العباس بن عبد المطلب بن هاشم رضوان الله عليه
3
وقال الواقدي في روايته: لما كان عام
الرمادة، وهو عام الجدب سنة ثماني عشرة،
استسقى عمر بن الخطاب بالعباس وقال: اللهم
إنا كنا نستسقيك بنبينا إذا قحطنا، وهذا عمه
بين أظهرنا ونحن نستسقيك به، فلم ينصرف حتى
أطبق السحاب، قال: وسقوا بعد ثلاثة أيام،
وكان عام الرمادة الذي كان فيه طاعون عمواس
بالشام.
عن كريب أبي رشدين مولى ابن عباس قال: "لقد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل العباس
من بين الناس إجلال الولد والده." و قال
كريب : ما ينبغي لنبي أن يجل إلا أبا أو عما.
خرج رسول الله لله ينظر إلى بعث أو يجهزه،
فطلع العباس فلما رأوه قال: "هذا عم نبيكم
أجود قريش كفا وأوصلها لرحم." لم يمر
العباس بعمر وعثمان وهما راكبان وهو راجل
إلا نزلا حتى يجوزهما إجلالا له أو يمشيان
معه حتى يبلغ منزله أو مجلسه.
عن ابن المسيب قال: لقد جاء الاسلام وان
جفنة العباس لتدور على فقراء بني هاشم وإن
سوطه وقده معه لسفهائهم، يطعم الجائع ويؤدب
السفيه، وقال الزهري: هذا والله السؤدد.
قال إبراهيم بن علي بن هرمة:
وكانت لعباس ثلاث يعـدهـا | إذا ما شتاء الناس أصبح اشهبا | |
فسلسلة تنهى الظلوم وجفـنة | تباح فيكسوها السنام المرعبا | |
وحلة عصب ما تزال معـدة | لعار ضريك ثوبه قد تهبـبـا |
عن أبي جعفر قال: أقبل العباس بن عبد المطلب
وعليه حلة وهو أبيض له ضفيرتان، فلما رآه
النبي صلى الله عليه وسلم تبسم، فقال له: يا
رسول الله مم تبسمت? قال: "من جمالك يا عم،"
قال: وما الجمال في الرجل بأبي أنت وأمي قال:
اللسان. قال أبو جعفر، يقول: أعجب من بيانك
ولسنك.
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إن
عمي العباس حاطني بمكة من أهل الشرك وأخذ لي
البيعة على الأنصار ونصرني في الاسلام،
اللهم فاحفظه وحطه واحفظ ذريته من كل مكروه."
و قال أبو جعفر أمير المؤمنين في كتابه
يذكر فيه سابقة جده العباس: ومن ذلك أنه جهز
في جيش العسرة بثمانين ألف درهم.
فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
أخذ مفتاح الكعبة وهو بدفعه إلى العباس،
فنزلت " إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات
إلى أهلها" فأمر السقاية والرفادة في يد
العباس وأقر الحجابة في يد عثمان بن طلحة بن
أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار
بن قصي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين فتح مكة: "ألا إني قد وضعت كل مأثرة
ومكرمة كانت في الجاهلية تحت قدمي إلا سدانة
البيت وسقاية الحاج."
قام العباس بالسقاية والرفادة، ثم قام
بذلك عبد الله بن عباس ثم علي بن عبد الله ثم
محمد بن علي ثم داود بن علي، ثم سليمان بن
علي، ثم عيسى بن علي، فلما استخلف أمير
المؤمنين أبو جعفر قال: انكم تقلدون هذا
الامر مواليكم فموالي أمير المؤمنين أحق
بالقيام به، فولى السقاية ونفقات البيت مولى
له يقال له زربى، وجعلت الرفادة من بيت المال.
دخل عثمان بن عفان على العباس رضي الله
تعالى عنهما، وكان العباس خال أمه أروى بنت
كريز فقال: يا خال أوصني، فقال: أوصيك بسلامة
القلب، وترك مصانعة الرجال في الحق، وحفظ
اللسان، فإنك متى تفعل ذلك ترضى ربك وتصلح لك
رعيتك.
قال العباس لعبد الله بن العباس: يا بني إن
الله قد بلغك شرف الدنيا فاطلب شرف الآخرة،
واملك هواك واحرز لسانك إلا مما لك.
لما قدم صفوان بن أمية الجمحي على رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال له: "على من
نزلت يا أبا وهب"? قال: على عمك العباس، قال:
"نزلت على أشد قريش لقريش حبا."
كان العباس أكرم قريش: لهو ثوب لعاريهم،
وجفنة لجائعهم، ومقطرة لجاهلهم؛ وكان في
الجاهلية نديما لأبي سفيان، فجاور رجل من
بني سليم رجلا لم يحمد جواره، فقال له عباس
بن مرداس السلمي:
إن كان جارك لم تنفعـك ذمـتـه | حتى سقيت بكاس الذل أنـفـاسـا | |
فأت القباب فكن من أهلهـا سـددا | تلقى ابن حرب وتلقى المرء عباسا | |
قرمي قريش وحلا في ذوائبـهـا | بالمجد والحزم ما حازا وما ساسـا | |
ساقي الحجيج وهذا مـاجـد أنـف | والمجد يورث أخماسا وأسـداسـا |
قال ابن عباس: كان أبي أبيض بضا رجل الشعر،
حسن اللحية في رقة، تام القامة رحب الجبهة
أهدب الأشفار، أو قال اوطف، أقنى الأنف عظيم
العينين سهل الخدين بادنا جسيما، وكان قبل
أن تكبر سنه ذا ضفيرتين، وكف بصره قبل موته
بخمس سنين، وقد كان خضب ثم ترك الخضاب.
وقال الواقدي وغيره: توفي العباس في شهر
رمضان سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان
وثمانين سنة، وكان معتدل القناة، ودفن
بالمدينة بالبقيع، وصلى عليه عثمان بن عفان،
وكان يقول حين نشب الناس في أمر عثمان: اللهم
اسبق بي أمرا لا أحب أن أدركه.
قالوا: ونزل في حفرة العباس: علي بن أبي
طالب، وعبد الله وعبيد الله ابنا العباس،
والحسن والحسين ابنا علي، وقثم بن العباس،
ويقال إن عثمان بن عفان نزل في قبره، وقال
عبد الله بن العباس: لقد كنا محتاجين إلى
نزول أكثر منا لبدنه وعظمه.
و كان للعباس بن عبد المطلب من الولد الفضل
وبه كان يكنى، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم،
وعبد الرحمن، ومعبد بن العباس، وأم حبيب،
وأمهم لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن
الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر
بن صعصعة، وأمها هند بنت عمرو وهي خولة،
ويقال إن أباها عوف من حمامة من جرش؛ وتمام
بن العباس؛ وكثير بن العباس، وأمهما أم ولد.
والحارث بن العباس وأمه حجيلة بنت جندب بن
الربيع، هذلية. وصفية بنت العباس وأمها أم
ولد. وآمنة بنت العباس، ويقال أمينة، كانت
عند العباس بن عتبة بن أبي لهب فولدت له
الفضل الشاعر وأمها أم ولد. وكانت أم حبيب
عند الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي
فولدت له رزق بن الأسود، ولبابة بنت الأسود
وهو يسكنون مكة، وكانت صفية عند محمد بن عبد
الله بن مسروح واسمه الحارث بن يعمر أحد بني
سعد بن بكر.
قال عبد الله بن بريد الهلالي:
ما ولدت نجيبة مـن فـحـل | بجبل نعـلـمـه أو سـهـل | |
كسته من بطن أم الـفـضـل | أكرم بها من كهلة وكـهـل | |
عم النبي المصطفى ذي الفضل | وخاتم الرسل وخير الـرسـل |
وقال أيضا:
ونحن ولدنا الفضل والحبر بـعـده | عنيت أبا العباس ذا الدين والنـدى | |
ألا وعبـيد الـلـه ثـم ابـن امـه | ألا قثما أعني وذا الباع مـعـبـدا | |
غيوث على العافين خرس عن الخنا | أسود إذا ما موقد الحـرب أوقـدا | |
اذا افتخرت يوما قريش رأيتـهـم | يفوقونهم حلمـا وجـودا وسـؤددا |
وقال أيضا:
ألا إنني صهر النبي مـحـمـد | وخال بني العباس والخال كالأب |
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر