وكان عمران متزوجا بأمرأه صالحة من بنى اسرائيل اسمها حنة بنت فاقوذ ... وقد تقدم بهما العمر ولم ينجبا ... وذات يوم .... كانت حنه تجلس تحت شجرة ... فرأت طائرا يحلق فوق عش له ... وقد امسك بمنقاره طعاما يضعه فى فم ابنه الطائر الصغير ... فتحركت الامومة بقلب حنه .. ودعت الله ان يرزقها طفلا ... ونذرت ان رزقها الله طفلا ان تهبه لخدمة بيت المقدس فيكون من سدنته شكرا لله .....
وبعد مدة قليلة حملت حنه ... وشاءت ارادة الله ان يموت عمران قبل ان تلد حنه مولودها ....
وبعد أشهر قلائل وضعت حنه ... فاذا بها ترى مولودها انثى ... فشعرت ان ذلك سوف يعوق بينها وبين الوفاء بنذرها .... لانه لم يحدث من قبل ان وهبت انثى لخدمة البيت فاعتذرت الى الله قائلة : " رب انى وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " ( ال عمران :36) ....
وعزمت السيدة حنه على الوفاء بنذرها ... فاخذت الوليدة مريم وذهبت بها الى المسجد ودعت من الله أن يتقبلها .... " فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا " (ال عمران 37) ...ولما راى علماء بنى اسرائيل الطفلة مريم وهى ابنة امامهم عمران رحمه الله قذف الله فى قلوبهم حبها فتنازعوا على من يرعاها ويكفلها ... وكان اكبرهم سنا نبى الله زكريا وكان متزوجا من ايشاع بنت فاقوذ اخت السيدة حنه فقال لهم انا آخذها وانا احق بها لان خالتها عندى ولكنهم رفضوا واقترح بعضهم اجراء قرعة بينهم ..... بان يلقوا اقلامهم التى يكتبون بها التوراة فى النهر ومن يستقر قلمه يكفلها ... ففعلوا ذلك... فاستقر قلم زكريا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وظهر دون باقى الاقلام ....وكفلها زكريا وكان عمر مريم لم يتجاوز عاما واحدا .... فجعل لها زكريا خادمة ترعى شئونها ... وكان يطمئن عليها من وقت الى آخر .....عندما قارب عمر مريم السادسة جعل لها زكريا محرابا خاصا بها لا يدخل عليه فيه احدا ... وكان يأتى اليها بالطعام والشراب ولا يدخل حتى يستأذنها ويسلم عليها ....
وقد لاحظ زكريا وجود فاكهة الصيف عند مريم فى الشتاء وفاكهة الشتاء عندها فى الصيف فتعجب من ذلك وسألها ..... " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا فال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ( ال عمران 37 ) .......
فلما رأى زكريا مارأى من قدرة الله سبحانه وتعالى دعا ربه ان يرزقه ولدا صالحا حيث تقدمت به السن وزوجته عاقر ...... فاستجاب الله له وبشره بمولود كريم اسمه يحى ... جعله الله نبيا ورسولا الى بنى اسرائيل ....
وبعد مرور السنون تقدمت السن بزكريا ولم يعد قادرا على خدمة مريم ورعايتها ..... فخرج يوما على بنى اسرائيل وطلب منهم كفالة مريم .... واجروا القرعة بينهم ... فكانت من نصيب يوسف النجار ابن خالها وكان رجلا تقيا شريفا .... فقام على رعايتها وخدمتها .
وكانت الملائكة تزور مريم .... ومرت الايام ومريم على حالها منشغلة بذكر الله وعبادته .... واذا بها ترى رجلا قد دخل عليها وكان هذا الرجل هو الامين جبريل عليه السلام فى صورة بشر ... فلما رأته فزعت منه واستعاذت بالله منه " قالت انى اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا * قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا * قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم ولم أك بغيا* قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا " ( مريم 21:18) ....
وحملت مريم بالسيد المسيح ... مرت الشهور وشعرت مريم بقرب الولادة فخرجت دون ان يراها احد ودخلت فى مزولة فى بيت لحم فى فلسطين واشتد بها المخاض عند نخلة يابسة فتساندت عليها وهى تبكى وتقول ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ........
وارسل الله لها جبريل عليه السلام يطمئنها ويؤنس وحدتها ويدلها على طعامها وشرابها.......
" وهزى اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلى واشربى وقرى عينا فاما ترين من البشر احدا فقولى انى نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا " (مريم 26:25) ..
وعادت مريم الى قومها تحمل رضيعها وهى على يقين بنصر الله فاتهموها بابشع الاتهامات فاشارت مريم الى الرضيع ..... فقالوا لها اتهزئين بنا كيف نكلم من كان بالمهد صبيا ...
وهنا انطق الله الرضيع بقدرته سبحانه وتعالى وليؤكد معجزة الله فى خلق هذا الطفل بلا اب ..... " قال انى عبد الله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا * وجعلنى مباركا اين ما كنت واوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا * والسلام على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا " ( مريم 33:30) فخرس كل متشكك وعلموا انهم امام معجزة الهيه عظيمة .......
شعر كهنة اليهود بالخوف هم والحاكم الرومانى هيرودوس فقرروا قتل عيس عليه السلام .....فهربت السيدة مريم بابنها الى ارض مصر وظلت بها حتى بلغ عيسى اثنى عشر عاما وكان الملك الظالم هيرودوس قد هلك فعادت البتول مريم بابنها الى بلدة الناصرة فى فلسطين ...... وشهدت مريم بعثة عيسى عليه السلام نبيا وهو فى الثلاثين من عمره وشاركته اعباء الرسالة .....
وماتت مريم بعد رفع ابنها الى السماء بخمس سنوات وكان عمرها 53 سنه ودفنت فى دمشق .
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر