وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله أفضل الصلوات وأزكى التسليم قدر ما خلق الله،،،،،،،،،،
لقد سبق وقلت، وسوف أقولها ثانية وثالثة وعاشرة أني "أُشهد الله عز وجل، وأُشهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأُشهد أهل المنتدى وهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وخاصته وبضعة منه، على قلبي وحبي للحسنين وأبيهما، وياليت المستحيل يتحقق ويظهرون أمامي وأقل ما يمكنني فعله هو وضع رأسي مفتخراً أمامهم على الأرض وأتشرف بوطئهم عليها من حبي وتقديري لهم"، وأتمنى من الله أن يجعلني جاراً لجدهم ولهم في الفردوس الأعلى، آآآآآآآآمين.
ومن هذا المنطلق ابدأ بسم الله، فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فبتوفيق من الله وحده، وأرجو أن تنيرو وتصححوا ما أخطأت فيه بمشاركتكم ومروركم العطر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام أبى عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه
قال تعالى (( ويُطعِمُونَ الطَّعامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وأَسِيرا ))
سورة الأحزاب اية 8
منذ الخلق الأول لأبينا آدم ، مرت العديد من الإنعطافات التاريخية التي كان لها الأثر الأكبر في صياغة الإنسان نحو الكمال والصلاح، وكان أبطال هذا الرحلة المضنية والشاقة هم الأنبياء والأئمة (عليهم الصلاة والسلام).
ونحن نعيش واقعة الطف كربلاء، لا بد من إلقاء الضوء على كربلاء. حيث طلّت في أرضها سحابة الدم الحر الشهيد فأنبتت أجيال الشهداء الثوار، وها هي أصداء الصوت الأبي الذي أطلقه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) تتردد في وادي الطفوف، وتقرع مسامع الأجيال، وتطوف في ربوع التاريخ إعصاراً يعصف بالطغاة، وبركان دم يهز عروش الظالمين ويوقظ الضمائر الحرة، ها هو صوته يدوي ويملأ مسامع الزمنلا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد).
إن رجل التاريخ اللامع هذا وأسطورة الملاحم والكفاح وكلمة الإباء والشرف هو الحسين. فمن هو هذا الحسين ؟ وما هي معالم هذه الشخصية الفذة العملاقة؟.
هوالحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وأمه فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله . ولد الحسين الشهيد في المدينة المنورة في الخامس من شعبان السنة الرابعة من الهجرة وقيل الثالث من شعبان. ولد الحسين فاستقبلته الأسرة النبوية بروح الحب والحنان، فسماه رسول الله (حسيناً). نشأ وترعرع في أحضان رسول الله وبين أمير المؤمنين علي وفاطمة الزهراء ، فارتضع أخلاق النبوة وشب على مبادئ الرسالة الإسلامية العظيمة، مبادئ الحق والعدل والإباء. أحاطه رسول الله في طفولته بمشاعر الحب والحنان، وكان يحمله وأخاه الأكبر (الحسن) على صدره الشريف .هذا هو الحسين في قلب رسول الله وفي عرفه وشريعته، وقد نشأ في بيت من أكرم بيوتات الإسلام وأعزها وهو بيت رسول الله ، وتربى على خلقه ومبادئه فكان مثال الورع والتقوى وقدوة الإخلاص والزهد والعبادة. قوي الشخصية شجاعاً غيوراً على الإسلام والأمة. ذو شخصية قيادية عظيمة، شديد التمسك بالحق، قوي الإرادة، لا تأخذه في الله لومة لائم. فبهذه الصفات العظيمة وبهذه الشخصية العبقرية وبهذه المكانة الإجتماعية الفريدة، صار الحسين قوة فعالة في ضمير التاريخ الإسلامي وإرادة حية تؤثر عبر الأجيال. لقد نحت له هذا المجد العظيم تمثالاً في قلوب كل حر أبي يعرف للإنسانية حقها وللمبادئ والقيم قيمتها، فهو مثال الحر الأبي ومثال "الثائر المنتصر للمستضعف المظلوم".
هذا هو الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، فهو شعار مدرسة، وتيار كفاح، وجهاد رسالي وسياسي فريد في تاريخ الإسلام، ولم تزل نهضته وحركته ومبادئه تتفاعل وتؤثر في ضمير الأمة ووعيها.
السياسة الاموية ********
************************************************************************************** أن منح يزيد السلطة ليقود الأمة الإسلامية، ويخطط لمستقبلها ويحدد مسارها، فهذا معناه الإنهاء العملي للوجود الإسلامي على الإطلاق، وردة واقعية عن مبادئ السماء وعودة للجاهلية ولكن في ثوب جديد، فيزيد هذا كما تؤكد المصادر التاريخية يغلب عليه طابع ******* في شتى أفكاره وممارساته ومشاعره، وأن يزيد لم يتوفر له أي انفتاح واع على الرسالة الإسلامية وأهدافها العليا التي تحقق أرقى صياغة للإنسان كفرد وكعضو في المجتمع، واشتهر بالمعازف والصيد واتخاذ الغلمان والقيان والكلاب والدباب والقرود، وما من يوم يمر إلا يصبح فيه مخموراً.
قرر معاوية أن ينصب إبنه يزيد هذا الوزغ المنحط خلقياً خليفة على المسلمين، ويأخذ له البيعة بنفسه خلافاً للأعراف والأحكام الإسلامية المتبعة في تعين الخليفة. فأثار هذا القرار الرأي العام الإسلامي وخصوصاً الشخصيات الإسلامية البارزة كالحسين وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمر وشخصيات أخرى. ذلل معاوية الصعاب وأحكم القبضة بكل ما أوتي من وسائل المال والدهاء والإرهاب. ونقل السلطة ورئاسة الدولة إلى ولده يزيد الفاسق مما حفز الأمة للثورة وجعلها تتهيئ لخلع يزيد الحاكم المفروض عليها.
وطبيعي عندما تشتد المحن وتتوالى الشدائد، ويطوق الأمة طوق الإرهاب والتسلط السياسي الجائر تتجه الأنظار الى رجال المعارضة وقادة الرأى التي تحمل روح الثورة والتضحية وتعيش من أجل المبادئ والقيم، ولم يكن في الأمة يومها من رجل كالحسين بن علي (عليهما السلام)، فهو سيد قريش وسبط الرسول وابن أمير المؤمنين وخير رجال الأمة علماً وورعاً وكفاءةً وخلقاً، وليس في المسلمين من يجهل مقامه الشريف أو لا يعرف شخصيته. ويزيد يعرف تعلق الأمة بالحسين وشدة الحسين وروح الوثبة والثورة فيه، فكتب يزيد في الأيام الأولى من توليه السلطة وبعد هلاك ***** معاوية، رسالة الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي المدينة آنذاك كتاباً جاء فيه:- أما بعد، فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليس فيه رخصة حتى يبايعوا. إستلم الوليد رسالة يزيد وقرأ فيها نعي معاوية وإعلان البيعة ليزيد وتكليفه بمهمة سياسية كبرى. إستدعى مستشاره مروان ليبلغه نبأ هلاك معاوية وإعلان البيعة ليزيد، وفي كيفية مواجهة الحسين وتنفيذ قرار يزيد فأشارعليه مروانأرى أن تدعوهم الساعة وتأمرهم بالبيعة فإن خلعوا قبلت منهم وإن أبو ضربت أعناقهم). فأرسل الوليد عبد الله بن عمر بن عثمان وهوغلام حدث إلى الحسين وابن الزبير يدعوهما للحضور فقالا انصرف الآن نأتيه. لم يكن هذا الإستدعاء إعتيادياً، ولم يكن الحسين ليغفل عنه، وماذا يريد الوليد في هذه الساعة، أحس الإمام الحسين وابن الزبير بخطورة الموقف وأدركا أن امراً جديداً قد حدث، وظن الحسين أن ******* معاوية قد هلك فبعث إلينا ليأخذ بالبيعة منا قبيل أن ينتشر في الناس خبر هلاك ******معاوية.
وهكذا استقبل الحسين الخطة الأموية وتهيأ للمواجهة وأدرك المباغتة وعرف لغة التعامل مع هذا الحزب ثم قاللا آتيه إلا وأنا قادر على الإمتناع)، ثم بعث الحسين الشهيد إلى أهل بيته وحاشيته فاجتمع من حوله ثلاثون فارساً، فكانوا كوكبة أبطال ورجال ثورة، ثم سار إلى الوليد ومعه حرسه ورجاله مستعداً للدفاع متأهباً للمواجهة بهذه الروح وبتلك العزيمة وبالموقف الشجاع وبالتحدي والرفض، ومن الوهلة الأولى قرر الحسين أن يجابه تسلط يزيد ويرد على الموقف السياسي الخطير، فهو يعرف يزيد ويدرك عمق المأساة ويعلم أن لا بد من السيف والدم والثورة والجهاد وسحب الصفة الشرعية من هذا المتسلط الطاغية بأي ثمن كان، فليس في نفس الحسين الثائر الشهيد رضى ولا مهادنة وليس في لغته ضعف ولا وهن، فبين جنبيه قلب علي بن أبي طالب، وفي يده سيف الحق، وفي نفسه نفحة النبوة وعزة الإمامة وشرف الرجولة.
سار الحسين ليحدد الموقف ويعلن القرار ويحسم النزاع ويقول كلمة الرفض وهويمثل إرادة الأمة وينطق بلسان الشريعة ومن حوله حاشيته وأهل بيته موحياً بالمواجهة وملوحاً بالموقف الصعب ومهدداً بالثورة. وبالفعل بدأ الحوار بين الحسين ع والوليد وأخبر الوليد الحسين بموت معاوية وعرض عليه البيعة ليزيد، فقال الحسين أيها الأمير إن البيعة لا تكون سراً ولكن إذا دعوت الناس غداً فادعنا معهم، فقال مروان لا تقبل أيها الأمير عذره وحتى لم يقبل فاضرب عنقه، فغضب الحسين ثم قال ويلك يا ابن الزرقاء، أأنت تضرب عنقي... كذبت والله وخسئت، ثم أقبل على الوليد وقال: إنا أهل النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة. ثم خرج وانفض المجلس وانصرف الحسين عائداً إلى أهله وقد عزم على الجهاد وتأهب للمواجهة، ثم قرر التحرك وإعلان الثورة وأن يتخذ مكة المكرمة مقراً للإنطلاق وميداناً للتحرك.
عدل سابقا من قبل الشريف مجدي الصفتي في الخميس 25 سبتمبر - 20:18 عدل 2 مرات
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر