دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com

دارة السادة الأشراف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنساب , مشجرات , مخطوطات , وثائق , صور , تاريخ , تراجم , تعارف , دراسات وأبحاث , مواضيع متنوعة

Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 79880579.th
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 78778160
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 16476868
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 23846992
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 83744915
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 58918085
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 99905655
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 16590839.th
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا Resizedk
حكمة اليوم ( 7 )  اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا 20438121565191555713566

    حكمة اليوم ( 7 ) اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا

    avatar
    محمود محمدى العجوانى
    عضو فعال
    عضو فعال


    علم الدولة : مصر
    عدد الرسائل : 367
    البلد : مصر
    العمل : صاحب شركة سياحة
    الهوايات : الدعوة إلى الله
    تقييم القراء : 3
    النشاط : 6635
    تاريخ التسجيل : 10/04/2010

    خاطرة حكمة اليوم ( 7 ) اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا

    مُساهمة من طرف محمود محمدى العجوانى الثلاثاء 22 يونيو - 0:28

    حكمة اليوم
    ( 7 ) اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي
    مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا



    ** عَنْ
    ابْنِ سَفِينَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ
    فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
    }اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا
    أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا قَالَتْ : فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ
    قُلْتُ : أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ
    إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا
    فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَتْ
    : أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاطِبَ
    بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي لَهُ فَقُلْتُ إِنَّ لِي بِنْتًا وَأَنَا
    غَيُورٌ فَقَالَ أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا
    وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ .[1]



    إن الإنسان لضغف
    إيمانه وقلة يقينه قد يظن أن عطاء الله له إذا سلبه منه لن يعطيه خيرا منه .



    ولكن المؤمن
    الواثق بربه يعلم أن خزائن الله ملأى .



    المؤمن
    يعلم دائما أن قضاء الله لا يأتى إلا بخير .



    فهذه أم سلمة رضى الله
    عنها لما مات زوجها قالت أى المسلمين خير من أبى سلمة ولكنها امتثلت الأمر وقالت
    ما أمر به النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حيث قال : مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ {
    إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }



    اللَّهُمَّ
    أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ
    لَهُ خَيْرًا مِنْهَا
    .



    فأخلف الله
    لها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو خير من أبى سلمة رضى الله عنه .



    فخزائن
    الله ملأى .



    إن المصيبة إنما هى
    مصيبة إذا نظرنا إليها بقدرتنا وقوتنا وما عندنا من الأسباب ولكن إذا نحن أنزلناها
    بالله هانت فإن الله لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء .



    فإذا نزلت بك نازلة
    فأنزلها بالله ولا تنزلها بالناس فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
    " من أصابته فَاقَةٌ ، فأنزلها بالناس؛ لم تُسَدَّ فَاقتُهُ . ومن أنزلها
    بالله ؛ أوشك الله له بالغنى : إما بِمَوْتٍ عاجلٍ، أو غِنىً عاجل ".[2]



    وصدق القائل :


    لا
    تَسأَلنَّ بُنَيَّ آدم حاجةًى وسلِ
    الذي أبوابه لا تغلق



    اللهُ يغضبُ
    إن تركت سؤاله وبُنيَّ آدم حين يُسأل
    يغضبُ



    وصدق القائل أيضا :


    ولرب
    نازلةٍ يضيق بها الفتى…ذرعا وعند الله منها المخرج



    ضاقت فلما استحكمت
    حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج



    قال وهب
    بن منبه -رحمه الله-: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد
    الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء .



    قال تعالى
    :
    {كُلُّ
    نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
    وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }



    وقال
    تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ
    الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ
    إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
    رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
    وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) }



    وقال
    تعالى : { وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ
    يَرْجِعُونَ }



    وقال
    تعالى : {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ
    وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ
    فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)}



    وما أصدق
    الشاعر إذ يقول:



    قد يُنعم
    الله بالبلوى وإن عظمت...........ويبتلي الله بعض القوم بالنعم



    وأجمل من
    ذلك قول الحق سبحانه وتعالى: {فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ
    خَيراً كَثِيراً}. [النساء:1] وقوله: {وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ
    لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ
    تَعلَمُونَ }.



    لذا فاعلم
    يا عبد الله أنه إنَّما ابتلاك الذي أنعم عليك، وأخذ منك الذي أغدق عليك. وليس كل
    ما تكرهه نفسك فهو مكروه على الحقيقة، ولا كل ما تهواه نفسك فهو نافع محبوب، والله
    يعلم وأنت لا تعلم.



    لئن كان
    بعض الصبر مُرًّا مذاقُه.............. فقد يُجتنى من بعده الثمرُ الحلوُ



    يقول بعض
    السلف: "إذا نزلت بك مصيبة فصبرت، كانت مصيبتك واحدة. وإن نزلت بك ولم تصبر،
    فقد أُصبت بمصيبتين: فقدان المحبوب، وفقدان الثواب". ومصداق ذلك من كتاب الله
    عز وجل قوله تعالى: {وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلَى حَرفٍ فَإِن أَصَابَهُ
    خَيرٌ اطمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجهِهِ خَسِرَ
    الدنيَا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ}. [الحج: 11 ].



    كُن في
    أمورك مُعرضاً............ وكل الأمور إلى القَضَا



    وأبشِر
    بخيرٍ عاجلٍ............ تنسى به ما قد مضى



    فلرُبَّ
    أمرٍ مسخطٍ............ لك في عواقبه الرضا [3]



    أيها
    المبتلى.. لعل لك عند الله تعالى منزلة لا تبلغها بعملك، فما يزال الله تعالى
    يبتليك بحكمته بما تكره ويصبرك على ما ابتلاك به، حتى تبلغ تلك المنزلة..فلم الحزن
    إذا؟![4]



    جاء فى موسوعة
    خطب المنبر –



    وما
    الابتلاء إلا عكس المقاصد وخلاف الأماني، والكل حتم يُتجرّع مرارته، ولكن ما بين
    مقِلٍّ ومستكثر، يُبتلى المؤمن ليهذَّب لا ليعذَّب، فتن في السراء، ومحن في
    الضراء، وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
    [الأعراف:168]، والمكروه قد يأتي بالمحبوب، والمرغوب قد يأتي بالمكروه، فلا تأمن
    أن توافيك المضرة من جانب المسرة، ولا تيأس أن تأتيك المسرة من جانب المضرة، قال
    عز وجل: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن
    تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ
    تَعْلَمُونَ [البقرة:216].



    فوطّن نفسك
    على المصائب قبل وقوعها، ليهن عليك وقعها، ولا تجزع بالمصائب، فللبلايا أمد محدود
    عند الله، ولا تسخط بالمقال، فرب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان، والمؤمن
    الحازم يثبت للعظائم، ولا يتغير فؤاده ولا ينطق بالشكوى لسانه، وخفف المصاب على
    نفسك بوعد الأجر وتسهيل الأمر، لتذهب المحن بلا شكوى، وما زال العقلاء يظهرون
    التجلد عند المصاب لئلا يتحملوا مع النوائب شماتة الأعداء، والمصيبة إن بدت لعدوّ
    سُرَّ واستبشر بها، وكتمان المصائب والأوجاع من شيم النبلاء، فصابر هجير البلاء،
    فما أسرع زواله، وغاية الأمر صبر أيام قلائل، وما هلك الهالكون إلا من نفاد
    الجَلَد، والصابرون مجزيون بخير الثواب، وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ
    أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:96]، وأجورهم مضاعفة،
    أُوْلَئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ [القصص:54]، بل
    وبغير حساب، والله معهم، والنصر والفرج معلق بصبرهم، وما منعك ربك ـ أيها المبتلى
    ـ إلا لتعطى، ولا ابتلاك إلا لتعافى، ولا امتحنك إلا لتصَفَّى، يبتلي بالنعم،
    وينعم بالبلاء، فلا تضيّع زمانك بهمّك بما ضمن لك من الرزق، فما دام الأجل باقياً
    كان الرزق آتيا، قال تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ
    رِزْقُهَا [هود:6]، وإذا أغلق عليك بحكمته طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً
    أنفع لك منه.



    بالابتلاء
    يُرفع شأن الأخيار، ويعظم أجر الأبرار، يقول سعد بن أبي وقاص قلت: يا رسول الله،
    أي الناس أشد بلاءٌ؟ قال: ((الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى
    الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف
    عنه، وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة)) رواه
    البخاري(2)[2].



    وطريق
    الابتلاء معبر شاق، تعب فيه آدم، ورمي في النار الخليل، وأضجِع للذبح إسماعيل،
    وألقي في بطن الحوت يونس، وقاسى الضر أيوب، وبيع بثمن بخس يوسف، وألقي في الجب
    إفكاً، وفي السجن ظلماً، وعالج أنواع الأذى نبينا محمد ، وأنت على سنة الابتلاء
    سائر، والدنيا لم تصفُ لأحد، ولو نال منها ما عساه أن ينال، يقول المصطفى : ((من
    يرد الله به خيراً يصب منه)) رواه البخاري(3)[3].



    قال بعض أهل
    العلم: من خلقه الله للجنة لم تزل تأتيه المكاره، والمصيبة حقاً إنما هي المصيبة
    في الدين، وما سواها من المصائب فهي عافية، فيها رفع الدرجات، وحط السيئات، وكل
    نعمة لا تُقرّب من الله فهي بلية، والمصاب من حُرِم الثواب، فلا تأس على ما فاتك
    من الدنيا، فنوازلها أحداث، وأحاديثها غموم، وطوارقها هموم، الناس معذبون فيها على
    قدر هممهم بها، الفرح بها هو عين المحزون عليه، آلامها متولدة من لذاتها، وأحزانها
    من أفراحها، يقول أبو الدرداء : (من هوان الدنيا على الله أنه لا يُعصى إلا فيها،
    ولا ينال ما عنده إلا بتركها) (4)[4].



    فتشاغل بما
    هو أنفع لك من حصول ما فاتك، من رفع خلل، أو اعتذار عن زلل، أو وقوف على الباب إلى
    رب الأرباب، وتلمّح سرعة زوال بليتك تهن، فلولا كرب الشدة ما رُجيت سعة الراحة،
    وأجمع اليأس مما في أيدي الناس تكن أغناهم، ولا تقنط فتُخذل، وتذكر كثرة نعم الله
    عليك، وادفع الحزن بالرضا بمحتوم القضا، فطول الليل وإن تناهى فالصبح له انفلاج،
    وآخر الهم أول الفرج، والدهر لا يبقى على حال، بل كل أمر بعده أمر، وما من شدة إلا
    ستهون، ولا تيأس وإن تضايقت الكروب، فلن يغلب عسر يسرين، واضرع إلى الله يزهو نحوك
    الفرج، وما تجرّع كأس الصبر معتصم بالله إلا أتاه المخرج، يعقوب عليه السلام لما
    فقد ولداً وطال عليه الأمد، لم ييأس من الفرج، ولما أُخد ولده الآخر لم ينقطع أمله
    من الواحد الأحد، بل قال: عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا
    [يوسف:83].



    وربنا وحده
    له الحمد، وإليه المشتكى، فإذا تكالبت عليك الأيام، وأغلقت في وجهك المسالك
    والدروب، فلا ترجُ إلا الله في رفع مصيبتك ودفع بليتك، وإذا ليلة اختلط ظلامها،
    وأرخى الليل سربال سترها، قلب وجهك في ظلمات الليل في السماء، وارفع أكف الضراعة،
    وناد الكريم أن يفرج كربك، ويسهل أمرك، وإذا قوي الرجاء، وجمع القلب في الدعاء لم
    يرد النداء، أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء
    [النمل:62]، وتوكل على القدير، والجأ إليه بقلب خاشع ذليل يفتح لك الباب، يقول
    الفضيل بن عياض: "لو يئست من الخلق لا تريد منهم شيئاً لأعطاك مولاك كل ما
    تريد"(5)[5].



    إبراهيم
    عليه السلام ترك هاجر وابنه إسماعيل بواد لا زرع فيه ولا ماء، فإذا هو نبيٌ يأمر
    أهله بالصلاة والزكاة، ومضى يونس مجرداً في العراء، ومن فوّض أمره إلى مولاه حاز
    مناه، وأكثر من دعوة ذي النون: لاَّ اله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّى كُنتُ
    مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]، يقول العلماء: ما دعا بها مكروب إلا فرج الله
    كربه، يقول ابن القيم: "وقد جُرب أن من قال: أَنّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ
    وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء:83]، سبع مرات كشف الله
    ضره"(6)[6]، فألقِ كنفك بين يدي الله، وعلّق رجاءك به، وسلِّم الأمر للرحيم،
    واسأله الفرج، واقطع العلائق عن الخلائق، وتحرّ أوقات الإجابة، كالسجود وآخر
    الليل، وإياك أن تستطيل زمن البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء،
    متعبَّد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء، فالفرج قريب، وسل
    فاتح الأبواب فهو الكريم، وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ
    إِلاَّ هُوَ [يونس:107]، وهو الفعال لما يريد.



    بلغ زكريا عليه
    السلام من الكبر عتيا، ثم وُهب بسيد من فضلاء البشر وأنبيائهم، وإبراهيم بُشر بولد
    وامرأته تقول بعد يأس من حالها: ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَاذَا بَعْلِى
    شَيْخًا [هود:72]، وإن استبطأت الرزق فأكثر من التوبة والاستغفار، فإن الزلل يوجب
    العقوبة، وإذا لم تر للإجابة أثراً فتفقد أمرك، فربما لم تصدق توبتك فصححها، ثم
    أقبل على الدعاء، فلا أعظم جوداً ولا أسمح يداً من الجواد، وتفقد ذوي المسكنة،
    فالصدقة ترفع وتدفع البلاء، وإذا كشفت عنك المحنة فأكثر من الحمد والثناء، واعلم
    أن الاغترار بالسلامة من أعظم المحن، فإن العقوبة قد تتأخر، والعاقل من تلمَّح
    العواقب، فأيقن دوماً بقدر الله وخلقه وتدبيره، واصبر على بلائه وحكمه، واستسلم
    لأمره.



    وصدق القائل :


    يا صاحب
    الهمّ إنّ الهمّ منقطعٌ ... أبشر بذاك فإنّ الكافي اللّه



    اليأس يقطع
    أحياناً بصاحبه ... لا تيأسنّ كأن قد فرّج اللّه



    اللّه حسبك
    ممّا عذت منه به ... وأين أمنع ممّن حسبه اللّه



    هنّ
    البلايا، ولكن حسبنا اللّه ... واللّه حسبك، في كلٍّ لك اللّه



    هوّن عليك،
    فإنّ الصانع اللّه ... والخير أجمع فيما يصنع اللّه



    يا نفس
    صبراً على ما قدّر اللّه ... وسلّمي تسلمي، فالحاكم اللّه



    يا ربّ
    مستصعب قد سهّل اللّه ... وربّ شرّ كثير قد وقى اللّه



    إذا بكيت
    فثق باللّه وأرض به ... إنّ الذي يكشف البلوى هو اللّه



    الحمد للّه
    شكراً لا شريك له ... ما أسرع الخير جدّاً إن يشا اللّه



    أخوكم
    ومحبكم فى الله



    طالب العفو
    الربانى



    محمود بن محمدى
    العجوانى









    [1] صحيح مسلم - (4 / 475)






    [2] صححه الألبانى فى صحيح أبي داود -
    (5 / 345)







    [3] موسوعة فقه الابتلاء -






    [4] موسوعة البحوث والمقالات العلمية - ( / 2)
    avatar
    محمود محمدى العجوانى
    عضو فعال
    عضو فعال


    علم الدولة : مصر
    عدد الرسائل : 367
    البلد : مصر
    العمل : صاحب شركة سياحة
    الهوايات : الدعوة إلى الله
    تقييم القراء : 3
    النشاط : 6635
    تاريخ التسجيل : 10/04/2010

    خاطرة رد: حكمة اليوم ( 7 ) اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا

    مُساهمة من طرف محمود محمدى العجوانى الأربعاء 14 يوليو - 17:20

    بسم الله الرحمن
    الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على
    رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 21 سبتمبر - 22:58