[size=21] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النية
الصالحة لا تصلح العمل الفاسد
فى
عجالة نريد أن نتكلم حول هذا العنوان
أولا
: للعبادة شرطان أساسيان حتى يقبلها الله عز وجل .
الشرط
الأول : الإخلاص لله عز وجل .
الشرط
الثانى : أن يكون العمل موافقا لسنة النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
فإذا
تحقق فى العمل الصالح هذان الشرطان كان العمل مقبولا بإذن الله .
أما
إذا فقد العمل الصالح شرطا من هذه الشروط كان العمل مردودا على صاحبه .
ثانيا
: وبناء على هذين الشرطين فإن توفر حسن النية وهو الإخلاص لا يكفى وحده
لأن يكون العمل مقبولا .
فعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِالْبَيْتِ فَجَعَلَ
مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ
لِمَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ
لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْبَيْتِ مَهْجُورًا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : صَدَقْتَ . [1]
(ولا أدل على ذلك من قصة عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه
–)
**
حدثنا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ حدثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ
سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ
مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى
الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بَعْدُ قُلْنَا لَا فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ
قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ
وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا قَالَ فَمَا هُوَ فَقَالَ
إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا
جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي
أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً
فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا
مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً قَالَ فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ مَا
قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ قَالَ
أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ
أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ
حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ
مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ
وَالتَّسْبِيحَ قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا
يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا
أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ
وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى
مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ
ضَلَالَةٍ قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا
إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثنا أَنَّ
قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَايْمُ
اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ثُمَّ تَوَلَّى
عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ
الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ .[2]
قلت
: فهذه قصة جليلة، ترى فيها بجلاء كيف كان علماء الصحابة رضي الله تعالى
عنهم يتعاملون مع العبادات بوسائلها ومقاصدها ونيات أصحابها، وبيان ذلك
فيما يلي :
أ -
قوم يذكرون الله تعالى، تكبيراً، وتهليلاً، وتسبيحاً.
ب -
استعملوا في ذكرهم حصى كـ (وسيلة) لعد هذا التكبير والتسبيح.
ج -
نياتهم في عملهم هذا حسنة، يريدون به، عبادة الله، وذكره، وتعظيمه.
د -
ومع ذلك؛ أنكر عليهم ابن مسعود هذا العمل ضمن هذه الوسيلة؛ لأنه لم يعهد
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ رغم وجود المقتضي له في عصره .
هـ
- رتب على عملهم المحدث هذا الإثم لمخالفتهم السنة، ومواقعتهم البدعة .
و -
لم يجعل - رضي الله عنه- حسن نياتهم سبيلاً للتغاضي عن عملهم، أو دليلاً
على صحة فعلهم، إذ النية الحسنة لا تجعل البدعة سنة، ولا القبيح حسناً، بل
لا بد أن يكون مع النية الحسنة والإخلاص موافقة للسنة، ومتابعة للسلف) [3].
وعن
سعيد ابن المسيب - رحمه الله -: أنه رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثرَ
من ركعتين، يكثر فيهما الركوع والسجود، فنهاه! فقال: يا أبا محمد يعذبني
الله على الصلاة ؟
قال:"لا
ولكن يعذبك على خلاف السنة" .[4]
قال
الألباني- رحمه الله- في"الإرواء"(2/236):"وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن
المسيب رحمه الله تعالى، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً
من البدعِ باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم،
ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم
للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك" اهـ.
وقال
رجل للإمام مالك:يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ [5]
قال:
من ذي الحلَيفة، من حيث أحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال:
إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر.
قال:
لا تفعل؛ فإني أخشى عليك الفتنة.
فقال:
وأي فتنة في هذه ؟! إنما هي أميال أزيدها!!
قال:
وأي فتنةٍ أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلةٍ قصر عنها رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -؟
قال
تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ
تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ]النور:63[.
فهذه
الأدلة تدل على أن إخلاص أولئك في نيتهم لم يمنع الرسول - صلى الله عليه
وسلم -ولا الصحابة
ولا
التابعين ومن تبعهم من الإنكار عليهم بسبب عدم متابعتهم في أعمالهم تلك
للرسول - صلى الله عليه وسلم -.
قال
العلامة الألبانى :
ويستفاد
من حديث ابن مسعود رضى الله عنه أن العبرة ليست بكثرة العبادة وإنما
بكونها على السنة بعيدة عن البدعة وقد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي الله عنه
بقوله أيضا : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة . ومنها : أن البدعة
الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة ألا ترى أن أصحاب تلك الحلقات صاروا بعد
من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضى الله عنه ؟
فهل
من معتبر ؟ !
قلت
محمود : فكل من أراد أن يعبد الله لابد أن يعبد الله كما أمر الله وليس
على هواه أو كما يعبد الآباء أو كما يعبد بعض الشيوخ . ولكن يعرض كل إنسان
على أمر الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فإن وافقهما أخذنا
بما يقول وإن خالفهما طرحنا ما يقول وضربنا بقوله عرض الحائط .
ولا
ننظر فى العبادة لمن قال ولكن ننظر إلى ما قال فإن وافق قوله الكتاب
والسنة أخذناه وإن عارضهما طرحناه .
أخوكم ومحبكم فى الله
طالب العفو الربانى
محمود بن محمدى العجوانى
المراجع
الجامع
في المولد
السلسلة
الصحيحة للألبانى
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النية
الصالحة لا تصلح العمل الفاسد
فى
عجالة نريد أن نتكلم حول هذا العنوان
أولا
: للعبادة شرطان أساسيان حتى يقبلها الله عز وجل .
الشرط
الأول : الإخلاص لله عز وجل .
الشرط
الثانى : أن يكون العمل موافقا لسنة النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
فإذا
تحقق فى العمل الصالح هذان الشرطان كان العمل مقبولا بإذن الله .
أما
إذا فقد العمل الصالح شرطا من هذه الشروط كان العمل مردودا على صاحبه .
ثانيا
: وبناء على هذين الشرطين فإن توفر حسن النية وهو الإخلاص لا يكفى وحده
لأن يكون العمل مقبولا .
فعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِالْبَيْتِ فَجَعَلَ
مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ
لِمَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ
لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْبَيْتِ مَهْجُورًا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : صَدَقْتَ . [1]
(ولا أدل على ذلك من قصة عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه
–)
**
حدثنا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ حدثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ
سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ
مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى
الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بَعْدُ قُلْنَا لَا فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ
قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ
وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا قَالَ فَمَا هُوَ فَقَالَ
إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا
جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي
أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً
فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا
مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً قَالَ فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ مَا
قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ قَالَ
أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ
أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ
حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ
مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ
وَالتَّسْبِيحَ قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا
يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا
أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ
وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى
مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ
ضَلَالَةٍ قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا
إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثنا أَنَّ
قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَايْمُ
اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ثُمَّ تَوَلَّى
عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ
الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ .[2]
قلت
: فهذه قصة جليلة، ترى فيها بجلاء كيف كان علماء الصحابة رضي الله تعالى
عنهم يتعاملون مع العبادات بوسائلها ومقاصدها ونيات أصحابها، وبيان ذلك
فيما يلي :
أ -
قوم يذكرون الله تعالى، تكبيراً، وتهليلاً، وتسبيحاً.
ب -
استعملوا في ذكرهم حصى كـ (وسيلة) لعد هذا التكبير والتسبيح.
ج -
نياتهم في عملهم هذا حسنة، يريدون به، عبادة الله، وذكره، وتعظيمه.
د -
ومع ذلك؛ أنكر عليهم ابن مسعود هذا العمل ضمن هذه الوسيلة؛ لأنه لم يعهد
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ رغم وجود المقتضي له في عصره .
هـ
- رتب على عملهم المحدث هذا الإثم لمخالفتهم السنة، ومواقعتهم البدعة .
و -
لم يجعل - رضي الله عنه- حسن نياتهم سبيلاً للتغاضي عن عملهم، أو دليلاً
على صحة فعلهم، إذ النية الحسنة لا تجعل البدعة سنة، ولا القبيح حسناً، بل
لا بد أن يكون مع النية الحسنة والإخلاص موافقة للسنة، ومتابعة للسلف) [3].
وعن
سعيد ابن المسيب - رحمه الله -: أنه رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثرَ
من ركعتين، يكثر فيهما الركوع والسجود، فنهاه! فقال: يا أبا محمد يعذبني
الله على الصلاة ؟
قال:"لا
ولكن يعذبك على خلاف السنة" .[4]
قال
الألباني- رحمه الله- في"الإرواء"(2/236):"وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن
المسيب رحمه الله تعالى، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً
من البدعِ باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم،
ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم
للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك" اهـ.
وقال
رجل للإمام مالك:يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ [5]
قال:
من ذي الحلَيفة، من حيث أحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال:
إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر.
قال:
لا تفعل؛ فإني أخشى عليك الفتنة.
فقال:
وأي فتنة في هذه ؟! إنما هي أميال أزيدها!!
قال:
وأي فتنةٍ أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلةٍ قصر عنها رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -؟
قال
تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ
تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ]النور:63[.
فهذه
الأدلة تدل على أن إخلاص أولئك في نيتهم لم يمنع الرسول - صلى الله عليه
وسلم -ولا الصحابة
ولا
التابعين ومن تبعهم من الإنكار عليهم بسبب عدم متابعتهم في أعمالهم تلك
للرسول - صلى الله عليه وسلم -.
قال
العلامة الألبانى :
ويستفاد
من حديث ابن مسعود رضى الله عنه أن العبرة ليست بكثرة العبادة وإنما
بكونها على السنة بعيدة عن البدعة وقد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي الله عنه
بقوله أيضا : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة . ومنها : أن البدعة
الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة ألا ترى أن أصحاب تلك الحلقات صاروا بعد
من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضى الله عنه ؟
فهل
من معتبر ؟ !
قلت
محمود : فكل من أراد أن يعبد الله لابد أن يعبد الله كما أمر الله وليس
على هواه أو كما يعبد الآباء أو كما يعبد بعض الشيوخ . ولكن يعرض كل إنسان
على أمر الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فإن وافقهما أخذنا
بما يقول وإن خالفهما طرحنا ما يقول وضربنا بقوله عرض الحائط .
ولا
ننظر فى العبادة لمن قال ولكن ننظر إلى ما قال فإن وافق قوله الكتاب
والسنة أخذناه وإن عارضهما طرحناه .
أخوكم ومحبكم فى الله
طالب العفو الربانى
محمود بن محمدى العجوانى
المراجع
الجامع
في المولد
السلسلة
الصحيحة للألبانى
[1] مسند أحمد بن حنبل - تعليق شعيب الأرنؤوط :
حسن لغيره
[2] صححه العلامة الألبانى فى السلسلة الصحيحة
[3] "علم أصول البدع" للحلبي (ص244-245) وانظر
"إحكام المباني" له، و"البدعة وأثرها السيئ" للهلالي (ص15) فقد بينوا صحة
القصة، وقد استدل بها أبو شامة في "الباعث" (ص63).
[4] رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/466)،
والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (147) وعبدالرزاق في "المصنف"
(3/52) والدارمي (1/116) بسند جيد كما في "علم اصول البدع".
[5] رواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/148)،
وأبو نعيم في "الحلية" (6/326)، والبيهقي في "المدخل"(236)،وابن بطه في
"الابانة" (98) كما في "علم اصول البدع" للشيخ علي الحلبي (ص72).
[/size]
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر