بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: فهذه نبذة عن حياة عبد الودود بن عبد الوهاب:
هو الولي أبو الأولياء، والأمجاد الشرفاء، الكرام الشريف عبد الودود بن عبد الوهاب بن حبيب بن الحاج احمد بن الحاج امحمد بن عبد الوهاب الملقب (الحاج الأكبر) بن سيدي أحمد الملقب (ادميس) بن عبد الوهاب بن عبد المنعم بن سيدي عمارة بن إبراهيم بن أعمر بن الولي السائح عامر الهامل، الشريف الشهير، والغوث الكبير، المعروف بأبي السباع.
ميلاده، ونشأته:
في سنة: 1194هـ/1780م بزغت شمس المعالي، والسؤدد، وأشرقت أنوار المجد العلوي الهاشمي من جديد، بميلاد الشريف عبد الودود بن عبد الوهاب غرة زمانه، وكعبة المجد في أوانه، الذي ولد بضاحية من ضواحي مدينة مراكش المغربية، وقد أنجبته الشريفة دَكَّالة بنت الخنبوبي بن حبيب بن الحاج احمد، بن الحاج امحمد، بن الحاج الأكبر للشريف الهمام، الألمعي عبد الوهاب بن حبيب بن الحاج احمد، الذي كان بيته بيت علم، وتقى، وكرم، يرتاده طلبة العلم، وينتجعه العفاة، وأصحاب الفاقة...
وهكذا يجمع الحاج احمد الشريفة دكالة مع ابنها عبد الودود في سلسلة نسبهما كما يجمعه مع بعض جداته الأخريات فهو معم مخول في فصيلة أهل الحاج احمد يقول الناظم مبينا تلك الأمهات على التوالي:
عَبْدُ الْوَدُودِ أُمُّهُ دِكًّالَهْ ... بِنْتُ الْفَتَى الْخَنْبُوبِ ذِي الْعَدَالَهْ
نَجْلِ الْحَبِيبِ ذِي الْفَخَارِ الأَتْلَدِ ... نَجْلِ الشَّرِيفِ الْمُرْتَضَى الْحَاجْ احْمَدِ
وَأُمُّهَا الكَوْرِيَّهْ بِنْتُ مِسْكَهْ ... إِنْ تُسْمَ ذَاتُ الخَيْرِ فَهْيَ تِلْكَهْ
وَأُمُّهَا أَغْلاَنَ بِنْتُ بَدَّهْ ... فَهْيَ لأُمِّ القَرْمِ هَذَا جَدَّهْ
وَذَا الْجَمِيعُ يَنْتَمِي لِعَامِرِ ... أَبِي السِّبَاعِ صَاحِبِ الْمَآثِرِ
آبَاؤُهُ وَالأُمَّهَاتُ ذَا الْجَمِيعْ ... يَجْمَعُهُ نِظَامُهُ هَذَا الرَّفِيعْ
وقد عني والده بتربيته أحسن تربية، وتنشئته أكمل تنشئة ينشأ عليها أبناء العلماء، الصالحين، والشرفاء المثاليين، وكان هو الأكبر من إخوته أشقائه: عبد الرحمن، والسيد، ومحمد المصطفى الملقب «المصطاف».
خلقه وسجاياه:
كان رحمه الله عابدا، تقيا، ورعا، وعاملا بعلمه، وجوادا، سخيا، كريما، مفضالا، حسن الخلق، منفقا في سبيل الله تعالى، ومنزله منهل، ومورد للفقراء، والمساكين، وملجأ للبائسين، والمتضررين، ومأمن للخائفين، كان شديد التواضع لربه متصفا بأقوال الحكماء والشعراء:
تَوَاضَعْ لِرَبِّ الْعَرْشِ عَلَّكَ تُرْفَعُ ... فَمَا خَابَ عَبْدٌ لِلْمُهَيْمِنِ يَخْضَعُ
* * *
تَوَاضَعْ إِذَا مَا نِلْتَ فِي النَّاسِ رِفْعَةً ... فَإنَّ رَفِيعَ الْقَوْمِ مَنْ يَتَوَاضَعُ
* * *
إِنْ شِئْتَ أَنْ تَبْنِي بِنَاءً شَامِخًا ... يَلْزَمْ لِذَا الْبُنْيَانِ أُسٌّ رَاسِخُ
إِنَّ الْبِنَاءَ هُوَ الْكَمَالُ وَأُسُّهُ الصْـ ... ـصَخْرِيُّ فَهْوَ الإِتِّضَاعُ الْبَاذِخُ
* * *
تَوَاضَعْ تَكُنْ كَالنَّجْمِ لاَحَ لِنَاظِرٍ ... عَلَى صَفَحَاتِ الْمَاءِ وَهْوَ رَفِيعُ
وَلاَ تَكُ كَالدُّخَانِ يَعْلُو بِنَفْسِهِ ... إِلَى طَبَقَاتِ الْجَوِّ وَهْوَ وَضِيعُ
* * *
إِذَا شِئْتَ أَنْ تَزْدَادَ قَدْرًا وَرِفْعَةً ... فَلِنْ وَتَوَاضَعْ وَاتْرُكِ الْكِبْرَ وَالْعُجْبَا
* * *
تَوَاضَعْ إِذَا مَا كَانَ قَدْرُكَ عَالِيًا ... فَإِنَّ اتِّضَاعَ الْمَرْءِ مِنْ شِيَمِ الْعَقْلِ
وكان زاهدا في الدنيا قصير الأمل عاملا لأخراه متمثلا بمقتضى قول القائل:
تَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي ... إذَا جَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعِيشُ إلَى الْفَجْرِ
وقول الآخر:
عَنَتِ الدُّنْيَا لِطَالِبِهَا ... وَاسْتَرَاحَ الزَّاهِدُ الْفَطِنُ
كُلُّ مَلْكٍ نَالَ زُخْرُفَهَا ... حَسْبُهُ مِمَّا حَوَى كَفَنُ
يَقْتَنِي مَالاً وَيَتْرُكُهُ ... فِي كِلاَ الْحَالَيْنِ مُفْتَتَنُ
أَمَلِي كَوْنِي عَلَى ثِقَةٍ ... مِنْ لِقَاءِ اللهِ مُرْتَهَنُ
أَكْرَهُ الدُّنْيَا وَكَيْفَ بِهَا ... وَالَّذِي تَسْخُو بِهِ وَسَنُ
لَمْ تَدُمْ قَبْلِي عَلَى أَحَدٍ ... فَلِمَاذَا الْهَمُّ وَالْحَزَنُ
وقول الآخر:
تَزَوَّدْ جَمِيلاً مِنْ ِفعَالِكَ إِنَّمَا ... قَرِينُ الْفَتَى فيِ الْقَبْرِ مَا كَانَ يَعْمَلُ
وكان طموحا شهما حمولا للكَل مِدرها في النوائب رفيع الهمة مطبقا قول من قال:
حَاوِلْ جَسِيمَاتِ الأُمُورِ وَلاَ تَقُلْ ... إنَّ الْمَحَامِدَ وَالْعُلَى أَرْزَاقُ
وكان جوادا منفقا لماله في سبيل المعالي يصون عِرضه بعَرضه متمثلا بأقوال الشعراء:
كُلٌّ لَهُ غَرَضٌ يَسْعَى لِيُدْرِكَهُ ... وَالْحُرُّ يَجْعَلُ إِدْرَاكَ الْعُلَى غَرَضَهْ
نُهِينُ دِرْهَمَنَا فِي صَوْنِ سُؤْدَدِنَا ... مَاصَانَ عِرْضًا لَهُ مَنْ لَمْ يُهِنْ عَرَضَهْ
* * *
الْبَذْلُ أَعْلَى مَكْسَبٍ يُقْتَنَى ... لاَ تَقْتَصِرْ فِيهِ عَلَى الْوَاجِبِ
وَالْبُخْلُ عَارٌ مَا لِمَنْ أَمَّهُ ... عَنْ مَسْلَكِ الشَّيْطَانِ مِنْ حَاجِبِ
وَإِنْ تُرِدْ عَدْلاً بِذَا شَاهِدًا ... فَانْظُرْ إِلَى الشَّارِبِ وَالْحَاجِبِ
* * *
الْعُمْرُ حُلْمٌ وَاللَّيَالِي قُلَّـبٌ ... والْبُخْلُ فَقْرٌ وَالثَّنَاءُ خُلُودُ
* * *
فَتًى كَمُلَتْ أَوْصَافُهُ غَيْرَ أَنَّهُ ... جَوَادٌ فَمَا يُبْقِي مِنَ الْمَالِ بَاقِيَا
* * *
إِنَّ الْكِرَامَ إِذَا مَا أَيْسَرُوا ذَكَرُوا ... مَنْ كَانَ يَأْلَفُهُمْ فِي الْمَنْزِلِ الْخَشِنِ
* * *
أَبَى الْجُودُ فِي الدُّنْيَا سِوَاكَ لأَنَّهُ ... تَفَرَّعَ مِنْ جُودٍ وَأَنْتَ أَبُو الْجُودِ
وَأَضْدَادُكَ الْوَادِي لَهُمْ سَالَ وَاسْتَوَتْ ... سَفِينَةُ بَحْرِ الْعِلْمِ مِنْكَ عَلَى الْجُودِي
وكان مكرما للضيوف بشوشا في وجوههم عاملا بقول الشاعر:
بَشَاشَةُ وَجْهِ الْمَرْءِ خَيْرٌ مِنَ الْقِرَى ... فَكَيْفَ بِمَنْ يَأْتِي بِهِ وَهْوَ ضَاحِكُ
وقول الآخر:
لاَ يَرْفَعُ الضَّيْفُ رَأْسًا فِي مَنَازِلِنَا ... إِلاَّ إِلَى ضَاحِكٍ مِنَّا وَمُبْتَسِمِ
وقول الآخر:
وَنُكْرِمُ ضَيْفَنَا مَا دَامَ فِينَا ... وَنُتْبِعُهُ الْكَرَامَةَ حَيْثُ مَالاَ
وكان إلى جانب هذا أحد نقباء الشرفاء بأحواز مراكش، ومن أعظم سراة الشرفاء السباعيين ذا حياء وسكينة ووقار وحلم، محبوبا لدى الجميع، ألقى الله محبته في قلوب الناس، فهو بحق متصف بما في قول الشاعر:
وَجْهٌ عَلَيْهِ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةٌ ... وَمَحَبَّةٌ تَجْرِي مَعَ الأَنْفَاسِ
وَإِذَا أَحَبَّ اللهُ يَوْمًا عَبْدَهُ ... أَلْقَى عَلَيْهِ مَحَبَّةً لِلنَّاس
ومتمثل بقول الآخر:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْحِلْمَ زَيْنٌ مُسَوِّدٌ ... لِصَاحِبِهِ وَالْجَهْلَ لِلْمَرْءِ شَائِنُ
فَكُنْ دَافِناً لِلْجَهْلِ بِالْحِلْمِ تَسْتَرِحْ ... مِنَ الْجَهْلِ إِنَّ الْحِلْمَ لِلْجَهْلِ دَافِنُ
وقول الآخر:
أَلاَإِنَّ حِلْمَ الْمَرْءِ أَكْبَرُ نِسْبَةٍ ... يُسَامِي بِهَا عِنْدَ الْفَخَارِ كَرِيمُ
فَيَا رَبِّ هَبْ لِي مِنْكَ حِلْماً فَإِنَّنِي ... أَرَى الْحِلْمَ لَمْ يَنْدَمْ عَلَيْهِ حَلِيمُ
........... يتبع ...........
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر