الفصل الأول
الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في سطور
* الإمام محمد الباقر (عليه السلام) .
ولقد انحدر الإمام الباقر (عليه السلام) من
سلالة طاهرة مطهّرة ارتقت سلّم المجد والكمال وكان أفرادها قمماً
شامخة في دنيا الفضائل بعد أن حازت على جميع مقومات الشخصية
الانسانية المتكاملة في مجال الفكر والعقيدة والعقل والعاطفة
والارادة والسلوك، حيث أخلصوا لله تعالى وذابوا في محبته
وانصهروا في قيم الرسالة الاسلامية وكانوا ربانيين بحق، وبذلك
أصبحوا عِدلاً للقرآن الكريم بنصّ الرسول الأمين، والقدوة
الشامخة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) والاُمناء على تطبيق
الرسالة الاسلامية والقادة المعصومون المؤهَّلون لتوجيه الاُمة
وتربيتها وإدارة شؤونها وتلبية متطلّبات تكاملها وتحقيق سعادتها
دنياً وآخرةً.
ولد الإمام الباقر (عليه السلام) من أبوين
علويين طاهرين زكيين فاجتمعت فيه خصال جدّيه السبطين الحسن
والحسين (عليهما السلام)، وعاش في ظلّ جدّه الحسين (عليه
السلام) بضع سنوات وترعرع في ظلّ أبيه علي بن الحسين
زين العابدين (عليه السلام) حتى شبّ ونما وبلغ ذروة الكمال
وهو ملازم له حتى استشهاده في النصف الأول من العقد العاشر بعد
الهجرة النبوية المباركة.
لقد كان أبوه علي بن الحسين(عليه السلام)
القدوة الشامخة للباقر بعد جدّه الحسين (عليه السلام) وقد عرف بـ
«زين العابدين» و«سيد الساجدين» و«قدوة الزاهدين» و«سراج الدنيا»
و«جمال الدين»، .
ولقد نهل الإمام محمد بن علي الباقر (عليهما
السلام) العلوم والمعارف من هذا الوالد العظيم حتى فاق
وأبدع في كل العلوم فكان كما شهد له بذلك جدّه
رسول الله(صلى الله عليه وآله) حيث لقّبه بالباقر قائلاً:
إنّه يبقر العلم بقراً، عندما بشّر المسلمين بولادته وبدوره
الفاعل في إحياء علوم الشريعة وفي عصر كانت قد عصفت العواصف
بالاُمة الاسلامية إثر الفتوح المتتالية والتمازج الحضاري
والتبادل الثقافي الذي طال الاُمة الاسلامية وهي في عنفوان
حركتها الثقافية والعلمية التي فجّرها الإسلام في وجودها، وكانت
قد حُرمت من الارتواء من معين الرسالة الفيّاض الذي تجسّد في أهل
البيت(عليهم السلام) .
* لقد عاش الإمام محمّد الباقر(عليه السلام)
طيلة حياته في المدينة يفيض من علمه على الأمة المسلمة، ويرعى
شؤون الجماعة الصالحة التي بذر بذرتها رسول الله (صلى الله
عليه وآله)، وربّاها الإمام علي ثمّ الإمامان الحسن
والحسين(عليهم السلام) كما غذّاها من بعدهم أبوه علي بن
الحسين (عليهما السلام) مقدّماً لها كل مقوّمات تكاملها
وأسباب رشدها وسموّها.
لقد عانى الإمام الباقر من ظلم
الاُمويين منذ أن ولد وحتى استشهد، ما عدا فترة قصيرة جدّاً هي
مدّة خلافة عمر بن عبد العزيز التي ناهزت السنتين
والنصف.
فعاصر أشدّ أدوار الظلم الأموي، كما أشرف على
اُفول هذا التيار الجاهلي وتجرّع من غصص الآلام ما ينفرد به مثله
وعياً وعظمة وكمالاً.
ولكنه استطاع أن يربّي أعداداً
كثيرة من الفقهاء والعلماء والمفسّرين حيث كان المسلمون يقصدونه
من شتّى بقاع العالم الاسلامي وقد دانوا له بالفضل بشكل لا نظير
له، ولم يعش منعزلاً عن أحداث الساحة الإسلامية وإنّما ساهم بشكل
ايجابي في توعية الجماهير وتحريك ضمائرها وسعى لرفع شأنها وإحياء
كرامتها بالبذل المادي والعطاء المعنوي كآبائه الكرام وأجداده
العظام ولم يقصر عنهم عبادة وتقوى وصبراً وإخلاصاً فكان قدوة
شامخة للجيل الذي عاصره ولكل الأجيال التي تلته.
فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد بالعلم والعمل
ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر