بسم الله
الرحمن الرحيم
الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصوم جنة
** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصِّيَامُ
جُنَّةٌ .[1]
( الصوم جنة
) بضم الجيم الترس أي مانع من النار أو من المعاصي بكسر الشهوة وضعف القوة
.
وقال في
النهاية الصوم جنة أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات والجنة الوقاية .
انتهى[2]
والجنة بضم
الجيم الوقاية والستر قال بن العربي : انما كان الصوم جنة من النار لأنه
إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بالشهوات .[3]
( الصَّوْم
جُنَّة ) أَيْ سِتْر مِنْ النَّار وَالْمَعَاصِي الْمُؤَدِّيَة إِلَيْهَا .[4]
( الصوم
جُنة ) والجُنة: ما يقي الإنسان، ويجنه من الأعداء، وتكون وقاية بينه وبين
الآخرين، فإذا خرّق هذه الجُنة؛ توجهت إليه السهام من تلك الخروق ، فالجنة
كانت من الخير وفعل الخير، وهو مزقها بأفعال الشر.[5]
(الصوم
جُنَّة) بضم الجيم: الترس والوقاية، أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات
والمعاصي المؤدية إلى النار في الآخرة، كالمجن الذي يقي صاحبه عند القتال
من الضرب، فالشبع مجلبة للآثام منقصة للإيمان، فإنه يوقع الإنسان في مداحض
فيزيغ عن الحق ويغلب عليه الكسل، فيمنعه من وظائف العبادات ويكثر المواد
الفضول فيه فيكثر غضبه وشهوته ويزيد حرصه، فيوقعه في طلب ما زاد على حاجته
فيوقعه في المحارم .[6]
وقوله: "جنة"
بضم الجيم، وتشديد النون المفتوحة: ما يجنك؛ أي: يسترك ويقيك. والمجن بكسر
الميم، وفتح الجيم، وتشديد النون : الترس .
والمعنى: أن
الصوم وقاية للنفس، تحفظها من الوقوع في المكاره، كما أن الترس يتقي به
المحارب سلاح خصمه، كالسيف وغيره، فانظر كيف يبين لنا الشارع المنافع التي
تنقذنا من الآفات، وكيف نتقي المعاصي والمخالفات إذا هجمت علينا، وقائدها
إبليس الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء، والهوى المتبع.
نسأل الله أن
يلهمنا ما يدفع الشيطان وجنوده بكثرة التعبد، والانكباب على الأعمال
الصالحة، والمشاريع الخيرية.[7]
( الصيام
جنة ) هو بضم الجيم ومعناه سترة ومانع من
الرفث والآثام ومانع أيضا من النار ومنه المجن وهو الترس ومنه الجن
لاستتارهم .[8]
قلت محمود : فالصوم جنة أى يقى صاحبه من المعاصى
والشهوات
فى الدنيا ومن اتقى المعاصى والشهوات فى الدنيا وقاه الله من النار فى
الآخرة وكان سبيله إلى الجنة سهلا ميسورا .
فهو جنة من أمراض البدن فإن الإنسان إذا صام وتقلل من
الطعام فإنه بذلك يقى نفسه وبدنه من الأمراض التى تترتب على كثرة الطعام .
وهو جنة من المعاصى التى من اتقاها نجا من العقوبات
المترتبة عليها فى الدنيا والآخرة .
وهو جنة من العطش يوم القبامة فالصائمون الذين تحملوا
العطش فى الدنيا طلبا لمرضات الله عزوجل كان جزاؤهم باب الريان يوم القيامة
.
عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ
لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا
يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ
فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا
أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ . صحيح
البخاري - (6 / 461)
وهو جنة من الشهوات فى الدنيا ومن اتقى الشهوات فى
الدنيا
وقاه الله من النار يوم القيامة فقد حفت النار بالشهوات .
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ
وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ .[9]
وهو جنة من الوقوع فى الفواحش . فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
يَزِيدَ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ عَلَى عَبْدِ
اللَّهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ
اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ
وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ
فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ .[10]
وهو جنة من الغباء فإنه إذا امتلأت المعدة نامت
الفكرة فعَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ
آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ
لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ . [11]
وهو جنة من الشيطان لأن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى
الدم والدم من الطعام فإذا قل الطعام قل الدم فقل جريان الشيطان . وكما جاء في الحديث أنه عليه الصلاة
والسلام قال : إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ
السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ .[12]
[1]صحيح مسلم - (6 /
16)
[2]
تحفة الأحوذي - (7 / 304)
[3]
تنوير الحوالك - (1 / 226)
[4]
حاشية السندي على ابن ماجه - (7 / 343)
[5]
شرح الأربعين النووية - (43 / 9)
[6]
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (1 /
99)
[7]
الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية - (1 /
110)
[8]
شرح النووي على مسلم - (8 / 30)
[9]
صحيح مسلم - (13 / 448)
[10]
صحيح البخاري - (15 / 498)
[11]
صحيح وضعيف سنن الترمذي - (5 / 380) تحقيق الألباني
:صحيح
، ابن ماجة ( 3349 )
[12]
صحيح البخاري -
(6 / 465)
16)
[2]
تحفة الأحوذي - (7 / 304)
[3]
تنوير الحوالك - (1 / 226)
[4]
حاشية السندي على ابن ماجه - (7 / 343)
[5]
شرح الأربعين النووية - (43 / 9)
[6]
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (1 /
99)
[7]
الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية - (1 /
110)
[8]
شرح النووي على مسلم - (8 / 30)
[9]
صحيح مسلم - (13 / 448)
[10]
صحيح البخاري - (15 / 498)
[11]
صحيح وضعيف سنن الترمذي - (5 / 380) تحقيق الألباني
:صحيح
، ابن ماجة ( 3349 )
[12]
صحيح البخاري -
(6 / 465)
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر