الأشراف السليمانيون
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله صفوة خلق الله ، وعلى آله الأبرار أهل مودته، وصحبه الأخيار حملة دعوته وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد:
فهذه نبذة مختصرة عن الأشراف السليمانيين، لتكون إطلالة مباركة نتعرف ويتعرف من خلالها القارئ والمتصفح على هذه الأسرة المباركة، التي ملأت منطقة سكناها من أقصاها إلى أدناها ثم فاضت وتعدت إلى سواها.
ذرية طيبة ، بعضها من بعض، بارك الله في ذراريها عددًا وعدة ، قوة ومنعة ، جاهًا ووجاهةً، علمًا وعلماء، فضلاً وفضلاء ، حكمة وحكامًا، تناقلت أخبارها صفحات الكتب ومآثر الماضي وشعر الشعراء وأخبار الرواة، منذ القدم إلى يومنا هذا. صفحات ناصعة، وصفات أنصح من سابقتها، حفظت ذراريها أبًا عن جد من الأجداد إلى الأحفاد، حافظت على كيانها وكينونتها، قيض الله لها من علماء أبنائها ومن غيرهم من المؤرخين والنسابين من حفظ تسلسل أنسابها أصولاً وفروعًا في طيات الكتب وغصون المشجرات؛ وما تلك إلا منة من الله وتوفيق وفضل، فالحمدلله على منته وتوفيقه وفضله، ونسأل الله السداد في كل أمورنا وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
من هم الأشراف السليمانيون ؟
أولاً : نسبهم :
ينسب الأشراف السليمانيون الى الشريف سليمان بن عبد الله الرضا بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ". "وهم من ذرية الشريف داود بن سليمان بن عبدالله الرضا وهو أول خارج من الحجاز إلي اليمن واستقر في حرض واستولى على إمارة الساعد في حرض بمساعدة الإمام يحيى بن الحسين الهادي في الفترة من 280- 298هـ . انظر "عمدة الطالب" (ص 160) ، "العقد الثمين" للفاسي (8/57) ، "نيل الحسنيين" لزبارة (ص 168) ، "تاريخ المخلاف السليماني" للعقيلي (ص200).
ويعرف الأشراف السليمانيون بالطبقة الثانية من الأشراف الذين تولوا إمارة مكة المكرمة وشرافتها. ولم يحكم مكة من بني سليمان سوى أبي الطيب داود بن عبد الرحمن بن قاسم بن أبي الفاتك عبدالله بن داود بن سليمان، وحمزة بن بن داود بن عبد الرحمن، حيث تناوبوا على إمارتها أكثر من مرة وفي فترات متفرقة. انظر الشريف ابرهيم الهاشمي الأمير، "تحقيق منية الطالب" (ص 22) ، "عمدة الطالب" لابن عنبة (ص160)، "العقد الثمين" (8/75).
وقد انتقل هؤلاء الأشراف إلى المخلاف السليماني( منطقة جازان ). في نهاية الربع الأخير من القرن الثالث تقريباً. واستوطنوه ثم استولوا على إمارته كاملة سنة 393هـ من حكامه الحكميين بعد أن كانت إمارة مخلاف الساعد لجدهم الشريف داود بن سليمان الحسني.( المصادر السابقة ).
ثانياً: إمارتهم لمكة المكرمة وحكمهم للمخلاف:
حكم هؤلاء الأشراف السليمانيون مكة المكرمة في بدايات القرن الخامس الهجري ، وتولى إمارة مكة منهم الأمير الشريف أبو الطيب داود بن عبد الرحمن بن أبي الفاتك عبد الله ( وقيل عبدالرحمن بن قاسم بن أبي الفاتك ) بن داود بن سليمان . ( وذلك سنة 403هـ/1012م وقيل سنة 401هـ.) وهذا ماذهب اليه الدكتورأحمد بن عمر الزيلعي. انظر الدكتور أحمد الزيلعي _ الأوضاع السياسية في منطقة جازان ص 36 و37.
وقد ورد في سيرة الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني ( من سنة 388 الى 393): "وكان عنده في حضرته محمد ويحيى ابنا الأمير أبي الطيب منتظرين لهبوطه تهامة وفتحها وذلك أنهما سألاه أن يوليهما ساحل عثر فأوجب لهما" وكان في هذه الفترة يحكم ساحل عثر العبدين (مثنى عبد) من قبل الحكميين (ولم يسألاه أن يوليهما مخلاف الساعد) ؟ ثم استولى الأمير أبو الطيب على المخلاف كاملاً، وكان الإمام القاسم العياني ينعت أبا الطيب بالأمير وفي رسالة مطولة له نعته أيضاً بسيدي. انظر سيرة الإمام المنصور بالله القاسم العياني) للحسين بن أحمد بن يعقوب من علماء القرن الرابع الهجري ص 31،40، 154. 144، 148، 205، 211).
ولا يتعارض كونه أميراً على المخلاف مع توليه إمارة مكة المكرمة. والنص السابق واضح حيث أن استيلاء السليمانيين على المخلاف سنة 393 واستيلاءهم على مكة سنة 401 والفرق بين التاريخين 8 سنوات وهذا يؤكد القول بأن الذي استولى على المخلاف هو الأمير الشريف داود أبو الطيب من حكامه الحكميين كما رأيت من النصوص السابقة.
ثم تولى مكة بعد ذلك حفيده الأمير حمزة بن وهاس بن أبي الطيب بن عبد الرحمن بن أبي الفاتك عبد الله بن داود بن سليمان. وفي أثناء الصراع والذي دام قرابة سبع سنوات بين الأشراف السليمانيين وهم الطبقة الثانية التي حكمت مكة المكرمة والأشراف الموسويين وهم الطبقة الأولى على إمارة مكة المكرمة ، انتهز هذا الصراع بنو عمومتهم من الأشراف الهواشم الأمراء وهم الطبقة الثالثة من الأشراف التي تولت حكم مكة بعد الأشراف السليمانيين، واستولوا على إمارة مكة من يد السليمانيين . وتولى ذلك الشريف أبوهاشم محمد بن عبد الله بن أبي هاشم محمد الأمير - جد الأشراف الهواشم الأمراء - وابنه جعفر واستولوا على إمارة مكة وانتزعوها من بني سليمان. وكان ذلك في أوائل القرن الخامس الهجري. وفي عام 455هـ انتزعها من بني أبي الطيب صاحب اليمن علي بن محمد الصليحي التابع للخليفة الفاطمي وأجبر السليمانيين على الخروج من الحجاز الى المخلاف." وبعد رحيل الصليحي أغار الأشراف السليمانيون مرة أخرى على أبي هاشم محمد بن جعفر الحسني وأجلوه من مكة ونصبوا حمزة بن وهاس السليماني أميراً عليهم فتوجه أبو هاشم محمد بن جعفر الى ينبع مسقط رأس آبائه أمراء ينبع فجمع جموعاً وصار يقطع طريق القوافل المتجهة الى مكة المكرمة في محاولة منه لإجبار السليمانيين على مغادرة مكة. ثم قصد حمزة بن وهاس وكانت بينهم حروب حتى أخذ مكة منه وأجلى أبو هاشم أبناء عمومته الأشراف السليمانيين عن الحجاز الذي كانت لهم فيه الإمارة." انظر العقد الثمين (5/16) (1/440) تاريخ بن خلدون (4/102), د/ احمد الزيلعي الأوضاع السياسية في منطقة جازان (ص66) الشريف ابرهيم بن منصور الهاشمي الامير ، تحقيق منية الطالب ص 45 .
وبعد خروجهم من الحجاز لحقوا ببني عمومتهم مع من تبقى من السليمانيين في الحجاز الى المخلاف السليماني "(وكانت روح الثورة والإمارة متأججة في نفوسهم بعكس بني عمومتهم الذين كانوا في المخلاف. فبدأوا يراسلون حكام الممالك من حولهم بغية مساندتهم لهم إلى أن سنحت لهم الفرصة وتسنى لهم السيطرة مرة أخرى. )". انظر تاريخ المخلاف السليماني، للعقيلي، ص 203. بتصرف.
وقد كانوا سابقاً يكرون ويفرون من المخلاف على مكة المكرمة للاستيلاء عليها بين فترة وأخرى ولم يتبقى لهذه الأسرة في الحجاز بقية من فرع أو ذيل بعد خروجهم من الحجاز الى المخلاف أي بعد جلائهم . الا ماكان من رجوع الشريف العلامة عُلي بن عيسى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب بعد مقتل ابيه حاكم المخلاف السليماني من قبل أخيه يحيى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب وانتقاله الى مكة المكرمة . وفي أيام مقامه بمكة وردها الزمخشري وصنف له كتاب (الكشاف) ومدحه بقصائد موجودة في ديوانه . الا أن المصادر لم تذكر له ذرية بالحجاز. "عمدة الطالب" لابن عنبة (ص225) من مجموع الرسائل.
قال شيخ الشرف العبيدلي النسابة (ت 435هـ) عن الأشراف السليمانيين: " وهؤلاء ولد سليمان بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله بن حسن بن حسن ، وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل ، وشدة وبأس ونجدة ، فرسان العرب وفتاكها، أهل بادية وعمد ، ينتجعون القطر ويتبعون مواقعه، أهل نعم وشياء وخيول وعبيد وإماء، وهم يبارون الرياح سخاءً ووفاءً من منع الجار ومحبة الإيثار وحفظ الذمار والعقب". "تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب" ، للعبيدلي (ص 52-53).
وقال ابن عنبة (ت 828هـ): "وأما سليمان بن عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون وكان سيداً وجيهاً وولده في بادية بالمخلاف ، قد بنو مدناً وقد ابرزوا الجدران، ومع ذلك فباديتهم كثيرة ، وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل وشدة بأس ونجدة . فرسان العرب وفتاكها ينتجعون القطر،أهل نعم وشاة وخيل وعبيد يبارون الريح سخاءًً ولهم منع الجار وحفظ الذمار." "عمدة الطالب" ( ص 333 ).
تنبيـه في تشابه الأسماء
اعلم أخي القارئ حفظك الله تعالى أن الأشراف السليمانيين قد تشابه لقبهم مع غيرهم . إلا أنه لا يعرف في وقتنا الحاضر من الأشراف السليمانيين من يطلق عليه لقب السليماني مطلقاً. بل يعرفون بألقابهم المشهورين بها وما عرف من هذه الفروع المشهورة بأسمائها. كالقطبيين آل الأمير، وال المعافا، والخواجيين, والفلاقية، والذرويين, وفروعهم، والقاسميين أوالمهادية، والشماخي، وال هضام، والجواهرة، والهدار والشعاب، (في المخلاف)، والنعميين، وفروعهم والجعافرة, وفروعهم، والمثام، والعماريين، والفليتيين. وغيرهم من الفروع المتفرعة من هذه الأصول المذكورة والتي اشتهرت بها. وفيها تدريج أنسابها فقط. أما الأسرة السليمانية التي تسكن مكة والطائف ويعرف الواحد منهم بلقب السليماني فقد حررت محاضر من الأشراف السليمانيين وأشراف الحجاز على أنهم ليسوا من الأشراف السليمانيين أبناء سليمان بن عبد الله الرضا بن موسى الجون. فتنبه.
ثالثاً: فروع الأشراف السليمانيين:
1 - : الأشراف الغوانم ويلقبون بالشطوط.
وهم من ذرية الشريف غانم بن يحيى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب دواد بن عبدالرحمن بن عبدالله أبي الفاتك بن داود بن سليمان بن عبد الله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكانوا حكام جازان وباغته واستمرت إمارتهم قرابة 140 سنة. وكانت مساكنهم بالمخلاف السليماني (منطقةجازان) في وقتنا الحاضر. إلا أن هذه الأسرة اليوم في حكم الأسر المنقرضة.
وقد تولى من هذه الأسرة على المخلاف السليماني أمراء منهم:
الأمير الشريف احمد بن غانم بن يحيى بن حمزة وهاس.
الأمير الشريف وهاس بن منصور بن احمد بن غانم.
الأمير الشريف الشطبي ويعرف بالمقلم. واستمرت إمارتهم قرابة 140سنة. انظر لجواهراللطاف، للشريف محمد بن حيدر القبي النعمي، ص 28 و29.
2 – الأشراف آل الأمير وكانوا يعرفون سابقا بالقطبيين.
ينسب الأشراف آل الأمير القطبيون الى الأمير الشريف خالد قطب الدين بن محمد بن هاشم بن وهاس بن محمد بن هاشم بن غانم بن يحيى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب داود بن عبدالرحمن بن عبدالله أبي الفاتك بن داود بن سليمان بن عبد الله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.والمتوفى سنة 842 هـ.ويعرفون بأمراء جازان وباغتة ،وأغلب مساكنهم في وادي ضمد وأبي عريش والحرث. وفيهم كانت إمارة المخلاف الى سنة 943هـ. وقد حكم المخلاف السليماني من الأشراف آل الأمير:
الأمير الشريف خالد بن قطب الدين بن محمد بن هاشم الذي توفي سنة 842 هـ وبعد وفاته خلفه ابنه.
الأمير الشريف دريب بن خالد تولى بعد أبيه سنة 842 وكان مفخرة زمانه.
الأمير الشريف احمد بن دريب بن خالد بن قطب الدين.
الأمير الشريف المهدي بن احمد بن دريب بن خالد بن قطب الدين.
الأمير الشريف عز الدين بن احمد بن دريب بن خالد بن قطب الدين.
الأمير الشريف احمد بن المهدي بن احمد بن دريب.
الأمير الشريف عامر بن يوسف العزيز بن احمد بن دريب. استمر حكمهم الى سنة 943هـ. انظر الجوهر اللطاف. للنعمي، ص 28/ .- فرجة النظر للقاضي الشعفي صفحة 179 _ 181. فصل التراجم .لألئ الدرر ،للشعفي ص 122. كشف النقاب ، للحازمي، ص 210.)
وفي هذه الأسرة كثير من العلماء الأفذاذ والأعلام المشار اليهم بالبنان الذين لا يتسع المقام لذكرهم. راجع الجواهر اللطاف للنعمي ص56و 63و72 – الديباج الخسرواني لعاكش ص 142كشف النقاب لأحمد الحازمي ص 155-166 ).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله صفوة خلق الله ، وعلى آله الأبرار أهل مودته، وصحبه الأخيار حملة دعوته وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد:
فهذه نبذة مختصرة عن الأشراف السليمانيين، لتكون إطلالة مباركة نتعرف ويتعرف من خلالها القارئ والمتصفح على هذه الأسرة المباركة، التي ملأت منطقة سكناها من أقصاها إلى أدناها ثم فاضت وتعدت إلى سواها.
ذرية طيبة ، بعضها من بعض، بارك الله في ذراريها عددًا وعدة ، قوة ومنعة ، جاهًا ووجاهةً، علمًا وعلماء، فضلاً وفضلاء ، حكمة وحكامًا، تناقلت أخبارها صفحات الكتب ومآثر الماضي وشعر الشعراء وأخبار الرواة، منذ القدم إلى يومنا هذا. صفحات ناصعة، وصفات أنصح من سابقتها، حفظت ذراريها أبًا عن جد من الأجداد إلى الأحفاد، حافظت على كيانها وكينونتها، قيض الله لها من علماء أبنائها ومن غيرهم من المؤرخين والنسابين من حفظ تسلسل أنسابها أصولاً وفروعًا في طيات الكتب وغصون المشجرات؛ وما تلك إلا منة من الله وتوفيق وفضل، فالحمدلله على منته وتوفيقه وفضله، ونسأل الله السداد في كل أمورنا وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
من هم الأشراف السليمانيون ؟
أولاً : نسبهم :
ينسب الأشراف السليمانيون الى الشريف سليمان بن عبد الله الرضا بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ". "وهم من ذرية الشريف داود بن سليمان بن عبدالله الرضا وهو أول خارج من الحجاز إلي اليمن واستقر في حرض واستولى على إمارة الساعد في حرض بمساعدة الإمام يحيى بن الحسين الهادي في الفترة من 280- 298هـ . انظر "عمدة الطالب" (ص 160) ، "العقد الثمين" للفاسي (8/57) ، "نيل الحسنيين" لزبارة (ص 168) ، "تاريخ المخلاف السليماني" للعقيلي (ص200).
ويعرف الأشراف السليمانيون بالطبقة الثانية من الأشراف الذين تولوا إمارة مكة المكرمة وشرافتها. ولم يحكم مكة من بني سليمان سوى أبي الطيب داود بن عبد الرحمن بن قاسم بن أبي الفاتك عبدالله بن داود بن سليمان، وحمزة بن بن داود بن عبد الرحمن، حيث تناوبوا على إمارتها أكثر من مرة وفي فترات متفرقة. انظر الشريف ابرهيم الهاشمي الأمير، "تحقيق منية الطالب" (ص 22) ، "عمدة الطالب" لابن عنبة (ص160)، "العقد الثمين" (8/75).
وقد انتقل هؤلاء الأشراف إلى المخلاف السليماني( منطقة جازان ). في نهاية الربع الأخير من القرن الثالث تقريباً. واستوطنوه ثم استولوا على إمارته كاملة سنة 393هـ من حكامه الحكميين بعد أن كانت إمارة مخلاف الساعد لجدهم الشريف داود بن سليمان الحسني.( المصادر السابقة ).
ثانياً: إمارتهم لمكة المكرمة وحكمهم للمخلاف:
حكم هؤلاء الأشراف السليمانيون مكة المكرمة في بدايات القرن الخامس الهجري ، وتولى إمارة مكة منهم الأمير الشريف أبو الطيب داود بن عبد الرحمن بن أبي الفاتك عبد الله ( وقيل عبدالرحمن بن قاسم بن أبي الفاتك ) بن داود بن سليمان . ( وذلك سنة 403هـ/1012م وقيل سنة 401هـ.) وهذا ماذهب اليه الدكتورأحمد بن عمر الزيلعي. انظر الدكتور أحمد الزيلعي _ الأوضاع السياسية في منطقة جازان ص 36 و37.
وقد ورد في سيرة الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني ( من سنة 388 الى 393): "وكان عنده في حضرته محمد ويحيى ابنا الأمير أبي الطيب منتظرين لهبوطه تهامة وفتحها وذلك أنهما سألاه أن يوليهما ساحل عثر فأوجب لهما" وكان في هذه الفترة يحكم ساحل عثر العبدين (مثنى عبد) من قبل الحكميين (ولم يسألاه أن يوليهما مخلاف الساعد) ؟ ثم استولى الأمير أبو الطيب على المخلاف كاملاً، وكان الإمام القاسم العياني ينعت أبا الطيب بالأمير وفي رسالة مطولة له نعته أيضاً بسيدي. انظر سيرة الإمام المنصور بالله القاسم العياني) للحسين بن أحمد بن يعقوب من علماء القرن الرابع الهجري ص 31،40، 154. 144، 148، 205، 211).
ولا يتعارض كونه أميراً على المخلاف مع توليه إمارة مكة المكرمة. والنص السابق واضح حيث أن استيلاء السليمانيين على المخلاف سنة 393 واستيلاءهم على مكة سنة 401 والفرق بين التاريخين 8 سنوات وهذا يؤكد القول بأن الذي استولى على المخلاف هو الأمير الشريف داود أبو الطيب من حكامه الحكميين كما رأيت من النصوص السابقة.
ثم تولى مكة بعد ذلك حفيده الأمير حمزة بن وهاس بن أبي الطيب بن عبد الرحمن بن أبي الفاتك عبد الله بن داود بن سليمان. وفي أثناء الصراع والذي دام قرابة سبع سنوات بين الأشراف السليمانيين وهم الطبقة الثانية التي حكمت مكة المكرمة والأشراف الموسويين وهم الطبقة الأولى على إمارة مكة المكرمة ، انتهز هذا الصراع بنو عمومتهم من الأشراف الهواشم الأمراء وهم الطبقة الثالثة من الأشراف التي تولت حكم مكة بعد الأشراف السليمانيين، واستولوا على إمارة مكة من يد السليمانيين . وتولى ذلك الشريف أبوهاشم محمد بن عبد الله بن أبي هاشم محمد الأمير - جد الأشراف الهواشم الأمراء - وابنه جعفر واستولوا على إمارة مكة وانتزعوها من بني سليمان. وكان ذلك في أوائل القرن الخامس الهجري. وفي عام 455هـ انتزعها من بني أبي الطيب صاحب اليمن علي بن محمد الصليحي التابع للخليفة الفاطمي وأجبر السليمانيين على الخروج من الحجاز الى المخلاف." وبعد رحيل الصليحي أغار الأشراف السليمانيون مرة أخرى على أبي هاشم محمد بن جعفر الحسني وأجلوه من مكة ونصبوا حمزة بن وهاس السليماني أميراً عليهم فتوجه أبو هاشم محمد بن جعفر الى ينبع مسقط رأس آبائه أمراء ينبع فجمع جموعاً وصار يقطع طريق القوافل المتجهة الى مكة المكرمة في محاولة منه لإجبار السليمانيين على مغادرة مكة. ثم قصد حمزة بن وهاس وكانت بينهم حروب حتى أخذ مكة منه وأجلى أبو هاشم أبناء عمومته الأشراف السليمانيين عن الحجاز الذي كانت لهم فيه الإمارة." انظر العقد الثمين (5/16) (1/440) تاريخ بن خلدون (4/102), د/ احمد الزيلعي الأوضاع السياسية في منطقة جازان (ص66) الشريف ابرهيم بن منصور الهاشمي الامير ، تحقيق منية الطالب ص 45 .
وبعد خروجهم من الحجاز لحقوا ببني عمومتهم مع من تبقى من السليمانيين في الحجاز الى المخلاف السليماني "(وكانت روح الثورة والإمارة متأججة في نفوسهم بعكس بني عمومتهم الذين كانوا في المخلاف. فبدأوا يراسلون حكام الممالك من حولهم بغية مساندتهم لهم إلى أن سنحت لهم الفرصة وتسنى لهم السيطرة مرة أخرى. )". انظر تاريخ المخلاف السليماني، للعقيلي، ص 203. بتصرف.
وقد كانوا سابقاً يكرون ويفرون من المخلاف على مكة المكرمة للاستيلاء عليها بين فترة وأخرى ولم يتبقى لهذه الأسرة في الحجاز بقية من فرع أو ذيل بعد خروجهم من الحجاز الى المخلاف أي بعد جلائهم . الا ماكان من رجوع الشريف العلامة عُلي بن عيسى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب بعد مقتل ابيه حاكم المخلاف السليماني من قبل أخيه يحيى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب وانتقاله الى مكة المكرمة . وفي أيام مقامه بمكة وردها الزمخشري وصنف له كتاب (الكشاف) ومدحه بقصائد موجودة في ديوانه . الا أن المصادر لم تذكر له ذرية بالحجاز. "عمدة الطالب" لابن عنبة (ص225) من مجموع الرسائل.
قال شيخ الشرف العبيدلي النسابة (ت 435هـ) عن الأشراف السليمانيين: " وهؤلاء ولد سليمان بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله بن حسن بن حسن ، وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل ، وشدة وبأس ونجدة ، فرسان العرب وفتاكها، أهل بادية وعمد ، ينتجعون القطر ويتبعون مواقعه، أهل نعم وشياء وخيول وعبيد وإماء، وهم يبارون الرياح سخاءً ووفاءً من منع الجار ومحبة الإيثار وحفظ الذمار والعقب". "تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب" ، للعبيدلي (ص 52-53).
وقال ابن عنبة (ت 828هـ): "وأما سليمان بن عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون وكان سيداً وجيهاً وولده في بادية بالمخلاف ، قد بنو مدناً وقد ابرزوا الجدران، ومع ذلك فباديتهم كثيرة ، وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل وشدة بأس ونجدة . فرسان العرب وفتاكها ينتجعون القطر،أهل نعم وشاة وخيل وعبيد يبارون الريح سخاءًً ولهم منع الجار وحفظ الذمار." "عمدة الطالب" ( ص 333 ).
تنبيـه في تشابه الأسماء
اعلم أخي القارئ حفظك الله تعالى أن الأشراف السليمانيين قد تشابه لقبهم مع غيرهم . إلا أنه لا يعرف في وقتنا الحاضر من الأشراف السليمانيين من يطلق عليه لقب السليماني مطلقاً. بل يعرفون بألقابهم المشهورين بها وما عرف من هذه الفروع المشهورة بأسمائها. كالقطبيين آل الأمير، وال المعافا، والخواجيين, والفلاقية، والذرويين, وفروعهم، والقاسميين أوالمهادية، والشماخي، وال هضام، والجواهرة، والهدار والشعاب، (في المخلاف)، والنعميين، وفروعهم والجعافرة, وفروعهم، والمثام، والعماريين، والفليتيين. وغيرهم من الفروع المتفرعة من هذه الأصول المذكورة والتي اشتهرت بها. وفيها تدريج أنسابها فقط. أما الأسرة السليمانية التي تسكن مكة والطائف ويعرف الواحد منهم بلقب السليماني فقد حررت محاضر من الأشراف السليمانيين وأشراف الحجاز على أنهم ليسوا من الأشراف السليمانيين أبناء سليمان بن عبد الله الرضا بن موسى الجون. فتنبه.
ثالثاً: فروع الأشراف السليمانيين:
1 - : الأشراف الغوانم ويلقبون بالشطوط.
وهم من ذرية الشريف غانم بن يحيى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب دواد بن عبدالرحمن بن عبدالله أبي الفاتك بن داود بن سليمان بن عبد الله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكانوا حكام جازان وباغته واستمرت إمارتهم قرابة 140 سنة. وكانت مساكنهم بالمخلاف السليماني (منطقةجازان) في وقتنا الحاضر. إلا أن هذه الأسرة اليوم في حكم الأسر المنقرضة.
وقد تولى من هذه الأسرة على المخلاف السليماني أمراء منهم:
الأمير الشريف احمد بن غانم بن يحيى بن حمزة وهاس.
الأمير الشريف وهاس بن منصور بن احمد بن غانم.
الأمير الشريف الشطبي ويعرف بالمقلم. واستمرت إمارتهم قرابة 140سنة. انظر لجواهراللطاف، للشريف محمد بن حيدر القبي النعمي، ص 28 و29.
2 – الأشراف آل الأمير وكانوا يعرفون سابقا بالقطبيين.
ينسب الأشراف آل الأمير القطبيون الى الأمير الشريف خالد قطب الدين بن محمد بن هاشم بن وهاس بن محمد بن هاشم بن غانم بن يحيى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب داود بن عبدالرحمن بن عبدالله أبي الفاتك بن داود بن سليمان بن عبد الله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.والمتوفى سنة 842 هـ.ويعرفون بأمراء جازان وباغتة ،وأغلب مساكنهم في وادي ضمد وأبي عريش والحرث. وفيهم كانت إمارة المخلاف الى سنة 943هـ. وقد حكم المخلاف السليماني من الأشراف آل الأمير:
الأمير الشريف خالد بن قطب الدين بن محمد بن هاشم الذي توفي سنة 842 هـ وبعد وفاته خلفه ابنه.
الأمير الشريف دريب بن خالد تولى بعد أبيه سنة 842 وكان مفخرة زمانه.
الأمير الشريف احمد بن دريب بن خالد بن قطب الدين.
الأمير الشريف المهدي بن احمد بن دريب بن خالد بن قطب الدين.
الأمير الشريف عز الدين بن احمد بن دريب بن خالد بن قطب الدين.
الأمير الشريف احمد بن المهدي بن احمد بن دريب.
الأمير الشريف عامر بن يوسف العزيز بن احمد بن دريب. استمر حكمهم الى سنة 943هـ. انظر الجوهر اللطاف. للنعمي، ص 28/ .- فرجة النظر للقاضي الشعفي صفحة 179 _ 181. فصل التراجم .لألئ الدرر ،للشعفي ص 122. كشف النقاب ، للحازمي، ص 210.)
وفي هذه الأسرة كثير من العلماء الأفذاذ والأعلام المشار اليهم بالبنان الذين لا يتسع المقام لذكرهم. راجع الجواهر اللطاف للنعمي ص56و 63و72 – الديباج الخسرواني لعاكش ص 142كشف النقاب لأحمد الحازمي ص 155-166 ).
عدل سابقا من قبل الجوهرة الهاشمية في السبت 16 أغسطس - 18:22 عدل 1 مرات
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر