مظاهر من شخصية الإمام محمد الباقر(عليه
السلام)
1
قد توفرت في شخصية الإمام أبي جعفر (عليه
السلام) جميع الصفات الكريمة التي أهّلته لزعامة هذه
الأمة.
حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية
والعقلية العظيمة وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل
صورته صورة متميّزة من بين العظماء والمصلحين، كما تميّز بحسبه
الوضّاح، بكل ما يمكن أن يسمو به هذا الانسان
وكان الإمام محمّد بن علي الباقر (عليه
السلام) جامعاً للكمالات الانسانية في سيرته وسلوكه
]وما دوّنته كتب التاريخ من فضائله الجمّة هي
غيض من فيض، ونشير إلى شيء يسير منها تباعاً:
حلمه
:
كان الحلم من أبرز صفات الإمام أبي جعفر
(عليه السلام) فقد أجمع المؤرخون على أنه لم يسيء الى من ظلمه
واعتدى عليه، وانما كان يقابله بالبر والمعروف، ويعامله بالصفح
والاحسان، وقد رووا صوراً كثيرة عن عظيم حلمه، كان
منها:
1 ـ إن رجلاً كتابياً هاجم الإمام(عليه
السلام) واعتدى عليه، وخاطبه بمرّ القول:
« أنت بقر ! »
فلطف به الإمام، وقابله ببسمات طافحة
بالمروءة قائلاً
« لا أنا باقر»
وراح الرجل الكتابي يهاجم الإمام قائلاً
« أنت ابن الطبّاخة ! »
فتبسّم الإمام، ولم يثره هذا الاعتداء بل قال
له:
« ذاك حرفتها
ولم ينته الكتابي عن غيّه، وإنما راح يهاجم
الإمام قائلاً:
أنت ابن السوداء الزنجية البذية!
ولم يغضب الإمام(عليه السلام)، وإنما قابله
باللطف قائلاً :
« إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت
غفر الله لك».
وبهت الكتابي، وانبهر من أخلاق الإمام(عليه
السلام) . فأعلن إسلامه[1]
واختار طريق الحق.
2 ـ ومن تلك الصور الرائعة المدهشة من حلمه:
أن شامياً كان يختلف إلى مجلسه، ويستمع إلى محاضراته، وقد أعجب
بها، فأقبل يشتدّ نحو الإمام وقال له:
يا محمّد إنما أغشى مجلسك لا حبّاً مني إليك،
ولا أقول: إن أحداً أبغض إليَّ منكم أهل البيت، واعلم أن طاعة
الله، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكني أراك رجلاً فصيحاً لك
أدب وحسن لفظ، فإنّما اختلف إليك لحسن أدبك !!
ونظر إليه الإمام(عليه السلام) بعطف وحنان،
وأخذ يغدق عليه ببرّه ومعروفه حتى تنبّه الرجل وتبين له الحق،
وانتقل من البغض الى الولاء للإمام(عليه السلام)، وظلّ ملازماً
له حتى حضرته الوفاة فأوصى أن يصلي عليه[2].
وحاكى الإمام الباقر(عليه السلام) بهذه
الأخلاق الرفيعة جدّه الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي استطاع
بسموّ أخلاقه أن يؤلّف بين القلوب، ويوحّد بين المشاعر والعواطف
ويجمع الناس على كلمة التوحيد بعد ما كانوا فرقاً
وأحزاباً.
صبره
:
لقد كان الصبر من الصفات الذاتية للأئمة
الطاهرين من أهل البيت(عليهم السلام) فقد صبروا على مكاره
الدهر، ونوائب الأيام، وصبروا على تجرّع الخطوب التي تعجز عن
حملها الجبال، فقد استقبل الإمام الحسين (عليه السلام) على صعيد
كربلاء أمواجاً من المحن الشاقة التي تذهل كل كائن حي، مترنّماً
بقوله(عليه السلام): «صبراً على قضائك يا رب، لا معبود
سواك».
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر