معنى البدعة في القرآن الكريم
جاء ذكر مادة ( بدع ) في القرآن الكريم في أربعة مواضع :
الموضع الأول والثاني :
قال الله تعالى ( بديع السموات والأرض ) [البقرة:117]، [الأنعام:59].
الموضع الثالث :
قوله تعالى ( قل ما كنت بدعاً من الرسل ) [الأحقاف:9]
الموضع الرابع :
قوله تعالى ( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها )[الحديد:27].
أما عن معنى البديع فى الموضعين الأول والثاني فقال ابن منظورفى اللسان :
البديع من أسماء الله تعالى لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها، وهو البديع الأول قبل كل شيء، وهو الذي بدع الخلق، أي بدأه كما قال سبحانه: بديع السماوات والأرض أي خالقها ومبدعها. انتهى .
وأما عن معنى البدعة فى الموضع الثالث فقال الخليل :
البدع الشيء الذي يكون أولاً في كل أمر كما قال تعالى ( قل ما كنت بدعاً من الرسل ) أي لست بأول مرسل .
فمعنى البدعة في المواضع الثلاثة واحد، وهي البدعة اللغوية .
وأما الموضع الرابع ؛ فإن البدعة المذكورة فيه إنما هي البدعة الشرعية التي تعنينا هنا. فإن الله سبحانه وتعالى ذكر عن بني إسرائيل أنهم ابتدعوا في أمر دينهم مالم يكتبه عليهم ، وهذا هو الابتداع الشرعي الذي هو مجال بحثنا ونقاشنا. فلنقف على هذه الآية ولننظر فيها بشيء من التأمل و التفكر، لنرى مدلولها في تحسين فعلهم أوتقبيحه، وبعبارة أخرى لنرى إن كان الله سبحانه وتعالى قد رضي منهم هذه البدعة وأثابهم عليها، أم ردها عليهم وذمهم بها.
فنقول وبالله التوفيق: لقد ذهب أكثر المفسرين إلى أن الله سبحانه وتعالى قد رضي منهم هذه البدعة، وأمرهم بالدوام عليها وعدم تركها، وجعلها في حقهم كالنذر الذي من ألزم نفسه به فعليه القيام به، وعدم تركه والتهاون فيه.
فمن نذر نذراً ولم يوف به فإنه لا يلام على أن نذر هذا النذر، وإنما يلام على عدم الوفاء به .
وكذلك هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة الرهبانية لم يذمهم الله سبحانه على ابتداعها.
قال الفخر الرازي (29/245):
لم يعنِ الله بابتدعوها طريقة الذم، بل المراد أنهم أحدثوها من عند أنفسهم ونذروها، ولذلك قال تعالى بعده ( ما كتبناها عليهم ) .
وقال العلامة الآلوسي (294/15):
ويعلم منه أيضا سبب ابتداع الرهبانية وليس في الآية مايدل على ذم البدعة مطلقا والذي تدل عليه ظاهرا ذم عدم رعاية ما التزموه .انتهى
فغاية ما تفيده الآية في ذلك النص على أن الرهبانية إنما هي محض بدعة من عند أنفسهم لم يكتبها الله عليهم، دون تلميح من قريب أو بعيد إلى أن الله سبحانه وتعالى قد ذمهم على هذا الابتداع، بل على العكس من ذلك قد يلمح من سياق الآية مايدل على امتداحهم على هذه البدعة، وذلك من وجهين :
الوجه الأول: من قوله تعالى ( إلا ابتغاء رضوان الله ) حيث نص على صحة قصدهم
من هذه البدعة وإخلاصهم فيها.
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير (423/27):
وإنما عطفت هذه الجملة على جملة ( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه ) لاشتراك مضمون الجملتين في أنه من الفضائل المراد بها رضوان الله ، والمعنى: وابتدعوا لأنفسهم رهبانية ما شرعناها لهم، ولكنهم ابتغوا بها رضوان الله، فقبلها الله منهم؛ لأن سياق حكاية ذلك عنهم يقتضي الثناء عليهم .انتهى
والوجه الثاني: من قوله تعالى ( فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ) فهذا نص من الله سبحانه وتعالى على أنه قد أثاب الذين رعوها حق رعايتها وأثابهم أجرهم، وهذا دليل قبول منهم ورضاً بفعلهم .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالىفى تفسيره (241/27)
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال :
إن الذين وصفهم الله بأنهم لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها، بعض الطوائف التي ابتدعتها، وذلك أن الله جل ثناؤه أخبر أنه آتى الذين آمنوا منهم أجرهم . قال: فدل بذلك على أن منهم من قد رعاها حق رعايتها، فلو لم يكن منهم من كان كذلك لم يكن مستحق الأجر الذي قال جل ثناؤه في ( فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ) إلا أن الذين لم يرعوها حق رعايتها ممكن أن يكونوا كانوا على عهد الذين ابتدعوها، وممكن أن يكونوا كانوا بعدهم، لأن الذين هم من أبنائهم إذا لم يكونوا رعوها، فجائز في كلام العرب أن يقال: لم يرعها القوم على العموم ، وا لمراد منهم البعض الحاضر، وقد مضى نظير ذلك في مواضع كثيرة من هذا الكتاب.
وقوله ( فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم )
يقول تعالى ذكره: فأعطينا الذين آمنوا بالله ورسله من هؤلاء الذين ابتدعوا الرهبانية ثوابهم على ابتغائهم رضوان الله، وإيمانهم به وبرسوله في الآخرة، وكثير منهم أهل معاصٍ وخروج عن طاعته ، والإيمان به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل انتهى.
فبهذا يعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يذمهم على الابتداع ولم يرد بدعتهم عليهم ، بل قد رضيها منهم ومدحهم عليها.
وإنما ذمهم الله سبحانه وتعالى على عدم رعاية ما ابتدعوا وعدم القيام بحقه .
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى (264/17):
وهذه الآية دالة على أن كل محدثة بدعة، فينبغي لمن ابتدع خيراً أن يدوم عليه ولا يعدل عنه إلى ضده فيدخل في الآية . وعن أبي أمامة الباهلي قال : أحدثتم قيام رمضان ولم يكتب عليكم ، إنما كتب عليكم الصيام ، فدوموا على القيام إذ فعلتموه ولا تتركوه، فإن ناساً من بني إسرائيل ابتدعوا بدعاً لم يكتبها الله عليهم، ابتغوا بها رضوان الله فما رعوها حق رعايتها، فعابهم الله بتركها فقال ( ورهبانية ابتدعوهاماكتبناهاعليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ) .
وقال السيد عبد الله بن صديق الغماري في كتابه ( إتقان الصنعة ):
فقوله تعالى ( ورهبانية ابتدعوها ماكتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ) قد استنبط العلماء من هذه الآية مجموعة من الأحكام منها :
1- إحداث النصارى لبدعة الرهبانية من عند أنفسهم.
2- عدم اعتراض القرآن على هذا الإحداث، فليس في الآية - كما قال الرازي والألوسي - ما يدل على ذم البدعة .
3- لوم القرآن لهم بسبب عدم محافظتهم على هذه البدعة الحسنة: فما رعوها حق رعايتها واللوم غير متجه للجميع، على تقدير أن فيهم من رعاها كما قال ابن زيد ، وغير متوجه لمحدثي البدعة كما قال الضحاك ، بل متوجه إلى خلفهم كما قال عطاء .
ومن خلال هذا التحقيق يتبين لنا خطأ ما ذهب إليه الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيرقوله تعالى ( إلا ابتغاء رضوان الله ) حيث قال : أي: فما قاموا بما التزموه حق القيام، وهذا ذم لهم من وجهين :
أحدهما: الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله.
والثاني: في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله عز وجل. اهـ.
فإنه بذلك قد خالف جمهور المفسرين كما تبين لنا، وقد حمَّل النص القرآني ما لا يحتمل، بل إن من أوضح ما يدل على صحة ما ذهبنا إليه، وعلى بطلان قوله، ما ذكره من الأحاديث المفسِّرة للآية بعد قوله السابق , وقواه ابن كثير نفسه , وهو ماأخرجه ابن أبى حاتم عبد الله بن مسعود قال قال قال لي رسول الله صلى الله عليه سلم يا ابن مسعود قلت لبيك يا رسول الله قال هل علمت بني إسرائيل افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة، لم ينج منها إلا ثلاث فرق قامت بين الملوك والجبابرة بعد عيسى ابن مريم عليه السلام، فدعت إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم، فقاتلت الجبابرة، فقتلت فصبرت ونجت، ثم قامت طائفة أخرى لم تكن لها قوة بالقتال، فقامت بين الملوك والجبابرة، فدعوا إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم، فقتلت وقطعت بالمناشير، وحرقت بالنيران، فصبرت ونجت، ثم قامت طائفة أخرى لم يكن لها قوة بالقتال، ولم تكن تطيق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال فتعبدت وترهبت، وهم الذين ذكر الله تعالى( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) .
فهذا نص من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الفرقة التي ابتدعت الرهبانية ورعتها حق رعايتها هي إحدى الفرق الثلاث الناجية من بني إسرائيل، وإنما نجوا ببدعتهم التي ابتدعوها ورعوها حق رعايتها.
ومثله في الدلالة على ما أردنا من بطلان قول ابن كثير وصحة قول الجمهور، مارواه النسائي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كانت ملوك بعد عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام بدّلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرؤون التوراة قيل لملوكهم :ما نجد شتماً أشدّ من شتم يشتمونا هؤلاء، إنهم يقرؤون: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وهؤلاء الآيات مع ما يعيبونا به في أعمالنا في قراءتهم. فادعهم فليقرؤوا كما نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا، فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل، أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا منها. فقالوا: ما تريدون إلى ذلك دعونا، فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا أسطوانة ثم ارفعونا إليها ثم أعطونا شيئاً نرفع به طعامنا وشرابنا فلا نرد عليكم. وقالت طائفة منهم: دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا. وقالت طائفة منهم: ابنوا لنا دوراً في الفيافي ونحتفر الآبار ونحترث البُقول فلا نرد عليكم ولا نمر بكم. وليس أحد من القبائل إلا وله حميم فيهم. قال: ففعلوا ذلك فأنزل الله عزَّ وجلَّ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ) والآخرون قالوا: نتعبَّدُ كما تَعَبَّدَ فُلاَنٌ، وَنَسيحُ كما ساح فُلاَنٌ، وَنَتَّخذُ دُوراً كما اتَّخذ فلان، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا به ، فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا قليل، انحط رجلٌ من صومعته ، وجاء سائح من سياحته ، وصاحب الدير من ديره ، فآمنوا به وصدَّقُوه ، فقال الله تبارك وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) أجرين بإيمانهم بعيسى وبالتوراة والإنجيل، وبإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقهم قال ( يجعل لكم نوراً تمشون به ) القرآن ، واتبِّاعَهُم النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ( لئلا يعلم أهل الكتاب ) يتشبهون بكم ، أن لا يقدرون على شيء من فضل الله الآية . انتهى.
ومن هنا يتبين لنا قطعاً بطلان قول ابن كثير رحمه الله ومن سلك مسلكه ، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يذمهم على ابتداع الرهبانية ، وإنما امتدحهم بها ورضيها منهم ؛ فتكون هذه الآية نصاً قرآنياً عظيماً في إثبات البدعة الحسنة. والله تعالى أعلم .
اعتراضات الشاطبي :
اعترض الإمام الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه الاعتصام على الاستدلال بهذه الآية علىعدم جواز إحداث البدعة فقال :
أ) الاعتراض الأول:
أن الآية لا يتعلق منها حكم بهذه الأمة ، لأن الرهبانية نسخت في الشريعة الإسلامية فلا رهبانية في الإسلام .
والجواب ـ كما نقل هو عن ابن العربي ـ أن معنى الرهبانية في الآية يدل على ثلاثة معان :
ـ رفض النساء.
ـ اتخاذ الصوامع للعزلة.
ـ سياحتهم في الأرض.
والمنسوخ في ديننا هو المعنى الأول ، أما الثاني والثالث فمستحب عند فساد الزمان .
لما جــاء عن أبـي ســعـيــد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن )
وهذا الحديث يفيد الإقرار بالعمل بهذه الآية في المعنيين الأخيرين، ويكون منزلته هنا من القرآن البيان والتوضيح ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )
[النحل:44].
وانعقد الإجماع على أننا مكلفون بما علمنا من شريعتنا أنه كان شرعاً لمن قبلنا، وأمرنا في شريعتنا بمثله .
ب) الاعتراض الثاني :
أن البدعة في الآية ليست بدعة حقيقية وإنما هي بدعة إضافية ، لأن ظاهر القرآن دل على أنها لم تكن مذمومة في حقهم بإطلاق ، بل لأنهم أخلوا بشرطها ، وهو الإيمان بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
والجواب: أنه ليس في الآية ـ كما تقدم ـ ما يدل على ذم البدعة ، أو ذم المبتدعين لها ، بل الذم متوجه لجمهور الخلف الذين لم يرعوها حق رعايتها، أو متوجه للملوك الذين حاربوهم وأجلوهم ، كما قــال ابن عــبــاس ـ رضي الله عنهما ـ وغيره .
و أن الإيمان لم يأت كشرط لإحداث البدعة ، لأنها حدثت قبل بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فليست شرطاً لمن عمل بها قبل البعثة .
و أن الإيمان والاتباع جاء شرطاً في الحصول على أجر البدعة لمن حضر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يبق منهم إلا القليل ؛ انحط صاحب الصومعة من صومعته ، وجاء السائح من سياحته ، وصاحب الدير من ديره ، فآمنوا به وصدقوه فقال الله تعالى لمن آمن ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) .
جـ) الاعتراض الثالث :
أنه لو كانت البدعة في هذه الآية حقيقية لخالفوا بها شرعهم الذي كانوا عليه ، لأن هذه حقيقة البدعة ، أي هي الفعل المخالف للشرع .
والجواب: أن كلامه هذا مبني على تعريفه للبدعة الذي لم يسلمه له العلماء ، فهو دليل غير مسلم .
ولتمام الفائدة ينظر تفسير هذه الآيات فى المراجع الآتية :
- تفسير القرطبي - الدر المنثور - تفسير أبى السعود - تفسيرالواحدى
- تفسير البغوى - فتح القدير - زاد المسير لابن الجوزى
- تفسير النسفى- روح المعانى- تفسير الطبرى- تفسير البيضاوى
- تفسير الثعالبى- أحكام القرآن للجصاص
ونتابع الكلام على معنى البدعة فى السنة المطهرة إن شاء الله تعالى
وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم مولانا رسول الله وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر