اللهم صلي على سيدنا محمد و آله و سلم
........قال فلما أصبح هاشم أمر أصحابه أن يلبسوا أفخر أثوابهم و أن يظهروا زينتهم فلبسوا ما كان عندهم من الزينة و أظهروا التيجان و الجواشن و الدروع و البيض و أقبلوا يريدون سوق قينقاع و قد شدوا لواء نزار و أحاطوا بهاشم عن يمينه و شماله فتقدمت العبيد و أبو سلمى معهم و معهم رجال من كبار قومه و هم جماعة من اليهود قال فلما أشرفوا على سوق بني قينقاع و كان يجتمع إليه الناس من أقصى البلاد و أقطارها و سكانها فلما أشرف هاشم على السوق هو و أصحابه و هو بينهم كالبدر المنير بين الكواكب و عليه السكينة و الوقار قال فاندهش أهل السوق و جعلوا ينظرون إلى النور الذي بين عينيه قال و كانت سلمى واقفة بين الناس تنظر إلى هاشم و إلى حسنه و جماله و ما عليه من الهيبة و الوقار إذ أقبل إليها أبوها و قال لها يا سلمى أبشرك بما يسرك و كانت سلمى متعجبة من نفسها ثم قالت فيم تبشرني قال أبشرك أن هذا الرجل لك خاطب و فيك راغب هذا يا سلمى من أهل العفاف و المعروف بالجود و الإنصاف هاشم بن عبد مناف و إنه لم يخرج من الحرم لغيرك قال فلما سمعت كلام أبيها أعرضت بوجهها عنه و أدركها الحياء من أبيها و قد أمسكت عن الكلام ثم التفتت إليه و قالت يا أبي إن النساء يفتخرن بالحسن و الجمال و القد و الاعتدال و إذا كان زوج المرأة سيد من سادات العرب و كان مليح المنظر و المخبر فما تقول المرأة و قد علمت ما جرى بيني و بين أحيحة بن الجلاح الأوسي و حيلتي عليه و إنه قد خلعت منه نفسي ثم إنه لم يتمكن من الكلام و إن هذا الرجل قد كبرت عظمته و نور وجهه و علت مروءته و إن إحسانه يدل على فخره إلا أنه لا بد لي أن أطلب عليه المهر و ما أستحقه و لا أصغر حالي و سيكون لنا و لهم خطابا و جوابا و كان ذلك القول تجللا و تجملا لأبيها لأنها لم تصدق بذلك حتى سمعت من أبيها ذلك الكلام ثم نزل هاشم قريب من السوق و اعتزل ناحية و أقبل أهل السوق مسرعين ينظرون إليه. قال صاحب الحديث قد بلغنا أنه قد ضاع من معاشهم شيء كثير حتى اشتغلوا بالنظر إلى وجهه قال فضرب له خيمة بالخز الأحمر و نصب له سرادقان فلما دخل هاشم و أصحابه الخيمة تفرق أهل السوق عنه و جعل أهل السوق يسألون عن هاشم و أمره و ما قدومه عليهم من مكة فقيل لهم خطابا لسلمى بنت عمرو قال فحسدوها عليه و كانت أجمل أهل زمانها و أحسنهم و أكملهم و كانت سلمى جارية تامة معتدلة و كان لها منظر و مخبر كاملة الأوصاف ناعمة الأطراف سريعة الجواب حسنة الأواب عاقلة عفيفة تقية طاهرة مطهرة من الدنس قال فحسدوها على هاشم حتى إبليس اللعين قد تصور لها في صورة شيخ كبير فقال لها يا سلمى أنا من أصحاب هاشم و قد جئتك أخبرك و هي نصيحة مني إليك اعلمي أن لصاحبنا من الحسن و الجمال كما رأيت غير أنه مملول للنساء و لا تقيم المرأة عنده أكثر من شهرين إذا كثر و إلا عشرة أيام و قد تزوج بنساء كثيرة و بعد ذلك جبان في الحروب فقالت سلمى إليك عني فو الله لو ملأ لي حوضا من المال ما قبلته و قد كنت أحببته و رغبت فيه و لقد زالت رغبتي فيه لما ذكرت من هذه الخصال فاذهب عني و انصرف قال فانصرف عنها و تركها في همها و غمها ثم إن إبليس اللعين تصور في صورة رجل آخر و زعم أنه من أصحاب هاشم و قال لها مثلما قال أولا فقالت أ و ليس أرسلت إليه أنه لا يرسل لي بعد ذلك و الله إن بعث أبي رسولا أمرت بضرب عنقه قال فخرج إبليس لعنه الله من عندها فرحا مسرورا و قد صح عنده البغضاء لهاشم و ظن أن هاشم يرجع خائبا قال فدخل عليها أبوها فوجدها في حيرتها و سكرتها فقال لها يا سلمى ما الذي حل بك و اليوم يوم سرورك و فرحك قالت يا أبت لا تزيدني هما فقد فضحتني و شهرت أمري و أردت تزويجي برجل ملول للنساء كثير الطلاق جبان في الحروب قال فضحك أبوها و قال يا سلمى و الله ما لهذا الرجل من هذه الخصال شيء و إنه إلى كرمه الغاية و إلى جوده النهاية و إنما سمي هاشم لأنه هشم الثريد لقومه و أما قولك مطلاق فإنه ما طلق امرأة بعينها و أما قولك جبان في الحروب فإنه أجود أهل زمانه في الشجاعة و إنه معروف عند الناس بالجواب و الخطاب و الصواب فقالت يا أبت فلو كان هذه خصاله فلم جاءني منه رسولان و أخبراني كل واحد منهما بهذا الكلام فقال أبوها ما جاءنا رسول و لا خبر فاصرفي عنك الوسواس ثم خرج من عندها و تركها في همها و قد صح عندها قول الشيطان و أخذ بعقلها و كان الشيطان بذلك الزمان يحضر و يأخذ عقول الناس و يأمرهم و ينهاهم و كانوا يطيعونه و هاشم لا يعلم بذلك و كان قد عول على خطبتها غداة غد في جمع من قومه و أنها سارت في حوائجها و هي تريد أن تنظر إلى هاشم قال فجمع الله بينها و بينه في طريق واحد و كان في ذلك الزمان النساء لا يستحين من الرجال و لا كان يضرب حجابا إلى أن بعث رسول الله قال و كانت طائفة من اليهود بناحية من الخيمة خيمة هاشم فلما اجتمعت سلمى بهاشم عرفته بالنور الساطع و الضياء اللامع و عرفها كذلك ثم قالت يا هاشم قد أحببتك و أردتك فإذا كان في غداة غد فاخطبني من أبي و لا يعز عليك المال فإن طلبوا منك مالا ساعدتك عليه فلما أصبح الصباح تأهب هاشم للقاء القوم فتزينوا بزينتهم و أومئ إلى أخيه المطلب أن اخطبها فإذا تكاملوا أهل سلمى أنبأ عليهم بالكلام قال فعند ذلك تكاملوا أهل سلمى و دخل هاشم و أصحابه فعند ذلك قام من في المجلس و جلس هاشم و أصحابه في صدر المجلس و تطاولت القوم إلى هاشم بالأعناق فابتدأ هاشم بالكلام و ساعده أخوه المطلب و قال يا أهل الشرف و الإكرام و الإنعام
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر