دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com

دارة السادة الأشراف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنساب , مشجرات , مخطوطات , وثائق , صور , تاريخ , تراجم , تعارف , دراسات وأبحاث , مواضيع متنوعة

Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
شبهات والرد عليها ( 1 ) 79880579.th
شبهات والرد عليها ( 1 ) 78778160
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
شبهات والرد عليها ( 1 ) 16476868
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
شبهات والرد عليها ( 1 ) 23846992
شبهات والرد عليها ( 1 ) 83744915
شبهات والرد عليها ( 1 ) 58918085
شبهات والرد عليها ( 1 ) 99905655
شبهات والرد عليها ( 1 ) 16590839.th
شبهات والرد عليها ( 1 ) Resizedk
شبهات والرد عليها ( 1 ) 20438121565191555713566

2 مشترك

    شبهات والرد عليها ( 1 )

    avatar
    محمود محمدى العجوانى
    عضو فعال
    عضو فعال


    علم الدولة : مصر
    عدد الرسائل : 367
    البلد : مصر
    العمل : صاحب شركة سياحة
    الهوايات : الدعوة إلى الله
    تقييم القراء : 3
    النشاط : 6698
    تاريخ التسجيل : 10/04/2010

    خاطرة شبهات والرد عليها ( 1 )

    مُساهمة من طرف محمود محمدى العجوانى الأحد 2 مايو - 22:12

    شبهات والرد عليها ( 1 )
    يقول القائل
    اثبات ان التوسل والاستغاثة بالانبياء والاولياء جائز
    وانه ليس شركا كما تدعي الوهابية
    عْلَم أنَّه لا دَليل حَقِيْقيٌّ يَدلُّ على عَدَمِ جَواز التوسل
    بالانبياء والاولياء في حَالِ الغَيْبة
    أو بَعْدَ وفَاتِهم بدَعْوى أنَّ ذَلكَ عِبَادة لغَيْرِ الله، لأنَّهُ لَيْسَ عِبادَةً
    لغَيْرِ الله مُجَرَّدُ النّداءِ
    لحَيّ أو مَيّتٍ ولا مُجَرَّدُ التعظيم ولا مُجرَّدُ الاستغاثة بغير الله، ولا مُجَرَّدُ قصد قبر ولي للتبرك، ولا
    مُجرَّدُ طلب ما لم تجر به العادة
    بينَ النَّاسِ، ولا مُجرَّدُ صِيغَةِ الاستعانة بغَيرِ الله تَعالى، أي لَيْسَ ذلكَ شِرْكًا لأنَّهُ لا يَنْطبِقُ علَيْهِ
    تَعْرِيفُ العبادة عِنْدَ
    اللُّغَوِيّيْنَ، لأنَّ العِبَادةَ عِنْدَهُم الطَّاعةُ معَ الخُضوعِ .
    وأقول له
    إن لم يكن هذا كله شركا فما الشرك إذن ؟
    كيف تقول أنه لا دليل حقيقى على عدم جواز التوسل
    بالأنبياء والأولياء فى حال الغيبة أو بعد
    وفاتهم ؟
    فالأدلة كثيرة على عدم جواز التوسل وقد ذكر بعضا منها
    أخانا الفاضل الأمير أشرف ماضى فراجعه لأنه لا داعى لتكرارها .
    ثم أخبرنى بالله عليك كيف تجيز أنت التوسل بنبى أو ولى
    بعد وفاته من أين لك هذا ؟ وما دليلك ؟
    إن لم يكن النداء والدعاء عبادة فنحن بذلك نرد قول
    النبى صلى الله عليه وسلم فقد صح عنه أنه قال : الدعاء هو العبادة .
    ثم هل أرسل الله الرسل وأنزل الكتب حتى يتعلق العباد
    بالقبور والأموات . أم أرسل الله الرسل وأنزل الكتب حتى يتعلق الناس بربهم ؟
    وهل أرسل الله الرسل وأنزل الكتب حتى يتوجه الناس فى
    حوائجهم إلى أصحاب القبور . أم أرسل الله الرسل وأنزل الكتب حتى يتوجه الناس فى
    حوائجهم إلى الله وحده ؟
    ويقول القائل
    1- ما هي العبادة عند اللغويين ؟
    العبادة عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ الطاعة معَ الخضوع.قالَ الأَزْهَرِيُّ الذي
    هُوَ أحَدُ كِبارِ
    اللُّغَوِيّيْنَ في كتَابِ تَهذِيبِ اللُّغَةِ نَقْلاً عَن الزَّجَّاجِ الذي هوَ مِنْ أشْهَرِهِم: العبادة في لُغَةِ العَربِ
    الطاعة مَعَ الخضوع، وقالَ مثلَهُ
    الفَرّاءُ كما في لسانِ العَرَبِ لابنِ منظور. وقَالَ
    بَعْضُهُم: أقْصَى غَايَةِ الخشوع والخضوع، وقالَ البَعْضٌ: نِهَايةُ
    التذلل كَما يُفْهَم ذَلكَ مِن كَلامِ شَارحِ القَاموسِ مُرتَضى الزَّبيدِيّ
    خَاتِمَةِ اللّغَوِيّين، وهَذا الذي يَسْتَقِيمُ لُغَةً وعُرْفًا.
    وأقول له إن المعنى لا يستقيم إلا بالتعريف لغة
    واصطلاحا
    وأنقل له من ( كتاب توحيد الأوهية )
    تعريف العبادة لغةً، واصطلاحاً
    تعريف العبادة لغةً : هي التذلل والخضوع فيقال بعير
    معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام.
    ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة يصف ناقته:
    تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد
    فقوله: فوق مور معبد: أي فوق طريق مذلل من كثرة السير
    عليه، فالمور هو الطريق.
    تعريف العبادة في الاصطلاح: عرفت العبادة في الاصطلاح
    بعدة تعريفات، ومنها ما يلي:
    1- عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بأنها :
    " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة
    ".
    2- وعرفها ابن القيم بأنها : " كمال المحبة مع
    كمال الذل ".
    وقال في النونية :
    وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان
    3- وعرفها الشيخ ابن سعدي ـ رحمه الله ـ بعدة تعريفات
    منها قوله :
    " العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع
    لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين
    الأمرين أو من أحدهما ـ فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون
    ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها ".
    4- وعرفها بتعريف ثانٍ فقال : " العبادة والعبودية
    لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال
    الجوارح، فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة، ولهذا كان تارك
    المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك ".
    ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين :
    1- الفعل الذي هو التَّعَبُّد.
    2- المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة.
    مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها
    عبادة وهي المتعبد به.
    فعلى الإطلاق الثاني تُعَرَّف العبادة بتعريف شيخ
    الإسلام، وعلى الإطلاق الأول تُعَرَّف بالتعريف الثاني والثالث.
    أما التعريف الرابع الذي هو تعريف ابن سعدي فإنه يشمل
    الإطلاقين الفعل والمفعول.
    ومن التعريفات لها أيضاً " الأعمال الصالحة
    الإرادية التي تُؤَدَّى لله ـ تعالى ـ ويفرد بها ".
    وهذا يشمل الإطلاقين أيضاً.
    الفرق بين العبادة وتوحيد العبادة
    الفرق بينهما ظاهر؛ فالعبادة هي ذات القربة أو فعلها.
    أما توحيدها
    فصرفها لله وحده لا شريك له.
    متى تقبل العبادة ؟
    لا تقبل العبادة إلا إذا توفر فيها شرطان:
    1- الإخلاص لله.
    2- المتابعة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : "
    وجماع الدين أصلان: أن لا نعبد إلا الله، ولا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بالبدع،
    كما قال ـ تعالى ـ : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
    عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) [الكهف: 110].
    وذلك تحقيق الشهادتين، شهادة أن لا إله إلا الله،
    وشهادة أن محمداً رسول الله؛ ففي الأولى : أن لا نعبد إلا إياه، وفي الثانية : أن
    محمداً هو رسوله المبلغ عنه؛ فعلينا أن نصدق خبره، ونطيع أمره ".
    فمن أراد عبادة الله فلابد له من توفر الشرطين ولسان
    حاله يقول : ( إياك أريد بما تريد ).
    قال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ في قوله ـ تعالى ـ :
    ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) [الملك: 2].
    قال: أخلصه وأصوبه.
    قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وما أصوبه؟
    قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل،
    وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون
    لله، والصواب أن يكون على السنة.
    فإذا فُقِد الشرطان أو أحدُهما بطلت العبادة.
    وتوضيح ذلك بالمثال الآتي : لو أن شخصاً صلى لغير الله
    وعلى صفة غير الصفة التي علمنا إياها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لردت
    عبادته، لماذا؟.
    لأنه فقد الشرطين معاً.
    كذلك لو صلى كما كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    يصلي؛ بحيث أتى بصفة الصلاة كاملة، ولكنها صرفها لغير الله لبطلت عبادته، لماذا؟.
    لأنه فقد الإخلاص، والله سبحانه يقول : ( إِنَّ اللَّهَ
    لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )
    [النساء: 48] وقال : ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا
    يَعْمَلُونَ ) [الأنعام: 88].
    كذلك لو صلى لله ولكن على صفة غير الصفة التي علمنا
    إياها الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ؛ بحيث ابتدع صفة من عنده بطلت عبادته؛ لأنه
    فقد المتابعة، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في الحديث المتفق عليه :
    " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
    أي مردود، والجار والمجرور في قوله "عليه"
    متعلق بمحذوف تقديره (حاكماً أو مهيمناً).
    وفي رواية أخرى للحديث " من أحدث في أمرنا هذا ما
    ليس منه فهو رد ".
    وهذان الشرطان ـ في الحقيقة ـ متلازمان؛ فإن من الإخلاص
    لله أن تتبع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتباعُه ـ عليه الصلاة والسلام ـ
    مستلزم للإخلاص.
    أهمية الإخلاص والمتابعة
    مما يدل على أهمية الإخلاص والمتابعة اللذين هما شرطا
    قبول العبادة ما يلي :
    1- أن الله أمر بإخلاص العبادة له، قال ـ تعالى ـ : (
    وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [الأعراف: 29].
    2- أن الله ـ تعالى ـ اختص نفسه بالتشريع، فهو حقه
    وحده، ومن تَعَبَّد الله بغير ما شرع فقد شارك الله ـ عز وجل ـ في تشريعه، قال ـ
    تعالى ـ : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي
    أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) [الشورى: 13].
    وقال : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً
    فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )
    [الأنعام: 153].
    3- أن الله أنكر على من يشرع من عند نفسه، قال ـ تعالى
    ـ : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ
    بِهِ اللَّهُ ) [الشورى: 21].
    4- أن الله أكمل لنا الدين، ورضيه لنا، قال ـ تعالى ـ :
    ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ
    لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ) [المائدة:3].
    فالابتداع في الدين إنما هو في الحقيقة استدراك على
    الله وعلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتهام للدين بالنقص.
    5- أنه لو جاز للناس أن يتعبدوا بما شاءوا، كيفما شاءوا
    ـ لأصبح لكل إنسان طريقتُه الخاصة بالعبادة، ولأصبحت حياةُ الناس جحيماً لا يطاق؛
    إذ يسود التناحر والتنافر؛ لاختلاف الأذواق، مما يؤدي إلى الشقاق والافتراق؛
    والاتباعُ وترك الابتداع أعظمُ سببٍ للائتلاف والاجتماع .
    6- لو جاز للناس أن يعبدوا الله بما شاءوا كيفما شاءوا
    ـ لترتَّب على ذلك عدم حاجة الناس إلى الرسل، ولا يقول بهذا عاقل.
    أركان العبادة
    للعبادة ثلاثة أركان، هي:
    1- الحب 2- الخوف 3- الرجاء
    وجعلها بعض أهل العلم أربعة: الحب، والتعظيم، والخوف،
    والرجاء.
    ولا تعارض بين الأمرين؛ فإن الرجاء ينشأ من الحب، فلا
    يرجو الإنسان إلا من يحب، وكذلك الخوف ينشأ من التعظيم، فلا يخاف الإنسان إلا من
    عظيم.
    وقد أثنى الله على أهل الخوف والرجاء من النبيين
    والمرسلين فقال : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
    وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) [الأنبياء: 90].
    ومدح القائمين بذلك من سائر عباده، فقال : ( أَمَّنْ
    هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو
    رَحْمَةَ رَبِّهِ ) [الزمر: 9]، وقال : ( وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ
    عَذَابَهُ ) [الإسراء: 57]، وقال : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ
    رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) [السجدة: 16].
    كما أمر ـ عز وجل ـ باستحضار ذلك وقصْدِه فقال : (
    وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ) [الأعراف: 56].
    هذه هي عبادة الأنبياء والمرسلين، وعباد الله
    المؤمنين، فمن ذا الذي هو أحسن منهم ؟ وأكمل من هديهم؟ وهل تقبل دعواه؟!!
    الجواب: لا، فالخوف والرجاء متلازمان؛ فكلاهما بريد
    الفوز بالجنة، والنجاة من النار، فلو سألت من لا يزني من المؤمنين ـ مثلاً ـ مع
    قدرته على الزنا: لم لا تزني؟ لبادر بقوله: إني أخاف الله، وأرجو ثوابه.
    ولو سألت المصلي لِمَ تصلي؟ لقال: خوفاً من الله وطمعاً
    في ثوابه، وهكذا...
    فغير الله قد يُحَبُّ ولكن لا يُخاف منه، وقد يُخاف منه
    ولكن لا يُحب.
    أما الله ـ عز وجل ـ فيجتمع الأمران في حقه؛ فيُخاف
    ويحب، فلابد للمؤمن ـ إذاً ـ من الجمع بين الحب، والخوف، والرجاء، والتعظيم.
    أما العبادة بالحب وحده فلا تكفي، وليست صحيحة؛ لأنها
    لا تتضمن تعظيماً لله، ولا خشيةً منه؛ إذ إن صاحبها يجعل الله ـ سبحانه ـ بمنزلة
    الوالد والصديق، فلا يتورع من اقتراف المحرمات، بل يستهين بها بحجة أن الحبيب لا
    يعذب حبيبه، كما قالت اليهود والنصارى : ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ
    ) [المائدة: 18]، وكما يقول غلاة الصوفية: نحن نعبد الله لا خوفاً من عقابه ولا
    طمعاً في ثوابه، إنما نعبد الله حباً له كما عبر بذلك كثير منهم كرابعة العدوية
    التي تقول:
    أحبك حبين حبَّ الهوى وحبَّاً لأنك أهلٌ لذاكا
    فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواكا
    وأما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحجبَ حتى أراكا
    وكما قال ابن عربي:
    أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
    ولا شك أن هذا مسلك باطل، وطريقة فاسدة، لها آثار وخيمة
    منها الأمن من مكر الله، وغايته الخروج من الملة؛ فالذي يتمادى في التفريط
    والخطايا ويرجو رحمة ربه بلا عمل يقع في الغرور، والأماني الباطلة، والرجاء
    الكاذب.
    كذلك العبادة بالخوف وحده، دون الحب والرجاء ليست
    صحيحة، بل هي باطلة فاسدة، وهي طريقة الخوارج الذين لا يجعلون تعبدهم لله مقروناً
    بالمحبة، فلا يجدون للعبادة لذة، ولا إليها رغبة، فتكون منزلة الخالق عندهم كمنزلة
    سلطان جائر، أو ملك ظالم، وهذا مما يورث اليأس أو القنوط من رحمة الله، وغايته
    الكفر بالله، وإساءة الظن به، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " يقول الله عز
    وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني ".
    وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى
    الله عليه وسلم ـ يقول قبل وفاته بثلاث: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن
    بالله ـ عز وجل ـ ".
    وحسن الظن هو الباعث على العمل؛ الذي يلزم منه تحري
    الإجابة عند الدعاء، والقبول عند التوبة، والمغفرةِ عند الاستغفار والإثابةِ عند
    العمل.
    أما ظن المغفرة والإجابة والإثابة مع الإصرار على
    الذنوب والتقصير في العمل ـ فليس من حسن الظن في شيء، بل هو سَفهٌ وجهل وغرور.
    فلابد للعابد أن يكون الله أحبَّ إليه من كل شيء، وأن
    يكون الله أعظمَ عنده من كل شيء؛ فالرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمناً، والخوف
    يستلزم الرجاء، ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً، وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا
    الله؛ فإنك إذا خفته فررت إليه، فالخائف من الله هارب إليه قال ـ تعالى ـ : (
    فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) [الذاريات: 50].
    وهناك مقولة مشهورة عند السلف، وهي قولهم، من عَبَدَ
    الله بالحب وحده ـ فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء
    وحده فهو مرجىء، ومن عبده بالخوف، والرجاء، والحب، فهو مؤمن موحد.
    أيهما يُغلّب، الرجاء أو الخوف ؟
    الجواب: أنه اختُلف في ذلك على أقوال منها:
    1- قيل: ينبغي أن يغلِّب الإنسان جانب الخوف؛ ليحمله
    ذلك على فعل الطاعة وترك المعصية.
    2- وقيل: يغلِّب جانب الرجاء؛ ليكون متفائلاً والرسول ـ
    صلى الله عليه وسلم ـ كان يعجبه الفأل.
    3- وقيل: في فعل الطاعة يغلب الرجاء؛ لينبعث إلى العمل؛
    فالذي منَّ عليه بالطاعة سَيَمُنُّ عليه بالقبول، ولهذا قال بعض السلف: إذا وفقك
    الله للدعاء فانتظر الإجابة؛ لأنه يقول : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [غافر:
    60].
    وفي فعل المعصية يغلب جانب الخوف؛ لأجل أن يمنعه ذلك من
    فعل المعصية قال ـ تعالى ـ : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ
    يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الأنعام: 15].
    وهذا قريب ولكن ليس بالقرب الكامل، إذ قد يُعْتَرض عليه
    بقوله ـ تعالى ـ : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )
    [المؤمنون: 60].
    4- وقيل: يغلب جانب الخوف في الصحة، وجانب الرجاء في
    المرض.
    5- وقيل: هما كجناحي الطائر، فالمؤمن يسير إلى الله
    بجناحين هما الرجاء والخوف، فإذا استويا تم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه
    النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت.
    6- وقيل يختلف من شخص إلى شخص، ومن حال إلى حال، والله
    أعلم.
    " الخوف الواجب والخوف المستحب "
    الخوف الواجب هو ما يحمل على فعل الواجبات وترك
    المحرمات.
    والخوف المستحب هو ما يحمل على فعل المستحبات، وترك
    المكروهات.
    أنواع العبادة
    العبادة لها أنواع كثيرة، فبعضها قولي؛ كشهادة أن لا
    إله إلا الله، وبعضها فعلي؛ كالجهاد في سبيل الله، وإماطة الأذى عن الطريق، وبعضها
    قلبي؛ كالحياء، والمحبة، والخوف، والرجاء، وغيرها، وبعضُها مشترك كالصلاة مثلاً
    فإنها تجمع ذلك كله.
    ومن أنواع العبادة ـ زيادة على ما سبق ـ الزكاة،
    والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء
    بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للمنافقين والكفار، والإحسان
    إلى الحيوان، والأيتام، والمساكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين، والدعاء،
    والذكر، وكذلك الذبح، والنذر، والاستعاذة، والاستغاثة، والاستعانة، والتوكل،
    والتوبة، والاستغفار.
    وهذه العبادات لا يجوز صرفها إلا لله، ومن صرفها لغيره
    فقد أشرك.
    عبودية الخلق لله
    تنقسم عبودية الخلق لله إلى ثلاثة أقسام:
    1- عبودية عامة: ويشترك فيها كافة الخلق؛ برهم وفاجرهم،
    مؤمنهم وكافرهم.
    قال ـ تعالى ـ : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ
    وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ) [مريم: 93].
    فهذه عبودية الربوبية فالخلق كلهم عبيد لله مربوبون له.
    2- خاصة: وهي عبودية الألوهية، وهي عبودية عباد الله
    الصالحين وهم كل من تعبد لله بشرعه، وأخلص في عبادته.
    قال ـ تعالى ـ : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ
    يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً ) [الفرقان: 63].
    ولهذا أضافهم إلى اسمه إشارة إلى أنهم وصلوا إلى هذه
    الحال بسبب رحمته، وهذه إضافة التشريف.
    3- خاصة الخاصة: وهي ـ أيضاً ـ عبودية الألوهية، وهي
    للأنبياء والمرسلين الذين لا يباريهم ولا يدانيهم أحد في عبادتهم لله، قال ـ تعالى
    ـ : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا ) [ص: 45]، وقال عن نوح : ( إِنَّهُ كَانَ عَبْداً
    شَكُوراً ) [الإسراء: 3]، وقال عن داود ـ عليه السلام ـ : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا
    دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) [ص: 17]، وقال عن حبيبنا محمد ـ عليه
    الصلاة والسلام ـ : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ) [الإسراء: 1]، وقال
    : ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ) [الجن: 19].
    أخوكم ومحبكم فى الله
    طالب العفو الربانى
    محمود بن محمدى العجوانى

    avatar
    الشريف مجدي الصفتي

    المدير العام


    المدير العام


    علم الدولة : مصر
    عدد الرسائل : 2853
    البلد : مصر - الأسكندرية
    الهوايات : القراءة والبحث
    تقييم القراء : 42
    النشاط : 10325
    تاريخ التسجيل : 11/07/2008

    خاطرة رد: شبهات والرد عليها ( 1 )

    مُساهمة من طرف الشريف مجدي الصفتي الأحد 2 مايو - 22:27

    أخي محمود محمدي العجواني

    لقد سبق وتمت مناقشة هذا الموضوع وتم إغلاقه

    فلا داعي لتكراره

    مع خالص الشكر

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر - 1:20