كلمة عن كتاب (الحكم) وصاحبه:
هو الإمام الملقب بتاج الدين، أحمد بن محمد بن عبد الكريم..
ابن عطاء الله السكندري المالكي، المتوفى عام 709 من الهجرة.
فهو من أعيان القرن السابع الهجري. وقد بدأ فتفقه ودرس التفسير
والحديثواللغة والأدب على شيوخ له في مصر، ثم توج حياته
العلمية بالسلوك التربوي والسعي إلى تزكية النفس على يد عالمين
جليلين جمع كل منهما بين ضوابط العلوم الشرعية وأصول تزكية
النفس من أمراضها التي سماها الله «باطن الإثم» أما أحدهما
فهو الشيخ أبو العباس المرسي أحمد بن عمر الذي اشتهر إلى جانب
غزارة العلم بالصلاح والتقوى. وأمّا الآخر فهو الشيخ أبو الحسن
الشاذلي علي بن عبد الله، وهو المرجع الأول في الطريقة
الشاذلية. وقد توفي الأول منهما عام 686 هـ، أما الثاني فقد
توفي عام 656 هـ.لمع اسم ابن عطاء الله عالماً من أجلّ علماء
الشريعة، مصطبغاً بحقائقها ولبابها التي تُحَرِّرُ الإنسان من
حظوظ النفس والهوى، وترقى به إلى سدة الصدق مع الله، وتمام
الرضا عنه، وكمال الثقة به، والتوكل عليه. ودرّس علوم الشريعة
في الأزهر، وتخرج على يديه كثير من مشاهير العلماء، من أمثال
الإمام تقي الدين السبكي، والإمام القرافي..وكان إذا جلس للنصح
والوعظ والتوجيه، أخذ حديثه بمجامع القلوب، وسرى من كلامه
تأثير شديد إلى النفوس. شهد له بذلك أقرانه الذين كانوا في
عصره، والعلماء الذين جاؤوا من بعدهم، على اختلاف مذاهبهم
ومشاربهم.أما كتابه (الحكم) فلا أعلم كتيّباً صغيراً في حجمه
انتشر في الأوساط المختلفة كانتشاره، وتقبلته العقول والنفوس
كتقبلها له!..هو مجموعة مقاطع من الكلام البليغ الجامع لأوسع
المعاني بأقلّ العبارات.. كلها مستخلص من كتاب الله أو من سنة
رسول الله .وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أما القسم الأول منها
فيدور على محور التوحيد وحماية المسلم من أن يتسرب إليه شيء من
المعاني الخفية الكثيرة للشرك، وأما القسم الثاني فيدور على
محور الأخلاق وإلى تزكية النفس وأما القسم الثالث فيدور على
محور السلوك وأحكامه المختلفة.وقد تسابق كثير من العلماء في
عصور مختلفة إلى كتابة شروح لهذا الكتيّب الصغير في حجمه
والكبير في آثاره ونفعه، ويبدو أن أكثرهم إنما اندفعوا إلى ذلك
ابتغاء التبرك به وأملاً في أن ينالهم شيء من نفحاته، لا سيما
بعد أن تأكد لهم أن كثيرين من طلاب العلم في الأزهر فتح الله
عليهم ورفع لهم من حياتهم شأناً بنفحاته وبركاته. * * *
مقدمة
حِكَم ابن عطاء الله والتصوف:
سيقول بعض الناس: إن العكوف على دراسة هذه الحكم إنما هو
انصراف إلى (التصوف). والتصوف شيء طارئ على الإسلام متسرب
إليه، فهو من البدع التي حذر منها رسول الله إذ قال: «..
وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة»
رواه_أبو_داود_والترمذي_من_حديث_العرباض_بن_سارية_وأ وله:_وعظنا
_رسول_الله_(_موعظة_بليغة_وجلت_منها_القلوب... . وأقول في
الجواب: أما الأسماء والمصطلحات فلا شأن لنا بها ولا نتعامل
معها. وها أنا منذ الآن سأبعد كلمة (التصوف) هذه، من قاموس
تعابيري وكلماتي، مع العلم بأن الأسماء والكلمات ليست هيالتي
توصف بأنها الإسلام أو هي البدع الطارئة عليه، وإنما الذي يوصف
بهذا أو ذاك، مسميات الأسماء ومضامينها والمعاني التي جاءت
الأسماء والمصطلحات معبراً عنها وخادماً لها.. فالمصطلحات
والأسماء ليست هي المعنيّ بقول رسول الله : «محدثات الأمور»
وإنما المعنيّ بها المعاني والمسميات التي تتمثل في معتقدات
زائغة أو سلوكات باطلة.ولكني، على الرغم من هذا، لن أتعامل مع
الأسماء والمصطلحات الحديثة التي تثير حساسية بعض الناس الذين
يتعاملون مع الأسماء والمصطلحات والشعارات أكثر مما يقفون على
جوهر المعاني والمسميات. ولذا فلسوف أحاول أن أشطب كلمة
(التصوف) هذه من ذاكرتي، فإن لم أستطع إلى ذلك سبيلاً، فلا
أقل من أن أبعدها عن قاموس تعابيري وكلماتي خلال رحلتي هذه
كلها في خدمة حكم ابن عطاء الله وتجلية معانيها.على أن ابن
عطاء الله أيضاً لم يدن إلى هذه الكلمة في شيء من حكمه هذه قط.
بل إني لم أجده يعرّج على هذه الكلمة في أي من كتابيه (لطائف
المنن) و (التنوير في إسقاط التدبير) وهما الكتابان اللذان
أتيح لي أن أقرأهما وأستفيد منهما بالإضافة إلى الحكم.إذن
فلننظر فيما سنصغي إليه من هذه الحكم إلى اللباب والمعاني، ثم
لنضع هذه المعاني كلها في ميزان كتاب الله وسنة رسوله. فما
وافق من ذلك هذا الميزان قبلناه، وما خرج عليه وشرد عنه
رددناه
هو الإمام الملقب بتاج الدين، أحمد بن محمد بن عبد الكريم..
ابن عطاء الله السكندري المالكي، المتوفى عام 709 من الهجرة.
فهو من أعيان القرن السابع الهجري. وقد بدأ فتفقه ودرس التفسير
والحديثواللغة والأدب على شيوخ له في مصر، ثم توج حياته
العلمية بالسلوك التربوي والسعي إلى تزكية النفس على يد عالمين
جليلين جمع كل منهما بين ضوابط العلوم الشرعية وأصول تزكية
النفس من أمراضها التي سماها الله «باطن الإثم» أما أحدهما
فهو الشيخ أبو العباس المرسي أحمد بن عمر الذي اشتهر إلى جانب
غزارة العلم بالصلاح والتقوى. وأمّا الآخر فهو الشيخ أبو الحسن
الشاذلي علي بن عبد الله، وهو المرجع الأول في الطريقة
الشاذلية. وقد توفي الأول منهما عام 686 هـ، أما الثاني فقد
توفي عام 656 هـ.لمع اسم ابن عطاء الله عالماً من أجلّ علماء
الشريعة، مصطبغاً بحقائقها ولبابها التي تُحَرِّرُ الإنسان من
حظوظ النفس والهوى، وترقى به إلى سدة الصدق مع الله، وتمام
الرضا عنه، وكمال الثقة به، والتوكل عليه. ودرّس علوم الشريعة
في الأزهر، وتخرج على يديه كثير من مشاهير العلماء، من أمثال
الإمام تقي الدين السبكي، والإمام القرافي..وكان إذا جلس للنصح
والوعظ والتوجيه، أخذ حديثه بمجامع القلوب، وسرى من كلامه
تأثير شديد إلى النفوس. شهد له بذلك أقرانه الذين كانوا في
عصره، والعلماء الذين جاؤوا من بعدهم، على اختلاف مذاهبهم
ومشاربهم.أما كتابه (الحكم) فلا أعلم كتيّباً صغيراً في حجمه
انتشر في الأوساط المختلفة كانتشاره، وتقبلته العقول والنفوس
كتقبلها له!..هو مجموعة مقاطع من الكلام البليغ الجامع لأوسع
المعاني بأقلّ العبارات.. كلها مستخلص من كتاب الله أو من سنة
رسول الله .وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أما القسم الأول منها
فيدور على محور التوحيد وحماية المسلم من أن يتسرب إليه شيء من
المعاني الخفية الكثيرة للشرك، وأما القسم الثاني فيدور على
محور الأخلاق وإلى تزكية النفس وأما القسم الثالث فيدور على
محور السلوك وأحكامه المختلفة.وقد تسابق كثير من العلماء في
عصور مختلفة إلى كتابة شروح لهذا الكتيّب الصغير في حجمه
والكبير في آثاره ونفعه، ويبدو أن أكثرهم إنما اندفعوا إلى ذلك
ابتغاء التبرك به وأملاً في أن ينالهم شيء من نفحاته، لا سيما
بعد أن تأكد لهم أن كثيرين من طلاب العلم في الأزهر فتح الله
عليهم ورفع لهم من حياتهم شأناً بنفحاته وبركاته. * * *
مقدمة
حِكَم ابن عطاء الله والتصوف:
سيقول بعض الناس: إن العكوف على دراسة هذه الحكم إنما هو
انصراف إلى (التصوف). والتصوف شيء طارئ على الإسلام متسرب
إليه، فهو من البدع التي حذر منها رسول الله إذ قال: «..
وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة»
رواه_أبو_داود_والترمذي_من_حديث_العرباض_بن_سارية_وأ وله:_وعظنا
_رسول_الله_(_موعظة_بليغة_وجلت_منها_القلوب... . وأقول في
الجواب: أما الأسماء والمصطلحات فلا شأن لنا بها ولا نتعامل
معها. وها أنا منذ الآن سأبعد كلمة (التصوف) هذه، من قاموس
تعابيري وكلماتي، مع العلم بأن الأسماء والكلمات ليست هيالتي
توصف بأنها الإسلام أو هي البدع الطارئة عليه، وإنما الذي يوصف
بهذا أو ذاك، مسميات الأسماء ومضامينها والمعاني التي جاءت
الأسماء والمصطلحات معبراً عنها وخادماً لها.. فالمصطلحات
والأسماء ليست هي المعنيّ بقول رسول الله : «محدثات الأمور»
وإنما المعنيّ بها المعاني والمسميات التي تتمثل في معتقدات
زائغة أو سلوكات باطلة.ولكني، على الرغم من هذا، لن أتعامل مع
الأسماء والمصطلحات الحديثة التي تثير حساسية بعض الناس الذين
يتعاملون مع الأسماء والمصطلحات والشعارات أكثر مما يقفون على
جوهر المعاني والمسميات. ولذا فلسوف أحاول أن أشطب كلمة
(التصوف) هذه من ذاكرتي، فإن لم أستطع إلى ذلك سبيلاً، فلا
أقل من أن أبعدها عن قاموس تعابيري وكلماتي خلال رحلتي هذه
كلها في خدمة حكم ابن عطاء الله وتجلية معانيها.على أن ابن
عطاء الله أيضاً لم يدن إلى هذه الكلمة في شيء من حكمه هذه قط.
بل إني لم أجده يعرّج على هذه الكلمة في أي من كتابيه (لطائف
المنن) و (التنوير في إسقاط التدبير) وهما الكتابان اللذان
أتيح لي أن أقرأهما وأستفيد منهما بالإضافة إلى الحكم.إذن
فلننظر فيما سنصغي إليه من هذه الحكم إلى اللباب والمعاني، ثم
لنضع هذه المعاني كلها في ميزان كتاب الله وسنة رسوله. فما
وافق من ذلك هذا الميزان قبلناه، وما خرج عليه وشرد عنه
رددناه
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر