الشيخ الأكبر الشريف المحدث سيدي بدر الدين الحسني - منقول
الشيخ الأكبر الشريف المحدث
سيدي بدر الدين الحسني
للشيخ محمو بعيون الرنكوسي
رحمه الله تعالى
ولد الشيخ الأكبر بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى في دمشق سنة 1267ه
وكانت ولادته في داره الملاصقة لدار الحديث الأشرفية التي كانت مقره ومقر
أئمة الحديث الشريف , وولادته هذه من أبوين فاضلين تقيين ورعين . فوالدته
السيدة عائشة بنت المرحوم ابراهيم الشهير بالكزبري هي من أعرق عوائل دمشق
بالعلم والفضل والحسب والنسب خصوصا علم الحديث الشريف الذي انتهت رآسته
اليها , وهي عائلة آل الكزبري الأماجد وقد اعتنت رحمها الله بولدها
المترجم وسلمته الى شيوخ العصر ومن اعتنائها به أنها كانت لاترضعه الا وهي
على طهارة كاملة وكانت في شهر رمضان لاترضعه نهارا . وقد رأت أمه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع تمرة في فيه فاستيقظت من منامها والتمرة
في فمه يمضغها . ووالده هو العلامة الكبير والشاعر النبيل والامام الشهير
الشيخ يوسف بن العلامة الشيخ بدر الدين المراكشي السبتي الحسني المالكي
مذهبا الدمشقي وفاة ينتهي نسبه الى الولي الكبير الشيخ عبد العزيز التباع
استاذ الولي الكبير الشيخ الجزولي , والشيخ عبد العزيز المذكور ينتهي نسبه
الى سيدنا الحسن السبط رضي الله عنه , والشيخ يوسف المذكور والد المترجم
هاجر من مراكش الى مصر ودخل الجامع الأزهر وأخذ عن العلامة الشيخ حسن
العطار والعلامة الصاوي والفضالي والأمير الصغير والشيخ فتح الله وغيرهم
من مشايخ العصر . ومن رفاقه في طلب العلم العلامة الأشموني والباجوري
وغيرهما وأجيز من الشيخ المحدث الكبير عبد الرحمن الكزبري الدمشقي وله ما
ينوف عن ماية مؤلف في سائر الفنون خصوصا الأدب . توفي يوم الخميس الواقع
في 19 جمادي الآخرة سنة 1279ه في دمشق وقد دفن في تربة باب الصغير جوار
قبور آل البيت الكرام وقبره مشهور يزار وله من الأولاد اثنان أحدهما الشيخ
أحمد بهاء الدين وهو الأصغر وكان من أهل العلم والفضل ومن مشايخ الطريقة
النقشية وثانيهما الشيخ الأكبر محمد بدر الدين المترجم
بدء الشيخ بدر الدين في طلب العلم وتحصيله
نشأ في حجر والده وقد أتم حفظ القرآن الكريم وتعلم الكتابة وهو ابن سبع
سنين ثم اخذ في مبادىء العلوم , ولما توفي والده كان له من العمر اثنتا
عشرة سنة فجلس في غرفة والده في دار الحديث الأشرفية يطالع الكتب ويحفظ
المتون بأنواع الفنون وقد حفظ عشرين ألف بيت من متون العلم المختلفة وكان
رحمه الله تعالى يحفظ غيبا صحيحي البخاري ومسلم بأسانيدهما وموطأ مالك
ومسند أحمد وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه وكان يحفظ أسماء
رجال الحديث وماقيل فيهم من جرح وتعديل ويحفظ سني وفاتهم ويجيبك عما شئت
منها ومؤلفاته تنوف الأربعين ولم يجاوز العشرين من عمره وله الباع الطويل
والقدم الراسخة في كافة العلوم حتى الرياضيات العالية والحكمة والفلسفة
والطب والهيئة والجغرافية والهندسة وكان اذا ذكر حديثا جلس ساعة يتكلم في
شرحه وما يستنبط منه حتى يقول الحاضرون لم يبق شيء يستنبط من هذا الحديث ,
ثم يقول الشيخ : ويؤخذ من هذا الحديث كذا وكذا ويؤخذ منه كذا وكذا الخ
وفي يوم الجمعة يجلس بعد صلاتها الى صلاة العصر في شرح حديث واحد في جامع
بني أمية وكان رحمه الله يقرىء الطلاب في الجامع الأموي النحو والصرف
والبلاغة والمنطق والفقه وغيرها وكان يقرىء تفسير البيضاوي عن ظهر قلبه
بدون أن يحمل كراسة , ولما أحس أنه قد ألم بنفوس العلماء بعض القلق حيث
أقبل الناس على درسه اعتزل في غرفته في مدرسة دار الحديث الأشرفية ولم
يخرج منها مدة عشر سنين وكان يصلي الجمعة في حجرته الملاصقة للمسجد من جهة
الشرق وكان في حجرته نافذة الى بيته يذهب ويأتي منها وفي مدة اعتزاله أكب
على المطالعة والحفظ وأقبل بكليته على علم الحديث حتى صار فيه الحجة
البالغة والمرجع الأوحد للعام والخاص , ولما جاوز الثلاثين من عمره شرع في
الدرس العام في جامع السادات بدلا من درسه السابق في مسجد بني أمية ارضاء
للمدرسين فيه فقرأ درسا عاما عن ظهر قلبه من صحيح البخاري وقد أعجبت الناس
فصاحته وتكلم على الحديث الواحد من علوم شتى لم تعرف بديار الشام كالحكمة
والطب والرياضيات وغيرهما فلما كثر الخلق عليه وضاق بهم الجامع انتقل الى
جامع سنان باشا فكان يقرأ ليلة الجمعة والأثنين من المغرب الى العشاء فلما
ضاق المسجد بالناس انتقل الى الجامع الأموي وابتدأ فيه درسه الأول بالحديث
الأول من صحيح البخاري فأجاد وأفاد حتى أخذ بمجامع قلوب السامعين من ولاة
وحكام وعلماء وخطباء وأدباء وحكماء وعامة الناس وذلك في سنة 1292ه فما رأى
الناس مثل هذا الدرس ، وقد ذكر سند الحديث العالي و مشايخه وأتى على مقدمة
قيمة في علم الحديث ولم يترك علما من العلوم المعقولة والمنقولة الا وذكر
شيئا منها ثم ختم الدرس بالدعاء باصلاح الأمة والتوفيق لولاة الأمور وذلك
بنظم سلس من انشائه وارتجاله ثم داوم بعد ذلك على هذا الدرس في كل يوم
جمعة من بعد صلاتها الى أذان العصر فيقرأ حديثا من صحيح البخاري بسنده
المتصل ويبين مابني عليه من الأحكام الشرعية على اختلاف مذاهب المجتهدين
مع مأخذهم وأدلتهم ويرجح الأقوى منها ويأتي بما يناسب المقام من سائر
العلوم وقد تبلغ الأحاديث التي يذكرها استشهادا لحديث الباب منه مأة حديث
ويذكر تلك الأحاديث بأسانيدها المتصلة ويقرر المسألة الواحدة على المذاهب
الأربعة مع أدلتها ويطبق عليها علم الأصول وآداب البحث والبلاغة والتفسير
والتوحيد والآلات كلها حتى الحكمة والفلسفة والطب والهيئة والهندسة .
وكثيرا ما يحضر درسه من لهم اختصاص بالطب والرياضيات فيذعنون للأستاذ بأنه
صاحب اليد العليا في هذه الفنون ويقولون أفنينا العمر وما وصلنا الى ما
وصل اليه الأستاذ , وكثيرا ما يحضر درسه الحكام والقضاة وغيرهم فيجلسون
الى جانبه والناس حوله والواقفون أكثر من الجالسين وصوت الأستاذ يبلغ
الجميع يهدر هدير الحمام وهو لايتوقف ولايتلعثم في حديث أو تمثيل أو عبارة
مع حسن الالقاء وكلما أطال الدرس أجاد , وينتقل من البحث الذي هو فيه الى
بحث آخر بأدنى مناسبة ويلتفت الى الحاضرين بوجهه وهم طبقات شتى يذكر
الأحاديث المخوفة ويشدد الأمر عليهم خصوصا ولاة الأمور حتى يبكيهم , ثم
يعود بالمناسبة ويذكر الأحاديث الدالة على الرجاء وثواب من يتولى أمور
الخلق فيعدل بينهم ويقوم بالحق ويؤدي الأمانات الى أهلها , وهكذا شأنه
رحمه الله تعالى الترغيب والترهيب شأن الأطباء الذين يجسون النبض ويضعون
العلاج بحيث لايمل السامع من حديثه ووعظه مهما طال ثم يختم درسه بالحديث
المبدوء به مع انسجام غريب يحير الألباب وقد يذكر حديثا من المسلسلات
باسناده ورجاله وربما تزيد عن الثلاثين ولو كتب درسه الواحد بالحرف لبلغ
جزءا لطيفا بلا شك ولا ريب , وكان أكثر طلابه ومستمعيه يكتب بسرعة
الأحاديث التي يذكرها بالمناسبات واذا فاتهم شيء من ذلك يتمونها منه خارج
الدرس . ومع هذه السرعة يفهم الحاضرون كلامه حتى العامة منهم وينقلون
كلامه الى البيوت والى الشوارع وما ذلك الا بسبب اخلاص المربي الكبير .
وهكذا نشر علمه بين الناس فبمثل هذا فليعمل العاملون
استقامته وعادته
كان رحمه الله على طريقة السلف الصالح من اظهار الدين الحنيف بمظهره
الحقيقي بعيدا عن الدخيل الذي ليس من الدين في شيء , فانه بعد أن يصلي
الصبح في الجامع الأموي بغلس يقرأ بعض أوراده ثم يذهب الى غرفته في دار
الحديث وحوله جماعة ممن ولعوا به , فاذا وصل الى الباب المدرسة أقبل عليهم
بوجهه المنير وطلب منهم الدعاء ثم سلم ودخل غرفته , وهناك يتم بقية أوراده
ثم يصلي صلاة الضحى التي لم يتركها حتى في سفره وحتى يوم وفاته ( وقد أسلم
روحه الشريفة بعد صلاة الضحى بنحو ساعة ) وبعدها أغفى اغفاءة ثم يبتدىء
الدروس التي تمتد الى ما بعد الضحوة الكبرى فاذا قرب الظهر توضأ واستقبل
القبلة ودعا وصلى ماشاء الله أن يصلي فاذا أذن الظهر صلاها بجماعة وأقبل
بعد قراءة أوراده على الدروس فاذا قرب العصر تهيأ لها ثم بعد أن يصليها مع
الجماعة يعود الى الدروس وربما قرأ درسين أو أكثر ثم يتوجه الى داره فاذا
صلى المغرب جماعة أفطر ثم جلس للدرس في بيته وهذا الدرس يحضره بعض الطلبة
وكثير من العامة ويؤخر صلاة العشاء لأجله فاذا صلاها مع الجماعة ذهب فورا
الى مضجعه من غير أن يكلم بعدها أحدا فينام وهو ذاكر لله تعالى ثم يقوم
للتهجد حتى يقرب الفجر فيأتي الجامع الأموي فيصلي فيه الفجر بغلس وهكذا
دواليك – أي عادته – لايخالف هذا السير ولايتركه فأوقاته بل حياته دائرة
بين ذكر وصلاة ودعاء ومناجاة وصيام وقيام ودروس خاصة وعامة وشفاعة لدى
حاكم ونصيحة له وسؤال عن أحوال الناس وعن أسعار أقواتهم ومواضع شكاتهم
وترحيب بزائر وطلب الدعاء منه وزيارة المساجين والقبور وصلة الأرحام
وعيادة المرضى وجمع الناس على الله تعالى , وكان يرغب كثيرا في زيارة
الطاعنين في السن وان نأت بهم الدار وبعد بهم المزار طالبا الدعاء منهم .
وقد أجمع من يعتد باجماعه على أنه بدر الدين وشمس الزمان والنبراس الذي
كان يضيء لجميع الأنام , فأخلاقه وأحواله مطابقة للأخلاق المحمدية
ورعه وتوا ضعه وعبادته
كان رحمه الله تعالى ورعا متواضعا كريم النفس حسن الأخلاق سهل المقابلة
لين الجانب .من ورعه عدم الفتيا بل يحيلها على أحد العلماء في مدرسته أو
على المفتي العام واذا ثمة مسألة مشكلة ولم يفد أحد عنها من أهل العلم أمر
أحد طلابه أن يكتب جوابها وهو يملي على الكاتب عن ظهر قلب مع استيفاء
أدلتها وقد يحيل بعض ما في المسئلة الى محالها فيقول هي في كتاب كذا في
صفحة كذا . ومن ورعه لايؤم في صلاة ولايخوض في أمور الدنيا ولايستمع الى
غيبة أحد ولايمكن أحدا يخوض في كلام مباح بمجلسه فضلا عن غيره , واذا تكلم
أحد في أمور الدنيا أسكته مهما كانت منزلته . ومن ورعه أنه اذا كان في
المسجد لايكلم أحدا فيه . ومن ورعه واجتهاده في العبادة أنه كان يبالغ في
الوضوء في الشتاء أكثر منه في الصيف لئلا تميل نفسه الى الارتياح ولذا كان
لايمسح على خفيه أبدا . أما تواضعه فعجيب فقد كان يتوجه لزيارة أهل الصلاح
والتقوى والفقراء ويزور مدارس الأولاد الصغار ويدخل عليهم ويطلب الدعاء
منهم ومن معلميهم ويمسح رؤوس الأيتام منهم ويأتي السجون فيسلم عليهم
وينصحهم ويتلطف معهم ويطلب دعاءهم ويأمر المظلومين منهم بالصبر فيزول
مابهم من الشدة . ومن ورعه أنه لم يدخل في عمره دواوين الحكومة ولاقصورها
واذا دعت الحاجة لذلك لم يتجاوز الباب الى داخله . ومن ورعه أنه كان يكره
أن يقرأ التلميذ أمامه عبارة رد بعض العلماء على غيرهم بما يفهم التنقيص
كقولهم ذكر فلان كذا وقد أخطأ بل يقول انظر اليها ولاتقرأها
كان رحمه الله تعالى صمته فكرا , ونطقه ذكرا , وقوله عبرة وحكمة , صائم
النهار قائم الليل كثير التنفل لايفتر لسانه عن ذكر الله والصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم , متمسكا بكافة السنن المحمدية مصليا أوقاته
كلها مع الجماعة مكثرا لتلاوة كتاب الله تعالى مصليا جميع نوافله قائما
حتى مرضه وكنت أقوم من وراءه حالة تنفله قائما في مرضه مخافة السقوط ,
وكان لايرفع لقمة الى فيه الا قال بسم الله ولاأساغها الا قال الحمد الله
. وكان عظيم الاعتناء بالمواظبة على جميع الرواتب – أي : السنن – القبلية
والبعدية والوتر والضحى وصلاة التسابيح والأوابين وقيام الليل ونحوها من
سائر النوافل يصليها كلها قائما الى أواخر حياته , ومازال على هذا الصراط
السوي الى آخر ساعة من حياته فصلى قبيل وفاته الفجر والضحى وسلم روحه
الطاهرة الى ربه العظيم
رحلاته
رحلته الى المدينة المنورة :وفي سنة 1333ه دخل المدينة المنورة قبيل صلاة
الجمعة فسبقته شهرته الى المسجد النبوي الشريف فهرع الجميع اليه وتزاحم
الناس عليه يطلبون لثم يديه والتبرك به فلم يكلم أحدا منهم حتى خرج من
المسجد , وقد استجازه وقتئذ علماء المدينة المنورة وأخذوا عنه , ثم رحل
الى مكة فتقدمت شهرته اليها واستقبله شريف مكة الأمير حسين استقبالا عظيما
وخرج لاستقباله أولاده الأربعة علي وعبد الله وفيصل وزيد على بعد فرسخين
وأخبروه بأن والدهم قد أعد له جناحا من قصره فاعتذر . وقد خف لزيارته خلق
كثير يطلبون منه الدعاء والتبرك به لما يسمعون من عظيم أمره ومزيد شهرته
وقد استجازه علماء مكة وطائفة عظيمة من علماء الهند وغيرهم , وله رحلة
أولى قبلها الى بلاد الحجاز
رحلته الى مصر : قدم الى القاهرة واجتمع بالعلماء والأدباء وأخذ عنه بعض
علمائها , كما اجتمع برفيق والده الشيخ الأشموني , ورحل الى القدس الشريف
وأخذ عنه علماؤها , وله كثير من الرحلات الى البلدان العربية والسورية
وغيرها , وعند رجوعه من كل رحلة كان يجد أمامه استقبالا عظيما لا كاستقبال
الملوك . وقد دعاه المغفور له السلطان عبد الحميد الى الأستانة فاعتذر ,
كما دعاه قيصر روسيا سنة 1313 الى روسيا وأعد له باخرة حربية ترسل الى
ميناء بيروت لتقله الى روسيا فاعتذر أيضا
وفاته رضي الله عنه
توفي رحمه الله تعالى صباح الجمعة في 27 من شهر ربيع الأول سنة 1354ه
الموافق شهر حزيران سنة 1935 , ولما نزل الخطب المدلهم وثلم الدين بوفاة
المحدث الأكبر توافد الناس على داره ودار نجله فخامة الرئيس تاج الدين
يشاطرونه وأهله الأسى والأسف فكان يستقبلهم أحفاد الفقيد . وقد أشرف على
تنظيم موكب الفقيد الغالي صاحبا المعالي وزيرا العدلية والأشغال وعطوفة
رئيس بلدية دمشق والشيخ عبد القادر العاني وآل الفقيد وتلامذته . وقد أعلن
المؤذنون وفاته بجميع المآذن فارتاعت المدينة ارتياعا عجيبا وحملت أسلاك
البرق والهاتف النبأ المفجع الى البلاد السورية فتوافدت الوفود وكان في
مقدمتها وفد بيروت برئاسة سماحة الشيخ محمد توفيق الخالد مفتي الجمهورية
اللبنانية , ووفد حلب برئاسة دولة والي حلب , ثم باقي الوفود . وفي الساعة
الثانية والنصف تماما تحرك موكب النعش من دار الفقيد يتقدمه طلاب العلم
والشباب والجنود وثلة من العلماء , وجميع رجال الكتلة الوطنية وشبابها
ومشى وراء النعش آل الفقيد وفخامة رئيس الجمهورية وأصحاب المعالي الوزراء
والمندوب الأفرنسي وعطوفة رئيس البلدية والمستشارون وقائد الدرك العام
وضباط الدرك من سوريين وأفرنسيين وموظفو الحكومتين والوجهاء والأعيان
والعلماء والشباب وثلة من الجند والشرطة , وتابع الموكب سيره من حارة
الحلبوني الى شارع جمال باشا فسوق الحميدية فباب البريد فجامع بني أمية
حيث صلي عليه هناك مرات عديدة لعدم تمكن الناس من الصلاة عليه دفعة واحدة
, ثم نقل النعش من سوق الحميدية فشارع الدرويشية فباب الجابية فباب الصغير
, وكانت الطرق تعج بالناس وعدد المشيعين ينوف على مائة وخمسين ألف نسمة .
ثم وصل الى مقره الأخير بعد أن رثاه كثير من العلماء والأدباء , وقبره
مشهور يزار وقد شيد عليه مسجد ضخم ودفن الى جانبه زوجته وولده فخامة رئيس
الجمهورية الشيخ تاج الدين , وقد استغرق الموكب المشيع لجثمان الفقيد من
المسجد الى مقره الأخير خمس ساعات مع أن المسافة بينهما لاتتجاوز ثلث
الساعة
ولادته ونسبه بقلم الشيخ محمود الرنكوسي
__________________
اللهم أحسن ختامنا
واجعلنا ووالدينا من سعداء الدنيا والآخرة
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر