قرآن وسنة د. عبد الله النجار |
كانت الدروس الخصوصية ولاتزال وستظل إلي يوم الدين لوناً من الإفساد في الأرض. أكرر مرة ثانية وثالثة: سوف تظل الدروس الخصوصية لوناً من الإفساد في الأرض. وأضيف: أن الأيام لن تقوي علي الفساد الذي ستخلفه الدروس الخصوصية. وأنا لا أقول ذلك عن حماس عارض. أو نظرة طارئة. بل عن إدراك صحيح وتدبر واع رصين لرسالة العلم والعلماء وأصول التربية وواجب المربين. فقد ذاكرت هذا العلم جيدا. وقرأت ما صنفه فيه أهل العلم والأئمة السابقون الذين افردوا هذا الجانب بما يستحقه من مؤلفاتهم وكتبهم. ومما قالوه: إن مهمة التعليم في الإسلام وغيره من نظم التعليم الوضعي تقوم علي أساس التواصل بين الأجيال. حتي يبني القادم علي ما انتهي إليه السابق. وليبدأ الخلف من حيث انتهي السلف. وليواصل التلاميذ ما انتهي إليه الأساتذة. وما انتهي إليه الأساتذة السابقون. ليس هو العلم المجرد عن الخلق. فإن الأمر لو كان كذلك لغدا التعليم نكبة علي البشرية. لأنها قد تعلم ما يؤدي إلي تدميرها. كاللص الذي يتعلم ما يسرق به الخزائن أو يزور به النقود. أو يقتل به الأبرياء. ولهذا كان العلم المطلوب هو المقترن بالخلق. والمرتبط باسم الله كما قال سبحانه: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم". والخلق الذي هو أساس مشروعية العلم والدافع لطلبه هو من صميم مهام الأساتذة والمربين. ومن أول مسئوليات المجتمع أن يحرص علي أن تكون العلاقة بين التلميذ وأستاذه مبنية علي الاحترام المطلق والطاعة الكاملة التي طلبها الله للآباء وأصحاب الفضل علي الأبناء. ومنهم المعلمون والمربون والأساتذة. ولا يمكن أن يتحقق الاحترام بين التلميذ وأستاذه ما لم تكن كرامة الأستاذ محفوظة ويده هي العليا أمام تلميذه فيعطيه ولا يأخذ منه. وتعلو يده. ولا تسفل أمامه. وتسلم عينه ولا تنكسر عند النظر في وجهه. والدروس الخصوصية تقلب كافة تلك المعاني رأساً علي عقب. وتجعل يد التلميذ هي العليا. ويد الأستاذ هي السفلي. ان الأستاذ حين يمد يده لتلميذه كي يأخذ منه أجر الحصة أو الوقت الذي قضاه معه. إنما يتنازل عن كرامته قبل أستاذيته. وعن آدميته قبل علمه. فلا خير في علم أستاذ لا كرامة عنده ولا رجاء في تلميذ يحصل علمه علي أنقاض كرامة أستاذه بعد أن بعثرها بتلك الجنيهات القليلة. التي يقدمها له. ألا قطعت يد الأستاذ قبل أن يأخذها وقطعت يد التلميذ قبل أن يقدمها. إنها مال سحت حرام. ثمنه إفساد التربية والتعليم وإتلاف أخلاق التلاميذ والمتعلمين. وقطع وشائج الصلة المحترمة بين أجيال الحاضرين والقادمين. وبيع القيم بالمال. إنها تفسد منظومة التواصل الصحيح بين الأجيال. إن المعلم هو وارث رسالة أشرف الخلق محمد صلي الله عليه وسلم حيث يلقي علمه عن سلسلة العلماء والأئمة والتابعين والصحابة الذين نقلوا العلم عنه. وإهانة المعلم لنفسه يتعدي إلي المعلم الأول للبشرية صلي الله عليه وسلم . ولهذا كانت آثارها السيئة قريبة من مقامه الشريف. ان الدروس الخصوصية إفساد للدنيا والدين. واعتداء علي أشرف المرسلين. |
3 مشترك
موضوغ يستحق القراءة
ابراهيم العشماوي- عضو فعال
- علم الدولة :
عدد الرسائل : 2273
البلد : المنصورة
العمل : مدير
الهوايات : القراءة والرسم
تقييم القراء : 11
النشاط : 7119
تاريخ التسجيل : 24/09/2008
- مساهمة رقم 1
موضوغ يستحق القراءة
الشريف مجدي الصفتيالمدير العام
- علم الدولة :
عدد الرسائل : 2853
البلد : مصر - الأسكندرية
الهوايات : القراءة والبحث
تقييم القراء : 42
النشاط : 10323
تاريخ التسجيل : 11/07/2008
- مساهمة رقم 2
رد: موضوغ يستحق القراءة
الدروس الخصوصية مشكلة تحاصر كل بيت في مصر
وخاصة في مرحلة التعليم الثانوي ( الثانوية العامة ) السنتان الثانية والثالثة
وتكاليفها باهضة جدا , قد تصل تكاليف السنتان إلى اثنتا عشرة ألف جنيها
ويقوم الطالب بالحجز عند المدرسين قبل بداية العام الدراسي نحو عشرة أشهر
ومن لا يحجز لا يجد له مكانا في صالات الدروس الخاصة
والدروس الخاصة لم تعد مثلا تشمل طالبين أو ثلاثة في الحصة الواحدة
بل أصبحت فصلا كاملا يتراوح ما بين خمسة وعشرون إلى ثلاثون طالبا
وأصبح المعلم لا يقوم بواجبه في المدرسة إلا من رحم ربي , لأنه على علم ان الجميع يلجأون للدروس الخصوصية , وبالتالي لا يشرح الدرس في الحصة ويضيع في الوقت حتى تنتهي الحصة كنوع من الضغط على الطالب كي يكون مضطرا للدروس الخصوصية
حتى في المادرس ذات الطبيعة الخاصة مثل المدارس التجريبية ومدارس اللغات أصبح هذا الداء متفشيا فيها.
والمشكلة هنا تنصب على المجتمع ككل , فهي ترهق كاهل أولياء أمور الطلبة وتضيع وقت الطالب حيث من المفترض إنه يتلقى العلم في المدرسة ويذهب لمنزله كي يستذكر دروسه
وتساهم في غلاء المعيشة بشكل غير مباشر وغيرها من المشكلات الأخرى
هذه المشكلة هي مشكلة مجتمع بأسره , الكل يساهم فيها , ولكن لا نستطيع ان نلوم الطلاب وأولياء أمورهم , فهم مضطرون لهذا , لأنه شبه مفروض عليهم من مافيا الدروس الخصوصية , وإلا فشل الطالب في تحصيل العلم , لأنه لا يستطيع تحصيله بشكل جيد في مدرسته
وخاصة في مرحلة التعليم الثانوي ( الثانوية العامة ) السنتان الثانية والثالثة
وتكاليفها باهضة جدا , قد تصل تكاليف السنتان إلى اثنتا عشرة ألف جنيها
ويقوم الطالب بالحجز عند المدرسين قبل بداية العام الدراسي نحو عشرة أشهر
ومن لا يحجز لا يجد له مكانا في صالات الدروس الخاصة
والدروس الخاصة لم تعد مثلا تشمل طالبين أو ثلاثة في الحصة الواحدة
بل أصبحت فصلا كاملا يتراوح ما بين خمسة وعشرون إلى ثلاثون طالبا
وأصبح المعلم لا يقوم بواجبه في المدرسة إلا من رحم ربي , لأنه على علم ان الجميع يلجأون للدروس الخصوصية , وبالتالي لا يشرح الدرس في الحصة ويضيع في الوقت حتى تنتهي الحصة كنوع من الضغط على الطالب كي يكون مضطرا للدروس الخصوصية
حتى في المادرس ذات الطبيعة الخاصة مثل المدارس التجريبية ومدارس اللغات أصبح هذا الداء متفشيا فيها.
والمشكلة هنا تنصب على المجتمع ككل , فهي ترهق كاهل أولياء أمور الطلبة وتضيع وقت الطالب حيث من المفترض إنه يتلقى العلم في المدرسة ويذهب لمنزله كي يستذكر دروسه
وتساهم في غلاء المعيشة بشكل غير مباشر وغيرها من المشكلات الأخرى
هذه المشكلة هي مشكلة مجتمع بأسره , الكل يساهم فيها , ولكن لا نستطيع ان نلوم الطلاب وأولياء أمورهم , فهم مضطرون لهذا , لأنه شبه مفروض عليهم من مافيا الدروس الخصوصية , وإلا فشل الطالب في تحصيل العلم , لأنه لا يستطيع تحصيله بشكل جيد في مدرسته
الامير اشرف ماضى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 1216
البلد : كوكب الارض
العمل : مؤلف ومحلل اقتصادى محاضرعن الاقتصاد الاسلامى
الهوايات : الصيد بجميع انواعة وخاصة الصقور
تقييم القراء : 6
النشاط : 8001
تاريخ التسجيل : 13/04/2009
- مساهمة رقم 3
رد: موضوغ يستحق القراءة
مشكور ابو وائل على هذا الموضوع واضيف ان التعليم فى مصر اصابة ما اصاب جميع المجالات الفساد والرشوة والعملية التعليمية فى مصر غير جيدة والجامعات تخرج بطالة وجهل وعندم يخرج خارج مصر ويحتك بالخبرات الاخرى تستطيع القول ان التعليم فى مصر مات او فى غرفة الانعاش ان عاش الشهادة المصرية فى كثير من المجالات ليس لها قيمة او لها مجال فى بعض الدول وتجد الشهادات التى تأتى من دول اخرى مطلوبة تقبل تحياتى
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر