بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي خاتم الانبياء والمرسلين
سيدنا محمد كريم الاباء والامهات وعلى آله وسلم
وبعد
انقل الشرح والتفصيل بحث موضوعي عن مفهوم البدعه ودلائلها لأهل السنه والجماعه وتفنيد لاقوال المتنطعين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
لما كانت الخوارج من سماتهم الأصيلة تكفير الأمة وهو أمر متركز فى أصل شجرة بدعتهم .. ظهر فى فروعهم الموجودة الآن من المتمسلفة امتداد لهذا الأصل .. ولكن برمى الأمة بالبدعة .. فلا يرون أمرا أو عملا داومت عليه الأمة .. ودليل الأمة فى ذلك فهم صحيح من القرآن أو السنة .. إلا حكمت تلك الفرقة عليه بالبدعة !!
فتوجه القصد بعون الله تعالى وببركة الطاهر المبارك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذكر السنة والبدعة وأقسامها وأدلة الأحكام الشرعية وأقوال أهل العلم المعتبرين فى هذا المبحث .. مستفيدا مادة المقال من كتب أهل العلم ومقالات الباحثين .
أولا :
السنة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ ) هي منهج التعامل مع أصول الشريعة وأحكامها ، لا يعني به السنة التشريعية التي هي الأصل الثاني من أصول التشريع ؛ لأن الصحابة رضوان الله عليهم بعد انقطاع الوحي ليس بمقدورهم أن يؤصلوا أصلاً إلا على مثال سبق
فسنة الصحابة المهديين ليست هي ذات سنة المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم ؛
فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقتها التشريع ، وسنة الصحابة وأهل الحل والعقد حقيقتها التفريع..
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يشير في هديه هذا إلى تأسيس أصل من أصـول الشــريعة ألا وهــو الــقياس ، الذي دلت عليه الآية الكريمة في معرض قوله سبحانه
( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )[النساء:59].
يذكر الإمام الفخر رحمه الله في تفسيره أن هذه الآية تجمع في ثناياها مصادر التشريع الأربعة:
الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
- أما الكتاب والسنة فمأخوذان من قوله سبحانه( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول).
ـ وأما الإجماع فمأخوذ من قوله سبحانه وتعالى( وأولي الأمر منكم ) أي أهل الحل والعقد.
- وأما القياس فمأخوذ من قوله تعالى( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول).اهـ.
ثم قال : اعلم أن قوله( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) يدل عندنا على أن القياس حجة ، والذي يدل على ذلك أن قوله( فإن تنازعتم في شيء ) إما أن يكون المراد:
فإن اختلفتم في شيء حكمه منصوص عليه في الكتاب أو السنة أو الإجماع
أو المراد: فإن اختلفتم في شيء حكمه غير منصوص عليه في شيء من هذه الثلاثة
والأول باطل , لأن على ذلك التقدير وجب عليه طاعته فكان ذلك داخلاً تحت قوله( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وحينئذ يصير قوله( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) إعادة لعين ما مضى وإنه غير جائز.
وإذا بطل هذا القسم تعين الثاني...
إلى أن قال: فوجب أن يكون المراد رد حكمه إلى الأحكام المنصوصة في الوقائع المشابهة له وذلك هو القياس، فثبت أن الآية دالة على الأمر بالقياس. انتهى.
وقد كان ذلك فهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس على صلاة
التراويح وقال : نعم البدعة هذه , فتلاقى مع قول النبى صلى الله عليه وسلم
( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلىيوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )
فيمتدح النبي صلى الله عليه وسلم تلك البدعة الحسنة ويسميها سنة حسنة تأصيلاً منه لقاعدة القياس، وبياناً منه أن ما يحدث في عهده سنة تقريرية إن أقرَّها أو أقرَّتها سنته
من بعده، ويوضح الفاروق رضي الله عنه ذلك المفهوم بقوله فيما أُحدث على مثال نعم البدعة هذه .
بناء على ما تقرر تبين فُحش وغلط من فسّر قول سيدنا عمر بالبدعة بالمعنى اللغوي، حيث إنه اتهم الفاروق والصحابة أجمعين بأنهم يُحْدِثون ما ليس على مثال سبق، وقابل فعلهم بعد التنزيل بفعلهم وقت التنزيل،وأنزلهم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في المصدرين الأساسيين للتشريع وكأن الوحي لم ينقطع .
وهذا المفهوم ابتليت به خوارج هذه الأمة منذ ميلاد الرسالة ، وكمن ذلك البلاء في أفراخهم إلى يومنا هذا ..حتى ضللوا جميع من خالفهم وسرى ذلك الضلال ـ على رأيهم ـ في علماء الأمة حتى شمل بعض الصادقين من أبناء هذه الأمة دون أن يلقوا لتلك المقولة بالاً، وأول من ضرب على ذلك الوتر بعد ذي الخويصرة ابن تيمية الحرّاني ومن لفَّ لفه .
وسنتابع الحديث إن شاء الله تعالى فى مقالات تالية.. يكمل بمشيئة الله تعالي
والصلاة والسلام علي خاتم الانبياء والمرسلين
سيدنا محمد كريم الاباء والامهات وعلى آله وسلم
وبعد
انقل الشرح والتفصيل بحث موضوعي عن مفهوم البدعه ودلائلها لأهل السنه والجماعه وتفنيد لاقوال المتنطعين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
لما كانت الخوارج من سماتهم الأصيلة تكفير الأمة وهو أمر متركز فى أصل شجرة بدعتهم .. ظهر فى فروعهم الموجودة الآن من المتمسلفة امتداد لهذا الأصل .. ولكن برمى الأمة بالبدعة .. فلا يرون أمرا أو عملا داومت عليه الأمة .. ودليل الأمة فى ذلك فهم صحيح من القرآن أو السنة .. إلا حكمت تلك الفرقة عليه بالبدعة !!
فتوجه القصد بعون الله تعالى وببركة الطاهر المبارك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذكر السنة والبدعة وأقسامها وأدلة الأحكام الشرعية وأقوال أهل العلم المعتبرين فى هذا المبحث .. مستفيدا مادة المقال من كتب أهل العلم ومقالات الباحثين .
أولا :
السنة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ ) هي منهج التعامل مع أصول الشريعة وأحكامها ، لا يعني به السنة التشريعية التي هي الأصل الثاني من أصول التشريع ؛ لأن الصحابة رضوان الله عليهم بعد انقطاع الوحي ليس بمقدورهم أن يؤصلوا أصلاً إلا على مثال سبق
فسنة الصحابة المهديين ليست هي ذات سنة المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم ؛
فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقتها التشريع ، وسنة الصحابة وأهل الحل والعقد حقيقتها التفريع..
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يشير في هديه هذا إلى تأسيس أصل من أصـول الشــريعة ألا وهــو الــقياس ، الذي دلت عليه الآية الكريمة في معرض قوله سبحانه
( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )[النساء:59].
يذكر الإمام الفخر رحمه الله في تفسيره أن هذه الآية تجمع في ثناياها مصادر التشريع الأربعة:
الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
- أما الكتاب والسنة فمأخوذان من قوله سبحانه( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول).
ـ وأما الإجماع فمأخوذ من قوله سبحانه وتعالى( وأولي الأمر منكم ) أي أهل الحل والعقد.
- وأما القياس فمأخوذ من قوله تعالى( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول).اهـ.
ثم قال : اعلم أن قوله( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) يدل عندنا على أن القياس حجة ، والذي يدل على ذلك أن قوله( فإن تنازعتم في شيء ) إما أن يكون المراد:
فإن اختلفتم في شيء حكمه منصوص عليه في الكتاب أو السنة أو الإجماع
أو المراد: فإن اختلفتم في شيء حكمه غير منصوص عليه في شيء من هذه الثلاثة
والأول باطل , لأن على ذلك التقدير وجب عليه طاعته فكان ذلك داخلاً تحت قوله( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وحينئذ يصير قوله( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) إعادة لعين ما مضى وإنه غير جائز.
وإذا بطل هذا القسم تعين الثاني...
إلى أن قال: فوجب أن يكون المراد رد حكمه إلى الأحكام المنصوصة في الوقائع المشابهة له وذلك هو القياس، فثبت أن الآية دالة على الأمر بالقياس. انتهى.
وقد كان ذلك فهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس على صلاة
التراويح وقال : نعم البدعة هذه , فتلاقى مع قول النبى صلى الله عليه وسلم
( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلىيوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )
فيمتدح النبي صلى الله عليه وسلم تلك البدعة الحسنة ويسميها سنة حسنة تأصيلاً منه لقاعدة القياس، وبياناً منه أن ما يحدث في عهده سنة تقريرية إن أقرَّها أو أقرَّتها سنته
من بعده، ويوضح الفاروق رضي الله عنه ذلك المفهوم بقوله فيما أُحدث على مثال نعم البدعة هذه .
بناء على ما تقرر تبين فُحش وغلط من فسّر قول سيدنا عمر بالبدعة بالمعنى اللغوي، حيث إنه اتهم الفاروق والصحابة أجمعين بأنهم يُحْدِثون ما ليس على مثال سبق، وقابل فعلهم بعد التنزيل بفعلهم وقت التنزيل،وأنزلهم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في المصدرين الأساسيين للتشريع وكأن الوحي لم ينقطع .
وهذا المفهوم ابتليت به خوارج هذه الأمة منذ ميلاد الرسالة ، وكمن ذلك البلاء في أفراخهم إلى يومنا هذا ..حتى ضللوا جميع من خالفهم وسرى ذلك الضلال ـ على رأيهم ـ في علماء الأمة حتى شمل بعض الصادقين من أبناء هذه الأمة دون أن يلقوا لتلك المقولة بالاً، وأول من ضرب على ذلك الوتر بعد ذي الخويصرة ابن تيمية الحرّاني ومن لفَّ لفه .
وسنتابع الحديث إن شاء الله تعالى فى مقالات تالية.. يكمل بمشيئة الله تعالي
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر