لُذْ وَاسْتَجِرْ بِحِمَى طَهَ..
لِلدَّارِ بَعْدَ اغْتِبَاطِ الْحَالِ إِقْوَاءُ ... وَلِلَّيَالِي عَلَى الدَّارَاتِ إِخْنَاءُ
إِنَّ الدِّيَارَ وَإِنْ أَقْوَتْ وَحَلَّ بِهَا ... مِنْ حَادِثِ الدَّهْرِ تَنْكِيرٌ وَإِبْلاَءُ
تَدْعُوا إِلَى الْغَيِّ إِذْ مِنْ حُكْمِ عَادَتِهَا ... تَهْيِيجُ هَمٍّ بِتَذْكِيرٍ وَإِبْكَاءُ
لَكِنَّمَا الشَّيْبُ يَنْهَى أَنْ يُصَاخَ لَهَا ... فَالشَّيْبُ عَنْ دَاعِيَاتِ الْغَيِّ نَهَّاءُ
أَضْلِلْ بِذِي شَيْبَةٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلٍ ... قَاظَتْ بِهِ أَوْ شَتَتْ رَيَّا وَظَمْيَاءُ
بَلَ ابْكِ عُمْرًا أَضَاعَ الْجَهْلُ مُعْظَمَهُ ... فَذُو الْحِجَا لِمُضَاعِ الْعُمْرِ بَكَّاءُ
أَنِبْ إِلَى اللهِ وَارْجُ الْعَفْوَ مِنْهُ وَخَفْ ... فَذُو الإِنَابَةِ خَوَّافٌ وَرَجَّاءُ
وَابْغِ التَّخَلُّصَ مِنْ أَسْرِ الضَّلاَلِ فَمَا ... فِيهِ مِنَ الْغَيِّ تَخْلِيصٌ وَإِنْجَاءُ
لُذْ وَاسْتَجِرْ بِحِمَى طَهَ فَحُرْمَتُهُ ... مُحِيطَةٌ بِكَ مِنْهُ الطَّاءُ وَالْهَاءُ
وَأَهْدِ مَا اسْطَعْتَ مِنْ مَدْحٍ وَلَوْ جُمَلاً ... قَلَّتْ فَعِنْدَ الْكِرَامِ الْقُلُّ نَمَّاءُ
وَنَمْ إِذًا آمِنًا رَيْبَ الزَّمَانِ فَلاَ ... يُضْنِيكَ دَاءٌ وَلاَ تُوذِيكَ أَعْدَاءُ
فَإِنَّ أَوْثَقَ أَسْبَابِ النَّجَاةِ لِمَنْ ... مَسَّتْهُ ضَرَّاءُ أَوْ هَالَتْهُ بَأْسَاءُ
طَهَ النَّهُوضُ بِأَعْبَاءِ الشَّفَاعَةِ إِذْ ... مَا نَاءَ مِنْهَا بِأَهْلِ الْعَزْمِ أَعْبَاءُ
فَهْوَ الْمُعَدُّ لِهَوْلٍ حَلَّ مُقْتَحِمٍ ... وَهْوَ الْمُرَجَّى لِخَطْبٍ فِيهِ إِرْجَاءُ
فَمَا لَهُ فِي جَمِيعِ الْخَلْقِ مِنْ كُفُؤٍ ... وَلاَ لأَتْبَاعِهِ الأَتْبَاعُ أَكْفَاءُ
فَاقَتْ جَمِيعَ الْبَرَايَا مِنْهُ أَرْبَعَةٌ ... خَلْقٌ وَخُلْقٌ وَأَفْعَالٌ وَأَسْمَاءُ
فِي سُخْطِهِ سَخَطُ الرَّحْمَنِ جَلَّ وَفِي ... مَا كَانَ يُرْضِيهِ لِلرَّحْمَانِ إِرْضَاءُ
يُدْنِي قَصِيًا وَيُقْصِي دَانِيًا فَلَهُ ... فِي طَاعَةِ اللهِ إِدْنَاءٌ وَإِقْصَاءُ
سُبْحَانَ مُعْطِي الْوَرَى فَضْلاً وَمَانِعُهُمْ ... عَدْلاً فَمِنْ حُكْمِهِ مَنْعٌ وَإِعْطَاءُ
أَسْرَى إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى وَكَانَ لَهُ ... بِالْعَبْدِ فَوْقَ الطِّبَاقِ السَّبْعِ إِسْرَاءُ
دَنَى فَأَوْحَى الَّذِي أَوْحَى فَكَانَ لَهُ ... بِقَابِ قَوْسَيْنِ إِدْنَاءٌ وَإِيحَاءُ
آيَاتُهُ الْغُرُّ عَزَّتْ رِفْعَةً وَسَنًى ... وَلاَ يُحِيطُ بِهَا نَقْلٌ وَإِمْلاَءُ
أَيُسْتَطَاعُ لِقَطْر الْوَابِلِينَ وَمَا ... تَحْوِي مِنَ الطَّيْسَلِ الأَنْقَاءُ إِحْصَاءُ
رِيئَتْ مِنَ الْفَضْلِ أَشْيَاءُ اسْتَبَدَّ بِهَا ... وَغَابَ أَكْثَرَ مِمَّا رِيئَ أَشْيَاءُ
وَإِنَّ أَعْظَمَ مَا الْمَهْدِيُّ جَاءَ بِهِ ... وَمَا بِهِ الرُّسْلُ مِنْ قَبْلِ الْهُدَى جَاءُوا
فُرْقَانُهُ الْمُحْكَمُ النُّورُ الَّذِي عَجَزَتْ ... عَنْ مِثْلِهِ الْعَرَبُ الْعَرْبَاءُ جَمْعَاءُ
كَمْ مُعْرِضٍ قَامَ يَبْغِي أَنْ يُعَارِضَهُ ... جَهْلاً فَأَقْعَدَهُ عِيٌّ وَإِعْيَاءُ
ذِكْرٌ يَلَذُّ لِذِي إِقْرَائِهِ وَلِمَنْ ... يُلْقِي لَهُ السَّمْعَ إِقْرَاءٌ وَإِلْقَاءُ
لاَ يَعْتَرِي مُمْلِيًا أَوْ مُصْغِيًا مَلَلٌ ... مِنْهُ وَإِنْ طَالَ إِمْلاَءٌ وَإِصْغاَءُ
يُمْلِي مِنَ أَنْبَاءِ أَقْوَامٍ مَضَتْ قِصَصًا ... وَفِيهِ مِنْ قِصَصِ الْبَاقِينَ أَنْبَاءُ
وَفِيهِ وَعْدٌ وَإِيعَادٌ وَمَوْعِظَةٌ ... لِذِي اعْتِبَارٍ وَتَحْذِيرٌ وَإِغْرَاءُ
وَفِيهِ ضَرْبٌ لأَمْثَالٍ يُزَيِّنُهَا ... وَصْلٌ وَفَصْلٌ وَإِخْبَارٌ وَإِنْشَاءُ
بُرْءٌ لِذِي وَجَعٍ أَمْنٌ لِذِي وَجَلٍ ... فِيهِ عَنِ الطِّبِّ وَالأَنْصَارِ إِغْنَاءُ
دَعَا فَلَبَّتْهُ أَصْحَابٌ لَهُ وَلَهُمْ ... لِلْحَقِّ وَالْغَيِّ إِبْدَاءٌ وَإِخْفَاءُ
مُهَاجِرُونَ وَأَنْصَارٌ سَوَاسِيَةٌ ... فِي الْحَقِّ مِنْهُمْ لَهُ نَصْرٌ وَإِيوَاءُ
بَاعُوهُ أَنْفُسَهُمُ طَوْعًا وَهِمَّـتُهُمْ ... لِكِلْمَةِ الْحَقِّ إِعْلاَنٌ وَإِعْلاَءُ
فَآثَرَتْهُ عَلَى الأَبَا الْبَنُونَ كَمَا ... قَدْ آثَرَتْهُ عَلَى الأَبْنَاءِ الاَبَاءُ
أَغْرَاهُمُ بِاحْتِرَامِ الْحَقِّ تَوْصِيَةً ... فَلَمْ يَضِعْ مِنْهُ إِغْرَاءٌ وَإِيصَاءُ
لَيْنُونَ فِي رَحْمَةٍ بِالْمُومِنِينَ وَهُمْ ... عَلَى الأَشِدَّا مِنَ الأَعْدَا أَشِدَّاءُ
فَكَمْ ذَلِيلٍ فَقِيرٍ رَاحَ مُنْتَسِبًا ... لَهُمْ فَصَبَّحُهُ عِزٌّ وَإِثْرَاءُ
وَكَمْ أَعِزَّاءَ جَدُّوا فِي عَدَاوَتِهِمْ ... فَأَلْبَسُوهُمْ ثِيَابَ الذُّلِّ مَا شَاءُوا
أَجْلَوْا طَوَائِفَ مِنْهُمْ ثُمَّ طَائِفَةٌ ... أَفْنَوْا وَسِيَّانِ إِجْلاَءٌ وَإِفْنَاءُ
وَآخَرُونَ بِحَمْلِ الْجِزْيَةِ اعْتَصَمُوا ... عَلَى صَغَارٍ لَقَدْ ذَلَّ الأَعِزَّاءُ
لَهُمْ مِنَ اللهِ تَوْفِيقٌ وَمِنْهُ لَهُمْ ... فِي كُلِّ يَوْمٍ عَلَى الأَعْدَاءِ إِعْدَاءُ
كَمْ قَطَّعُوا مِنْهُمُ كَفًّا وَكَمْ وَقَصُوا ... فَاعْتَلَّ إِذْ نُهِكَ الأَعْدَاءُ أَحْيَاءُ
زَانَ الْقَوَافِيَ مِنْهُمْ كُلَّمَا لَحِقُوا ... عِنْدَ التَّزَاحُفِ إِكْفَاءٌ وَإِيطَاءُ
يَا خَاتِمَ الرُّسْلِ يَا غَوْثَ الأَنَامِ إِذَا ... مَا أَسْلَمَ الْمَرْءَ أَبْنَاءٌ وَأَصْنَاءُ
بِكَ اسْتَغَاثَ وَبِالصَّحْبِ الَّذِينَ هُمُ ... لِسَالِكِ الْمِلَّةِ الْبَيْضَا أَدِلاَّءُ
حَيْرَانُ ذُو وَجَلٍ مِنْ شُقَّةٍ بَعُدَتْ ... رَجْلاَنُ لَيْسَ لَهُ زَادٌ وَلاَ مَاءُ
قَدْ كَانَ فِي مُقْتَضَى الْعَادَاتِ ذَا عَجَلٍ ... وَفِيهِ عَمَّا اقْتَضَاهُ الْحَالُ إِبْطَاءُ
أَغْوَتْهُ نَفْسٌ بِتَسْوِيلِ الْقَبِيحِ لَهَا ... نَعُوذُ بِاللهِ إِغْرَاءٌ وَإِغْوَاءُ
أَهْدَى إِلَيْكُمْ مَدِيحًا فِي صَنَاعَتِهِ ... بِالْعَجْزِ وَالْعِيِّ تَصْرِيحٌ وَإِيمَاءُ
فَلَيْسَ يَبْلُغُ مَجْدًا مِنْكُمُ وَعَلاً ... مِنَ الأَسَافِلِ إِنْشَادٌ وَإِنْشَاءُ
يَقْفُوا رِجَالاً عَنُوا بِالْمَدْحِ ذَا عَرَجٍ ... لَهُمْ بِمَيْدَانِهِ رَكْضٌ وَإِعْدَاءُ
إِنْ يَسْبِقُوهُ فَمَا فِي الْعُرْجِ مِنْ حَرَجٍ ... وَرُبَّمَا سَبَقَتْ فِي الْعَوْدِ عَرْجَاءُ
يُسْدِي وَيُلْحِمُ مَا أَسْدَى فَيَخْذُلُهُ ... عِنْدَ الْمُحَاكَاةِ إِلْحَامٌ وَإِسْدَاءُ
تَقْفُو هَدِيَّتُهُ مِقْدَارَ طَاقَتِهِ ... وَكَمْ قَفَا الطَّوْقَ وَالْمِقْدَارَ إِهْدَاءُ
فَاكْسُوهُ مِنْ حَوْكِ أَيْدِي جَاهِكُمْ حُلَلاً ... فِيهِنَّ سِتْرٌ وَإِظْلاَلُ وَإِدْفَاءُ
فِيهِنَّ أَمْنٌ وَأَنْوَارٌ يَجُوزُ بِهَا ... مِنْ كُلِّ الاِخْوَانِ أَمْوَاتٌ وَأَحْيَاءُ
إَنَّا بِكَ الْيَوْمَ نَرْجُوا أَنْ تَدِرَّ لَنَا ... بِرَحْمَةِ اللهِ وَالتَّوْفِيقِ أَطْبَاءُ
وَأَنْ نَجِيءَ غَدًا بِيضَ الْوُجُوهِ إِذَا ... مَا امْتَازَ بِاللَّوْنِ إِسْعَادٌ وَإِشْقَاءُ
وَأَنْ نَكُونَ مِنَ اهْلِ الْقُرْبِ مِنْكَ لَنَا ... مِنْ حَوْضِكَ الْعَذْبِ إِسْقَاءٌ وَإِرْوَاءُ
صَلَّى عَلَيْكُمْ وَزَكَّى مَا اسْتُغِيثَ بِكُمْ ... وَمَا تَعَاقَبَ إِصْبَاحٌ وَإِمْسَاءُ
مَنْ جَلَّ عَنْ مبدأٍ أَوْ مُنْتَهًى وَلَهُ ... فِي الْخَلْقِ مَا شَاءَ إِبْدَاءٌ وَإِنْهَاءُ
لكبيد بن جب اليحيوي الشنقيطي
------------------------
المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط
لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الحسني الإدريسي السباعي.
مؤلف وناشر وباحث، في تاريخ وأنساب الشرفاء
أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط
لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الحسني الإدريسي السباعي.
مؤلف وناشر وباحث، في تاريخ وأنساب الشرفاء
أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر