدْرِ الْحَيِيِّ إِرَادَةٌ ... وَتَشْرَحُ صَدْرًا ضَاقَ مِنْ شِدَّةِ الْوِزْرِ *
* وَتَنْصُرُ مَظْلُومًا وَتَرْفَعُ خَامِلاً ... وَتُكْسِبُ مَعْدُومًا وَتُجْبِرُ ذَا كَسْرِ *
* وَتُبْسِطُ مَقْبُوضاً وَتُضْحِكُ بَاكِيًا ... وَتُرْفِدُ بِالْبَذْلِ الْجَزِيلِ وَبِالأَجْرِ *
إلى أن قال:
* عَلَيْكَ بِهَا فَالْقَوْمُ بَاحُوا بِسِرِّهَا ... وَوَصَّوْا بِهَا يَا صَاحِ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ *
* فَزُرْ وَتَأَدَّبْ بَعْدَ تَصْحِيحِ نِيَةٍ ... تَأَدُّبَ مَمْلُوكٍ مَعَ الْمَالِكِ الْحُرِّ *
* وَلاَ فَرْقَ فِي أَحْكَامِهَا بَيْنَ سَالِكٍ ... مُرَبٍّ وَمَجْذُوبٍ وَحَيٍّ وَذِي قَبْرِ *
* وَذِي الزُّهْدِ وَالْعُبُّادِ فَالْكُلُّ مُنْعَمٌ ... عَلَيْهِ وَلَكِنْ لَيْسَتِ الشَّمْسُ كَالْبَدْرِ *
وفي كتاب محبة الصالحين ببذل المناصحة ما نصه: قال الشيخ زروق إن روح الإسلام حب الله تعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب الاخرة وحب الصالحين اهـ وقال أبو نعيم في الحلية: إن أفضل ما تعبد به المتعبدون التحبب إلى أولياء الله تعالى بما يحبون وإن علامة محبة الله تعالى محبة أوليائه اهـ. وقال الإمام عبد الوهاب الشعراني: إن بعض مشائخه ذكر له أن الله تعالى يوكل بقبر كل ولي ملكا يقضي حوائج من توسل به اهـ. وفي سنن المهتدين للقاني أن سيدي المنثوري كان ينشد:
* اسْرُدْ حَدِيثَ الصَّالِحِينَ وَسَمِّهِمْ ... فَبِذِكْرِهِمْ تَتَنَزَّلُ الْبَرَكَـاتُ *
* وَاحْضُرْ مَجَالِسَهُمْ تَنَلْ بَرَكَاتِهِـمْ ... وَقُبُورَهُمْ زُرْهَا إِذَا مَا مَاتُوا *
وقال الشيخ أبو عبد الله بن النعمان في كتاب سفينة النجاة ما نصه: إن زيارة قبور الصالحين والتشفع بهم معمول بها عند علمائنا المحققين من أئمة الدين فمن أراد حاجة فليتوسل بهم إلى الله تعالى فإنهم الواسطة بين الله وخلقه اهـ. وقال أبو عبد الله بن الحاج في كتابه المدخل مانصه: وزيارتهم في الحقيقة مواصلة للنبي صلى الله عليه وسلم وكذا التوسل بهم واستحضر هذا المعنى عند زيارتهم والتوسل بهم يكمل حالك وتحصل آمالك، وفي أجوبة الشيخ أبي المحاسن ما نصه: إن زيارة الأولياء والعلماء مواصلة له صلى الله عليه وسلم إذ كل خير وبركة قلت أو جلت منه حصلت وبطاعته ظهرت لأن سائر الأولياء والعلماء صورة تفضيله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه فهو الجامع لما افترق فلا زائر ولا مزور إلا له صلى الله عليه وسلم فجميع الاولياء وجميع الانبياء منسوبون إليه ومستمدون منه فلا ترى على التحقيق كرامة ولا آية ولا خرق عادة إلا وهي له صلى الله عليه وسلم اهـ. وأما القرب من الولي ففصل فيه الاجهوري تفصيلا شافيا فقال هل يجوز القرب من الولي عند الزيارة أم لا: الظاهر أن ذلك يختلف باختلاف مقامات الزائرين ومقامات المزورين قال وأجاز بعضهم تقبيل الاعتاب والمقاصير إذا كان عند الزائر حسن اعتقاد ولم يكن مقتدى به انتهى.
-------------المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:152. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
........... يتبع ...........
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر