خلق الملائكة

‏ خلق الملائكة (1)
بقلم: أحمد بهجت




الملائكة غيب ينتمي للملأ الأعلي‏..‏
ونحن لانعرف متي خلق الله تعالي ملائكته الكرام‏..‏ أكان هذا قبل خلق الكون أم أثناءه أو بعده‏.‏



كل مانعرفه أن الملائكة خلقت من نور‏,‏ وهم اولي أجنحة ترمز لاختلاف مقاماتهم‏,‏
وهم يستطيعون التشكل في الصور البشرية إذا نزلوا إلي الأرض في مهمة‏.‏
ورغم أن جبريل هو الروح الأمين‏,‏ ورسول رب العالمين إلي أنبيائه‏,‏ وسيد الملائكة‏,‏
ألا أنه في نهاية الأمر جندي من جنود الله عز وجل‏,‏ وعبد من عباده‏,‏ لايتحرك إلا بأمر مولاه‏,‏ ولايصدر منه سلوك إلا بأمر من الله ولاينزل إلي الأرض إلا في شأن من شئون الله‏.‏
سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم سيدنا جبريل‏:
‏ مايمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟


فنزل قوله تعالي‏:‏


( ومانتنزل إلا بأمر ربك‏,‏ له مابين أيدينا وماخلفنا ومابين ذلك‏,‏ وماكان ربك نسيا‏.‏)



-----------------------------


خلق الملائكة (2)



ليس الملائكة أجسادا ظاهرة لنراها‏,‏
ولا ينطبق عليهم ما ينطبق علي الأجسام الظاهرة من ميلاد وشيخوخة وموت‏,‏
ولا ينطبق عليهم ما ينطبق علي البشر من طعام وأكل وذكورة وأنوثة‏.‏
إنما هم خلق آخر من خلق الله قائم بالله‏,‏ ولا يتصف بشيء مما يتصف به غيره من الخلق‏.‏




وعدد الملائكة غيب‏..‏
لا يعرف عددهم سوي الله تعالي‏.‏
وللملائكة عملهم في الملأ الأعلي‏,‏ ولهم عملهم في الحياة الدنيا‏..‏
ولهم عملهم مع العناصر الطبيعية والأكوان‏..‏
وقد شرفهم الله تعالي بالطاعة المطلقة‏,‏ وشرفهم بصفاء لا تخدشه عكارة‏,‏
وشرفهم بقوة لا حدود لها وشرفهم بالقرب منه سبحانه وإمضاء أوامره‏.‏


إن السجود لله تعالي من مهام الملائكة‏,‏ وهو شرف أسبغه الله تعالي علي الملائكة‏.‏


وفي الملائكة من يدخل علي المؤمنين في الجنة‏,‏
وفيهم من يحرس الجحيم‏,‏
وفيهم من يشفع للناس من بعد أن يأذن الله ويرضي‏.


(‏ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضي‏.‏ )


---------------------------------




‏ ‏ هموم الملائكة (3)



للملائكة مهام ينفذونها‏..‏ ولهم أيضا هموم‏..‏
يحدثنا الله عن طرف من هموم الملائكة
فيقول سبحانه في القرآن الكريم‏:‏



(( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا‏.
ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما‏,‏ فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم‏,‏
ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم‏,‏ وقهم السيئات‏,‏ ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته‏,‏ وذلك هو الفوز العظيم‏.‏ ))


أيحس القارئ بالدهشة؟
ألا يثير الدهشة أن يهتم الملائكة الذين يحملون عرش الله بالخاطئين من البشر؟
آلا يثير التحير أن تكون هموم الملائكة من حملة العرش هي الخوف علي البشر من عذاب الجحيم‏,‏
والدعاء لهم بالفوز العظيم‏.‏


--------------------------------------
هموم الملائكة (4)



تعلمنا تجارب الحياة أن معظم الخلق يفقدون رؤسوهم فى الإرتفاعات الشاهقة، وربما فقدوا ذاكرتهم ونسوا أصدقاءهم وأهلهم. إن مجد القمة يفتن المخلوق عادة وينسيه كل شيء،



وأى ارتفاع يحققه الانسان لا يقارن بارتفاع الملائكة من حملة العرش.


تأمل كيف ترسم الآيات صورة مذهلة لنبل الملائكة وكرمهم،
إن أهوال يوم القيامة والبعث والحساب لا تنسى الملائكة رحمتهم بأبناء آدم.
فيدعون لهم بالرحمة، ويدعون لهم بالنجاة من أحزان الجحيم ويستغفرون لهم.
تأمل رحمة الله بالملائكة ورحمته بالبشر..
وتأمل كرم من تقدست ذاته وتعالت صفاته.
لقد صاغ نفوس الملائكة من النبل المحض والنقاء المطلق والرحمة الواسعة..
وأوحى إلى الملائكة أن يستغفروا لأبناء آدم،


وبلغت رحمته حدا يقول فيه:


( هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما .)


سبحانه وتعالي..


( هو أهل الرحمة وهو أهل التقوى وأهل المغفرة. )


-------------------------