دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com

دارة السادة الأشراف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنساب , مشجرات , مخطوطات , وثائق , صور , تاريخ , تراجم , تعارف , دراسات وأبحاث , مواضيع متنوعة

Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 79880579.th
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 78778160
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 16476868
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 23846992
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 83744915
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 58918085
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 99905655
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 16590839.th
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 Resizedk
جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 20438121565191555713566

2 مشترك

    جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ) 1

    بن جعفر
    بن جعفر
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد الرسائل : 2086
    البلد : أرض الله الواسعة
    العمل : رئيس مجلس إدارة/شركة عائلية خاصة
    الهوايات : قراءه شعر موسيقى
    تقييم القراء : 2
    النشاط : 5964
    تاريخ التسجيل : 07/09/2008

    جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 Empty جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ) 1

    مُساهمة من طرف بن جعفر الجمعة 19 سبتمبر - 9:27

    جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ) 1

    ظل العباسيون يتمتعون بالسيادة على الحجاز لا ينازعهم فيه منازع حتى أقام الفاطميون دولتهم في أفريقيا(1)، وأخذوا يعملون على توسيع رقعتها على حساب الخلافة العباسية، وكانت البداية استيلاءهم على مصر والشام(2)، فلما تم لهم فتح هذه البلاد، وأصبحت القاهرة مقر خلافتهم تطلعوا إلى بسط نفوذهم على الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة(3)؛ ليكسبوا خلافتهم قوة شرعية أمام العالم الإسلامي، ويضعفوا من شأن الخلافة العباسية في نفوس المسلمين. لم يدر بخلد العباسيين بعد أن تقلدوا الخلافة أن الاحتفاظ بالسيادة على مكة والمدينة سيكون له أثر في وثوق رعاياهم من المسلمين بأحقيتهم بالخلافة، فلما طمع الفاطميون بالسيطرة على هاتين المدينتين، ظهرت من ثنايا الصراع فكرة جديدة تتضمن أن أمير المؤمنين هو من استطاع بسط نفوذه على الحرمين (المكي والمدني)، وأن نفوذ خلافته لا تكتمل عناصرها في نظر المسلمين ما لم تؤيده الخطبة له بالحرمين(4). فالحجاز مهبط الوحي والرسالة الإسلامية، ومركز الحج الذي يتوافد إليه المسلمون في كل عام؛ لأداء أحد أركان الإسلام. إضافة إلى أهميته الجغرافية كحلقة وصل بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها، وبلاد الشام ومصر، حيث تمر القوافل التجارية من خلال طرقه(5). وكان العلويون بهذا النزاع الخصم الثالث الذي يأتي أخيراً، فيفوز بالغنيمة، فاستقل أمراء الأشراف من بني الحسن بمكة، كما استقل الأشراف من بني الحسين بالمدينة(6). وأصبح هؤلاء الأمراء سادة الحرمين(7) مستغلين التنافس بين الخلافتين؛ لتعزيز مركزهم في شرافة الحجاز. لذا كانوا لا يترددون في الخطبة لأي منهما بحسب ما يقدمه من أموال وأعطيات(Cool. بدأ التنافس المعلن بين العباسيين والفاطميين سنة (358هـ/ 968م)(9) بعد أن نجح الفاطميون في مد نفوذهم إلى إقليم الحجاز، حيث سارع شريف مكة جعفر بن محمد بن الحسن بالخطبة باسم الخليفة المعز لدين الله، معلناً تبعية بلاده للخلافة الفاطمية(10). كما أقيمت في العام التالي الخطبة للمعز بالمدينة المنورة، وحذف اسم الخليفة العباسي المطيع لله من الخطبة(11). ومقابل ذلك بعث المعز الفاطمي إلى شريف مكة بتقليده الحرمين وأعمالهما، وأرسل إليه عشرين حملاً من المال(12). استمرت الخطبة بعد ذلك للفاطميين في مكة والمدينة لمدة قرن من الزمان، التزم الفاطميون خلالها بدفع المستحقات المالية المترتبة عليهم تجاه أمراء الحرمين الشريفين(13). ورغم منافسة العباسيين الضعيفة للفاطميين، وحرصهم الشديد على أن تكون لهم السيادة على الحجاز، إلا أنهم فشلوا في ذلك؛ بسبب ضعف مركزهم السياسي، وتغلب العناصر الأجنبية على السلطة. ومع منتصف القرن الخامس الهجري ظهرت قوة سياسية عسكرية جديدة في المشرق الإسلامي، ونقصد بها السلاجقة(14) الذين استطاعوا تأسيس دولة مترامية الأطراف في المشرق، شملت إقليم بلاد ما وراء النهر(15) وطبرستان(16). وعلى الرغم مما كانت تتمتع به من نفوذ إلا أنها كانت بحاجة إلى دعم معنوي يقوي نفوذها، ويسبغ عليها الشرعية، ونقصد بذلك الاعتراف الرسمي من قبل الخليفة العباسي ببغداد. كان المسلمون السنة في العراق وغيره من الأقاليم ينظرون إلى السلاجقة (السنة) نظرة متفائلة، وأنهم حماة المذهب، بعد الذي تعرضوا له على أيدي البويهيين ببغداد(17)، والفاطميين الشيعة، الذين استغلوا ضعف الخلافة العباسية، فمدوا نفوذهم إلى بلاد الشام والعراق أيضاً(18). كان السلاجقة قادرين على دخول بغداد، لكنهم حرصوا على أن يكون دخولهم بدعوة من الخليفة العباسي حتى لا يظهر دخولهم على أنه اجتياح أو احتلال. ونتيجة للظروف الصعبة التي كانت تعيشها الخلافة العباسية اضطر الخليفة القائم بأمر الله إلى الاستعانة بالسلاجقة بزعامة طغرلبك لإنقاذه من محنته(19). وعندما قرر طغرلبك دخول بغداد عام (447هـ/ 1084م) علل أسباب قدومه بأنها لا تتعدى تقديم الولاء والطاعة للخليفة، ومساعدته على إقامة موسم الحج، وتأمين طريقه، ثم التوجه إلى مصر؛ لإعادة الخطبة للخليفة العباسي على منابرها(20). وكان تدهور أحوال الدولة الفاطمية في منتصف القرن الخامس الهجري عاملاً مهماً أسهم في تشجيع السلاجقة على إكمال مشروعهم التوسعي، وضم الحجاز إلى مملكتهم، فالدولة التي كانت ترعى الحرمين - الدولة الفاطمية - تعاني من الأزمات الاقتصادية المتعاقبة بدءًا من سنة (444هـ/ 1081م)، حيث عم القحط، وانقطع فيضان النيل؛ فقل الإنتاج الزراعي، وانتشرت المجاعات والأوبئة(21). وقد استمرت هذه الأزمة سبع سنين (446 - 454هـ/ 1054 - 1062م)(22). وقد انعكس هذا سلباً على أحوال الدولة الفاطمية في مصر والخارج، وخاصة الحجاز، تمثل بعجزها عن الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه أشراف الحجاز الذين كانوا يلحون في المطالبة برسومهم، وأعطياتهم التي اعتادوا على تلقيها من الدولة الفاطمية(23). استغل أشراف الحجاز هذه الظروف، فسعوا في إقامة علاقات ودية مع السلاجقة، معتمدين على فكرة ترسخت مع الأيام تتمثل في استعدادهم لتقديم الولاء والطاعة لمن يقدم الأموال والخلع من القوى المتنافسة لبسط سيطرتها على الحجاز. بعث شريف مكة محمد بن جعفر إلى السلطان ألب أرسلان سنة (464هـ/ 1071م) يخبره بإقامة الخطبة للخليفة العباسي القائم بأمر الله وللسلطان السلجوقي، وإسقاط اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله من الخطبة، وترك الآذان بـ"حي على خير العمل"(24). فبعث إليه السلطان بثلاثين ألف دينار وخلع، وأجرى له كل سنة عشرة آلاف دينار، ووعد أنه إذا قام أمير المدينة بحذف اسم الخليفة الفاطمي من الخطبة، وإقامتها للخليفة العباسي، فسوف يمنحه عشرين ألفاً، ويجري له كل سنة خمسة آلاف دينار(25). وقد شجع هذا العرض أمير مكة على الزحف إلى المدينة المنورة، وأخرج منها بني الحسين. وبذلك جمع بين إمارتي الحرمين، ودانت بلاد الحجاز مرة أخرى للعباسيين(26). ويلحظ خلال الفترة (462-550هـ/ 1069-1155م) تذبذب ولاء أمراء الحجاز في ولائهم، فتارة يخطبون باسم العباسيين، وتارة أخرى باسم الفاطميين، آخذين بعين الاهتمام قوة كل منهما، ومدى التزامه بدفع أعطياتهم(27). وكان سقوط الخلافة الفاطمية عام (567هـ/ 1200م)(28) نقطة النهاية، فلم يعد أمامهم إلا إعلان التبعية للخليفة العباسي ببغداد، خاصة إذا علمنا أن العباسيين في الفترة المتأخرة - نتيجة للظروف السياسية التي أصبحوا يعيشونها - لم تتعد مطامحهم بالنسبة للحجاز التبعية الاسمية، تاركين شؤون الحكم والإدارة لأمرائها من العلويين. ويستخلص من كل ما سبق أن أمراء الحجاز آثروا مصالحهم الخاصة على مصلحة البلاد التي يتولون الإمارة عليها، فاستغلوا التنافس بين العباسيين والفاطميين لإشباع مطامعهم، وصاروا يقيمون الخطبة للخلفاء الذين يواصلون إمدادهم بالأموال، ولا يعنون بإدخال ضروب الإصلاح في بلادهم، مما أدى إلى إضعاف شأنها وتأخيرها مادياً ومعنوياً، حتى إن المقدسي لما زار بلاد الحجاز في القرن الرابع الهجري لحظ قلة عدد سكانها، وقدرهم بألفين(29). وبعد هذه التوطئة، نتناول في الصفحات الآتية الجهود التي بذلتها الخلافة العباسية في رعاية الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة في الحجاز. عمارة المسجد الحرام تعاقبت جهود الخلفاء العباسيين على عمارة المسجد الحرام، منهم من زاد في مساحته، ومنهم من بذل الأموال في عمارته وإصلاحه. وكانت أول عمارة للعباسيين تمت في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور. كان المنصور قد خرج عام (136هـ/ 753م) أميراً لقافلة الحاج، وعندما وصل إلى مكة لفت انتباهه صغر مساحة المسجد الحرام، مع تزايد أعداد الحجاج في كل عام(30). ويبدو أنه قرر العزم على نقل ما شاهده ورغبته في التوسعة إلى الخليفة أبي العباس السفاح، لكن نعي أخيه السفاح جاءه قبل أن يصل بغداد مقروناً بالبيعة له بالخلافة(31). فكان أول عمل قام به هو إصدار أوامره بتوسعة المسجد الحرام، وأوكل هذه المهمة إلى عامله على مكة زياد بن عبيدالله الحارثي. وقد بدأ العمل في التوسعة في العام التالي لخلافته (137هـ/ 754م)، فقام زياد الحارثي بشراء الدور الواقعة شمالي المسجد وغربه وهدمها، ثم ضمها إلى مساحة المسجد(32). كانت الزيادة من الجهتين: الشمالية الشرقية من المسجد الذي يلي دار الندوة إلى أن ينتهي إلى منارة باب العمرة، والجانب الغربي من المسجد. ولم يزد من الجهة الجنوبية؛ لاتصالها بمجرى سيل وادي إبراهيم، ولصعوبة البناء بها. وبنى في هذه التوسعة أول منارة في تاريخ المسجد الحرام. كما عمل المنصور رواقاً دائرياً في صحن المسجد بأساطين من الرخام، أقيمت حول المطاف، وزخرفت بالفسيفساء وماء الذهب، وزينت السقوف بأنواع من الزخرفة الإسلامية(33). وقام المنصور بكسوة جدران المسجد بالرخام من الداخل والخارج وبارتفاع الجدار نفسه(34). وهذه أول مرة تتم فيها تغطية جدران المسجد الحرام بكامله بالرخام؛ لوقايتها من السيول(35). وألبس حجر إسماعيل بالرخام من داخله وخارجه(36)، وأمر المنصور أيضاًَ بتظليل الصحن أيام الصيف بستور تنشر على حبال ممدودة على خشب؛ لتقي المصلين حرارة الشمس(37). وعلى ضوء هذه الزيادة أصبحت مساحة المسجد الحرام تقدر بحوالي (15440م2)، بزيادة قدرها (4700م2)، وبذلك بلغت الزيادة ضعف المساحة السابقة(38). وقد استمرت أعمال التوسعة ثلاثة أعوام (137-140هـ/ 754-757م)(39). وفي العام الذي انتهت فيه التوسعة حج الخليفة المنصور، فشاهد التوسعة، ولفت انتباهه بروز حجارة الحِجر(40)، فأمر عامله على مكة زياد الحارثي بتغطيتها بالرخام ليلاً، حتى إذا أصبح لا يراها إلا مغطاة، وقد فعل زياد ما أمره به الخليفة على سراج القناديل قبل أن يصبح الصباح(41). وقد خلد المنصور عمله بنقش يحمل اسمه فوق باب بني جمح(42). وحظي المسجد الحرام بعناية فائقة في عهد الخليفة المهدي، فشهد زيادتين: الأولى بعد توليه الخلافة بعام (160هـ/ 776م)؛ حيث حج ورأى ضيق مساحة المسجد ومعاناة الحجاج من الزحام، فأمر بتوسعته، وأوكل هذه المهمة إلى قاضي مكة محمد بن عبدالرحمن الأوقصي المخزومي، وكانت أول خطوة للتوسعة شراء الأراضي والدور المحيطة بالمسجد وإزالتها، وكان ثمن كل ذراع دخل في المسجد 25 ديناراً، وخمسة عشر ديناراً مما دخل في الوادي. وشملت التوسعة الجهتين الشمالية والجنوبية(43). وأمر الخليفة المهدي بنقل أساطين الرخام من الشام ومصر إلى ميناء جدة، ثم نقلت على عربات إلى مكة(44). أما الأروقة فقد عملها على أساطين الرخام، وسقفت بخشب الساج(45). وقد انتهت أعمال التوسعة الأولى عام (164هـ/ 780م)(46)، وبلغت حوالي (7950م2)، فصارت مساحة المسجد (23390م2)(47). وفي العام الذي انتهت به أعمال التوسعة قدم الخليفة المهدي إلى مكة؛ لأداء فريضة الحج، ومشاهدة أعمال التوسعة. فلحظ أن الكعبة المشرفة لا تتوسط المسجد بسبب صغر المساحة الواقعة بين الكعبة والرواق النبوي(48). وقد تأكد من ذلك بعد أن صعد إلى جبل أبي قبيس(49)، ثم دخل المسجد مرة أخرى، ولحظ الصعوبات التي تواجه الحجاج، فكانوا يسلكون الوادي خارج المسجد، ومنه إلى زقاق ضيق حتى يخرجوا إلى الصفا(50)؛ فقرر إصلاح ذلك. وقد استشار الخليفة المهدي المهندسين في إجراء التوسعة، فاستقر رأيهم على استحالة إجراء التوسعة لوقوعها في مجرى السيل، لكن المهدي أصر على التوسعة فقال: "لابد لي من سعة المسجد، حتى تكون الكعبة في وسطه، ولو أنفقت فيه ما في بيوت المال"(51). ولم يكن أمام المهندسين إلا الرضوخ لرغبة الخليفة المهدي، فعادوا من جديد إلى إجراء القياسات اللازمة، فرأوا أن ذلك يتطلب اقتطاع جزء من مجرى السيل من جهة المسجد مع توسعة مجرى السيل من الجهة الأخرى(52). كما احتاطوا للسيل إذا زاد عن منسوبه بأن جعلوا أمام باب الهواشم (باب علي) بابا يقابله، فإذا دخل السيل من الأول خرج من الثاني، وهو باب الحزوزة (باب الوداع)(53)، ووسع مجرى السيل من الجهة المقابلة بعد شراء الدور المطلة عليه(54). وبعد هذه التوسعة صارت الكعبة تتوسط المسجد الحرام(55). ودخل بهذه التوسعة جزء كبير من المسعى في المسجد، فقد كانت منطقة المسعى في صدر الإسلام عريضة، فبنى بعض السكان دورهم في جزء من عرضها، بينها وبين المسجد، فاستعيدت تلك الأرض بشراء الدور التي عليها. وبانتهاء أعمال التوسعة أصبح المسجد مطلاً على المسعى لا تفصله البيوت(56). أنشأ المهدي للمسجد الحرام ثلاث منارات: الأولى في الجهة الشرقية الشمالية عند باب السلام، والثانية في الجهة الشرقية الجنوبية عند باب علي، والثالثة في الجهة الجنوبية الغربية عند باب الوداع(57). وقد خلد الخليفة المهدي هذا العمل على أحد جدران المسجد، وأشار إلى ذلك ابن بطوطة: "وكتب اسمه على مواضع من المسجد"(58). لكن الموت داهم المهدي قبل إتمام أعمال الإعمار كافة للمسجد الحرام، فتكفل ابنه الخليفة الهادي بإتمام العمل، فبنى الأساطين من الحجارة، ثم طليت بالجص، لكن عمله لم يكن بإتقان عمل والده(59). وأصبحت مساحة المسجد بعد الزيادة الثانية للخليفة المهدي (25750م2)(60). ولم تقتصر عمارة المهــدي على التوسعة للمسجد، بل كانت هناك إضافات أخرى لمرافقه، فقد أضاف خمسة أبواب للمسجد، هي: باب دار شيبة بن عثمان، والباب الكبير الذي كان يدخل منه الخلفاء، ويعرف بباب بني شيبة الكبير، والباب الذي في دار القوارير، وباب النبي [، وباب العباس بن عبدالمطلب الذي عند العلم، الذي يسعى منه من أقبل من المروة يريد الصفا، فصار للمسجد تسعة عشرة باباً، تنفتح على ثمانية وثلاثين طاقاً(61). وفي خلافة المعتمد على الله تصدعت بعض جدران المسجد من الجهة الغربية؛ لأن داراً بجوار باب إبراهيم سقطت على سطح المسجد، فتكسرت بعض أخشابه، وانهدمت أسطوانتان من أسطوانات المسجد، فصدر أمر الأمير الموفق وكان المتغلب على الخلافة عام (271هـ/ 884م)(62) إلى والي مكة بعمارة ما تهدم من جدران المسجد، فأعيد البناء، وأقيمت الأسطوانتان، وبنيت عقودهما(63). وظل المسجد الحرام بعد أعمال المهدي على حدوده التي وصفناها حتى نهاية العصر العباسي. ولكن كانت هناك زيادتان للمسجد دون أن تخلا بتربيعه، تمثلتا بإضافة ما تبقى من دار الندوة الواقعة في الجهة الشمالية في عهد الخليفة المعتضد(64) عام (284هـ/ 897م)؛ حيث جعل سقفها مساوياً لسقف المسجد، وجعل فيها منارة جديدة، كما أضاف باباً للمسجد عرف بباب الزيادة، ثم قام بصيانة عامة للمسجد ومرافقه(65)، وكان مقدار الزيادة نحو (1250م2)(66). وبعد توليه الخلافة، أمر الخليفة المقتدر عام (306هـ/ 918م) بوصل مسجد دار الندوة بالمسجد الحرام حتى أصبحت جزءاً منه(67). كما أمر بالاستفادة من الساحة التي كانت بين دارين لزبيدة، فهدمتا، وألحقتا بالمسجد من الجهة الغربية، وعرفت هذه الزيادة بزيادة باب إبراهيم(68)، وكان مقدارها (850م2)(69). عمارة الكعبة كانت أول عملية تعمير وإصلاح في العصر العباسي لأرضية الكعبة وجدرانها من الداخل في عهد الخليفة المتوكل على الله سنة (240هـ/ 854م) بعد أن كتب إليه ولي عهده الأمير أبو جعفر المنتصر - وكان واليه على الحجاز - يصف حال الكعبة، وما لحق أرضيتها وجدرانها: "إني دخلت الكعبة، فرأيت الرخام المفروش به أرضها قد تكسر وصار قطعا، وأن الرخام الموجود على جدرانها قد تهدم"(70). وكتب للخليفة بمثل ذلك صاحب بريد مكة(71). فاستجاب الخليفة لهذه الرغبة، وأسند مهمة الإصلاح إلى أحد شيوخ الحرفة ببغداد إسحاق بن سلمة الصائغ، ووجه معه ثلاثين من الصناع الذين اختارهم بنفسه، وزوده بمئة لوح من الرخام، وما يحتاجه من الذهب والفضة(72). وابتدأ العمل بالإصلاح في رجب من عام (241هـ/ 855م)، فقلع الصناع الرخام المتساقط من جدران الكعبة، ووضعوا مكانه الرخام الجديد، وألصقوه بجبس صنعاني أحضر من صنعاء لهذه الغاية. كما أصلح عتبة باب الكعبة التي كانت من خشب الساج الذي تلف، فاستبدلها بقطع جديدة، ثم ألبسها بصفائح من الفضة(73)، وقام إسحاق أيضاً بتلبيس زوايا الكعبة من الداخل بالذهب(74). بعد أن أعيد ترميم الكعبة عمل إسحاق على حمايتها وحماية البيت الحرام من السيول التي كثيراً ما كانت تداهمه، فعمل جداراً لحجز السيل، ثم هدم الجزء الذي تضرر من المسجد،
    avatar
    الشريف عصام الدين فوده
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد الرسائل : 292
    العمل : حاليا مدرب كمال أجسام
    تقييم القراء : 0
    النشاط : 5872
    تاريخ التسجيل : 10/07/2008

    جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ)  1 Empty رد: جهود الخلافة العباسية في عمارة الحرمين الشريفين ومشاعر الحج في الحجاز (132-656هـ) 1

    مُساهمة من طرف الشريف عصام الدين فوده الأحد 21 سبتمبر - 1:13

    أحسنت أحسن الله اليك أخى الفاضل بن جعفر
    افادكم الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 17 مايو - 4:49