بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكمة اليوم
(6) عجبا لأمر المؤمن
** عن أبي
يحيى صهيب بن سنانٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :
(( عَجَباً لأمْرِ المُؤمنِ إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خيرٌ ولَيسَ ذلِكَ لأَحَدٍ
إلاَّ للمُؤْمِن : إنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيراً لَهُ ، وإنْ
أصَابَتْهُ ضرَاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْراً لَهُ )) رواه مسلم
حقا إنه لأمر يثير
العجب
فكم ممن نراهم فى
الظاهر أنهم فى السراء ولكنهم فى حقيقة الأمر فى الضراء .
وكم ممن نراهم فى
الظاهر أنهم فى الضراء ولكنهم فى حقيقة الأمر فى السراء .
ولكن المؤمن فى كلا
الأمرين على خير لأنه راض بكل ما قدره الله وقضاه فالخير كله فى الرضى .
فكم ممن
بلايا أتت بالعطايا وكم من محن أتت بالمنح
إن إصابته
ضراء صبر وإن أصابته سراء شكر فإنه إن كان موسرا فلا إشكال فيه وإن كان معسرا فمعه
ما يطيب عيشه وهو القناعة والرضى بما قسم وأما الفاجر فأمره بالعكس إن كان معسرا
فلا إشكال وإن كان موسرا فالحرص لا يدعه أن يتهنأ بعيشه.
قال
الحرالي : من جعل الرضى غنيمة في كل كائن لم يزل غانما. [1]
وحقيقة
الشكر: الاعتراف بالمنة لله تعالى في النعمة، واستعمال النعمة فيما يرضى المنعم.
وحقيقة الصبر: السكون تحت سلطان الأقدار، فيما ينزل بالعبد، دون جزع ولا شكوى
للخلق، ولا يأس من رحمة الله.[2]
فإن حكمة
الله واسعة وهو بمصالح العباد أعلم من العباد وغدا يشكره العباد على البلايا إذا
رأوا ثواب الله على البلايا كما يشكر الصبى بعد العقل والبلوغ أستاذه وأباه على
ضربه وتأديبه إذ يدرك ثمرة ما استفاده من التأديب والبلاء من الله تعالى تأديب
وعنايته بعباده أتم وأوفر من عناية الآباء بالأولاد ,[3]
قَالَ
الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ : يَا بُنَيَّ الْمُصِيبَةُ مَا جَاءَتْ
لِتُهْلِكَ ، وَإِنَّمَا جَاءَتْ لِتَمْتَحِنَ صَبْرَك وَإِيمَانَك ، يَا بُنَيَّ
الْقَدَرُ سَبُعٌ ، وَالسَّبُعُ لَا يَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، فَالْمُصِيبَةُ كِيرُ
الْعَبْدِ ، فَإِمَّا أَنْ يَخْرُجَ ذَهَبًا أَوْ خَبَثًا كَمَا قِيلَ :
سَبَكْنَاهُ
وَنَحْسَبُهُ لُجَيْنًا فَأَبْدَى الْكِيرُ عَنْ خَبَثِ الْحَدِيدِ .
اللُّجَيْنُ
الْفِضَّةُ .
وَعلِمَ
أَنَّهُ لَوْلَا الْمَصَائِبُ لَبَطَرَ الْعَبْدُ وَبَغَى وَطَغَى فَيَحْمِيهِ
بِهَا مِنْ ذَلِكَ وَيُطَهِّرُهُ مِمَّا فِيهِ ، فَسُبْحَانَ مِنْ يَرْحَمُ
بِبَلَائِهِ ، وَيَبْتَلِي بِنَعْمَائِهِ كَمَا قِيلَ :
قَدْ
يُنْعِمُ اللَّهُ بِالْبَلْوَى وَإِنْ عَظُمَتْ وَيَبْتَلِي اللَّهُ بَعْضَ
الْقَوْمِ بِالنِّعَمِ
وَاعْلَمْ
أَنَّ مَرَارَةَ الدُّنْيَا حَلَاوَةُ الْآخِرَةِ وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ ،
وَلِهَذَا قَالَ : عَلَيْهِ السَّلَامُ { الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ
الْكَافِرِ } وَقَالَ : { حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ
بِالشَّهَوَاتِ } وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْعَاقِلَ مَنْ احْتَمَلَ مَرَارَةَ سَاعَةٍ
لِحَلَاوَةِ الْأَبَدِ .وَذُلَّ سَاعَةٍ لِعِزِّ الْأَبَدِ ، هَذَا مِنْ لُطْفِ اللَّهِ
بِهِ حَتَّى نَظَرَ فِي الْعَوَاقِبِ وَالْغَايَاتِ ، وَلِهَذَا كَانَ عِمْرَانُ
بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ : أَحَبُّهُ إلَيَّ
أَحَبُّهُ إلَيْهِ ، وَكَذَا أَبُو الْعَالِيَة وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إنَّ
اللَّهَ إذَا قَضَى قَضَاءً أَحَبَّ أَنْ يُرْضَى بِهِ ، وَعَلِمَ أَنَّ مَرَاتِبَ
الْكَمَالِ مَنُوطَةٌ بِالصَّبْرِ وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ ، وَأَقَلُّ
الْأَحْوَالِ أَنْ لَا يَتَّهِمَ رَبَّهُ فِي قَضَائِهِ لَهُ .[4]
قال ابن
مسعود رضي الله عنه: "لكلِّ فَرحة تَرحة، وما مُلئَ بيتٌ فَرَحاً إلاَّ مُلئَ
تَرَحاً"، إلاَّ أنَّ عبدَ الله المسلم صائرٌ إلى خير في كلِّ أحواله، كما
قال صلى الله عليه وسلم: "عَجَباً لأمر المؤمن إنَّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس
ذلك لأحد إلاَّ للمؤمن، إن أصابَته سَرَّاءُ شَكَرَ فكان خيراً له، وإن أصابته
ضَرَّاءُ صَبَرَ فكان خيراً له"[5]
إن
الابتلاء بالشر قد يثير الكبرياء ، ويستحث المقاومة ويجند الأعصاب لاستقبال الشدة
. . . أما الرخاء فقد يرخى الأعصاب ويفقدها المقاومة . . . إلا من عصم الله ، وصدق
رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول : " عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره
كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن
أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " .
وشيبه بهذه
الآية قوله - تعالى - : { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بالبأسآء والضرآء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } وقوله - سبحانه -
: { وَبَلَوْنَاهُمْ بالحسنات والسيئات لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }[6]
ولما سُئل
شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ عن المعصيةِ : هلْ هيَ خَيْرٌ للعبدِ ؟ قالَ : نعمْ
بشرطِها من الندمِ والتوبةِ ، والاستغفارِ والانكسارِ .
وقولُه
سبحانه : ? وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن
تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ ? .
هيَ
المقاديرُ فلُمني أو فَذَرْ
تجري
المقاديرُ على غرْزِ الإِبَرْ [7]
يقول صاحب
كتاب هل تخلى الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ - (1 / 290)
أما المؤمن
فإن كل ما يصيبه ما دام مستمسكاً بدينه هو خير ورحمة له على أي وجه من الوجوه ؛
فهو تكفير له عن ذنوبه من جهة ، ويزيد في حسناته من جهة أخرى ويصطفي به من يشاء من
أوليائه فيرفع درجاته عند ربه حتى يلقى أحدهم ربه وما عليه من خطيئة من جهة ثالثة
، ويرد عنه بلاء أشد من جهة رابعة ، ويمحص بالبلاء ذات الفرد وصف الجماعة من جهة
خامسة ، مع ما يدخره للصابرين من فوز ورضوان في الآخرة من جهة سادسة ، روى مسلم
بسنده عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجباً لأمر المؤمن إن
أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ).
يا صاحب
الهمِّ إنَّ الهم منفرجٌ أبشِر بخيرٍ فإنَّ الفارج الله
اليأس
يقطع أحياناً بصاحبه … لا تيأسنَّ فإنَّ الكافي الله
الله
يُحدِث بعد العسر ميسرة … لا تجزعنَّ فإن القاسم الله
إذا بُليت
فثِقْ بالله وارضَ به … إنَّ الذي يكشف البلوى هو الله
واللهِ ما
لكَ غير الله من أحدٍ … فحسبُك الله في كلٍ لك الله [8]
أخوكم
ومحبكم فى الله
طالب العفو
الربانى
محمود بن محمدي
العجوانى
[1] فيض القدير - (4 / 402)
[2] مكفرات الذنوب وموجبات الجنة - (1
/ 15)
[3] إحياء علوم الدين - (4 / 130)
[4] الآداب الشرعية - (2 / 286)
[5] التبيين لدعوات المرضى والمصابين -
(1 / 54)
[6] الوسيط لسيد طنطاوي - (1 / 2899)
[7] لا تحزن - (1 / 209)
[8] موسوعة فقه الابتلاء - (4 / 241)
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر