استجلاب ارتقاء الغرف -2
الكاتب :الحافظ السخاوي
الجزء 3
الكاتب :الحافظ السخاوي
الجزء 3
بل ليس لزينب رضي الله عنها عَقبٌ أصلاً ، فإن علياً ولدها من أبي العاص أيضاً ، مات وقد ناهز الاحتلام .
وقيل : إنما تزوج أُمامة بعد قتل علي رضي الله عنه ، أبو الهيَّاج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، لكن الأول أكثر ، ولما ذكرته من شرف بني هاشم ، وُصِفت ذرية العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرف . لكنهم يُطلقونه تارةً ، ويقيدونه أُخرى .
فوجدت الإطلاق في كلام غير واحدٍ من الأئمة الحُفّاظ ، وفي شيوخ فقيه المذهب النجم ابن الرِّفعة ، شخص يُقال له : الشريف العباسي ، مذكورٌ في الشافعية .
قال شيخنا رحمه الله في (( الألقاب )) : وقد لُقّب به – يعني بالشريف – كل عباسي ببغداد ، وكذلك كلُّ علويٍ بمصر .
وقال غيره : إنه يُقال لنقيب العباسيين ببغداد : نقيب الهاشميين ، ولنقيب العلويين : نقيب الطالبيين ، ومن يكون من بني العباس ، يُنسب قُرشياً ، وهاشمياً ، وعباسياً .
ويزاد لمن يكون من ذرية زينب ابنة سليمان بن علي – أم محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب – الزينبي .
وأما جعفر بن أبي طالب ، فأولاده : عبد الله ، ومحمد ، وعون ، الذين سلف ذكرهم ، وأمهم أٍسماء ابنة عُميس رضي الله عنها . وكذا من أولاد جعفر أحمد ، فيما قاله الواقدي وغيره .
وأما عقيل ، فله من الولد : مُسلم ، ومحمد . تابعيان ، ولثانيهما ابنٌ اسمه عبد الله ، أُمه زينب الصغرى ابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وقد انقرض ولد عقيل إلا من ولد محمد .
وممن عرفته من بنيه : القاسم بن محمد ، وأبو الحسن علي بن زيد بن عيسى بن زيد بن عبد الله بن مسلم ، ابني عبد الله بن محمد بن عقيل .
وأما أم هانئ ، فلها : جعدة بن هُبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، له رُؤية . وله من الإخوة : هانئ ، ويوسف ، وعمرو . ولجعدة ابنٌ اسمه يحيى ، تابعيٌ وهو : أبو هارون .
وأما جُمانة – وهي بضم الجيم وميمٍ خفيفة ونون – فلها : أبو عبد الله جعفر بن أبي سفيان الآتي قريباً .
وإلى هنا انتهى ذكر بني أبي طالب .
وينسب إلى علي وجعفر وعقيل بـ (( الطالبيين )) لانتسابهم إلى أبي طالب ، ومن ذلك تسمية أبي الفرج الأصبهاني (( مقاتل الطالبيين )) ، لاشتماله على ذرية الثلاثة . وكذا صنف الجعابي (( تاريخ الطالبيين )) ، ولُقب نقيب العلويين كما سبق : نقيب الطالبيين ، ولكن الأكثر في المنسوبين لعلي بـ (( العلويين )) ، وفي النادر بـ (( الفاطميين )) ، ولو لم يكن من ذرية الزهراء رضي الله عنها .
ومنهم : أبو القاسم منصور بن أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن أبي طاهر الطيب بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي الفاطمي ، ولجعفر كما سلف بـ (( الجعفريين )) ، ولعقيل بـ (( العقيليين )) .
وأما أبو لهب بن عبد المطلب – واسمع عبد العُزّى – فله من الولد : مُعْتب ، وعُتبة أسلما يوم فتح مكة ، وأختهما دُرَّة أسلمت أيضاً قبلهما وهاجرت . ومُعتب هو والد مُسلم ، وله عَقبٌ . ومن ذريته عباس بن القاسم بن عباس بن محمد بن مُتعب .
وأما الزبير بن عبد المطلب ، فله من الولد : عبد الله ، وضُباعة ، وكانت زوجاً للمقداد بن الأسود رضي الله عنه ، وأم حكيم – أو أم الحكم – ويقال : إنها هي ضُباعة .
وأما الحارث بن عبد المطلب ، فله من الولد : ربيعة ، وأبو سفيان – واسمه المغيرة – ويقال : بل المغيرة آخر ، ونوفل ، وعبد شمس – الذي حوَله النبي صلى الله عليه وسلم فسماه : عبد الله – وسعيد ، وأروى .
فأما ربيعة أولهم – وكان أسن من عمه العباس - ، فله من الولد : عبد الله ، والمطلب ، وأروى ، زوجة حبَان بن منقذ الأنصاري .
وأما أبو سفيان ثانيهم ، فله من الولد : جعفر ، صحابي . قال أبو اليقظان : إنه لا عقب له ، وعبد الله يكنى : أبا الهيّاج ، ويقال : بل أبو الهياج غير عبد الله ، وعاتكة أم الفضل بن مُعتب بن أبي لهب .
وأما نوفل ثالثهم ، فله من الولد : المغيرة ، والحارث ، وعبيد الله ، وعبد الله ، وسعيد . فالحارث ثانيهم ، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض عمل مكة . والمغيرة أولهم ، وهو على الصحيح صحابي ، تزوج أمامة ابنة أبي العاص بن الربيع بعد قتل علي رضي الله عنه ، ولذا ذكره البغوي وغيره .
ثالثهم : عبيد الله مذكور في الصحابة ، وعبد الله مذكورٌ في الصحابة أيضاً . وليَ قضاء المدينة لمروان في خلافة معاوية رضي الله عنه ، فكان أول من ولي قضاءها .
وأما سعيد خامسهم : فذكره شيخنا تبعاً لابن منده في الصحابة ، ولكن جزم أبو نعيم بخلافه .
قال شيخنا : وكلام الدارقطني يدل على أنه سعيد بن الحارث ، وللحارث أحد هؤلاء الخمسة ولدٌ اسمه عبد الله ، صحابي لا عقب له ، وآخر اسمه ربيعة ذكره البغوي في الصحابة . وثالثٌ اسمه عُبيد الله بالتصغير ، مذكورٌ في الصحابة . ورابعٌ اسمه عبد الله بالتكبير ، وهو الملقب (( بَبّه )) – بموحدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة - ، أمه هند ابنة أبي سفيان ، وكذا يُقال : إن الحارث تزوج دُرّة ابنة أبي لهب ، وله منها : عُقبة ، والوليد ، وغيرهما .
وبَبَّة : هو والد إسحاق أحد التابعين ، وكذا من أولاده أيضاً : عبد الله ، وعُبيد الله . ومن ذُرية نوفل هذا : أبو خالد يزيد بن عبد الملك بن نوفل .
وأما رَابعهم : عبد الله ، فلا عقب له ، ولا رواية .
وأما خامسهم : سعيد ، فذكره شيخنا في الصحابة وضعف سند حديثه ، وقال : لم أر لسعيدٍ هذا ذكرٌ في كتب الأنساب .
قال : وقد ذكره الدارقطني في كتاب (( الإخوة )) ، وأورد له حديثاً آخر موقوفاً ، لكنه قال فيه : سعيد بن نوفل .
وأما أروى : فهي والدة المطلب بن أبي وداعة السهمي ، ولها من أبي وداعة أيضاً أبو سفيان ، وأم جميل ، وأم حكيم ، والربعة .
وأما أم حكيم البيضاء إحدى من لم يُسلمن من بنات عبد المطلب : فهي أم عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي ، والد عبد الله أمير البصرة في زمن عثمان رضي الله عنه .
وأما برة ابنة عبد المطلب : فهي أم أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي . أخي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع ، والذي كان زوجاً لابنة عمه أم المؤمنين أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ألحق النبي صلى الله عليه وسلم ببني هاشم ، بني أخيه المطلب . لما ثبت في (( البخاري )) وغيره عن جبير بن مُطعم رضي الله عنه – وهو من بني نوفل – قال : مشيت أنا وعثمان بن عفان رضي الله عنه – وهو من بني عبد شمس – إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أعطيت بني عبد المطلب وتركتنا ، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيءٌ واحدٌ )) – زاد في رواة - : (( وشبَّك بين أصابعه )) .
وفي أخرى : (( إن بني المطلب لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام )) .
قال البيهقي رحمه الله : وإنما قال ذلك – والله أعلم – لأن هاشم بن عبد مناف أبا جدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تزوج امرأةً من بني النجار بالمدينة ، فولدت له شيبة الحمد جدُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تُوفي هاشم وهو مع أُمه .
فلما ترعرع ، خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه من أُمه ، وقدم به مكة وهو مُردِفُه على راحلته ، فقيل : عبدٌ ملَكه المطلب ، فغلب عليه ذلك الإسم ، فقيل : عبد المطلب .
وحين بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، آذاه قومُه وهمَوا به ، فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مُسلمهم وكافرهم دونه ، وأبوا أن يُسلموه .
فما عرفت سائر قريش أن لا سبيل معهم ، اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم كتاباً على بني هاشم وبني المطلب ، أن لا يُناكحوهم ولا يبايعوهم . إلى آخر القصة المشروحة في غير هذا المحل من كتب السير والمغازي .
وكان يُقال لهاشم والمطلب : البدران ، فأحببت أن أذكر من وقفت عليه الآن من بني المطلب .
فمنهم : عبيدة ، والحصين ، والطفيل بنو الحارث بن المطلب بن عبد مناف ، ولثانيهم ولدٌ ذكره المَرْزُباني في (( معجم الشعراء )) ، وللثلاثة ابن أخ وهو : سفيان بن قيس بن الحارث .
ومنهم : القاسم ، والصّلتُ ، وقيس بنو مخرمة بن المطلب ، لهم صُحبة .
فأما الصلت : فهو والد جُهيم الصحابي أيضاً ، وأما قيس : فهو والد عبد الله ومحمد التابعيين . بل يُقال : لأولهما صُحبة ، ولثانيهما إدراك . والأول هو والد محمد ومطلب ، والثاني هو والد حكيم بن عبد الله بن قيس بن مخرمة .
ومنهم أبو نبقة ، عبد الله بن علقمة بن المطلب ، صحابي ، وله ابنان : الهُذيم ، وجُنادة صحابيان أيضاً ، استشهدا باليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه .
ومنهم : عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ، صحابي ، وله ابنان : الهُذيم ، وجُنادة صحابيان أيضاً ، استشهدا باليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه .
يتبع
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر