دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دارة السادة الأشراف

مرحبا بك عزيزي الزائر
ندعوك أن تدخل المنتدى معنا
وإن لم يكن لديك حساب بعد
نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بدعوتك لزيارة الموقع الرسمي لدارة السادة الأشراف على الرابط :
www.dartalashraf.com

دارة السادة الأشراف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنساب , مشجرات , مخطوطات , وثائق , صور , تاريخ , تراجم , تعارف , دراسات وأبحاث , مواضيع متنوعة

Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 79880579.th
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 78778160
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 16476868
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 23846992
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 83744915
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 58918085
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 99905655
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 16590839.th
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد Resizedk
سلسلة بنى الإسلام (3)  دلائل التوحيد 20438121565191555713566

    سلسلة بنى الإسلام (3) دلائل التوحيد

    avatar
    محمود محمدى العجوانى
    عضو فعال
    عضو فعال


    علم الدولة : مصر
    عدد الرسائل : 367
    البلد : مصر
    العمل : صاحب شركة سياحة
    الهوايات : الدعوة إلى الله
    تقييم القراء : 3
    النشاط : 6503
    تاريخ التسجيل : 10/04/2010

    خاطرة سلسلة بنى الإسلام (3) دلائل التوحيد

    مُساهمة من طرف محمود محمدى العجوانى الجمعة 30 أبريل - 23:13

    سلسلة بنى الإسلام (3) دلائل التوحيد




    بسم الله الرحمن الرحيم




    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ
    بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
    هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
    صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .





    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
    اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }[ آل عمران
    : 102]{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
    وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
    وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ
    كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [ النساء : 1]{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
    اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
    وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ
    فَوْزاً عَظِيماً } [ الأحزاب : 70-71 ]





    أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن
    الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة
    بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.





    * دلائل
    التوحيد





    معنى الدليل على توحيد
    الله أى أن هذا الفعل أو هذا المخلوق الذى نستدل به على الله لايقدر عليه إلا الله
    ولا يقدر عليه أحد من الخلق كائنا من كان
    ومهما أوتى من أسباب ولا يقدر عليه كل الخلق ولو اجتمعوا بكل ما أوتوا من أسباب أى
    أن هذا الأمر لا يقدر عليه إلا واحد أحد ألا وهو الله .





    الأمر
    بعبادة الله وحده وأدلة التوحيد
    [1]





    قال الله تعالى :{يَا أَيُّهَا
    النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
    لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21)الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ
    بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ
    رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(22)}.





    يقول تعالى منبهاً العبادَ إِلى دلائل القدرة
    والوحدانية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}
    أي يا معشر بني آدم اذكروا نِعَم الله الجليلة عليكم، واعبدوا الله ربكم الذي
    ربَّاكم وأنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئاً، اعبدوه بتوحيده، وشكره، وطاعته.





    {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ
    مِنْ قَبْلِكُمْ}
    أي الذي أوجدكم بقدرته من العدم، وخلق مَن قبلكم من الأمم {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أي لتكونوا في زمرة المتقين،
    الفائزين بالهدى والفلاح، قال البيضاوي: لما عدَّد تعالى فِرَق المكلفين، أقبل
    عليهم بالخطاب على سبيل الالتفات، هزاً للسامع، وتنشيطاً له، واهتماماً بأمر
    العبادة وتفخيماً لشأنها، وإِنما كثر النداء في القرآن بـ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} لاستقلاله بأوجهٍ من التأكيد، وكلُّ ما نادى
    الله له عباده من حيث إِنها أمور عظام من حقها أن يتفطنوا لها، ويقبلوا بقلوبهم
    عليها وأكثرهم عنها غافلون حقيقٌ بأن يُنادى له بالآكد الأبلغ
    .





    ثمَّ عدَّد تعالى نِعَمه عليهم فقال {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا} أي جعلها
    مهاداً وقراراً، تستقرون عليها وتفترشونها كالبساط المفروش مع كرويتها، وإِلا ما
    أمكنكم العيش والاستقرار عليها، قال البيضاوي: جعلها مهيأة لأن يقعدوا ويناموا
    عليها كالفراش المبسوط، وذلك لا يستدعي كونها مسطَّحة لأن كروية شكلها مع عظم
    حجمها لا يأبى الافتراش عليها.





    {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} أي سقفاً
    للأرض مرفوعاً فوقها كهيئة القبة {وَأَنْزَلَ مِنَ
    السَّمَاءِ مَاءً}
    أي مطراً عذباً فراتاً أنزله بقدرته من السحاب {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} أي
    فأخرج بذلك المطر أنواع الثمار والفواكه والخضار غذاءً لكم.





    {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا
    وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
    أي فلا تتخذوا معه شركاء من الأصنام والبشر
    تشركونهم مع الله في العبادة، وأنتم تعلمون أنها لا تَخْلُق شيئاً ولا تَرْزق
    ،
    وأنَّ الله هو الخالق الرازق وحده، ذو القوة المتين، قال ابن كثير: شرع تعالى في
    بيان وحدانية ألوهيته بأنه هو المنعم على عبيده بإِخراجهم من العدم، وإِسباغه
    عليهم النِّعَم، والمرادُ بالسَّماء هنا السحاب، فهو تعالى الذي أنزل المطر من
    السحاب في وقته عند احتياجهم إِليه، فأخرج لهم به أنواع الزروع والثمار رزقاً لهم
    ولأنعامهم، ومضمونه أنه الخالق الرازق مالكُ الدار وساكنيها ورازقهم، فبهذا يستحق
    أن يُعبد وحده ولا يُشرك به غيره.





    وقال الرازى
    فى تفسيره





    واعلم أن للسلف طرقاً
    لطيفة في هذا الباب .





    أحدها : رُوِيَ أَنَّ بَعْضَ الزَّنَادِقَةِ أَنْكَرَ الصَّانِعَ عِنْدَ جَعْفَرٍ
    الصَّادِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ هَلْ رَكِبْت الْبَحْرَ
    قَالَ نَعَمْ قَالَ هَلْ رَأَيْت أَهْوَالَهُ قَالَ نَعَمْ هَاجَتْ يَوْمًا
    رِيَاحٌ هَائِلَةٌ فَكَسَّرَتْ السُّفُنَ وَأَغْرَقَتْ الْمَلَّاحِينَ
    فَتَعَلَّقْت بِبَعْضِ أَلْوَاحِهَا ثُمَّ ذَهَبَ عَنِّي ذَلِكَ اللَّوْحُ فَإِذَا
    أَنَا مَدْفُوعٌ فِي تَلَاطُمِ الْأَمْوَاجِ حَتَّى دُفِعْت إلَى السَّاحِلِ
    فَقَالَ جَعْفَرٌ قَدْ كَانَ اعْتِمَادُك مَنْ قَبْلُ عَلَى السَّفِينَةِ
    وَالْمَلَّاحِ وَاللَّوْحِ بِأَنَّهُ يُنْجِيَك فَلَمَّا ذَهَبَتْ هَذِهِ
    الْأَشْيَاءُ عَنْك هَلْ أَسْلَمْت نَفْسَك لِلْهَلَاكِ أَمْ كُنْت تَرْجُو
    السَّلَامَةَ بَعْدَهُ قَالَ بَلْ رَجَوْت السَّلَامَةَ قَالَ مِمَّنْ تَرْجُوهَا
    فَسَكَتَ الرَّجُلُ فَقَالَ جَعْفَرٌ إنَّ الصَّانِعَ هُوَ الَّذِي تَرْجُوهُ
    ذَلِكَ الْوَقْتَ وَهُوَ الَّذِي أَنْجَاك مِنْ الْغَرَقِ فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ
    عَلَى يَدِهِ .





    وثانيها : وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { قَالَ
    لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    رَضِيَ اللَّهُ
    عَنْهُمَا كَمْ لَك مِنْ إلَةٍ قَالَ عَشَرَةٌ قَالَ فَمَنْ نَعَّمَك وَكَرَّمَك
    وَرَفَعَ الْأَمْرَ الْعَظِيمَ إذَا نَزَلَ بِك مِنْ جُمْلَتِهِمْ قَالَ اللَّهُ
    تَعَالَى فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا لَك مِنْ إلَهٍ إلَّا اللَّهُ } . [2]





    وثالثها : وَكَانَ الْإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيْفًا عَلَى
    الدَّهْرِيَّةِ وَكَانُوا يَنْتَهِزُونَ الْفُرْصَةَ لِيَقْتُلُوهُ فَبَيْنَمَا
    هُوَ قَاعِدٌ فِي مَسْجِدِهِ إذْ هَجَمَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ
    بِأَيْدِيهِمْ سُيُوفٌ مَسْلُولَةٌ وَهَمُّوا بِقَتْلِهِ فَقَالَ لَهُمْ أَجِيبُونِي
    عَلَى مَسْأَلَةٍ ثُمَّ افْعَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَالُوا لَهُ هَاتِ فَقَالَ مَا
    تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ يَقُولُ لَكُمْ إنِّي رَأَيْت سَفِينَةً مَشْحُونَةً
    بِالْأَحْمَالِ مَمْلُوءَةً بِالْأَثْقَالِ قَدْ احْتَوَشَتْهَا فِي لُجَّةِ
    الْبَحْرِ أَمْوَاجٌ مُتَلَاطِمَةٌ وَرِيَاحٌ مُخْتَلِفَةٌ وَهِيَ مِنْ بَيْنِهَا
    تَجْرِي مُسْتَوِيَةً لَيْسَ لَهَا مَلَّاحٌ يُجْرِيهَا وَلَا مُدَبِّرٌ يُدَبِّرُ
    أَمْرَهَا هَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ فِي الْعَقْلِ قَالُوا لَا هَذَا شَيْءٌ لَا
    يَقْبَلُهُ الْعَقْلُ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ يَا سُبْحَانَ اللَّهِ إذَا لَمْ
    يُجَوِّزْ الْعَقْلُ سَفِينَةً تَجْرِي مِنْ غَيْرِ مَلَّاحٍ يُدِيرُهَا فِي
    جَرَيَانِهَا فَكَيْفَ يُجَوِّزُ قِيَامَ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى اخْتِلَافِ
    أَحْوَالِهَا وَتَغَيُّرِ أَعْمَالِهَا وَسَعَةِ أَطْرَافِهَا مِنْ غَيْرِ صَانِعٍ
    وَحَافِظٍ فَبَكَوْا جَمِيعًا وَقَالُوا صَدَقْت وَأَغْمَدُوا سُيُوفَهُمْ
    وَتَابُوا .





    ورابعها : وَرُوِيَ أَنَّ بَعْضَ الدَّهْرِيَّةِ سَأَلَ الْإِمَامَ الشَّافِعِيُّ
    رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا الدَّلِيلُ عَلَى الصَّانِعِ ؟ فَقَالَ : وَرَقَةُ
    الْفِرْصَادِ أَيْ التُّوتِ طَعْمُهَا وَاحِدٌ وَلَوْنُهَا وَاحِدٌ وَرِيحُهَا
    وَاحِدٌ وَطَبْعُهَا وَاحِدٌ عِنْدَكُمْ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : فَتَأْكُلُهَا
    دُودَةُ الْقَزِّ فَيَخْرُجُ مِنْهَا الْإِبْرَيْسَمُ وَتَأْكُلُهَا النَّحْلُ
    فَيَخْرُجُ مِنْهَا الْعَسَلُ وَتَأْكُلُهَا الشَّاةُ فَيَخْرُجُ مِنْهَا
    الْبَعْرُ وَتَأْكُلُهَا الظَّبْيَةُ فَيَنْعَقِدُ فِي نَوَافِجِهَا الْمِسْكُ
    فَمَنْ الَّذِي جَعَلَهَا كَذَلِكَ مَعَ أَنَّ الطَّبْعَ وَاحِدٌ فَاسْتَحْسَنُوا
    ذَلِكَ وَآمَنُوا عَلَى يَدِهِ وَكَانُوا سَبْعَةَ عَشَرَ ا هـ .





    وخامسها : سئل أبو حنيفة رضي الله عنه مرة أخرى فتمسك بأن الوالد يريد الذكر فيكون
    أنثى، وبالعكس فدل على الصانع . وسادسها : تمسك
    أحمد بن حنبل رضي الله عنه بقلعة حصينة ملساء لا فرجة فيها ظاهرها كالفضة المذابة
    وباطنها كالذهب الإبريز، ثم انشقت الجدران وخرج من القلعة حيوان سميع بصير فلا بدّ
    من الفاعل، عنى بالقلعة البيضة وبالحيوان الفرخ . وسابعها
    :
    سأل هرون الرشيد مالكاً عن ذلك فاستدل باختلاف الأصوات وتردد النغمات
    وتفاوت اللغات .





    وثامنها : سئل أبو نواس عنه، فقال:




    فتأمل في
    نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك





    عيون من لجين
    شاخصات وأزهار كما الذهب السبيك





    على قضب
    الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك [3]





    وتاسعها : سئل أعرابي عن الدليل فقال : البعرة تدل على البعير. والروث على الحمير،
    وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج. وبحار ذات أمواج، أما
    تدل على الصانع الحليم العليم القدير؟





    وعاشرها : قيل لطبيب : بم عرفت ربك ؟ قال باهليلج مجفف أطلق، ولعاب ملين أمسك .




    وقال آخر: عرفته بنحلة
    بأحد طرفيها تعسل، والآخر تلسع والعسل مقلوب اللسع .





    وحادي عشرها
    :
    حكم البديهية في قوله : {وَلَئِن
    سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ }
    (الزخرف) {فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءامَنَّا بِٱللَّهِ
    وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ }
    (غافر ).





    قال تعالى : {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ
    وَاحِدٌ}
    أي إِلهكم
    المستحق للعبادة إِلهٌ واحد، لا نظير له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله {لا إِلَهَ إِلاَ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} أي لا
    معبود بحق إِلا هو جلّ وعلا مُولي النعم ومصدر الإِحسان {إِنَّ
    فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
    أي إِن في إِبداع السموات والأرض بما
    فيهما من عجائب الصنعة ودلائل القدرة {وَاخْتِلافِ
    اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}
    أي تعاقبهما بنظام محكم، يأتي الليل فيعقبه
    النهار، وينسلخ النهار فيعقبه الليل، ويطول النهار ويقصر الليل والعكس {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ} أي السفن
    الضخمة الكبيرة التي تسير في البحر على وجه الماء وهي وموقرةٌ بالأثقال {بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ} أي بما فيه مصالح الناس من
    أنواع المتاجر والبضائع {وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ
    السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ}
    أي وما أنزل الله من السحاب من المطر الذي به حياة
    البلاد والعباد {فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ
    مَوْتِهَا}
    أي أحيا بهذا الماء الزروع والأشجار، بعد أن كانت يابسة مجدبة
    ليس فيها حبوب ولا ثمار.





    {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ
    كُلِّ دَابَّةٍ}
    أي نشر وفرّق في الأرض من كل ما يدب عليها من أنواع الدواب،
    المختلفة في أحجامها وأشكالها وألوانها وأصواتها {وَتَصْرِيفِ
    الرِّيَاحِ}
    أي تقليب الرياح في هبوبها جنوباً وشمالاً، حارة وباردة،
    وليّنة وعاصفة {وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ
    السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}
    أي السحاب المذلّل بقدرة الله، يسير حيث شاء الله
    وهو يحمل الماء الغزير ثم يصبُّه على الأرض قطرات قطرات، قال كعب الأحبار: السحاب
    غربال المطر ولولا السحاب لأفسد المطر ما يقع عليه من الأرض {لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} أي لدلائل وبراهين عظيمة
    دالة على القدرة القاهرة، والحكمة الباهرة، والرحمة الواسعة لقوم لهم عقول تعي
    وأبصار تدرك، وتتدبر بأن هذه الأمور من صنع إِله قادر حكيم
    .





    وكَمَا
    قَالَ الْأَصْمَعِيُّ لِأَعْرَابِيٍّ : بِمَ عَرَفْت رَبَّك ؟ فَقَالَ :
    الْبَعْرَةُ تَدُلُّ عَلَى الْبَعِيرِ ، وَأَثَرُ الْأَقْدَامِ عَلَى السَّيْرِ ،
    فَسَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَأَرْضٌ ذَاتُ فِجَاجٍ وَبُحُورٌ ذَاتُ أَمْوَاجٍ
    أَلَا تَدُلُّ عَلَى اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ ؟





    وقال ابن
    المعتز:





    فيا عجبًا كيف يعصى
    الإله ... أم
    كيف يجحده الجاحد





    وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد




    وقال آخرون
    :
    من تأمل هذه السماوات في ارتفاعها واتساعها وما فيها من
    الكواكب الكبار والصغار المنيرة من السيارة ومن الثوابت، وشاهدها كيف تدور مع الفلك
    العظيم في كل يوم وليلة دويرة ولها في أنفسها سير يخصها، ونظر إلى البحار الملتفة
    للأرض من كل جانب، والجبال الموضوعة في الأرض لتقر ويسكن ساكنوها مع اختلاف
    أشكالها وألوانها كما قال: { وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ
    أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ
    مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
    الْعُلَمَاءُ } [فاطر] وكذلك هذه الأنهار السارحة من قطر إلى قطر لمنافع العباد
    وما زرأ في الأرض من الحيوانات المتنوعة والنبات المختلف الطعوم والأراييح
    والأشكال والألوان مع اتحاد طبيعة التربة والماء، علم وجود الصانع وقدرته العظيمة
    وحكمته ورحمته بخلقه ولطفه بهم وإحسانه إليهم وبره بهم لا إله غيره ولا رب سواه،
    عليه توكلت وإليه أنيب، والآيات في القرآن الدالة على هذا المقام كثيرة جدًا.





    قال فى حاشية
    الأصول الثلاثة





    فإذا قال
    لك قائل بم استدللت على معرفتك ربك ومعبودك وخالقك .





    فقل عرفته بآياته ومخلوقاته التي نصبها دلالة
    على وحدانيته ونفرده بالربوبية والإلهية . والآيات جمع آية : والآية العلامة
    والدلالة والبرهان والحجة . والمخلوقات جمع مخلوق وهو ما أوجد بعد العدم ، وآيات
    الرب سبحانه من دلالاته وبراهينه التي بها يعرفه العباد ، ويعرفون أسماءه وصفاته
    وتوحيده وأمره ونهيه ، وآياته العيانية الخلقية والنظر فيها والاستدلال بها يدل
    على ما تدل عليه آياته القولية السمعية ، والرسل تخبر عنه بكلامه الذي تكلم به وهو
    آياته القولية ويستدلون على ذلك بمفعولاته التي تشهد على صحة ذلك ، وهي آياته
    العيانية ، والعقل يجمع بين هذه وهذه ، فيجزم بصحة ما جاءت به الرسل فتتفق شهادة
    السمع والبصر والعقل والفطرة ، وكل شيء من آياته ومخلوقاته دال على وحدانيته
    وتفرده بالربوبية ،





    وقال آخر :




    تأمل سطور الكائنات
    فإنها ... من الملك الأعلى إليك رسائل





    وقد خط فيها لو تأملت
    خطها ... ألا كل شيء ما خلا الله باطل





    فإيجاد هذه المخلوقات
    أوضح دليل على وجود الباري تعالى وتفرده بالربوبية والإلهية . ونعرف ربنا تبارك
    وتعالى أيضا بصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالطرق الدالة على ذلك . وهي
    كثيرة فالكتاب والسنة مملوءة بذلك.





    ** ومن أعظم آياته
    المشاهدة بالأبصار الليل والنهار ، وكون الليل يأتي على النهار فيغطيه حتى كأنه لم
    يكن ، ثم يأتي النهار فيذهب بظلمه الليل حتى كأن الليل لم يكن فمجيء هذا وذهاب هذا
    بهذه الصفة وهذه الصورة المشاهدة دال أعظم دلالة على وحدانية خالقه وموجده .





    ** ومن أعظم آياته
    المشاهدة بالأبصار الشمس والقمر . . وكونهما يجريان هذا الجريان المتقن : { لَا
    الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ
    وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } دال أعظم دلالة على وحدانية موجدهما تعالى وتقدس
    .





    ** ومن أعظم مخلوقات الله الدالة على وحدانيته
    تعالى السماوات السبع وسعتها وارتفاعها ، والأرضون السبع وامتدادها وسعة أرجائها ،
    وما في السماوات السبع من الكواكب الزاهرة ، والآيات الباهرة ، وما في الأرضين
    السبع من الجبال والبحار ، وأصناف المخلوقات من الحيوانات والنباتات وسائر
    الموجودات ، وما بين السماوات والأرض من الأهوية والسحاب وغير ذلك دال على وحدانية
    الباري جل جلاله ، وعلى تفرده بالخلق والتدبير.





    قصة النُّمْرُود مع إبراهيم عليه السلام




    قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ
    فِي رَبِّهِ}
    تعجيب للسامع من أمر هذا الكافر، المجادل في قدرة الله أي
    ألم ينته علمك إِلى ذلك المارد وهو "النمرود بن كنعان" الذي جادل
    إِبراهيم في وجود الله؟ {أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ}
    أي لأن آتاه الله الملك حيث حمله بطره بنعم الله على إِنكار وجود الله، فقابل
    الجود والإِحسان بالكفر والطغيان.





    قلت (محمود) : وهناك كثير من خلق الله حملهم ما أنعم الله عليهم به على أن
    تجرأوا على انتهاك محارم الله بل وتجرأوا على الله فتنمردوا مثل هذا النمرود ولذلك رأينا الناس إذا رأو من يعصى الله وينتهك محارمه يقولون
    له لا تتنمرد .
    أى أذكر لما عصى النمرود ربه ماذا فعل الله به فاحذر من
    معصية الله وإلا كنت نمرودا فيفعل الله بك كما فعل بالنمرود . فلنحذر من عطاء الله
    لنا من الأسباب المادية لأن هذه الأسباب قد تجرنا إلى معصية الله والتجرأ عليه .
    فقد قال فرعون { ما علمت لكم من إله غيرى } وقال { أنا ربكم الأعلى } وقال { أليس
    لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى }





    {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي
    وَيُمِيتُ}
    أي حين قال له إِبراهيم مستدلاً على وجود الله إِن ربي هو
    الذي يخلق الحياة والموت في الأجساد فهو وحده ربُّ العالمين {قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} أي قال ذلك الطاغية
    وأنا أيضاً أحيي وأميت، روي أنه دعا برجلين حكم عليهما بالإِعدام فأمر بقتل أحدهما
    فقال: هذا قتلتُه، وأمر بإِطلاق الآخر وقال: هذا أحييتُه، ولما رأى الخليل حماقته
    ومشاغبته في الدليل عدل إِلى دليل آخر أجدى وأروع وأشد إِفحاماً . {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ
    الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ}
    أي إِذا كنت تدعي الألوهية
    وأنك تحيي وتميت كما يفعل رب العالمين جل جلاله فهذه الشمس تطلع كل يوم من المشرق
    بأمر الله ومشيئته فأطلعها من المغرب بقدرتك وسلطانك ولو مرة واحدة{فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} أي أُخرس ذلك الفاجر بالحجة
    القاطعة، وأصبح مبهوتاً دهشاً لا يستطيع الجواب {وَاللَّهُ
    لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
    أي لا يلهمهم الحجة والبيان في مقام
    المناظرة والبرهان بخلاف أوليائه المتقين
    .





    قصة
    العُزَير





    قال تعالى :{أَوْ
    كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}
    وهذه هي القصة الثانية
    وهي مثلٌ لمن أراد الله هدايته والمعنى ألم ينته إلى علمك كذلك مثل الذي مرَّ على
    قرية وقد سقطت جدرانها على سقوفها وهي قرية بيت المقدس لما خرَّبها بختنصر {قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} أي
    قال ذلك الرجل الصالح واسمه "عزير" على الرأي الأشهر"
    : كيف يحيي الله هذه
    البلدة بعد خرابها ودمارها
    ؟ قال ذلك استعظاماً
    لقدرة الله تعالى وتعجباً من حال تلك المدينة وما هي عليه من الخراب والدمار، وكان
    راكباً على حماره حينما مرَّ عليها .{ قلت محمود : أى أن
    الذى يحى هذه القرية بعد موتها لعظيم القدر وعظيم القدرة }
    {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} أي
    أمات الله ذلك السائل واستمر ميتاً مائة سنة ثم أحياه الله ليريه كمال قدرته {قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ
    يَوْمٍ}
    أي قال له ربه بواسطة الملك كم مكثتَ في هذه الحال؟ قال يوماً ثم
    نظر حوله فرأى الشمس باقية لم تغب فقال
    : أو بعض يوم أي أقل
    من يوم فخاطبه ربه بقوله {قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ
    عَامٍ}
    أي بل مكثت ميتاً مائة سنة كاملة {فَانظُرْ
    إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}
    أي إن شككت فانظر إلى طعامك
    لم يتغير بمرور الزمن، وكان معه عنبٌ وتينٌ وعصير فوجدها على حالها لم تفسد {وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ} أي كيف تفرقت عظامه ونخرت
    وصار هيكلاً من البلى {وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ}
    أي فعلنا ما فعلنا لتدرك قدرة الله سبحانه ولنجعلك معجزة ظاهرة تدل على كمال
    قدرتنا {وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيفَ نُنشِزُهَا
    ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا}
    أي تأمل في عظام حمارك النخرة كيف نركّب بعضها
    فوق بعض وأنت تنظر ثم نكسوها لحماً بقدرتنا {فَلَمَّا
    تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

    أي فلما رأى الآيات الباهرة قال أيقنت وعلمت علم مشاهدة أن الله على كل شيء قدير.





    طَلَبَ
    إبراهيمُ عليه السلام المعاينة للطُّمَأْنينة





    قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ
    تُحْيِ الْمَوْتَى}
    وهذه هي القصة الثالثة وفيها الدليل الحسي على الإِعادة بعد
    الفناء والمعنى: اذكر حين طلب إِبراهيم من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، سأل
    الخليل عن الكيفية مع إِيمانه الجازم بالقدرة الربانية، فكان يريد أن يعلم بالعيان
    ما كان يوقن به بالوجدان، ولهذا خاطبه ربه بقوله {قَالَ
    أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}
    أي أولم
    تصدِّق بقدرتي على الإِحياء؟ قال بلى آمنت ولكن أردت أن أزداد بصيرةً وسكون قلب
    برؤية ذلك . {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ
    فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}
    أي خذ أربعة طيور فضمهنَّ إِليك ثم اقطعهن ثم اخلط
    بعضهن ببعض حتى يصبحن كتلة واحدة {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى
    كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً}
    أي فرِّق أجزاءهن على رؤوس الجبال {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} أي نادهنَّ
    يأتينك مسرعات قال مجاهد: كانت طاووساً وغراباً وحمامة وديكاً فذبحهن ثم فعل بهن
    ما فعل ثم دعاهن فأتين مسرعات {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ
    عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
    أي لا يعجز عما يريده حكيم في تدبيره وصنعه.





    قال المفسرون: ذبحهن
    ثم قطعهن ثم خلط بعضهن ببعض حتى اختلط ريشها ودماؤها، ولحومها ثم أمسك برءوسها
    عنده وجزأها أجزاءً على الجبال ثم دعاهن كما أمره تعالى فجعل ينظر إلى الريش يطير
    إلى الريش، والدم إلى الدم، واللحم إلى اللحم





    حتى عادت طيراً كما
    كانت وأتينه يمشين سعياً ليكون أبلغ له في الرؤية لما سأل
    . ذكره ابن كثير. [4]






    دلائل القدرة والوحدانية




    وقال تعالى :دلائل القدرة والوحدانية يقول الله عز وجل {قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ
    عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}
    أي قل يا نبينا الحمدُ للهِ على أفضاله وإنعامه، وسلامٌ على
    عباده المرسلين الذين اصطفاهم لرسالته،واختارهم لتبليغ دعوته قال الزمخشري: أمر
    الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتلو هذه الآيات الدالة على وحدانيته، الناطقة
    بالبراهين على قدرته وحكمته، وأن يستفتح بتحميده والسلام على أنبيائه، وفيه تعليمٌ
    حسن، وتوقيفٌ على أدبٍ جميل، وهو حمد الله والصلاة على رسله، ولقد توارث العلماء
    والخطباء والوعاظ كابراً عن كابر هذا الأدب، فحمدوا الله وصلوا على رسوله أمام كل
    علم، وقبل كل عظة وتذكرة {ءآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا
    يُشْرِكُونَ}
    تبكيتٌ للمشركين وتهكمٌ بهم أي هل الخالق المبدع الحكيم خيرٌ
    أم الأصنام التي عبدوها وهي لا تسمع ولا تستجيب ؟





    {أَمَّنْ
    خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}
    برهان آخر على وحدانية الله أي أمَّن أبدع
    الكائنات فخلق تلك السماواتِ في ارتفاعها وصفائها، وجعل فيها الكواكب المنيرة،
    وخلق الأرض وما فيها من الجبال والسهول والأنهار والبحار، خيرٌ أمّا يشركون ؟ {وَأَنزَلَ لَكُمْ
    مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ
    حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ}
    أي وأنزل لكم بقدرته المطر من السحاب فأخرج به
    الحدائق والبساتين، ذات الجمال والخضرة والنضرة، والمنظر الحسنِ البهيج {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا} أي ما كان
    للبشر ولا يتهيأ لهم، وليس بمقدورهم ومستطاعهم أن يُنبتوا شجرها فضلاً عن ثمرها {أَءلَهُ مَعَ اللَّهِ} استفهام إنكار أي هل معه معبود
    سواه حتى تسوّوا بينهما وهو المتفرد بالخلق والتكوين؟ {بَلْ
    هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}
    أي بل هم قوم يشركون بالله فيجعلون له عديلاً
    ومثيلاً، ويسوّون بين الخالق الرازق والوثن
    .





    {أَمَّنْ
    جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا}
    برهان آخر أي جعل الأرض مستقَراً للإِنسان
    والحيوان، بحيث يمكنكم الإِقامة بها والاستقرار عليها {وَجَعَلَ
    خِلالَهَا أَنْهَارًا}
    أي وجعل في شعابها وأوديتها الأنهار العذبة الطيبة،
    تسير خلالها شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً {وَجَعَلَ
    لَهَا رَوَاسِيَ}
    أي وجعل جبالاً شامخة ترسي الأرض وتثبتها لئلا تميد
    وتضطرب بكم {وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا}
    أي وجعل بين المياه العذبة والمالحة فاصلاً ومانعاً يمنعها من الاختلاط، لئلا
    يُفسد ماء البحار المياهَ العذبة {أَءلَه مَعَ اللَّهِ}؟
    أي أمع الله معبودٌ سواه؟ {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا
    يَعْلَمُونَ}
    أي أكثر المشركين لا يعلمون الحق فيشركون مع الله غيره
    .





    {أَمَّنْ
    يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}
    برهانٌ ثالث أي أمّن يجيب المكروب المجهود
    الذي مسَّه الضر فيستجيب دعاءه
    ويلبي نداءه؟ {وَيَكْشِفُ
    السُّوءَ}
    أي ويكشف عنه الضُرَّ والبأساء؟ {وَيَجْعَلُكُمْ
    خُلَفَاءَ الأَرْضِ}
    أي ويجعلكم سكان الأرض تعمرونها جيلاً بعد جيل، وأُمةً
    بعد أُمة {أَءلَهُُ مَعَ اللَّهِ}؟ أي أءِله مع
    الله يفعل ذلك حتى تعبدوه؟ {قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ}
    أي ما أقلَّ تذكركم واعتباركم فيما تشاهدون؟





    {أَمَّنْ
    يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}
    ؟ برهان رابع أي أم من يرشدكم إلى مقاصدكم في
    أسفاركم في الظلام الدامس، في البراري، والقفار، والبحار؟ والبلاد التي تتوجهون
    إليها بالليل والنهار؟ {وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ
    بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}
    ؟ أي ومن الذي يسوق الرياح مبشرةً بنزول
    المطر الذي هو رحمة للبلاد والعباد ؟ {أَءلَهُُ مَعَ
    اللَّهِ}
    ؟ أي أءِلهٌ مع الله يقدر على شيءٍ من ذلك؟ {تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي تعظَّم
    وتمجَّد الله القادر الخالق عن مشاركة العاجز المخلوق





    {أَمَّنْ
    يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}
    برهانٌ خامس أي أمَّنْ يبدأ خلق الإِنسان ثم
    يعيده بعد فنائه ؟ قال الزمخشري: كيف قال لهم ذلك وهم منكرون للإِعادة؟ والجواب
    أنه قد أُزيحت علَّتُهم بالتمكين من المعرفة والإِقرار، فلم يبق لهم عذرٌ من
    الإِنكار {وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ
    مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} أي ومن يُنزل عليكم من مطر السماء، ويُنبتُ لكم
    من بركات الأرض الزروع والثمار؟ قال أبو حيان: لما كان إِيجاد بني آدم إنعاماً
    إليهم وإِحساناً عليهم، ولا تتم النعمة إلا بالرزق قال {وَمَنْ
    يَرْزُقُكُمْ منْ السَّمَاءِ}
    أي بالمطر {وَالأَرْضِ}
    أي بالنبات {أَءلَهُُ مَعَ اللَّهِ}؟ أي أإله مع
    الله يفعل ذلك ؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ
    كُنتُمْ صَادِقِينَ}
    أي أحضروا حجتكم ودليلكم على ما تزعمون إن كنتم صادقين
    في أنَّ مع الله إلهاً آخر.
    [5]





    بعض
    آيات من قدرة الله عز وجل





    قال تعالى : {وَآيَةٌ لَهُمْ الأرْضُ الْمَيْتَةُ
    أَحْيَيْنَاهَا}
    أي ومن الآيات الباهرة، والعلامات الظاهرة
    الدالة على كمال قدرة الله ووحدانيته هذه الآية العظيمة، وهي الأرض اليابسة
    الهامدة التي لا نبات فيها ولا زرع، أحييناها بالمطر، قال المفسرون: موتُ الأرض
    جدبها، وإِحياؤها بالغيث، فإِذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل
    زوجٍ بهيج ولهذا قال تعالى بعده {وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا
    حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ}
    أي وأخرجنا بهذا الماء أنواع الحبوب ليتغذوا
    به ويعيشوا، قال القرطبي: نبَّههم تعالى بهذا على إحياء الموتى، وذكَّرهم على
    توحيده وكمال قدرته، بالأرض الميتة أحياها بالنبات، وإِخراج الحب منها، فمن الحبِّ
    يأكلون وبه يتغذون {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} أي
    وجعلنا في الأرض بساتين ناضرة فيها من أنواع النخيل والعنب {وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ
    الْعُيُونِ} أي وجعلنا فيها ينابيع من الماء العذب،
    والأنهار السارحة في بلدان كثيرة {لِيَأْكُلُوا مِنْ
    ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ}
    أي ليأكلوا من ثمرات ما ذُكر من
    الجنات والنخيل التي أنشأها لهم، ومما عملته أيديهم مما غرسوه وزرعوه بأنفسهم، قال
    ابن كثير
    : لما امتنَّ على خلقه بإِيجاد الزروع لهم، عطف
    بذكر الثمار وأنواعها وأصنافها، وما ذاك كله إلا من رحمة الله تعالى بهم، لا
    بسعيهم وكدِّهم، ولا بحولهم وقوتهم ولهذا قال {أَفَلا
    يَشْكُرُونَ}؟
    أي أفلا يشكرونه على ما أنعم به عليهم؟ واختار ابن جرير أنَّ
    "ما" بمعنى الذي أي ليأكلوا من ثمره ومما عملته أيديهم أي من الذي غرسوه
    ونصبوه {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا}
    أي تنزّّه وتقدَّس الله العلي الجليل الذي خلق الأصناف كلها، المختلفة الألوان
    والطعوم والأشكال من جميع الأشياء {مِمَّا تُنْبِتُ
    الأرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ}
    أي ممَّا تُخرج
    الأرضُ من النخيل والأشجار، والزروع والثمار، ومن أنفسهم من الذكور والإِناث، ومما
    لا يعلمون من المخلوقات العجيبة والأشياء الغريبة كما قال تعالى {ومن كل شيءٍ
    خلقنا زوجين لعلكم تذكَّرون}. {وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ
    نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ}
    أي وعلامةٌ أخرى لهم
    على كمال قدرتنا الليلُ نزيل عنه الضوء ونفصله عن النهار فإِذا هم داخلون في
    الظلام، وفي الآية رمزٌ إلى أن الأصل في الكون هو الظلام والنور عارض وهذا ما
    أكّده العلم الحديث، فإِذا غربت الشمس ينسلخ النهار من الليل ويُكشف ويزول فيظهر
    الأصل وهو الظلمة {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ
    لَهَا}
    أي وآيةٌ أخرى لهم الشمس تسير بقدرة الله في فَلك لا تتجاوزه ولا
    تتخطَّاه لزمنٍ تستقر فيه، ولوقتٍ تنتهي إليه وهو يوم القيامة حيث ينقطع جريانها
    عند خراب العالم، قال ابن كثير: وفي قوله تعالى
    {لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} قولان: أحدهما: أن المراد
    مستقرها المكاني وهو تحت العرش مما يلي الأرض لحديث البخاري أن النبي صلى الله
    عليه وسلم قال: (يا أبا ذرٍ أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: اللهُ ورسوله أعلم، قال:
    فإِنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ..) الحديث. والثاني: أن المراد بمستقرها هو منتهى
    سيرها وهو يوم القيامة، حيث يبطل سيرها، وتسكن حركتها، وتُكور وينتهي هذا العالم
    إلى غايته، وقرئ {لا مُسْتَقَرَّ لَها} أي لا قرار لها ولا سكون، بل هي سائرة
    ليلاً ونهاراً، لا تفتر ولا تقف {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} أي ذلك
    الجري والدوران بانتظام وبحساب دقيق هو تقدير الإِله العزيز في ملكه، العليم بخلقه
    {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} أي والقمرَ
    قدرنا مسيره في منازل يسير فيها لمعرفة الشهور، وهي ثمانية وعشرون منزلاً في
    ثمانية وعشرين ليلة، ينزل كل ليلةٍ في واحد منها لا يتخطاها ولا يتعداها، فإِذا
    كان في آخر منازله دقَّ واستقوس {حَتَّى عَادَ
    كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}
    أي حتى صار كغصن النخل اليابس، وهو عنقود التمر
    حين يجف ويصفر ويتقوس، قال مجاهد: أي العذق اليابس وهو عنقود الرطب إذا عتق ويبس
    وانحنى، ثم يبدأ جديداً في أول الشهر الآخر {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ
    تُدْرِكَ الْقَمَرَ} أي لا يمكن للشمس ولا يصح لها أن تجتمع مع القمر بالليل فتمحو
    نوره، لأن ذلك يُخلُّ بتلوين النبات، ومصلحة العباد، قال الطبري: أي لا الشمس يصلح
    لها إِدراك القمر، فيُذهب ضوءها نوره فتكون الأوقات كلها نهاراً لا ليل فيها {وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} أي ولا الليل يسبق
    النهار حتى يدركه فيذهب بضيائه فتكون الأوقات كلها ليلاً {وَكُلٌّ
    فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
    أي وكلٌ من الشمس والقمر والنجوم تدور في فلك
    السماء والغرضُ من الآية
    : بيانُ قدرة الله في تسيير هذا الكون بنظام
    دقيق، فالشمس لها مدار، والقمر له مدار، وكل كوكب من الكواكب له مدار لا يتجاوزه
    في جريانه أو دورانه، ولا يطغى أحدهما على الآخر -كما قال قتادة: "لكل حدٌ
    وعلمٌ لا يعدوه، ولا يقصر دونه"- حتى يأتي الأجل المعلوم بخراب العالم، فيجمع
    الله بين الشمس والقمر كما قال تعالى
    {وجُمع الشمس والقمر} فيختل نظام الكون، وتقوم
    القيامة، وتنتهي حياة البشرية عن سطح هذا الكوكب الأرضي {وَآيَةٌ
    لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
    أي
    وعلامة أخرى واضحة للناس على كمال قدرتنا أننا حملنا ءاباءهم الأقدمين -وهم ذرية
    آدم- في سفينة نوح عليه السلام التي أمره الله أن يحمل فيها من كلٍ زوجين اثنين،
    قال في التسهيل: وإِنما خصَّ ذريتهم بالذكر، لأنه أبلغ في الامتنان عليهم، ولأن
    فيه إشارة إلى حمل أعقابهم إلى يوم القيامة {وَخَلَقْنَا
    لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ}
    أي وخلقنا لهم من مثل سفينة نوح
    السفن العظيمة التي يركبونها ويبلغون عليها أقصى البلدان، وإِنما نسب الخلق إليه
    لأنها بتعليم الله جل وعلا للإِنسان، وقال ابن عباس: هي الإِبل وسائر المركوبات،
    فهي في البر مثل السفن في البحر {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ}
    ولو أردنا لأغرقناهم في البحر فلا مغيث لهم {وَلا هُمْ
    يُنقَذُونَ}
    أي ولا أحد يستطيع أن ينقذهم من الغرق {إِلا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} أي لا ينقذهم أحد إلا
    نحن لأجل رحمتنا إياهم، وتمتيعنا لهم إلى انقضاء آجالهم .. بيَّن تعالى أن ركوبهم
    السفن في البحر من الآيات العظيمة، فإِن سير السفينة بما فيها من الرجال والأثقال
    فوق سطح الماء آية باهرة فقد حملتهم قدرة الله ونواميسه التي تحكم الكون وتصرفه
    بحكم خواص السفن، وخواص الماء، وخواص الريح، وكلُّها من أمر الله وخلقه وتقديره،
    والسفينة في البحر الخضم كالريشة في مهبِّ الهواء، وإِلاّ تدركها رحمة الله فهي
    هالكة في لحظة من ليل أو نهار، والذين ركبوا البحار، وشاهدوا الأخطار، يدركون هول
    البحر المخيف، ويحسون معنى رحمة الله وأنها وحدها هي المنجي لهم من بين العواصف
    والتيارات، في هذا الخضم الهائل
    من هذه الأخطار يعرفون معنى قوله تعالى {إِلا رَحْمَةً مِنَّا} فسبحان الله القدير الرحيم!!. [6]






    الحوار بين فرعون وموسى عليه السلام
    حول الربوبية





    وقال تعالى
    :
    {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى} أي قال فرعون: ومنْ
    هذا الربُّ الذي تدعوني إِليه يا موسى؟ فإِني لا أعرفه؟ ولم يقل: من ربيّ لغاية
    عتوّه ونهاية طغيانه بل أضافه إِلى موسى وهارون {فَمَنْ
    رَبُّكُمَا} {قَالَ رَبُّنَا الَّ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو - 17:13