الرئيسية
فَأَنِبْ إِلَى اللهِ الْمُهَيْمِنِ تَائِبًا
صَالَ الْمَشِيبُ فَمَا لَهُ مِنْ مَدْفَعِ ... وَمضَى الشَّبَابُ فَمَا لَهُ مِنْ مَرْجِعِ
وَلَّى الشَّبَابُ مُوَدِّعًا وَاهًا لَهُ ... وَالشَّيْبُ أَقْبَلَ وَهْوَ غَيْرُ مُوَدِّعِ
آهٍ لأَشْيَبَ لَمْ يَزَلْ مِنْ جَهْلِهِ ... فِي غَفْلَةٍ وَدُعَابَةٍ وَتَصَنُّعِ
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ مَا بَدَالِي الْيَوْمَ مِنْ ... حَالَيْهِمَا لَصَنَعْتُ مَا لَمْ أَصْنَعِ
فَجَلاَ نَهَارُ الشَّيْبِ لَيْلَ شَبَابِهِ ... قَسْرًا وَشَمْسُ مَتَابِهِ لَمْ تَطْلَعِ
يَا جَاهِلاً أَفْنَى الزَّمَانَ سَفَاهَةً ... بِتَغَافُلٍ وَتَكَاسُلٍ وَتَمَتُّعِ
ذَهَبَ الشَّبَابُ وَمَا يَلِيهِ فَلَيْسَ فِي ... طُولِ السَّلاَمَةِ بَعْدَ ذَا مِنْ مَطْمَعِ
فَأَنِبْ إِلَى اللهِ الْمُهَيْمِنِ تَائِبًا ... وَأَطِعْ وَكُفَّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَاخْشَعِ
وَبِهِ اسْتَعِذْ مِمَّا تُحَاذِرُ وَاخْشَهُ ... وَبِهِ اسْتَعِنْ فِيمَا تُحَاوِلُ وَاطْمَعِ
وَارْغَبْ إِلَيْهِ بِجَاهِ خَيْرِ عِبَادِهِ ... ذِي الْجَاهِ الاَعْظَمِ وَالْمَقَامِ الأَرْفَعِ
طَهَ إِمَامِ الْمُرْسَلِينَ مَلاَذِنَا ... هَادِي الأَنَامِ إِلَى قَوِيمِ الْمَهْيَعِ
وَاسْأَلْ بِهِ مَا شِئْتَ وَاحْتَمِ وَاسْتَجِرْ ... بِالْجَاهِ الاَمْنَعِ وَالْجِوَارِ الأَنْفَعِ
مَنْ لَمْ تَرَ الْعَيْنَانِ مِثْلَ جَمَالِهِ ... وَالأُذْنُ مِثْلَ كَمَالِهِ لَمْ تَسْمَعِ
وَالْكَفُّ أَلْيَنَ مِنْهُ لَمْ تَمْسَسْ وَمَا ... شَمَّ الأُنُوفُ كَنَشْرِهِ الْمُتَضَوِّعِ
لَوْ رَامَ أَلْسِنَةُ الْوَرَى وَعُقُولُهُمْ ... إِحْصَاءَ غُرِّ صِفَاتِهِ لَمْ تَسْطِعِ
قَصَّرْتَ إِنْ شَبَّهْتَ سُنَّةَ وَجْهِهِ ... بِالْبَدْرِ أَوْ شَمْسِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ
أَوْ نَفْعَهُ لِصَدِيقِهِ وَسَخَاءَهُ ... بِالسَّيْلِ أوْهَامِي السَّحَابِ الْمُمْرِعِ
أَوْ بَطْشَهُ بِعَدُوِّهِ وَنِزَالَهُ ... بِاللَّيْثِ عَبْلِ السَّاعِدَيْنِ الأَكْوَعِ
غَلَبَتْ بِهِ الْعَرَبُ الأَعَاجِمَ وَامْتَطَتْ ... عَدْنَانُ بِالأَقْدَامِ هَامَةَ تُبَّعِ
جُمِعَتْ لَهُ مِنْ عِقْدِ كُلِّ فَضِيلَةٍ ... دُرَرٌ تَرُوقُ لِغَيْرِهِ لَمْ تُجْمَعِ
رُفِعَتْ لَهُ بِالْمَجْدِ أَشْرَفُ رَايَةٍ ... فَوْقَ الأَنَامِ لِغَيْرِهِ لَمْ تُرْفَعِ
لَمَعَتْ بُرُوقُ هُدًى لأَوَّلِ حَمْلِهِ ... لِسِوَاهُ أَوَّلَ حَمْلِهِ لَمْ تَلْمَعِ
سَطَعَتْ جُِذَى نُورٍ لِسَاعَةِ وَضْعِهِ ... لِسِوَاهُ سَاعَةَ وَضْعِهِ لَمْ تَسْطَعِ
وَبِوَضْعِهِ نَالَتْ أَمِينَةُ مِنْ عَلاً ... مَا لَمْ تَنَلْهُ الْوَالِدَاتُ بِمَوْضِعِ
وَبِرَضْعِهِ بَلَغَتْ حَلِيمَةُ مَا وَنَتْ ... مِنْ دُونِ مَبْلَغِهِ أَمَانِي الْمُرْضِعِ
سَجَعَتْ بِمَبْعَثِهِ وَرِفْعَةِ شَأْنِهِ ... جَهْرًا هَوَاتِفُ قَبْلَهُ لَمْ تَسْجَعِ
مُنِعَتْ مَقَاعِدَ سَمْعِهَا الْجِنُّ الَّتِي ... تَبْغِي السَّمَاعَ وَقَبْلَهُ لَمْ تُمْنَعِ
شُرِعَتْ لأُمَّتِهِ الَّتِي سَعِدَتْ بِهِ ... رُخَصٌ لأُمَّةِ غَيْرِهِ لَمْ تُشْرَعِ
خَضَعَتْ لَهُ أَعْنَاقُ كُلِّ قَبِيلَةٍ ... غُلْبِ الرِّقَابِ لِغَيْرِهِ لَمْ تَخْضَعِ
نَبَعَ السُّلاَسِلُ مِنْ أَصَابِعِ كَفِّهِ ... وَمِنَ الأَصَابِعِ فَبْلَهُ لَمْ يَنْبَعِ
يَا خَاتِمَ الرُّسْلِ الشَّفَاعَةَ إِنَّنَا ... إِذْ أَنْتَ أَفْضَلُ شَافِعٍ وَمُشَفَّعِ
نَرْجُوا شَفَاعَتَكَ الْغَدَاةَ وَفِي غَدٍ ... فَمَنِ الَّذِي نَرْجُوهُ إِنْ لَمْ تَشْفَعِ
أَنْتَ الْمُعَدُّ لِكُلِّ هَوْلٍ وَاقِعٍ ... قَدْ صَدَّعَ الأَكْبَادَ أَوْ مُتَوَقَّعِ
أَنْتَ الشِّفَاءُ لِكُلّ ِدَاءٍ مُعْضِلٍ ... أَنْتَ الْغِنَى مِنْ كُلِّ فَقْرٍ مُدْفِعِ
أَنْتَ الْمُجَابُ إِذَا دَعَوْتَ وَإِنْ تَسَلْ ... مَوْلاَكَ تُعْطَ وَإِنْ شَفَعْتَ تُشَفَّعِ
هَا نَحْنُ نُهْدِي الْمُسْتَطَاعَ مِنَ الثَّنَا ... فَاقْبَلْهُ وَاعْذُرْنَا بِمَا لَمْ نَسْطِعِ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا يَقْضِي لَنَا ... بِالْفَوْزِ فِي الدُّنْيَا وَفَوْزِ الْمَرْجِعِ
للشاعر لكبيد بن جب الشنقيطي
------------------------
المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط
لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الحسني الإدريسي السباعي.
مؤلف وناشر وباحث، في تاريخ وأنساب الشرفاء
أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
» نظم عدد سور القرآن الكريم
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
» التأكد من صحه النسب
» التأكد من صحه النسب
» البحث عن النسب
» البحث عن النسب
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
» بحث عن المهدي