من طرف بن جعفر الخميس 11 سبتمبر - 0:51
من كرامات
الإمام
موسى الكاظم رضي الله عنه
الأولى:
قال حسام بن حاتم الأصم قال لي شقيق البلخي: خرجت حاجا سنة ست وأربعين
ومائة فنزلت بالقادسية فبينما أنا أنظر الناس في مخرجهم إلى الحج وزينتهم
وكثرتهم إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه شديد السمرة نحيف فوق ثيابه صوف مشتمل
بشملة وفي رجليه نعلان وقد جلس منفردا فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية
ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلا عليهم في طريقهم والله لأمضين إليه
ولأوبخنه فدنوت منه فلما رءاني مقبلا نحوه قال: يا شقيق (اجتنبوا كثيرا من
الظن إن بعض الظن إثم) ثم تركني وولى فقلت في نفسي: إن هذا لأمر عجيب تكلم
بما في خاطري ونطق باسمي هذا عبد صالح لألحقنه وأسألنه الدعاء وأتحلله بما
ظننت فيه فغاب عني ولم أره فلما نزلنا وادي فضة فإذا هو قائم يصلي فقلت:
هذا صاحبي امض إليه واستحله فصبرت حتى فرغ من صلاته فالتفت إلي وقال: يا
شقيق اتل (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى) ثم قام ومضى
وتركني فقلت: هذا الفتى من الأبدال قد تكلم على سري مرتين فلما نزلنا
بالأبواء إذا أنا بالفتى قائم على البئر وأنا أنظر إليه وبيده ركوة فيها
ماء فسقطت من يده في البئر فرمق إلى السماء بطرفه وسمعته يقول:
ثم قال: إلهي وسيدي مالي سواك فلا تعدمنيها, فوالله لقد رأيت الماء ارتفع
إلى رأس البئر والركوة طافية عليه فمد يده فأخذها فتوضأ منها وصلى أربع
ركعات ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيديه ويجعل في الركوة ويحركها ويشرب
فأقبلت نحوه وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله
به عليك. فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علي ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك
ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا فيها سويق بسكر, فوالله ما شربت قط ألذ
منه ولا أطيب، فشربت ورويت حتى شبعت فأقمت أياما لاأشتهي طعاما ولا شرابا
ثم لم أره حتى نزلنا بمكة فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب نصف الليل وهو
قائم يصلي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر ثم قام إلى حاشية
المطاف فركع ركعتي الفجر هناك ثم صلى الصبح مع الناس ثم دخل المطاف فطاف
إلى بعد شروق الشمس ثم صلى خلف المقام ثم خرج يريد الذهاب فخرجت خلفه أريد
السلام عليه وإذا بجماعة أحاطوا به يمينا وشمالا ومن خلفه ومن أمامه وخدم
وحشم وأتباع خرجوا معه فقلت لأحدهم: من هذا الفتى يا سيدي؟ فقال: هذا موسى
الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله
عنهم. وهذه الكرامة رواها جماعة من أهل التآليف رواها ابن الجوزي في كتابه(
مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن) ورواها الجنابذي في( معالم العترة
النبوية) والرامهرمزي في كتابه (كرامات الأولياء) وهي كرامة اشتملت على
كرامات.
الثانية: من كتاب (الدلائل) للحميري روى أحمد بن محمد عن أبي قتادة عن أبي
خالد الزبالي قال: قدم علينا أبو الحسن موسى الكاظم ومعه جماعة من أصحاب
المهدي بعثهم في إحضاره لديه إلى العراق من المدينة وذلك في مسكنه الأولى
فأتيته, فسلمت عليه فسر برؤيتي وأوصاني بشراء حوائج وبتبقيتها عندي له
فرءاني غير منبسط فقال: مالي أراك منقبضا؟ فقلت: كيف لا أنقبض وأنت سائر
إلى هذه الفئة الطاغية ولا ءامن عليك. فقال: يا أبا خالد ليس علي بأس فإذا
كان في شهر كذا في اليوم الفلاني منه فانتظرني ءاخر النهار مع دخول الليل
فإني أوافيك إن شاء الله تعالى. قال: أبو خالد: فما كان لي هم إلا إحصاء
تلك الشهور والأيام إلى ذلك اليوم الذي وعدني المجيء فيه فخرجت غروب الشمس
فلم أر أحدا فلما كان دخول الليل إذا بسواد قد أقبل من ناحية العراق فقصدته
فإذا هو على بغلة أمام القطار فسلمت عليه وسررت بمقدمه وتخلصه فقال لي:
أداخلك الشك يا أبا خالد؟ فقلت: الحمد لله الذي خلصك من هذه الطاغية. فقال:
يا أبا خالد إن لهم إلي عودة لا أتخلص منها.
الثالثة: عن عيسى المدائني قال: خرجت سنة إلى مكة فأقمت بها مجاورا ثم قلت:
أذهب إلى المدينة فأقيم بها سنة مثل ما أقمت بمكة فهو أعظم لثوابي فقدمت
المدينة فنزلت طرف المصلى إلى جنب دار أبي ذر وجعلت أختلف إلى سيدنا موسى
الكاظم فبينا أنا عنده في ليلة ممطرة إذ قال لي: يا عيسى قم فقد انهدم
البيت على متاعك، فقمت فإذا البيت قد انهدم على المتاع فاكتريت قوما كشفوا
عن متاعي واستخرجت جميعه ولم يذهب لي غير سطل للوضوء فلما أتيته من الغد
قال: هل فقدت شيئا من متاعك فندعو الله لك بالخلف؟ فقلت: ما فقدت غير سطل
كان لي أتوضأ فيه فأطرق رأسه مليا ثم رفعه قال: قد ظننت أنك أنسيته قبل ذلك
فأت جارية رب الدار فاسألها عنه قل لها: أنسيت السطل في بيت الخلاء فرديه
قال: فسألتها عنه فردته.
الرابعة: عن عبدالله بن إدريس عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام
إلى علي بن يقطين ثيابا فاخرة أكرمه بها ومن جملتها دراعة منسوجة بالذهب
سوداء من لباس الخلفاء فأنفذها علي بن يقطين لموسى الكاظم فردها وكتب إليه:
احتفظ عليها ولا تخرجها عن يديك فسيكون لك بها شأن تحتاج معه إليها، فارتاب
علي بن يقطين لردها عليه ولم يدر ما سبب كلامه ذلك ثم إنه احتفظ بالدراعة
وجعلها في سفط وختم عليها فلما كان بعد مدة يسيرة تغير علي بن يقطين على
بعض غلمانه ممن كان يختص بأموره ويطلع عليها فصرفه عن خدمته وطرده لأمر
أوجب ذلك منه فسعى الغلام بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقال له: إن علي بن
يقطين يقول بإمامة موسى الكاظم وأنه يحمل إليه في كل سنة زكاة ماله
والهدايا والتحف وقد حمل إليه في هذه السنة ذلك وصحبته الدراعة السوداء
التي أكرمته بها يا أمير المؤمنين في وقت كذا فاستشاط الرشيد لذلك غيظا
وقال: لأكشفن عن ذلك فإن كان الأمر على ما ذكرت أزهقت روحه وذلك من بعض
جزائه فأنفذ في الوقت والحين من أحضر علي بن يقطين فلما مثل بين يديه قال:
ما فعلت بالدراعة السوداء التي كسوتها واختصصتك بها من مدة من بين سائر
خواصي؟ قال: هي عندي يا أمير المؤمنين في سفط فيه طيب مختوم عليها، فقال:
أحضرها الساعة قال: نعم يا أمير المؤمنين السمع والطاعة واستدعى بعض خدمه
فقال: امض وخذ مفتاح البيت الفلاني من داري وافتح الصندوق الفلاني وائتني
بالسفط الذي فيه على حالته بختمه فلم يلبث الخادم إلا قليلا حتى عاد وصحبته
بالسفط مختوما فوضع بين يدي الرشيد فأمر بفك ختمه ففك وفتح السفط وإذا
بالدراعة فيه مطوية على حالها لم تلبس ولم تدنس ولم يصبها شىء من الأشياء
فقال لعلي بن يقطين: ردها إلى مكانها وخذها وانصرف راشدا فلن نصدق بعدها
عليك ساعيا وأمر أن يتبع بجائزة سنية وتقدم بأن يضرب الساعي ألف سوط فضرب
فلما بلغوا به الخمسمائة سوط مات تحت الضرب قبل الألف.
الخامسة: روى إسحاق بن عمار قال: لما حبس هارون الرشيد موسى الكاظم دخل
الحبس ليلا أبو يوسف ومحمد بن الحسن صاحبا أبي حنيفة فسلما عليه وجلسا عنده
وأرادا أن يختبراه بالسؤال لينظرا مكانه من العلم فجاء بعض الموكلين به
فقال له: إن توبتي قد فرغت وأريد الانصراف من غد إن شاء الله تعالى فإن كان
لك حاجة تأمرني أن ءاتيك بها غدا إذا جئت؟ فقال: مالي حاجة انصرف. ثم قال
لأبي يوسف ومحمد بن الحسن: إني لأعجب من هذا الرجل يسألني أن أكلفه حاجة
يأتيني بها معه غدا إذا جاء وهو ميت في هذه الليلة. فأمسكا عن سؤاله وقاما
ولم يسألاه عن شىء وقالا: أردنا أن نسأله عن الفرض والسنة, فأخذ يتكلم معنا
في علم الغيب والله لترسلن خلف الرجل من يبيت على باب داره وينظر ماذا يكون
من أمره فأرسلا شخصا من جهتهما جلس على باب ذلك الرجل فلما كان أثناء الليل
وأذا بالصراخ والناعية فقيل لهم: ما الخبر؟ فقالوا: مات صاحب البيت فجأة
فعاد إليهما الرسول وأخبرهما فتعجبا من ذلك غاية العجب، انتهى من (الفصول
المهمة).
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر