وصف ألأمير شكيب أرسلان لقاءه بالبطل المجاهد أحمد الشريف السنوسي فقال :
فلما جئت الى مرسين ذهبت تواً لزيارته ،، فأبى إلا أن أنزل عنده، ريثما اكون استأجرت منزلاً في البلدة، وقد رأيت في هذا السيد السند بالعيان، ماكنت أتخليه عنه بالسماع وحق لي والله أن أنشد:
كانت محادثة الركبان تخبرنا .. عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ماسمعت .. اذني بأحسن مما قد رأى بصري
رأيت في السيد حبراً جليلاً، وسيداً غطريفاً، وأستاذاً كبيراً، من أنبل من وقع نظري عليهم مدة حياتي، جلالة القدر، وسراوة حال، ورجاحة عقل، وسجاحة خلق، وكرم مهزة، وسرعة فهم، وسداد رأي، وقوة حافظة، مع الوقار الذي لاتغض من جانبه الوداعة، والورع الشديد في غير رئاء ولاسمعة. سمعت أنه لايرقد من الليل أكثر من ثلاث ساعات، ويقضي سائر ليله في العبادة، والتلاوة والتهجد، ورايته مراراً تنضج بين يديه السفر الفاخرة اللائقة بالملوك فيأكل الضيوف والحاشية ويجتزئ هو بطعام واحد لايصيب منه إلا قليلاً؛ وهكذا هي عادته وله مجلس كل يوم بين صلاتي الظهر والعصر لتناول الشاي الأخضر الذي يؤثره المغاربة، فيأمر بحضور من هناك من الاضياف ورجال المعية، ويتناول كل منهم ثلاثة أقداح من شاي ممزوجاً بالعنبر؛ فأماهو فيتحامى شرب الشاي لعدم ملائمته لصحته، وقد يتناول قدحاً من النعناع، ومن عادته أنه يوقد في مجالسه غالباً الطيب، وينبسط السيد الى الحديث، وأكثر أحاديثه في قصص رجال الله وأحوالهم ورقائقهم، وسير سلفه محمد بن علي السنوسي، والسيد المهدي وغيرهم من الاولياء والصالحين .
كانت محادثة الركبان تخبرنا .. عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ماسمعت .. اذني بأحسن مما قد رأى بصري
رأيت في السيد حبراً جليلاً، وسيداً غطريفاً، وأستاذاً كبيراً، من أنبل من وقع نظري عليهم مدة حياتي، جلالة القدر، وسراوة حال، ورجاحة عقل، وسجاحة خلق، وكرم مهزة، وسرعة فهم، وسداد رأي، وقوة حافظة، مع الوقار الذي لاتغض من جانبه الوداعة، والورع الشديد في غير رئاء ولاسمعة. سمعت أنه لايرقد من الليل أكثر من ثلاث ساعات، ويقضي سائر ليله في العبادة، والتلاوة والتهجد، ورايته مراراً تنضج بين يديه السفر الفاخرة اللائقة بالملوك فيأكل الضيوف والحاشية ويجتزئ هو بطعام واحد لايصيب منه إلا قليلاً؛ وهكذا هي عادته وله مجلس كل يوم بين صلاتي الظهر والعصر لتناول الشاي الأخضر الذي يؤثره المغاربة، فيأمر بحضور من هناك من الاضياف ورجال المعية، ويتناول كل منهم ثلاثة أقداح من شاي ممزوجاً بالعنبر؛ فأماهو فيتحامى شرب الشاي لعدم ملائمته لصحته، وقد يتناول قدحاً من النعناع، ومن عادته أنه يوقد في مجالسه غالباً الطيب، وينبسط السيد الى الحديث، وأكثر أحاديثه في قصص رجال الله وأحوالهم ورقائقهم، وسير سلفه محمد بن علي السنوسي، والسيد المهدي وغيرهم من الاولياء والصالحين .
والسيد احمد الشريف سريع الخاطر، سيال القلم، لا يمل الكتابة أصلاً، وله عدة كتب.
وقد ذرف السيد المشار إليه على الخمسين ولكن هيئته لاتدل على وصوله الى هذه السن، لندرة الشيب في شعره، وهو رائع المنظر، بهي الطلعة، عبل الجسم، قوي البنية، لايمكن أن يراه أحد بدون أن يجله ويحترمه. { انتهى كلام الأمير شكيب أرسلان } .
وقد ذرف السيد المشار إليه على الخمسين ولكن هيئته لاتدل على وصوله الى هذه السن، لندرة الشيب في شعره، وهو رائع المنظر، بهي الطلعة، عبل الجسم، قوي البنية، لايمكن أن يراه أحد بدون أن يجله ويحترمه. { انتهى كلام الأمير شكيب أرسلان } .
تضييف أتاتورك على المجاهد أحمد الشريف
بدأت السلطات التركية تضايق أحمد الشريف وتعد عليه أنفاسه، وأحكمت الرقابة على كل من له تعلق بالسيد، أو يزوره، وعلى المكاتابات الواردة إليه، والصادرة منه، ثم سحب بعض الجنود والضباط الذين كانوا مرافقين للسيد للقيام بحراسته وخدمته، ومرافقته، وأخيراً توقفت المصاريف التي كانت تعطى لسيادته لمدة أربعة أشهر، واشتدت الضائقة في بلاد الغربة، وقام الأتراك المحبين للسيد بالقيام بواجب الضيافة، وخشيت الحكومة حدوث مالاتحمد عقباه، فقلبت المجن وعدلت عن خطتها وسارعت بحوالة الصرف، وبدأت تكيد في الخفاء لإيجاد أمر تدين به سيادة أحمد الشريف.
فأرسلوا إليه شخص أدعى أنه طالب علم وطلب منه أن يعطيه تزكية لحفيد السلطان عبدالحميد (الشهزادة سليم) الذي كان مقيماً في بيروت ليعينه على مهمته وهي وصوله الى مصر لطلب العلم بالجامع الأزهر، وبالغ الطالب الذي يدعى ضياء الدين جودت في الترجي والاستعطاف، والتردد حتى أخجل أحمد الشريف، فكتب إليه؛ إن حامل هذا الكتاب إليكم هو أحد طلبة العلم المحتاجين للمساعدة ويأمل أن تمدوا له يد العون بقدر المستطاع لاتمام مهمته وإذ بالكتاب يصل الى مصطفى كمال الذي طلب من مجلس الحكومة الاجتماع وقرأ عليهم الرسالة: فقالوا هذه خيانة عظمى للدولة وقرروا حالاً إبعاد سيادة أحمد الشريف عن تركيا في مدة لاتتجاوز العشرة أيام أو ألزامه بالاقامة الجبرية في قرية عثمانية تابعة لولاية أظنه مدة حياته دون اتصاله بأحد ما، وبذلك أبلغت حكومة أنقرة أمرها هذا لسيادة أحمد الشريف بواسطة والي الولاية أظنة فقال أحمد الشريف عندما سمع القرار: كنت أتوقع هذا منذ خلع عبدالمجيد لأن بقائي في تركيا لايروق لمن يريد أن يتلاعب بأمر الشرع الشريف، ويطمس معالم الدين الحنيف وإنني أختار الخروج من تركيا، وهذا جزاء معاضدتي، ومناصرتي لها وسوف تخسر تركيا ميزتها بين عموم الشعوب العربية، والأمم الاسلامية.
فرفع الوالي اختياره وبذلك حددت لسيادته اقامة عشرة أيام، وتحصل على تأشيرة لدخول سوريا لمدة محدودة ونزل في دمشق ضيفاً على سعيد الجزائري حفيد المجاهد عبدالقادر الجزائري، وفرح به أهل الشام فرحاً عظيماً، وتوافد الاعيان، والشيوخ، والزعماء لزيارته، ونشطة الحمية الاسلامية، وزار القدس ونزل ضيفاً عزيزاً على أمين الحسيني رئيس المجلس الأعلى الاسلامي، وضايقه البريطانيون من أجل خروجه من القدس ورجوعه الى دمشق، وعاملته فرنسا معاملة حذرة وطلبت منه الخروج.
وارادت إيطاليا أن تستغل الموقف، وعرضت عليه مساعدات، والرجوع الى ليبيا للتفاوض مع الحكومة الايطالية من أجل مصلحة البلاد، والعباد، فأجاب السيد الجليل، والجبل الشامخ -رحمه الله- : أما وأنا خارج حدود الوطن، فلن أساوم أو أصالح على شبر منه، كما لاحق لي في ذلك، وإذا كانت الحكومة الايطالية صادقة في قولها؛ فعندها الأمير السيد محمد ادريس المهدي السنوسي في مصر، وعندها رؤساء الوطن، فتتفاهم معهم وهم أسهل لها وأخف شروطاً مني وبهذا قفل باب المفاوضات ، ولقد قال لمندوب الحكومة الايطالية في تركيا من قبل: (...لأن طرابلس وبرقة ليستا ملكي لأجود به على الطليان، بل هما ملك أهلها).
واشتد ضغط الحكومة الفرنسية على سيادة السيد أحمد الشريف للخروج من سورية، فطلب مقابلة القنصل الانكليزي بدمشق فقدم الى سيادته وبعد مقابلة المجاملة قال له إني أريد الخروج من سوريا الى الحجاز عن طريق شرق الاردن، فقال القنصل : الحكومة الانكليزية لاتوافق ؛ فقال له : إذاً إلى العراق، فقال له أيضاً لاتوافق، فقال له الى مصر، فقال له ملك مصر لايوافق، فقال له الى اليمن أو الهند أو السودان، فقال له لانوافق وكل بلد يعتليه العلم البريطاني لايمكن أن تدخلونه، فغضب أحمد الشريف، واشتاط غضباً وقال للقنصل: (إذاً مفايتح الدنيا كلها بيد الانكليز؟ أليس الأرض كلها لله وأن الأمر بيده ثم قال له أما أنا؛ فسيجعل الله لي فرجاً ومخرجاً وإما الحكومة البريطانية والله ثم والله سيأتي يوم تندم فيه على هذا التصرف ، وستخسر كل ماتحت يدها من الممالك، وستندم ولاينفعها الندم ، فقال القنصل كالمستهزئ عندكم طريق نجد، فقال له نعرفها ولا حاجة لدلالتكم، فغضب القنصل وخرج محمر الوجه .
واتصل سعيد الجزائري بمندوب الملك عبدالعزيز في دمشق الشيخ عبدالعزيز الشقيحي، وعرض عليه رغبة السيد أحمد الشريف للحجاز واتصل مندوب الملك، وجاء الرد بالموافقة، وبدأت الرحلة الى الحجاز عن طريق اراضي نجد، تأخذ وضعها للاستعداد وأعدوا ثلاث سيارات مع ثلاث خبراء بمبلغ 270 جنيه ذهب، ولم يكن هذا المبلغ متوفراً وضايقته السلطات الفرنسية وهددته، بإرجاعه الى تركيا وعندما ضاق الأمر، واشتدت الكربة جاء فرج الله وكان السبب الأمير شكيب ارسلان الذي أرسل للسيد أحمد الشريف 400 جنيه استرليني اهداها الشيخ جاسم بن ابراهيم احد تجار اللؤلؤ بمباي (قد جعل الله لكل شيء قدرا)؛ فعندما جاء الخبر لأحمد الشريف خرّ ساجداً لله تعالى يحمده، ويشكره على هذا الغوث الرباني، والمدد الالهي ثم رفع رأسه، ورفع يديه الى السماء وقال فرجت علينا ياشكيب فرج الله عنك كرب الدنيا والآخرة، وساعدتنا في محنتنا ساعدك الله على أمور دينك ودنياك، ودعوات كثيرة نالها شكيب ارسلان بسبب ارسال ذلك المبلغ ووصوله في الوقت الحرج. قال تعالى: { ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب` ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً}.
وتحركت الرحلة الى الحجاز عن طريق نجد، وكانت عناية الله وحفظه ورعايته محيطة به، ووصل الى منطقة الجوف (دومة الجندل)، وظن أهل المنطقة إنهم أعداء فألقوا القبض عليهم، وبعد أن عرف أميرهم عبدالله بن عقيل إن الذي أمامه أحمد الشريف السنوسي صاحب الجهاد في برقة وطرابلس، وأنه يقصد حج بيت الله الحرام ثم زيارة الملك عبدالعزيز بن سعود، فارتمى عليه الرجل وعانقه ورحب به، واعتذر لسيادته، واحسن نزله وأرسل الى الملك عبدالعزيز فرد عليهم، بإكرامه واحترامه وارجاع السيارت الى محلها لأن هذا من إكرام أحمد الشريف لأن الأمير عبدالله بن عقيل فكر في إحراقها، وكانت هذه السيارات هي أول سيارات تشق هذا الطريق وتقطع هذه الصحراء العظيمة، وكان قد أشيع أن أحمد الشريف مات في الصحراء هو ومن معه، ونهبتهم الأعراب، ولم ينفي هذه الاشاعات إلا رجوع السيارات الى دمشق واستمر في رحلته حتى وصل مكة واعتمر ثم جاءه وفد الملك عبدالعزيز ثم سافر الى جدة وألتقى بالملك عبدالعزيز فأكرمه واحسن نزله، وأصبح في ضيافته
بدأت السلطات التركية تضايق أحمد الشريف وتعد عليه أنفاسه، وأحكمت الرقابة على كل من له تعلق بالسيد، أو يزوره، وعلى المكاتابات الواردة إليه، والصادرة منه، ثم سحب بعض الجنود والضباط الذين كانوا مرافقين للسيد للقيام بحراسته وخدمته، ومرافقته، وأخيراً توقفت المصاريف التي كانت تعطى لسيادته لمدة أربعة أشهر، واشتدت الضائقة في بلاد الغربة، وقام الأتراك المحبين للسيد بالقيام بواجب الضيافة، وخشيت الحكومة حدوث مالاتحمد عقباه، فقلبت المجن وعدلت عن خطتها وسارعت بحوالة الصرف، وبدأت تكيد في الخفاء لإيجاد أمر تدين به سيادة أحمد الشريف.
فأرسلوا إليه شخص أدعى أنه طالب علم وطلب منه أن يعطيه تزكية لحفيد السلطان عبدالحميد (الشهزادة سليم) الذي كان مقيماً في بيروت ليعينه على مهمته وهي وصوله الى مصر لطلب العلم بالجامع الأزهر، وبالغ الطالب الذي يدعى ضياء الدين جودت في الترجي والاستعطاف، والتردد حتى أخجل أحمد الشريف، فكتب إليه؛ إن حامل هذا الكتاب إليكم هو أحد طلبة العلم المحتاجين للمساعدة ويأمل أن تمدوا له يد العون بقدر المستطاع لاتمام مهمته وإذ بالكتاب يصل الى مصطفى كمال الذي طلب من مجلس الحكومة الاجتماع وقرأ عليهم الرسالة: فقالوا هذه خيانة عظمى للدولة وقرروا حالاً إبعاد سيادة أحمد الشريف عن تركيا في مدة لاتتجاوز العشرة أيام أو ألزامه بالاقامة الجبرية في قرية عثمانية تابعة لولاية أظنه مدة حياته دون اتصاله بأحد ما، وبذلك أبلغت حكومة أنقرة أمرها هذا لسيادة أحمد الشريف بواسطة والي الولاية أظنة فقال أحمد الشريف عندما سمع القرار: كنت أتوقع هذا منذ خلع عبدالمجيد لأن بقائي في تركيا لايروق لمن يريد أن يتلاعب بأمر الشرع الشريف، ويطمس معالم الدين الحنيف وإنني أختار الخروج من تركيا، وهذا جزاء معاضدتي، ومناصرتي لها وسوف تخسر تركيا ميزتها بين عموم الشعوب العربية، والأمم الاسلامية.
فرفع الوالي اختياره وبذلك حددت لسيادته اقامة عشرة أيام، وتحصل على تأشيرة لدخول سوريا لمدة محدودة ونزل في دمشق ضيفاً على سعيد الجزائري حفيد المجاهد عبدالقادر الجزائري، وفرح به أهل الشام فرحاً عظيماً، وتوافد الاعيان، والشيوخ، والزعماء لزيارته، ونشطة الحمية الاسلامية، وزار القدس ونزل ضيفاً عزيزاً على أمين الحسيني رئيس المجلس الأعلى الاسلامي، وضايقه البريطانيون من أجل خروجه من القدس ورجوعه الى دمشق، وعاملته فرنسا معاملة حذرة وطلبت منه الخروج.
وارادت إيطاليا أن تستغل الموقف، وعرضت عليه مساعدات، والرجوع الى ليبيا للتفاوض مع الحكومة الايطالية من أجل مصلحة البلاد، والعباد، فأجاب السيد الجليل، والجبل الشامخ -رحمه الله- : أما وأنا خارج حدود الوطن، فلن أساوم أو أصالح على شبر منه، كما لاحق لي في ذلك، وإذا كانت الحكومة الايطالية صادقة في قولها؛ فعندها الأمير السيد محمد ادريس المهدي السنوسي في مصر، وعندها رؤساء الوطن، فتتفاهم معهم وهم أسهل لها وأخف شروطاً مني وبهذا قفل باب المفاوضات ، ولقد قال لمندوب الحكومة الايطالية في تركيا من قبل: (...لأن طرابلس وبرقة ليستا ملكي لأجود به على الطليان، بل هما ملك أهلها).
واشتد ضغط الحكومة الفرنسية على سيادة السيد أحمد الشريف للخروج من سورية، فطلب مقابلة القنصل الانكليزي بدمشق فقدم الى سيادته وبعد مقابلة المجاملة قال له إني أريد الخروج من سوريا الى الحجاز عن طريق شرق الاردن، فقال القنصل : الحكومة الانكليزية لاتوافق ؛ فقال له : إذاً إلى العراق، فقال له أيضاً لاتوافق، فقال له الى مصر، فقال له ملك مصر لايوافق، فقال له الى اليمن أو الهند أو السودان، فقال له لانوافق وكل بلد يعتليه العلم البريطاني لايمكن أن تدخلونه، فغضب أحمد الشريف، واشتاط غضباً وقال للقنصل: (إذاً مفايتح الدنيا كلها بيد الانكليز؟ أليس الأرض كلها لله وأن الأمر بيده ثم قال له أما أنا؛ فسيجعل الله لي فرجاً ومخرجاً وإما الحكومة البريطانية والله ثم والله سيأتي يوم تندم فيه على هذا التصرف ، وستخسر كل ماتحت يدها من الممالك، وستندم ولاينفعها الندم ، فقال القنصل كالمستهزئ عندكم طريق نجد، فقال له نعرفها ولا حاجة لدلالتكم، فغضب القنصل وخرج محمر الوجه .
واتصل سعيد الجزائري بمندوب الملك عبدالعزيز في دمشق الشيخ عبدالعزيز الشقيحي، وعرض عليه رغبة السيد أحمد الشريف للحجاز واتصل مندوب الملك، وجاء الرد بالموافقة، وبدأت الرحلة الى الحجاز عن طريق اراضي نجد، تأخذ وضعها للاستعداد وأعدوا ثلاث سيارات مع ثلاث خبراء بمبلغ 270 جنيه ذهب، ولم يكن هذا المبلغ متوفراً وضايقته السلطات الفرنسية وهددته، بإرجاعه الى تركيا وعندما ضاق الأمر، واشتدت الكربة جاء فرج الله وكان السبب الأمير شكيب ارسلان الذي أرسل للسيد أحمد الشريف 400 جنيه استرليني اهداها الشيخ جاسم بن ابراهيم احد تجار اللؤلؤ بمباي (قد جعل الله لكل شيء قدرا)؛ فعندما جاء الخبر لأحمد الشريف خرّ ساجداً لله تعالى يحمده، ويشكره على هذا الغوث الرباني، والمدد الالهي ثم رفع رأسه، ورفع يديه الى السماء وقال فرجت علينا ياشكيب فرج الله عنك كرب الدنيا والآخرة، وساعدتنا في محنتنا ساعدك الله على أمور دينك ودنياك، ودعوات كثيرة نالها شكيب ارسلان بسبب ارسال ذلك المبلغ ووصوله في الوقت الحرج. قال تعالى: { ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب` ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً}.
وتحركت الرحلة الى الحجاز عن طريق نجد، وكانت عناية الله وحفظه ورعايته محيطة به، ووصل الى منطقة الجوف (دومة الجندل)، وظن أهل المنطقة إنهم أعداء فألقوا القبض عليهم، وبعد أن عرف أميرهم عبدالله بن عقيل إن الذي أمامه أحمد الشريف السنوسي صاحب الجهاد في برقة وطرابلس، وأنه يقصد حج بيت الله الحرام ثم زيارة الملك عبدالعزيز بن سعود، فارتمى عليه الرجل وعانقه ورحب به، واعتذر لسيادته، واحسن نزله وأرسل الى الملك عبدالعزيز فرد عليهم، بإكرامه واحترامه وارجاع السيارت الى محلها لأن هذا من إكرام أحمد الشريف لأن الأمير عبدالله بن عقيل فكر في إحراقها، وكانت هذه السيارات هي أول سيارات تشق هذا الطريق وتقطع هذه الصحراء العظيمة، وكان قد أشيع أن أحمد الشريف مات في الصحراء هو ومن معه، ونهبتهم الأعراب، ولم ينفي هذه الاشاعات إلا رجوع السيارات الى دمشق واستمر في رحلته حتى وصل مكة واعتمر ثم جاءه وفد الملك عبدالعزيز ثم سافر الى جدة وألتقى بالملك عبدالعزيز فأكرمه واحسن نزله، وأصبح في ضيافته
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر