هذه هي الحور العين:ومن أعظم ما وصف الله من نعيم الجنة ما فيها من الزوجات والحوريات وأول من يتمتع بذلك النساء المؤمنات . نعم فما أطيب عيش المؤمنة بالجنة عندما تتقلب في أنهارها وتشرب من عسلها بل وتنظر إلى وجه ربها ويكمل الجمال ويزين للمؤمنات في الجنات فإذا كان الله تعالى قد وصف الحور العين بما وصف وهن لم يقمن الليل ولم يصمن النهار ولم يصبرن عن الشهوات فما بالك بجمال المؤمنات وهن طالما خلون بربهن في ظلمة الليل يسمع نجواهن ويجيب دعائهن. طالما تركن لأجل رضاه اللذات وفارقن الشهوات فيا بشرى المؤمنات في الجنات وقد تلقتهن الملائكة عند الأبواب تبشرهن بالنعيم وحسن الثواب وقد ازددن جمالا فوق جمالهن قال الله (( وعد الله المؤمنين والمؤمنات )) نعم والمؤمنات ماذا وعد ((وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 72 )) « التوبة» فالمؤمنة في الجنة قد
كملت خلائقها وأكمل حسنها *** كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها*** والليل تحت ذوائب الأغصان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر بالجدران
روي أن أم سلمة رضي الله عنها قالت يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين فقال عليه الصلاة والسلام (( نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة )) أي كفضل ظهارة الثوب على بطانته ومعلوم أن ظاهرالثوب من القماش يهتم الناس بجماله ويغالون بقيمته أكثر مما يهتمون ببطانة الثوب التي لا يراها أحد. قالت قلت يا رسول الله وبما ذاك قال (( بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ألبس الله عز وجل وجوههن النور وأجسادهن الحرير . بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدا ألا ونحن الناعمات فلا نبئس أبدا الا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا )) المرأة في الجنة لوتفلت في بحار الدنيا لعذبت كلها ولو اطلعت من سقف بيتها إلى الدنيا لأخفى نورها نور الشمس والقمر . نعم هذا نعيم من فاز بالجنات . فالجنة للرجال والنساء بل من النساء الصالحات من جاءتها بشراها بالجنة وهي لا تزال في الدنيا وعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل يوما فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . مؤمنة بشرت ببيت في الجنة وهي لا تزال تمشي على قدميها في الدنيا . وقال عليه الصلاة والسلام (( دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امراءة أبي طلحة))- وهي أم سليم أم أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه وعنها- ولا ننسى تلك المرأة الصالحة التي كانت تمشط بنت فرعون ثم قتلها فرعون قتلة بشعة وقتل قبلها أولادها . روى البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة فقيل لي هذه ماشطة بنت فرعون وأولادها )) اسمع إلى أوصاف نساء الجنة واسمعي أوصافهن لعل نفسك أن تشتاق لتكوني واحدة منهن فما وصفت الحور العين بوصف إلا وكان وصفك أجمل منه أضعافا والحور العين من خلق الله في الجنة أنشأهن الله إنشاءا فجعلهن أبكارا عربا أترابا خلق الله تعالى الحور العين من الزعفران . عجبا إذا كانت الصورة الآدمية لفتاة اليوم في حسنها وتماسكها وهي مخلوقة من تراب فكيف يكون حال الحور العين وقد خلقن من الزعفران وهن عفيفات قال الله تعالى ((وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ 48)) « الصافات» أي قصرن أطرافهن على أزواجهن متحببات إلى أزواجهن لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ لونهم ضوء الشمس ما عبثت به يد وهن كالياقوت والمرجان وهن خيرات حسان مقصورات في الخيام مطهرات من الحيض والنفاس والبول والغائط والمخاط ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون إذا مشت رأيت مخ ساقها من لحمها وإذا ضحكت ظننت الكون مجتمعا في حسنها وإذا أطلت رأيت نور الشمس في وجهها . وعند البخاري قال عليه الصلاة والسلام (( ولو أن امرأة من أهل الجنة اضطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملئته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها )) قال محمد بن كعب رحمه الله والله الذي لا إله الا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها لاطفأ نور سوارها الشمس والقمر ثم قال فكيف بالمسورة . يا جماعة إذا كان هذا الجمال وهذا النور من السوار الذي في يدها إذا اليد التي تلبس السوار كيف سيكون جمالها ونورها . وقال أبو هريرة رضي الله عنه أن في الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف عن يمينها وعن يسارها كذلك وهي تقول أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر . وقال ابن عباس رضي الله عنهما أن في الجنة حوراء يقال لها لعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله مكتوب على ظهرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي . وقال مالك بن دينار إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة لحسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة ألا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها . وروى أحمد والترمذي بسند صحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال (( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا ))
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ ** ـتر لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقا *** ومحاسنا من أجمل النسوان
فيرى محاسن وجهه في وجها *** وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ *** سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا *** يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك *** في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي *** في لثمه إدراك كل أمان
قال يزيد النمرقاشي بلغني أن نورا سطع في الجنة لم يبق موضع في الجنة إلا دخل فيه من ذلك النور فيتعجب أهل الجنة يقولون ما هذا النور فيقال هذا النور خرج من فم حوراء ضحكت في وجه زوجها هذا النور خرج من فمها لما ضحكت . اسمع ماذا قال ابن القيم يقول
لله لاثم ذلك الثغر الذي *** في لثمه إدراك كل أمان
ريانة الأعطاف من ماء الشبا *** ب فغصنها بالماء ذو جريان
والقد منها كالقضيب اللدن في *** حسن القوام كأوسط القضبان
والمعصمان فإن تشأ شبههما *** بسبيكتين عليهما كفان
كالزبد لينا في نعومة ملمس *** أصداف در دورت بوزان
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا *** شيء من الآفات في النسوان
ولقد رأينا أن شغلهم الذي *** قد جاء في يس دون بيان
شغل العروس بعرسه من بعدما *** عبثت به الأشواق طول زمان
بالله لا تسأله عن أشغاله *** تلك اليالي شأنه ذو شان
واضرب لهم مثلا بصب غاب عن *** محبوبه في شاسع البلدان
والشوق يزعجه إليه وما له *** بلقائه سبب من الامكان
وافى إليه بعد طول مغيبه *** عنه وصار الوصل ذا إمكان
أتلومه أن صار ذا شغل به *** لا والذي أعطى بلا حسبان
يا رب غفرا قد طغت أقلامنا *** يا رب معذرة من الطغيان
أقدامها من فضة قد ركبت *** من فوقها ساقان ملتفان
الساق مثل العاج ملموم يرى *** مخ العظام وراءه بعيان
والريح مسك والجسوم نواعم *** واللون كالياقوت والمرجان
وكلامها يسبي العقول بنغمة *** زادت على الأوتار والعيدان
وهي العروب بشكلها وبدلها *** وتحبب للزوج كل أوان
أتراب سن واحد متماثل سـ *** ن الشباب لأجمل الشبان
بكر فلم يأخذ بكارتها سوى المحـ *** بوب من إنس ولا من جان
وأعفهم في هذه الدنيا هو *** الأقوى هناك لزهده الفاني
فاجمع قواك لما هناك وغمض *** العينين واصبر ساعة لزمان
ما ههنا والله ما يسوى قلامـ *** ة ظفر واحدة ترى بجنان
لا تؤثر الأدنى على الأعلى *** فإن تفعل رجعت بذلة وهوان
قال ابن عباس رضي الله عنهما لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها يعني الخمار الذي تجعله على رأسها لكانت الشمس عند حسنها مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والارض
وإذا بدت في حلة من لبسها *** وتمايلت كتمايل النشوان
تهتز كالغصن الرطيب وحمله *** ورد وتفاح على رمان
وتبخترت في مشيها ويحق ذا *** ك لمثلها في جنة الحيوان
ووصائف من خلفها وأمامها *** وعلى شمائلها وعن أيمان
كالبدر ليلة تتمة قد حف في *** غسق الدجى بكواكب الميزان
فلسانه وفؤاده والطرف في *** دهش وإعجاب وفي سبحان
فالقلب قبل زفافها في عرسه *** والعرس من أثر العرس متصلان
وسل المتيم أين خلف صبره *** في أي واد أم بأي مكان
وسل المتيم كيف حالته وقد *** ملئت له الأذنان والعينان
من منطق رقت حواشيه ووجـ *** ـه كم به للشمس من جريان
وسل المتيم كيف مجلسه مع الـ *** ـمحبوب في روح وفي ريحان
وتدور كاسات الرحيق عليهما *** بأكف أقمار من الولدان
غاب الرقيب وغاب كل منكد *** وهما بثوب الوصل مشتملان
أتراهما ضجرين من ذا العيش لا *** وحياة ربك ما هما ضجران
لا يمل أحدهما من الآخر أبدا
ويزيد كل منهما حبا لصا *** حبه جديدا سائر الأزمان
فيا أيها العشاق بل يا أيها الشباب الذين تعلقت أبصارهم براقصات في بارات أو مغنيات فاجرات أو بكاسيات عاريات مائلات مميلات دعوا عنكم النتن علقوا أنفسكم بالجنات
يا مغرق الطرف المذب يالاولى *** جردن عن حسن وعن إحسان
وجمالها زور ومصنوع فإن *** تركته لم تطمح لها العينان
فجمالها قشر رقيق تحته *** ما شئت من عيب ومن نقصان
فانظر مصارع من يليك ومن خلا *** من قبل من شيب ومن شبان
فاخطب من الرحمن حورا ثم قد *** م مهرها ما دمت ذا إمكان
والله لم تخرج إلى الدنيا للذ *** ة عيشها أو للحطام الفاني
لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ *** أخرى فجئت بأقبح الخسران
أهملت جمع الزاد حتى فات بل *** فات الذي ألهاك عن ذا الشان
والله لو أن القلوب سليمة *** لتقطعت أسفا من الحرمان
لكنها سكرى بحب حياتها الد *** نيا وسوف نفيق بعد زمان
أما أهل الجنة هم يتقلبون في نعيمها وحالهم كما قال الله (( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون 68 الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين 69 ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون 70 يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الاعين وأنتم فيها خالدون 71 وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون 72 لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون 73 )) « الزخرف » وقال الله تعالى (( أن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون 55)) « يس » نعم هم مشغولون . مشغولون بالنظر إلى وجه الجبار والتقلب في الأنهار وافتضاض الأبكار ومجالسة الأخيار وصيد الأطيار والضحك على أهل النار (( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون 55 هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون 56 لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون 57 سلام قولا من رب رحيم 58)) « يس» فلله ما أبهى ذلك النعيم .
كملت خلائقها وأكمل حسنها *** كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها*** والليل تحت ذوائب الأغصان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر بالجدران
روي أن أم سلمة رضي الله عنها قالت يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين فقال عليه الصلاة والسلام (( نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة )) أي كفضل ظهارة الثوب على بطانته ومعلوم أن ظاهرالثوب من القماش يهتم الناس بجماله ويغالون بقيمته أكثر مما يهتمون ببطانة الثوب التي لا يراها أحد. قالت قلت يا رسول الله وبما ذاك قال (( بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ألبس الله عز وجل وجوههن النور وأجسادهن الحرير . بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدا ألا ونحن الناعمات فلا نبئس أبدا الا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا )) المرأة في الجنة لوتفلت في بحار الدنيا لعذبت كلها ولو اطلعت من سقف بيتها إلى الدنيا لأخفى نورها نور الشمس والقمر . نعم هذا نعيم من فاز بالجنات . فالجنة للرجال والنساء بل من النساء الصالحات من جاءتها بشراها بالجنة وهي لا تزال في الدنيا وعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل يوما فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . مؤمنة بشرت ببيت في الجنة وهي لا تزال تمشي على قدميها في الدنيا . وقال عليه الصلاة والسلام (( دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امراءة أبي طلحة))- وهي أم سليم أم أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه وعنها- ولا ننسى تلك المرأة الصالحة التي كانت تمشط بنت فرعون ثم قتلها فرعون قتلة بشعة وقتل قبلها أولادها . روى البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة فقيل لي هذه ماشطة بنت فرعون وأولادها )) اسمع إلى أوصاف نساء الجنة واسمعي أوصافهن لعل نفسك أن تشتاق لتكوني واحدة منهن فما وصفت الحور العين بوصف إلا وكان وصفك أجمل منه أضعافا والحور العين من خلق الله في الجنة أنشأهن الله إنشاءا فجعلهن أبكارا عربا أترابا خلق الله تعالى الحور العين من الزعفران . عجبا إذا كانت الصورة الآدمية لفتاة اليوم في حسنها وتماسكها وهي مخلوقة من تراب فكيف يكون حال الحور العين وقد خلقن من الزعفران وهن عفيفات قال الله تعالى ((وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ 48)) « الصافات» أي قصرن أطرافهن على أزواجهن متحببات إلى أزواجهن لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ لونهم ضوء الشمس ما عبثت به يد وهن كالياقوت والمرجان وهن خيرات حسان مقصورات في الخيام مطهرات من الحيض والنفاس والبول والغائط والمخاط ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون إذا مشت رأيت مخ ساقها من لحمها وإذا ضحكت ظننت الكون مجتمعا في حسنها وإذا أطلت رأيت نور الشمس في وجهها . وعند البخاري قال عليه الصلاة والسلام (( ولو أن امرأة من أهل الجنة اضطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملئته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها )) قال محمد بن كعب رحمه الله والله الذي لا إله الا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها لاطفأ نور سوارها الشمس والقمر ثم قال فكيف بالمسورة . يا جماعة إذا كان هذا الجمال وهذا النور من السوار الذي في يدها إذا اليد التي تلبس السوار كيف سيكون جمالها ونورها . وقال أبو هريرة رضي الله عنه أن في الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف عن يمينها وعن يسارها كذلك وهي تقول أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر . وقال ابن عباس رضي الله عنهما أن في الجنة حوراء يقال لها لعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله مكتوب على ظهرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي . وقال مالك بن دينار إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة لحسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة ألا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها . وروى أحمد والترمذي بسند صحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال (( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا ))
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ ** ـتر لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقا *** ومحاسنا من أجمل النسوان
فيرى محاسن وجهه في وجها *** وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ *** سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا *** يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك *** في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي *** في لثمه إدراك كل أمان
قال يزيد النمرقاشي بلغني أن نورا سطع في الجنة لم يبق موضع في الجنة إلا دخل فيه من ذلك النور فيتعجب أهل الجنة يقولون ما هذا النور فيقال هذا النور خرج من فم حوراء ضحكت في وجه زوجها هذا النور خرج من فمها لما ضحكت . اسمع ماذا قال ابن القيم يقول
لله لاثم ذلك الثغر الذي *** في لثمه إدراك كل أمان
ريانة الأعطاف من ماء الشبا *** ب فغصنها بالماء ذو جريان
والقد منها كالقضيب اللدن في *** حسن القوام كأوسط القضبان
والمعصمان فإن تشأ شبههما *** بسبيكتين عليهما كفان
كالزبد لينا في نعومة ملمس *** أصداف در دورت بوزان
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا *** شيء من الآفات في النسوان
ولقد رأينا أن شغلهم الذي *** قد جاء في يس دون بيان
شغل العروس بعرسه من بعدما *** عبثت به الأشواق طول زمان
بالله لا تسأله عن أشغاله *** تلك اليالي شأنه ذو شان
واضرب لهم مثلا بصب غاب عن *** محبوبه في شاسع البلدان
والشوق يزعجه إليه وما له *** بلقائه سبب من الامكان
وافى إليه بعد طول مغيبه *** عنه وصار الوصل ذا إمكان
أتلومه أن صار ذا شغل به *** لا والذي أعطى بلا حسبان
يا رب غفرا قد طغت أقلامنا *** يا رب معذرة من الطغيان
أقدامها من فضة قد ركبت *** من فوقها ساقان ملتفان
الساق مثل العاج ملموم يرى *** مخ العظام وراءه بعيان
والريح مسك والجسوم نواعم *** واللون كالياقوت والمرجان
وكلامها يسبي العقول بنغمة *** زادت على الأوتار والعيدان
وهي العروب بشكلها وبدلها *** وتحبب للزوج كل أوان
أتراب سن واحد متماثل سـ *** ن الشباب لأجمل الشبان
بكر فلم يأخذ بكارتها سوى المحـ *** بوب من إنس ولا من جان
وأعفهم في هذه الدنيا هو *** الأقوى هناك لزهده الفاني
فاجمع قواك لما هناك وغمض *** العينين واصبر ساعة لزمان
ما ههنا والله ما يسوى قلامـ *** ة ظفر واحدة ترى بجنان
لا تؤثر الأدنى على الأعلى *** فإن تفعل رجعت بذلة وهوان
قال ابن عباس رضي الله عنهما لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها يعني الخمار الذي تجعله على رأسها لكانت الشمس عند حسنها مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والارض
وإذا بدت في حلة من لبسها *** وتمايلت كتمايل النشوان
تهتز كالغصن الرطيب وحمله *** ورد وتفاح على رمان
وتبخترت في مشيها ويحق ذا *** ك لمثلها في جنة الحيوان
ووصائف من خلفها وأمامها *** وعلى شمائلها وعن أيمان
كالبدر ليلة تتمة قد حف في *** غسق الدجى بكواكب الميزان
فلسانه وفؤاده والطرف في *** دهش وإعجاب وفي سبحان
فالقلب قبل زفافها في عرسه *** والعرس من أثر العرس متصلان
وسل المتيم أين خلف صبره *** في أي واد أم بأي مكان
وسل المتيم كيف حالته وقد *** ملئت له الأذنان والعينان
من منطق رقت حواشيه ووجـ *** ـه كم به للشمس من جريان
وسل المتيم كيف مجلسه مع الـ *** ـمحبوب في روح وفي ريحان
وتدور كاسات الرحيق عليهما *** بأكف أقمار من الولدان
غاب الرقيب وغاب كل منكد *** وهما بثوب الوصل مشتملان
أتراهما ضجرين من ذا العيش لا *** وحياة ربك ما هما ضجران
لا يمل أحدهما من الآخر أبدا
ويزيد كل منهما حبا لصا *** حبه جديدا سائر الأزمان
فيا أيها العشاق بل يا أيها الشباب الذين تعلقت أبصارهم براقصات في بارات أو مغنيات فاجرات أو بكاسيات عاريات مائلات مميلات دعوا عنكم النتن علقوا أنفسكم بالجنات
يا مغرق الطرف المذب يالاولى *** جردن عن حسن وعن إحسان
وجمالها زور ومصنوع فإن *** تركته لم تطمح لها العينان
فجمالها قشر رقيق تحته *** ما شئت من عيب ومن نقصان
فانظر مصارع من يليك ومن خلا *** من قبل من شيب ومن شبان
فاخطب من الرحمن حورا ثم قد *** م مهرها ما دمت ذا إمكان
والله لم تخرج إلى الدنيا للذ *** ة عيشها أو للحطام الفاني
لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ *** أخرى فجئت بأقبح الخسران
أهملت جمع الزاد حتى فات بل *** فات الذي ألهاك عن ذا الشان
والله لو أن القلوب سليمة *** لتقطعت أسفا من الحرمان
لكنها سكرى بحب حياتها الد *** نيا وسوف نفيق بعد زمان
أما أهل الجنة هم يتقلبون في نعيمها وحالهم كما قال الله (( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون 68 الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين 69 ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون 70 يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الاعين وأنتم فيها خالدون 71 وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون 72 لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون 73 )) « الزخرف » وقال الله تعالى (( أن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون 55)) « يس » نعم هم مشغولون . مشغولون بالنظر إلى وجه الجبار والتقلب في الأنهار وافتضاض الأبكار ومجالسة الأخيار وصيد الأطيار والضحك على أهل النار (( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون 55 هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون 56 لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون 57 سلام قولا من رب رحيم 58)) « يس» فلله ما أبهى ذلك النعيم .
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر