الرقـم المسلسل: 4292 الموضوع: زيارة آل البيت، ومجالس الذكر الـمـفـتـــي: أمانة الفتوى الســــؤال: اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2230 لسنة 2005م المتضمن السؤال عن حكم زيارة أهل البيت عليهم رضوان الله تعالى ، كالسيدة زينب ، وسيدنا الحسين ، والسيدة نفيسة ، والسيدة سكينة ، والسيدة عائشة عليهم وعلى جدهم صلوات الله وسلامه . وهل يحرم الدخول في مجالس الذكر بدعوى أن الداخلين فيها لا يكون دخولهم لله ، بل للأكل بعد حلقات الذكر ؟ الـجـــواب: زيارة آل بيت النبوة من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولاً عند رب البريات ؛ وقد وصَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته بآل بيته ، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى " خُمًّا " بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ، ثُمَّ قَالَ : « أَمَّا بَعْدُ ! أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ » فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : « وَأَهْلُ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي » رواه مسلم ، وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على زيارة القبور فقال : « زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ » رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفي رواية أخرى للحديث : « فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ » ، وأَوْلى القبور بالزيارة بعد قبر رسـول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم قبور آل البيت النبوي الكريم ؛ لأن فـي زيـارتهم ومودتهم برًّا وصلة لرسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم كما قال تعالى : { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } (الشورى 23) ، بل إن زيارة الإنسان لقبورهم آكـد من زيارته لقبـور أقـربائه من الموتى كما قـال سيـدنا أبـو بكر الصديق رضي الله عنه : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي » وقال رضي الله عنه أيضًا : « ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ » رواهما البخاري في صحيحه . أما تحريم الدخول في مجالس الذكر بدعوى أن الداخلين فيها لا يكون دخولهم لله بل للأكل بعد حلقات الذكر فهذا أمر يعلمه الله تعالى ، وذِكر الله تعالى يزكي النفس ويطهر الروح ويخرج حب الدنيا من القلب ، ومن كان غير مخلص في نيته فذكر الله أنفع شيء له ، ومجالسة الصالحين خير ما يُصلح الإنسان ، ومعية الصادقين أفضل ما يُسْتَجْلَبُ به الصدق ، فهُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ، فالله تعالى يقول :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } (التوبة 119) ، ويقول النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم : « إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلأَوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُـونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : لاَ ، أَيْ رَبِّ ، قَـالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟! قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا : لاَ ، قَـالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي ؟! قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ، فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا ، فَيَقُولُونَ : رَبِّ ، فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ ؛ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، قَـالَ صلى الله عليه وآله وسلم : فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ؛ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ » رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ولذلك قال الشيخ أبو مدين رحمه الله تعالى في رائيته : فاصحَبهمو وتـأدَّبْ في مَجالسـهم ... وخَـلِّ حَظَّـكَ مهما قدمـوكَ ورا واستَغْنِم الوقتَ واحضُر دائمًا معهم ... واعـلم بأن الرضا يَختَصُّ مَنْ حضرا . تمت الإجابة بتاريخ 03/09/2005 |
زيارة آل البيت ومجالس الذكر
الشريف محمود صبري- مشرف
- علم الدولة :
عدد الرسائل : 357
البلد : المحروسه بآل البيت
العمل : باحث متخصص فى الدراسات والعلوم الاستراتيجيه ومقارونة الاديان والمذاهب
الهوايات : القنص ولسفاري والقراءة فى كتب التراث والتاريخ
تقييم القراء : 4
النشاط : 6315
تاريخ التسجيل : 22/06/2010
- مساهمة رقم 1
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر