بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه .
أما بعد .. أقدم لإخوانى فى الموقع المبارك عرضا لكتاب من أروع الكتب المؤلفة فى علم التصوف , وهو كتاب ( الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى )
وأبدأ أولا بذكر نبذة سريعة عن الشيخ العارف سيدى ابن عطاء السكندرى , ثم أعرض بعد ذلك حكمه وشيئا من شروح أهل الله عليها , والله الموفق .
ترجمة المؤلف
اسمه :
تاج الدين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندرى أبو الفضل ,المالكى مذهبا , الشاذلى طريق نشأفى الاسكندرية وبها تلقى ثقافته الأولى .
وتاريخ ابن عطاء الله يتصل اتصالا وثيقا بتاريخ الحركة الفكرية وتاريخ التصوف فى مصر فى القرنين السادس والسابع الهجريين .
فقد ولد سنة ( 658هجريا _ 1260 ميلاديا ) وتوفى فى جمادى الآخرة سنة (709 هجريا _ 1309 ميلاديا )
شيوخه :
أخذ العلم من علماء أجلاء منهم :
1ـ شيخه الإمام أبو العباس المرسى رضى الله عنه الذى هو تلميذ الإمام أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه
وقد لازم اثنى عشر عاما
2ـ ومنهم شيخه فى النحو الإمام المارونى
3ـ ومنهم شيخه الأبرقوهى
تلاميذه :
ومن تلاميذه الإمام العظيم تقى الدين السبكى
علمه :
كان إماما فقيها عالما جليلا وكان نموذج وحده بين المتصوفة , فقد جمع علوم الظاهر و علم الحقيقة , و برز فيها جميعاً
و لما استكمل علوم الظاهر كان ينكر على المتصوفين طريقتهم وعلومهم , و ما أن أتيحت له الفرصة و تعرف على القطب الربانى أبى العباس المرسى , حتى اهتدى بهديهم و آمن بطريقتهم , و اعترف بعلومهم
بل صارالتلميذ المفضل لأبى العباس المرسى .
ثم ساعدته العناية فصار واحداً من كبار المتصوفين و من المشار إليهم بالبنان .
قصته مع شيخه أبى العباس المرسى :
و يذكر ابن عطاء قصة تعارفه بأبى العباس فيقول كما جاء في كتابه " لطائف المنن " :
كنت لأمره _ أى أبي العباس _ من المنكرين , و عليه من المعترضين , لا لشىء سمعته منه , ولا لشىء صح نقله عنه , حتى جرت وبين بعض أصحابه مقالة , و ذلك قبل صحبتى إياه , و قلت لرجل منه , ليس إلا أهل العلم بالظاهر , و هؤلاء القوم يدعون أموراً عظيمة , ظاهر الشرع يأباها , ثم قلت فى نفسى , دعى أذهب إلى هذا الرجل و انظر فى شأنه فصاحب الحق له إمارات لا تخفى , فأتيت مجلسه فوجده يتكلم فى الانفاس التى أمر الشارع بها فقال : " الأول إسلام , و الثاني إيمان , و الثالث إحسان .
و إن شئت قلت الأول عبادة , والثانى عبودية , والثالث عبودة .
و إن شئت قلت : الأول شريعة , والثاني حقيقة , والثالث تحقق .
فما زال يقول : و إن شئت قلت , و إن شئت قلت , إلي أن بهر عقلي , و علمت أن الرجل إنما يغترف من فيض بحر إلهى و مدد ربانى , فأذهب الله ما كان عندى "
و يستطرد إبن عطاء الله فى قصته مع الشيخ أبي العباس فيقول : " ثم أتيت إلي المنزل فوجد معني غريباً لا أدري ما هو , فإنفردت في مكان أنظر إلي السماء وإلي كواكبها و ما خلق الله فيها من عجائب قدرته , فحملني ذلك على العودة إليه مرة أخرى .
فأتيته فأسؤذن لي عليه , فلما دخلت عليه قام قائماً و تلقاني ببشاشة و إقبال , حتي دهشت خجلاً , و إستصغرت نفسى أن أكون أهلاً لذلك , فكان أول ما قلت له : يا سيدى انا والله أحبك , فقال أحبك الله كما أحببتني .
ثم شكوت إليه ما أجده من هموم و أحزان فقال :
" أحوال العبد أربع لا خامس لها : النعمة , و البلية , و الطاعة , و المعصية , فإن كنت بالنعمة فمقتضي الحق منك الشكر , وإن كنت بالبلية فمقتضى الحق منك الصبر , و إن كنت بالمعصية فمقتضي الحق منك الأستغفار , و إن كنت بالطاعة فمقتضي الحق منك شهود مننه عليك فيها "
فقمت من عنده و كأنما كانت الهموم و الأحزان ثوباً نزعته .
ثم سألني بعد ذلك بمدة , كيف حالك ؟ فقلت : أفتش عن الهم فما أجده , فقال : إلزم , فوالله إن لزمت لتكونن فقيهاً فى المذهبين , يريد مذهب أهل الشريعة من أصحاب العلوم الظاهرة و مذهب أهل الحقيقة من أصحاب علوم الباطن .
ثناء العلماء عليه :
و قد أثنى العلماء عليه ثناء جميلا .
فقد قال ابن حجر في مدحه : صحب الشيخ أبا العباس المرسي صاحب الشاذلي و صنف مناقبه و مناقب شيخه , و كان المتكلم على لسان الصوفية في زمانه .
و قال الذهبي : كانت له جلاله عظيمة ووقع في النفوس و مشاركة في الفضائل وكان يتكلم بالجامع الأزهر بكلام يروح النفوس , ومزج كلام القوم بآثار السلف فكثر أتباعه و كانت عليه سيما الخير.
و قال ابن الأهدال : الشيخ العارف بالله , شيخ الطريقين و إمام الفريقين , كان فقيها عالماً... وله عدة تصانيف كلها مشتملة على أسرار و معارف و حكم و لطائف و من طالع كتيه عرف فضله .
مؤلفاته :
1_ أصول مقدمات الوصول
2_ تاج العروس الحاوى لتهذيب النفوس
3- الطريق الجادة فى نيل السعادة
4_ لطائف المنن فى مناقب الشيخ أبى العباس المرسى وشيخه أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنها .
5_مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح فى ذكر الله الكريم الفتاح
6_ وكتابه الفذ الحكم العطائية , وسيأتى الكلام عنه قريبا .
وفاته :
توفى رضى الله عنه فى القاهرة فى شهر جمادى الآخرة سنة 709 هجريا وكان كهلا ,وكانت جنازته حافلة
ودفن بالقرافة وله قبر يزار .
والآن نتحدث عن الحكم العطائية :
وهى حكم منثورة على لسان أهل الطريقة الصوفية احتوت على التصوف وتطبيق الشريعة.
ولما صنفها عرضها على شيخه ابى العباس المرسى , فتأملها وقال له : لقد أتيت يابنى فى هذه الكراسة بمقاصد الإحياء (أى إحياء علوم الدين للغزالى ) وزيادة .
ولذلك تعشقها أرباب الذوق , لما رق من معانيها وراق , وبسطوا القول فى شرحها وبيانها وصارت تدرس وتشرح لأنها زبدة التصوف .
ويقوم كتاب الحكم على دعائم أربعة :
الأولى : علم التذكير والوعظ .
والثانية : تصفية الأعمال وتصحيح الأحوال .
الثالثة : تحقيق الأحوال والمقامات .
الرابعة : المعارف والعلوم الإلهية .
ثم ختم بطائف من المناجاة .
وعدد الحكم الواردة هى (مائتان وثلاث وستون حكمة – 263 )
ولما كان علم التصوف إنما هو نتائج الأعمال الصحيحة , وثمرات الأحوال الصافية , كما قيل ( من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ) بدأ ابن عطاء الله بالكلام عن العمل فقال :
الحكمة الأولى ( من علامة الاعتماد على العمل , نقصان الرجاء عند وجود الزلل )
وسيأتى شرح تلك الحكمة من كلام أهل الله فى المشاركة القادمة بعون الله تعالى , ومدد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
أما بعد .. أقدم لإخوانى فى الموقع المبارك عرضا لكتاب من أروع الكتب المؤلفة فى علم التصوف , وهو كتاب ( الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى )
وأبدأ أولا بذكر نبذة سريعة عن الشيخ العارف سيدى ابن عطاء السكندرى , ثم أعرض بعد ذلك حكمه وشيئا من شروح أهل الله عليها , والله الموفق .
ترجمة المؤلف
اسمه :
تاج الدين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندرى أبو الفضل ,المالكى مذهبا , الشاذلى طريق نشأفى الاسكندرية وبها تلقى ثقافته الأولى .
وتاريخ ابن عطاء الله يتصل اتصالا وثيقا بتاريخ الحركة الفكرية وتاريخ التصوف فى مصر فى القرنين السادس والسابع الهجريين .
فقد ولد سنة ( 658هجريا _ 1260 ميلاديا ) وتوفى فى جمادى الآخرة سنة (709 هجريا _ 1309 ميلاديا )
شيوخه :
أخذ العلم من علماء أجلاء منهم :
1ـ شيخه الإمام أبو العباس المرسى رضى الله عنه الذى هو تلميذ الإمام أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه
وقد لازم اثنى عشر عاما
2ـ ومنهم شيخه فى النحو الإمام المارونى
3ـ ومنهم شيخه الأبرقوهى
تلاميذه :
ومن تلاميذه الإمام العظيم تقى الدين السبكى
علمه :
كان إماما فقيها عالما جليلا وكان نموذج وحده بين المتصوفة , فقد جمع علوم الظاهر و علم الحقيقة , و برز فيها جميعاً
و لما استكمل علوم الظاهر كان ينكر على المتصوفين طريقتهم وعلومهم , و ما أن أتيحت له الفرصة و تعرف على القطب الربانى أبى العباس المرسى , حتى اهتدى بهديهم و آمن بطريقتهم , و اعترف بعلومهم
بل صارالتلميذ المفضل لأبى العباس المرسى .
ثم ساعدته العناية فصار واحداً من كبار المتصوفين و من المشار إليهم بالبنان .
قصته مع شيخه أبى العباس المرسى :
و يذكر ابن عطاء قصة تعارفه بأبى العباس فيقول كما جاء في كتابه " لطائف المنن " :
كنت لأمره _ أى أبي العباس _ من المنكرين , و عليه من المعترضين , لا لشىء سمعته منه , ولا لشىء صح نقله عنه , حتى جرت وبين بعض أصحابه مقالة , و ذلك قبل صحبتى إياه , و قلت لرجل منه , ليس إلا أهل العلم بالظاهر , و هؤلاء القوم يدعون أموراً عظيمة , ظاهر الشرع يأباها , ثم قلت فى نفسى , دعى أذهب إلى هذا الرجل و انظر فى شأنه فصاحب الحق له إمارات لا تخفى , فأتيت مجلسه فوجده يتكلم فى الانفاس التى أمر الشارع بها فقال : " الأول إسلام , و الثاني إيمان , و الثالث إحسان .
و إن شئت قلت الأول عبادة , والثانى عبودية , والثالث عبودة .
و إن شئت قلت : الأول شريعة , والثاني حقيقة , والثالث تحقق .
فما زال يقول : و إن شئت قلت , و إن شئت قلت , إلي أن بهر عقلي , و علمت أن الرجل إنما يغترف من فيض بحر إلهى و مدد ربانى , فأذهب الله ما كان عندى "
و يستطرد إبن عطاء الله فى قصته مع الشيخ أبي العباس فيقول : " ثم أتيت إلي المنزل فوجد معني غريباً لا أدري ما هو , فإنفردت في مكان أنظر إلي السماء وإلي كواكبها و ما خلق الله فيها من عجائب قدرته , فحملني ذلك على العودة إليه مرة أخرى .
فأتيته فأسؤذن لي عليه , فلما دخلت عليه قام قائماً و تلقاني ببشاشة و إقبال , حتي دهشت خجلاً , و إستصغرت نفسى أن أكون أهلاً لذلك , فكان أول ما قلت له : يا سيدى انا والله أحبك , فقال أحبك الله كما أحببتني .
ثم شكوت إليه ما أجده من هموم و أحزان فقال :
" أحوال العبد أربع لا خامس لها : النعمة , و البلية , و الطاعة , و المعصية , فإن كنت بالنعمة فمقتضي الحق منك الشكر , وإن كنت بالبلية فمقتضى الحق منك الصبر , و إن كنت بالمعصية فمقتضي الحق منك الأستغفار , و إن كنت بالطاعة فمقتضي الحق منك شهود مننه عليك فيها "
فقمت من عنده و كأنما كانت الهموم و الأحزان ثوباً نزعته .
ثم سألني بعد ذلك بمدة , كيف حالك ؟ فقلت : أفتش عن الهم فما أجده , فقال : إلزم , فوالله إن لزمت لتكونن فقيهاً فى المذهبين , يريد مذهب أهل الشريعة من أصحاب العلوم الظاهرة و مذهب أهل الحقيقة من أصحاب علوم الباطن .
ثناء العلماء عليه :
و قد أثنى العلماء عليه ثناء جميلا .
فقد قال ابن حجر في مدحه : صحب الشيخ أبا العباس المرسي صاحب الشاذلي و صنف مناقبه و مناقب شيخه , و كان المتكلم على لسان الصوفية في زمانه .
و قال الذهبي : كانت له جلاله عظيمة ووقع في النفوس و مشاركة في الفضائل وكان يتكلم بالجامع الأزهر بكلام يروح النفوس , ومزج كلام القوم بآثار السلف فكثر أتباعه و كانت عليه سيما الخير.
و قال ابن الأهدال : الشيخ العارف بالله , شيخ الطريقين و إمام الفريقين , كان فقيها عالماً... وله عدة تصانيف كلها مشتملة على أسرار و معارف و حكم و لطائف و من طالع كتيه عرف فضله .
مؤلفاته :
1_ أصول مقدمات الوصول
2_ تاج العروس الحاوى لتهذيب النفوس
3- الطريق الجادة فى نيل السعادة
4_ لطائف المنن فى مناقب الشيخ أبى العباس المرسى وشيخه أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنها .
5_مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح فى ذكر الله الكريم الفتاح
6_ وكتابه الفذ الحكم العطائية , وسيأتى الكلام عنه قريبا .
وفاته :
توفى رضى الله عنه فى القاهرة فى شهر جمادى الآخرة سنة 709 هجريا وكان كهلا ,وكانت جنازته حافلة
ودفن بالقرافة وله قبر يزار .
والآن نتحدث عن الحكم العطائية :
وهى حكم منثورة على لسان أهل الطريقة الصوفية احتوت على التصوف وتطبيق الشريعة.
ولما صنفها عرضها على شيخه ابى العباس المرسى , فتأملها وقال له : لقد أتيت يابنى فى هذه الكراسة بمقاصد الإحياء (أى إحياء علوم الدين للغزالى ) وزيادة .
ولذلك تعشقها أرباب الذوق , لما رق من معانيها وراق , وبسطوا القول فى شرحها وبيانها وصارت تدرس وتشرح لأنها زبدة التصوف .
ويقوم كتاب الحكم على دعائم أربعة :
الأولى : علم التذكير والوعظ .
والثانية : تصفية الأعمال وتصحيح الأحوال .
الثالثة : تحقيق الأحوال والمقامات .
الرابعة : المعارف والعلوم الإلهية .
ثم ختم بطائف من المناجاة .
وعدد الحكم الواردة هى (مائتان وثلاث وستون حكمة – 263 )
ولما كان علم التصوف إنما هو نتائج الأعمال الصحيحة , وثمرات الأحوال الصافية , كما قيل ( من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ) بدأ ابن عطاء الله بالكلام عن العمل فقال :
الحكمة الأولى ( من علامة الاعتماد على العمل , نقصان الرجاء عند وجود الزلل )
وسيأتى شرح تلك الحكمة من كلام أهل الله فى المشاركة القادمة بعون الله تعالى , ومدد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر