التوحيد أول منازل السائرين إلى الله، وطريق النجاة في الدنيا والآخرة، وهو مفتاح دعوة الرسل

إن الحمد لله تعالى وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله منارات العلم الذين ورثوا علم سيد المرسلين من بعده فكانوا هداة مهتدين وعلى أصحابه الذين نالوا صحبته فكان عليه الصلاة والسلام معلما لهم ومرشدا إلى الصراط المستقيم بإذن ربه العزيز الحكيم
(إنما المؤمنون إخوه )يتناصحون بالتى هى أحسن (أدفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم)هكذا علمنا ربنا تعالى كيف نتحاور وما كان اللين فى شئ إلازانه وما أنتزع منه إلا شانه هكذا علمنا الحبيب المصطفى عليه وعلى آله السلام وكان عليه الصلاة والسلام رفيق بالأعرابى الذى دخل المسجد النبوى وبال فيه فلم يعنفه وأمر أصحابه بتركه حتى ينتهى من بوله ثم قام بنصحه
السؤال هنا هل نحن سائرين على نفس درب رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام
فنطلب من أخواننا الذين ينقولون إلينا أراء بعض من يظنون أنهم من العلماء أن يقولوا لنا هل علم أبن تيميه وتلامذته أعلى من علم أل النبى أو الصحابه وأن كان كذالك فليأتوا بالدليل أو أن علوم من يتم الأستشهاد بهم أعلى من العلماء المجتهدين مثل أبو حنيفة النعمان أو مالك أو الشافعى أو أحمد أبن حنبل أو حتى تلاميذ هؤلاء المجنهدين
وأقول للأخ العجوانى أين رأيك أنت من هذا الذى يقولونه وهل أنحصر العلم فى أراء أبن تيميه وتلاميذه أم أن هذه الأمه عقيمه لم تلد إلا أبن تيميه أن علماء هذه الأمه تعجز ذاكرة الأنسان منا أن تحيط بأعدادهم
التعصب والأنغلاق الذى أصاب العوام من مواعظ أئمة التعصب الأعمى أنتقل بدوره إلى العوام فأصبحوا لايرون ولايسمعون إلا خطباء الفتنه الذين يضلون الناس بغير علم ومنهم من يضل الناس وهو على علم وذالك مصيبته أشد
وأصبح أخر هذه الأمه يكفر كل من لايؤمن بما جاء به هؤلاء المتنطعون
أول أيه نزلت فى كتاب ربنا تبارك وتعالى هى (اقرأ باسم ربك الذى خلق )
التكفير لم يكون فى يوم من الأيام سنه من سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام بل إنه لم يدعوا على أهل الطائف بل دعا لهم أن يدخولوا فى دين الله تبارك وتعالى
يأخ عجوانى بارك الله لك أبواب العلم كثيىرة جدا فهل لك أن تطلب العلم الذى يصح به دينك ولا تحكم على أى من الذين قالوا لاإله إلا الله محمد رسول الله بالكفر فلقد قلت هذا تلميحا ونحن لا نختلف معك على ما جاء به كتاب ربنا تبارك وتعالى وعلى ما جاء بكتب السنه من أحاديث سيد المرسلين ورحمة الله للعالمين
ولكن الأختلاف يدور هنا على تأويل من تتبع أرائهم فى تفسير ما جاء به كتاب ربنا تبارك وتعالى والذي يتسم بالكثير من السطحيه وسوق الدليل فى غير محله وهل هؤلاء القوم الذين تتبع أرائهم شقوا صدور الناس للحكم على ما بها أم أنهم يتألون على الله عز وجل ويتدخلون فى الأمور الغيبيه التى سيحكم بها الله تبارك وتعالى على عباده يوم القيامه
يأخواننا من العباد من يعمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ومن العباد من يعمل بعمل أهل النارحتى ما يكون بينه وبين النار إلاذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنه فيدخلها
هكذا هو تصريف وحكم الله تبارك وتعالى فيما أراده وفيما هو مكتوبا بلوحه المحفوظ
حسب أبن أدم من الشر أن يحقر أخاه والتحقير هنا أما للعمل وأما للشخص نفسه ولقد تكبر أبليس عليه لعنة الله على أمر ربنا تبارك وتعالى عندما أمره بأن يسجد لأدم فعصى أمر ربه وقال (أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين )فهل أن نتواضع لعباد الله كما أمر جبرائيل عليه السلام سيدنا رسول الله أن تواضع وهل لنا نحن عباد أن ننساق إلى أمر سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن نتواضع وألا نتدخل فى حكم الله تبارك وتعالى
والله الذى لاإله إلا هو ولا رب سواه لن ننال االجنه حتى نطبق على ألسنتنافهذا اللسان محفوظ داخل فم الأنسان وله شفتين من الممكن أن نطبق عليه بالصمت كأمر رسولنا ولا نقول إلا ما أمرنا به الله ورسوله بأن نتحرى النافع من القول والعمل
وفقنا الله تبارك وتعالى إلى ما يحبه ويرضاه لعباده المتقين ولنتبع نهج من سبقونا من أئمه أل بيت النبى حتى يكتب لنا الفلاح
اللهم صلى على عبدك ورسولك ومصطفاك سيدنا ومولانا محمد ناصر الحق بالحق النبى الخاتم النبى الحاشر صحاب الكمال البشرى الذى لم يدنو منه نبى ولا رسول وعلى أله الطاهرين العاملين بسنته الذين ورثوا منه النور الذى أنزل معه فكانوا مصابيح الليل البهيم وعلى صحبه العاملين بسنته فكانوا نجوما يهتدى به الذين ضلوا فى طريقهم
اللهم نسألك التقى والعفاف والغنى والنجاة من النار