تاجيل محاكمة الزيدى

بدأت جلسة محاكمة الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق
الرئيس الاميركي جورج بوش بحذائيه اثناء زيارته الى بغداد قبيل انتهاء ولايته،

وذلك بعد شهرين من الحادث الذي اكتسب منتظر الزيدي على إثره شهرة عالمية،
في العاشرة من صباح أمس.

وقائع الجلسة
ودخل الزيدي الذي كان يرتدي قميصا اسود وسترة كاكية اللون
لافّاً على رقبته العلم العراقي وموثوق الأيدي وبدا مبتسما وبصحة جيدة،
وما ان رآه أفراد عائلته حتى بدأوا بالتصفيق وزغردت النساء
، وطلب رئيس المحكمة القاضي فائق الزيدان بفك وثاق الزيدي
ثم بدأت إجراءات جلسة المحكمة، حيث طلب القاضي
بعد ذلك ان يبين الزيدي اسمه ومهنته وعنوانه،
فيما طلب محاميه استدعاء خبراء لتفسير دوافع قيام الزيدي بفعلته للمحكمة
وامر القاضي بالتوقف عشر دقائق للمداولة بطلب المحامي.
واستمعت المحكمة إلى إفادة الشاهد الأول وهو موظف دائرة تشريفات رئاسة مجلس الوزراء حول القضية،
فيما تغيب الشاهد الثاني عن الحضور إلى جلسة المحكمة
، وتمت تلاوة إفادته المكتوبة ثم استمعت المحكمة إلى إفادة الزيدي
التي تناول فيها قصة ودوافع واقعة الحذاء الشهيرة.
غير أن القاضي أعلن بعد عدة مداولات عن مخاطبة الامانة العامة لمكتب رئاسة الوزراء
لمعرفة نوع زيارة الرئيس بوش، «هل كانت زيارة رسمية ام غير رسمية؟»

تغيير المعتقل
إلى ذلك، ناشد المحامي ضياء السعدي رئيس فريق الدفاع (ونقيب المحامين العراقيين)
عن منتظر الزيدي، وزير الداخلية العراقي جواد البولاني بالتدخل
لتأمين مكان احتجاز أمن خاص بموكله لإبعاده عن أي معاملة عنيفة وغير إنسانية.
وكان الزيدي قد كشف في وقت سابق عن انه «تلقى معاملة غير إنسانية وتعرض للضرب،
مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بجسمه»، وقد وصفت هذه الحالات في تقرير طبي.
وقال السعدي: «إن الزيدي خشي على نفسه اليوم في المحكمة من التعرض للعدوان مرة أخرى
، وطلب من المحكمة تغيير مكان اعتقاله.. وهذا طلب مشروع وقد أكدناه شفهيا لرئيس هيئة محكمة الجنايات المركزية
، ثم أكدنا الطلب في لائحة خطية».

لا قتل بالحذاء
وأضاف رئيس فريق دفاع الصحافي العراقي بأن ما تعرض له الرئيس الأميركي السابق
«ليس عملية قتل ولا شروع في القتل وهذا الكلام تؤكده الوسيلة المستخدمة (الحذاء)، هل سمعنا في يوم من الأيام ان شخصا قتل بالحذاء؟ الحذاء ليس من الوسائل الإجرامية فهو ليس مسدسا ولا سكينا ولا مدية
، وهو لا يحدث جريمة قتل وبالتالي وتبعا للوسيلة المتبعة
فإن بوش لم يتعرض لجريمة قتل أو شروع في القتل»
. وقال السعدي إن الإجابة التي سترد من الأمانة العامة لمجلس الوزراء حول زيارة بوش للعراق «سوف لن تؤثر على الوصف القانوني لتصرف الزيدي على الإطلاق
وان فريق الدفاع يرى ان زيارة بوش للعراق غير رسمية
لأنها لم تتطابق مع القوانين الدبلوماسية، فقد أتى من الباب الخلفي للعراق
وجاء من اجل تفقد قواته العسكرية في العراق».

ردود أفعال
ومن جانب آخر، طالبت النائبة غفران الساعدي العضوة في مجلس النواب العراقي
بالإسراع في إطلاق سراح الزيدي لأنه «جسد بعفويته إحدى صور الرفض الوطني
، كما انه عبر من خلال هذا السلوك عن رأي العراقيين الذين يعانون من الاحتلال
وسجل صفحة بيضاء في سجل المقاومة العراقية،
وعلى الحكومة الاستجابة لمطالب الجماهير وإطلاق سراحه فورا».
وقالت الساعدي: «أصبح الزيدي رمزا وطنيا وعلى رئيس الحكومة والقضاء العراقي
التعامل مع قضية الزيدي على مستوى عال من الشعور الوطني
وأن تكون محاكمته علنية لضمان تحقيق الشفافية».

منقول من وسائل اعلام عالمية وعربية