الطريقة المريدية في السينغال ومؤسسها أحمادو بامبا الخادم
2
مهرجان مغال توبة
ومن فرائد هذه الطريقة هي احياء ذكرى عودة أحمدو بامبا من منفاه في مهرجان
شعبي كبير يتوافد عليه مئات الآلاف من الأشخاص ويسمى مهرجان أو احتفال
"ماغال توبة". وعادة الطرق الصوفية تحتفل بالمهرجانات الدينية مثل مناسبات
مولد الشيخ (مولد الشيخ البدوي) وما أشبه ذلك لكن هذه الطريقة لها تقليد
آخر يعكس تفردها وتميزها حيث جعلت من تاريخ عودة الشيخ احمدو بامبا من
منفاه هو تاريخ الاحتفال الديني الاهم في نشاط هذه الحركة السنوي. وما من
شك ان هذه الرمزية لها لفتة سياسية واضحة.
وهذا المهرجان الاجتماعي والسياسي والديني لا يزال إلى اليوم يستقطب عشرات
الآلاف من المريدين وقد بلغ حوالي مليون "حاج" إلى مدينة توبة حسب بعض
الاحصاءات. ولم يعد خاصا فقط بالطريقة المريدية بل كل الطرق الاخرى تساهم
فيه بأنشطة متنوعة فيها كثير من الشوائب التي تخالف تعاليم الشيخ نفسه.
وفي خطاب الخليفة الحالي للطريقة بهذه المناسبة، ساليو مباكي، بتاريخ 2
مارس 2006 سنلاحظ انه ركز بشكل واف على أهم التوسيعات التي سيدخلها على
مدينة مباكي والاموال الكبيرة التي سيوفرها لهذا المشروع الكبير، والقارئ
لهذا الخطاب يخال نفسه امام رجل اقتصاد او رئيس جمهورية وليس أمام شيخ
طريقة صوفية.
فقد أعلن الخليفة العام انه شخصيا سيقوم بتعبيد 200 كلم من الطرقات،
لتسهيل حركة المرور داخل مدينة توبة، ثم أعلن بانه خصص قيمة 10 ملايير من
العملة المحلية لبناء عدد من المشاريع. ودعا المريدين للتعاون والتضامن
والمساهمة العملية لانجاح هذه المشاريع وذلك بالتنسيق مع مصالح الدولة. مع
التأكيد على أن المدينة ستبنى فقط بالامكانيات والمداخيل التي سيوفرها
المريدون دون سواها.
ثم تعرض لمشكلة العقارات التي تعاني منها المدينة وأدان جميع التلاعبات
التي تتورط فيها بعض الجهات خاصة ان المدينة أصبحت بمثابة قطب اقتصادي،
الأمر الذي يضاعف من درجة التلاعب بالعقار. وحذر على طريقته وحاول أن
يطمئن الجميع بان كل شخص سيكون له نصيبه من العقار على وجه العدالة.
وعلى الرغم من هذه الديناميكية الكبيرة التي تعرفها هذه الطريقة الحركية
الناجحة في السينغال إلا أن هناك العديد من الانتقادات التي توجه لها من
قبل الدارسين. وجل هذه الانتقادات تتعلق بالانحرافات الفجة التي ظهرت على
الطريقة والتي تخالف تعاليم المؤسس نفسه. فالشيخ أحمدو بامبا حسب تراثه
المكتوب الذي خلفه كان شديد التمسك بأحكام الشريعة، عالما فقيها، شديد
الالتزام بقواعد الفقه، ولم يكن له كثرة احتفال بالخوارق والكرامات، حتى
انه يقول في مجالس الجنان :
ثمت تقديم الفتى الفقه على تصوف وجوبه قد انجلى
أي يدعو لتقديم علم الفقه على علم التصوف، ويحذر المرء من الانزلاق إلى
التصوف دون فقه يعصم من الخرافات. لكن نسج الخيال الافريقي العشرات من
القصص والخوارق والكرامات التي نسبت لهذا الشيخ وحكيت عليه كما حدث للشيخ
عبد القادر الجيلاني، حتى كادت تطمس على تراثه الخاص. وقد أدى إلى ذلك
محاولة مجارات بقية الطرق الصوفية التي تعلي من شأن مشائخها عن طريق
الاكثار من ذكر الكرامات والحكايات العجائبية، فقد نشط الأتباع في تداول
قصص وكرامات عجيبة، مثل قصته مع الأسد وقصته المتعلقة بالصلاة في المحيط
فوق الماء وغير ذلك من الخوارق.
وقد ساعد على ذلك انتشار الأمية والأخطر من ذلك هو اندثار اللغة العربية
وحروفها، في المجتمع السينغالي، وانتشار اللغة الفرنسية، خاصة إذا علمنا
أن كل مؤلفات الشيخ بامبا قد ألفها باللغة العربية. فأدى انتشار العجمة
إلى ابعاد جماهير الناس عن التراث الأصيل لهذا الشيخ، الذي يظهر من كتباته
انه كان شديد الالتزام بمذهب جمهور العلماء ومتمسك بالمالكية في الفقه
والفروع ولا يعرف عنه أنه كتب بيده ما يشير إلى أي نوع من الخرافات أو
الكرامات العجائبية كما أثر عن غيره من مؤسسي الطرق كما تميز بشدة
التواضع، حتى سمى نفسه الخادم وهي التسمية المحببة لقلبه.
إن الطريقة في حاجة ماسة لاصلاح أوضاعها من الداخل، والابتعاد عن كل مظاهر
الغلو والتطرف والانحراف العقدي والخلقي والعودة إلى تعاليم الشيخ،
والنهوض باللغة العربية والحرف العربي في المجتمع السينغالي المسلم. وهذا
الدور يجب ان يقوم المثقفون المسلمون من الجيل الجديد داخل هذه الطريقة.
-نقل-
2
مهرجان مغال توبة
ومن فرائد هذه الطريقة هي احياء ذكرى عودة أحمدو بامبا من منفاه في مهرجان
شعبي كبير يتوافد عليه مئات الآلاف من الأشخاص ويسمى مهرجان أو احتفال
"ماغال توبة". وعادة الطرق الصوفية تحتفل بالمهرجانات الدينية مثل مناسبات
مولد الشيخ (مولد الشيخ البدوي) وما أشبه ذلك لكن هذه الطريقة لها تقليد
آخر يعكس تفردها وتميزها حيث جعلت من تاريخ عودة الشيخ احمدو بامبا من
منفاه هو تاريخ الاحتفال الديني الاهم في نشاط هذه الحركة السنوي. وما من
شك ان هذه الرمزية لها لفتة سياسية واضحة.
وهذا المهرجان الاجتماعي والسياسي والديني لا يزال إلى اليوم يستقطب عشرات
الآلاف من المريدين وقد بلغ حوالي مليون "حاج" إلى مدينة توبة حسب بعض
الاحصاءات. ولم يعد خاصا فقط بالطريقة المريدية بل كل الطرق الاخرى تساهم
فيه بأنشطة متنوعة فيها كثير من الشوائب التي تخالف تعاليم الشيخ نفسه.
وفي خطاب الخليفة الحالي للطريقة بهذه المناسبة، ساليو مباكي، بتاريخ 2
مارس 2006 سنلاحظ انه ركز بشكل واف على أهم التوسيعات التي سيدخلها على
مدينة مباكي والاموال الكبيرة التي سيوفرها لهذا المشروع الكبير، والقارئ
لهذا الخطاب يخال نفسه امام رجل اقتصاد او رئيس جمهورية وليس أمام شيخ
طريقة صوفية.
فقد أعلن الخليفة العام انه شخصيا سيقوم بتعبيد 200 كلم من الطرقات،
لتسهيل حركة المرور داخل مدينة توبة، ثم أعلن بانه خصص قيمة 10 ملايير من
العملة المحلية لبناء عدد من المشاريع. ودعا المريدين للتعاون والتضامن
والمساهمة العملية لانجاح هذه المشاريع وذلك بالتنسيق مع مصالح الدولة. مع
التأكيد على أن المدينة ستبنى فقط بالامكانيات والمداخيل التي سيوفرها
المريدون دون سواها.
ثم تعرض لمشكلة العقارات التي تعاني منها المدينة وأدان جميع التلاعبات
التي تتورط فيها بعض الجهات خاصة ان المدينة أصبحت بمثابة قطب اقتصادي،
الأمر الذي يضاعف من درجة التلاعب بالعقار. وحذر على طريقته وحاول أن
يطمئن الجميع بان كل شخص سيكون له نصيبه من العقار على وجه العدالة.
وعلى الرغم من هذه الديناميكية الكبيرة التي تعرفها هذه الطريقة الحركية
الناجحة في السينغال إلا أن هناك العديد من الانتقادات التي توجه لها من
قبل الدارسين. وجل هذه الانتقادات تتعلق بالانحرافات الفجة التي ظهرت على
الطريقة والتي تخالف تعاليم المؤسس نفسه. فالشيخ أحمدو بامبا حسب تراثه
المكتوب الذي خلفه كان شديد التمسك بأحكام الشريعة، عالما فقيها، شديد
الالتزام بقواعد الفقه، ولم يكن له كثرة احتفال بالخوارق والكرامات، حتى
انه يقول في مجالس الجنان :
ثمت تقديم الفتى الفقه على تصوف وجوبه قد انجلى
أي يدعو لتقديم علم الفقه على علم التصوف، ويحذر المرء من الانزلاق إلى
التصوف دون فقه يعصم من الخرافات. لكن نسج الخيال الافريقي العشرات من
القصص والخوارق والكرامات التي نسبت لهذا الشيخ وحكيت عليه كما حدث للشيخ
عبد القادر الجيلاني، حتى كادت تطمس على تراثه الخاص. وقد أدى إلى ذلك
محاولة مجارات بقية الطرق الصوفية التي تعلي من شأن مشائخها عن طريق
الاكثار من ذكر الكرامات والحكايات العجائبية، فقد نشط الأتباع في تداول
قصص وكرامات عجيبة، مثل قصته مع الأسد وقصته المتعلقة بالصلاة في المحيط
فوق الماء وغير ذلك من الخوارق.
وقد ساعد على ذلك انتشار الأمية والأخطر من ذلك هو اندثار اللغة العربية
وحروفها، في المجتمع السينغالي، وانتشار اللغة الفرنسية، خاصة إذا علمنا
أن كل مؤلفات الشيخ بامبا قد ألفها باللغة العربية. فأدى انتشار العجمة
إلى ابعاد جماهير الناس عن التراث الأصيل لهذا الشيخ، الذي يظهر من كتباته
انه كان شديد الالتزام بمذهب جمهور العلماء ومتمسك بالمالكية في الفقه
والفروع ولا يعرف عنه أنه كتب بيده ما يشير إلى أي نوع من الخرافات أو
الكرامات العجائبية كما أثر عن غيره من مؤسسي الطرق كما تميز بشدة
التواضع، حتى سمى نفسه الخادم وهي التسمية المحببة لقلبه.
إن الطريقة في حاجة ماسة لاصلاح أوضاعها من الداخل، والابتعاد عن كل مظاهر
الغلو والتطرف والانحراف العقدي والخلقي والعودة إلى تعاليم الشيخ،
والنهوض باللغة العربية والحرف العربي في المجتمع السينغالي المسلم. وهذا
الدور يجب ان يقوم المثقفون المسلمون من الجيل الجديد داخل هذه الطريقة.
-نقل-
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر