الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين
السلالة الحسنية الإدريسية
منقــــولــ
لقد أطلعتك أخي عن العداء الذي لقيه الأشراف الحسنيون
والحسينيون وعن
ما تعرضوا له من الإضطهادات بعد وقعة فخ التي كان السبب
فيها الملوك الأمويون
والعباسيون مما أرغم الأشراف على الفرار إلى جهات مختلفة.
ومن المعلوم أن مولانا عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط
بن الإمام علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت
مولانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم مات بسجن المنصور العباسي عام 144هـ.
نعم توفى مولانا عبدالله الكامل عام أربعة وأربعين ومائة
هجرية بسجن المنصور.
وخلف رحمه الله سبعة من الأئمة العظام وهم:
الإمام إدريس الأكبر دفين مدينة زرهون جد الأشراف
الأدارسة.
الإمام موسى الجون جد السلالة القادرية الشريفة.
الإمام إبراهيم المقتول بسهم مسموم غدراء وهو جد الأشراف
بالحجاز وخرسان والعراق.
الإمام يحيى المبايع له بالديلم والذي بعث له هارون
الرشيد من قتله وله عقب هناك .
الإمام عيسى التحق بالسند وقتل هناك.
وموضوع الحديث عن المولى إدريس الأكبر عم الأشراف
العلويين أبناء أخيه
المولى محمد النفس الزكية.
فر المولى إدريس من وقعة فخ ورافقه في رحلته مولاه راشد
بن مرشد
القرشي الذي قيل بأنه أخ للمولى إدريس من الرضاع ومرا في
طريقهما إلى
المغرب على مصر وكان واليها من قبل الرشيد العباسي الذي
أعطى الأوامر
لجميع عماله بالبحث عن الأشراف والقبض عليهم وتسليمهم غير
أن الوالي
المصري كان من المشايعين الأوفياء لأهل البيت فأخفى
الضيفين وبالغ في
إكرامهما وجهز لهما عددا من الخيول يقطعان بها المسافة
بين مصر والمغرب
وصادفتهما في طريقهما أخطار جسيمة إلى أن وصلا إلى طنجة
ومنها انتقلا إلى
وليلى قاعدة جبل زرهون فاستقبلهما أهلها من المسلمين
بالترحاب وكان الولي
بها الأمير عبدالمجيد الأوربي من أمراء البربر المسلمين
الذين كانوا يحكمون
المغرب في ذلك العهد.
وبما أنه وجد في المولى إدريس ضالته من دماثة الأخلاق
وشجاعته ودفاع
عن حوزة الإسلام حمل رعيته على مبايعة المولى إدريس فلم
يعارض أحد المبايعة
وأعلنت القبائل البربرية كلها عن مبايعته.
شرع المولى إدريس في تنظيم مملكته فعين ثلاثة من الوزراء
وهم:
الأمير عبدالمجيد الأوربي
وعمير بن مصعب الأزدي
ومولاه راشد بن مرشد القرشي.
ولتوطيد الرابطة بينه وبين البربر صاهرهم لأن المصاهرة
كالنسب فتزوج
جارية بربرية اسمها كنزه.
ولما قويت شوكته وامتد سلطانه إلى تلمسان خاف هارون
الرشيد من امتداد
نفوذ المولى إدريس إلى المشرق وأصيب بالأرق من جراء
التفكير في الوسيلة
التي يقضي بها على منافسه بالمغرب.
فجمع الرشيد علية القوم ووزراءه واستشارهم في الأمر
فأشاروا عليه بأن
يبعث الماكر الداهية سليمان بن جرير الشماخ عليه من الله
اللعنة.
فعمد الرشيد إلى تجهيز الشماخ بما يحتاج إليه من المال
والراحلة التي يسافر عليها.
ولما حل سليمان بن جرير الشماخ بوليلى طلب استقبال المولى
إدريس
بدعوى أنه من الفارين من ظلم الرشيد فانطلت الحيلة على
المولى إدريس وأدناه
منه فتظاهر سليمان بالصلاح واستعمل كل وسائل التضليل
والخداع.
غير أن المولى راشد كان يراقب حركات سليمان ويحتاط منه
أشد الاحتياط
ولا ينفع حذر من قدر فانتهز سليمان الفرصة عندما
تغيب راشد لقضاء بعض
المهام ودخل على المولى إدريس وقال له: يا مولاي جعلت
فداك إنني جئت
من المشرق بقارورة من الطيب ذات الرائحة الزكية وأنت
أولى بها. فتقبل المولى
إدريس الهدية. ففتح القارورة وشمها وكان بها السم الذي
صعد خياشيمه.
فتسلل سليمان في الحين وتأكد من هلاك المولى إدريس.
فامتطى صهوة جواد
كان أعده للفرار.
وخرج راشد يبحث عن سليمان فلم يعثر عليه واقتفى أثره
باحثاً عنه ليقتص منه.
وقيل إنه عثر عليه ووجده يقطع وادي ملوية. فقطع إحدى
يديه وشجه في
رأسه كما يقال بأن مدينة وجدة سميت بهذا الاسم حيث أن
راشد وجد
سليمان بأرضها.
وقد عثر الحجاج المغاربة بعد وفاة المولى إدريس على
سليمان بن جرير
وهو يؤدي فريضة الحج ويده مقطوعة ورأسه مشج. والله أعلم.
ولقد شيع السكان جثمان المولى إدريس إلى أن ووري في جدثه
بمدينة زرهون.
وبعد انتهاء مراسيم الجنازة جمع راشد أعيان القبائل
ورؤساؤها وخاطبهم قائلاً :
إن المولى إدريس قد ترك كنزة حاملا في شهرها السادس فإن
ولدت ذكرا ربيناه
أحسن ما تكون التربية حتى إذا شب وترعرع بايعناه وإن
وضعت أنثى أصبح
الأمر من اختصاصكم وشورى بينكم.
فقالوا: ليس لنا من الأمر إلا ما ترى فقم وصياً على
الملك كما كان إدريس.
تولى راشد تسيير دفة الدولة إلى أن وضعت كنزة ولداً كثير
الشبه بأبيه
واختير له من الأسماء اسم أبيه إدريس.
فكفله راشد وأحسن تربيته وأدخله المدرسة لأخذ العلم عن
جهابذة
العلماء وحفظ كتاب الله الكريم واستدعى له الفرسان ليشب
على الفروسية
وحمل السلاح.
ولما بلغ المولى إدريس الحادية عشر من عمره بويع ملكاً
على المغرب.
فتوارد السكان من جميع الجهات مما جعل المولى إدريس بعد
أن ضاقت
وليلى يفكر في نقل العاصمة من وليلى إلى مكان أوسع وأنسب.
فبنا أول الأمر مدينة فوق جبل زالغ سرعان ما هدمتها السيول
وأخيرا بنا
مدينة فاس واتخذها عاصمة لمملكته.
أما المولى راشد فقد ألتحق بربه في السنة التي بويع فيها
إدريس الثاني ودفن
قرب ضريح المولى إدريس الأول وقبره بها معروف إلى اليوم.
أما المولى إدريس الثاني فتوفي عام 213 من الهجرة رحم
الله الجميع وألحقنا
بهم مسلمين.
خلف المولى إدريس الثاني أثنا عشر ولدا وهم : الخليفة
بعد أبيه سيدي
محمد وعبدالله وعيسى وأحمد وجعفر ويحيى وإبراهيم والقاسم
وعمر
وعلي وداوود وحمزة.
وزاد بعض المؤرخين كثيراً الحسن والحسين وعمران.
وتولى ابنه سيدي محمد على رأس المملكة ووزع المغرب بين
إخوته بإشارة
من جدته كنزة ونصب ابن عمه محمدا بن سليمان على تلمسان.
فقامت
حروب بين الإخوة من أجل السلطة والنفوذ أدت إلى مقتل
بعضهم.
توفي الخليفة الأمير سيدي محمد عام 221 هجرية ودفن رحمه
الله إزاء والده.
وخلف على الراجح ثمانية أبناء وهم : علي وأحمد وإبراهيم
وعبدالله
وموسى والقاسم والمهدي ويحيى.
وقد اعتاد النسابون أن يستهلوا كتاباتهم عن السلالة
الإدريسية بأبناء
القاسم بن إدريس الثاني نظراً لعدة عوامل منها : أنهم
سدنة الحرم الإدريسي
قديما سواء بزرهون أو بفاس ومن جهة أخرى لكون الشرفاء
الشبيهين
سلالة القاسم بن المولى إدريس الأزهر فيهم تعاقبت نقابة
الأشراف الأدارسة.
وسأشذ عن قاعدة النسابين بادئاً بسلالة الخليفة سيدي
محمد باعتباره من
المصدر:كتاب المصابيح البشرية في أبناء خير البشرية
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر