من تاريخ العمارة الدينية في عصر الأشراف السعديين
الجزء 1
ونتناول الآن بإيجاز دراسة بعض النمادج من العمارة الدينية لعصر الأشراف السعديين. وسوف لا يكون من قبيل الصدفة أن يقع اختيارنا على بعض روائع مدينة مراكش المعمارية، فقد كانت عاصمة الجنوب الحالية، قاعدة ملك السعديين ومقر سلطانهم وكرسي خلافتهم.
مسجد زاوية سيدي سليمان الجزولي بمراكش تاريخ المسجد والزاوية
في مدينة مراكش غير بعيد عن ضريح الأشراف السعديين توجد مجموعة معمارية تشمل على مسجد وضريح ومسيد (كتاب) وسبيل ومضيفة وحمام تعرف جميعها بزاوية سيدي بن سليمان الجزولي
لقد درس جورج مارسيه هذه المجموعة المعمارية وقال إنها منسوبة إلى سيدي الجزولي صاحب الطريقة الجزولية الذي نقل جثمانه إلى مراكش بأمر السلطان الأعرج السعدي حوالي سنة 1554م (1)وهي تقابل سنة 962 للهجرة.
ولعلنا من الوهلة الأولى نستطيع أن نلاحظ عدم صحة التاريخ المذكور وهو سنة 962 للهجرة إلى جانب اسم السلطان الأعرج السعدي. ذلك أن السلطان محمد المهدي المعروف بالشيخ الذي كان يستزوره أخوه الأكبر أبو العباس الأعرج انتفض عليه وغلبه واستولى على ما بيده وأصبح ملكا مستقلا سنة ست وأربعين وتسعمائة(2)، وقد قبض على أخيه المخلوع وأولاده وأودعهم السجن ثمان عشرة سنة إلى أن قتل السلطان المخلوع أبو العباس الأعرج يوم مقتل أخيه محمد المهدي المعروف بالشيخ سنة أربع وستين وتسعمائة(3).
وهكذا فإن عام 962 للهجرة الذي أورده جورج مارسيه كتاريخ لنقل السلطان الأعرج لجثمان الجزولي إلى مراكش غير مقبول حيث أوضحنا أن السلطان الأعرج قد نحى عن السلطة وأودع السجن ابتداء من عام 946. وتبدأ القصة بوفاة السلطان القائم بالله بأفغال من بلاد حاحا سنة 923 هجرية ودفنه هناك بإزاء ضريح الشيخ أبي عبد الله بن سليمان الجزولي الذي كان موضع الاعتقاد حيا وميتا(4).ثم أن السلطان أبو العباس الأعرج بن القائم بالله الذي كان قد دفن والده أولا بإزاء ضريح الشيخ المذكور بأفغال فإنه مجرد أن ملك مراكش واستقر له الأمر فيها بادر بنقل الشيخ الجزولي إلى مراكش ونقل أباه معه فدفنه بقربه أيضا (وكان ذلك في حدود الثلاثين وتسعمائة)(5).
وهكذا يمكن القول بأن السلطان أبو العباس الأعرج السعدي قام بمجرد استيلائه على مراكش بتأسيس ضريح الشيخ الجزولي في حدود 930 هجرية وليس 962 كما ذكر جورج مارسيه دون سند تاريخي.
في مدينة مراكش غير بعيد عن ضريح الأشراف السعديين توجد مجموعة معمارية تشمل على مسجد وضريح ومسيد (كتاب) وسبيل ومضيفة وحمام تعرف جميعها بزاوية سيدي بن سليمان الجزولي
لقد درس جورج مارسيه هذه المجموعة المعمارية وقال إنها منسوبة إلى سيدي الجزولي صاحب الطريقة الجزولية الذي نقل جثمانه إلى مراكش بأمر السلطان الأعرج السعدي حوالي سنة 1554م (1)وهي تقابل سنة 962 للهجرة.
ولعلنا من الوهلة الأولى نستطيع أن نلاحظ عدم صحة التاريخ المذكور وهو سنة 962 للهجرة إلى جانب اسم السلطان الأعرج السعدي. ذلك أن السلطان محمد المهدي المعروف بالشيخ الذي كان يستزوره أخوه الأكبر أبو العباس الأعرج انتفض عليه وغلبه واستولى على ما بيده وأصبح ملكا مستقلا سنة ست وأربعين وتسعمائة(2)، وقد قبض على أخيه المخلوع وأولاده وأودعهم السجن ثمان عشرة سنة إلى أن قتل السلطان المخلوع أبو العباس الأعرج يوم مقتل أخيه محمد المهدي المعروف بالشيخ سنة أربع وستين وتسعمائة(3).
وهكذا فإن عام 962 للهجرة الذي أورده جورج مارسيه كتاريخ لنقل السلطان الأعرج لجثمان الجزولي إلى مراكش غير مقبول حيث أوضحنا أن السلطان الأعرج قد نحى عن السلطة وأودع السجن ابتداء من عام 946. وتبدأ القصة بوفاة السلطان القائم بالله بأفغال من بلاد حاحا سنة 923 هجرية ودفنه هناك بإزاء ضريح الشيخ أبي عبد الله بن سليمان الجزولي الذي كان موضع الاعتقاد حيا وميتا(4).ثم أن السلطان أبو العباس الأعرج بن القائم بالله الذي كان قد دفن والده أولا بإزاء ضريح الشيخ المذكور بأفغال فإنه مجرد أن ملك مراكش واستقر له الأمر فيها بادر بنقل الشيخ الجزولي إلى مراكش ونقل أباه معه فدفنه بقربه أيضا (وكان ذلك في حدود الثلاثين وتسعمائة)(5).
وهكذا يمكن القول بأن السلطان أبو العباس الأعرج السعدي قام بمجرد استيلائه على مراكش بتأسيس ضريح الشيخ الجزولي في حدود 930 هجرية وليس 962 كما ذكر جورج مارسيه دون سند تاريخي.
تخطيط وعمارة المسجد
أما مسجد زاوية سيدي سليمان الجزولي فإنه يتميز ببعض الخصائص في التخطيط والعمارة على نحو ما نراه فيما بعد في مسجدي المواسين وباب دكالة حيث تسير عقود بلاطته عمودية على اتجاه القبلة مع وجود اسكوب مستعرض أمام حائط المحراب.
والمسجد عبارة عن بيت للصلاة من خمسة بلاطات تقف عقودها العمودية عند ابتداء اسكوب المحراب المستعرض. وبالإضافة إلى اسكوب المحراب يتسع بيت الصلاة لثلاثة أساكيب أخرى.
وصحن المسجد مربع المساحة تحيط به مجنبات من رواق واحد شرقا وغربا وشمالا، على أن المجنبة الشمالية لا تفتح بباب رئيسي على محور المحراب كما هي العادة، وإنما تتصل مباشرة بصحن آخر مستطيل (أقل عمقا من الصحن الأول) تحيط به مجنبات من الشرق والغرب، كما تحيط به من الشمال أيضا، حيث تتصل تلك المجنبة الأخيرة بضريح سيدي سليمان الجزولي حيث قاعة الدفن الرئيسية.
أما مسجد زاوية سيدي سليمان الجزولي فإنه يتميز ببعض الخصائص في التخطيط والعمارة على نحو ما نراه فيما بعد في مسجدي المواسين وباب دكالة حيث تسير عقود بلاطته عمودية على اتجاه القبلة مع وجود اسكوب مستعرض أمام حائط المحراب.
والمسجد عبارة عن بيت للصلاة من خمسة بلاطات تقف عقودها العمودية عند ابتداء اسكوب المحراب المستعرض. وبالإضافة إلى اسكوب المحراب يتسع بيت الصلاة لثلاثة أساكيب أخرى.
وصحن المسجد مربع المساحة تحيط به مجنبات من رواق واحد شرقا وغربا وشمالا، على أن المجنبة الشمالية لا تفتح بباب رئيسي على محور المحراب كما هي العادة، وإنما تتصل مباشرة بصحن آخر مستطيل (أقل عمقا من الصحن الأول) تحيط به مجنبات من الشرق والغرب، كما تحيط به من الشمال أيضا، حيث تتصل تلك المجنبة الأخيرة بضريح سيدي سليمان الجزولي حيث قاعة الدفن الرئيسية.
جامع المواسين بمراكش
تاريخ المسجد
وفي عاصمة الجنوب مراكش يعرف مسجد آخر بمسجد الأشراف بحي المواسين كان أهل الورع يتجنبون الصلاة فيه بعد بنائه لما يقال أن موضع ذلك الجامع كان مقبرة لليهود(6)[size=16].
تاريخ المسجد
وفي عاصمة الجنوب مراكش يعرف مسجد آخر بمسجد الأشراف بحي المواسين كان أهل الورع يتجنبون الصلاة فيه بعد بنائه لما يقال أن موضع ذلك الجامع كان مقبرة لليهود(6)[size=16].
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر