قراءة أعجبتني.....(الفكر المستنير)

ابراهيم العشماوي: عضو فعال; علم الدولة :
عدد الرسائل : 2273
البلد : المنصورة
العمل : مدير
الهوايات : القراءة والرسم
تقييم القراء : 11
النشاط : 6931
تاريخ التسجيل : 24/09/2008

مساهمة رقم 1

قراءة أعجبتني.....(الفكر المستنير)

من طرف ابراهيم العشماوي السبت 25 أبريل - 2:21

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار

لم تكن الدكتورة سعاد صالح موفقة في كلامها في برنامج "المسلمون يتساءلون" حين طالبت بأن يكون توقيع العقاب علنا بميدان التحرير علي جرائم الاغتصاب وخطف الإناث وغيرها من الجرائم التي تتطلب عقوبة الإعدام. ولم يكن تمسكها بقولها هذا تمسكا بحق أو استنادا إلي دليل شرعي. ولكنه كان نوعا من التشبث بالرأي انتصارا للنفس وزهوا بما يدخله بريق الإعلام من فساد علي نفوس المتحدثين يدفعهم إلي عدم الرجوع للحق حتي لا يظن من يشاهدونهم علي الهواء أنهم مترددون. أو كما يظنون ذلك. رغم أن مشاهدة عاقلة قد صوبت لها كلامها بردود جميلة مقنعة حين وجهتها إلي سوء فهمها لقول الله تعالي "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين". وأن المراد منه ليس هو العلانية التي تقول بها الدكتورة سعاد. ولكن الدكتورة سعاد لم تقبل كلام المشاهدة وعنفتها وسفهت تفسيرها للآية الكريمة وقالت إنها لا تقرها علي هذا التفسير. مع أن كلام المشاهدة التي لم تكن فقيهة ولا متخصصة هو الصواب وكلام الدكتورة سعاد هو الخطأ.
إن المطالبة بعلنية توقيع عقوبة الإعدام في ميدان التحرير - كما اشتهر هذا الميدان بذلك علي ألسنة من يطلبون تلك العلنية - لا يستند إلي دليل شرعي ولا يقوم علي فهم فقهي. ولكنه لا يتجاوز حدود التملق لرغبات بعض من ينشدون التشدد والعنف في توقيع العقاب. وهم كثر في عصرنا الذي أصبح التعبير عن تشديد العقاب فيه نوعا من التعويض عن الشعور بالإحباط في مجالات حياتية كثيرة. وليس في أدلة الشارع ما يساعد علي مشروعية تلك الصورة المطلوبة للعلانية.
إن قول الله تعالي "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين". قد شهد اختلافا كبيرا من أهل العلم في معني الطائفة فقال بعضهم: إن المراد به رجل. وقال آخرون: رجلان. وقال غيرهم: ثلاثة. وقال بعض الفقهاء: أربعة وخصهم بعض الفقهاء بالشهود. وقيل إنهم عشرة. وذلك أقصي عدد وصل إليه رأي بعض الفقهاء ضمن ما قيل من آراء في تفسير معني الطائفة. وهذه الأقوال كلها منسوبة للنخعي ومجاهد. وعطاء وعكرمة. والزهري وقتادة وابن عباس ومالك والحسن البصري وقد وردت تفصيلا في "اللباب" لأبي عمر الدمشقي في تفسير الكتاب وليس بلازم أن تتم العلانية لهؤلاء. لأن قول الله تعالي: "وليشهد" أمر. ولكن ليس المراد به الوجوب ولكن المراد به الاستحباب لدفع التهمة. أو لبقاء الشهود علي الشهادة. ولهذا كان التمسك بتلك العلانية علي أنها نوع من الواجب كما قالت الدكتورة سعاد مخالفة واضحة لما سنه الله ورسوله. وهي مخالفة لم تعد أخلاق العنف في عصرنا تحتملها. حيث لم تعد قادرة علي استيعاب المزيد من العنف. ويكفي في العلنية الإعلان عنها في وسيلة من وسائل الإعلان التي كثرت في عصرنا ما بين مرئية ومسموعة ومقروءة. لقد شبعنا عنفا ولم نعد بحاجة إلي المزيد منه.