أهلاً ومرحباً بكم، وكل عام وحضراتكم بخير بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم.
بقلم : أ.د سعد محمود سعد
من المعروف منذ القدم، ومن السنة الشريفة "أن المعدة هي بيت الداء والدواء"، فالعلاقة بين الغذاء وصحة الانسان من الأمور التي حيرت الإنسان على مر العصور، حتى قبل إكتشاف أجهزة التحليل أو التركيب الكيميائي للدم، أوالهضم والامتصاص، أو حتى قبل أن يعرف البشر التصنيف العلمي للأغذية إلى بروتينات وكربوهيدرات ودهون، إلخ. فقد أستطاع الانسان بالفطرة والمشاهدة والملاحظة والتجربة إكتشاف "العلاقة بين غذائه وصحته". وأصبح الانسان دائم الربط بين ما يتناوله وبين ما يشعر به من أوجاع أو آلام، ولذلك عرف الانسان طب الأعشاب والأغذية الوظيفية والتداوي بها، سواء كان صحيح أو صدفة، المهم أنه مقتنع بالنتيجة. فقبل التسليم بفائدة مادة غذائية معينة وربطها بعلاج أو تسكين آلام مرض ما، من المؤكد أنه حدثت كوارث جمة نتيجة التجربة بإستخدام مادة قد تزيد من شدة ووطأة الألم أو المرض، أو من تكرار أو زيادة الجرعة أو وجود تلوث بمسببات الأمراض الأخرى أو وجود مواد سامة أشد فتكاً من سبب التعاطي نفسه، أو علاج شيئ والاصابة بشيئ آخر غير متوقع. ومن التجربة والخطأ، التي أصبحت فيما بعد من ثوابت البحث العلمي Try & Error، إستطاع الانسان أن يعرف ويتعلم، ثم يفيد الآخرين بل ويتوارثه "طب الأعشاب" و"الأغذية الوظيفية". وفي أغوار التاريخ نجد آلاف من النخبة المتميزة على مر السنين والتي استفادت من ذلك واستطاعت أن تبحث وتجرب وتحاول مساعدة الآخرين، إما لوجه الله تعالى أو سعياً للربح أو للشهرة أو حتى بغرض التقرب للملوك والحكام، هؤلاء هم أطباء الأزمنة القديمة ومازالوا في كل زمان.
- وتطورت العلوم، ومنها الطب والتغذية، وأصبح التغير التكنولوجي الهائل الذي حدث منذ أوائل القرن الماضي هو الجسر الذي عبر بالبشرية إلى آفاق بعيدة وحقق آمال وأحلام العلماء، وهم، دون غيرهم لا يصدقون ما حدث وما يحدث الآن وما سوف يحدث في المستقبل.
وحقيقة الأمر أن الحديث عن الأغذية والأطعمة لا ينتهي أبداً، فإن " العلاقة بين الغذاء وصحة الانسان" دائماً سوف تكون دائماً على قمة اهتمامات البشر.
- أن الأغذية التي تحتوي على مضادات الأكسدة Anti-Oxidants معروف أنها تقلل من الاصابة بمرض السرطان، وهي مفيدة أيضاً لصحة العقل ونشاطه، وتحسن من الحالة النفسية للانسان. ومن أمثلة هذه الأغذية، الفاكهة والخضراوات ومعظم الحبوب مثل القمح والبقوليات والبذور وبعض التوابل وجوز الهند والمكسرات والأطعمة التي تحتوي على الكثير من الألياف. وعلى العكس تماماً، فإن بعض أنواع الأغذية، مثل التي تحتوي على الدهون المشبعة والأطعمة الدسمة، علاوة على أنها تصيب الانسان بالسمنة المفرطة وبارتفاع ضغط الدم ومعدل الكوليسترول والسكر وزيادة التعرض للأزمات القلبية، فإنها أيضاً تؤثر سلبياً على صحة العقل ونشاطه وسوء الحالة المزاجية.
- حتى أنه غالباً ما يتم الربط بين النظام الغذائي والفترة التي سوف يعيشها الانسان، فمن الذي سيعيش أطول أكلة السمك أم النباتيون؟. ومن هم الأقل عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، وحتى الأمراض النفسية والعصبية؟ ، أكلة اللحوم أم قليلو الحركة؟. وهل الشوكولاتة مفيدة للقلب أم مضرة؟ وكذلك القهوة (البن). هل شرب اللبن مفيد للمعدة أم مضر؟، إلخ. كل يوم جديد وعجيب، شيئ محير وليس له نهاية طالما يبحث الانسان ويفكر.
- وهذا المفهوم قد يتعارض مع ما هو متبع في البلدان الشرقية والتي تهوى تناول الدهون والأطعمة الدسمة والمسبكة مثل جميع أنواع الطبخات المعدة بإستخدام السمن البلدي أو النباتي والتي تحبها الشعوب العربية والمملوءة باللحم أوالدجاج والمخلوطة بالأرز أو الخبز مثل الكبسة والمقلوبة والمحشي والدمعة، والتقلية، وشوربة النخاع وفتة الكوارع بالخل والثوم وخلافه، وغيرها مثل نهم الدول الشرقية في إستهلاك الحلويات الشرقية، مثل البسبوسة والكنافة والبقلاوة بكميات هائلة!!!. هذه الأطعمة الدسمة والحلويات يقال عنها دائماً أنها "ترم العظم" "وتملاء البطن" "وتشد العصب" "وتحسن المزاج وتفتح النفس". وللأسف، كل هذه الوجبات رغم طعمها اللذيذ ورائحتها المميزة، لها خطورتها على الصحة العامة، وإن لم تكن مصاحبة بدوام الحركة والرياضة أو على الأقل ممارسة التمرينات الرياضية اليومية، بهدف حرق الدهون وتخفيض السعرات الحرارية وطرد السموم من الجسم. فمعظم الأشخاص الأصحاء ظاهرياً والمصابون بإرتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكلوسترول الضار هم من محبي هذا المطبخ الشرقي وهذه الأطعمة والحلويات الدسمة.
وعموماً كل مطبخ له فوائدة ومضاره:
· المطبخ الشرقي، وهو معروف لدينا جميعاً.
· المطبخ الايطالي، وهو معروف أيضاً.
· مطبخ دول حوض البحر المتوسط، يتميز بقليل من الدهون المشبعة، وعلى الكثير من الدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، واللبن الزبادي، والسمك، والدجاج، الفواكه والخضراوات، إلخ.
· المطبخ الأوروبي الغربي...
· المطبخ الأوروبي الشرقي....
· مطبخ وسط أوروبا....
· المطبخ الياباني...
· مطبخ أمريكا اللاتينية...
· المطابخ الأفريقية....
· المطبخ الأسباني...
· وهكذا لو تعمقنا في وصف وتتبع خواص كل نوع من هذه المطابخ بفوائدها ومضارها، فسوف نجد أمامنا مادة علمية خصبة لتنشيط العقل وزيادة الثقافة.
· وأخيراً، إن توليفة من أي نظام غذائي صحي متوازن مع نشاط بدني متوسط مستمر، يفترض أنها تساعد مخ الانسان على البقاء سليما، والذهن متقد دائماً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم : دكتور سعد محمود سعد أحمد سلامة
أستاذ سلامة الأغذية
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر